logo
الحسين (ع)

الحسين (ع)

شبكة النبأمنذ يوم واحد
فالإمام سيد الشهداء (ع) لم يستعمل في ثورته اسلوبا عنيفا ودمويا للتصعيد في ثورته سوى القاء الحجة والبرهان المنطقي، رغم انه (ع) كان يدرك ان القاء الحجج والبراهين امام معسكر لايتورع عن استخدام لغة السيف والترهيب وتجاوز اخلاق الحروب والعرف الاجتماعي والعسكري هو مضيعة للوقت معهم، فكانت معركة الطف...
عاشوراء تكاد تنفرد عن مثيلاتها من الثورات المفصلية، التي غيّرت مجرى التاريخ الانساني بعدة سمات لاتتكرر في غيرها، فعاشوراء هي الثورة الوحيدة في التاريخ التي لم (تأكل) اولادها ان صحّ التعبير، فاغلب الثورات لم تسرْ وفق المنهج المرسوم لها فانحرفت مساراتها او شطّت عن الطريق الصحيح واخذت تناوئ بعض رموزها وجماهيرها كما حدث في الثورة الفرنسية الكبرى التي اطاحت برؤوس قادتها.
الاّ ثورة الحسين (ع) فإنها بدأت ثورة متماسكة وناضجة وذات هدف واضح وايديولوجية ثورية معروفة للجميع فحظي ابطالها بامتياز الثوار وتقدير الشهادة والاكرام، معظم الثورات اصابتها الفوضى الخلاقة، فخسرت الكثير من الاتباع والجماهير الاّ ان هذه الثورة قد ازداد عديد رموزها وابطالها بانضمام رموز من المعسكر المعادي اليها كالحر الرياحي الذي كان من كبار قادة ذلك المعسكر، بعد سلسلة من الخُطب التوجيهية والتوعوية التي وجّهها الامام الشهيد (ع).
لم تتجاوز الثورة الحسينية هدفها الستراتيجي المرسوم لها بقيادة الامام الشهيد (ع) وهو الاصلاح، فكان هدفا مركزيا للنهوض بالأمة (انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي) والذي اعلنه في بداية خروجه من المدينة المنورة، الى أن اناخ برحله على صعيد كربلاء حيث استشهاده المفجع ولم يكشف الامام الشهيد (ع) عن اي هدف اخر غير الإصلاح.
كما تميزت ثورة الحسين بسلميتها، فالإمام الشهيد لم يفرض نفسه وايديولوجية على الجميع مهما كانوا وحتى مشروعه الاصلاحي واضح الاهداف لم يفرضه على احد، بدليل انه (ع) قد خيّر من التحق بأن يتركوه بدءا من المدينة وانتهاء بكربلاء ومرورا بالمحطات الـ(18) التي مر بها وخيّرهم بين البقاء معه او التخلي عنه وتكرر الامر عشية يوم عاشوراء، حين طلب منهم الذهاب في سبيلهم، رغم انه كان بحاجة شديدة وماسة للمقاتلين الذين كانوا بالعشرات مقابل الوف مؤلفة من الجيش النظامي بكامل عدده وعدته وكان الجميع يعلم بمن فيهم الامام الشهيد ان المعركة التي سيخوضونها خاسرة بالنسبة لهم كما لم تكن رابحة بالنسبة للمعسكر المناوئ لان الحقيقة (حقيقة الاصلاح) التي رفعها وطالب بها الامام الشهيد، لم تكن متوقفة على العدد والكثرة بقدر ما كانت متوقفة على المبادئ والقيم والرجال الذين يحملونها ويضحّون بأنفسهم من اجلها.
