رئيس هيئة الأركان المشتركة يكرم الأول على دورة القيادة والأركان
عمان - السوسنة كرَّم رئيس هيئة الأركان المشتركة، اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، اليوم الاثنين، في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، الحاصل على الترتيب الأول من المشاركين في دورة القيادة والأركان/ 65 المشتركة/ 29، الرائد ياسين محمود الشمايلة.وبين اللواء الركن الحنيطي، أن هذا التكريم يعكس اهتمام القيادة العامة في دعم المتميزين والمتفوقين من منتسبيها، للمضي قدماً في بذل المزيد من العطاء في خدمة قواتنا المسلحة وتحقيق مزيد من الإنجازات ورفع الكفاءات على مختلف المستويات.يشار إلى أن كلية القيادة والأركان الملكية الأردنية تأسست عام 1954، لرفد القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي وجيوش الدول الشقيقة والصديقة بالقادة وضباط الركن المؤهلين وتمنحهم درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 33 دقائق
- سرايا الإخبارية
الفراية: عودة السوريين تدريجية .. ولا هجرة من الضفة والأردن يواجه حرب مخدرات
سرايا - أكد وزير الداخلية مازن الفراية، أن الأشقاء السوريين في الأردن، يعودون إلى بلادهم على نحو تدريجي، وأن ارتفاع أعداد العائدين منهم، يرتبط بالوضع الأمني هناك وبمنسوب الاستقرار والوضع الاقتصادي. وأضاف الفراية، أن الأردن قدم للسوريين كل ما يمكنه من دعم، في ظل بيئتنا الاجتماعية الإيجابية، بحيث لم يشهد الأردن أي مظاهرات تدعو لعودة اللاجئين السوريين لبلادهم. الفلسطينيون لا يرغبون بالهجرة وأشار إلى أن العلاقة مع سورية الجديدة حسنة، بالرغم من وجود هواجس لدينا، وهي طبيعية، تتعلق بملفات المخدرات والسلاح، والتسلل عبر الحدود، مع إدراك الأردن بأن الحكومة السورية الحالية منشغلة تواجه تحديات متعددة، متطرقا إلى التنسيق القائم بين البلدين على مستويات مختلفة. وردا على سؤال حول المخاوف من الهجرة الناعمة من الضفة الغربية إلى الأردن، قال الفراية إن حركة الحدود بين الأردن والضفة عبر الجسور طبيعية جدا، ولم نشهد في الأردن أي تغيرات في هذا الإطار. وأشار إلى انه واثق من أن الأردنيين المقيمين في الضفة، وأيضا الفلسطينيين؛ لا يرغبون بالهجرة إلى أي مكان مهما كانت الظروف التي يتعرضون لها حاليا، مبينا أن أعداد المغادرين إلى الضفة أعلى من القادمين منها عبر الجسور، وفي هذا الإطار لفت إلى أن أهمية التسهيلات التي أصبح الأردن يقدمها عبر الجسور لتيسير السفر. العلاقات الأردنية العراقية في أفضل حالاتها واستعرض الفراية، واقع العلاقات الأردنية العراقية، مشيرا إلى أنها في أفضل حالاتها، بخاصة العلاقات بين وزارتي الداخلية في البلدين، وكذلك التأشيرات، وما نقدمه للعراقيين من تسهيلات، إلى جانب التعاون بضبط الحدود بين الطرفين ومكافحة المخدرات، مؤكدا أن العلاقة مع العراقيين جيدة. وتطرق وزير الداخلية في حواره، إلى ملف المخدرات والحرب التي تشن على الأردن من جهات عديدة، وجهود مكافحتها، مشيرا إلى أن تفشي المخدرات أصبح وباء تشهده دول عديدة، وليس الأردن فقط، لافتا إلى اكتظاظ السجون على خلفية قضايا مخدرات وغيرها من القضايا. إطفاء أسباب الدخول للسجون وأشار إلى وجود أعداد كبيرة مطلوبة للتنفيذ القضائي على خلفية قضايا عديدة، وهو ما يحيل إلى حجم المطلوبين والاكتظاظ في السجون في آن، مؤكدا هنا، أن التوجه لبناء السجون لاستيعاب المطلوبين يجابه بالنقد، باعتبار أن هناك أولويات لدى الأردنيين غير هذا التوجه لبناء السجون، ويجب أن تنصب على توفير خدمات كالمستشفيات، مبينا أن أولويتنا كوزارة تكمن بإطفاء أسباب الدخول