جامعة إربد الأهلية تُنظم وِقفة تَضامنية تؤكد الانتماء للوطن ودعم مواقف جلالة الملك تجاه القضية الفلسطينية
عمون - برعاية الأستاذ الدكتور ماجد أبو ازريق/ رئيس جامعة إربد الأهلية، نظمت عمادة شؤون الطلبة وِقفة تضامنية بعنوان "كلنا مع الملك وخلفه"، بحضور نائب الرئيس الأستاذ الدكتور غسان الشمري، والعمداء وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وعدد من الطلبة، اليوم الإثنين 17/2/2025 أمام مدرج الكندي.
والقى الأستاذ الدكتور ماجد أبو ازريق/ رئيس الجامعة، راعي اللقاء كلمة قال فيها: نَلتقي اليوم في جامعة إربد الأهلية، وقفةً واحدةً، صوتًا واحدًا، بأننا كُلنا مع الملك وخلفه تَعبيرًا عن دعمنا وولائنا لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، الذي يَقود سفينة هذا الوطن بحكمةٍ وحنكةٍ، مجسدًا أسمى معاني الانتماء والعزة، ومدافعًا صلبًا عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأضاف، إننا، في جامعة إربد الأهلية، أكاديميين وإداريين وطلبة، نَقف اليوم موقفًا صادقًا مع قائدنا، الذي جَعل من الثوابت الأردنية خطًا أحمر لا يُساوَم عليه، فنُجدد عَهدنا وولاءنا له، ونُعاهده بأن نبقى صفًا واحدًا خَلف القيادة الهاشمية الحكيمة، مدافعين عن أمن الأردن واستقراره، رافضين أي محاولات للمساس بسيادتنا الوطنية أو هويتنا العربية والإسلامية، وإن مواقف جلالة الملك المشرفة في الدفاع عن الحق الفلسطيني، ورفضه القاطع لمشاريع التهجير والتوطين، تؤكد بأن الأردن كان وسيبقى السَند الأول لفلسطين، وأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، هي التزامٌ تاريخيٌّ لا يقبل المساومة، وإن وقفتنا اليوم ليست مجرد فعاليةٍ رمزية، بل هي رسالةٌ واضحة بأن الأردنيين جميعًا، بمختلف مواقعهم، يجددون البيعة والولاء، ويُؤكدون موقفهم الثابت في دعم جلالة الملك، الذي يَقفُ شامخًا في المحافل الدولية، مدافعًا عن قضايانا العادلة، ومنافحًا عن حقوق الأمة.
واستعرض للحضور باللغة الإنجليزية لما يَدور من مواقف دولية ودبلوماسية وسياسية وإعلامية لما طرحه الرئيس الأمريكي ترامب، مبينًا لِسِعة الحِنكة السياسية التي قدمها وأدارها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، ليوضح للعالم طريق القبول بالحل السياسي العربي.
وأكد على أننا سنبقى، كما كنا دائمًا، أبناء هذا الوطن الأوفياء، نَعمل بجدٍ وإخلاص، ونَغرس في طلبتنا وأجيالنا القادمة حُب الوطن والانتماء الصادق له، ليبقى الأردن منيعًا تحت راية قيادته الهاشمية المظفرة، ودعا الله أن يحفظ الأردن، ويحفظ قائدنا المفدى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله.
وقدم لبرنامج الوقفة الدكتور فايز العتوم/ عميد شؤون الطلبة، بكلمة قال فيها: لقد وقف الهاشميون وعلى رأسهم الشريف الحسين بن علي منذ قيام الثورة العربية الكبرى موقف المعارض لمطالب الحركة الصهيونية المتمثلة في إقامة الوطن القومي اليهودي، ففلسطين كانت وما زالت حاضرةً دائمًا في وجدان هذا الحمى العربي الهاشمي، وإن علاقة الهاشميين بالقضية الفلسطينية متجذرة وتاريخية متوارثة، ومنذ عهد الإمارة فقد ارتبط دور الأردن وقيادته الهاشمية في الدفاع عن فلسطين ومقدساتها، وكان ارتباطًا دينيًّا وتاريخيًّا، واستمرت القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياتها.