فالإمام سيد الشهداء (ع) لم يستعمل في ثورته اسلوبا عنيفا ودمويا للتصعيد في ثورته سوى القاء الحجة والبرهان المنطقي، رغم انه (ع) كان يدرك ان القاء الحجج والبراهين امام معسكر لايتورع عن استخدام لغة السيف والترهيب وتجاوز اخلاق الحروب والعرف الاجتماعي والعسكري هو مضيعة للوقت معهم، فكانت معركة الطف هي اجلى مثل على انتهاك جميع الاعراف القتالية والاجتماعية وحتى الاعراف التي اعتاد عليها العرب في الجاهلية التي قضى عليها الرسول (ص) لم يراعوا فيها ابسط القواعد فيها، فلأول مرة اصبح قتل الاطفال وحرق الاخبية التي تأوي النساء، فضلا عن قتل النساء من صميم المعارك فصارت عرفا عسكريا بعد معركة الطف المروعة.
فالإمام الشهيد لم يلجأ الى السيف بعد انتهاء مرحلة الهدنة ومحاولة نصح المعسكر المقابل من مغبّة خوض المعركة ضده كونه حفيد الرسول (ع) وقبيل احتدام المعركة الضروس وغير المتكافئة اصلا، فالتجأ الى القوة دفاعا عن النفس والعرض ولم يبدأهم بالقتال، فكان هذا الدفاع (وليس الهجوم) قمة في التصعيد الذي التجأ اليه، فهو لم يأت الى كربلاء مُرفقا معه ثلة من اصحابه الافياء واهل بيته وأسرته من اجل الحرب، بل من اجل الاصلاح، الذي أعلن عنه كمشروع سلمي منذ خروجه من المدينة.
وكدليل على هذا المسعى السلمي انه عليه السلام وفي حالة نادرة في تاريخ الحروب والثورات، ربما لن تتكرر اطلاقا قيام قائد المعسكر المناوئ بسقاية جنود القوة العسكرية المعادية وهي ذات القوة التي كانت سببا في احتجازه في كربلاء ومنعه من الرجوع الى مأمنه من الارض، بل وكانت سببا في حدوث المأساة التي حدثت يوم عاشوراء.
فكان هذا اليوم خرقا واضحا لكل الاعراف التي اعتادت عليها العرب وصار خرقا اسلاميا واضحا وكان هذا الخرق هو الثمن الذي دفعه الامام الشهيد(ع) في سبيل الحقيقة حقيقة الاصلاح الحسيني. وأوجز الجواهري الفكرة بقوله:
تعاليتَ من فَلَكٍ قُطْرُهُ يَدُورُ على المِحْوَرِ الأوْسَعِ.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحسين (ع)
الحسين (ع)

