logo
السنّة في مواجهة الوهابية والإبراهيمية

السنّة في مواجهة الوهابية والإبراهيمية

الميادين٢٨-٠٤-٢٠٢٥

إضافة إلى الأعمال الإجرامية للجماعات التكفيرية بحق المكونات المذهبية الأخرى للأمة، واحتكار هذه الجماعات للتأويلات الدينية، وتنفيذها المذابح الجماعية تلو المذابح عبر التاريخ، من مذبحة كسروان بدعم المماليك إلى الأزمنة الحديثة، ثمة حرب خطيرة منسية أو محجوبة بحق أهل السنّة وخطابهم المعتدل المعروف بكل أركانه، الأشعرية وتيارات واسعة من المعتزلة والتصوّف، وثمة أصابع يهودية وخارجية تقف وراء ذلك في كل مرة.
لقد بات واضحاً أن الجماعات التكفيرية من جهة والإبراهيمية السياسية من جهة أخرى، تتبادلان الأدوار وتتكاملان في منظومات الاستخبارات الأطلسية، ضد الشيعة والتشيّع السياسي، ثم ضد أهل السنّة.
بالنسبة إلى الجماعات التكفيرية التي ضخّمت التأويلات الخاصة بالأحاديث كما تفهمها هذه الجماعات، قياساً بالقرآن الكريم، كما لاحظ جورج طرابيشي في كتابه (من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث)، فقد باتت خياراً أساسياً عند الأطلسي وحساباته، ويتذكر الجميع أنه كلما شعرت أقلام الاستخبارات الأطلسية بأن المراكز السنّية التقليدية، ليست مستعدة للدخول في أي مشاحنات واحتقانات مذهبية مسلحة ودامية ضد أي جماعات مذهبية أخرى، راحت تركز على الجماعات التكفيرية الأكثر استعداداً للدخول في مثل هذه الحروب.
ولم تتردد أقلام الاستخبارات المذكورة في تسليم السلطة لهذه الجماعات، كما حدث في أفغانستان والصومال ومناطق في غرب ليبيا، وعندما لم تجد جماعات تكفيرية تتخذ من الإسلام لبوساً لها، راحت تبحث عن جماعات غير إسلامية كما حدث في لبنان، عندما فشلت في تحويل الحريرية السياسية إلى مخلب قط دموي ضد حزب الله، فركزت على جماعات طائفية انعزالية معروفة بعلاقاتها الوثيقة مع الكيان الصهيوني.
انطلاقاً من الطبعة الأفغانية وترجمتها في سوريا باسم جبهة النصرة، وصولاً إلى القصر الرئاسي في دمشق، كما القصر الرئاسي في كابول، وتحويل سوريا كلها إلى "بافر ستيت" طائفي مسلح، فإن الأهم هو البعد الأيديولوجي الذي لا يقتصر على محور المقاومة وثقافته وتعبيراته السياسية، بل استبدال الخطاب السنّي التاريخي، الأشعري المعتدل، بخطاب بديل مختلف كل الاختلاف من حيث تأويلاته وآلياته ومرجعياته.
وبهذا المعنى، فإن برنامج الجماعات التكفيرية لا يكتفي بالمذابح الجماعية كما حدث في الساحل السوري، بل يستهدف إزاحة وشطب الخطاب السنّي المعتدل تحضيراً لما هو أخطر وأكبر وأوسع، ما يذكر بالمواجهة الكبيرة بين علماء وشيوخ دمشق والقاهرة من أهل السنّة وبين ابن تيمية، وكانت الخلافات أعمق من الفقه الخاص بالميراث والطلاق ومسائل من هذا القبيل.
إضافة إلى الخطاب التكفيري بمرجعياته المختلفة، من ابن تيمية إلى الوهابية إلى البقية، تعود الإبراهيمية السياسية إلى تجارب سابقة أجرتها الاستخبارات البريطانية خلال استعمارها لآسيا الوسطى، بما في ذلك الأوساط الإسلامية في الهند الكبرى القديمة، وما زالت رواسبها موجودة في تيارات معروفة، مثل القاديانية والبهائية، إلا أنها لم تنضج كمشروع استخباري استراتيجي إلا مع الرئيس الأميركي الأسبق، كارتر، في تسويقه "كامب ديفيد"، ثم من خلال توصيف هذا الاتفاق وامتداداته باسم الاتفاقيات الإبراهيمية، والعمل على تعميمها قبل قطع الطريق عليها إثر طوفان الأقصى.
ويمكن القول إن الإبراهيمية السياسية هي العنوان الأبرز لمشروع الشرق الأوسط الجديد، الصهيوني الأطلسي، والذي يستهدف إعادة هيكلة الدول والبنى والاقتصاد في عموم المنطقة، وفق معادلة المركز الإسرائيلي والمحيط العربي والإسلامي، انطلاقاً من فكرة كارتر وتأويلها الصهيوني.
فبحسب كارتر، فإن الصراع في المنطقة ليس كما هو شائع، ويقصد عند الوطنيين بكل خلفياتهم الفكرية والسياسية (صراع مع الإمبريالية والصهيونية وامتداداتهما)، بل هو صراع بين أبناء إبراهيم، آن له أن يتوقف، وأن يدخل هؤلاء الأبناء في عقد أخوي جديد، وهو ما يعني في العقل الصهيوني عقد عبودية بين أبناء سارة (الحرّة) وأبناء هاجر (الجارية).
هكذا إذاً كان الخطاب التكفيري ينهل من المراجع اليهودية كما سنرى، ويهمّش الأئمة المكرّسين عند أهل السنّة، فإن الخطاب الإبراهيمي يذهب أبعد من ذلك في الإحالة المرجعية اليهودية نفسها.
- كانت البداية مع اغتيال عمر بن الخطاب وإزاحة هذه العملية عن مدبريها الحقيقيين، التي عُرفت بمنفّذها فقط (أبو لؤلؤة)، فالأصل فيها أن المغيرة بن شعبة (وكان للرسول رأي فيه وبإسلامه) هو الذي دبّر ذلك مع عدد من أمراء وقادة الجند في الكوفة، بعد أن رفض عمر تسجيل أراضي الفتح باسمهم، باعتبارها جزءاً من بيت المال يمكن التصرّف فيها تحت عنوان حق التصرّف لا حق الملكية والرقبة.
