logo
الحقوق والتربية الجنسية ممنوعة بطرابلس: سهام "الشذوذ" تطال كرامي

الحقوق والتربية الجنسية ممنوعة بطرابلس: سهام "الشذوذ" تطال كرامي

المدنمنذ 2 أيام

تسرعت وزيرة التربية ريما كرامي في وقف برنامج "الصحة الجنسية المتكاملة للمرأة" (WISH) المنفذ بالتعاون مع المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت. فحيال موجة الاعتراض المفتعلة من بعض المغرضين أتى وقف المشروع لصب الزيت على النار في هشيم البيئة المحافظة في مدنية طرابلس. وذلك على اعتبار أنه لو لم يكن في المشروع ما يثير الشبهات لما أوقفته الوزارة. فقد تبين، بحسب معلومات "المدن" أن بعض المتضررين من وقف وزارة التربية برامجهم مع المدارس، بغية مراجعتها، أثاروا الجدل حول برنامج "الصحة الجنسية المتكاملة للمرأة". وصوبوا على البرنامج انطلاقاً من أن وزارة التربية تساهم بنشر "الشذوذ الجنسي" في طرابلس، وصوبوا السهام على كرامي ابنة المدنية. هذا رغم أن البرنامج قديم وعمره نحو عشر سنوات، ويديره متخصصون مرموقون في الجامعة الأميركية، وهدفه التوعية الصحية، بما فيها الجنسية والحقوقية.
حيال هذه الانتقادات سارعت كرامي إلى وقف البرنامج وذلك "حرصا على ضمان سلامة التلامذة الصحية والنفسية وحمايتهم، أعطت الوزارة التعليمات بتوقيف تنفيذ هذا البرنامج وسحب المادة التعليمية التي تم توزيعها". ما أثار تساؤلات عما إذا كان البرنامج مضراً ليصار إلى وقفه، فيما هو برنامج تعليمي وتثقيفي لتوعية الفتيات على الصحة الإنجابية وتمكينهم من معرفة حقوقهن.
رمز سرّي يثير الجدل
في التفاصيل، أقدم متخصصون من الجامعة الأميركية على تنفيذ محاضرة في ثانوية فضل المقدّم الرسمية للبنات، منذ نحو أسبوع، ضمن هذا البرنامج المنفذ بالتعاون مع "الأميركية". والهدف منه التوعية الصحية والإنجابية والجنسية وحقوق المرأة وغيرها من المواضيع ذات الشأن. ووضعت هذه المواضيع التثقيفية في كتيب لنشر الوعي بين الطلاب. لكن على أحد المنشورات يوجد رمز سري (QR Code) يرشد الطالب إلى موقع المركز الطبي في الجامعة الأميركية في حال أراد التعمق أكثر في المواضيع، التي يطرحها المركز. والأخيرة تشمل المبادرات والبرنامج المتعلقة بالصحة الجنسية المتكاملة للنساء(WISH)، وتوفير خدمات للنساء والرجال لتعزيز الصحة الجنسية وكيفية التعامل مع قضايا انخفاض الرغبة الجنسية، والتوجه الجنسي، والمساواة الجندرية، والتنوع الجنسي والجندري وغيرها.