شبكة النبأ

timeمنذ يوم واحد

  • شبكة النبأ

الحسين (ع)

فالإمام سيد الشهداء (ع) لم يستعمل في ثورته اسلوبا عنيفا ودمويا للتصعيد في ثورته سوى القاء الحجة والبرهان المنطقي، رغم انه (ع) كان يدرك ان القاء الحجج والبراهين امام معسكر لايتورع عن استخدام لغة السيف والترهيب وتجاوز اخلاق الحروب والعرف الاجتماعي والعسكري هو مضيعة للوقت معهم، فكانت معركة الطف... عاشوراء تكاد تنفرد عن مثيلاتها من الثورات المفصلية، التي غيّرت مجرى التاريخ الانساني بعدة سمات لاتتكرر في غيرها، فعاشوراء هي الثورة الوحيدة في التاريخ التي لم (تأكل) اولادها ان صحّ التعبير، فاغلب الثورات لم تسرْ وفق المنهج المرسوم لها فانحرفت مساراتها او شطّت عن الطريق الصحيح واخذت تناوئ بعض رموزها وجماهيرها كما حدث في الثورة الفرنسية الكبرى التي اطاحت برؤوس قادتها. الاّ ثورة الحسين (ع) فإنها بدأت ثورة متماسكة وناضجة وذات هدف واضح وايديولوجية ثورية معروفة للجميع فحظي ابطالها بامتياز الثوار وتقدير الشهادة والاكرام، معظم الثورات اصابتها الفوضى الخلاقة، فخسرت الكثير من الاتباع والجماهير الاّ ان هذه الثورة قد ازداد عديد رموزها وابطالها بانضمام رموز من المعسكر المعادي اليها كالحر الرياحي الذي كان من كبار قادة ذلك المعسكر، بعد سلسلة من الخُطب التوجيهية والتوعوية التي وجّهها الامام الشهيد (ع). لم تتجاوز الثورة الحسينية هدفها الستراتيجي المرسوم لها بقيادة الامام الشهيد (ع) وهو الاصلاح، فكان هدفا مركزيا للنهوض بالأمة (انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي) والذي اعلنه في بداية خروجه من المدينة المنورة، الى أن اناخ برحله على صعيد كربلاء حيث استشهاده المفجع ولم يكشف الامام الشهيد (ع) عن اي هدف اخر غير الإصلاح. كما تميزت ثورة الحسين بسلميتها، فالإمام الشهيد لم يفرض نفسه وايديولوجية على الجميع مهما كانوا وحتى مشروعه الاصلاحي واضح الاهداف لم يفرضه على احد، بدليل انه (ع) قد خيّر من التحق بأن يتركوه بدءا من المدينة وانتهاء بكربلاء ومرورا بالمحطات الـ(18) التي مر بها وخيّرهم بين البقاء معه او التخلي عنه وتكرر الامر عشية يوم عاشوراء، حين طلب منهم الذهاب في سبيلهم، رغم انه كان بحاجة شديدة وماسة للمقاتلين الذين كانوا بالعشرات مقابل الوف مؤلفة من الجيش النظامي بكامل عدده وعدته وكان الجميع يعلم بمن فيهم الامام الشهيد ان المعركة التي سيخوضونها خاسرة بالنسبة لهم كما لم تكن رابحة بالنسبة للمعسكر المناوئ لان الحقيقة (حقيقة الاصلاح) التي رفعها وطالب بها الامام الشهيد، لم تكن متوقفة على العدد والكثرة بقدر ما كانت متوقفة على المبادئ والقيم والرجال الذين يحملونها ويضحّون بأنفسهم من اجلها. فالإمام سيد الشهداء (ع) لم يستعمل في ثورته اسلوبا عنيفا ودمويا للتصعيد في ثورته سوى القاء الحجة والبرهان المنطقي، رغم انه (ع) كان يدرك ان القاء الحجج والبراهين امام معسكر لايتورع عن استخدام لغة السيف والترهيب وتجاوز اخلاق الحروب والعرف الاجتماعي والعسكري هو مضيعة للوقت معهم، فكانت معركة الطف هي اجلى مثل على انتهاك جميع الاعراف القتالية والاجتماعية وحتى الاعراف التي اعتاد عليها العرب في الجاهلية التي قضى عليها الرسول (ص) لم يراعوا فيها ابسط القواعد فيها، فلأول مرة اصبح قتل الاطفال وحرق الاخبية التي تأوي النساء، فضلا عن قتل النساء من صميم المعارك فصارت عرفا عسكريا بعد معركة الطف المروعة. فالإمام الشهيد لم يلجأ الى السيف بعد انتهاء مرحلة الهدنة ومحاولة نصح المعسكر المقابل من مغبّة خوض المعركة ضده كونه حفيد الرسول (ع) وقبيل احتدام المعركة الضروس وغير المتكافئة اصلا، فالتجأ الى القوة دفاعا عن النفس والعرض ولم يبدأهم بالقتال، فكان هذا الدفاع (وليس الهجوم) قمة في التصعيد الذي التجأ اليه، فهو لم يأت الى كربلاء مُرفقا معه ثلة من اصحابه الافياء واهل بيته وأسرته من اجل الحرب، بل من اجل الاصلاح، الذي أعلن عنه كمشروع سلمي منذ خروجه من المدينة. وكدليل على هذا المسعى السلمي انه عليه السلام وفي حالة نادرة في تاريخ الحروب والثورات، ربما لن تتكرر اطلاقا قيام قائد المعسكر المناوئ بسقاية جنود القوة العسكرية المعادية وهي ذات القوة التي كانت سببا في احتجازه في كربلاء ومنعه من الرجوع الى مأمنه من الارض، بل وكانت سببا في حدوث المأساة التي حدثت يوم عاشوراء. فكان هذا اليوم خرقا واضحا لكل الاعراف التي اعتادت عليها العرب وصار خرقا اسلاميا واضحا وكان هذا الخرق هو الثمن الذي دفعه الامام الشهيد(ع) في سبيل الحقيقة حقيقة الاصلاح الحسيني. وأوجز الجواهري الفكرة بقوله: تعاليتَ من فَلَكٍ قُطْرُهُ يَدُورُ على المِحْوَرِ الأوْسَعِ.