إلى السجون، لكن في الوقت نفسه لا بد من التعامل مع هذا الواقع، لأن الوضع القائم في السجون حاليا غير مناسب، ويتوجب معالجته. وحول العفو العام، أشار الفراية إلى انه لا يمكن إصداره كل فترة، بحيث يأمن المجرم من جريمته، ويرتكبها دون خوف. وأكد أن حالات التوقيف الإداري، تتناقص من حيث العدد يوما بعد يوم، مستعرضا حالات تقوم بها وزارة الداخلية في نطاق معايير صارمة، لكن تجري مراجعتها باستمرار، ويفرج عن موقوفين كل فترة، وفي هذا السياق، أشار إلى أن الحكام الإداريين يتعاملون مع آلاف الشكاوى، بحيث نظر الحكام في اكثر من 19 ألف شكوى، أدى بعضها إلى وقوع التوقيف الإداري. قوتنا مرتبطة بوحدتنا وحول التراشقات التي تمس الوحدة الوطنية عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، أشار الفراية إلى أن قوة الأردن الأساسية مرتبطة بالوحدة الوطنية وتماسكه الداخلي، فالأردن لا يقبل الفتنة بأي شكل من الأشكال، مبينا أن هذه التراشقات، لا تعبر أساسا عن واقع الأردنيين، فواقعنا يختلف تماما عما يعتقده بعضهم بسبب ما يرونه في تلك الوسائل. وأكد انه زار وحدة الجرائم الإلكترونية، منوها بأهمية دورها في ضبط الحسابات المزيفة وأصحابها، وملاحقتهم قانونيا، لما يرتكبونه من مس بالوحدة الوطنية، ولافتقاد أصحابها للمعايير الوطنية والضمير، مشيرا إلى أنهم لا يمثلون سوى أنفسهم فقط، متطرقا إلى إيقاف بعضهم، وسيتواصل جهدنا في هذا العمل، داعيا المواطنين بألا يتأثروا بما يكتب على تلك الوسائل، لأن الواقع يختلف تماما عما يكتب أو يروج له. الغد

سرايا الإخبارية
منذ 33 دقائق
- سرايا الإخبارية
الاحتلال .. لا تفاوض على مرتفعات الجولان والشرع يؤكد ضرورة الانسحاب منه قبل أي اتفاق
سرايا - فيما كشفت مصادر في كيان الاحتلال عن تفاصيل جديدة تتعلق بمفاوضات غير مباشرة تجري بين تل أبيب ودمشق، قالت مصادر سورية إن الرئيس أحمد الشرع أكد أنه لن يقبل توقيع أي اتفاق سلام لا يشمل مرتفعات الجولان. وفي سياق ذلك شكك مسؤولون إسرائيليون في إمكانية قبول اتفاق سلام مع إسرائيل لا يتضمن الانسحاب من مرتفعات الجولان. يأتي ذلك وسط مؤشرات على تقدم نسبي في الأسابيع الأخيرة، قد يفضي إلى اتفاق أمني يمهد لتطبيع العلاقات بين الطرفين. ومع أن دولة الاحتلال تشدد على استثناء مرتفعات الجولان من أي مفاوضات، أكد مسؤولون سوريون أن دمشق ستسعى إلى انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من مرتفعات الجولان كجزء من أي اتفاق سلام مستقبلي. ووفق ما أورده موقع RT نقلاً عن "واينت"، فإن مسؤولين إسرائيليين كبار أكدوا أن المحادثات الحالية تتركز على اتفاقية أمنية محدودة، في ظل استبعاد توصل الطرفين إلى اتفاق سلام شامل في المرحلة الراهنة، خاصة في ظل تمسك دمشق بانسحاب كامل من الأراضي السورية المحتلة، وفي مقدمتها مرتفعات الجولان. ونقل الموقع عن هؤلاء المسؤولين أن "الرئيس السوري أحمد الشرع، المعروف سابقاً بلقبه الجهادي أبو محمد الجولاني، لن يقبل بأي اتفاق سلام لا يتضمن انسحاباً إسرائيلياً من الجولان"، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة على دراية بتفاصيل المحادثات الجارية، وتشارك فيها بشكل فعلي. وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" قد نشرت في وقت سابق تقريراً نقلاً عن مصادر سورية مطلعة أكدت فيه وجود مفاوضات غير مباشرة، تجري برعاية إقليمية ودولية. وأشارت تلك المصادر إلى أن دمشق تطالب بوقف الهجمات الإسرائيلية المتكررة داخل أراضيها، والعودة إلى اتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974، فيما تسعى تل أبيب إلى إقامة