logo
سارة طالب السهيل : شركة البوتاس العربية إنجازات وطنية تُبنى برؤية قيادة وطنية

سارة طالب السهيل : شركة البوتاس العربية إنجازات وطنية تُبنى برؤية قيادة وطنية

أخبارنامنذ يوم واحد

أخبارنا :
تعتبر شركة البوتاس العربية إحدى أهم الشركات الصناعية في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث تؤدي دورًا محوريًا في الاقتصاد الوطني من خلال إنتاج وتصدير أملاح البوتاس المستخدمة في الصناعات الزراعية والكيميائية حول العالم. تأسست الشركة في عام 1956 كجزء من رؤية الملك الراحل الحسين بن طلال لاستغلال ثروات البحر الميت الطبيعية، ومن بعده جلالة الملك عبدالله الثاني الذي واصل دعم هذا الصرح الصناعي الكبير.
بدأت الشركة مسيرتها الفعلية في عام 1961 بالإنتاج من مناجم الغور الصافي، ثم شهدت توسعات كبيرة خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات لزيادة الطاقة الإنتاجية وتنويع المنتجات. اليوم، تساهم الشركة بحوالي 2% من الناتج المحلي الإجمالي للأردن، وتعد مصدرًا رئيسيًا للعملة الصعبة حيث تصدر منتجاتها إلى أكثر من 60 دولة حول العالم. كما توفر آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، وتدعم الصناعات المحلية بمواد خام أساسية بأسعار تفضيلية.
تعتمد الشركة في عملياتها على مواقع إستراتيجية تشمل مناجم الغور الصافي جنوب البحر الميت ومجمع البوتاس الصناعي في العقبة. تنتج الشركة مجموعة متنوعة من المنتجات تشمل كلوريد البوتاسيوم وكبريتات البوتاسيوم وأملاح البرومين وملح الطعام المعالج باليود، بطاقة إنتاجية تصل إلى 2.5 مليون طن سنويًا.
تمكنت الشركة من تحقيق إنجازات كبيرة على مر السنين، منها تطوير تقنيات استخراج صديقة للبيئة، والحصول على شهادات الجودة العالمية مثل ISO، والمساهمة الفاعلة في مشاريع البحث العلمي المحلي. إلا أنها تواجه في المقابل تحديات لا تقل أهمية، كظاهرة نضوب مصادر البحر الميت بسبب التبخر، والمنافسة العالمية في أسعار البوتاس، بالإضافة إلى التحديات البيئية المرتبطة بالعمليات الصناعية.
استضافت جماعة عمان لحوارات المستقبل برئاسة عطوفة بلال حسن التل مؤخرًا معالي المهندس شحادة أبو هديب، رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية، والرئيس التنفيذي للشركة عطوفة الدكتور معن النسور، في ندوة سلطت الضوء على دور الشركة الحيوي في الاقتصاد الوطني. وعلى الرغم من أن مجال التعدين ليس تخصصي، إلا أن الندوة شدت انتباهي لأسباب عدة، أبرزها دماثة خلق معالي أبو هديب وتواضعه، وإلمامه الدقيق بكل تفاصيل الشركة التي يرأسها يُدارسها بحب وإخلاص، وكأنها بيته الذي يعتني بكل زاوية فيه.
لمستُ في حديث معالي أبو هديب روحًا وطنية صادقة، تتمثل في حرصه على تنمية الموارد الاقتصادية والصناعية للأردن، واهتمامه البالغ بتنمية الكوادر البشرية الأردنية وتوظيفها. كما أعجبتني الروح التعاونية بينه وبين فريقه، خاصة مع الدكتور النسور، مما يعكس بيئة عمل تكاملية تُحفز على الإنجاز.