وأضاف، يَعُدُّ الأردنُّ القضية الفلسطينية قضيته المركزية الأولى، وينظر إليها بوصفها أولوية في سياسته الخارجية، ويرى فيها قضيةً محوريةً وأساسيةً لأمن المنطقة، يُمثل حَلها مفتاح السلام والاستقرار في العالم، ويَنطلق الموقف الأردني الثابت والراسخ من أن القدس الشرقية أرض محتلة، السيادةُ فيها للفلسطينيين، والوصايةُ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية هاشمية، ويقود هذا الموقف جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه.
وقال، من هنا من رحاب جامعة إربد الأهلية فإننا نؤكد وقوفنا جميعًا خَلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في مواقفة الثابتة والصامدة تجاه القضية الفلسطينية ورفضه لكل أشكال التهديد والممارسات الإسرائيلية الاستيطانية وسياسة التشريد التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني، ونُثمن ما قام به جلالته مؤخرًا من خلال رسالة واضحة وراسخة في النهج الملكي، وجَّهها جلالته من الولايات المتحدة الأمريكية عند لقائه الرئيس الأمريكي حين أكد وقوف الأردن جنبًا إلى جنب مع إخواننا الفلسطينيين وأنهم باقون على أرضهم، ولن يكون الأردن أرضًا ووطنًا لتهجيرهم، فالأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين.
والقى الأستاذ الدكتور فكري الدويري/ عميد كلية العلوم التربوية، كلمة قال فيها: لقد أبدع عطوفة رئيس الجامعة في تجليه للموقف الأردني، والموقف الإبداعي الذي وقفه جلالة الملك في مواجهة الرئيس ترامب.
وأضاف، إن الأردن قد تَحمل الكثير نتيجة ما أصاب أمتنا العربية والإسلامية، وهذا ينبهنا إلى عِظم المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه بلدنا وأمنه واستقراره حتى يظل قويًا في وجه التحديات والأخطار التي تستهدف أمتنا واستقرارنا، وهذا يتطلب أن نقف خلف قيادتنا الهاشمية في الدفاع عن الأردن حتى يظل واحة أمن واستقرار لشعبه وأمته العربية والإسلامية.
وقال، إن مسؤوليتنا تتمثل في حُب الوطن الأردني والدفاع عنه مهما كان الثمن باهضًا، ويتمثل ذلك للتنبه للقادم من الأخطار المحدقة ببلدنا ومن الأعداء المتربصين به، وكشف مؤامراتهم وإفشال مخططاتهم والاستعداد للتضحية في سَبيل ضربهم وطردهم وإبعادهم وإذلالهم دفاعًا عن حقوقنا وكرامتنا وبلدنا وأمننا واستقرارنا وحفاظًا على قيادتنا الهاشمية المظفرة.
وأكد على أن كل هذا الشيء يتطلب منا جميعًا أن نتحمل المسؤولية بأن نكون جميعًا على قدر المسؤولية باستشعار عظمة الله سبحانه وتعالى، وباستشعار مسؤوليتنا الوطنية في الوقوف خلف قيادتنا الهاشمية، وأن نكون أصحاب قلوب كبيرة للثبات في مقام الوطن وخلف القيادة الهاشمية في جميع المواقف والمحافل الدولية التي يقودها جلالته للدفاع عن بلده الأردن والدفاع عن فلسطين والدفاع عن الأمة العربية والإسلامية.
واختتم حديثه، بأن المسيرة سَتستمر في جامعة إربد الأهلية بقيادتها ورئاستها الحكيمة بقيادة الأستاذ الدكتور ماجد أبو ازريق، حتى نظل يدًا بيد خلف القيادة الهاشمية للدفاع عن الأردن وثرى الأردن لنصل إلى تحقيق مُستقبل مُشرق لبلدنا بإذن الله، ودعا الله أن يحفظ الأردن والقيادة الهاشمية، وأن يحفظ جامعتنا بقيادتنا الحكيمة حتى تظل اللبنة قوية في البناء الوطني.
