الدكتور عبد العليم محمد مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية ل«المصرى اليوم»: دماء غزة ستكون بركانًا نشطًا ينفجر فى وجه الصمت العربى والغربى .. حوارات مستقبل الشرق الأوسط ( الحلقة الحادية والعشرون )
وسط عالم يموج بالتحولات السياسية والاقتصادية، وفى ظل الصراعات المتزايدة التى تهز منطقة الشرق الأوسط، التى تعيش واقعًا معقدًا، بعد أكثر من عام على حرب الإبادة فى قطاع غزة دونما آفاق واضحة لإنهائها، مع تمدد النزاع إلى جنوب لبنان، ووصول أصدائه إلى اليمن والعراق، ثم إيران، نطرح فى سلسلتنا «مستقبل الشرق الأوسط» مسارات منطقتنا، عبر حوارات مع نخبة من الساسة والمنظرين والمفكرين والدبلوماسيين الحاليين والسابقين من مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، لتقديم رؤاهم مستندين إلى تجارب الماضى ودروس الحاضر، لنستشرف معًا الطريق
نحو المستقبل.وانطلاقًا من جذور الصراع العربى الإسرائيلى، مرورًا بالتدخلات الإقليمية وصعود بعض القوى الجديدة كالفواعل من غير الدول، وتعقد المشهد العربى، نفتح معًا أبواب نقاش مستنير حول الدروس المستفادة من التاريخ وتأثيرها على مستقبل منطقتنا؛ لطرح رؤى وأفكار لاستشراف الغد والدور الحاسم الذى يمكن أن تلعبه الدول العربية إذا ما أعادت إحياء روابط تاريخية فى محيطها والدفع نحو استقرار مستدام وتحقيق مصالحها.تنقسم محاور النقاش إلى جزأين، الأول أسئلة سبعة ثابتة، اعتمدناها بناء على طلب كثير من القراء، تتمركز حول مستقبل المنطقة، أما الثانى فيتضمن أسئلة تتجه نحو مساحات تتناسب مع خلفية الضيف صاحب الحوار، كى يضيف لنا أبعادا أخرى حول الرؤية التى تنتهى إليها الحوارات وصولا إلى كيف يمكن أن يكون للمنطقة مشروعها الخاص، بعيدا عن أى مخططات تستهدفها؟.عبد العليم محمد خلال حواره ل «المصرى اليوم»لم تكن معاهدة «سايكس- بيكو» و«وعد بلفور» سوى بداية مخطط طويل لتفكيك المنطقة العربية وإخضاعها لصراعات مستمرة، تدار وفق مصالح القوى الاستعمارية من وجهة نظره.الدكتور عبد العليم محمد عبدالعليم، مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، عنى فى كتاباته، بتشخيص تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى، وتحليل أسبابه ومآلاته وصولا إلى صفقة القرن وحرب الإبادة.وفى حواره ل«المصرى اليوم»، اعتبر أن «نكبة غزة المستمرة سيكون لها تداعياتها مستقبلا»، محذرًا العرب من مساع إسرائيلية للهيمنة على منطقتنا «وصلت ذروتها مع إدارة ترامب».واعتبر أن الرئيس الامريكى العائد للبيت الأبيض بخطاب شعبوى، يخفى لمنطقتنا الأخطر نحو مزيد من ابتزاز العرب.فى هذا الحوار تتبع الباحث فى الشؤون الاستراتيجية، جذور الأزمة الممتدة من بلفور أو «خدعة القرن» كما وصفها وصولا إلى الصراع المرشح لمزيد من التمدد فى منطقتنا حال لم يتم لجم إسرائيل مستشرقا ملامح المستقبل فى ضوء التغيرات الجارية.وناقش دور مصر والسعودية، وخيارات العرب لمواجهة المشاريع «الإسرائيلية، والتركية، والإيرانية»، مشددا على ضرورة استلهام تجربة التضامن العربى فى حرب أكتوبر مع تطويرها بما يواكب توازنات العصر.وإلى نص الحوار..