ربما حصل خلل في طرابلس بطريقة بتنفيذ البرنامج، بعدم وجود الناظر أو أستاذ التلامذة، للتأكد من كيفية تنفيذ المشروع، تقول مصادر مطلعة لـ"المدن". غير ذلك نفذ هذا المشروع سابقاً في ست ثانويات في مختلف المناطق ولم تصدر أي شكوى، كما حصل في طرابلس.
التحريض على كرامي
راح بعض الناشطين على وسائل التواصل وسياسيين في المنطقة بالتحريض على كرامي على اعتبار أن وزارة التربية تنشر "الشذوذ" في المدينة. لكن لم يلتفت أحد إلى أن الذين أثاروا هذه القضية متضررون من وقف الوزارة البرامج الكثيرة التي تنفذ في المدارس من دون أي رقابة. فقد وصل الأمر سابقاً إلى حد تنفيذ من يسرّب الامتحانات الرسمية، بالتواطؤ مع أحد المسؤولين في الوزارة، برامج خاصة في المدارس بلا حسيب أو رقيب.
لم تقم قائمة الطرابلسيين على التعنيف الذي يقوم به بعض الأساتذة للطلاب في المدارس الرسمية، رغم مخاطره الكبيرة على تربية وتنشئة أولادهم. ولم يلتفتوا إلى أن "الحلول الحبية" التي يقوم بها البعض لعدم محاسبة
البرنامج كما تؤكد مصادر مطلعة لـ"المدن" ليس فيه أي شيء مخل بالآداب العامة كم يصوره بعضهم في طرابلس والوزارة تدقق في كل البرامج ولا تسمح بأي أمر يتناقض مع القوانين اللبنانية. وقد راجعت كرامي كل المشاريع التي كانت تنفذ في الوزارة ولا يوجد أي شائبة في البرنامج.
وتضيف المصادر أن لدى البعض مشاكل مع الوزيرة لأنها لا تستجيب لطلبات السياسيين كما كان يفعل أسلافها من وزراء تربية. وبالتالي يشارك هؤلاء في التصويب على كل شاردة أو ورادة تحت مسمى "فضيحة" للنيل من كرامي.
مصادر أخرى مطلعة أيضاً أكدت أن الوزارة تحقق من خلال مديرية التعليم الثانوي لمعرفة التفاصيل. لكن احترازياً سحبت الوزيرة المواد التعليمية لمراجعتها، وأوقفت المشروع لمراجعته أيضاً، هذا رغم أن المواد التعليمية عادية جداً ومعلومات عامة، حتى أن بعضها يدّرس في مواد البيولوجيا أو حتى التربية الوطنية. أما بما يتعلق بالرمز السري الذي يرشد الطالب إلى موقع الجامعة الأميركية، فهو أمر عرضي جداً في المواد الارشادية لتثقيف التلامذة. والطالب المهتم يدخل إلى الموقع في حال أراد التعمق أكثر في المواد التثقيفية التي ينتجها المركز.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحقوق والتربية الجنسية ممنوعة بطرابلس: سهام "الشذوذ" تطال كرامي
الحقوق والتربية الجنسية ممنوعة بطرابلس: سهام "الشذوذ" تطال كرامي