والقى الأستاذ الدكتور فرح الزوايدة/ عميد البحث العلمي والدراسات العليا، كلمة قال فيها: أود أن أؤكد أن هذه الوقفة هي وقفةٌ لأجلِ الأردنِ، والتأكيد على الثوابتِ الأردنية، التي جسدتها حكمةُ القائدِ، وحنكته السياسيةِ والدبلوماسيةِ، التي نبهتْ العالم إلى ضرورةِ احترامِ القانونِ الدولي وإرادةُ الشعوب في الحياةِ الكريمة وتقريرِ المصير، ورفضِ الظلمِ والغطرسةِ والعدوان، وضرورة أن نقف جميعًا صفًا واحدًا في أردن الحشد والرباط للحفاظ على أمننا واستقرارنا أوفياء لوطننا وقيادتنا مُتمسكين بوحدتنا الوطنية، ومعززين لهويتنا الأردنية والعربية والإسلامية، وأشار إلى مدى الدبلوماسية العالية التي جسدتها عبارات جلالة الملك خلال لقائه الرئيس الأمريكي، حيث وجه عدة رسائل مفادها أن التهجير ليس حلاً، وأن مصلحة الأردن واستقراره وحماية الأردن والأردنيين بالنسبة لجلالته فوق كل اعتبار، وأن السلام العادل على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة ولا سيما وأن جلالة الملك أوضح منذ بداية تَسلمه سلطاته الدستورية بأن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين، وأن إقامة دولة فلسطينية لأهلها على ترابهم الوطني هو مصلحة أردنية عليا.
وأكد على أن أسرة جامعة إربد الأهلية مُمثلة بعطوفة الرئيس الأستاذ الدكتور ماجد أبو زريق، والهيئتين التدريسية والإدارية وأبنائها الطلبة نَقف صفًا واحدًا ملتفين خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة وخطوات جلالة الملك في دعم القضية الفلسطينية وجهوده الساعية إلى إنهاء معاناة أهلنا في قطاع غزة.
وأكد في كلمته أن مواقف جلالتهِ كانت وستبقى سفراً من أسفارِ المجدِ الأردني العربي الهاشمي، وشاهداً حياً وخالداً على ما غرسهُ ويغرسهُ الهاشميون فينا من تضحياتِ وقيمٍ ومبادئَ في الدفاعِ عن قضايا الوطنِ والأمة، وفي مقدِمتها القضيةُ الفلسطينية، التي كانت وستبقى قضيتُنا المركزية، واختتم كلمته أن يحفظ الله الأردن وأن يحفظ الله قائدنا حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين.
واختتمت الوقفة بكلمة لراعي الوقفة وللحضور بأن يبقى جلالة الملك سدًا منيعًا في وجه من تُسول له نَفسه في المساس في الأردن، وإننا جميعًا نَقف اليوم مؤكدين لجلالتكم دعمنا المطلق لمواقفكم المشرّفة التي تَدلّ على الحكمة والحنكة في التّعامل مع القضيّة الأولى (القضيّة الفلسطينيّة)، ومؤكدين ولاءنا وانتماءنا لجلالتكم، سائلين المولى عزّ وجلّ أن يَحفظ أهلنا في فلسطين، وأن يحفظ هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءً رخاءً تحت ظل رايتكم الهاشميّة المظفّرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمان نت
منذ ساعة واحدة
- عمان نت
تعاطف واسع مع ليبي كاد يفقد فرصة أداء الحج "لأسباب أمنية"