عبد العليم محمد خلال حواره ل «المصرى اليوم»■ مصطلح الشرق الأوسط هو تعبير جغرافى استعمارى.. لكنه صار المصطلح السائد للحديث عن المنطقة التى تضم الدول العربية وإيران وتركيا ودولًا أخرى، وعانت المنطقة على مدار التاريخ من صراعات على خلفيات متعددة؛ تجذرت من مخططات الاستعمار حتى باتت بقعة ملتهبة دائمًا على خريطة العالم. برأيك، كيف ترى واقع المنطقة وأثر التاريخ فى هذا الأمر؟- مصطلحات «الشرق الأوسط الجديد» أو«الشرق الأوسط الكبير»، أو«الشرق الأدنى»؛ ما هى إلا مفاهيم نشأت وتولدت فى الدوائر الاستعمارية الغربية أو الدوائر الاستشراقية التى عاونت الاستعمار فى بلدان العالم العربى وأفريقيا، وقد بنيت على أساس استعلائى عنصرى يزعم تفوق الغرب علينا، لأن هذه الدوائر تزعم أنها تملك من المعرفة عن شعوب الشرق والجنوب من العالم ما لا يعرفونه هم، وبالتالى علينا التعامل معها بحذر وحيطة مع هذه النظرة الاستعلائية العنصرية التى تستهدف تغييب الحقائق وتفترض أن منطقتنا تسكنها مجموعات مذهبية غير متجانسة ومتناحرة طائفيا وعرقيا متجاهلة الحقائق التاريخية.وتهدف هذه المصطلحات الدخيلة إلى تغييب وتغيير الروابط الثقافية العربية والروابط الثقافية والدينية التى تجمع شعوب المنطقة، وتزعم أنها لا تشكل شعبًا بالمعنى العلمى الحديث على غرار المنطقة الأوروبية، وذلك لأسباب تتعلق بأطماع استعمارية.■ برز مصطلح «الشرق الأوسط» فى كتابات الأمريكى ألفريد ماهان عام 1902 قبل أن تتحدث كونداليزا رايس عن «الشرق الأوسط الجديد»، وهو ما يتردد بقوة حاليًّا فى ظل الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان والصراع مع إيران.. كيف ترى ذلك المخطط خاصة بعد فوز ترامب وصعود قوى اليمين فى الولايات المتحدة؟- التغيير الذى يريده ترمب ونتنياهو هو تغيير مغرض يتم فرضه بالقوة بالمخالفة مع مصالح شعوب المنطقة. الشرق الأوسط الذى يريده ترامب ونتنياهو هو استنزاف المنطقة وجعلها على مقاس المصالح الاسرائيلية بما يضمن هيمنتها علينا ودفع علاقتنا بتل أبيب لجعلها كالعلاقة بين المركز والمحيط فى نظرية التبعية؛ يريد ترامب أن تصبح إسرائيل المركز المهيمن على المنطقة وتسيطر على مصيرها بحيث لا تعلو فوقها قوة.السياسات الأمريكية تتخذ منحى أشد خطورة تجاه العرب وقد ظهر منها مخطط التهجير، وما خفى أعظم، وعلينا الانتباه لذلك. أمريكا تخفى الأخطر.أعتقد أن واشنطن تتجه لمزيد من ابتزاز العرب. وما لم يتكامل العرب ويعظموا موقعهم فى خارطة العالم الجديد سينزلقون لمزيد من المخاطر.نتنياهو وترامب يستهدفان تهديد وابتزاز العرب ويعتقدان أن هذه اللحظة ستستمر وستدوم فى حين أن المنظور التاريخى يقول إن هناك ديناميات قوية داخل منطقتنا بالاستناد إلى ثقافة شعوبها التى لا تقبل التبعية بدليل أن الدوائر الغربية الاستخباراتية لم تتمكن من التنبؤ بانتفاضة 87 ولم تتوقع نصر أكتوبر 73 ولم تتنبأ بطوفان الأقصى وبالتالى هناك مجال للافتراض قياسا على التاريخ بأن ثمة جيلا جديدا من المقاومين سيظهر وأن دفاعات من نوع آخر ستتشكل.أعتقد أن تداعيات وآثار نكبة غزة ستكون أقوى وأشد من آثار النكبة الأولى عام 1948، بل إن دماء غزة بمثابة بركان نشط سينفجر يوما ما فى وجه الصمت العربى والغربى.