ولقد ظلّت هذه السياسة قائمة حتى استبدلها صلاح الدين الأيوبي حين وزّع الكثير من الأراضي على أولاده وإخوته باسم حق الرقبة، ما تسبّب في صراعه مع الزنكيين، حتى أنّه وقّع صلح الرملة مع الغزو الصليبي للتفرّغ لقتال الزنكيين.
- في زمن معاوية، من الذين اغتيلوا الصحابي عمار بن ياسر والصحابي حجر بن عدي الكندي ومحمد ابن الخليفة أبو بكر بأمر من والي معاوية على مصر، وقد قطعت جثته وجرى حشو دابة بها.
- في زمن يزيد بن معاوية، إضافة إلى مذبحة كربلاء، فقد كان نصيب أهل السنّة وأبناء الصحابة وأحفادهم من القتل أكبر بكثير من آل البيت، فقد قتل جيش يزيد من أبناء المدينة المنورة وبينهم أبناء وأحفاد الصحابة، العشرات بل المئات، إضافة إلى سبي الحرائر، وذلك لرفضهم مبايعته بسبب سلوكه المنافي للتربية والقيم الإسلامية، ومن الذين قتلهم جيش يزيد في الحرّة قرب المدينة:
o أبو بكر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب
o عبد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب
o سليمان بن عاصم بن عمر بن الخطاب
o عبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق
o موسى شقيق عائشة بنت ـبي بكر
o عبد الله ابن أنس بن مالك
o يحيى ابن أنس بن مالك
o سعيد بن زيد بن ثابت
o محمد بن زيد بن ثابت
o زيد ومصعب وعبد الله أبناء عبد الرحمن بن عوف
o إسماعيل بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت
o عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وابنه أبو بكر
وغيرهم الكثير...
أما الجذور النظرية لكل ذلك، فتعود إلى تداخل القبلي مع الأيديولوجي، وعدم اقتصار الملاحقة الأموية على الخصوم السياسيين، بل امتدت إلى الخصوم الأيديولوجيين لفكرة الجبر، مثل الجعد بن درهم وغيلان الدمشقي والجهم بن صفوان.
17 تشرين ثاني 2021 14:54
1 تشرين ثاني 2021 17:06
بخلاف ما هو شائع عن الاحترام الرسمي التاريخي للمرجعيات الأئمة، فقد تعرّض ثلاثة منهم للملاحقة والسجن والاضطهاد في العصرين الأموي والعباسي:
- الإمام الأعظم، النعمان بن ثابت (أبو حنيفة)، فقد تعرّض للاضطهاد في الزمن الأموي لتأييده الإمام زيد بن علي، وتعرّض للاضطهاد في الزمن العباسي لأنه رفض القضاء في بلاط أبو جعفر المنصور.
- الإمام مالك بن أنس، تعرّض للاضطهاد من المنصور أيضا لأنه اعتُبر من أنصار محمد النفس الزكية.
- الإمام محمد بن إدريس الشافعي، تعرّض للاضطهاد في زمن هارون الرشيد لأنه رفض الهجوم على التشيّع.
- كما يُشار إلى أن الإمام الرابع، أحمد بن حنبل، الذي رفض فكرة المعتزلة عن خلق القرآن في عهد المأمون والمعتصم، اعتبر علياً أحق بالخلافة من معاوية.
أياً كان الموقف من العثمانيين والمماليك وممارساتهم الطائفية، فقد أطاح العثمانيون المماليك الذين كانوا أشد تعصباً لأهل السنّة والجماعة، وأنهوا دولتهم بعد معركة مرج دابق 1516، وحولوهم إلى تبّع لهم في مصر.
ومن مفارقات ذلك أن السلطان العثماني، سليم الأول، اعتبر نفسه منقذا للإسلام الصحيح من المماليك (الكفّار)، وهو ما حاول نابليون تكراره بعد غزو مصر، بتقديم نفسه كنصير ومنقذ للمسلمين من المماليك.
عند العودة إلى العقل الاستشراقي الاستخباري الأطلسي، ودفع التكفيريين إلى مواجهة الجميع، عبر محاولة استحواذهم على الخطاب والوعي الجمعي (السنّي) ومصادرته، لا بد من استذكار العوامل الخارجية، اليهودية في كل مرة، والأنجلوسكسونية في الأزمنة الحديثة، وكيف حوّلوا تأويلات الحديث الشريف إلى (دين جديد):
- إضافة إلى محطات سابقة عابرة مثل دور يهود بغداد في التحريض على الحلاج وصلبه وقتله، يمكن اعتبار حالة ابن ميمون من الحالات التأسيسية لابن تيمية وغيره، فتحت ظروف غير معروفة تماماً، وجد الفيلسوف والطبيب اليهودي، ابن ميمون، مكاناً أساسيا له في بلاط صلاح الدين الأيوبي، وكان ابن ميمون هارباً من الأندلس بعد سيطرة الموحدين الأمازيغ عليها، ويقال إنه وراء قرار صلاح الدين السماح لليهود بدخول القدس بعد تحريرها إثر معركة حطين، بيد أن اللافت للانتباه، كان دوره في تحريض صلاح الدين على الدولة الزيدية في اليمن.
وسنرى لاحقاً أن جانباً مهماً من أفكار ابن ميمون، ولا سيما حول اللاهوت والحاكمية، سينعكس بقوة في كل الأيديولوجيات اللاحقة للجماعات التكفيرية، وليس بلا معنى، كما سنرى اهتمام فيلسوف اللاهوت اليهودي المحدث والمضمر، شتراوس بالأفكار المذكورة.
- لم تصل أي من جماعات التكفير السابقة لابن تيمية، إلى ما بلغه من فقه تفكيري تأسيسي بنكهة يهودية، ولم يكن ذلك بسبب التقاعس العام في مواجهة المغول والحملات الصليبية، فلا أحد تصدّى لهما كما تصدّى المماليك، الذين كانوا يسيطرون على مصر وبلاد الشام، فلماذا ظهر ابن تيمية في تلك المرحلة، وسُجن من قبل فقهاء المماليك أكثر من مرة، ولماذا اشتبك مع كل التيارات الإسلامية، من تلاميذ الغزالي إلى تلاميذ الأئمة الثلاثة (أبو حنيفة، مالك، والشافعي)، ناهيك عن الفلسفة والفلاسفة والمتصوفة.
