logo
إسرائيل تحقق بتصوير ميناء حيفا وتقتحم مواقع تلفزيونية

إسرائيل تحقق بتصوير ميناء حيفا وتقتحم مواقع تلفزيونية

الجزيرةمنذ 4 ساعات

فتحت الشرطة الإسرائيلية، مساء أمس الاثنين تحقيقا ضد أشخاص صوروا منطقة ميناء حيفا (شمال)، بعد استهدافها بصواريخ إيرانية، بينما دهمت قواتها مواقع إقامة فرق قنوات تلفزيونية في حيفا أيضا.
يأتي ذلك في إطار التعتيم الإعلامي الذي تفرضه البلاد على المواقع التي تم استهدافها خلال الضربات الإيرانية الأخيرة.
وأضافت الشرطة، في بيان نشرته على منصة "إكس" أنها فتحت تحقيقا بعد بلاغ عن أشخاص صوّروا من شرفة فندق باتجاه ميناء حيفا، وذلك تماشيًا مع سياسة عدم التسامح التي يقودها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير والمفتش العام للشرطة.
وأوضحت أنها صادرت معدات التصوير الخاصة بالمشتبه به بعد استدعائهم للتحقيق، مشيرة إلى أنها حولت تفاصيل القضية إلى جهاز الأمن العام لفحص شبهات أمنية وفق ما جاء في البيان.
ومساء أمس، أعلنت الشركة المشغلة لمصافي النفط في حيفا، توقف جميع منشآتها عن العمل جراء الضرر الكبير الذي لحق بمحطة توليد الكهرباء إثر إصابته بصاروخ إيراني فجر الاثنين.
جاء ذلك في بيان نشرته مساء الاثنين، شركة "بازان"، بعد مقتل 3 من عمالها جراء سقوط صاروخ إيراني فجرا، وفق وسائل إعلام عبرية بينها صحيفتا معاريف ويديعوت أحرونوت.
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمحطة الكهرباء في حيفا والنيران تشتعل فيها بعد إصابتها بصاروخ.
وقالت الشركة نتيجة لاستهداف المنشآت، تعرضت محطة الطاقة لضرر كبير، ولذلك تم إيقاف جميع منشآت مصفاة النفط والشركات التابعة.
وأوضحت أن المحطة التي تضررت مسؤولة عن جزء من إنتاج البخار والكهرباء التي تُستخدم لتشغيل منشآت المجموعة، لافتة أيضا إلى وجود أضرار إضافية دون الكشف عنها.
وتفرض إسرائيل تعتيما على المواقع المستهدف بصواريخ إيرانية، وسبق أن اعتبرت الجبهة الداخلية التابعة للجيش أن نشر فيديوهات لتلك المواقع يعد مساعدة للعدو (إيران) في خضم القتال.
خسائر وتكتّم
وليست هذه المرة الأولى التي تتكتم فيها إسرائيل على خسائرها البشرية والمادية على جبهات القتال، إذ سبق أن فرضت رقابة مشددة ومنعت تداول الصور والفيديوهات بشأن قتلاها وجرحاها في المعارك البرية في قطاع غزة وجنوب لبنان.
في هذه الأثناء، دهمت الشرطة الإسرائيلية مواقع إقامة فرق قنوات تلفزيونية في مدينة حيفا، من بينها قناة "تي آر تي" عربي التركية.
وتأتي هذه المداهمة، مساء الاثنين، تنفيذا لتعليمات الوزير المتطرف بن غفير للشرطة والمخابرات بمنع البث المباشر للقنوات الأجنبية.
وادعت الشرطة أنها رصدت أشخاصا يوجهون كاميراتهم نحو ميناء المدينة خلال مداهمتها غرفة في فندق بحيفا.
وأشار البيان إلى استدعاء الصحفيين الذين صودرت معداتهم للإدلاء بشهاداتهم.
من جهتها، أعلنت قناة "تي آر تي عربي" وقناة الغد التي تتخذ من دبي مقرا لها، أن الشرطة الإسرائيلية دهمت مواقع إقامة فرقها في حيفا.
وكان بن غفير قد دعا، جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) إلى اتخاذ إجراءات ضد القنوات التلفزيونية الأجنبية التي تهدد أمن الدولة.
وفجر الجمعة، أطلقت إسرائيل بدعم أميركي هجوما واسعا على إيران بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، مما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا، وفق التلفزيون الإيراني.
ومساء اليوم ذاته، بدأت إيران الرد بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، خلفت حتى ظهر الاثنين نحو 24 قتيلا ومئات المصابين، وأضرارا مادية كبيرة، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية وإعلام عبري.
وتعتبر تل أبيب وطهران كل منهما الآخر عدوه الألد، ويعد عدوان إسرائيل الراهن على إيران الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا من "حرب الظل"، عبر تفجيرات واغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدويري: أميركا قد تتدخل عسكريا وإيران وإسرائيل تصعدان كما ونوعا
الدويري: أميركا قد تتدخل عسكريا وإيران وإسرائيل تصعدان كما ونوعا

