logo
عبدالرحمن الراشد: هل يوجد توقيت غير مريب لبث الاعترافات؟

عبدالرحمن الراشد: هل يوجد توقيت غير مريب لبث الاعترافات؟

المرصد٣٠-٠٤-٢٠٢٥

عبدالرحمن الراشد: هل يوجد توقيت غير مريب لبث الاعترافات؟
صحيفة المرصد: علق الكاتب عبد الرحمن الراشد، على تسريب تسجيل صوتي لمكالمة بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي بشأن القضية الفلسطينية.
باب الإلهاء
وقال الراشد في مقال له بعنوان "هل يوجد توقيت غير مريب لبث الاعترافات؟" المنشور بصحيفة "الشرق الأوسط":"تهرباً من التعامل مع ما كشفه التسجيل بين عبد الناصر والقذافي لعام 1970، ومن باب الإلهاء، حوّلوا القصة إلى جدل بيزنطي: لماذا الآن؟ وهل هناك نية خبيثة من وراء التوقيت!".
جبهة الرفض
وأضاف:"الزعيم المصري الراحل كان، واستمر، أيقونة جبهة الرفض ورمز دعاة الحرب، لكن في اللقاء سمعناه يقول للقذافي: اذهب إلى بغداد وقل لهم إنه يفضّل السلام والاعتراف بإسرائيل مقابل استرداد أراضيه المحتلة، و"إذا كان حد عايز يكافح ما يكافح!".
الاتفاقات الإبراهيمية
وأكمل:"لماذا ظهر التسريب الآن بعد 55 عاماً؟ بالمنطق، لا يوجد هناك توقيت مريح، فالمنطقة منذ ذلك اليوم وإلى اليوم في أزمات. مثلاً، لو ظهر قبل خمس سنوات، لقيل، آه، هذا تبرير للاتفاقات الإبراهيمية واعتراف الإمارات والبحرين بإسرائيل!"، مشيرا:"ولو ظهر قبل أربع سنوات لقيل سُرّب ليغطي على خروج الأميركيين من أفغانستان!".
زلزال المظاهرات
وزاد:"ولو نشر قبل ثلاث سنوات لزعموا أنه لإلهاء المنطقة عن زلزال المظاهرات في طهران، أو أحداث كأس العالم في الدوحة!"، لافتا: ولو بث قبل سنتين لقيل بالتأكيد هو موجه ضد «طوفان الأقصى» والسنوار.
توقيت خبيث
وأردف:"ولو نُشِر السنة الماضية لقيل توقيته مع مقتل حسن نصر الله، وهكذا. لا نعرف سنةً جميلةً وهادئةً ترضي من يشكك بأنه توقيت خبيث"، مشيرا: القصة هي أن عبد الناصر كان من رفع شعار «ما يؤخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، لكنه هُزم في كل جولات الحروب، حتى معارك الاستنزاف. أدرك خطأ شعاره والثمن الكبير الذي دفعته مصر والمصريون لهذه المفاهيم غير الواقعية. ففي كل مرة يشن حرباً، كان يخسر المزيد. أخيراً قال لنفاوض ونساوم ونعترف.
قناعات جديدة
وأوضح: رحّب عبد الناصر بمبادرة الوزير الأميركي روجرز والمبعوث الأممي يارنغ، وشرع في الحديث عن حل سياسي يعكس قناعاته الجديدة. هنا غضب منه «تلاميذه» قادة العراق والجزائر وليبيا، شتموه ووصفوه بالاستسلامي. اجتمع بالقذافي وحمّله رسالة: اذهب إلى بغداد وأبلغهم أنني استسلامي وانهزامي وسأكتفي بالمفاوضات عن مصر لاسترداد سيناء المحتلة، ولن أسعى إلى حل مشكلة الضفة الغربية وغزة. وعلى المزايدين من رؤساء العراق والجزائر واليمن الجنوبي وسوريا أن يحاربوا هم إذا هم عايزين يحاربوا، وأنا مستعد أدعمهم مالياً.
فكرة الحرب
ولفت:" هذا الحديث للأسف نُشر متأخراً وليس مبكراً! ليت العرب سمعوه قبل عشرين أو ثلاثين عاماً، أكانوا الموهومين بالناصرية الأولى، أو الذين تديرهم موجات الأثير، واليوم السوشيال ميديا. لم يكن خطأ عبد الناصر فقط أنه قاد الشارع نحو فكرة الحرب لعقد ونصف العقد ثم انسحب في آخر عمره، لا بل كانت له أفكاره الأخرى. مثلاً، أمّم اقتصاد بلاده بعد أن كان مزدهراً مثل اليابان. وقام بعسكرة المجتمع. واحتضن قيادات متطرفة، مثل القذافي، حتى تكاثر فيروس التطرف وانتشر. في الأخير نضج عبد الناصر بسبب الضربات المؤلمة. صار يدرك أنه لو استمع للبكر والقذافي والشارع لكان ذلك سيوصل الإسرائيليين إلى أبواب القاهرة، حيث لم تعد عنده دفاعات أرضية، ولا سلاح جوي، ولا حتى طيارون!".
صفحة جديدة
ومضى:"أدرك أن رفاقه الثوريين، القذافي والبكر والأتاسي، يريدون استخدامه، ودفعه للحرب إلى آخر جندي مصري. كما اكتشف أن خصومه، مثل الملك فيصل، الذي حاربه سبع سنوات وحاول إسقاط مملكته بشتى السبل، وقف معه في السنوات التي أعقبت هزيمته. الاثنان دفنا الخلاف وفتحا صفحة جديدة".
نضج سياسي
واستطرد:"بعد ظهور هذه الحقائق والتسريب الصادم، هل سيعم المنطق وتنتشر العقلانية؟ الإجابة لا. رأينا العام مغرر به. أولاً، لن يسمع التسجيل ويعيه ويتعظ منه سوى بعضهم. وثانياً، هناك بذرة تطرف قديمة ومستمرة لا علاقة لها بعبد الناصر. كلهم مثل عبد الناصر. عرفات نضج سياسياً عندما بلغ من العمر 64 وضيّع الكثير من الفرص. حافظ الأسد أصبح واقعياً عندما صار عمره 69 عاماً، وسعى للتفاوض مع كلينتون!".
الرواية التاريخية
وتابع، قائلاً: «التسجيل» لن يغيّر واقعاً يهيمن عليه الراديكاليون، لكنه مهم في النقاش السياسي الواقعي، ولتصحيح الرواية التاريخية، ويبرهن على خطأ ما فعله السنوار ونصر الله، هما من نكب ودمر غزة ولبنان ومكّنا إسرائيل من حكم المنطقة، مضيفا: للنقاش بقية عن الوديعة التي تركها عبد الناصر عند خلفه السادات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الراشد: لماذا ترفع العقوبات عن دمشق؟
الراشد: لماذا ترفع العقوبات عن دمشق؟