■ برأيك ماذا تفعل القوى الإقليمية الكبيرة فى المنطقة إزاء هذه المخططات، وبالتحديد مصر والسعودية بوصفهما الدولتين الكبيرتين فى المنطقة؟- مصر والسعودية هما حجر الزاوية فى الصمود العربى أمام المخططات الاستعمارية، وإنقاذ العالم العربى وتوفير غطاء سياسى وقانونى للمطالب العربية، السعودية بما تمتلك من قدرات طاقاوية ومركز اقتصادى ومالى متقدم، ومصر باعتبارها مركز الثقل السياسى والتاريخى والحضارى كإحدى الدول المؤسسة لميثاق الأمم المتحدة.لست متفائلا بوحدة عربية بالمعنى الكامل، لكن أعتقد أن مصر والسعودية، عليهما استلهام وبعث وإحياء التضامن العربى من أجل القضية الفلسطينية واستلهام نموذج حرب أكتوبر ليس من أجل الحرب ولكن من أجل الاشتباك مع العالم من أجل حقوق الشعب الفلسطينى الذى يتعرض للإبادة، وهناك بعض الخطوات الضرورية، التى يجب اتخاذها وهى المطالبة بانطباق جريمة الإبادة والتطهير العرقى الهولوكوست على غزة وكسر احتكار اليهود لها، وهذا يعتمد على مدخل قانونى سلمى.■ لو قدر لك أن ترسم صورة المستقبل لهذه المنطقة فى ظل الصراعات الحالية والمخاطر المحيطة بها، كيف ترى هذه السيناريوهات تفصيلًا؟- المنطقة بحاجة إلى مشروع عربى متكامل تقوم ببلورته الأطراف العربية الفاعلة، وأطمح أن يكون بقيادة مصر والسعودية وبمشاركة كل البلدان العربية. ينظر لمستويين: مستوى الأجل قصير لإحياء فورى للتضامن العربى مع القضية الفلسطينية، وإرساء الديمقراطية ومراعاة حقوق الإنسان وإصلاح المجتمعات العربية واحتواء حالة الاستقطاب بين الأغنياء والفقرات فى ظل اتساع الفجوة بينهما؛ لأنها هذا يبطل الذرائع الغربية للهجوم علينا والتعامل معنا بفوقية. نحتاج لنسخة جديدة من الدولة الوطنية لأن الدول العربية فشلت فى مهمتها بإرساء المساواة والانصهار القومى وتطبيق المواطنة بين كافة المذاهب والملل والأطياف الموجودة فى العالم العربى. أما على المدى الطويل فعلينا العمل على أن يتجاوز العالم العربى الفجوة العلمية والتكنولوجية التى تفصله عن الغرب وإسرائيل، فما يضع إسرائيل فى المقدمة هو الديموقراطية والعلم والتكنولوجيا.■ يغيب أىّ مشروع عربى موحد تجاه ما يخطط للمنطقة، خاصة مستهدفات التوسع الإسرائيلى التى ظهرت واضحة فى غزة ولبنان وسوريا، والحديث عن نية ضم أراضٍ أخرى على الخريطة العربية، وهو التوجه الذى ترجمه ترامب عند حديثه عن إسرائيل الصغيرة التى يجب أن تتمدد.. كيف يصوغ العرب مشروعهم المواجه لهذه المخططات؟- المشروع العربى موجود وقائم لكنه موضوع فى الأدراج، باستثناء تجربة الزعيم المصرى الخالد جمال عيدالناصرالذى استطاع أن يناصر قضايا عادلة.وأعتقد أن منطقتنا بحاجة إلى استلهام التجربة الناصرية وتطويرها فى إطار الظروف التى تواكب العصر، على أسس استيعاب العولمة والتعددية القطبية. نحتاج مشروعا يحرص على تعزيز الانتماء واستثمار القدرات. على مصر والسعودية استلهام وبعث نموذج التضامن العربى إبان حرب أكتوبر وهناك فرصة لتشكيل تحالف دولى عالمى لدعم حل الدولتين وحماية حقوق الشعب الفلسطينى.■ على مدار التاريخ تلعب مصر أدوارًا رئيسية فى المنطقة.. كيف يمكن لها أن تمارسها رغم التحديات المحيطة بهذه الأدوار والاستهداف الدائم لها؟