الجزيرة

timeمنذ 35 دقائق

  • الجزيرة

الدويري: أميركا قد تتدخل عسكريا وإيران وإسرائيل تصعدان كما ونوعا

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن احتمال دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة بين إيران و إسرائيل عسكريا بات واردا في ضوء التطورات الأخيرة، خاصة مع تحركات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعودته المفاجئة من كندا إلى واشنطن لمتابعة الملف الإيراني. وأضاف في تحليل للمشهد العسكري أن المواجهة بين إيران وإسرائيل تشهد تصعيدا متسارعا من الطرفين، يتسم بالاتساع الجغرافي والتعقيد النوعي، مما يهدد بتوسّع الصراع إقليميا. وفور عودته من كندا، أمر ترامب فريقه للأمن القومي بالانعقاد في غرفة العمليات، بعدما كان قد حذّر طهران من العواقب، داعيا سكان العاصمة الإيرانية إلى الإخلاء الفوري، وقال عبر منصة "تروث سوشيال": "كان يجب على إيران أن توقّع الاتفاق حين طلبتُ ذلك. لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي". وكانت إسرائيل قد طلبت من إدارة ترامب تقديم دعم مباشر في استهداف مفاعل فوردو، الواقع تحت الأرض، بوصفه هدفا حاسما في حال تعذّر وقف المشروع النووي الإيراني بالطرق الدبلوماسية. توسيع بنك الأهداف وحتى مساء الاثنين، لم يكن قد صدر عن البيت الأبيض قرار نهائي بالمشاركة في الحرب، غير أن المؤشرات السياسية والعسكرية كانت تميل باتجاه تدخل أميركي ولو جزئيا. ويرى الدويري أن نمط العمليات الإسرائيلية يكشف نية لتوسيع بنك الأهداف على امتداد الجغرافيا الإيرانية، حيث لم تعد الضربات تقتصر على مراكز القيادة أو منشآت الحرس الثوري، بل امتدت نحو مواقع حيوية تشمل منشآت صناعية وعسكرية وأمنية من تبريز إلى بوشهر. واستهدفت موجات القصف الإسرائيلي الأخيرة عشرات المواقع المرتبطة بتخزين وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل رئيس أركان الحرب في الحرس الثوري علي شادماني، في عملية نفذت وسط طهران. ومن جهته، أعلن الجانب الإيراني عن شن موجة هجمات قوية بأسلحة دقيقة، وقال الحرس الثوري إن سلاح الجو الإيراني أطلق دفعة جديدة من الصواريخ وهاجم مراكز حساسة في تل أبيب، من بينها مقر استخبارات الجيش الإسرائيلي ومركز تخطيط عمليات الاغتيال. توجه مزدوج ويلفت الدويري إلى أن التصعيد الحالي يعكس توجها مزدوجا من طرفين: أحدهما لتثبيت قواعد اشتباك جديدة، والآخر لاختبار حدود الخصم وقدرته على الاستنزاف، معتبرا أن طبيعة الأهداف وتنوعها تمثل تحولا من ضربات رمزية إلى عمليات إستراتيجية واسعة النطاق. وشملت الضربات الإيرانية استخدام طائرات مسيّرة هجومية ذات قدرة تدميرية عالية، استهدفت مواقع إسرائيلية وصفها الإعلام الرسمي بأنها "حيوية ومفصلية"، في حين اعتقلت الشرطة الإيرانية عنصرا قالت إنه يتبع للموساد وكان يعمل في تصنيع وتجريب متفجرات في مدينة كرج غربي طهران. وبحسب الدويري، فإن واشنطن معتادة تاريخيا على الدخول في الحروب، لكنها في معظم الحالات تخرج دون تحقيق أهداف واضحة، مما يُثير التساؤلات حول مدى استعدادها لمواجهة إيرانية مفتوحة. ويؤكد الخبير العسكري أن العقيدة القتالية التي تحكم سلوك الإدارة الأميركية الحالية، لا سيما في ظل نفوذ جماعات اليمين المسيحي المتطرف داخل الدائرة الضيقة المحيطة بترامب، تجعل خيار الحرب مطروحا بشدة، وإن بقي مرهونا بردود الأفعال الإيرانية في الأيام القليلة المقبلة.