المدن

timeمنذ 2 أيام

  • المدن

الحقوق والتربية الجنسية ممنوعة بطرابلس: سهام "الشذوذ" تطال كرامي

تسرعت وزيرة التربية ريما كرامي في وقف برنامج "الصحة الجنسية المتكاملة للمرأة" (WISH) المنفذ بالتعاون مع المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت. فحيال موجة الاعتراض المفتعلة من بعض المغرضين أتى وقف المشروع لصب الزيت على النار في هشيم البيئة المحافظة في مدنية طرابلس. وذلك على اعتبار أنه لو لم يكن في المشروع ما يثير الشبهات لما أوقفته الوزارة. فقد تبين، بحسب معلومات "المدن" أن بعض المتضررين من وقف وزارة التربية برامجهم مع المدارس، بغية مراجعتها، أثاروا الجدل حول برنامج "الصحة الجنسية المتكاملة للمرأة". وصوبوا على البرنامج انطلاقاً من أن وزارة التربية تساهم بنشر "الشذوذ الجنسي" في طرابلس، وصوبوا السهام على كرامي ابنة المدنية. هذا رغم أن البرنامج قديم وعمره نحو عشر سنوات، ويديره متخصصون مرموقون في الجامعة الأميركية، وهدفه التوعية الصحية، بما فيها الجنسية والحقوقية. حيال هذه الانتقادات سارعت كرامي إلى وقف البرنامج وذلك "حرصا على ضمان سلامة التلامذة الصحية والنفسية وحمايتهم، أعطت الوزارة التعليمات بتوقيف تنفيذ هذا البرنامج وسحب المادة التعليمية التي تم توزيعها". ما أثار تساؤلات عما إذا كان البرنامج مضراً ليصار إلى وقفه، فيما هو برنامج تعليمي وتثقيفي لتوعية الفتيات على الصحة الإنجابية وتمكينهم من معرفة حقوقهن. رمز سرّي يثير الجدل في التفاصيل، أقدم متخصصون من الجامعة الأميركية على تنفيذ محاضرة في ثانوية فضل المقدّم الرسمية للبنات، منذ نحو أسبوع، ضمن هذا البرنامج المنفذ بالتعاون مع "الأميركية". والهدف منه التوعية الصحية والإنجابية والجنسية وحقوق المرأة وغيرها من المواضيع ذات الشأن. ووضعت هذه المواضيع التثقيفية في كتيب لنشر الوعي بين الطلاب. لكن على أحد المنشورات يوجد رمز سري (QR Code) يرشد الطالب إلى موقع المركز الطبي في الجامعة الأميركية في حال أراد التعمق أكثر في المواضيع، التي يطرحها المركز. والأخيرة تشمل المبادرات والبرنامج المتعلقة بالصحة الجنسية المتكاملة للنساء(WISH)، وتوفير خدمات للنساء والرجال لتعزيز الصحة الجنسية وكيفية التعامل مع قضايا انخفاض الرغبة الجنسية، والتوجه الجنسي، والمساواة الجندرية، والتنوع الجنسي والجندري وغيرها. ربما حصل خلل في طرابلس بطريقة بتنفيذ البرنامج، بعدم وجود الناظر أو أستاذ التلامذة، للتأكد من كيفية تنفيذ المشروع، تقول مصادر مطلعة لـ"المدن". غير ذلك نفذ هذا المشروع سابقاً في ست ثانويات في مختلف المناطق ولم تصدر أي شكوى، كما حصل في طرابلس. التحريض على كرامي راح بعض الناشطين على وسائل التواصل وسياسيين في المنطقة بالتحريض على كرامي على اعتبار أن وزارة التربية تنشر "الشذوذ" في المدينة. لكن لم يلتفت أحد إلى أن الذين أثاروا هذه القضية متضررون من وقف الوزارة البرامج الكثيرة التي تنفذ في المدارس من دون أي رقابة. فقد وصل الأمر سابقاً إلى حد تنفيذ من يسرّب الامتحانات الرسمية، بالتواطؤ مع أحد المسؤولين في الوزارة، برامج خاصة في المدارس بلا حسيب أو رقيب. لم تقم قائمة الطرابلسيين على التعنيف الذي يقوم به بعض الأساتذة للطلاب في المدارس الرسمية، رغم مخاطره الكبيرة على تربية وتنشئة أولادهم. ولم يلتفتوا إلى أن "الحلول الحبية" التي يقوم بها البعض لعدم محاسبة البرنامج كما تؤكد مصادر مطلعة لـ"المدن" ليس فيه أي شيء مخل بالآداب العامة كم يصوره بعضهم في طرابلس والوزارة تدقق في كل البرامج ولا تسمح بأي أمر يتناقض مع القوانين اللبنانية. وقد راجعت كرامي كل المشاريع التي كانت تنفذ في الوزارة ولا يوجد أي شائبة في البرنامج. وتضيف المصادر أن لدى البعض مشاكل مع الوزيرة لأنها لا تستجيب لطلبات السياسيين كما كان يفعل أسلافها من وزراء تربية. وبالتالي يشارك هؤلاء في التصويب على كل شاردة أو ورادة تحت مسمى "فضيحة" للنيل من كرامي. مصادر أخرى مطلعة أيضاً أكدت أن الوزارة تحقق من خلال مديرية التعليم الثانوي لمعرفة التفاصيل. لكن احترازياً سحبت الوزيرة المواد التعليمية لمراجعتها، وأوقفت المشروع لمراجعته أيضاً، هذا رغم أن المواد التعليمية عادية جداً ومعلومات عامة، حتى أن بعضها يدّرس في مواد البيولوجيا أو حتى التربية الوطنية. أما بما يتعلق بالرمز السري الذي يرشد الطالب إلى موقع الجامعة الأميركية، فهو أمر عرضي جداً في المواد الارشادية لتثقيف التلامذة. والطالب المهتم يدخل إلى الموقع في حال أراد التعمق أكثر في المواد التثقيفية التي ينتجها المركز.