في بعض الأجوبة الفلسفية، ما يحيله إلى ثقافة حرّان التي وُلد في بيئتها، وكانت حافلة بالنقاشات بين كل التيارات، من الصابئة إلى الفلسفة الإغريقية، وخاصة الأفلاطونية والأفلوطينية، وهذا ما يحيلنا إلى القديس أوغسطين وأفكاره حول الصفاتية والعلاقة بين مدينة الله والمدينة الأرضية (تساوي الحاكمية)، التي أعاد ابن تيمية إنتاجها ونسبها لنفسه، كما نسب إليه العديد من أفكار أوغسطين، من دحض القياس الأرسطي وصولاً إلى فكرة العلة والسبب الأفلوطينية، واستبدال الوجوب باللزوم الاقتراني.
أما البعد الخارجي الأبرز والذي سيطر على مجمل مشروع ابن تيمية، فهو البعد اليهودي الذي يتجاوز جانبا من حياته قريباً من حي اليهود في دمشق، إلى أفكاره التأسيسية التي أصبحت المرجعية المتداولة لدى تلامذته الكبار، ونقصد على وجه التحديد تأثره الكبير واعترافه بذلك، بالفيلسوف والطبيب اليهودي الذي أعلن إسلامه باسم (أبو البركات البغدادي) ولم يجمع علماء المسلمين على حقيقة وحسن إسلامه.
بالعودة إلى البغدادي المذكور (النسخة التالية من ابن ميمون القاهري)، فهو نفسه لا ينكر اطلاعه على أفكار أفلوطين وتلميذه اليهودي المصري (فيلون)، والتي تصطدم مع الخطاب الإسلامي السنّي التقليدي الأشعري، ومع الغزالي كذلك، ولا سيما حول الصفات والتجليات الإلهية.
ومن اللافت للانتباه هنا أن حماسة تيار ابن تيمية للجهاد ضد الصليبيين تزامنت مع حماسة اليهود الذين كانوا هدفاً مباشراً للحملات الصليبية الأولى قبل (الزواج الكاثوليكي) بين اليهودية والمسيحية بعد الثورة البروتستنتية واكتشاف الرأسمالية جذورها في الربا اليهودي.
إضافة إلى ذلك، معروف أن التأصيل الأيديولوجي للتحريض على (الرافضة) يعود لابن تيمية المتهود فلسفياً، رغم أن التشيّع حينذاك لم يشكل أي خطر على (أهل السنّة)، حيث كانت تتوالى حملات المغول والصليبيين.
وإذا تذكرنا أن من ظواهر التشيّع حينها (الإسماعيلية) وخاصة الفرقة النزارية التي أسسها الحسن الصباح وكانت الأشجع في مواجهة الصليبيين والمغول والسلاجقة معاً، وقتلت العديد من قادتهم وملوكهم، وإذا كانت قد قتلت الوزير السلجوقي، نظام الملك، فقد قتل من الملوك والأمراء الصليبيين: كونراد، وريموند، وبوهيموند.
- مع بدايات تفسخ الإمبراطورية العثمانية وهزائمها المتتالية أمام روسيا القيصرية الصاعدة، برزت المسألة الشرقية وعنوانها (الرجل التركي المريض)، ما شجّع الإمبريالية البريطانية الصاعدة أيضاً على استكمال سيطرتها على شبه القارة الهندية، بالسيطرة على أملاك الإمبراطورية العثمانية، وصاغت استراتيجية لذلك بدت للوهلة الأولى كاستراتيجية متضاربة.
فمن جهة كانت تقف إلى جانب تركيا الهابطة مقابل روسيا الصاعدة، ومن جهة كانت تسعى لتصفية الرجل التركي المريض لوراثته.
في هذا السياق أخذ قلم الاستخبارات في شركة الهند الشرقية البريطانية يراقب الحالات الأيديولوجية المتناثرة في الوسط الإسلامي المحيط بالحالة التركية، وكان من بين هذه الحالات المرشحة للتعاون، مجموعة في البصرة بزعامة شاب قادم من الدرعية في نجد، هو محمد بن عبد الوهاب، وتمكن قلم الاستخبارات البريطانية من إقامة علاقة وثيقة معه، سرعان ما تحولت إلى علاقة استراتيجية على المستوى الإقليمي، خاصة بعد أن تشكل حلف قبلي – مذهبي خارج الثقافة السنّية التقليدية، بين آل عبد الوهاب (آل الشيخ) وبين آل سعود، صار أهم ركيزة للمشروع البريطاني في المنطقة آنذاك.
وقد أظهرت مذكرات عدد من رجال الاستخبارات البريطانية، أن العلاقة تخطّت القضايا الصغيرة إلى مشروع كبير لاستبدال السيطرة العثمانية بسيطرة وهابية – سعودية تجتاح المنطقة كلها بدعم الإمبريالية البريطانية، ومن هذه المذكرات، مذكرات الكابتن شكسبير، ومذكرات عالم الآثار السويسري الشهير بيركهات الذي جندته الاستخبارات البريطانية باسم الشيخ عبد الله اللوزاني.
معروف أيضاً أن حاكم مصر القوي، محمد علي، وجيوشه بقيادة ابنه إبراهيم باشا، تمكن من هزيمة التحالف الوهابي – السعودي وإحراق الدرعية نفسها بقرار من السلطان العثماني، قبل أن ينقلب محمد علي على السلطنة العثمانية ويفتك بجيوشها ويحاصر إسطنبول نفسها، قبل أن يتراجع عن ذلك عام 1840 تحت ضغط مفارقة أخرى، هي حشد بريطانيا وروسيا القيصرية قواتهما بتمويل اليهودي، روتشيلد، لطرد محمد علي من سوريا وإنهاء محاولة لتوحيد مصر وبلاد الشام واستبدال المركز العثماني بمركز عربي مصري سوري.
- البعد الخارجي الثاني لصناعة الجماعات التكفيرية وتوظيفها، تمثل في عمل بريطاني – يهودي ضد الهند، فبعد أن أدركت بريطانيا أن الهند الموحدة بقيادة غاندي ونهرو في طريقها إلى الاستقلال وإنهاء السيطرة البريطانية، تبنّت التيار الانشقاقي داخل رابطة العالم الإسلامي الهندية، والذي يدعو إلى الاستقلال باسم (الباكستان) مقابل تيار اللامركزية في إطار الهند الكبرى.