المرصد

timeمنذ 3 أيام

  • المرصد

الراشد: لماذا ترفع العقوبات عن دمشق؟

الراشد: لماذا ترفع العقوبات عن دمشق؟ صحيفة المرصد: علق الكاتب عبد الرحمن الراشد، على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا. طائلة العقوبات قال الراشد في مقال له بعنوان "لماذا ترفع العقوبات عن دمشق؟"، المنشور بصحيفة "الشرق الأوسط": كانَ للعقوبات على سوريا أن تمتدَّ لعام أو أعوام مقبلة لاعتبارات منها غموضُ المستقبل السياسي في سوريا، وتحفظاتُ البعض على القيادة الجديدة، أو مخاوفُ قوى مثل إسرائيل. فالولايات المتحدة لا ترفع الحظرَ إلَّا بعد اختبار طويل، فقد سبقَ أنْ سلَّمت ووقعت اتفاقاً مع طالبان، ولا تزال أفغانستان تحت طائلة العقوبات الاقتصادية منذ أربع سنوات. كما أنَّ الاختلاف حول رفع العقوبات من عدمِه محتدمٌ داخل الإدارة الأميركية نفسها. حليف موثوق وأضاف: لهذا جاءَ اللجوء مباشرة إلى الرئيس دونالد ترمب، وعبر حليفٍ موثوق هو السعودية، فكانَ أقصرَ الطرق. ويتطلَّب جهوداً مكملة من قبل حكومة الشرع التي عليها أولاً أنْ تقدّمَ المزيدَ من التطمينات باحتواء القوى المحلية، وحمايةِ الأقليات، وبذلِ المزيد ضد الفكر المتطرف الذي سيهدّد سلطةَ أحمد الشرع نفسَها ما لم تحاربه. مراكز احتجاز وأشار: وجهة نظر الذين يعارضون رفعَ العقوبات ترتكز على أنَّ النظامَ الجديدَ هو تنظيمٌ مُصنفٌ إرهابياً، وعليه أن يثبتَ العكس. وهناك مطالب اشترطتها الحكومة الأميركية، خمسة منها أشار إليها ترمب بعد لقائه الشرع. أولها إخراج المقاتلين الأجانب، والثاني المساعدة في محاربة التنظيمات الإرهابية في سوريا، والثالث إبعاد التنظيمات الفلسطينية، وتولي إدارة مراكز احتجاز مقاتلي «داعش»، والخامس، التوصل إلى علاقة مع إسرائيل. النفق المظلم ولفت: لكن قبل الخوض في إمكانية تنفيذ هذه الشروط على حكومة الشرع، من المناسب الترافع حول لماذا يستحق النظام السوري الجديد أن يعطى «الفرصة»، كما سماها ترمب، مشيرا: أولاً الشرع ونظامه في سوريا هو حقيقة وأمرٌ واقع على الجميع التعامل معه، وهو الحال مع أنظمة أخرى في المنطقة فيها ميليشيات وتتعاون معها. والواقع يقول أن تغيير النظام الجديد ليس مطروحاً، والعودة للحرب مرفوضة، والشعب السوري يستحق أن يخرج من النفق المظلم. التغول الإيراني وأكمل: ثانياً، إبعاد النفوذ الإيراني من سوريا نتيجة ذات قيمة كبيرة غيَّرت مسار تاريخ المنطقة ومستقبلها وليس فقط سوريا. وحرَّرت الشمال العربي، سوريا ولبنان وفلسطين. ولولا التغول الإيراني في دمشق ونتائجه الوخيمة على المنطقة، ربما ما تغيَّر الوضع القديم. إضعاف النظام الجديد سيعيد إيران سواء نتيجة الفوضى المحتملة أو ضعف دمشق. التوتر الإقليمي وزاد: الثالث، أنَّ إعادة العقوبات أسهل من