
(الجارديان البريطانية) تحتفي بالصحفي فتحي بن لزرق.. "الرجل الذي صار محكمة اليمن الأخيرة"
في شوارع عدن المحطَّمة، حيث تتحوّل الحواجز العسكرية إلى عصابات ابتزاز، وحيث تُغلق عيادة طبيبة لأنها تجرأت على تنظيم مؤتمر طبي دون "رضا" مسؤول صغير... هنا فقط تدرك لماذا ينتظر المئات أمام مكتب متواضع.آ
إنهم لا يطرقون باب المحكمة أو الوزارة، بل يطرقون باب فتحي بن لزرق.
هكذا احتفت صحيفة الجارديان البريطانية بالصحفي في
تقريرآ
أعده الزميل سعيد البطاطي
تقول الصحيفة: ذلك الرجل النحيل، الذي فقد عينه اليمنى بقذيفة حربية ذات يوم، صار سلاحه هاتف ذكي وصفحة فيسبوك تضم 600 ألف متابع.آ
حين احتجزت ميليشيات مسلحة 50 صهريج غاز عند مدخل عدن، مطالبين رشوة خيالية (30 مليون ريال يمني)، لم يذهب السائقون إلى الشرطة. حملوا شكواهم إليه.
آ فما كان منه إلا أن نشر تفاصيل الفضيحة. قبل أن تغيب الشمس، كان هاتف بن لزرق يرن: رئيس الوزراء شخصياً في الطرف الآخر، يعد بحل الأزمة. وفي ساعات، عبرت الصهاريج.
"شير الصحيفة إلى ان "ضعف مؤسسات الدولة جعل الناس يبحثون عن أي صوت يصرخ بمظلمتهم"، يقول بن لزرق بينما يتفحص كومة من الوثائق في مكتبه.آ
وراءه صور تذكارية لسجناء أُطلق سراحهم بعد تحقيقاته، وأخرى لمخابز خفضت أسعار الخبز بضغط حملاته.آ
هنا، في غرفة لا يتجاوز حجمها عشرات الأمتار، تدور معارك لا تقل شراسة عن جبهات القتال: طبيبة تئن من ظلم مسؤول، أسر تتضور جوعاً، تجار يُنهبون عند حواجز طرق مهترئة.
لكن بن لزرق ليس ساذجاً.آ
يعرف أن بعض الشكاوى قد تكون فخاً. لذا يشترط أن يأتي صاحب المظلمة شخصياً، حاملاً أدلته ووثائقه وشهوده.
آ "لا أتحرك بوشاية مجهولة"، يقول بصرامة.آ
هذه القاعدة جعلت صفحته منصة لا تُهزم. حتى أن مسؤولين سابقين حاولوا تشويه سمعته بحسابات فيسبوك وهمية، ففضحهم أمام متابعيه.
تضيف الصحيفة؛ عشر سنوات وهو في قلب العاصفة.
آ منذ أن غزت الحوثيون عدن عام 2015، وحتى اليوم حيث تتقاتل الفصائل التي طردتهم. لم يغادر.آ
أسس "مؤسسة عدن الغد الإعلامية": موقع إلكتروني، إذاعة، صحيفة ورقية، ومنظمة حقوقية. كلها منصات لرصد انتهاكات جميع الأطراف. "أحرص أن أظهر محايداً"، يقول.آ
"كل الفصائل ارتكبت أخطاءً ونجاحات، وكلها وليدة الحرب".
الثمن؟ في 2017، سُجن وتعذّب لأنه كشف فساداً يمس كباراً.آ
مجهولون هاجموا مكتبه بالرشاشات.آ
لكن الرجل الذي يرفض التنقل بحراس شخصية يعلق: "لو أرادوا قتلي، لن تنقذني الحراسة. الأمن الحقيقي هو صوت الناس".
حين سالته الصحيفة عن سر صموده، يبتسم مبتعداً عن الكاميرا: "كل أربعة أشهر، أهرب إلى مصر. عشر أيام لا أفعل شيئاً سوى النوم 20 ساعة يومياً.
آ أستيقظ فقط لأكل أو استحمام". وعندما تغلق المطارات، يختفي في منزله الجبلي في أبين، يطفئ هاتفه كي لا يسمع رنينه الذي لا يتوقف: مظلوم هنا، جائع هناك، مسؤول غاضب يحاول تهديده.
"تحرير سجين، استعادة حق، إنقاذ عيادة... هذه لحظات تشحنني كبطارية"، يقول الرجل الذي حوّل الإعلام إلى سلاح لا يُقهَر. رسالته للعالم؟
"ثلاثون مليون يمني يعيشون في جحيم بلا دولة.
لا تدعوا حروباً أخرى تنسيكم أننا نحترق هنا منذ عقد كامل.