هل تنزلق بريطانيا إلى المواجهة مع إيران؟
هل تنزلق بريطانيا إلى المواجهة مع إيران؟

الجزيرة

timeمنذ 35 دقائق

  • الجزيرة

هل تنزلق بريطانيا إلى المواجهة مع إيران؟

لندن- في الوقت الذي تنعطف فيه الحرب بين إيران وإسرائيل لمستويات غير مسبوقة، يراقب البريطانيون عن كثب تطورات تلك المواجهة من دون امتلاك الجرأة على حسم الموقف من حجم التأييد لإسرائيل أو درجة العداوة مع إيران. وتواترت تصريحات المسؤولين في حكومة حزب العمال البريطانية منذ بداية التصعيد في المنطقة، التي لم تستبعد -وإن بحذر- الانخراط في تقديم الدعم لإسرائيل، في حين انضمت لدعوات التهدئة وجهود البحث عن قنوات للوساطة. ترقب للقرار الأميركي وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في وقت سابق إن المملكة المتحدة تعزز قواتها في الشرق الأوسط، من دون أن ينفي احتمال انخراطها في تقديم الدعم لإسرائيل عند الحاجة وحين يقتضي ضمان أمن حلفائه ذلك. وبينما كانت مزيد من طائرات التايفون البريطانية وأخرى تشق طريقها إلى المنطقة، كان ستارمر إلى جانب القادة الأوروبيين في اجتماع مجموعة السبع بكندا يحاولون بيأس إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتوقيع على مسودة بيان يدعو لخفض التصعيد. ورغم محاولات بريطانية وألمانية وفرنسية لفتح قنوات اتصال مع إيران بوساطات خليجية، فإن ترامب أصر على مغادر القمة، داعيا في المقابل سكان العاصمة طهران لإخلائها، في حين كانت تعزيزات عسكرية أميركية أخرى أيضا في طريقها إلى شرق المتوسط. هذا الموقف الأميركي من الحرب هو ما كان رئيس الوزراء البريطاني ستارمر يوحي بأن بلاده تعتزم مراقبته عن كثب والتصرف بناء على التطورات التي ستترتب عليه. وبلهجة ستارمر الملتبسة نفسها، أكدت وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز أن ضخ مزيد من العتاد العسكري للشرق الأوسط إجراءٌ احترازي لطمأنة الحلفاء في ظل ارتفاع منسوب التهديد، في حين أصرت أن الخطوات المقبلة التي ستتخذها حكومتها مرهونة بحالة الطوارئ والتغيرات على الأرض. واختارت بريطانيا التدخل عام 2024 لصد هجمات إيرانية على أهداف إسرائيلية، بينما تعد القاعدة العسكرية البريطانية في قبرص نقطة ارتكاز أساسية لدعم سلاح الجو الإسرائيلي، حيث توفر الطائرات البريطانية طلعات للمراقبة ومركزا حيويا لجمع المعلومات الاستخباراتية والتنسيق. الاصطفاف البريطاني ويرى شاشانك جوشي محرر الشؤون الدفاعية في صحيفة إيكونوميست، في حديث للجزيرة نت، أن السياق الحالي الذي تخوض فيه إسرائيل مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات مع إيران، يختلف عن الوضع الذي شجع بريطانيا العام الماضي نحو صد الصواريخ الإيرانية ضد إسرائيل. ويضيف الخبير العسكري البريطاني أن هدف المواجهة الجارية نسف المشروع النووي الإيراني أو تغيير نظام الحكم في طهران، مما يدفع بريطانيا لعدم إبداء حماسة واضحة وتردد أكبر في التدخل لتوفير الدعم لإسرائيل، في الوقت الذي كانت ترى فيه أن دفاعها عن إسرائيل العام الماضي بعد اغتيال قادة من حماس في طهران له ما يبرره. في المقابل، يشير جيلبرت الأشقر، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن، أن العلاقات الخاصة التي تربط بريطانيا بالولايات المتحدة ستدفعها للالتحاق بأي مواجهة إذا قرر الحليف الأميركي ذلك. ويضيف الأشقر، في حديث للجزيرة نت، أن الاصطفاف البريطاني في هذه المواجهة إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل لا يمكن حجبه من قبل الحكومة البريطانية بعبارات مترددة أو التستر عليه بدعوات خفض التصعيد. دعم مثير للجدل وكان الدعم البريطاني لإسرائيل مثار انقسام حاد في صفوف