
صور الأقمار الاصطناعية تظهر توسع القواعد العسكرية في ليبيا
كشفت تقارير متطابقة، أن روسيا نقلت معدّات عسكرية متطورة من قواعدها بسوريا إلى قاعدة في الشرق والجنوب الليبي، الخاضعة لسيطرة الجيش الليبي
العربية – منية غانمي
منذ سنوات، كان لروسيا تواجد عسكري في شرق ليبيا عبر مجموعة 'فاغنر'، رغم محاولات الإخفاء والتكتمّ، لكنّه تزايد بشكل لافت هذا العام وبالتحديد بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، حتى إنّ أنشطتها أصبحت أكثر وضوحا وبشكل علني، وهو ما أثار قلقا محليا ودوليا من دور سلبي لموسكو في المنطقة.
وبحسب تقرير لموقع 'مليتاري أفريكا' المتخصص في رصد الأنشطة العسكرية في أفريقيا، صدر مطلع فبراير، فقد أظهرت صور الأقمار الاصطناعية قيام مرتزقة روس ببناء وتوسيع قواعد لوجستية في جنوب ليبيا، بالقرب من الحدود مع تشاد والسودان.
كما كشفت تقارير متطابقة، أن روسيا نقلت معدّات عسكرية متطورة من قواعدها بسوريا إلى قاعدة في الشرق والجنوب الليبي، الخاضعة لسيطرة الجيش الليبي، وقامت بتعزيز حضورها في إفريقيا.
لكن هذه الطموحات الروسية والتدخل المتزايد في المنطقة، بات يشكل مصدر قلق داخل ليبيا وخارجها، خصوصا أن قواتها ومعدّاتها العسكرية متواجدة على بعد خطوات قليلة من حدود دول مجاورة لليبيا وفي قلب البحر الأبيض المتوسط، وداخل بلد متفكّك يسير بخطوات جدّ بطيئة ومتعثرّة نحو السلام.
وهذه المخاوف تبدو مبرّرة، بالنظر إلى أن ليبيا أصبحت وجهة مهمة لروسيا وبديل عن سوريا، خاصة بعد سقوط نظام الأسد، حسب المحلل السياسي الليبي فرج فركاش، مشيرا إلى أن بلاده باتت نقطة انطلاق لتعزيز النفوذ الروسي في إفريقيا ولسيطرتها على مناجم الذهب واليورانيوم وعلى مواقع الطاقة الحيوية، وكذلك على طرق الهجرة غير الشرعية التي تهدّد أوروبا.
ويرى فركاش أن تضاعف الوجود الروسي في ليبيا في وسط وجنوب ليبيا، يعتبر تهديدا للمصالح الأوربية، كما ستكون له تأثيرات على التحول السياسي في ليبيا، موضحا أنّها من خلال تعزيز تموقعها، ستستطيع روسيا وهي الدولة التي لها حق الفيتو في مجلس الأمن، أن يكون لها صوت في تشكيل المرحلة السياسية القادمة، خاصة أنّها من الداعمين لمشاركة أنصار نظام معمر القذافي في أيّ حلّ سياسي.
ويعتقد في تصريح لـ'العربية.نت'، أن موسكو استفادت من تقاربها مع قائد الجيش الليبي خليفة حفتر وعائلته، للتوسع في المنطقة، مقابل تحقيق مطامحه السياسية له ولأبنائه، وذلك رغم محاولات الدول الغربية إقناع حفتر بالتخلّي عن تحالفه مع روسيا، مشدّدا على أن الأخيرة لن تتخلّ بسهولة عن ليبيا، باعتبارها موقع استراتيجي اقتصاديا وعسكريا، كما تمثلّ تهديدا لتواجد قواعد الناتو.
وأضاف أن روسيا، ستعمل خلال الفترة المقبلة، على ضمان استمرار مصالحها، خاصة بعد أن نجحت في تثبيت وجودها في بعض الدول الافريقية من بينها مالي والنيجر وإفريقيا الوسطى ومعهم ليبيا، عبر 'الفيلق الإفريقي'، الذي تمّ تشكيله محلّ 'قوات فاغنر'.
وتبدو الجزائر كذلك معنية بالنشاطات العسكرية للقوات الروسية قرب حدودها، بعد تأكيد الرئيس عبد المجيد تبون، في حواره مع صحيفة 'لوبينيون' الفرنسية، قبل أكثر من أسبوع، أن بلاده 'ترفض وجود قوات مرتزقة على حدودها وأبلغت روسيا بذلك'.
وتعليقا على ذلك، قال المحلّل السياسي الجزائري عزالدين بن سويح في تصريح لـ'العربية.نت'، إن بلاده ترفض أي تواجد أجنبي في محيطها لكنها لا تخشى عملا عدائيا من موسكو بسبب العلاقة الوطيدة بين البلدين، مشيرا إلى أن تزايد النفوذ الروسي في الجارة ليبيا، قد يجرّ المنطقة إلى مزيد من التوترات.