- مصر حجر الزاوية فى المنطقة وصمام الأمان بها نظرا لثقلها الجغرافى والتاريخى؛ ولقدرتها على بناء نموذج حضارى. مصر انغمست فى ليبيا وأثبتت حضورا بارزا فى الأزمة السودانية. إذًا الدور المصرى لم ولن يغيب رغم التحديات لكننا بحاجة إلى أن نخطو خطوات كبيرة فى مجال حقوق الإنسان لتفويت الفرصة على الذرائع التى يستخدمها الغرب.■ كيف تستفيد المنطقة العربية من تجاذبات القوى الكبرى وأحاديث التعددية القطبية العالمية؟، وكيف تلعب دورًا لصالحها فى هذا التنافس الدولى، ولا تكون مقدراتها فى يد قوة واحدة أضرت بها واستنزفت ثرواتها طوال عقود؟- على المنطقة العربية إعادة صياغة العلاقات مع الولايات المتحدة، ونسج علاقات جديدة فى اتجاهات متعددة كما يجب بناء نموذج جديد للعلاقات مع كل من الجار التركى والجار الإيرانى. لدينا كروت قوة، من قدرات طاقاوية وممرات دولية، ولدينا سوق عملاقة.■ لا صوت يعلو فوق صوت القوة العسكرية.. فأين العرب من القوى التى تستخدمها إسرائيل؟- رغم ما تمتلكه إسرائيل، انهارت أمام «طوفان الأقصى»، حتى مبدأ الردع فشلت به إسرائيل. هذا الهجوم المفرط يعكس ضعف شرعيتها. وبالطبع على العرب امتلاك القوة العسكرية، والاقتداء بالنموذج المصرى فى تنويع مصادر السلاح. كما توجد المقاومة.■ لكن البعض يعتبر المقاومة «فواعل من غير الدول» ويصف تحركاتها بالعزف المنفرد غير الشرعى.. ما تعليقك؟- إحدى الآفات التى عانينا منها وأضرت بالقضية الفلسطينية هى الفصل التعسفى بين المقاومة والمسار السياسى، وهو صناعة غربية، حيث يصدرون للبعض أنهم سيحصلون بالسياسة على ما لم يحصلوا عليه بقوة السلاح وهذه خدعة، بدليل أن محصلة 8 عقود من التفاوض محصلتها صفر بل عدد سلبى. إذًا المسار السياسى غير المقترن بالقوة لم ولن يفضى إلى نتائج لأن العالم الغربى لا يلتزم بوعوده ولا يحترمها. وطالما تشدقت الإدارات الأمريكية بحل الدولتين لكنها لم تفتح حتى مقار منظمة التحرير.■ كيف تشخص هذا الصراع، وماذا وراء الدعم الغربى غير المشروط؟- الإغراق فى الأسطورة الدينية وما يسمى ب«الوعد الإلهي» وتجاهل وجود 16 مليون فلسطينى ما هو إلا انفصال عن الواقع. وهى أطروحات تقود منطقتنا لمزيد من العنف والعنصرية والقتل، سيمتد لمناطق أخرى. هناك بنية ميثولوجية توحد الخطاب الإسرائيلى مع الخطاب الغربى باستخدام الدين، وقد رأينا السفير الأمريكى لدى الاحتلال يضع رسالة لترامب فى حائط البراق.■ كيف تفسر سياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى منطقتنا.. وإلى أين نحن ذاهبون؟- الرئيس الأمريكى لا يقرأ التاريخ ولا يعى طبيعة منطقتنا. هذا الرجل يكتفى ببناء أطماعه على إفادات معاونيه المنحازين للصهيونية.ترامب لا يريد إقامة دولة فلسطينية، بل إن ما سمى ب«صفقة القرن» تجاهل حقوق الشعب الفلسطينى، بنحو 7٪ من المساحة الإجمالية لفلسطين التاريخية. هذه التصورات يستحيل تنفيذها جغرافيًا وديموغرافيًا ولن تجلب إلا العنف.■ على الصعيد الشعبى يسخر البعض من الشرعية الدولية التى أسست لوعد بلفور وشرعنة الاحتلال الصهيونى للأراضى الفلسطينية ومنحته سبل بقائه ثم تتغاضى اليوم عن جرائمه.. ما خطورة ذلك؟ وما قولك فى أنها لا تُطبق إلا على البلدان النامية عربيًا وإفريقيًا فيما يُستثنى منها الغرب؟- منطقتنا يتنازعها 3 مشروعات: الأخطر هو الإسرائيلى، ولدينا مشروع إيرانى لاستعادة طموحات الإمبراطورية الصفوية، وكذلك الأطماع التركية التى تتغلف باستعادة الخلافة الإسلامية، لكن يبقى المشروع الإسرائيلى هو الأخطر لأنه مشروع إحلالى، ولو سمحنا لإسرائيل بابتلاع فلسطين فسيكون إيذانًا بابتلاعها مزيدًا من الأراضى العربية فى مصر ولبنان وسوريا والعراق والأردن، لإقامة دولتها الكبرى؛ ولذلك ينبغى استنفار كافة الأوراق فى وجه هذا المخطط من ناحية، وإعادة صياغة العلاقات مع تركيا وإيران من ناحية أخرى.■ أمام المشهد الحاصل فى غزة، يعتقد البعض أن الحديث عن التطبيع مع إسرائيل مغالطة سياسية وظلم للحق التاريخى للفلسطينيين، لا سيما أن إسرائيل تضرب بحل الدولتين عرض الحائط.. ما تعليقك؟- بالطبع لا يمكن الحديث عن التطبيع فى ظل التنكر الدائم لحق الفلسطينيين واستمرار الإبادة ومواصلة التوسع الاستيطانى واستصدار قرارات رافضة لقيام الدولة الفلسطينية، وتنامى الرغبة لتصفية القضية.هذا التطبيع يقف عند المستوى الرسمى ولا يصل أبدًا إلى مستوى الشعوب؛ الشعب المصرى لن يعترف بالتطبيع إلا إذا تمكن الفلسطينيون من الحصول على دولتهم.ومن الناحية الواقعية، إسرائيل تتسلل لتصل إلى فك الارتباط بين ملف التطبيع وحل القضية الفلسطينية، وللأسف نجحت فى ذلك فيما سُمى ب«اتفاق إبراهام» الذى تم بطريقة لا تعبر عن الرأى العام العربى، وقد بدا الموقف الشعبى العربى جليًا بشكل رمزى فى مونديال قطر حين رفعت الشعوب الأعلام الفلسطينية ورفت شعارات مناهضة للتطبيع. هذا المستوى الشعبى لا يمكن تزويره ولا يمكن التأثير عليه.■ ما قراءتك لتحركات الاحتلال الإسرائيلى فى سوريا؟. وهل يمكن أن تتحول لبقعة ملغومة؟- إسرائيل لا تفوت ظرفًا دون أن تستفيد منه لصالح مخططاتها. لديها خطة مبيتة للسيطرة على جبل الشيخ ومنطقة فض الاشتباك الواردة فى اتفاق 1974، وبالطبع لديها مطامع فى سوريا، ولحظة الضعف التى يمر بها النظام السورى الحالى لا تصوغ له المواجهة أو حتى الرد بصوت خافت.■ فى تقديرك، لو نجحت إسرائيل فى تصفية حماس واستبعادها من القطاع كيف ستتعامل مع السلطة الفلسطينية؟- إسرائيل لن تسمح بوجود سلطة فلسطينية فعالة حتى بعد أن تغيب حماس عن المشهد. وتقديرى أن نزع سلاح حماس مطلب غير مشروع على الإطلاق ويجافى المنطق والعدل لأن إسرائيل مدججة بالسلاح حتى النخاع، وهى الدولة الوحيدة التى تمتلك سلاحًا نوويًا، والدولة الوحيدة التى لم توقع على معادلة حظر انتشار السلاح النووى، غير أنها تحصل على آخر مستجدات التسليح الأمريكى.■ «قطر جيت» وغيرها من التسريبات.. يرى البعض أنها تستهدف الوقيعة بين «مصر وقطر» والبعض الآخر يؤمن بنظرية المؤامرة.. ما تعليقك؟- إسرائيل لا تفوت فرصة للوقيعة بين الدول العربية وطالما فعلت ذلك، ومصر تتنبه لذلك وتتعامل معه بحكمة. فى البداية عززت إسرائيل الانقسام الفلسطينى وهى لا تتورع عن استخدام كل الوسائل لتفكيك المناهضين لسياساتها، وبالتالى تحاول دق أسفين بين مصر وقطر لأنهما الدولتان الراعيتان للمفاوضات. المقصود تفكيك المجزأ وتقسيم المنقسم.