النخبة والرأي العام البريطاني منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة ، حيث يطالب نواب برلمانيون ومنظمات حقوقية حكومتهم بوقف إمداد إسرائيل بالأسلحة. ومع وصول حزب العمال للسلطة الصيف الماضي، قرر فرض حظر جزئي على تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل، في وقت تواصل فيه بريطانيا توريد 15% من قطع الغيار لتصنيع طائرات " إف-35" التي تعتمد عليها ترسانة سلاح الجو الإسرائيلي للحفاظ على تفوق قدرته على الردع في المنطقة. واتهم تحالف "أوقفوا الحرب" البريطاني -في بيان- رئيس الوزراء ستارمر ومعه الحكومات الغربية بالسماح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- بالإفلات من العقاب، مما جعل الطريق سالكة أمامه لفتح جبهة مواجهة أخطر على استقرار الشرق الأوسط. ويعتبر الصحفي جوشي أن الانخراط في توفير الدعم الجوي العسكري المباشر لإسرائيل يتجاوز إرسال تعزيزات عسكرية لحماية القواعد البريطانية، وهو ما يعني أن الحرب على إيران انتقلت حينها إلى مستوى آخر اتُخذ على إثره قرار بريطاني بالانضمام للمواجهة. وفي الأثناء، يحاول البريطانيون تدبير علاقاتهم الصعبة مع كل من الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية اليمينية، إذ كشف ستارمر عن أنه بعد بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران أجرى أول اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي دار في أجواء "بناءة للغاية"، على حد قوله. في حين صرحت السفيرة الإسرائيلية في بريطانيا تسيبي حوتوفيلي بأن حكومتها لم تناقش مع حكومة حزب العمال البريطانية الهجوم على إيران، ولم تنسق كل من تل أبيب وواشنطن مع لندن قبل اتخاذ القرار ببدء الهجوم على طهران. وتحاول بريطانيا بحذر إدارة علاقتها بالرئيس الأميركي الذي لا يبدو معنيا منذ عودته للبيت الأبيض بتعزيز التحالف مع الدول الغربية، في حين يصر رئيس الوزراء البريطاني على أن تحركات بلاده المقبلة في الشرق الأوسط ستكون محكومة بالدفاع عن مصالح الحلفاء والتشاور معهم. وتوترت العلاقات بين حكومة البريطانية والحكومة الإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية، بعد انضمام بريطانيا إلى حملة غربية للضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة، إذ هاجم نتنياهو بريطانيا وفرنسا وكندا بعد فرضها عقوبات على إسرائيل بسبب استمرارها في منع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. غياب الرؤية وترى صحيفة إندبندنت البريطانية أن إسرائيل لم تعد مجرد حليف تاريخي لبريطانيا، ولكنها قد تتحول إلى عبء إستراتيجي عليها إذا انخرطت إلى جانبها في الحرب ضد إيران. وتحذر الصحيفة -في مقال لمحررها لشؤون الدبلوماسية سام كيلي- من أن الاصطفاف إلى جانب إسرائيل في الحرب سيكون مكلفا لبريطانيا، في الوقت الذي يمكن أن تلعب فيه أدوارا أخرى كالاستمرار في تأمين طرق الملاحة في البحر الأحمر رغم ما تنطوي عليه هذه المهمة من مواجهة مباشرة مع الحوثيين. في المقابل، يرى جوليان بارنز داسي، مدير برنامج الشرق الأوسط في المركز الأوروبي للسياسات الخارجية، أن تقديم الدعم لإسرائيل سواء كان عبر الانخراط في عمليات ردع أو إمدادات أسلحة، سيكون ذا رمزية ولن يؤثر تأثيرا كبيرا على مواردها من العتاد العسكري، لكنه سيمنح إسرائيل غطاء إضافيا لمواصلة المقامرة بأمن المنطقة والتأثير على المصالح الإستراتيجية البريطانية والأوروبية. ويشير داسي -في حديث للجزيرة نت- إلى غياب رؤية أوروبية واضحة تجاه التطورات في المنطقة، واستمرار الأوروبيين ومعهم البريطانيين في تبرير سعي إسرائيل الدائم لفتح جبهات للصراع ولو على حساب مصالحهم الإستراتيجية.