منطقة عازلة جديدة داخل الأراضي السورية. ووفق "واينت"، فإن الرئيس السوري يبدي رغبة واضحة في التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، لكنه يشترط انسحاباً سريعاً من مواقع محددة داخل سورية، وهو مطلب ترفضه إسرائيل حتى الآن، لكنها تدرس مقترحات تتعلق بتأجيل أو تعديل عملية الانسحاب. وأضافوا أن الولايات المتحدة أُبلغت بالمفاوضات التي تركز على أكثر من مجرد الترتيبات الأمنية، وفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت". كما تابعت الصحيفة أن علامات اتفاق السلام المحتمل بين سورية وإسرائيل بحلول نهاية عام 2025 أصبحت أكثر وضوحا، مما قد يمثل تحولا تاريخيا في الدبلوماسية الإقليمية. وذكرت أنه من المقرر أن يتوجه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الحليف المقرب لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي تربطه علاقات وثيقة بإدارة ترامب، إلى واشنطن (أمس). كذلك من المتوقع أن يناقش الوضع والتوسع المحتمل لاتفاقيات إبراهيم لعام 2020. جاء هذا بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، أول من أمس، أنه تلقى اتصالات من دول ترغب في الانضمام إلى الاتفاقيات. وأضاف أنه كان يعتقد سابقًا أن إيران قد تنضم أيضا، واصفًا إياها بأنها "المشكلة الرئيسية" التي "كان من الممكن أن تكون أفضل حالًا مما هي عليه الآن". وعندما سُئل عما إذا كان بإمكان سورية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، أجاب ترامب: "لا أعلم، لكنني رفعتُ العقوبات بناء على طلب بعض الدول الأخرى في المنطقة الصديقة لنا. رفعتُ العقوبات عن سورية لمنحهم فرصة، لأن العقوبات مؤلمة. إنها قوية جدًا". في حين أفادت مصادر سورية بأن محادثات مكثفة تجري، بضغط أميركي للتوصل إلى اتفاق سلام، لافتة إلى أن هناك ضغوطاً على الوسيط الأميركي للموافقة على خيار أقل حدة، مثل الإعلان عن ترتيبات أمنية على طول الحدود السورية الإسرائيلية، تتضمن انسحاباً إسرائيلياً من كل الأراضي السورية التي دخلتها بعد 8 كانون الأول (ديسمبر) عندما أُطيح بنظام بشار الأسد، مقابل إعلان سوري أن البلدين لم يعودا في حالة حرب"، وفقا للصحيفة ذاتها. استثناء الجولان أتى هذا بينما جدد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، في مؤتمر صحفي، أمس كلامه بأن إسرائيل مهتمة بإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع سورية ولبنان. كما شدد على أنها رغم ذلك لن تتفاوض على مصير هضبة الجولان السورية في أي اتفاق سلام. في حين نقلت القناة العبرية عن مصدر سوري مطلع قوله سابقًا، إن إسرائيل وسورية ستوقعان اتفاقية سلام قبل نهاية عام 2025. وأشار إلى أن الاتفاقية تنص على انسحاب إسرائيل تدريجيًا من جميع الأراضي السورية التي احتلتها بعد التوغل في المنطقة العازلة في 8 كانون الأول (ديسمبر) 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ، على أن تُحوَّل مرتفعات الجولان إلى "حديقة للسلام"، من دون توضيح لمسألة السيادة النهائية. وكان الرئيس السوري، أحمد الشرع، أعلن أن سلطات الإدارة السورية الجديدة تعمل على إيقاف الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المناطق الآمنة في محافظة القنيطرة جنوب غربي البلاد. وأكد في بيان صادر عن مكتب الرئاسة السورية، الأسبوع الماضي، أن العمل جار لوقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي عبر مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء دوليين". كما أشار البيان إلى أن الشرع التقى وجهاء وأعيان محافظة القنيطرة والجولان. غارات وتوغل واحتلال الجولان