واعتبر بن سويح، أنّ ليبيا ذات أهمية كبيرة بالنسبة للروس، الذين يبحثون عن موطئ قدم في إفريقيا كبديل عن القوى الغربية التقليدية، وهو ما يفسرّ مساعيها للتوسع ومضاعفة عدد قواعدها العسكرية، غير أنّه يعتقد أن الدول الغربية التي أطاحت بنظام معمر القذافي وعلى رأسها الولايات المتحدة ستعمل على إيقاف هذا النفوذ، كما أنها لن تسمح بأن تجني روسيا ثمار ما قد حصدت.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار ليبيا 24
منذ 2 أيام
- أخبار ليبيا 24
بن شرادة: تظاهرات الشارع ورقتنا الأخيرة لإسقاط الأجسام
بن شرادة: خروج الشارع يسقط الأجسام السياسية ويُمهّد لبناء الدولة لجنة استشارية بروح وطنية خالصة قال عضو مجلس الدولة، سعد بن شرادة، إن التقرير الأخير الصادر عن اللجنة الاستشارية عكس تحولًا واضحًا في نمط إعداد المقترحات والتوصيات، مؤكدًا أن 'بصمة الأيادي الليبية الخالصة' كانت واضحة في كل سطر من سطوره، بخلاف التقارير السابقة التي وصفها بأنها كانت 'تحمل بصمات أجنبية وتضمنت ألغامًا لغوية مفخخة بين النصوص'. وأشاد بن شرادة في سلسلة منشورات عبر حسابه الرسمي على 'فيسبوك' رصدتها 'أخبار ليبيا 24' بمضمون التقرير، مؤكدًا أن 'كل المقترحات الواردة قابلة للتطبيق شرط توفر النية الوطنية لدى جميع الأطراف الليبية'، معتبرًا أن اللجنة قدمت تصورًا عقلانيًا لإنقاذ المسار السياسي، رغم تباين مستوى سهولة التنفيذ بين بند وآخر. بن شرادة: الشارع ينتفض والمشهد يقترب من التحول الجذري وأكد بن شرادة أن المظاهرات الشعبية الأخيرة التي عمّت بعض المدن الليبية تعكس – بما لا يدع مجالًا للشك – إرادة جماهيرية حقيقية لإنهاء المرحلة الانتقالية، مشيرًا إلى أن 'الورقة الرابحة اليوم هي خروج الشارع، وهي ورقة كفيلة بإسقاط العراقيل المحلية والدولية معًا'. واعتبر أن هذه التحركات الشعبية تمثل لحظة فارقة تفرض على النخبة السياسية الرحيل والذهاب نحو صناديق الاقتراع ليختار الليبيون من يمثلهم دون وصاية داخلية أو خارجية. انتقادات لاذعة للإعلام والبعثات الخارجية وسخر بن شرادة من ما وصفه بـ'المسرحية الإعلامية' المتعلقة بتغطية جلسة مجلس الأمن الأخيرة، مؤكدًا أن الجلسة لم تكن مخصصة لمناقشة الوضع الليبي كما رُوّج، بل كانت مخصصة للاستماع لإحاطة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، والذي تحدث عن قضايا لا تمت للواقع الليبي بصلة، ومنها جرائم تتعلق بالمثليين وتحقيقات حول النائب الدرسي. وأضاف أن بعض المندوبين استغلوا المنبر الأممي لمهاجمة المحكمة الجنائية، في حين أن مندوب ليبيا – على حد قوله – كرر تساؤله المعتاد حول متى تتفق الأطراف الليبية وتنهى معاناة شعبها، في مشهد قال إنه 'يعكس حرقة حقيقية على الوطن'.


أخبار ليبيا
منذ 2 أيام
- أخبار ليبيا
بن شرادة: تظاهرات الشارع ورقتنا الأخيرة لإسقاط الأجسام
بن شرادة: خروج الشارع يسقط الأجسام السياسية ويُمهّد لبناء الدولة لجنة استشارية بروح وطنية خالصة قال عضو مجلس الدولة، سعد بن شرادة، إن التقرير الأخير الصادر عن اللجنة الاستشارية عكس تحولًا واضحًا في نمط إعداد المقترحات والتوصيات، مؤكدًا أن 'بصمة الأيادي الليبية الخالصة' كانت واضحة في كل سطر من سطوره، بخلاف التقارير السابقة التي وصفها بأنها كانت 'تحمل بصمات أجنبية وتضمنت ألغامًا لغوية مفخخة بين النصوص'. وأشاد بن شرادة في سلسلة منشورات عبر حسابه الرسمي على 'فيسبوك' رصدتها 'أخبار ليبيا 24' بمضمون التقرير، مؤكدًا أن 'كل المقترحات الواردة قابلة للتطبيق شرط توفر النية الوطنية لدى جميع الأطراف الليبية'، معتبرًا أن اللجنة قدمت تصورًا عقلانيًا لإنقاذ المسار السياسي، رغم تباين مستوى سهولة التنفيذ بين بند وآخر. بن شرادة: الشارع ينتفض والمشهد يقترب من التحول الجذري وأكد بن شرادة أن المظاهرات الشعبية الأخيرة التي عمّت بعض المدن الليبية تعكس – بما لا يدع مجالًا للشك – إرادة جماهيرية حقيقية لإنهاء المرحلة الانتقالية، مشيرًا إلى أن 'الورقة الرابحة اليوم هي خروج