رفعها، في حال اتضح أنَّ دمشق لم تفِ بوعودها. أما العكس، عدم رفعها، سيشجّع على التمرد والفوضى، أو دفع دمشق نحو محاورَ أخرى تتسبَّب في المزيد من التوتر الإقليمي. خطوط حمراء وأردف: الرابع، إسرائيل اليوم هي ضابط الإيقاع في تلك المنطقة. ولا يمكن مقارنة دمشق بكابل وحكومة الشرع بطالبان التي لا يجاورها من يوازنها. دمشق في مرمى القوات الإسرائيلية التي أصبحت تتمتعَّ بهيمنة واسعة وترسم لجيرانها خطوطاً حمراء تشمل أنواع السلاح والمسافات والمواقع، وبالتالي إسرائيل أصبحت الضامن لاعتباراتها هي. ولبنان اليوم نموذجٌ تحت الهندسة الأمنية الإسرائيلية. أسوأ الأحوال واستطرد: بين القبول بالأمر الواقع، والمخاوف من الفوضى، والعودة الإيرانية فإنَّ خيار المجتمع الدولي والإقليمي الأسلم هو إعطاء دمشق ما تحتاجه لإعادة الحياة لهذا البلد المدمر. ومن حق الجميع أن يضعوا شروطهم التي تهدف لاستقرار سوريا وأمن المنطقة معاً. سوريا تقع في قلب منطقة الأزمة، وفي حال تركها ستهددها الفوضى ونتائجها الوخيمة مؤكدة، ليبقى الخيار الأهون منحها الفرصة مع ما قد تحمله من «مغامرة» يمكن التعامل معها في أسوأ الأحوال. المخاوف والآمال وأوضح: التعاون العربي مع دمشق عن قرب اليوم، خير من محاولة تدارك الوضع مستقبلاً. ولو جئنا بعد عام أو عامين نحاول إصلاح الوضع، فالأرجح سيكون الكسر أصعبَ على الجبر. ويمكن القول إنّه ما بين 7 ديسمبر الماضي وحتى اليوم، بين المخاوف والآمال، قدمت حكومة الشرع أدلةً على انفتاحها واستعدادها للتعاون، وبالتأكيد المتوقع منها أبعد من ذلك، مشيرا: المطالب الأميركية تبدو محرجة في العلن، إنَّما تصب في صالح دمشق في الأخير. فحظر المقاتلين الأجانب مطلوب من كل الحكومات، ومحاربة الإرهاب ملزم دولياً. أما التنظيمات الفلسطينية هناك، فهي في الحقيقة ميليشيات تابعة لنظام الأسد السابق، كانَ يستخدمها في لبنان ضد الدول العربية، باستثناء «حماس»، فقد كانت ليست سورية. فريسةً للفوضى وتابع، قائلا:"المتوقع أنَّ الشرع سيخرج كل هذه الجماعات، برغبته، كما أخرجها الأردن من قبل، ويحاول لبنان التخلّصَ من ما تبقى منها"، مشيرا: ماذا عن شرط الانخراط في اتفاق مع اسرائيل؟.. للتذكير فإن الشرع ووزراءه سبقوا ترمب بالحديث مرات عن استعدادهم لذلك في إطار مشروع سلام عربي، ومهما كانت بقية المخاوف، التي لم استطرد فيها، فإن المنطقة قادرة على الاستيعاب والتغيير، ويبقى هذا خيراً من ترك البلاد تقع فريسةً للفوضى الأخطر على الجميع. التجاذبات الإقليمية وختم، قائلاً:"ونتوقع أن تتفهم حكومة دمشق وتبتعد عن التجاذبات الإقليمية والدولية المعقدة، والحق يقال أنَّ الرئيس الشرع كان يلمح في كثير من تصريحاته على انفتاحه على الجميع ورغبته في التركيز على التنمية والتطوير".

