
«آرت دبي» 2025 .. شراكات جديدة ترتقي بالمشهد الإبداعي
تُقام نسخة عام 2025 من معرض «آرت دبي» من 18 إلى 20 أبريل، وتستعرض أعمالاً متنوعة لفنانين موهوبين من مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط ووسط وجنوب آسيا وأفريقيا، وتسلط الضوء على إبداعات فناني القرن العشرين المعاصرين الذين رسموا المشهد الفني لمناطقهم، وتركوا بصمتهم الخاصة على خارطة الثقافة العالمية.
«البيان» التقت بينيديتا غيون - المديرة التنفيذية لـ«آرت دبي» للحديث عن جديد نسخة هذا العام، في هذا الحوار.
ما هي أبرز الأهداف التي يسعى معرض آرت دبي إلى تحقيقها في دورته لعام 2025؟ وكيف يعكس البرنامج التزام المعرض بتطوير المشهد الثقافي المحلي والإقليمي؟
المهمة الأساسية لمعرض آرت دبي هي بناء منصة متجذّرة إقليمياً ومتصلة عالمياً، وتجسد دورة 2025 هذا التوجه بوضوح.
إذ إن 76 % من البرنامج يأتي من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، ما يعكس استمرار التزام المعرض بتسليط الضوء على المجتمعات الإبداعية التي غالباً ما تكون غير ممثلة بشكل كافٍ على الساحة الفنية العالمية.
كما تستقبل هذه الدورة أكثر من 30 عارضاً يشاركون للمرة الأولى، ما يعكس نمو المعرض من جهة، وتزايد جاذبية دبي كمركز مهم للفنانين والمعارض من جهة أخرى.
وتضم أقسام المعرض الأربعة – آرت دبي المعاصر، آرت دبي الحديث، بوابة، وآرت دبي ديجيتال – أصواتاً إقليمية في حوار مع أسماء بارزة على الساحة الدولية. وتشهد النسخة عودة معارض كبرى مثل بيروتان، إلى جانب عدد قوي من المشاركين الجدد في السوق.
ويعالج البرنامج موضوعات معاصرة مثل الهوية والهجرة والذكاء الاصطناعي والثقافة الرقمية، مع استمرار العناصر الحية والتفاعلية في تشكيل تجربة المعرض.
كما تسهم المبادرات الممتدة على مدار العام، مثل «كامبُس آرت دبي» وبرنامج الأطفال من مجموعة أي.أر.أم القابضة، في تعزيز دور آرت دبي كمنصة ثقافية لا تقتصر على الجانب التجاري فقط، بل تساهم في رسم ملامح مستقبل المشهد الإبداعي في المنطقة.
تتضمن دورة 2025 سلسلة من الشراكات الجديدة والمشاريع الفنية التكليفية.
كيف تساهم هذه الشراكات، مثل الشراكة مع السركال أفينيو وجوليوس باير، في إثراء تجربة المعرض وتعزيز دوره الثقافي؟
تُعد الشراكات الاستراتيجية عنصراً أساسياً في دعم المعرض للمشهد الإبداعي وتكليفه المستمر للفنانين.
وتشهد هذه النسخة انطلاقة شراكة متعددة السنوات بين آرت دبي والسركال أفينيو، يتم من خلالها إنتاج أعمال أدائية لفنانين عالميين بارزين.
وفي الوقت نفسه، تعكس الشراكة المستمرة مع جوليوس باير، والتي تحتفل بمرور 10 سنوات على تواجدها في آرت دبي و20 عاماً في دبي، كيف يمكن للقطاع الخاص أن يدعم سرديات قوية تجمع بين الفن والابتكار والهوية؟
ويقدم هذا العام العمل الرقمي الكبير «اتجاهات (تمازج)» للفنان الإماراتي محمد كاظم، حيث يحوّل إحداثيات مدينة دبي إلى تجربة تركيبية غامرة تستكشف مفاهيم التلاقي والتدفق العابر للحدود والمساحات المشتركة، في تجسيد واضح لتطور المدينة ولدور آرت دبي كمحور ثقافي.