هل سيطر نتنياهو على سماء طهران حقاً؟
هل سيطر نتنياهو على سماء طهران حقاً؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

هل سيطر نتنياهو على سماء طهران حقاً؟

في واحدة من أكثر لحظات التصعيد حساسية في تاريخ الصراع الإيراني الإسرائيلي، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الاثنين بتصريح غير مسبوق، أعلن فيه أن إسرائيل "تسيطر على أجواء طهران"، وأن "الطريق أصبحت ممهدة" أمام الكيان نحو العمق الإيراني. وترافق ذلك مع حديثه عن "تغيرات كبرى قادمة" في الشرق الأوسط، وعن هدف واضح يتمثل في القضاء على البرنامج النووي الإيراني، ومنع إيران من امتلاك صواريخ باليستية ، بل والذهاب أبعد من ذلك بالإيحاء إلى احتمال سقوط النظام في طهران. وبعيدًا عن النشوة العسكرية في كلام نتنياهو، فإن هذا التصريح يُظهر تحوّلًا نوعيًا في منطق الردع الإسرائيلي، بل في هيكل الإستراتيجية نفسه. فلم يعد الخطاب الإسرائيلي محصورًا في إطار "الردع والدفاع المسبق"، وهي القاعدة التي حكمت سلوك تل أبيب لعقود في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني. بل إن تصريح نتنياهو يؤشر إلى تحوّل من العقيدة الوقائية إلى عقيدة التشكيل الإستراتيجي، أي ليس فقط منع إيران من امتلاك قدرات نووية، بل إعادة تشكيل توازن القوى الإقليمي من الأساس، وبالشروط الإسرائيلية. البعد العسكري من الناحية العسكرية البحتة، لا يمكن فهم تصريح نتنياهو على أنه احتلال فعلي للمجال الجوي لطهران، وهو أمر يكاد يكون مستحيلاً في ظل القدرات الدفاعية الإيرانية. ومع ذلك، يمكن أن يشير هذا الادعاء إلى عدة احتمالات أكثر دقة. قد يكون المقصود به هو النجاح في عمليات استطلاع متقدمة أو اختراقات إلكترونية تمكّن إسرائيل من جمع معلومات استخباراتية حيوية من العمق الإيراني. كما قد يكون إشارة إلى وصول ضربات إسرائيلية سابقة إلى أهداف داخل الأراضي الإيرانية، مما يرسل رسالة مفادها أن الأجواء الإيرانية "لم تعد محرمة" على العمليات الإسرائيلية. وهذه التفسيرات تعزز فكرة أن التصريح يهدف إلى إظهار قدرة إسرائيل على الوصول إلى عمق الأراضي الإيرانية، حتى لو لم يكن ذلك يعني سيطرة جوية شاملة. الحرب النفسية ويتجلى البعد الأهم لتصريح نتنياهو في كونه جزءاً من حرب نفسية مكثفة، حيث يهدف التصريح بالدرجة الأولى إلى محاولة إذلال العدو من خلال إظهار اختراق رمزي لسيادة إيران وقدرتها على حماية مجالها الجوي، كما يسعى إلى طمأنة الجمهور الإسرائيلي بأن الرد الإيراني -إن وجد- لم يؤثر على التفوق الأمني الإسرائيلي، وأن إسرائيل لا تزال هي الطرف الذي يمتلك زمام المبادرة. علاوة على ذلك، يهدف هذا التصريح إلى تخويف دول الجوار من قدرة إسرائيل على الوصول إلى أي عاصمة في المنطقة، مما يعزز من قوة الردع الإسرائيلية في المنطقة. الهجوم الأخير -كما أوضح نتنياهو- استهدف ليس فقط الرادارات ومنشآت عسكرية، بل أيضًا مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني الرسمي. وهذه الضربة تتعدى الأهمية التكتيكية، فهي تمسّ البنية النفسية والسيادية للنظام. فإسرائيل هنا لا توجه فقط رسالة تفوّق، بل تقول لإيران "بإمكاننا أن نخترق صورتكم أمام جمهوركم، ونصيبكم