كشفت الندوة عن حقائق مذهلة تجاهلها الكثيرون عن شركة البوتاس العربية، منها أنها مؤسسة وطنية خالصة يعمل فيها أكثر من 4000 موظف أردني من أصحاب الخبرات والكفاءات. كما أن البوتاس الأردني يعد من أجود أنواع البوتاس عالميًا، حتى وإن كان الإنتاج أقل من بعض المنافسين. تحولت ملكية الشركة من مستثمر كندي إلى ملكية أردنية، وهي اليوم من أفضل استثمارات الصناديق السيادية.
تمكنت الشركة من إثبات حضورها العالمي من خلال تطوير منتجات جديدة مثل "المادة الحمراء"، التي فتحت لها أبواب السوق الأوروبي، وزادت حصتها فيه من 3% إلى 21%، مع توقعات بأن تصل إلى 25% قريبًا. تتبنى الشركة رؤية استراتيجية واضحة تشمل مشاريع ضخمة بقيمة 370 مليون دينار، وتوسعًا نوعيًا وكميًا في المنتجات من 3 أنواع إلى 9 أنواع، مع خطط لمضاعفة الكميات خلال 7-8 سنوات.
تعمل الشركة أيضًا على مشروع توسع جنوبي ضخم بمساحة 28 كم²، كانت مليئة بالألغام، حيث تم تطهيرها بدعم من القوات المسلحة الأردنية. كما تتعاون بشكل وثيق مع شركة الفوسفات في مشاريع مشتركة تعود بفوائد كبيرة على الاقتصاد الوطني.
تواجه الشركة تحديات مثل ندرة المياه والطاقة ومساحات الملاحات، لكنها تعمل على تجاوزها بخطط مبتكرة، بدعم متواصل من جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يتابع إنجازات الشركة، ويزور منشآتها بشكل دوري. تنافس الشركة كبرى الدول المنتجة للبوتاس مثل روسيا وبيلاروسيا والبرازيل وكندا، وتصدر منتجاتها إلى الهند والصين وأوروبا، مما يرفع من حصة الأردن في التجارة البينية، ويعزز قيمة الصادرات الوطنية.
تمتلك الحكومة الأردنية 52% من أسهم الشركة، مما يجعلها شريك استراتيجيً في التنمية الاقتصادية. تعد الشركة ثاني أكبر مصدر أردني بعد الفوسفات، وتوفر أكثر من 2500 وظيفة مباشرة. كما تلتزم بمسؤوليتها الاجتماعية من خلال تمويل مشاريع تعليمية وصحية في مناطق الجنوب.
شركة البوتاس العربية ليست مجرد منشأة صناعية، بل هي قصة نجاح وطنية بامتياز، تجسدت برؤية القيادة الهاشمية وهمة الكوادر الأردنية. بإنجازاتها الحالية وخططها المستقبلية، تثبت أن الأردن قادر على تحويل التحديات إلى فرص، والموارد الطبيعية إلى ثروة مستدامة تُسهم في ازدهار الوطن. تعمل الشركة حاليًا على مشاريع التوسع الأفقي والعمودي، واستثمارات في الطاقة المتجددة، وتطوير منتجات جديدة ذات قيمة مضافة، وتعزيز التعاون مع القطاع الأكاديمي للبحث والتطوير.
تظل شركة البوتاس العربية شريكًا استراتيجيًا في التنمية الاقتصادية الأردنية، حيث تجمع بين الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والمسؤولية الاجتماعية والبيئية. مع التحديات التي تواجهها، تحتاج الشركة إلى دعم مستمر من الحكومة وتبني استراتيجيات مبتكرة لضمان استمراريتها كرافد اقتصادي مهم للأردن في العقود القادمة. ــ الراي