يشار إلى أن إسرائيل كانت شنت منذ كانون الأول (ديسمبر) 2024 وسقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، عشرات الغارات مستهدفة قواعد عسكرية جوية وبحرية وبرية للجيش السوري السابق. كما توغلت قواتها إلى المنطقة العازلة، وتوسعت في مرتفعات الجولان المحتل وجبل الشيخ، ومناطق أخرى في الجنوب السوري. يذكر أن دولة الاحتلال كانت احتلت حوالي 1200 كيلومتر مربع من مرتفعات الجولان منذ حرب الأيام الستة عام 1967، ثم ضمتها لاحقًا، في خطوة لم تحظَ باعتراف دولي سوى الولايات المتحدة.-(وكالات)


الغد
منذ 34 دقائق
- الغد
إسرائيل على مفترق طرق: احتلال، إبادة جماعية وموت رؤية
ألون بن مئير* - (مدونة بن مئير) 2025/5/8 لن تستمر الدولة -التي نهضت من رماد ملايين اليهود الذين قضوا في المحرقة- في البقاء على رماد الفلسطينيين. * * * إسرائيل هي تحقيق حلمٍ دام ألف عام: أن تكون حراً، تعيش اضافة اعلان بسلام، تزدهر، وتنمو في وطن ذي سيادة. وقد أصبحت معجزة إنشائها وإنجازاتها وإمكانياتها اللامحدودة المسترشدة بالقيم الأخلاقية السامية التي تركت وراءها الخوف والرعب من الغد، تُسحق الآن أمام أعيننا. بأي مقياس تستطيع إسرائيل مواجهة الموت والدمار والقسوة وسفك الدماء والوحشية والقسوة التي ما تزال تمطر غزة والضفة الغربية؟ إن نزع الصفة الإنسانية وتجاهل الأرواح البشرية والانتقام والقصاص بدم بارد قد خانت مجتمعة رؤية مؤسسي إسرائيل وسلبتها أساسها الأخلاقي، وهو أمر سيظل يطارد إسرائيل لأجيال مقبلة. وتتحمل جميع المؤسسات السياسية الإسرائيلية والجمهور مسؤولية إطالة أمد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وعواقبه الوخيمة. نتنياهو: العدو من الداخل لم يؤثر أي رئيس وزراء إسرائيلي سلبًا على حياة ومصير الإسرائيليين أكثر من نتنياهو. وهو بارع في الكذب والتلاعب وخبير في فن الخداع، ونرجسي أناني وفاسد حتى النخاع، يضع مصلحته الذاتية فوق مصلحة الأمة لأكثر من ثلاثة عقود، وهو ما برهن عليه بلا خجل بإطالة أمد الحرب في غزة، فقط لإنقاذ جلده السياسي القبيح. نتنياهو، وليس غيره، هو من أوصل إسرائيل إلى حافة كارثة غير مسبوقة. بالنسبة له، فإن موت الجنود الإسرائيليين وعشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء عبثًا وترك الرهائن لمصيرهم الجهنمي، يستحقان الثمن، ولو كان مجرد الحفاظ على قبضته على السلطة. بدلا من البحث عن سبل جديدة لإيجاد حل للصراع، كثف نتنياهو جهوده لخدمة مشروعه الضخم للاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية، وهو ما لا يمكن تحقيقه من خلال المفاوضات السلمية، وطرد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين. وهو الآن يستخدم الحرب في غزة كمحفز لتحقيق هدفه المشؤوم، غافلًا عن حقيقة أنه بذلك يدمر إسرائيل كما نعرفها. حكومة فاشية ولتحقيق هدفه البغيض، شكل نتنياهو أكثر الحكومات اليمينية المسيانية تطرفًا التي دعا العديد من وزرائها إلى التطهير العرقي للفلسطينيين، بمن فيهم وزير المالية سموتريتش، الذي أكد نوايا الحكومة بتصريحه في 6 أيار (مايو) أن "غزة ستُدمر بالكامل" وأن الفلسطينيين سيبدأون "بالرحيل بأعداد كبيرة".