ومن الذين أسهموا في قيادة وتغذية هذا التيار، صحافي نمساوي يهودي كان يعمل لمصلحة الاستخبارات البريطانية في الهند كمراسل حربي لصحيفة لندنية، هو ليوبولد فايس، الذي أعلن إسلامه وتحوّل إلى (الشيخ محمد أسد)، تماماً كما فعل بيركهارت (الشيخ عبد الله).
إلى جانب هذه الظاهرة وبرعاية بريطانية أيضا صعدت في الهند الكبرى ظاهرة إسلامية متطرفة غير مألوفة عند الجماعية السنّية التقليدية، وكان من عناوينها الشيخ أبو الأعلى المودودي، الذي لم ينضم مباشرة إلى فكرة استقلال الباكستان، ولم يتردد بعد التحاقه بالاستقلال في تأييد أيوب خان (الرئيس المعتدل لباكستان) ثم معارضته لاحقاً، ما يذكّر بسلوك سيد قطب وانتقاله من تأييد عبد الناصر إلى الانقلاب عليه وتكفيره.
يُعتبر المودودي لدى أوساط إسلامية واستشراقية بمنزلة واحد من الآباء المؤسسين للفكر التكفيري عبر التاريخ، مثل ابن تيمية وابن عبد الوهاب، ومثل تلميذه اللاحق سيد قطب، ومن أبرز أفكاره على هذا الصعيد (الحاكمية) المستمدة، شأن ابن تيمية وابن عبد الوهاب، من فكرة الأب أوغسطين، المدينة الأرضية كظلال لمدينة السماء.
- المحطة التالية، هي المحطة التي مثلها التيار القطبي ضد جمال عبد الناصر، قائد المشروع العربي للتحرر في خمسينات وستينات القرن الماضي، وقد تزامن صعود هذا التيار مع الاستراتيجية التي وضعتها الاستخبارات الأميركية في عهد إدارة أيزنهاور، وعهد بها إلى مدير الاستخبارات، دالاس، الذي لاحظ أن الجمهور العربي (السنّي والشيعي والمسيحي) بات تحت تأثير جمال عبد الناصر، وأن التجارب السابقة تجعل من التيارات التكفيرية أفضل حليف لواشنطن.
ومن المفارقات ذات الدلالة أن الجمهور السنّي الواسع العادي الذي كان ناصرياً بالفطرة، راح يتعرّض لحملة غسل دماغ واسعة في سياق السعي الأميركي – الصهيوني لاستئصال الإرث السياسي الوطني الناصري.
وقد تزامن هذا السعي مع الطفرة النفطية والثقافة الوهابية والسلفية التي اقتحمت فضاء هذا الجمهور، وحاولتالأجهزة الأميركية والرجعية التقاط بيئات منها لتكون حواضن للجماعات التكفيرية، التي جرى تصنيعها منذ سبعينات القرن الماضي.
- أما المحطة الأخطر في تاريخ التكفير الإرهابي الإجرامي، كبديل للخطاب السنّي وعلاقته بالأجندة الخارجية، فهي التي وُلدت في بيئة الانقلاب الساداتي على الناصرية، وكان من ضمن سلسلة من الانقلابات والتحولات التي أُوكلت إلى جنرالات الخيارات الأميركية في البداية، وبدأت بانقلاب سوهارتو في إندونيسيا وبناء ميليشيات تكفيرية أبادت مليون فلاح وعامل وطالب بذريعة محاربة الاشتراكية، مروراً بانقلاب السادات في مصر والنميري في السودان والشاذلي في الجزائر، وكان من عناوينها الخصخصة وفلسفة السوق والأمركة وتوظيف الإسلام الأميركي.
في هذه البيئة وُلدت المناخات التكفيرية التي كثيراً ما لدغت رعاتها المحليين، من اغتيال السادات، إلى العشرية السوداء في الجزائر، إلى إغراق السودان في الحروب حتى اليوم، ذلك أن أقلام الاستخبارات الغربية التي وجدت أن الإسلام السياسي التقليدي عاجز عن ترجمة السياسات الأميركية، راحت تركز على الجماعات التكفيرية وتدفع الإسلام السنّي المتسامح إلى الخلف.
وكانت التجربة المدوّية على هذا الصعيد هي التجربة الأفغانية، التي تراجع فيها الإسلام السنّي التقليدي إلى الخلف كثيراً، مقابل السيطرة شبه الكاملة للجماعات التكفيرية وخطابها المعروف، وذلك على إيقاع الاستراتيجية الأميركية في مواجهة موسكو والمشروع الروسي الأوراسي، وقد برهنت هذه الجماعات قدرتها كما هو معوّل عليها من قبل الإمبرياليين، وتعدّت أفغانستان إلى مناطق واسعة في مواجهة المقاومة وخطاب التحرر، إضافة إلى دورها كبديل للإسلام السنّي التقليدي، ولا يُذكر ذلك بطبيعة الحال من دون استذكار مرجعياتها اليهودية التي لم تغب عن المحطات السابقة المماثلة.
في المسألة الأفغانية كما في مسألة الانبعاث العثماني من واشنطن، كان المؤرخ اليهودي الأميركي من أصل بريطاني، برنارد لويس، حاضراً بقوة إلى جانب أكثر من استراتيجي أميركي يهودي مثل شتراوس وفريدمان.
فبخلاف الاعتقاد الواسع في الوسط السنّي المعتدل بأن الإسلام لم يعرف شكلاً دينياً مطابقاً للدولة والسياسة، بدلالة وثيقة المدينة التي كتبها الرسول نفسه، أكّد لويس في كتابه (لغة السياسة في الإسلام) ومثله شتراوس في مقارنته بين الفارابي وابن ميمون، أن الإسلام والسياسة والدولة منظومة واحدة، تماماً كما هو الخطاب التكفيري حول الحاكمية.وهو المصطلح الذي ربطه الخطاب التكفيري بآية السيف، أي بسلطة سياسية برسم التوظيف بدءاً من مواجهة الناصرية والاشتراكية، مروراً بمواجهة الشيعة السياسية، وانتهاء بإزاحة الخطاب السنّي المعتدل والأشعري وأخذ مكانه وفق التجربة السورية الحالية.
يُشار أخيراً إلى الجامعة الإسلامية في تل أبيب، التي لا تقتصر على إعداد الإسلاميين المستعربين، بل تنتج تصورات وأفكاراً وجماعات برسم الطلب في كل حالة ومرحلة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خليفة بري؟!
خليفة بري؟!