اعتراضات في طرابلس على محاضرات 'الفاحشة والشذوذ' في الثانويات.. وكرامي توقف 'البرنامج'
اعتراضات في طرابلس على محاضرات 'الفاحشة والشذوذ' في الثانويات.. وكرامي توقف 'البرنامج'

التحري

timeمنذ 4 أيام

  • التحري

اعتراضات في طرابلس على محاضرات 'الفاحشة والشذوذ' في الثانويات.. وكرامي توقف 'البرنامج'

أوقفت وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي 'برنامج جلسات التوعية على المهارات الحياتية حول السلوكيات الخطرة'، في ضوء حملة الاعتراض الكبيرة التي واجهت البرنامج في مدينة طرابلس، بسبب ما تضمّنه من 'ترويج لأفكار تتنافى مع القيم التربوية والأخلاقية، وتؤثر بشكل مباشر على البيئة المدرسية وسلامة الطلاب النفسية والفكرية'. وكانت شرارة الاعتراض قد انطلقت يوم الخميس 22 أيار، بعد جولة قامت بها أستاذتان من الجامعة الأميركية في بيروت، في ثانوية فضل المقدم الرسمية للبنات في طرابلس، حيث أبلغتا إدارة المدرسة أن الهدف من الجولة 'تعريف الطالبات بالجامعة الأميركية وأشكال المِنَح التي تقدمّها لهنّ'. إلا أن 'جولة المحاضرات' جاءت فعلياً تحت عنوان 'الصحة الجنسية' و'الحرية الفردية'، وتضمنت ما وُصف بأنه 'دسّ أفكار مدمّرة' و'تشجيع على الفاحشة والشذوذ'! ماذا تضمّنت المحاضرات؟ بحسب إفادات الطالبات، فإن المحاضرات تضمّنت التالي: – أنتنّ ما زلتنّ صغيرات السنّ على الزواج وغير مقبول أن تتزوّجن الآن. ولكن لا بأس بأن تمارسن علاقات جنسية الآن، مع الذكور إن رغبتنّ، أو مع إناث مثلكنّ، فهذه حرّيتكنّ الشخصية ولا يحقّ لأحد أن يتدخّل بقراركنّ الشخصي! – تقديم شرح خاص لمعنى 'الصحّة الجنسية'، وأيّ الأوقات هي الأفضل لممارسة الجنس من دون أن تؤدّي العلاقة إلى الحمل. – تقديم لائحة تتضمن أنواع اللقاحات والعقاقير التي تحميهنّ من الأمراض الجنسية، مثل مرض فقدان المناعة. – الوقت الذي يَكُنَّ فيه أكثر جاذبية للشباب، وأساليب جذب الشباب لممارسة الجنس. وتشجيع على الإحساس بالانجذاب للشباب في أوقات معيّنة. – أشارتا إلى اتّفاقية 'سيداو' الصادرة عن الأمم المتّحدة، والتي تحمي 'حقوق الفتيان والفتيات بالحرّية الجنسية وكلّ أشكال الشذوذ'. – عرض صور للعضو التناسلي الذكري في حالاته المتعدّدة. – توزيع مفكّرة مدرسية ممهورة بتوقيع جمعية اسمها: women integrated sexual health program at AUBMC. وعلى هذه المفكّرة 'باركود' يمكن الوصول من خلاله إلى روابط للتواصل مع الجمعية لتلقّي النصائح والتوجيهات. وأوضح المكتب الاعلامي لوزيرة التربية والتعليم العالي الدكتور ريما كرامي أن الوزارة تابعت الشكاوى حول آلية تنفيذ 'برنامج جلسات التوعية على المهارات الحياتية حول السلوكيات الخطرة'، فور ورودها. وأعلن أن الوزيرة أعطت التعليمات بتوقيف تنفيذ هذا البرنامج وسحب المادة التعليمية التي تم توزيعها 'حرصاً على ضمان سلامة التلامذة الصحية والنفسية وحمايتهم'، وأكد أن الوزيرة كرامي كلّف مديرية التعليم الثانوي إجراء التحقيقات اللازمة للوقوف على ملابسات اصدار الموافقة على البرنامج وآليات تنفيذه. وأشار إلى أن هذا البرنامج 'أعطيت الموافقة عليه في عهد الوزارة السابقة'. وأوضح أن الوزيرة كرامي، منذ تسلمها لمهامها منتصف شهر شباط، كلفت احدى مستشاريها بتقييم الآليات المتبعة في الوزارة التي تعطى على أساسها الأذونات للجمعيات والشركاء الخارجيين للدخول إلى المدارس والثانويات'، بهدف وضع معايير مشددة تعكس استراتيجية الوزارة والقيم المجتمعية لمدارسها'.