الامام الحسين والعلاقة بين الإصلاح والصلاة
الامام الحسين والعلاقة بين الإصلاح والصلاة

شبكة النبأ

timeمنذ يوم واحد

  • شبكة النبأ

الامام الحسين والعلاقة بين الإصلاح والصلاة

إقامة الصلاة بشكل طوعي مع الشوق والحب والالتزام الدائم، تخلق حالة من القوة الذاتية بإمكانية إنجاز أي عمل على أحسن وجه، لأن ثمة قدرة لا متناهية تكون مع المصلي والذي سيحظى بصلة مباشرة مع هذه القوة القاهرة عندما يسجل حضوره الدائم... "أشهد أنك قد أقمت الصلاة". من الزيارة السابعة للإمام الحسين، عليه السلام، (زيارة وارث) الفساد والانحراف والتضليل، مفاهيم لها وجود في الذهن، ثم تخرج الى الواقع الخارجي في تطبيقات عملية، فنراها متجسدة في أفراد، كما نجدها في جماعات، فاذا عقدت النية على مكافحة هذه المفاهيم السلبية والضارة علينا شحذ مفاهيم تقف بالضدّ منها لمحاربتها على الصعيد العملي، كما الحال في البكتريا النافعة التي تقمع نظيرتها الضارة في جسم الانسان، وهذا مثال للتقريب. ففي ساحة المعركة يوم العاشر من المحرم، كان جيش ابن سعد يرى في الامام الحسين مقاتلاً ضد النظام الأموي الجائر، ومعارضاً لشخص يزيد بأن يتولى منصب خلافة رسول الله، والتحكم بمصائر المسلمين، وأنه يرى نفسه الأجدر، فالقضية في كربلاء سياسية بأدوات عسكرية، ولم يدر في خلدهم لحظة واحدة أن الامام الحسين إنما يقاتل ويضحي بنفسه وبأهل بيته لأمر آخر أوسع بعداً مما يعيشونه في لحظتهم الراهنة، علماً أنه، عليه السلام، أعلنها جهاراً نهاراً بأني "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي"، ولكن؛ ربما لم تطرق اسماعهم هذه الكلمة، كما هي اليوم تدوي في الآفاق، أو سمعوها ولم يعوها، في كل الاحوال، غابت عنهم حقيقة أراد الامام الحسين تجسيدها في ميدان المعركة يوم عاشوراء، بأن الاسباب التي جعلتهم يفقدون كرامتهم وحريتهم، يمكن ازالتها ومعالجتها قبل فوات الأوان. رسالتين بعثها الامام الحسين، عليه السلام، لأهل الكوفة المتجحفلين تحت إمرة ابن سعد والشمر وأشباههما، هما: طلب تأجيل المعركة من ليلة العاشر من المحرم الى نهارها، فأرسل أخاه العباس، عليه السلام، "فإن استطعت أن تؤخرهم إلى غدوة وتدفعهم عنّا العشية، لعلنا نصليّ لربنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أني قد كنت أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والإستغفار"، ولابد أن تناهى هذا الطلب الى أسماع بعض او جزء كبير من تلك الجحافل، بأن الامام يطلب تأجيل القتال ليصلي الى ربه ويتلو القرآن الكريم، والرسالة الثانية: أداء الصلاة وسط المعركة، فيما كانت السهام تنهال على معسكر الامام في لحظات لا توصف. التضحية من أجل الصلاة أم من أجل مكافحة الفساد؟! بما أن الغاية النهائية للحركة الحسينية المعارضة؛ الإصلاح في الأمة، وإعادة الروح الدينية الى كيانها من خلال "آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"، فمن أرقى وأسمى معالم الدين وأكثر حيوية؛ الصلاة التي نعرف قيمتها من القرآن الكريم: {تنهى عن الفحشاء والمنكر}، ومن حديث رسول الله، صلى الله عليه وآله: "الصلاة عمود الدين"، وأي قائد اليوم يعيش حالة مواجهة على الصعد كافة؛ سياسياً واقتصادياً، ومخابراتياً، وتكنولوجياً، يوظف