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 13 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

خليفة بري؟!

انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... تتحدث قوى معارضة للثنائي حزب الله حركة أمل، عن امكانية ترشيح شخصية شيعية للندوة البرلمانية تكون منافسة لرئاسة مجلس نواب ٢٠٢٦. وتتحدث اوساط معارضة عن تغييرات زلزالية قد تشهدها المنطقة ولبنان تحديدا في الاشهر المقبلة لاسيما على خط واشنطن طهران وهو ما سيخلط الاوراق السياسية اللبنانية. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

الديار: اورتاغوس تصعّد من الدوحة ولبنان يصر على «الحوار».. بيروت تستعد لصيف بلا عتمة… وصندوق النقد غير راضٍ
الديار: اورتاغوس تصعّد من الدوحة ولبنان يصر على «الحوار».. بيروت تستعد لصيف بلا عتمة… وصندوق النقد غير راضٍ

وزارة الإعلام

timeمنذ ساعة واحدة

  • وزارة الإعلام

الديار: اورتاغوس تصعّد من الدوحة ولبنان يصر على «الحوار».. بيروت تستعد لصيف بلا عتمة… وصندوق النقد غير راضٍ

كتبت صحيفة 'الديار': على وقع مواقف الادارة الاميركية 'المستعجلة' في مسألة سلاح حزب الله، كمدخل إلى توفير الدعم الأميركي للدولة اللبنانية، وعشية الاحتفال بـ 102 يوما من عمر الحكومة، التي شكل نجاحها في تنظيم الانتخابات البلدية والاختيارية، ابرز انجازاتها، تكثر الاسئلة حول كيفية تعاطي أهل الحكم مع ملف سلاح حزب الله خصوصا، ومع المستجدات الاقليمية والدولية المتسارعة، عموما، لعدم تفويت الفرصة 'الذهبية' حسب الرئيس دونالد ترامب خلال زيارته الخليجية، والتي لا يتوقف مسؤولو ادارته على ترديدها. عنوانان ثابتان فالمتابع للمواقف الرسمية، يُلاحظ في كلمات المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم رئيسا الجمهورية والحكومة، عنوانان يتكرران دائما كلازمة، خصوصا لدى توجههم الى الخارج، الاول، طمأنة الاسرتين العربية والدولية الى موقع لبنان في الحضن العربي والى جانب كل ما يتفق عليه العرب. اما العنوان الثاني، فهو الاصرار الرسمي على الاصلاحات الاقتصادية لكن الاهم، اصراره على حصر السلاح بيد الدولة. أورتاغوس مواقف لم تقنع واشنطن حتى الساعة، اذ اعادت امس نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس التاكيد على أن 'لبنان لا يزال أمامه الكثير ليفعله من أجل نزع سلاح حزب الله، مشيرة ، خلال منتدى قطر الإقتصادي في الدوحة، إلى أن 'المسؤولين في لبنان أنجزوا في الأشهر الستة الماضية أكثر مما فعلوا على الأرجح طيلة السنوات الخمس عشرة الماضية'.، مشددة على أن 'الولايات المتحدة دعت إلى نزع السلاح الكامل لحزب الله، هذا لا يعني جنوب الليطاني فقط، بل في أنحاء البلاد' كافة، داعية القيادة اللبنانية إلى 'اتخاذ قرار في هذا الشأن'. التجديد لليونيفيل في الاثناء، وبعيد زيارة موفد بريطاني، بيروت، منذ ايام، بعيدا عن الاعلام ولقائه عددا من المسؤولين للوقوف على راي الدولة اللبنانية من مسالة التجديد لقوات الطوارئ الدولية، في ظل القلق الدولي المتصاعد من 'الاعتداءات' التي تتعرض لها دورياتها بشكل شبه يومي، كشفت مصادر دبلوماسية، ان تل ابيب تخوض 'حربا' في واشنطن عنوانها 'تعديل تركيبة اليونيفيل وتعديل قواعد الاشتباك' ، مستفيدة من قرار عصر النفقات التي اتخذته الامم المتحدة، بعد وقف الادارة الجمهورية تمويلها للمنظمة الدولية، مبدية مخاوفها من ان يملء الوقت الفاصل عن اول ايلول، مزيدا من الاشكالات جنوبا والتي يمكن ان تتطور بشكل اكبر، دون اغفال احتمال التصعيد الاسرائيلي سياسيا وميدانيا وعسكريا، في حال فشلها في تمرير التعديلات التي تريدها. زيارة عباس فعشية زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى بيروت، حيث ستجمعه خلوة برئيس الجمهورية اليوم ، يليها اجتماع موسع لمناقشة ابرز القضايا المشتركة، من الوضع في غزة والعلاقات بين لبنان وفلسطين، فضلا عن ملف السلاح في المخيمات، على ان يزور الخميس عين التينة والسراي، وسط حديث عن امكان زيارته لاحد المخيمات، يرى متابعون لملف انفلاش السلاح الفلسطيني في لبنان ان الاحداث الجارية في غزة، والتي بات واضحا ان هدفها النهائي تطهير القطاع من سكانه، تحت ضغط القتل والجوع والتشريد يجعل من مهمة ابو مازن في بيروت صعبة. وتتابع المصادر بانه لطالما ربط ملف السلاح الفلسطيني بحق العودة والاتفاقات النهائية والتي يبدو انها سقطت، وبعدما بات موضوع السلاح وتسليمه مرتبطا بـ 'الحقوق المدنية'، وهو ما لا يمكن للبنان التسليم به تحت اي ظرف خصوصا في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، ووجود العدد الضخم من النازحين السوريين. للبلدية والاختيارية جنوبا وعلى بعد ايام قليلة من الانتخابات البلدية والاختيارية في جولتها الرابعة والاخيرة، في محافظتي الجنوب والنبطية، التي ستسبق ذكرى تحرير عام 2000 بساعات، كثفت الحكومة اللبنانية من اتصالاتها الدولية مع الجهات المعنية في واشنطن وباريس، كذلك مع اللجنة الخماسية لمراقبة وقف النار، من اجل تامين 'وقف للعمليات العسكرية' لضمان سلامة المواطنين المشاركين فيها، وتحديدا عدم التعرض لحركة المواطنين ومراكز الاقتراع. الا انه حتى الساعة ووفقا لمصادر مقربة من اللجنة فان اسرائيل ترفض تقديم اي ضمانات او تعهدات، مؤكدة انها ستستهدف اي نشاط في قرى 'الشريط الحدودي الذي اقامته'، وتدمير اي بيوت جاهزة قد تستخدم كاقلام اقتراع، مع الاشارة الى ان الطيران المروحي والمسير كان دمر خلال الايام الماضية كل تلك المنشآت التي تم تركيبها بتراخيص مسبقة صادرة عن الجيش اللبناني. وفي