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الملك يغادر أرض الوطن في زيارة خاصة تتخللها مشاركة بملتقى اقتصادي في أمريكا
الملك يغادر أرض الوطن في زيارة خاصة تتخللها مشاركة بملتقى اقتصادي في أمريكا

سرايا الإخبارية

timeمنذ يوم واحد

  • سرايا الإخبارية

الملك يغادر أرض الوطن في زيارة خاصة تتخللها مشاركة بملتقى اقتصادي في أمريكا

سرايا - غادر جلالة الملك عبدالله الثاني أرض الوطن في زيارة خاصة تتخللها زيارة عمل للولايات المتحدة للمشاركة في الملتقى الاقتصادي في مدينة صن فالي بولاية أيداهو، ولقاء ممثلين عن منظمة كالبرس CalPERS)) بمدينة ساكرامنتو في ولاية كاليفورنيا.

"البوتاس العربية" تستعرض تحولها النوعي بالأرقام وتطرح رؤيتها لعقد صناعي جديد
"البوتاس العربية" تستعرض تحولها النوعي بالأرقام وتطرح رؤيتها لعقد صناعي جديد

Amman Xchange

timeمنذ يوم واحد

  • Amman Xchange

"البوتاس العربية" تستعرض تحولها النوعي بالأرقام وتطرح رؤيتها لعقد صناعي جديد

عمون- ضمن سلسلة الجلسات حوارية التي تعقدها جماعة عمّان لحوارات المستقبل مع المؤسسات الاقتصادية، استضافت جماعة عمّان لحوارات المستقبل كلاً من رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية، المهندس شحادة أبو هديب، والرئيس التنفيذي للشركة، الدكتور معن النسور، حيث عرضت إدارة الشركة واقع الأداء التشغيلي والمالي للشركة والمشاريع التي أنجزتها وخططها المستقبلية. كما تناولت الجلسة الحوارية الأداء المتقدّم للشركة، والرؤية الاستثمارية بعيدة المدى، والدور المجتمعي الذي تضطلع به الشركة كأحد ركائز الاقتصاد الوطني. وكان رئيس أعضاء جماعة عمّان لحوارات المستقبل السيد بلال حسن التل قد رّحب في بداية اللقاء برئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية، المهندس شحادة أبو هديب، والرئيس التنفيذي للشركة، الدكتور معن النسور، مثمناً تلبية الدعوة للمشاركة في هذا اللقاء الحواري الذي يعكس حرص الشركة على التواصل البنّاء مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني، ومشاركتها الفاعلة في النقاشات الوطنية حول التنمية الاقتصادية والصناعية والاجتماعية. وأكد المهندس أبو هديب أن شركة البوتاس العربية تمثل قصة نجاح وطنية متكاملة، تطورت خلال الأعوام الأخيرة إلى نموذج صناعي وتنموي يحتذى به في الأردن والمنطقة، وذلك بفضل استراتيجيات دقيقة، واستثمارات مدروسة، وإدارة متكاملة للموارد. وأضاف المهندس أبو هديب أن الشركة حققت، منذ عام 2019، قفزات نوعية في كفاءتها التشغيلية، ما عزز من مكانتها كمورد رئيسي للأسمدة في الأسواق العالمية، وساهم في تأمين سلاسل التوريد الزراعي في مناطق متعددة من العالم، ما يجعلها اليوم فاعلاً مهماً في منظومة الأمن الغذائي العالمي. وعرض المهندس أبو هديب استراتيجية النمو لقطاع الأسمدة والكيماويات المشتقة للأعوام (2024–2034)، والتي تتماشى مع رؤية التحديث الاقتصادي، وتهدف إلى ترسيخ مكانة الأردن كمصدر رئيس للمنتجات السمادية والكيماوية على المستويين الإقليمي والعالمي، موضحاً أن هذه الاستراتيجية تمثّل خارطة طريق متكاملة تهدف إلى تحقيق التكامل بين عناصر الإنتاج المتوفرة محلياً وتطوير صناعات تكميلية قابلة للتصنيع داخل المملكة، بما يعزز من مساهمة القطاع في الأمن الغذائي العالمي ويفتح آفاقًا تنافسية أمام الأردن للدخول في صناعات المستقبل. وأكد المهندس أبو هديب أن هذا التوجه الوطني يتقاطع مع تطلعات شركة البوتاس العربية بأن تبقى مساهماً رئيساً في تنفيذ السياسات التنموية الكبرى، من خلال المواءمة بين خططها المؤسسية ومبادرات الدولة الاستراتيجية، بما يخدم الاقتصاد الوطني ويكرّس مكانة الأردن كمركز إقليمي للصناعات التعدينية المتقدمة. وبين المهندس أبو هديب، أن شركة البوتاس العربية تسير بخطى واثقة نحو تعزيز حضورها العالمي، وتحقيق التكامل مع الشركات الوطنية الأخرى مثل شركة مناجم الفوسفات الأردنية، من خلال مشاريع مشتركة مثل إنتاج حمض الفوسفوريك والأسمدة المتخصصة، إضافة إلى مشروع التوسعة في شركة برومين الأردن الذي يتكون من أربعة أجزاء رئيسية وبكلفة إجمالية تبلغ (813) مليون دولار أمريكي. واستعرض المهندس أبو هديب المساهمات المالية الضخمة للشركة في رفد خزينة الدولة، حيث دفعت منذ عام 2019 ما يزيد عن (1.1) مليار دينار أردني كمدفوعات لخزينة الدولة، إلى جانب تعزيزها لاحتياطي العملات الأجنبية في النظام المصرفي في المملكة بنحو (8.6) مليار دولار . ولفت