في عمقكم المعنوي". ويؤكد الهجوم المنهجي على "الأهداف النووية" -كما ورد في التصريح- أن إسرائيل لا تنتظر اتفاقًا أو ضوءًا أخضر من واشنطن، بل تتحرك وفق ما تعتبره نقطة اللاعودة، فالبرنامج النووي الإيراني بنظر تل أبيب، لم يعد يمكن احتواؤه عبر التفاوض، بل يجب تفكيكه ميدانيًا. رسائل متعددة.. لواشنطن والعالم وطهران يحمل تصريح نتنياهو رسائل متعددة الأوجه موجهة إلى أطراف مختلفة. فهو يبعث برسالة واضحة إلى واشنطن وحلفائها الغربيين مفادها أن إسرائيل لا تزال تمتلك المبادرة وتفرض قواعد اللعبة في المنطقة، وأنها قادرة على التحرك بفاعلية دون الحاجة إلى موافقة مسبقة. وفي الوقت نفسه، يسعى إلى إحراج طهران أمام حلفائها وجمهورها الداخلي عبر القول "ها نحن فوق طهران، ولم تُسقطنا لا منظوماتكم الدفاعية ولا ردودكم الصاروخية". وهذه الرسائل تعزز من صورة إسرائيل كقوة إقليمية قادرة على تحدي خصومها والوصول إلى أعمق نقاطهم الحساسة. وعلى الرغم من قوة هذا التصريح من الناحية الرمزية والحرب النفسية، فإنه لا توجد مؤشرات حقيقية على سيطرة جوية فعلية لإسرائيل فوق طهران. فإيران لا تزال تمتلك منظومات دفاع جوي فاعلة، ولم تظهر دلائل على انهيار أمني شامل في أجوائها. ومع ذلك، لا يمكن إغفال حقيقة أن الاختراقات الأمنية المتكررة التي تعرضت لها إيران، سواء أكانت عبر طائرات بدون طيار أو هجمات سيبرانية أو اغتيالات لشخصيات بارزة، تشير إلى وجود هشاشة معينة في الطبقات الأمنية الإيرانية. وهذه الثغرات وإن لم ترقَ إلى "السيطرة الجوية"، فإنها تعطي نتنياهو مساحة لتوظيفها في خطابه الاستفزازي. خطاب الهيبة والردع في الختام، يمكن فهم تصريح نتنياهو بأنه "يسيطر على أجواء العاصمة الإيرانية طهران" بشكل أساسي كجزء من حرب معنوية ونفسية، ورسالة ردعية أكثر منه إعلاناً عن "سيطرة جوية" بالمعنى العسكري المباشر. إنه جزء لا يتجزأ من خطاب الهيبة الذي تسعى إسرائيل لترسيخه، والمصمَّم لرفع المعنويات الداخلية، وتأكيد الردع الإسرائيلي، واستفزاز إيران لدفعها نحو ارتكاب أخطاء محتملة في التصعيد. هذا التصريح -بغض النظر عن مدى صحته العسكرية- يعكس ديناميكية الصراع المستمر بين الطرفين في فضاءات متعددة، من أرض الواقع إلى الفضاء السيبراني والنفسي. ومن أكثر ما يلفت الانتباه في تصريح نتنياهو، حديثه المباشر عن احتمال سقوط النظام الإيراني "نتيجة للحرب". ولعل هذا التحوّل في الخطاب السياسي الإسرائيلي يُنهي سنوات من التفريق بين النظام الإيراني وسلوك إيران الإقليمي، ويضعهما في سلة واحدة: العدو. إن القول بأن النظام في طهران "ضعيف"، وأن إسرائيل "في طريقها إلى النصر"، لا يُقرأ فقط كتحدٍ، بل كمقدمة لتوسيع بنك الأهداف إلى ما يتجاوز المنشآت النووية، وربما نحو مفاصل الدولة المركزية ومراكز القيادة والسيطرة. خطاب نصر مبكر.. أين ترامب؟ بتصريح أمس، فإن نتنياهو يصل إلى قمة جديدة في نشوته الحربية، فقد اعتاد مؤخرا من العدوان على غزة قبل نحو عامين أن يتحدث عن تغيير الشرق الأوسط، لكن هذا التصريح أخذ منحى دراماتيكيا خصوصا أنه يطلقه تحت وابل من الرصاص ضد طهران، وكأنه خطاب نصر مبكر. وهذا يطرح سؤالا مهما في البعد الإستراتيجي: إذا كان نتنياهو يسعى إلى تغيير شرق أوسط بُني بهذه التحالفات عقب الحرب العالمية الثانية على الأقل، فأين الإدارة الأميركية من كل ما يجري وهي التي توصف بأنها زعيمة العالم؟ هل يفعل رئيس الوزراء الإسرائيلي كل ما في خاطره دون علم وموافقة البيت الأبيض؟ كل المؤشرات توضح أن تصريح نتنياهو عن "السيطرة على أجواء طهران" لم يأت من فراغ، بل يندرج ضمن سياق أوسع من التنسيق الإستراتيجي -وإن كان غير معلن- بين إسرائيل والولايات المتحدة خلال فترة إدارة الرئيس دونالد ترامب. هذا التفاهم العميق بين ترامب ونتنياهو -والذي يمكن وصفه بـ"حرب الشريكين"- شكّل محوراً رئيسياً في سياسة البلدين تجاه إيران، متجاوزاً في كثير من الأحيان الخطابات الدبلوماسية الرسمية. تفاهم إستراتيجي وغطاء أميركي وقبل الحديث عن مجريات الشريكين اليوم، لعله من المفيد تذكر سياق علاقة ترامب بالنظام الإيراني في فترته الرئاسية الأولى، فالرئيس الأميركي كان قد رسم خطًا عدائيًا واضحًا تجاه إيران، حيث انسحب من الاتفاق النووي ، وفرض أقسى العقوبات، ثم اغتال قاسم سليماني قائد فيلق القدس. لكن ترامب حينها لم يخُض حربًا شاملة، بل أبقى الضغط في المستوى الاقتصادي والسياسي والسيبراني. وفي العودة إلى اللحظة الراهنة، أشارت العديد من التحليلات، ومنها ما صدر عن معهد هدسون (Hudson Institute)، إلى وجود موجة تنسيق غير معلنة بين ترامب ونتنياهو. فبحسب هذه التحليلات، كان ترامب مصمماً على عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وهو ما أدركه نتنياهو تماماً، مما منحه الثقة للمضي قدماً في خطوات جريئة. وهذا التفاهم الإستراتيجي يعني أن ترامب رأى في إسرائيل أداة تنفيذية فعالة لإحباط الطموحات النووية الإيرانية، بينما تحرك نتنياهو بثقة تامة مدعوماً بغطاء ضمني من واشنطن. لم يكن هذا الغطاء مجرد دعم سياسي، بل امتد ليشمل البعد الاستخباراتي والتكتيكي. ومن جهة أخرى أكدت تقارير إعلامية مرموقة، مثل تلك التي نشرتها مجلة تايم، أن الولايات المتحدة كانت على دراية مسبقة بالعديد من العمليات الإسرائيلية. ورغم نفي المسؤولين الأميركيين لأي تورط مباشر، فإنهم أقروا بإبلاغهم المسبق، مما يعزز فرضية أن هذه الضربات كانت تتم وفق تنسيق أو إشعار مسبق. وفي المقابل، لم يكن هذا التنسيق خالياً من التباينات الداخلية داخل الإدارة الأميركية نفسها. فتقرير واشنطن بوست سلّط الضوء على الانقسام الداخلي، حيث كانت هناك أصوات تدعو إلى الدبلوماسية، بينما دعم ترامب -رغم هذه التحفظات- النهج الأكثر عدوانية الذي تبناه نتنياهو، وهو ما يشير إلى وعي عملياتي أميركي ضمني يترجم إلى تنسيق مستتر. ضوء أخضر تكتيكي ومساحة للمناورة تشير الدلائل إلى أن ترامب منح نتنياهو "ضوءاً أخضر" تكتيكياً للتحرك ضد إيران. فقد نقل موقع أكسيوس الأميركي أن ترامب أبلغ نتنياهو بأن الإيرانيين "عنيدون"، لكنه لم يمنع العمليات الإسرائيلية. وهذا يعني أن الأسلحة الأميركية لم تشترط الضربات، لكن واشنطن لم تعترض عليها، مما منح إسرائيل هامشاً محدوداً للتحرك والتنفيذ، وعند هذه المرحلة لم يكن المطلوب تدخلا أميركيا مباشرا، بل غطاء سياسي واستخباراتي يسمح لإسرائيل بتنفيذ هجماتها بنفسها. ولم تكد تمضِ ساعات قليلة على