هذا الاطارعلم ان وزارة الداخلية قررت نقل مراكز اقتراع بلدات عديسة، وبليدا، ورب ثلاثين، الى مدينة النبطية، وغيرها من البلدات الحدودية الى مهنية بنت جبيل، فيما بقيت مراكز الاقتراع في بلدات رميش، عين إبل، عيترون، ميس الجبل، كفرشوبا في اماكنها المحددة سابقا. سلام في بعبدا الى ذلك استقبل امس رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا، رئيس الحكومة نواف سلام الذي اطلعه على نتائج القمة العربية التي انعقدت في العاصمة العراقية، وعلى أجواء اللقاءات التي عقدها على هامش القمة. من جهته اطلع الرئيس عون، سلام على نتائج لقاءاته في روما، وحصيلة زيارته الى القاهرة. كما تطرق الرئيسان الى مسار الانتخابات البلدية والاختيارية، والتحضيرات الجارية للمرحلة الرابعة والأخيرة في محافظتي الجنوب والنبطية. المجلس الدستوري وكان قرر المجلس الدستوري بالاجماع، قبول المراجعة المقدمة من رئيس الجمهورية جوزاف عون، وموضوعها القانون النافذ حكما رقم 2 الصادر بتاريخ 3/4/ 2025( يرمي الى تعديل بعض أحكام قوانين تتعلق بتنظيم الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة وتنظيم الموازنة المدرسية) المنشور في العدد 14 من الجريدة الرسمية تاريخ 3/4/2025، شكلا، كما وقبول المرجعة أساسا، واعلان عدم نفاذ القانون المطعون فيه والرامي الى تعديل بعض أحكام قوانين تتعلق بتنظيم الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة وتنظيم الموازنة المدرسية حكما. قانون الانتخاب على ضفة الانتخابات ايضا، لكن النيابية، المقررة في ايار 2026، عقدت امس جلسة للجان النيابية المشتركة لدرس اقتراحات قوانين تتعلق بالانتخابات، غير ان الجلسة لم تنته الى اي مقررات وسط شرخ حول تطبيق الاصلاحات التي يتضمنها القانون الحالي لناحية 'الميغاسنتر' والبطاقة الممغنطة مع ضرورة منح المغتربين الحق بالاقتراع لكن لا للنواب الـ6 المخصصين لهم، وهو ما طالب به نواب القوات، في مقابل ميل نواب 8 آذار والتيار الوطني الحر لحصر اقتراعهم بـ6، ومطالبتهم بخفض سن الاقتراع. وكان دعا رئيس مجلس النّواب نبيه بري، لجان المال والموازنة، الإدارة والعدل، الدّفاع الوطني والدّاخليّة والبلديّات، الصّحة العامّة والعمل والشّؤون الاجتماعيّة، إلى جلسة مشتركة في تمام السّاعة الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس الواقع في 22 أيّار 2025. النازحين السوريين وفيما الاستعدادات جارية لعقد لقاء بين وزير الخارجية السورية اسعد الشيباني ورئيس الحكومة، بمساع عربية على هامش منتدى الاعلام العربي في الامارات نهاية الشهر الجاري، علم ان التحضيرات لزيارة الشيباني الى بيروت، بتكليف من الرئيس احمد الشرع لاستكمال بحث الملفات العالقة بين البلدين، وضعت على نار حامية، بعد الحلحلة على صعيد ملف السجناء الاسلاميين السوريين في السجون اللبنانية. ومع استمرار العودة الطوعية لبعض العائلات السورية وان بخجل، رفضت المفوضية العليا للاجئين تسجيل النازحين السوريين حديثا 'من انصار النظام' على خلفية الاحداث الاخيرة في منطقة الساحل، ما يحرمهم من اي مساعدات على صعيد التعليم والصحة، ما يرتب اعباء كبيرة على الدولة اللبنانية، وعلى القرى والبلدات التي استقبلتهم خصوصا في سهل عكار ومناطق البقاع في بعلبك والهرمل. صندوق النقد الى الملف الاصلاحي، وفي جديده وصول ملاحظات صندوق النقد الدولي الخطية حول المشروع الذي قدمته الحكومة، حول اعادة هيكلة القطاع المصرفي، والجاري مناقشته في اللجان الفرعية المنبثقة عن لجنة المال والموازنة، حيث علم ان الصندوق ابدى 'اعتراضه' حول اكثر من مادة وبند في القانون، معتبرا ان الصيغة الحالية لا تلبي الاهداف الدولية الموضوعة، ولا تؤمن متطلبات الاصلاح المنشود. على هذا الصعيد تتقاطع اوساط وزارية على ان ورشة التعيينات ستستعيد زخمها في غضون الجلسات القادمة، بعدما تم الاتفاق على تمرير التشكيلات الدبلوماسية على مراحل، كذلك الامر حيث ستستكمل تركيبة مجلس الانماء والاعمار، رغم عملية شد الحبال الجارية، اما فيما خص تلفزيون لبنان فقد علم ان لجنة مؤلفة من وزيري الاعلام وشؤون التنمية الادارية وعضوية كل من ماغي فرح وسامي كليب وعباس ضاهر، باشرت درس الملفات ومقابلة المرشحين تمهيدا لرفع النتائج الى مجلس الوزراء. من جهتهم، ووسط اللغط الذي اثاره تعيين رئيس مجلس ادارة مجلس الانماء والاعمار، طالب عدد من الذين تقدموا لشغل المنصب بضرورة نشر العلامات والتقييم الذي يحوز عليها جميع المتقدمين، بمن فيهم من يتم استبعادهم. اجراءات سياحية وفي اول اجراء عملي فيما خص 'الاتفاق' على حزمة اجراءات تعهد الجانب اللبناني باتخاذها، في اطار ضمانة سلامة السواح العرب، وبعد التحسن النسبي للاحوال الامنية على طريق المطار، وعلى رغم كل المخاوف والتهويل من عملية اسرائيلية، اتخذت وزيرة السياحة قرارا، بناء لتوصيات اللجنة المعنية بتنسيق عودة السواح العرب ، قضى بحصر تعامل الفنادق والمؤسسات السياحية، مع شركات النقل والتاكسي المرخصة رسميا والمسجلة لدى الدولة اللبنانية، بعدما كان الامر مفتوحا، في وقت اعيد التدقيق بملفات جميع سيارات التاكسي المرخص لها بالعمل في المطار وسائقيها. الكهرباء ليس بعيدا، وفي مجال الاغراءات، كشفت المعلومات عن مساع واتصالات تجري على اكثر من صعيد، داخلي وخارجي، بهدف وضع خطة متكاملة لتامين تغذية كهربائية على مدار الساعة لمنطقة بيروت، طوال موسم الصيف، لتسهيل حياة الزوار العرب والخليجيين، حيث من بين الاقتراحات التي يعمل عليها امكان تامين كميات اضافية من الفيول، من العراق او الجزائر.