المهندس أبو هديب، إلى أن الشركة أطلقت مركز البحث والتطوير والابتكار في عام 2024، بهدف تطوير منتجات البوتاس المتخصصة والصناعات المشتقة ، ورفع كفاءة التشغيل، ودراسة الفرص المرتبطة بالعناصر الأخرى، وذلك انسجاماً مع توجه الشركة للدخول في صناعات المستقبل. من جانب آخر، أشار المهندس أبو هديب إلى أن "البوتاس العربية" تُعد من الشركات القليلة التي تطبق منظومة مؤسسية ومتقدمة في برامج المسؤولية المجتمعية، حيث تجاوزت حجم مساهماتها حوالي (66) مليون دينار خلال آخر خمس سنوات، وارتبطت هذه المساهمات بمشاريع مستدامة في التعليم، والصحة، والبيئة، والبنية التحتية، وتمكين الشباب والمرأة. وأكد المهندس أبو هديب أن الشركة تعتبر المجتمعات المحلية شريك هام في استدامة العملية الإنتاجية، وأن الاستثمار في الإنسان لا يقل أهمية عن استثمارات الشركة أخرى. من جانبه، قدّم الدكتور معن النسور قراءة تحليلية لأداء شركة البوتاس العربية خلال السنوات الخمس الماضية والخطط الموضوعة للأعوام المقبلة وحتى عام 2034، مؤكداً أن ما تحقق من نتائج مالية وتشغيلية يعكس حرفية عالية في الإدارة والتخطيط، ويضع الشركة في مصاف الشركات العالمية في قطاع الأسمدة والبوتاس. وأوضح الدكتور النسور، أن الشركة رفعت الكميات المنتجة من (2.4) مليون طن في 2018 إلى (2.84) مليون طن في 2024، وهو رقم قياسي تحقّق بفضل مشاريع نوعية في رفع الكفاءة التشغيلية وذلك قبل دخول مشاريع التوسعة في الخدمة. كما قامت إدارة الشركة بزيادة حجم المبيعات لتصل إلى (2.78) مليون طن، وقد تطلب تحقيق هذا الرقم المرتفع على مستوى كميات المبيعات زيادة قدرة الشركة الإنتاجية من منتجات جديدة مثل البوتاس الحبيبي الأحمر والبوتاس العادي الأحمر حيث تم إدخال ستة أصناف جديدة من هذه المنتجات لتلبي متطلبات أسواق متخصصة في أوروبا وآسيا والأمريكيتين. وتناول الدكتور النسور الأثر المالي لهذا الأداء، حيث بلغت الأرباح الصافية (1.6) مليار دينار خلال خمس سنوات، مشيراً إلى أن أرباح إنتاج وبيع البوتاس شكلت 54% من إجمالي الأرباح التي حققتها شركة البوتاس العربية في العام 2018، لترتفع إلى ما نسبته 73% في العام 2024، ما يعكس قوة العمليات الأساسية في الشركة. واستعرض الدكتور النسور ملامح استراتيجية شركة البوتاس العربية للأعوام( 2024–2028) والتي تركّز على تعزيز قدرة الشركة في التوسع الإنتاجي، وتنويع محفظة المنتجات، وتبنّي أحدث تقنيات التصنيع، وتطبيق أنظمة الرقمنة والذكاء الاصطناعي، إلى جانب الاستثمار في البحث والتطوير والابتكار، والدخول في صناعات تحويلية واعدة مثل الليثيوم والأمونيا والأسمدة المتخصصة. وبيّن أن هذه الاستراتيجية تُجسّد رؤية الشركة في تقديم منتجات عالية الجودة والنقاء، تلبّي تطلعات الأسواق العالمية، وتدعم استدامة النمو التشغيلي والتنافسي للمجموعة. وعن الخطط المستقبلية، كشف الدكتور النسور أن الشركة ستنفذ استثمارات رأسمالية بقيمة (3) مليارات دولار أمريكي حتى عام 2034، تشمل مشروع التوسع الجنوبي الذي يهدف إلى زيادة إنتاج البوتاس إلى ما يقارب (3.7) ملايين طن سنوياً من خلال الاستغلال الأمثل لجميع المساحات المتاحة في جنوب منطقة الامتياز، مبيناً أن مشروع التوسع الجنوبي الذي تقدر كلفته بحوالي (1.1) مليار دولار يتضمن بناء مصنع بلورة باردة جديد، بطاقة إنتاجية تصل الى (1) مليون طن من مادة البوتاس، إضافة إلى مصنع لرص البوتاس وإنتاج البوتاس الحبيبي، إلى جانب مشروع التوسع الشرقي الذي يهدف إلى زيادة الطاقة الإنتاجية بما يقارب (120) ألف طن من البوتاس سنوياً. وأكد الدكتور النسور، أن هذه المشاريع تعتمد على مصادر جديدة للمياه والطاقة، ومن أهمها خطط توليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية بقدرة (30) ميغاواط، وأخرى بخلايا عائمة على برك المياه، مشدداً على أن الاستدامة أصبحت جزءً من عمليات الشركة. واتفق كل من المهندس أبو هديب والدكتور النسور على أن شركة البوتاس العربية تُجسّد اليوم مفهوم الشركة الوطنية ذات الرؤية العالمية، التي لا تكتفي بتحقيق الأرباح، بل تؤمن بدورها كشريك للدولة والمجتمع في بناء نموذج اقتصادي متوازن، مستدام، ومبني على الابتكار، والشراكة، والمسؤولية. وأكد التل أن هذا الحضور يعكس روح الانفتاح المؤسسي الذي تنتهجه "البوتاس العربية"، ويشكّل فرصة مهمة للاطلاع عن كثب على ما حققته من إنجازات، وما تسعى إليه من خطط طموحة تعزز دورها في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.