خطاب نتنياهو حتى خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتحذير صادم، قال فيه بوضوح "على سكان طهران إخلاء العاصمة فورًا". هذا التصريح الطارئ، الذي بدا وكأنه إنذار، يعكس من جهة حالة التنسيق القصوى بين تل أبيب وواشنطن في لحظة حرجة، ويشير من جهة أخرى إلى أن البيت الأبيض ليس بعيدًا عن مسرح العمليات رغم تأكيداته السابقة بعدم المشاركة المباشرة في الحرب ما لم يُستهدف الأميركيون. وقد تعزز ذلك بتصريح الرئيس ترامب حين صرح لاحقا أنه غادر قمة مجموعة السبع وعاد إلى واشنطن كي يتابع الأمور عن كثب وليس عبر الهاتف. وفي تطور لافت اليوم الثلاثاء، خرج الرئيس الأميركي بتصريح ناري جديد، قال فيه بوضوح إن "البرنامج النووي الإيراني سيتم القضاء عليه بالكامل". ويُعدّ هذا التصريح انعطافة صريحة من خطاب الردع إلى خطاب الحسم، ويُشير إلى أن إدارة ترامب لم تعد ترى في البرنامج النووي خطرًا محتملاً فحسب، بل مشروعًا ينبغي استئصاله جذريًا. وهو ما يعكس تماهياً كاملاً مع العقيدة الأمنية التي تتبناها إسرائيل تجاه إيران. فقد تحوّل ترامب في خطابه من اللهجة التحذيرية إلى ما يشبه الإقرار المسبق بعملية تدمير مبرمجة. ولا يبدو أن هذا التصريح معزول عن الهجمات الأخيرة، بل يتكامل معها كرؤية أميركية إسرائيلية موحّدة، ترى أن التفاوض لم يعد خيارًا مجديًا، وأن ما تبقّى هو فرض الوقائع بالقوة. "حرب الشريكين" واقع إستراتيجي في المحصلة، يتجاوز التفاهم الأميركي الإسرائيلي الخطابات الرسمية ليشكل نمطاً من الرقابة والتوجيه غير الرسمي. فقد قدمت إدارة ترامب غطاءً استخباراتياً وسياسياً، بينما نفذت إسرائيل الهجمات بشكل مباشر لتجنب أي تدخل أميركي علني ومباشر. هذا النمط يعزز بقوة فرضية أن مصطلح "حرب الشريكين" ليس مجرد توصيف بلاغي، بل هو واقع إستراتيجي مبني على تنسيق ضمني محكم وتوقيت محسوب بدقة. وهذه الديناميكية سمحت لنتنياهو بالتصريح بعبارات جريئة مثل "السيطرة على أجواء طهران"، مدعوماً بحقيقة أنه كان يتحرك ضمن إطار تفاهم واسع مع أقوى حلفائه. خلاصة القول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يطلق تصريحاته النارية بشأن تغيير الأنظمة وتغيير وجه الشرق الأوسط، لأنه يضمن تأمين الدعم الدولي، ومنع أي تحرك في مجلس الأمن ضد إسرائيل. إن نتنياهو يبدو وكأنه المقاول العسكري للّحظة التاريخية، فهو يعمل مدفوعًا بهوسه الطويل بضرب المنشآت النووية الإيرانية قبل أن تكتمل. وهو لا يطلب تفويضًا علنيًا من أميركا، بل يتحرك تحت سقفها، ضامنًا أن ترامب سيحميه سياسيًا ويمنع ردود الفعل الدولية الحادة. وفي ختام هذا المشهد الملتبس، يظهر نتنياهو كما لو أنه يطلّ على طهران من شرفة النصر، مدفوعًا بنشوة القوة وتواطؤ اللحظة. لكنّ التصريحات التي يطلقها عن "تغيير الشرق الأوسط" و"إسقاط النظام الإيراني" ليست مجرد بلاغة حرب، بل تعبير عن لحظة يشعر فيها أن الكفة تميل لصالحه، وأن العالم -أو على الأقل البيت الأبيض- لن يوقفه. غير أن التاريخ في هذه المنطقة لا يميل طويلاً لأحد، وما يبدو طريقًا ممهدًا اليوم، قد يكون مجرد فخّ إستراتيجي مفتوح على كل الاحتمالات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store