حلمي النمنم يكشف أسرار إعادة نشرتسجيلات جمال عبدالناصروالقذافي
حلمي النمنم يكشف أسرار إعادة نشرتسجيلات جمال عبدالناصروالقذافي

العربية

timeمنذ 5 أيام

  • العربية

حلمي النمنم يكشف أسرار إعادة نشرتسجيلات جمال عبدالناصروالقذافي

يستضيف برنامج سؤال مباشر الكاتب والمؤرخ ووزير الثقافة المصري الأسبق حلمي النمنم الذي أكد بأن وصف تسجيلات "عبد الناصر والقذافي" بـ"التسريبات الخطيرة" هدفه تشويق المشاهد لأن التسجيل معروف لمن عايشوا تلك المرحلة وأن الضجة سببها توقيت إعادة نشر التسجيل بعد 7 أكتوبر وتبعاتها في المنطقة حسب حديثه، ووصف النمنم حديث القذافي مع عبدالناصر بأن الأخير كان بمثابة الأستاذ والأب لشاب تبنى الفكر الثوري، وأوضح النمنم بأن أرشيف "عبد الناصر" موزع بين دار الوثائق ومتحفه ومكتبة الإسكندرية وأن أسرته لم تحاول إخفاء أي شيء من إرثه وأن أفضل سنوات في حكم "عبد الناصر" كانت بعد هزيمة يونيو 67 حتى رحيله، النمنم تحدث لسؤال مباشر عن قرار الأردن بحظر جماعة الإخوان وأنه لم يفاجئ بهذا القرار في هذا التوقيت لأن جماعة الإخوان تستغل أي مواجهة عربية إسرائيلية للقفز على الحكم وأن قرارات الأردن أثبت أنه لا يمكن إدماجهم داخل النظام وان هذه الجماعة تخدم إسرائيل بشكل مباشر وتمنحها مبررا لتنفيذ مخططاتها ويستغلون الصراع العربي الإسرائيلي لتمرير أجندتهم الخاصة، وأختتم النمنم حديثه بأنه لا يوجد أثر اجتماعي حقيقي أضافته جماعة الإخوان في أي بلد عربي.