شهد مطار سبها الدولي جنوبي ليبيا واقعة غريبة أثارت تعاطفا واسعا لدى المسافرين والعاملين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تحوّل حزن الحاج عامر المهدي منصور القذافي إلى فرحة غامرة، بعد أن كان على وشك فقدان فرصته في أداء الفريضة لهذا العام نظرا "لمشكلة أمنية" في جواز سفره، قبل أن تتوالى الأحداث ويلحق بالطائرة في اللحظة الأخيرة. وعبر مقطع فيديو نشره حساب "حكومتنا" الليبي الرسمي، روى الحاج عامر تفاصيل الحادثة، إنه وصل إلى مطار سبها في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا، ضمن آخر مجموعة من الحجاج الليبيين المغادرين إلى الديار المقدسة، وكان يستعد للسفر حين تم توقيفه من أمن المطار بسبب ما وُصف بـ"مشكلة أمنية" تتعلق بجواز سفره. وأُبلغ الحاج بالانتظار إلى حين التحقق من المشكلة، وخلال تلك الفترة اكتمل عدد الحجاج في الطائرة، فقرر قائد الرحلة الإقلاع دون انتظار حل وضعه، بينما أخبره أحد مسؤولي الأمن: "يبدو أن الرحلة لم تُكتب لك". ورغم ذلك، لم يغادر الحاج المطار، وبقي منتظرا، متمسكا بنيته وعزيمته على أداء المناسك، وقال لمسؤولي المطار بثقة: "إن شاء الله الطائرة ما تطير، أنا ناوي النية". وكأن كلماته كانت نداء قُدّر له أن يُستجاب، إذ سرعان ما أعلنت إدارة الطيران عن تأجيل إقلاع الطائرة مرتين متتاليتين بسبب عطل فني طارئ. ورغم تعطل الطائرة وتأخير موعد الإقلاع، بقي موقف قائد الرحلة صارما في البداية، رافضا السماح للحاج بالصعود بحجة اكتمال العدد والإجراءات. لكن المفاجأة وقعت عندما أعلن القائد للجميع: "والله لن أقلع حتى تأتوا بالحاج عامر"، ليُفتح الطريق أمامه أخيرا ويلتحق بزملائه الحجاج في الطائرة. وانتشر مقطع فيديو يوثق لحظة مغادرة الحاج عامر المطار باتجاه الطائرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تصفيق وتحيات أفراد الأمن، الذين ودعوه بعبارات التأييد والدعاء، في مشهد مؤثر لاقى تفاعلا واسعا من رواد الإنترنت الذين وصفوا القصة بأنها "علامة على الإخلاص والثبات في النية". يشار إلى أن عدد الحجاج العام الماضي بلغ مليونا و833 ألفا و164 حاجا، قدم منهم أكثر من 221 ألفا من داخل المملكة، والباقي حجاج من أكثر من 200 دولة في العالم، بحسب ما أعلنه وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة.

الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
من مقر السفارة الأردنية في القاهرة كورال هارموني يغني لجلالة الملك والأردنيين.. فيديو
القاهرة - الدستور استقبل السفير الأردني في القاهرة أمجد العضايلة، في لقاءٍ تكريمي اليوم الثلاثاء، أعضاء كورال هارموني عربي، والذي غنّى لجلالة الملك عبدالله الثاني والأردنيين بعيد استقلال المملكة. وشارك الكورال كادر السفارة والملحقية العسكرية احتفالهم بعيد الاستقلال ال ٧٩، مؤكدين اعتزازهم بهذه المناسبة الوطنية، التي شكلت الفرصة الأهم للتعبير عن محبتهم للأردن عبر اختيارهم تقديم أغنية أردنية بهذه المناسبة اهداءً لجلالة الملك عبدالله الثاني والأردنيين من مصر وشعبها. وقدّم السفير العضايلة تكريماً لمؤسس ومايسترو الكورال محمود وحيد ولجميع الاعضاء الذين قدموا للسفارة للتعبير عن حبهم للأردن. ومن مقر السفارة أعاد كورال هارموني عربي غناء "حيا الله الأردنية" بمشاركة أعضاء السفارة.