■ وسائل إعلام إسرائيلية نشرت مقطعًا مصورًا حول هدم الأقصى، لبناء الهيكل الثالث.. ما تعليقك على هذا الاتجاه الذى يتبناه وزراء فى حكومة نتنياهو؟- نشر هذه المقاطع ليست مصادفة إنما سردية إسرائيلية إزاء المسجد الأقصى، فبالتالى نشر مثل الفيديوهات لجس النبض العربى، وعلينا التنبه والحذر والتحرك الفورى لصد الخطة الإسرائيلية، وأعتقد أن علينا مطالبة اليونسكو بوضع المسجد الأقصى والبلدة القديمة فى القدس على قائمة التراث المحمى دوليًا كخطوة أولية يتبعها حشد دولى لحماية الأقصى.■ الأوساط الشعبية العربية ترى أن تمسك حماس وحزب الله بسلاحهما حق مشروع شريطة أن يستخدم فى وجه الاحتلال؟- بالطبع المقاومة ستبقى طالما لا توجد قوة عربية تقوى على لجم التهور الإسرائيلى، ولا قوى دولية يمكنها أن تحد من التوسع الإسرائيلى، لا يمكن الحديث عن إدماج الفواعل من غير الدول، فى فلسطين ولبنان وانخراطها فى جيوشها قبل إنهاء حالة الاحتلال، وهذا لا ينطبق على أى منظمات ذات طبيعة تخريبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ 2 ساعات
- مصراوي
وزير الخزانة الأمريكي: المحادثات التجارية مع الصين "متعثرة بعض الشيء"
واشنطن - (د ب أ) صرح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن المحادثات التجارية مع الصين "متعثرة بعض الشيء، مشيرا إلى أنه قد يكون من الضروري إجراء اتصال بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج من أجل التوصل إلى اتفاق بين البلدين. وصرح بيسنت في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" أمس "أقول إن المحادثات متعثرة بعض الشيء". ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن بيسنت، الذي كان توجه إلى سويسرا في وقت سابق الشهر الجاري لإجراء محادثات تجارية مع المسؤولين الصينيين، قوله: "اعتقد أنه سوف يتم إجراء مزيد من المحادثات مع المسؤولين الصينيين في غضون الأسابيع القليلة المقبلة". وأعرب عن اعتقاده أن انخراط زعيمي البلدين بشكل شخصي هو مسألة ضرورية للتوصل إلى اتفاق. وقال بيسنت: "اعتقد أنه نظرا لجسامة المحادثات، وبالنظر إلى تعقيدها، فإن الأمر يستلزم أن يتبادل الرئيسان وجهات النظر" في هذا الشأن. وأشار وزير الخزانة الأمريكي إلى أن اتفاقيات تجارية أخرى كبيرة أصبحت وشيكة، وأعرب عن اعتزامه لقاء وفد ياباني في واشنطن اليوم الجمعة. وكانت محكمة التجارة الدولية الأمريكية قضت في وقت سابق هذا الأسبوع أن غالبية الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب منذ عودته للبيت الأبيض غير قانونية، وأمرت بعدم تنفيذها. غير أن محكمة استئناف قررت أمس الخميس إيقاف تنفيذ هذا الحكم، مما يسمح باستمرار العمل بالرسوم التي فرضها ترامب لحين استئناف الإدارة الأمريكية ضد قرار محكمة التجارة الدولية الأمريكية. وذكر بيسنت أنه لم يلحظ أي تغيير في مواقف الدول الأخرى التي تشارك في مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة نتيجة هذا الحكم، مضيفا: "إنهم يأتون إلينا بنية حسنة ويحاولون استكمال الاتفاقات قبل انقضاء مهلة التسعين يوما".