النهار: أمن الجولة الجنوبية بين الاستعدادات والاعتداءات… أورتاغوس تكراراً: لا يزال أمام لبنان الكثير
النهار: أمن الجولة الجنوبية بين الاستعدادات والاعتداءات… أورتاغوس تكراراً: لا يزال أمام لبنان الكثير

وزارة الإعلام

timeمنذ ساعة واحدة

  • وزارة الإعلام

النهار: أمن الجولة الجنوبية بين الاستعدادات والاعتداءات… أورتاغوس تكراراً: لا يزال أمام لبنان الكثير

كتبت صحيفة 'النهار': ما إن طويت صفحة نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع، حتى اتجهت الاهتمامات نحو الجولة الرابعة والأخيرة للانتخابات في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية التي ستجري السبت المقبل. وتختلف ظروف هذه الجولة عن سابقاتها بأن العامل الأمني يطغى عليها أكثر من العامل الانتخابي، نظراً إلى المخاوف القائمة رسمياً وسياسياً وشعبياً من أن تحصل تطورات ميدانية إسرائيلية تؤدي إلى تعطيلها كلياً أو جزئياً. وما يبقي هذه المخاوف قائمة، على رغم استبعاد أوساط معنية تطورات بحجم تعطيلي كامل للعمليات الانتخابية، أن المسؤولين اللبنانيين لا يزالون قبل أيام قليلة من موعد الجولة الرابعة يتحدثون عن السعي إلى ضمانات أميركية وفرنسية وأممية، أي الجهات التي رعت اتفاق وقف النار في تشرين الثاني الماضي، توفّر المرور الآمن للانتخابات وتحول دون تعطيلها. ولذا تتكثف الاتصالات الديبلوماسية في هذا السياق من دون إغفال عامل سلبي آخر يثير الاستغراب والشبهة إلى حدود واسعة. ويتمثل هذا العامل في تكثيف لافت للتعرّض للقوة الدولية في الجنوب 'اليونيفيل'، إذ يكاد لا يمر يوم إلا وتتعرض دوريات اليونيفيل في بلدات وقرى جنوب الليطاني للتقييد والواجهات بحجج وذرائع باتت تكشف تباعاً نهجاً ثابتاً لدى 'حزب الله' بالتحريض على اليونيفيل والتخفي وراء 'الأهالي'. وتترقّب الأوساط المعنية بحذر شديد مسار هذا النهج السلبي من دون أن تمتلك تفسيرات كافية حيال أهداف 'الحزب'، في حين يتشبث لبنان الرسمي أكثر من أي وقت سابق باليونيفيل وانتشارها إلى جانب الجيش اللبناني لضمان تنفيذ كامل للقرار 1701، علماً أن الاستعدادات بدأت للتمديد لليونيفيل في آب المقبل. وإذ سادت انطباعات غير مثبتة بعد حيال زيارة جديدة ستقوم بها نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس لبيروت، ولو لم يحدد أي موعد رسمي لها بعد، أطلقت أورتاغوس أمس مواقف جديدة من الوضع في لبنان، فاعتبرت أن لبنان لا يزال أمامه 'الكثير' ليفعله من أجل نزع سلاح 'حزب الله' في أعقاب اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل. وأشارت أورتاغوس في ردّها على سؤال بشأن نزع سلاح 'حزب الله' خلال منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة، إلى أن المسؤولين في لبنان 'أنجزوا في الأشهر الستة الماضية أكثر مما فعلوا على الأرجح طيلة السنوات الخمس عشرة الماضية'. وأضافت، 'لكن لا يزال أمامهم الكثير'. وشدّدت على أن الولايات المتحدة الأميركية دعت إلى نزع السلاح الكامل لحزب الله وأن هذا لا يعني في جنوب الليطاني فقط بل في أنحاء البلاد كافة، داعية القيادة اللبنانية إلى اتخاذ قرار في هذا الشان. وفي إطار الاستعدادات لانتخابات الجنوب، رأس وزير الداخلية اجتماع مجلس الأمن الفرعي في سرايا صيدا، وبعد انتهاء الاجتماع تفقّد الوزير الحجار سير التحضيرات في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا سيما استمرار الموظفين باستقبال طلبات انسحاب المرشحين حتى يوم الجمعة. وأعلن الحجار 'أننا استفدنا من المراحل الانتخابية السابقة وحاولنا تدارك كل الثغرات والنواقص التي حصلت فيها، ونأمل في المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية أن تعيد الدولة حضورها وتأكيد سيادتها في الجنوب'. ورداً على سؤال عن التخوّف من أي اعتداء إسرائيلي اثناء العملية