سارة طالب السهيل : شركة البوتاس العربية إنجازات وطنية تُبنى برؤية قيادة وطنية
سارة طالب السهيل : شركة البوتاس العربية إنجازات وطنية تُبنى برؤية قيادة وطنية

أخبارنا

timeمنذ يوم واحد

  • أخبارنا

سارة طالب السهيل : شركة البوتاس العربية إنجازات وطنية تُبنى برؤية قيادة وطنية

أخبارنا : تعتبر شركة البوتاس العربية إحدى أهم الشركات الصناعية في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث تؤدي دورًا محوريًا في الاقتصاد الوطني من خلال إنتاج وتصدير أملاح البوتاس المستخدمة في الصناعات الزراعية والكيميائية حول العالم. تأسست الشركة في عام 1956 كجزء من رؤية الملك الراحل الحسين بن طلال لاستغلال ثروات البحر الميت الطبيعية، ومن بعده جلالة الملك عبدالله الثاني الذي واصل دعم هذا الصرح الصناعي الكبير. بدأت الشركة مسيرتها الفعلية في عام 1961 بالإنتاج من مناجم الغور الصافي، ثم شهدت توسعات كبيرة خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات لزيادة الطاقة الإنتاجية وتنويع المنتجات. اليوم، تساهم الشركة بحوالي 2% من الناتج المحلي الإجمالي للأردن، وتعد مصدرًا رئيسيًا للعملة الصعبة حيث تصدر منتجاتها إلى أكثر من 60 دولة حول العالم. كما توفر آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، وتدعم الصناعات المحلية بمواد خام أساسية بأسعار تفضيلية. تعتمد الشركة في عملياتها على مواقع إستراتيجية تشمل مناجم الغور الصافي جنوب البحر الميت ومجمع البوتاس الصناعي في العقبة. تنتج الشركة مجموعة متنوعة من المنتجات تشمل كلوريد البوتاسيوم وكبريتات البوتاسيوم وأملاح البرومين وملح الطعام المعالج باليود، بطاقة إنتاجية تصل إلى 2.5 مليون طن سنويًا. تمكنت الشركة من تحقيق إنجازات كبيرة على مر السنين، منها تطوير تقنيات استخراج صديقة للبيئة، والحصول على شهادات الجودة العالمية مثل ISO، والمساهمة الفاعلة في مشاريع البحث العلمي المحلي. إلا أنها تواجه في المقابل تحديات لا تقل أهمية، كظاهرة نضوب مصادر البحر الميت بسبب التبخر، والمنافسة العالمية في أسعار البوتاس، بالإضافة إلى التحديات البيئية المرتبطة بالعمليات الصناعية. استضافت جماعة عمان لحوارات المستقبل برئاسة عطوفة بلال حسن التل مؤخرًا معالي المهندس شحادة أبو هديب، رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية، والرئيس التنفيذي للشركة عطوفة الدكتور معن النسور، في ندوة سلطت الضوء على دور الشركة الحيوي في الاقتصاد الوطني. وعلى الرغم من أن مجال التعدين ليس تخصصي، إلا أن الندوة شدت انتباهي لأسباب عدة، أبرزها دماثة خلق معالي أبو هديب وتواضعه، وإلمامه الدقيق بكل تفاصيل الشركة التي يرأسها يُدارسها بحب وإخلاص، وكأنها بيته الذي يعتني بكل زاوية فيه. لمستُ في حديث معالي أبو هديب روحًا وطنية صادقة، تتمثل في حرصه على تنمية الموارد الاقتصادية والصناعية للأردن، واهتمامه البالغ بتنمية الكوادر البشرية الأردنية وتوظيفها. كما أعجبتني الروح التعاونية بينه