الأعراب وعصر التسريبات
الأعراب وعصر التسريبات

صحيفة مكة

timeمنذ 5 أيام

  • صحيفة مكة

الأعراب وعصر التسريبات

مثلما ساد العصر الطباشيري والجليدي وعصر الديناصورات الجوراسي، بلغنا في يومنا هذا تكامل عصر التسريبات، الذي عرفه العرب منذ بدايات تكوين الدول العربية الخارجة من قماقم الاستعمار بثورات أفقدت روادها الثقة بالبشر، فنظل اليوم نسمع ونستغرب من تلك المفاهيم، التي كانت تعتبر علو كعب فهلوة، وثقافة احتياط وتدبير وخبث يكتب الخطوط العريضة لسياسات متردية تنسج بعقول استخباراتية تشكك حتى في أقرب الناس إليها، تصنت وتجسس وابتزاز، وتوريط في فضائح تظل تلتوي وتحلم وتتوقع وتحلب، وتتصيد الكلمات المتقاطعة مهما تناثرت في خلوات فضفضة أخوية، عازمين على تلفيقها على شكل حقائق تبنى عليها ممالك من الوهم والافتراءات والتشويهات والغدر، وتكسر رقاب أخلاق وشرف الإنسانية حينما تدور الأحداث وتفشل النوايا وتحبط العقول، التي كانت ترغب في خلق خيال مشتهى، وتركيع قوي وضعيف، ولو بعد عقود من الزمان، بتشويه وإعادة رسم المسارات. ذلكم هو النهج التحكمي الاستخباراتي الذي أشعل الثورات العربية قديمها وحديثها، تبيع الولاء، وتتبنى كهرباء الصدمات بما ظل يتسرب من خيمة زعيم التسجيلات القذافي، المنقلب حتى على خطوات قدوته المسجل الأعظم عبد الناصر، بنهج التخوين، واستغلال كل شاردة وواردة، فلربما يصنع منها الحلم يوما، أو يجدها حبل نجاة له من انتكاسات كان بمخاوفه يتحين حدوثها. تشويق فيلم له أجزاء قادمة، والمخرج والممثلون ماتوا، فتقع الأشرطة بأيدي خونة منتهزين يحترفون صناعة سيناريوهات القلق، بما يقبضون، يعيدون كتابة تاريخ منحول، يشوهون فيه الرموز بكلمات من هنا وصور من هناك، والمتهم عاجز عن الرد، والمؤرخون والشهود على قفا من يشيل. تقنية التسجيل دخلت حياة أعراب مستعربة جهلة ملفقين ناقمين مستهلكين، لم يهتموا يوما بقيمة الإنسان ولا ببناء أوطان سلام، ولا علم ولا معرفة، فلم يتبنوا ما يفيد البشرية، وظلوا يستغلون مفارقات التقنية بألاعيب سحرهم، يرقعون واقعهم المفتق، ويعدلون الصور المهزوزة بنوايا إظهارها مستقبلا لتمجيد أنفسهم وتوريط أصدقائهم، متكئين على تداخل أصوات نشاز ربما لم تكن حينها تحكي عما يراد تأكيده اليوم. سياسة مرضى نفسيات الخوف، والشك، والخيانة، وعشق ركوب موجات الغدر، وتوقع الشر قبل وقوعه وترسيخ قدرات التقنية، بأوهام أنهم يمتلكون القيود والمفاتيح، بنفوس خاطئة كاذبة تنبش القبور وتطمر، وتعلي من يتم إعادة كتابة سيرته بالتسريبات. الشعوب العربية على مواقع التواصل وجدت في التسريبات غاية غاياتها، فشنت الحروب الكلامية، وعمقت الشقوق، وكالت التهم لأهل القيم، وأكبرت خبث المسرب، غير مدركة أنها مدفوعة الثمن، وأجزاء متعاقبة مما يمكن أن يحرق خيام وخيبات الأعراب مستقبلا، ويسيء للمخلص من بعد رحيله، بقدر الإبداع في توظيف التسريبات. كل العالم لديهم معلومات تاريخية، ويأتي عليها زمن تنتهي فيه سريتها، وأمريكا اليوم تنتظر فضائح وتسريبات جزيرة جيفري المغتصب ابستين، وقضية مقتل الرئيس كندي، ولكن الوعي الشعبي يفرق عن الأعراب، فلن تقف عندها عجلة النماء والتقدم والتعقل في دولتهم. بينما عقول شعوبنا تفتقر للكثير، وتبدع في تخيل الأوهام والأشراك والحيل والتنازع، ناسية أن القادم أسوأ مع الذكاء الاصطناعي الذي يفضح السوءة بالصوت والصورة، أعان الله عقولنا وجعلها دليلا لنا وسط خبال عصر تسريبات مؤدلجة تحرق المبادئ والعلاقات والأوطان. shaheralnahari@

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store