جفرا نيوز
منذ 2 ساعات
- جفرا نيوز
الأردن وفلسطين ... عبء العروبة في زمن الصمت العربي
لم تكن فلسطين يومًا مجرد قضية حدود أو أرض محتلة بالنسبة للأردن، بل كانت – وما زالت – جوهر الانتماء، وصُلب الرسالة، ونبض الهوية. فمنذ تأسيس الدولة الأردنية، لم تُبْنَ سياستها على مصالح ضيقة أو حسابات آنية، بل قامت على فكر عروبي قومي أصيل، يرى في فلسطين امتدادًا للروح، وفي القدس عهدًا لا يُخان. الأردن، حمل لواء القومية العربية منذ تأسيسه ، فكان جيشه منذ اللحظة الأولى يُعرف بـ'الجيش العربي' لا الجيش الأردني، في دلالة واضحة على أن حدوده لا تقف عند جغرافيته، بل تمتد حيث يكون الحق العربي مهددًا، وحيث تكون الكرامة منقوصة . لم تكن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس مجرّد شرف رمزي، بل مسؤولية تاريخية متجذرة، حَمَلها الهاشميون بكل ثبات وإخلاص. ومنذ أكثر من قرن، تعاقبت مبادرات الترميم والدعم والرعاية للمقدسات، واستمرت الجهود الدبلوماسية في المحافل الدولية، لوقف محاولات تهويد المدينة وتغيير طابعها العربي والإسلامي. جلالة الملك عبد الله الثاني، بصفته صاحب الوصاية الهاشمية، لم يترك مناسبة إقليمية أو دولية إلا وجعل من القدس عنوانًا رئيس في خطاباته، مؤكدًا أن هذه القضية ليست موضوعًا للتفاوض أو المساومة. غياب التنسيق العربي… ومضاعفة العبء الأردني لكن الأردن، في وفائه للقضية، لم يجد من العرب تنسيقًا على مستوى التحديات، ولا دعمًا يُوازي حجم التضحيات. فبينما كانت عمان تفتح ذراعيها للاجئين وتقدم الدعم السياسي والمعنوي للفلسطينيين، كان التنسيق العربي – في كثير من اللحظات الحرجة – غائبًا أو باردًا أو حتى معطلاً. هذا الغياب لم يترك الأردن وحده في مواجهة الاحتلال فحسب، بل حمّله أيضًا أعباء اقتصادية واجتماعية متزايدة ، فتراكمت عليه الضغوط، وارتفعت نسب البطالة والفقر، دون أن يتنصل من مواقفه، أو يبيع مبادئه، أو ينسحب من خندق الكرامة العربية. هل نتخلى حين يتخلى الآخرون؟ في هذا المشهد المؤلم، تتردد الأسئلة على لسان الأردنيين: هل نُغلق الباب على القدس و نُسلِّم الراية حين تسقطها أيدي الآخرين؟ لكن الإجابة، التي باتت من ثوابت الدولة الأردنية، واضحة مطلقة : لا. فالأردن ليس دولة تبحث عن دور، بل دولة تحمل رسالة ، والقدس ليست ورقة سياسية في يد الدبلوماسية الأردنية، بل عهدٌ ديني وتاريخي، وموقف قومي لا يُنتقص. الهوية الوطنية الأردنية… عمقها العروبة لا التنازع وسط هذه التحديات، تظهر بين الحين والآخر محاولات للتشكيك في وحدة الهوية الأردنية، تحت عناوين ضيقة لا تُعبّر عن حقيقة المشهد .لكن الحقيقة أن الهوية الأردنية، بما تحمله من تنوع اجتماعي وامتداد قومي، لم تُبنَ على الانغلاق، بل على الشراكة في المصير. ومن يحمل القدس في قلبه، ويناصر فلسطين، ويؤمن بعدالة الأمة، فهو أردني بالمعنى الأعمق من مجرد الجنسية. نهاية القول… لسنا من "القاعدين' حين قال بنو إسرائيل لنبيهم: "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون' كانوا يتخلون عن مسؤوليتهم أمام الله والتاريخ لكن الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الحر، لم يكن يومًا من القاعدين، بل من المقاتلين في ميادين الكرامة، والكلمة، والموقف، والدعم، والبناء. وإذا كانت العروبة قد خانت بوصلتها في لحظات، فإن الأردن ما زال ممسكًا بها، ويدفع ثمن ذلك… لكنه يدفعه بفخر،لكن الوفاء، حين لا يُقابله سند، يتحول إلى نزيف ، والثبات، في ظل الانهيار من حوله، يتحول إلى عزلة مكلفة . الأردن لا يطلب جزاءً ولا شكورًا… لكنه، بكل وجع، يستحق أن لا يُترك وحيدًا في ساحة الشرف .