وكالة نيوز
منذ 2 ساعات
- وكالة نيوز
يقول عالم المناخ المطلق دوج 'وصمة عار' بينما يخرج إيلون موسك من الحكومة
ووفقًا للبيت الأبيض ، الذي يديره إيلون موسك الذي استمر 130 يومًا كمستشار أهم الميزانية والتوظيف للرئيس ، وفقًا للبيت الأبيض. شمل هذا العمل استهداف وظائف أكثر من 100000 عامل اتحادي – وإنقاذ الحكومة أقل بكثير مما كان متوقع في الأصل. تقارير ويجيا جيانغ. كن أول من يعرف احصل على إشعارات المتصفح للأخبار العاجلة والأحداث الحية والتقارير الحصرية. ليس الآن تشغيل


بوابة الفجر
منذ 5 ساعات
- بوابة الفجر
محمد موسى: أمريكا تتخلى عن فرنسا وبريطانيا وتقود مشروع تقسيم الشرق الأوسط
علق الإعلامي محمد موسى على التصريحات المثيرة للسفير الأمريكي توم باراك، والتي هاجم خلالها اتفاقية سايكس بيكو التي أدت إلى تقسيم الدول العربية والشرق الأوسط، مؤكدًا أن الغرب لن يتدخل بعد اليوم في شؤون المنطقة، ومعترفًا بأن التقسيم كان فعلًا مشروعًا استعماريًا بامتياز. وأشار محمد موسى خلال تقديم برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، إلى أن هذه التصريحات ليست عفوية، بل تعكس تحولات خطيرة قد تشهدها المنطقة في المستقبل القريب، مؤكدًا أن الأمر قد يتطور إلى ما هو أخطر، وقد يكون مقدمة لإعادة رسم الحدود بين الدول العربية، مثل إزالة الحدود بين سوريا ولبنان، وهو السيناريو الأقرب للتحقق على حد تعبيره. وتساءل: "هل نحن أمام سايكس بيكو جديدة، ولكن هذه المرة بدعم أمريكي مباشر؟" وتابع محمد موسى: "يبدو أن الولايات المتحدة بدأت بالفعل تنتفض ضد شركائها التاريخيين، فرنسا وبريطانيا، لتقود هي بمفردها مشروع إعادة تشكيل الشرق الأوسط، وفقًا لمصالحها ومصالح إسرائيل." وشدد الإعلامي محمد موسى على أهمية أن نكون على وعي كامل بالمخطط الخبيث الذي يُجهز للمنطقة، قائلًا: كثيرًا ما نسمع عبارة الشرق الأوسط الجديد، حتى بات البعض يرددها وكأنها نكتة أو مزحة مكررة، لكنها في الواقع ليست سوى كارثة استراتيجية تُدبر في الخفاء." وأوضح أن التصدي لهذا المشروع لا يجب أن يقتصر على الحكومات والأنظمة فحسب، بل يبدأ من وعي الشعوب وإدراكها لحجم المؤامرة، لأن المخطط لا يُفرض من الخارج فقط، بل يُزرع داخل العقول والقلوب عبر عقود طويلة من الاستهداف الثقافي والإعلامي. وأشار محمد موسى إلى أنه تناول مشروع "الشرق الأوسط الجديد" في العديد من حلقاته السابقة، وسيواصل شرحه وتفكيك تفاصيله بكل الوسائل الممكنة حتى يدرك المواطن العربي ما يُحاك له، مؤكدًا أن هذا المشروع لا يقتصر على البعد العسكري أو السياسي، بل يتغلغل في الاقتصاد، والتحالفات الإقليمية، والأنظمة الاجتماعية للدول. واختتم محمد موسى حديثه بالتحذير من أن المشروع يسعى بالأساس إلى تعزيز النفوذ الإسرائيلي في المنطقة، في إطار تحالفات استراتيجية تخدم مصالح واشنطن وتل أبيب، داعيًا إلى صحوة عربية شعبية قبل فوات الأوان.