وتُظهر هذه الشراكات مسؤولية مشتركة تجاه نمو القطاع الثقافي، من خلال توفير بنية أكثر استدامة للتنمية، وإعطاء أولوية للتعليم والابتكار الرقمي والتجريب الإبداعي داخل المعرض وخارجه.
تُركز فعاليات آرت دبي 2025 على الفن الرقمي والتركيبات التفاعلية. برأيكم، كيف يواكب هذا التوجه التحولات التكنولوجية في عالم الفن، وكيف يعزز تجربة الزوار؟
يعكس قسم آرت دبي ديجيتال روح المدينة نفسها، سريعة الإيقاع، ريادية، ودائمة الابتكار. وهذا القسم، الذي يدخل عامه الرابع، لطالما كان سبّاقاً في استشراف الاتجاهات الجديدة، ونجح في ترسيخ مكانته كمنصة تعليمية وتفاعلية.
ويشهد هذا العام تركيزاً كبيراً على الذكاء الاصطناعي، الذي يهيمن على النقاشات في مختلف المجالات.
ويواكب المعرض هذا الزخم من خلال أعمال مثل «هايبرد إكسبرينس» الذي يحوّل الأحلام إلى صور يتم توليدها بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تركيبات ضخمة من استوديو أووتش ومن الفنان النيويوركي المختص بفن البيانات والحركة بريكفست.
ويضم القسم لحظات غامرة وتفاعلية تجعل من المفاهيم المعقدة تجارب حسية ممتعة ومباشرة.
كما نشهد انضمام معارض دولية بارزة لهذا القسم وزيادة ملحوظة في بيع الأعمال الرقمية ضمن المعرض.
يستمر آرت دبي في دعم البحث الأكاديمي وتطوير القادة الثقافيين. ما هي البرامج والمبادرات التي ستُنفذ في هذا الإطار ضمن الدورة القادمة، وكيف تهدف إلى إعداد الجيل القادم من المبدعين والقادة؟
على المستوى الأكاديمي، يواصل قسم آرت دبي الحديث توسيع نطاقه – ويشمل هذا العام أمريكا اللاتينية لأول مرة، مع التركيز على الروابط والقضايا المشتركة بين غرب آسيا وشمال أفريقيا.
ومن أبرز ما سيتم عرضه: أعمال نادرة للفنان الفنزويلي داريو بيريز فلوريس، إلى جانب عروض مؤثرة للفنانة الفلسطينية ليلى شوا والفنان اللبناني نبيل قانصو.
كما تعزز مشاركة مجموعة الرؤية الجديدة من العراق تركيز المعرض هذا العام على التاريخ الفني غير المستكشف وروابط التضامن الفني بين المناطق.
بدعم من مجموعة مقتنيات دبي، وهي مجموعة تُبنى خصيصاً لمدينة دبي، ستُعمّق سلسلة «حوارات حديثة» في المعرض هذه الحوارات، حيث تجمع فنانين وقيّمين فنيين وباحثين للتأمل في التراث الإقليمي وتعقيدات الحداثة في مجتمعات لم تُستكشف بعد.
ويمثل هذا الجانب الأكاديمي جزءاً من التزام أوسع بتطوير قادة ثقافيين منذ سن مبكرة.
وتعكس كل هذه المبادرات التزام آرت دبي ببناء مشهد ثقافي مستقبلي يقدّر البحث والتعليم وتبادل الأفكار عبر الأجيال والحدود.
تُعتبر القمة الفكرية «منتدى الفن العالمي» وقمة آرت دبي الرقمية من المحطات البارزة في البرنامج. ما هي الموضوعات التي سيتم تناولها في هذه القمم، ولماذا تم اختيار هذه العناوين تحديداً؟
يحمل منتدى الفن العالمي تاريخاً موازياً للمعرض ذاته. ويشرف على نسخة 2025 كل من شومون بصار و«واي 7» – الثنائي البريطاني متعدد التخصصات المكوّن من هانا كوب وديكلان كولكويت. وتتمحور هذه النسخة حول فكرة «ذا نيو نيو نورمال».