"شفاء": أطباء في ألمانيا يتطوعون لعلاج آلاف السوريين
"شفاء": أطباء في ألمانيا يتطوعون لعلاج آلاف السوريين

المدن

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • المدن

"شفاء": أطباء في ألمانيا يتطوعون لعلاج آلاف السوريين

شاركت مجموعة من صانعي المحتوى السوريين المقيمين في ألمانيا بإنتاج مقطع فيديو مشترك للترويج لحملة "شفاء" التي قام بها أطباء سوريون في ألمانيا لمساعدة السوريين بعد سقوط نظام الأسد، وتوفير عمليات جراحية واستشارات لعدد كبير من المحتاجين. ولاقي الفيديو تفاعلاً واسعاً، حيث حمل شعار: "ادعموا حملة شفاء لأن الشفاء حق وليس امتياز". وفي بلد أنهكته سنوات من الحرب والدمار، يعاني القطاع الطبي في سوريا من تدهور حاد، تمثل في نقص المعدات والأدوية، وهجرة الكوادر المؤهلة، وانهيار مؤسسات الدولة التي تآكلت زمن النظام البائد، وفي هذا السياق المظلم، جاءت حملة "شفاء" كاستجابة إنسانية يقودها أطباء سوريون يقيمون في ألمانيا، اجتمعوا على هدف مشترك: إنقاذ الأرواح ودعم وطنهم المنكوب بما استطاعوا. وجاءت فكرة الحملة مباشرة بعد سقوط نظام الأسد، حيث شعر الأطباء بأنهم يرغبون في تقديم شيء ما لبلدهم الأم سوريا، ومعظم هؤلاء الأطباء هم من الجالية السورية في ألمانيا. واستفاد الأطباء من العطل الرسمية في ألمانيا، خصوصاً عطلة عيد الفصح الأخيرة، كيف يسافروا إلى سوريا، ويساعدوا المرضى المحتاجين إلى عمليات جراحية حساسة في بلدهم الأم سوريا. وقال الدكتور صادق الموصلي، أخصائي زراعة الأسنان وعضو مجلس إدارة "الجمعية السورية في ألمانيا"، والمتحدث الإعلامي لحملة "شفاء"، في حديث مع "المدن" بشأن تفاصيل الحملة وأهدافها، أن التنسيق تم بين "التجمع السوري في ألمانيا" والمكتب الطبي التابع له، ووزارة الصحة السورية، و"منظمة الأطباء المستقلين في سوريا". وعن "التجمع السوري في ألمانيا" قال الموصلي أنه تأسس في الأول من شباط/فبراير 2025 بعد تحرير سوريا من نظام الأسد المخلوع، وضم مكاتب متعددة منها السياسي، الطبي، الإعلامي، الاجتماعي، والهندسي، لتنسيق العمل بين الكفاءات السورية في الخارج. وكان الهدف الأولي الذي وضعته الحملة تغطية ست محافظات سورية، لكن مع التفاعل والتنسيق توسعت لتغطي ست محافظات، وشملت العمليات التي قام بها الأطباء المشاركين في الحملة تخصصات متعددة مثل القلبية والوعائية والعظمية، خصوصاً في محافظة اللاذقية، كما وفرت الحملة آلية لمتابعة الحالات في حال ظهور مضاعفات، من خلال تواصل دائم مع الكوادر الطبية المحلية. وشارك في الحملة أكثر من 100 طبيب استشاري من المقيمين في ألمانيا، بعد تقليص العدد من 200 طبيب لضمان أعلى درجات الكفاءة، مع الالتزام بأن يكون جميع المشاركين يحملون شهادات اختصاص معترف بها في ألمانيا، كما تبرع كل طبيب بألف يورو من ماله الخاص للمساهمة في تمويل الحملة، ما شكل نموذجاً فريداً في التضامن المهني والوطني. وبلغت التكلفة التقديرية للحملة حوالي 350 ألف يورو، تم توفيرها من جهود ذاتية من دون أي دعم حكومي أو رسمي. وقال الموصلي: "كنا مضطرين أحياناً لتأجيل بعض العمليات لحين توفير المستلزمات، وأطلقنا حملة تبرعات عامة