طالب هؤلاء الوزراء المجرمون باستمرار الحرب، وكان نتنياهو، المحارب السعيد، الذي ما يزال يتلذذ بوهم إمكانية القضاء على "حماس" وإطلاق سراح الرهائن، في غاية السعادة لتلبية هذا الطلب. قبل أيام، وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي بالإجماع على غزو جزء كبير من غزة. وكان الهدف هو إقامة حكم عسكري دائم ومستوطنات يهودية وحشر ما يقرب من 2.2 مليون فلسطيني في الجزء الجنوبي من غزة الذي يمثل أقل من 25 في المائة من إجمالي مساحة القطاع. حقيقة أن مثل هذه العملية ستتسبب في خسائر في أرواح الجنود الإسرائيليين، وربما الرهائن، وستتسبب في أزمة إنسانية كارثية بين الفلسطينيين، علاوة على الظروف المروعة التي يعيشون فيها حاليًا، لا تشغل بال نتنياهو وحكومته الفاشية. إن الفكرة التي أوضحها وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، بأن العملية الجديدة ستحقق هزيمة "حماس" في النهاية وتشكل ضغطًا لا يُقاوم عليها لإطلاق سراح جميع الرهائن، ليست سوى وهم كارثي آخر ستدفع إسرائيل ثمنه غاليًا. يبدو أن نتنياهو وحكومته لم يتعلموا شيئًا من الاحتلال المروع للضفة الغربية الذي دام 57 عامًا، والذي اتسم بالعنف المستمر وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وآلاف الجنود والمدنيين الإسرائيليين. التقوى الزائفة للأحزاب الدينية بينما تستمر الحرب الكارثية في التكشف، فإن من يسمون قادة الأحزاب الدينية المتدينين الذين يستحضرون اسم الله في كل جملة، ويتلبسون بثياب التقوى، ويبشرون بإنجيل الرعاية والرحمة، لم يرفعوا أصواتهم أبدًا للاحتجاج على القتل العشوائي للفلسطينيين. وقد أيدت أحزاب شاس ويهودية التوراة المتحدة بقيادة المنافقين العملية الجديدة بلا خجل، بغض النظر عن الدمار الهائل والموت الذي سيلحق بالفلسطينيين. إنهم يُحاكون إلى حد كبير بتسلئيل سموتريتش المتعطش للدماء الذي صرح، في خطاب له في باريس في العام 2023: "لا وجود لأمة فلسطينية. ولا تاريخ فلسطيني. ولا لغة فلسطينية"، وهو ما يبرر في رأيه تدمير الفلسطينيين كشعب. إنهم يبررون ذبح الفلسطينيين كما لو كان ذلك مباركًا من ربهم. ليس من المستغرب أن يسمح هؤلاء المحتالون -الذين يتظاهرون بالإيمان المتحمس- بمثل هذه المجازر بحق رجال ونساء وأطفال فلسطينيين أبرياء. إنهم يرتدون زيهم الديني بفخر بينما يرتكبون جرائم ضد الإنسانية. لقد ضحوا بالقيم والأخلاق اليهودية مقابل الحصول على الأموال التي يريدونها من الحكومة لإدارة مؤسساتهم الدينية، بينما يرفضون إرسال أبنائهم وبناتهم للخدمة في الجيش. لا يهم كم من الجنود الإسرائيليين يُقتلون، بما أنهم لا يضطرون إلى الحداد على موت أبنائهم. عجز أحزاب المعارضة تواصل أحزاب المعارضة السياسية خلافاتها متفقةً أحيانًا على قضايا خارجية وداخلية، لكنها لم تتوصل ولو لمرة واحدة إلى توافق في الآراء حول كيفية إنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. وقد خدمت نتنياهو بفشلها الذريع في تحدي استراتيجية نتنياهو لسحق الفلسطينيين. بدلًا من حشد الرأي العام وراء اتفاق سلام قائم على حل الدولتين الذي من شأنه أن يوفر الأمن القومي النهائي، اكتفت بالنقد الفارغ لسياسة نتنياهو وشخصيته، بينما تستمر الحرب في الاشتعال وتتبدد فرص الحل، مما يضر بإسرائيل. اللامبالاة الكارثية للشعب الإسرائيلي لا أحد يتحمل مسؤولية الوضع المأساوي الذي يجتاح البلاد أكثر من الإسرائيليين أنفسهم، الذين، وللمفارقة، هم الجناة الذين سمحوا باستمرار الصراع وهم أيضًا الضحايا الذين يعيشون تحت تهديد الحرب الدائم. لقد تم الكذب عليهم وتضليلهم ليصدقوا أنه لا يمكن إصلاح الفلسطينيين ولا يمكن احتواؤهم إلا بالقوة الغاشمة. لقد ابتلعوا بتهور حجة نتنياهو الزائفة بأن الدولة الفلسطينية تشكل خطرًا وجوديًا نهائيًا عليهم وأنه يجب منعها بأي ثمن. للأسف، أصبح الاحتلال بالنسبة للغالبية العظمى من الإسرائيليين أسلوب حياة. ففي نهاية المطاف، ولد 80 في المائة من الإسرائيليين بعد العام 1967. وبالنسبة لهم، لم يكن للعبودية والمعاناة والحرمان والإذلال