وسيستكشف البرنامج تحولات واسعة، في الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي والاقتصاد القائم على الألعاب والجغرافيا السياسية الثقافية وصناعة الجمال والرفاهية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي المستمر على حياتنا الشخصية والسياسية.
أما قمة آرت دبي الرقمية، التي يشرف عليها غونزالو هيرّيرو ديليكادو، فتجمع أصواتاً رائدة من العالم والمنطقة لمناقشة تطورات الثقافة الرقمية ودور دبي كمركز عالمي للابتكار.
بالنظر إلى الشراكات الرفيعة التي تجمع آرت دبي مع جهات مثل جوليوس باير و«بياجيه» و«دبي للثقافة»، كيف تسهم هذه الشراكات في دعم المعرض وتعزيز استدامته وتأثيره في الساحة الفنية؟
تعكس شراكاتنا إعادة تفكير أوسع في الدور المؤسسي الذي يمكن أن يلعبه معرضاً فنياً، ما يساعد على بناء ودعم النظم البيئية الثقافية المحلية بطرق هادفة وطويلة الأمد.
ويجسد تعاون آرت دبي، الذي استمر لعشر سنوات مع جوليوس باير، كيف يمكن للشراكات المستدامة أن تؤدي إلى نماذج تكليف جديدة وبرامج ثقافية مبتكرة وعالية التأثير.
والأهم من ذلك، أن هذه الشراكات تُتيح للمعرض تقديم برامج تمتد على مدار العام، ما يفتح آفاقاً مستدامة للفنانين خارج أوقات المعرض.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


زهرة الخليج
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- زهرة الخليج
مريم طارق: «الفن الرقمي» مجال لا حدود له
#تكنولوجيا في تقاطع الضوء والذاكرة والروح.. تبدع الفنانة السعودية، مريم طارق، عوالم بصرية ساحرة، لا تشبه سواها. فمن يَنْبُعَ إلى جدة، ومن شغف الطفولة إلى احتراف الإسقاط الضوئي ثلاثي الأبعاد، بنت الفنانة السعودية مسيرتها الفنية على التجريب، والمجازفة والتأمل العميق في علاقة الإنسان بالطبيعة والتكنولوجيا. ومن خلال وكالتها «The Golden Ratio»، نجحت مريم طارق في نقل فنون الإسقاط الضوئي إلى مستوى جديد من التعبير الفني بالمنطقة، بالمشاركة في مهرجانات محلية ودولية مرموقة. وفي «آرت دبي»، هذا العام، تقدّم عرضاً فردياً، يحمل بصمتها الخاصة، ويفتح أبواباً جديدة؛ لتأمل علاقتنا بالضوء، والذاكرة، والوجود.. نرافق مريم طارق في هذا الحوار؛ لنكتشف ملامح رحلتها، وأسرار رؤيتها، والتحديات التي واجهتها: مريم طارق: «الفن الرقمي» مجال لا حدود له مشروع متميز تشاركين هذا العام في «آرت دبي ديجيتال» بعرض فردي مع «حافظ غاليري».. ما الذي يميز هذا المشروع عن تجاربك السابقة؟ مشاركتي، هذا العام، في «آرت دبي ديجيتال» تمثّل محطة مهمة في مسيرتي. ويتميز هذا المشروع عن تجاربي السابقة بالطابع التكاملي للتجربة؛ فمشاريعي السابقة كانت ترتكز على البُعدَيْن: البصري والسمعي فقط، بينما هذا العمل يقدّم تجربة حسّية شاملة: بصرية، وسمعية، وحسية أيضاً، كما أنه متاح للاقتناء؛ ما يمنحه بُعداً إضافياً كقطعة فنية صالحة للعرض في المساحات الشخصية. الهدف من العمل أن يكون بمثابة لحظة شعورية، تُعيدنا إلى أولى لحظات وعينا، وتجعلنا نتأمل الحياة ببراءة الطفولة وبساطتها. أنا أومن كثيراً بفكرة المهندس المعماري والمصمم جوردان موزر (من شيكاغو)، الذي قال: «يحتاج الناس إلى أشياء غريبة، وجميلة، وذات معنى في حياتهم، خاصةً في منازلهم». ما التجربة، التي تأملين أن يعيشها الزائر عند دخوله عالمك الضوئي في هذا المعرض؟ أتمنى أن يشعر الزوّار بحالة من التأمل والسكينة، وأن يأخذهم العمل في رحلة داخلية، تدفعهم إلى رؤية العالم بعيون أكثر براءة وفضولاً، تماماً كما يفعل الأطفال عند اكتشافهم الأشياء لأول مرة. كيف تقيمين أهمية منصات مثل معرض «آرت دبي»، في دعم الفن الرقمي، والفنانين الناشئين؟ «آرت دبي» يلعب دوراً أساسياً في تسليط الضوء على الفنون الرقمية بمنطقتنا، التي تزخر بالمواهب، والقصص البصرية الفريدة. فالمعرض لا يتيح فقط فرصة للعرض، بل يفتح مجالات للحوار والتجريب، وينشئ جسور تواصل ثقافي وفني بين الفنانين والجمهور. بالنسبة للفنانين الناشئين، يعد المعرض بوابة حقيقية للظهور على الساحة العالمية، وفرصة للنمو إبداعياً ومهنياً. أنتِ متخصصة في فن الإسقاط ثلاثي الأبعاد، فما الذي جذبك إليه؟ بدأ شغفي بالفن منذ الطفولة، فقد كان والدي أول مصدر إلهام لي؛ فحبه للفن وممارسته إياه جذباني إلى هذا العالم، فبدأت بالرسم، وعرفت حينها أنني عندما أكبر سأبحث عن مجال أستطيع من خلاله التعبير عن ذاتي. بدأت بدراسة العمارة، لكنني لم أجد فيها ما أبحث عنه، فانتقلت إلى الإنتاج البصري والرقمي. خلال إحدى رحلاتي الدراسية إلى هولندا، حضرت مهرجاناً للفنون الرقمية أبهرني بعروض الإسقاط الضوئي، وهو مجال يجمع بين الفن والتكنولوجيا. حينها، شعرت بانجذاب شديد إلى هذا الفن، وعند عودتي بدأت أتعلمه بشكل ذاتي حتى أتقنته. وبعد التخرج، أسست وكالتي «The Golden Ratio»، ومن هناك بدأت رحلتي الحقيقية. مريم طارق: «الفن الرقمي» مجال لا حدود له بُعد تأملي تحمل أعمالك بُعداً روحياً وتأملياً.. هل تنبع هذه الرؤية من تجاربك الشخصية، أم من الموروث الثقافي؟ إن التوازن بين التكنولوجيا والطبيعة ضروري لأي فنان؛ لذلك أحرص على تخصيص فترات للابتعاد عن الشاشات، والتوجه إلى الطبيعة؛ بهدف التأمل واستعادة التواصل مع الذات، وهذه اللحظات مصدر إلهام أساسي لي، وتمنحني المساحة لإعادة شحن طاقتي وسط زخم الحياة الحديثة. درستِ في جامعة «عفّت» بجدة، وأنشأتِ «The Golden Ratio».. كيف أثّر هذان الأمران في رؤيتك الفنية؟ تعلمت الكثير في مجال الإنتاج المرئي والرقمي، وكان لذلك أثر كبير في تطوري الفني. كما اكتسبت مهارات في سرد القصص، وساعدتني خبرتي باستخدام البرامج المختلفة في تعلم تقنيات الإسقاط الضوئي بسرعة. بالإضافة إلى ذلك، تعمّقت في أساسيات الفن، وتعلمت كيف أتعامل مع الشخصيات المختلفة في بيئة العمل. وما زلت أتعلم باستمرار، فكل مشروع جديد يعد تجربة جديدة، وفرصة للنمو والتطور. كيف يتفاعل الجمهور عادة مع أعمالك، وهل تحرصين على إيصال رسالة ما، أم تفضلين ترك التأويل مفتوحاً؟ كل متلقٍّ يرى العمل من زاويته الخاصة؛ لذلك أحب أن أترك باب التأويل مفتوحاً؛ فلا أفضل فرض معنى محدد، فيجب أن تتعدد التفسيرات بتعدد التجارب. وأكثر ما يسعدني في مشاركة فني، هو تفاعل الناس، وردود أفعالهم، فأنا لا أسعى لأن تكون مواضيعي موجهة إلى فئة محددة، بل أحرص على أن تخاطب مختلف الأعمار، والثقافات؛ لأن الفن - بالنسبة لي - وسيلة تواصل إنساني شاملة. مريم طارق: «الفن الرقمي» مجال لا حدود له تطور ملحوظ هل الفن الرقمي في السعودية يشهد تطوراً ملحوظاً، وما أبرز التحديات التي تواجهه؟ بلا شك، هناك تطور كبير في هذا المجال، ويعود ذلك إلى الدعم المؤسسي من الهيئات الثقافية، وتزايد الاهتمام بالفن الرقمي من قبل الفنانين والجمهور، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار هذه الأعمال. لكن لا تزال هناك تحديات، أبرزها: ضعف الوعي والتقدير لهذا الفن كجزء من الفنون المعاصرة، وقلّة برامج التعليم والتدريب المتخصص، وهو ما يحتاج إلى مزيد من الاستثمار على المدى البعيد. بعد «آرت دبي».. ما مشاريعك القادمة، وهل هناك طموحات للتوسع عالمياً؟ أشارك في معرض «أوساكا إكسبو» في اليابان، خلال شهر مايو الحالي، وهذا بالنسبة لي خطوة مهمة ومميزة. بالتأكيد لديَّ طموح للتوسع خارج المنطقة، وأتطلع إلى عرض أعمالي في منصات دولية جديدة، والتواصل مع ثقافات متنوعة. أخيراً.. ما النصيحة التي تقدمينها إلى فنانة سعودية شابة، تحلم بدخول عالم الفن الرقمي؟ أنصحها بألّا تخشى البدايات، وألّا تتردد في التجريب أو حتى الفشل؛ فهذه التجارب تشكّل الشخصية، وتبني الخبرات. والأهم من ذلك هو الاستمرار في التعلم؛ لأن الفن الرقمي مرتبط بالتكنولوجيا، وهي مجال لا يتوقف عن التطور. فالاستمرار في التعلم، والانفتاح على الجديد، هما مفتاح التميز في هذا العالم.