كل طاقاته ووقته لتوجيه الضربة الناجحة للعدو، ولن يفكر بشيء اسمه: الصلاة، لسبب بسيط جداً؛ "بالإمكان الاتيان بها لاحقاً"، أو "ثمة وقت متاح للصلاة، بينما لا وقت أمام الخصم"، بينما يغيب عن ذهن البعض أن الفساد والانحراف والمحاصصة السياسية وغيرها من المساوئ في المجتمع والدولة، كلها ذات تنبع من مجانبة الدين وأحكامه ونظمه، كما كان الحال عليه في عهد الامام الحسين، وفي يوم عاشوراء، "فالامام الحسين قد أقام الصلاة بتضحياته الجسام، وباستقامته وصلابته في طريق الحق، وواجه المستبدين كافة، وإن كانوا قد تجسدوا في يزيد الذي كان يلعب بالقرود، ويشرب الخمور، ويحاول أن يحطم عُرى دين الله، عروةً عروة". (الامام الحسين وفروع الدين- آية الله السيد مرتضى الشيرازي)، بما يعني أن صلاة الامام الحسين وسط ميدان المعركة، رسالة الى الأمة والى الأجيال بأن هذه الصلاة هي الجسر الوحيد المؤدي الى الإصلاح الحقيقي لكل ما تعانيه من أزمات ومشاكل ومحن، ومن لا يجد في نفسه القوة للتضحية من اجل الصلاة، بوقته –على أقل التقادير- كيف له الإدعاء بقدرته على محاربة الفساد والظلم، وهي مواجهة محتدمة بالحديد والنار؟ من هنا يعملنا الامام الصادق، عليه السلام، في زيارته لجدّه الامام الحسين، بأن نتذكر دائماً هذه القاعدة الاساس في عملية الإصلاح والتغيير عندما نشهد في قراءتنا للزيارة بأن "أشهد أنك قد أقمت الصلاة"، وقد بحث في هذه الجملة القصيرة، العديد من العلماء، المضامين والابعاد الواسعة لمسألة "الشهادة" من الزائرين على مر الزمن. والغريب حقاً أن نسمع هذه الايام بأن إقامة الصلاة في الدوائر الرسمية، او في الجامعات او في الاسواق، مدعاة لتضييع حقوق الناس! بدعوى أن البعض يتخد من وقت الصلاة فرصة للتهرّب من أداء مسؤوليته وأمانته في عمله، ثم يربطون بين هذا التصرف الشاذ، وبين الفساد! متناسين –ربما عن غير قصد- الاسباب المعروفة والمؤثرة بشكل مباشر في نشوء وانتشار هذا الداء الوبيل. وحسناً قال رئيس وزراء إحدى الدول الاسلامية في دعوته لإقامة الصلاة في الدوائر الرسمية، بأن "البعض يقول للصلاة عندي عمل، وأنا أقول للعمل عندي صلاة"! وهذا تجسيد لأحد أبرز قيم النهضة الحسينية في حياتنا اليومية لمن يريد تحقيق الإصلاح ومحاربة الفساد والتخلص منه الى الأبد. وهذا يعني تهديد مصالح الفاسدين في المجتمع والدولة، لذا نرى محاولات غير مباشرة عديدة للتقليل من أهمية الصلاة في المدرسة، والجامعة، والسوق، والدوائر الحكومية، فما الضير في أن يؤدي الناس صلاة الفريضة في أي دائرة حكومية عندما يحين وقتها، وهي لا تأخذ من الوقت سوى دقائق معدودة؟ إقامة الصلاة بشكل طوعي مع الشوق والحب والالتزام الدائم، تخلق حالة من القوة الذاتية بإمكانية إنجاز أي عمل على أحسن وجه، لأن ثمة قدرة لا متناهية تكون مع المصلي والذي سيحظى بصلة مباشرة مع هذه القوة القاهرة عندما يسجل حضوره الدائم، كما يسجل الكثير حضورهم الدائم في ديوان عشائري، او مكتب لشخصية مرموقة لها شأنها في انجاز معاملات وقضاء أعمال، او حتى الحصول على منافع مادية، فهل إن هؤلاء أكثر قوة وقدرة من الله –تعالى-؟! أم أن الغفلة بسبب دوامة الازمات والمشاكل هي التي تبعد الانسان عن حقائق واضحة في الحياة؟