وبين فريقه، خاصة مع الدكتور النسور، مما يعكس بيئة عمل تكاملية تُحفز على الإنجاز. كشفت الندوة عن حقائق مذهلة تجاهلها الكثيرون عن شركة البوتاس العربية، منها أنها مؤسسة وطنية خالصة يعمل فيها أكثر من 4000 موظف أردني من أصحاب الخبرات والكفاءات. كما أن البوتاس الأردني يعد من أجود أنواع البوتاس عالميًا، حتى وإن كان الإنتاج أقل من بعض المنافسين. تحولت ملكية الشركة من مستثمر كندي إلى ملكية أردنية، وهي اليوم من أفضل استثمارات الصناديق السيادية. تمكنت الشركة من إثبات حضورها العالمي من خلال تطوير منتجات جديدة مثل "المادة الحمراء"، التي فتحت لها أبواب السوق الأوروبي، وزادت حصتها فيه من 3% إلى 21%، مع توقعات بأن تصل إلى 25% قريبًا. تتبنى الشركة رؤية استراتيجية واضحة تشمل مشاريع ضخمة بقيمة 370 مليون دينار، وتوسعًا نوعيًا وكميًا في المنتجات من 3 أنواع إلى 9 أنواع، مع خطط لمضاعفة الكميات خلال 7-8 سنوات. تعمل الشركة أيضًا على مشروع توسع جنوبي ضخم بمساحة 28 كم²، كانت مليئة بالألغام، حيث تم تطهيرها بدعم من القوات المسلحة الأردنية. كما تتعاون بشكل وثيق مع شركة الفوسفات في مشاريع مشتركة تعود بفوائد كبيرة على الاقتصاد الوطني. تواجه الشركة تحديات مثل ندرة المياه والطاقة ومساحات الملاحات، لكنها تعمل على تجاوزها بخطط مبتكرة، بدعم متواصل من جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يتابع إنجازات الشركة، ويزور منشآتها بشكل دوري. تنافس الشركة كبرى الدول المنتجة للبوتاس مثل روسيا وبيلاروسيا والبرازيل وكندا، وتصدر منتجاتها إلى الهند والصين وأوروبا، مما يرفع من حصة الأردن في التجارة البينية، ويعزز قيمة الصادرات الوطنية. تمتلك الحكومة الأردنية 52% من أسهم الشركة، مما يجعلها شريك استراتيجيً في التنمية الاقتصادية. تعد الشركة ثاني أكبر مصدر أردني بعد الفوسفات، وتوفر أكثر من 2500 وظيفة مباشرة. كما تلتزم بمسؤوليتها الاجتماعية من خلال تمويل مشاريع تعليمية وصحية في مناطق الجنوب. شركة البوتاس العربية ليست مجرد منشأة صناعية، بل هي قصة نجاح وطنية بامتياز، تجسدت برؤية القيادة الهاشمية وهمة الكوادر الأردنية. بإنجازاتها الحالية وخططها المستقبلية، تثبت أن الأردن قادر على تحويل التحديات إلى فرص، والموارد الطبيعية إلى ثروة مستدامة تُسهم في ازدهار الوطن. تعمل الشركة حاليًا على مشاريع التوسع الأفقي والعمودي، واستثمارات في الطاقة المتجددة، وتطوير منتجات جديدة ذات قيمة مضافة، وتعزيز التعاون مع القطاع الأكاديمي للبحث والتطوير. تظل شركة البوتاس العربية شريكًا استراتيجيًا في التنمية الاقتصادية الأردنية، حيث تجمع بين الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والمسؤولية الاجتماعية والبيئية. مع التحديات التي تواجهها، تحتاج الشركة إلى دعم مستمر من الحكومة وتبني استراتيجيات مبتكرة لضمان استمراريتها كرافد اقتصادي مهم للأردن في العقود القادمة. ــ الراي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store