البيان
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- البيان
إبداعات «آرت دبي» تلامس القضايا الإنسانية والبيئية
عروض فنية فريدة قدمها قسم «بوابة» ضمن معرض «آرت دبي» 2025 الذي اختتمت فعالياته مؤخراً في مدينة جميرا. وأقيم قسم «بوابة» تحت إشراف القيمة الفنية ميرجام فارادينيس. وأكدت ميرجام فارادينيس لـ«البيان»، أن إبداعات آرت دبي، تلامس بعمق، على الدوام، بانوراما القضايا الإنسانية والبيئية العصرية، موضحة أن دبي تمتلك بنية تحتية استثنائية ومبتكرة لتنظيم المعارض والفعاليات الفنية التي تعزز من قيم التواصل الحضاري، كما تسهم مجتمعاتها الإبداعية في تعزيز الحوار الثقافي، واستكشاف قضايا عالمية مثل التعايش، والهجرة، والبيئة وذلك عبر احتضانها للأعمال الفنية العالمية، وذلك يعكس رؤيتها نحو مستقبل أكثر تواصلاً وتفاهماً، وسعيها لإثراء المشهد الفني العالمي بمبادرات تلامس القضايا الإنسانية والبيئية. وفيما يتعلق بالمعايير التي اعتمدتها لاختيار الفنانين المشاركين في قسم «بوابة» قالت: بالنسبة لـ«بوابة» في معرض آرت دبي 2025، جمعنا فنانين يعكسون في أعمالهم اهتمامات العالم اليوم، حيث نعيش في عالم مليء بالاضطرابات والأزمات، وكثير منا يشعر بعدم الأمان والحيرة مما يحدث. كما أن الفن لديه القدرة على إعادة تصور العالم وفتح آفاق جديدة للواقع. وأضافت: عند اختيار الفنانين، جذبني أولئك الذين تتناول ممارساتهم تلك الأسئلة الملحة، مقدمين تأملات ورؤى لطرق بديلة للعيش معاً. العديد من العروض التي قدمناها تشير إلى أشكال معرفية تاريخية أو تقليدية، ويتم إعادة تفسيرها من خلال عدسة اليوم. وضم قسم «بوابة» 10 عروض فردية من 10 دول، وجمع مجموعة من الأصوات، كل منها يطلق حوارات حول قضايا عالمية ملحة مثل تغير المناخ، والهجرة، والانتماء. تجارب الهوية وأكدت أن الفنانين المشاركين لديهم اهتمام مشترك باستكشاف نماذج التعايش، وغالباً ما تكون مستندة إلى تاريخ شخصي، أو معرفة تقليدية، أو تأمل بيئي، مضيفة: العديد من الأعمال تتناول تقنيات الحرف التقليدية أو التاريخية، سواء كان ذلك من خلال استخدام على سبيل المثال الفنان عمر مسمار للفسيفساء التي تدمج بين تقنيات قديمة وصور ذات دلالات، لاستكشاف تعقيدات التواصل الإنساني في سياقه الإقليمي، أو كما في أعمال الفنان جلنار موكاخانوفا الذي قام باستخدام مواد تقليدية من آسيا الوسطى مثل الصوف والوشاح للتعليق على مواضيع العولمة والهوية. وأردفت: تناولت الأعمال في قسم «بوابة» كيف تتغير وتتأقلم الهويات، وكيف تتطور التقاليد عندما توضع في سياقات جديدة. ومن خلال ممارسات الفنانين المتنوعة، يتحدانا هؤلاء الفنانون لإعادة التفكير في كيفية العيش معاً، ليس فقط ككائنات بشرية، بل أيضاً فيما يتعلق ببيئتنا. أما عن التحديات التي واجهتها أثناء تنظيم هذا المعرض، خاصة في سياق العمل مع فنانين من دول مختلفة، قالت ميرجام فارادينيس: تنظيم «بوابة» تجربة مثيرة وتحدّ في آن واحد، خاصة لأن العديد من الأعمال تم إنشاؤها خصيصاً لـ«آرت دبي» 2025. والعمل مع فنانين من دول مختلفة تطلب التنقل بين تحديات لوجستية، وثقافية، وتواصلية.