لتأمين باقي النفقات، لكن حتى الآن لم نغطِ كامل التكاليف". وخلال نحو ثلاثة أسابيع، بلغ عدد العمليات الجراحية التي قام بها الأطباء المشاركون في الحملة أكثر من 670 عملية، إضافة إلى أكثر من 4000 معاينة واستشارة طبية، و35 ورشة عمل موزعة على مختلف المحافظات. وبحسب الموصلي، كان هناك أكثر من 12 ألف مريض على القائمة، لكن ضيق الوقت والإمكانيات حال دون تلبية كافة الاحتياجات. وأكد الموصلي أن "الحملة لم تكن لتنجح لولا التعاون مع الكوادر الطبية السورية الموجودة في الداخل، من أطباء وممرضين، بعضهم يعمل يومياً وبعضهم تطوع. نحن نثق بكفاءتهم، ونؤمن أنهم قادرون على تقديم أفضل رعاية إذا توفرت لهم الإمكانيات". وأضاف: "إذا حصل الأطباء السوريون في الداخل على نصف ما هو متاح لزملائهم في أوروبا، فسيقدمون أفضل الخدمات الطبية بمهنية عالية". وحرص المشاركون في الحملة منذ بدايتها، على أن تبقى "شفاء" بعيدة عن أي انتماءات سياسية أو مناطق نفوذ. وقال الموصلي: "لم نتلق أي مضايقات، وتعاملنا مع الجميع بروح الحياد من أجل الناس فقط" لأن الشفاء حق وليس وامتياز. وحول الصعوبات التي واجهتها الحملة، أشار الموصلي إلى أن السفر بحد ذاته لم يكن سهلاً، حيث اضطر الأطباء للتضحية بإجازاتهم السنوية المخصصة للراحة أو السفر مع عائلاتهم، واختاروا بدلاً من ذلك السفر إلى سوريا للعمل تحت ضغط نفسي ومهني كبيرين. ولم تقتصر الحملة فقط على إجراء العمليات الجراحية، بل ركزت أيضاً على الجانب النفسي، الذي "يتطلب تخطيطاً طويل الأمد لأن "العلاج النفسي هو رحلة وليس جلسة واحدة، ولذلك ننسق مع منظمات مختصة تقدم هذه الخدمات على الأرض". وحول التعاون الرسمي، أشار الموصلي إلى أن الجهات الرسمية السورية قدمت تسهيلات ملموسة، من ضمنها إصدار تراخيص مؤقتة للأطباء المقيمين في ألمانيا. كما شارك ثلاثة وزراء في المؤتمر الختامي، وهم وزير الصحة الدكتور مصعب العلي ووزير التعليم العالي الدكتور مروان الحلبي ووزير الكوارث والطوارئ رائد الصالح. كذلك حضرت القائمة بالأعمال الألمانية مارغريت ياكوب وعدد من الدبلوماسيين، وعلق الموصلي: "حضور هذا العدد من الوزراء والمسؤولين هو رسالة تقدير واحترام لهذه المبادرة الطبية، ويؤكد على أهمية العمل المدني والتطوعي". وعن توثيق كل الأنشطة التي قامت بها الحملة، أكد الموصلي أن العمل موثق لحظة بلحظة عبر منصات "التجمع السوري في ألمانيا" في مواقع التواصل. وأوضح: "نعمل على إعداد تقرير مفصل بالحملة، يتضمن الصعوبات والنجاحات، وسنرسله إلى الجهات المعنية في سوريا وألمانيا". وكشف أن العمل جارٍ حالياً للتحضير لحملة "شفاء 2" في صيف 2025، بهدف للوصول إلى عدد أكبر من المرضى والتخصصات. وفي ختام حديثه، وجه الدكتور المصلي نداءً إلى السوريين في الداخل والخارج قائلاً: "تعاونوا، وابذلوا ما تستطيعون، فالعمل الفردي يترك بصمة، لكن العمل الجماعي يصنع أثراً". ووجه كذلك رسالة حادة إلى المجتمع الدولي: "إرفعوا العقوبات، كلها، لأنها تمس حياة المواطن السوري بشكل مباشر، هذه العقوبات لم تعد تبرر بعد زوال النظام الذي فرضت عليه. كفى!"

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store