هل يجوز قول "سيدنا الحسين" ؟.. دار الإفتاء تجيب
هل يجوز قول "سيدنا الحسين" ؟.. دار الإفتاء تجيب

صدى البلد

timeمنذ 3 أيام

  • صدى البلد

هل يجوز قول "سيدنا الحسين" ؟.. دار الإفتاء تجيب

ورد إلى دار الإفتاء المصرية استفسار حول مشروعية قول "سيدنا الإمام الحسين"، حيث أبدى أحد الأشخاص اعتراضه على هذه العبارة، مستدلًا بحديث النبي ﷺ: «إنما السيد الله»، ومعتبرًا أن إطلاق لفظ "السيد" على غير الله تعالى لا يجوز شرعًا. وفي ردها الرسمي عبر صفحتها على موقع "فيس بوك"، أكدت دار الإفتاء المصرية أن استخدام لفظ السيادة في قولنا: "سيدنا الحسين" أو "سيدنا الإمام الحسين عليه السلام"، وكذلك عند الحديث عن جميع آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هو أمر مشروع وجائز شرعًا. وأوضحت أن هذا الأسلوب في الخطاب يعبر عن حسن الأدب، وإعطاء كل ذي فضل حقه، واحترام المقامات، وهو لا يحمل أي انتقاص من تعظيم الله سبحانه وتعالى، ولا ينطوي على غلوّ أو تعظيم مخلوق بما لا يليق. وأضافت دار الإفتاء أن ما ورد في الحديث الشريف: «السيد الله» إنما يُفهم في ضوء أن السيادة الكاملة والحقيقية هي لله وحده، باعتباره المتصرّف المطلق والمالك لكل شيء، وأن الخلق جميعًا عبيد لله. وبالتالي فإن الحديث يحذر من التكبر أو ادعاء السيادة بمعناها الاستعلائي، وليس المقصود به المنع من إطلاق لفظ "سيد" على وجه التكريم، مثل قولنا "سيدنا الحسين" أو "سادتنا أهل البيت"، إذ إن هذا النوع من الخطاب ورد في نصوص شرعية، وسار عليه الصحابة والعلماء عبر العصور. وفي السياق ذاته، بينت دار الإفتاء من هو الإمام الحسين رضي الله عنه، فقالت: هو أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وهو سبط النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وريحانته من الدنيا. واستشهدت بحديث شريف رواه الطبراني في "المعجم الكبير" وأورده البخاري معلقًا، عن الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، أنه قال: دخلت على رسول الله ﷺ، فإذا الحسن والحسين يلعبان بين يديه وفي حجره، فقلت: يا رسول الله، أتحبهما؟ فقال: «وكيف لا أحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا أشمهما؟». واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن توقير أهل البيت، ومنهم الإمام الحسين، هو من صميم تعاليم الإسلام، ومن مظاهر المحبة للنبي وآله، ولا يتعارض مع التوحيد أو تعظيم الله تعالى، بل هو من تمام الدين والخلق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store