الحرب يجب أن تتوقف... لكن حتى ذلك اليوم، تذكروا أن قلم صحفي واحد قد يكون آخر ما تمسك به هذه الأمة من أمل".
ففي بلد مزّقته الرصاصات، صارت "فيسبوك" محكمة الشعب الوحيدة،
وصحفي بلا حراس - بقلمه وشجاعته - هو قاضيها الأعظم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 26 دقائق
- اليمن الآن
توقيف قائد كتيبة الطوارئ بميناء عدن بهذه التهمة
كريتر سكاي/ خاص أفادت مصادر محلية في العاصمة المؤقتة عدن، الخميس، أنه تم توقيف قائد كتيبة الطوارئ في ميناء عدن النقيب رامي محمد إسماعيل، وذلك على خلفية واقعة اعتراض طقم أمني تابع لشرطة دار سعد، خلال قيامه بمصادرة دراجة نارية في مديرية المنصورة. وفي توضيح أصدره النقيب رامي، نفى فيه اعتراضه للطقم الأمني، مؤكدًا أن ما حدث كان موقفًا إنسانيًا فقط، ولم يتجاوز حدود الأدب والانضباط العسكري. وقال النقيب رامي: إنه كان متواجدًا بالصدفة قرب منزل والده في الحي الذي نشأ فيه، والتقى بجاره، صاحب الدراجة، وهو رجل يعيل أسرته من عمله عليها، وكان في حالة ضيق بعد مصادرة الدراجة، ما دعاه للتحدث مع أفراد الطقم بكل احترام، ومن باب الزمالة، طالبًا منهم منحه فرصة. وأوضح أن أفراد الطقم تجاوبوا معه بأدب، وغادروا المكان دون أي اعتراض، مؤكدًا أنه لم يعطل المهمة، ولم يتدخل في عمل رجال الأمن، وأن تصرفه جاء من منطلق المسؤولية الاجتماعية تجاه أبناء الحي. النقيب رامي أكد التزامه التام بالأوامر العسكرية، واستعداده لتنفيذ أي توجيهات تصدر بحقه، مشددًا على أنه في خدمة الأمن والاستقرار. ولم يصدر حتى اللحظة أي تعليق رسمي من الجهات الأمنية في عدن بشأن توقيفه أو ملابسات الحادثة.


اليمن الآن
منذ 26 دقائق
- اليمن الآن
مسؤولة أممية: الوضع الإنساني في اليمن مروّع والأطفال يموتون جوعا
كشفت مسؤولة أممية تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2025 بنسبة 15% فقط، محذّرة من أن الوضع "مروع للغاية" وأن تقييمات أظهرت وفاة أطفال من الجوع في محافظة حجة شمال غربي البلاد. وفي حوار للجزيرة نت، قالت مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في اليمن بالإنابة السيدة روزاريا برونو، إن الأزمة تزداد سوءا يوما بعد يوم؛ إذ يحتاج أكثر من 19 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، ومن المتوقع أن يرتفع العدد هذا العام. وأفادت بأن تخفيض التمويل يجبر وكالات الإغاثة على تعليق البرامج الحيوية، مما يترك ملايين الأشخاص دون القدرة على الحصول على المساعدات المنقذة للأرواح التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة. ووفق برونو، من المتوقع أن يعاني 18.1 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد في وقت مبكر من شهر أيلول/سبتمبر المقبل، بمن فيهم 41 ألف شخص من المحتمل أن يواجهوا المجاعة (المرحلة 5 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي).


اليمن الآن
منذ 26 دقائق
- اليمن الآن
بطولة في قلب الخطر: تدخل ينقذ حياة على جسر السائلة بصنعاء
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يوثق لحظات مثيرة لإنقاذ شاب يمني حاول الانتحار في منطقة بوس بالعاصمة صنعاء، عبر إلقاء نفسه من فوق جسر السائلة. وأظهر الفيديو تجمع عشرات المواطنين أسفل الجسر، وهم يصرخون مطالبين بسرعة التدخل قبل أن يقدم الشاب على القفز، في مشهد اتسم بالتوتر والقلق. وبحسب شهود عيان، بادر شابان من الحاضرين بالصعود إلى موقع الشاب والإمساك به بقوة، قبل أن يفلت نفسه، وسط هتافات المتجمهرين بالدعاء لهم وشكرهم على شجاعتهم. ولم تُعرف حتى اللحظة أسباب إقدام الشاب على محاولة الانتحار، فيما لاقت الحادثة تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل، مطالبين بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لمثل هذه الحالات، والتوعية بخطورة الظاهرة. التواصل الاجتماعي السائله صنعاء شارك على فيسبوك شارك على تويتر تصفّح المقالات السابق كيف يحصل اليمني على إقامة قانونية في دول الخليج؟ دليل شامل ومحدث