الشارع، وهي ورقة كفيلة بإسقاط العراقيل المحلية والدولية معًا'. واعتبر أن هذه التحركات الشعبية تمثل لحظة فارقة تفرض على النخبة السياسية الرحيل والذهاب نحو صناديق الاقتراع ليختار الليبيون من يمثلهم دون وصاية داخلية أو خارجية. انتقادات لاذعة للإعلام والبعثات الخارجية وسخر بن شرادة من ما وصفه بـ'المسرحية الإعلامية' المتعلقة بتغطية جلسة مجلس الأمن الأخيرة، مؤكدًا أن الجلسة لم تكن مخصصة لمناقشة الوضع الليبي كما رُوّج، بل كانت مخصصة للاستماع لإحاطة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، والذي تحدث عن قضايا لا تمت للواقع الليبي بصلة، ومنها جرائم تتعلق بالمثليين وتحقيقات حول النائب الدرسي. وأضاف أن بعض المندوبين استغلوا المنبر الأممي لمهاجمة المحكمة الجنائية، في حين أن مندوب ليبيا – على حد قوله – كرر تساؤله المعتاد حول متى تتفق الأطراف الليبية وتنهى معاناة شعبها، في مشهد قال إنه 'يعكس حرقة حقيقية على الوطن'. يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24


ليبيا الأحرار
منذ 6 أيام
- ليبيا الأحرار
الأوقاف ترد على كريم خان: تصريحاته تمس الدولة، وقادرون على قيادة شؤوننا الداخلية دون تدخل خارجي
استنكرت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية ما ورد في إحاطة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان من 'مغالطات تمس الدولة الليبية' وشعبها المسلم. وقالت الهيئة في بيانها إن إحاطة خان كان من المفترض أن تركز على الجرائم التي تهز الشارع الليبي يوميًا، نتيجة تدخلات أطراف خارجية وإقليمية، وانعدام الاستقرار السياسي، والانقسامات الداخلية. وأضافت الهيئة أن تصريحاته انحرفت عن مسار الجرائم والانتهاكات، لتتجه نحو الدفاع عن شريحة إجرامية تحمل أخطر الانحرافات الفكرية والسلوكية، متمثلة في دعاة الإلحاد والتنصير ومرتكبي المثلية، الذين وجرى ضبطهم وإيقافهم وفقًا لأحكام القانون الليبي من قبل الجهات المختصة، وفق قولها. كما اعتبرت الهيئة تصريحات خان إساءة صريحة، رافضة الترحيب بأي شخص، سواء كان مقيماً أو مواطناً أو متحدثًا بشأنه، يسيئ إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أو ينتقص من الإسلام، أو يحرّف تعاليمه، أو يستخدمه غطاءً للتطرف والإرهاب، أو يدافع عمن قام بذلك. ونوهت الهيئة إلى أن كل دول العالم تسنّ تشريعاتها الداخلية بما يحفظ أمنها القومي وكرامة الإنسان السوي، وسيادة الدولة على أراضيها وليبيا، كغيرها من الدول، تستند إلى منظومة قانونية وشرعية متكاملة، ولا تنتظر تقييمات أو تصريحات تزعزع استقرارها الداخلي، بحسب البيان. وأكدت الهيئة أن تصريحات خان لم تعر وزنًا للقضاء الليبي، واستندت إلى ما سماها 'مؤسسات مجتمع مدني'، دون التحقق من مصداقيتها، لافتة إلى أنها لن تولي لها أي اعتبار على أي صعيد في حال لم تصحح مصادر معلوماتها. وحثت الهيئة المؤسسات الدولية التي تدّعي الحرص على ليبيا، على حسن اختيار ممثليها، وألا تسمح بتمثيلها لأشخاص يتجاهلون الجرائم البشعة، ويُظهرون تعاطفًا مع المجرمين الأكثر إيذاءً للثقافة الليبية وقيمها ومقدراتها. وأوضحت الهيئة أن ليبيا ليست طرفًا موقعًا بشكل كامل على اتفاقية روما، ولا تُلزم نفسها بما يخالف عقيدتها الإسلامية أو منهجها المعتدل، قائلة إن الإحاطة لا ترقى إلى مستوى المسؤولية، بل جاءت سطحية، ولا تسهم في معالجة الوضع الليبي المثقل بالأزمات والصراعات. ووجهت الهيئة خان لأن يلفت أنظار مجلس الأمن إلى معاناة الليبيين من جرائم الهجرة غير النظامية وتجارة البشر، التي تفاقمت في السنوات الأخيرة، وهي معروفة لدى المحكمة الدولية وممثليها. وجددت الهيئة تأكيدها أن تصريحاتها تدعم توجه ليبيا نحو حماية هويتها وقيمها، وتحصين مجتمعها من محاولات التلويث والانحراف، كونها تملك قضاءً نزيهًا ومؤسسات قانونية راسخة، وقادرة على إصلاح شؤونها الداخلية، دون الحاجة لتدخلات خارجية مغرضة المصدر: الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية ' بيان'