الانتخابية يوم السبت، قال: 'أعيد وأؤكد ما قلته مراراً وتكراراً، الدولة اللبنانية قرارها واضح بأن لا مجال للمساومة على سيادتها على أرض الجنوب الطاهر بدءاً من القرى الحدودية وكل بلدات الجنوب وصولاً إلى نهر الأولي، ومن جهة أخرى بالطبع ما زال هناك جزء محتل من الجنوب وما زالت الاعتداءات والخروق الإسرائيلية مستمرة، لكن الدولة اللبنانية والحكومة بدءاً من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية نقوم بكل الاتصالات اللازمة لوقف الخروق عموماً وتحديداً خلال فترة الانتخابات في الجنوب ومواكبة لعملية الفرز وإصدار النتائج'، أملاً في أن 'تثمر الاتصالات مع الدول الأعضاء في لجنة وقف إطلاق النار يوماً هادئاً انتخابياً السبت'. واعتبر أنه 'في كل الأحوال نحن لا ننتظر ضمانات ولكننا مصممون على إجراء الانتخابات وممارسة سيادتنا وحضورنا في هذا الجزء الغالي من أرضنا'. ولفت إلى 'أننا بالتنسيق مع المحافظ ضو نعمل منذ أسابيع تحسباً و تحضيراً لليوم الانتخابي الطويل، وعلى أمل أن تثمر اتصالاتنا الدبلوماسية، وإذا حصل أي خرق أو اعتداء، القرار واضح، الإكمال بالعملية الانتخابية والتعامل مع الواقع على الأرض في حينها وبالطبع لدينا رؤيتنا في كيفية توزيع مراكز الاقتراع وكيفية التعامل مع حركة المواطنين الناخبين وتوزع القوى الأمنية. وانطلاقاً من هذه المعطيات نتمنى أن تكون الخطة الأمنية لها مفاعيل إيجابية'. أما في الوضع الميداني، فاستهدفت مسيّرة اسرائيلية دراجة نارية على طريق المنصوري – مجدل زون في قضاء صور. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو اغتال عنصراً في 'حزب الله' في قرية المنصوري جنوب لبنان. وأعلنت وزارة الصحة أن الغارة الإسرائيلية، أدت الى سقوط 9 جرحى بينهم طفلان و3 من الجرحى في حال حرجة. ولاحقاً القت مُسيّرة إسرائيلية قنبلتين على الصيادين عند ساحل رأس الناقورة. وأفيد عن قذيفة مدفعية إسرائيلية استهدفت أطراف بلدة كفرشوبا، كما ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه بلدة كفركلا. وفي جديد مسلسل اعتراض 'الاهالي' جنوباً لدوريات اليونيفيل، فسُجل أمس اعتراض عدد من أهالي شقرا، دورية للقوات الدولية. وقد منع الأهالي الدورية من دخول البلدة من دون مواكبة الجيش اللبناني. في المقابل، أكدت بلدية شقرا – دوبيه بأن لا صحة لما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي عن إطلاق نار أثناء اعتراض دورية لليونيفيل في بلدة شقرا. إلى ذلك، يبدأ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس زيارة اليوم إلى بيروت على مدى ثلاثة أيام يلتقي خلالها رؤساء، الجمهورية جوزف عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام، ويبحث معهم الملفات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما تداعيات الحرب على غزة والضفة ولبنان، وطبيعة المرحلة المقبلة في المنطقة بعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونتائجها وتداعياتها، إلى جانب البت في ملف السلاح في داخل المخيمات ووجوب إيجاد حل سريع لضبطه، خصوصاً في ظل القرار المتخذ بتسليم كل السلاح غير الشرعي للقوى الشرعية، ما يوجب حتماً إنهاء السلاح الفلسطيني، بطريقة سلمية بعيداً من أي مواجهات مع الجيش اللبناني، إنما بالتنسيق مع الجهات الفلسطينية المختصة وتحديداً سفارة فلسطين في لبنان وفصائل 'منظمة التحرير الفلسطينية' و'تحالف القوى الفلسطينية' والقوى الإسلامية. في سياق آخر، أفادت معلومات أن رئيس الحكومة نواف سلام سيلتقي ومعه وزيرا الإعلام والثقافة، وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في 27 أيار على هامش منتدى الإعلام العربي في الإمارات، ويأتي اللقاء بمساعٍ عربية لمناقشة ملفات مشتركة أساسية بعد رفع العقوبات عن سوريا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store