الفلسطيني في ظل الاحتلال أي تأثير يذكر على حياتهم اليومية. وقد تظاهروا جماعيًا لمدة ستة أشهر ضد ما يسمى بالإصلاحات القضائية؛ وظلوا يتظاهرون يومًا بعد يوم، مطالبين بإعادة الرهائن، لكنهم لم يتظاهروا جماعيًا قط للمطالبة بإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. وحتى يومنا هذا، ما يزالون متمسكين بشدة برواية نتنياهو وعصابته الإجرامية الزائفة بأن الدولة الفلسطينية المستقلة تشكل خطرًا وجوديًا. ولم يطالبوا حكومتهم ولو مرة واحدة باتفاقية سلام بديلة مقبولة من الطرفين، على الأقل على أساس حل الدولتين لإنهاء أعنف وأطول صراع منذ الحرب العالمية الثانية. قد يظن المرء أنه بعد هجوم "حماس" وحرب الانتقام الإسرائيلية سيتوقف الإسرائيليون ويطالبون بحل لهذا الصراع المدمر. لكنهم بدلًا من ذلك ضاعفوا جهودهم واستسلموا للعيش بسلاحهم، مقتنعين بأنه لا يوجد حل. لقد نسوا، متغاضين، عن أن 90 في المائة من الفلسطينيين الأحياء ولدوا تحت الاحتلال ولم يتبق لهم الكثير ليخسروه ولن يكفوا عن مقاومة إسرائيل بعنف حتى يوم الخلاص. حان وقت الحساب متى سيأتي الوقت ليدرك الإسرائيليون أن إسرائيل لن تتمكن أبدًا من السيطرة على الفلسطينيين رغمًا عنهم؟ عليهم أولًا أن يدركوا المعادلة الديموغرافية المرعبة. يعيش سبعة ملايين يهودي في إسرائيل جنبًا إلى جنب مع سبعة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وغزة وداخل إسرائيل نفسها، ولا يمكنهم استعباد الفلسطينيين إلى أجل غير مسمى، مهما بلغت قسوة ووحشية الحكم العسكري، ومهما سجن أو قتل أو طرد أي عدد من الفلسطينيين. ثانيًا، على عكس أي صراع عنيف سابق، أدى حجم الموت والدمار الذي لحق بغزة والضفة الغربية إلى بروز جيل جديد من الفلسطينيين سيعيشون للانتقام لما لحق بشعبهم. فمقابل كل مقاتل فلسطيني يقتل، سيظهر اثنان ليحلا محله. ثالثًا، على الرغم من أن "حماس" قد دُمرت، فإن إسرائيل لن تقضي عليها أبدًا كفكرة وحركة. إن العملية العسكرية للإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل في غزة وخطة نتنياهو لإعادة احتلالها لن تثبت سوى صحة ادعاء "حماس" بأن إسرائيل عازمة على تدمير الفلسطينيين كشعب، الأمر الذي لن يؤدي إلا إلى تكثيف مقاومتهم العنيفة مهما طال الزمن. سوف يتذكر كل فلسطيني أنه لو شكلت النساء والأطفال وكبار السن الذين قتلوا في هذه الحرب الشرسة صفًا واحدًا لكان طوله 15 ميلًا. 90 في المائة من غزة مدمر، وسكانها جميعًا تقريبًا مهجرون مرارًا وتكرارًا، وهم محرومون من الطعام والدواء ومياه الشرب، والآلاف على شفا المجاعة. هذه مأساة لا تلحق بالفلسطينيين فحسب، بل بإسرائيل نفسها أيضًا التي تدمر الأساس الذي تقوم عليه. على كل إسرائيلي أن يتذكر أن بلاده التي نهضت من رماد ملايين اليهود الذين هلكوا، لن تستمر في البقاء على رماد الفلسطينيين. فقط دولتان مستقلتان تعيشان بسلام جنبا إلى جنب ستنقذان إسرائيل التي جسدت حلم اليهود الذي دام آلاف السنين. *د. ألون بن مئير: أستاذ متقاعد في العلاقات الدولية، يعمل سابقا في مركز الشؤون الدولية بجامعة نيويورك وزميل أول في معهد السياسة العالمية، وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط وغرب البلقان والمفاوضات الدولية وحل النزاعات. في العقدين الماضيين، شارك بن مئير بشكل مباشر في العديد من المفاوضات الخلفية التي شاركت فيها إسرائيل والدول المجاورة لها وتركيا. *نشر هذا المقال تحت عنوان: Israel at the Crossroads: Occupation, Genocide, and the Death of a Vision اقرأ المزيد في ترجمات: أميركا كدولة نفطية: مساوئ الاستقلال في مجال الطاقة