الاتحاد
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- الاتحاد
محمد كاظم: المشاركات الدولية تزيد الوعي بالفن الإماراتي
فاطمة عطفة (أبوظبي) يشغل الفنان الإماراتي محمد كاظم مكانة متميزة في مجال الفن التشكيلي محلياً وعالمياً، وإلى جانب إنجازاته وأعماله التي تعكس أساليب الفن المعاصر عبر مسيرة طويلة من الإبداع والتجريب، أولى اهتماماً كبيراً بالذكاء الاصطناعي، مستفيداً من العصر الرقمي وأدواته، حيث يقدم عملاً بعنوان: «اتجاهات.. (تمازج)» في صالة «جوليوس باير» في «آرت دبي». يمزج العمل الإحداثيات التي عمل على جمعها كاظم بمرور الوقت، وتقديمها وفق منظور جديد، حيث سبق له أن اتبع في أعماله منهجيةً عملية في زيارة المشاهد الطبيعية، وتحديد إحداثياتها وتوثيقها على أرض الواقع، ثم قرر الانتقال إلى المجال الرقمي في هذا العمل الجديد، مستخدماً الرسوم المتحركة لتوفير تجربة غامرة وتفاعلية. يقول كاظم في حديثه لـ(الاتحاد): «الاعتماد على الرسوم المتحركة يظهر العمل الفني مشاهد لتمازج إحداثيات خطوط الطول والعرض وتلاشيها ضمن بعضها البعض في الزمن الحقيقي، بانسيابية وترابط يتجاوزان القدرات المحدودة للمجسمات الفنية الثابتة. وتتوسط إحداثيات دبي المشهد الرقمي المتحرك، وحولها إحداثيات الأماكن الأخرى التي تتمازج وتذوب في بعضها البعض، حتى تصبح جميعها كياناً مترابطاً لا تعرف حدوده. ويتحدى هذا التقارب مفهوم الحدود والأقاليم الثابتة، مما يخلق مساحة تتلاشى فيها الفوارق الجغرافية في مشهد واحد مترابط ومتدفق بانسيابية مطلقة، بحيث يثري هذا النتاج الفني موضوعات الزوال وعدم الثبات، لكنه يمنح الزوارفي الوقت نفسه تجربة غامرة يمكنهم المشاركة فيها، لتكوين مفهوم أعمق عن علاقتهم بالمناطق الجغرافية والحدود المتغيرة». وينتقل كاظم للحديث عن حضوره البارز في المشهد الفني العالمي، قائلاً: «لعب حضوري الفني عالمياً دوراً محورياً في دعم مسيرتي المهنية، لا سيما من خلال المشاركة في المعارض والمهرجانات الدولية الكبرى، مثل بينالي فينيسيا، حيث استطعت تقديم أعمالي أمام جمهور متنوع والتواصل مع فنانين وقيّمين من جميع أنحاء العالم. كما شاركت على مر السنوات في العديد من المعارض الفردية والجماعية في دولة الإمارات وفرنسا وألمانيا». ويؤكد كاظم، أن هذه التجارب عززت مشاركته في مشهد التبادل الثقافي، وأتاحت له دمج تأثيرات مختلفة في أعماله الفنية، إلى جانب عرض الثقافة الإماراتية والاحتفاء بها في المحافل الدولية. وأسهمت تلك المشاركات العالمية في دعم انتشار أعماله على مستوى العالم، وزيادة الوعي بالفن الإماراتي المعاصر على الساحة الدولية. وحول أهمية اللغة الرقمية في الفن التشكيلي، يرى الفنان محمد كاظم أن الفن الرقمي هو أحد الأدوات المتاحة للفنانين اليوم ليس بديلاً عن الوسائط التقليدية، بل هو امتداد لطرق التعبير عن الأفكار؛ لأن الأعمال الرقمية قادرة على الاستجابة لحركات الزوار وإيماءاتهم، وبالتالي تعزيز مشاركتهم في التجربة الفنية. ويبين أنه اعتمد في أعماله على التقنيات الرقمية في وضع تصور لكيفية تمازج الإحداثيات وتلاشي الحدود المادية فيما بينها بطرق لا يمكن تحقيقها باستخدام الوسائط التقليدية. ويؤدي هذا التحول إلى تغيير طريقة تفاعل الزوار مع العمل، فيصبحون جزءاً من التجربة بدلاً من أن يكونوا مجرد مشاهدين. وفي دولة الإمارات، نشهد تزايد استخدام الفنانين للوسائط الرقمية، ليس فقط لأنها جديدة، بل لأنها تقدم طرقاً مختلفة للتفاعل مع الواقع المعاصر.