logo
السلوى والمنّ لأشاوس اليمن

السلوى والمنّ لأشاوس اليمن

الشروقمنذ 4 أيام

سوف يسجل التاريخ في صفحاته، بمداد من ذهب، أن اليمن، الذي كان قد أخنى عليه الزمن، قد أصبح هو العرق الوحيد النابض بالحياة في البدن، وهو اليوم يجود بالدماء، في سبيل فلسطين من غير أذى أو منّ؛ وهو الذي أدرك عواقب الزمن.
في خضم الملحمة الدائرة في غزة العزة، يبرز اليمن السعيد بجيشه الفريد، يطاعن جيوشا على الشر تحالفت، وبأحدث المعدات تزوّدت، فيبث فيها الذعر، ويجبرها على الخنوع.
بينما استسلمت الجيوش العربية وتخاذلت، وأصبحت أسلحتها يعلوها الصدأ، ها هم أشاوس اليمن يقصفون تل أبيب، ويستهدفون مطارها الدولي، فيبثون الخوف في الزوار، ويثيرون في أجواء الصهاينة الاندحار والانبهار.
إنها صنعاء التي أحسن بنوها صنعا، عندما تحكموا في تكنولوجيا الصواريخ، وأرسلوا على قواعد الأعداء، شواظا من الشماريخ، التي عطلت بفعاليتها، كل وسائل الدفاع ذات العمق في التاريخ.
تلك هي معجزات اليمن السعيد، يتلو على الكون دروسه، فيعيد قلب المعادلات، ويلقّن الأعداء، بأن قضية الوطن لا تخضع للمُعدات، ولكن للشجاعة والإرادة، ومقارعة القوى الظالمة.
إن من دروس التجربة اليمنية التي تحدت، بإيمان وصدق، أعتى قوة في البر والبحر، أنها أسقطت الطائرات، وأغرقت الباخرات.
ويكفي أشاوس
اليمن
فخرا، أنهم أجبروا أعتى عتاة المعتدين، على المساومة، والاستنجاد بالوسطاء، من أجل المسالمة.
تلك إذن آيات الله، تتلى على مرأى ومسمع من الجميع فتحقق قول الله تعالى: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}[سورة البقرة، الآية 249].
وا انتصر اليمنيون على الصهاينة وحلفائهم بقوة العدد، والعدة، ولكن بصدق الإيمان وصلابة الإرادة، والثبات عند الشدة، والإقدام على الشهادة.
أين من كل هذا أمة المليارين، وقد وهبها الله كنوز البر والبحر، ألم يبق فيها بقايا تفكير وشعور بسوء المصير، وخوفٌ من الله، وتأنيب ضمير؟
هل يغمض جفن لأي عربي صادق الانتماء، أو أي مسلم له حد أدنى من الإيمان والصفاء، وهو يرى شعبا بكامله يباد، فلا يتورع من المشهد، ليقدّم لأبنائه الزاد، والعتاد، فيطرد عنه الرقاد، ويهب للنصرة، و الإنجاد؟
أبعد كل هذا الوهن من وهن؟ بالرغم مما قدّمته وتقدمه صنعاء وعدن، وما يجود به الفدائيون الغزاويون من تضحيات وبطولات، فداء للوطن؟
ألا يعدّ هذا الصمت، وهذا الصدود، وهذا الإعراض، عمالة، ونذالة، وخيانة لله، ولرسوله، وللمؤمنين؟
لله درّ أشاوس اليمن، فقد قدّموا للعروبة وللإسلام، دروسا في الشجاعة والإقدام، وفي الوفاء لأبطال القسام، وقد أحسنوا صنعا، عندما أقدموا بإيمانهم واستبسالهم، وأخذهم بزمام القوة، والعلم، والتكنولوجيا، ففرضوا على العدو الدفاع بدل الهجوم، وإذا قلت السيف أمضى من العصا، فقد ظلمت السيف، وقد تحوّل أشاوس اليوم إلى سيوف، اقتداء بأبطال المقاومة الفلسطينية، وتحوّل العدو الصهيوني إلى عصا لا تخيف أحدا.
إذا عجزتم عن تقديم الدعم والدواء، والعتاد، والغذاء، فلا أقلّ من أنكم تكثفون بسلّ ثيابكم من ثياب الأعداء، انزعوا عنهم كل غطاء، وفعلوا موقفكم بسلاح المقاطعة، وسحب السفراء، وحاصروا بين صفوفكم العملاء.
إن العدو ينهار على أكثر من صعيد، وهو كالكلب الباسط ذراعيه بالوصيد، يعاني مختلف الأزمات السياسية، والاقتصادية، والعسكرية،والاجتماعية، ويئن تحت ضربات المقاومة.
وحذار أن تصدقوا، أقاويل الخلاف المفترض بين الناتن ياهو، والناسك في صومعة الاستعلاء، فما ذلك إلا ذر للرماد في العيون، فهم قد يختلفون على أي شيء، إلا على الانتقام من الفلسطينيين، والتخلص من المسلمين، والقضاء -المستحيل- على المقاومين.
فيا أشقاءنا: إن العاقل من يتعلم من الأخطاء، وليس العيب أن يخطئ الإنسان، ولكن العيب كل العيب، أن يتمادى الإنسان العاقل في الخطإ.
كفى غفلة وتخاذلا، إن النصر قد أصبح قاب قوسين أو أدنى، فلا يسجل التاريخ عليكم مزيدا من التقهقر والخذلان.
إن لكم في ما قدمته المقاومة اللبنانية وأشاوس
اليمن
، لعبرة. وإن لكم في العهود التي قدّمها أعداؤكم لليهود، لدرسا، عندما كانوا هم أيقاظا وأنتم 'رقود'.
إنما الصبر نصف ساعة، يشترط أن يسمو القادة والحكام العرب إلى مستوى وعي شعوبهم، فيستجيبوا لمطالبهم، ففي ذلك ضمان للنصر.
إن التاريخ الجهادي الجزائري يعيد اليوم نفسه في فلسطين، فبالرغم من التضحيات الجسام، والقمع الهمجي، والإبادة البربرية، تحررت الجزائر، واندحر أعداؤها، وكذلك سيكون مصير فلسطين، مهما تكاثرت المؤامرات وتعددت المناورات.
أو كما قال نزار قباني:
أنا الفلسطيني
بعد رحلة الضياع والسراب
أطلع كالعشب من الخراب
وأضيء كالبرق على وجوهكم
أهطل كالسحاب
أطلع كل ليلة
من فسحة الدار
ومن مقابض الأبواب
من ورق التوت
ومن شجيرة اللبلاب
أطلع من صوت أبي
من وجه أمي الطيب الجذاب
أطلع من رائحة التراب
أفتح باب منزلي
أدخله من غير أن أنتظر الجواب
لأنني السؤال والجواب.
لله درّ أشاوس اليمن، فقد قدّموا للعروبة وللإسلام، دروسا في الشجاعة والإقدام، وفي الوفاء لأبطال القسام، وقد أحسنوا صنعا، عندما أقدموا بإيمانهم واستبسالهم، وأخذهم بزمام القوة، والعلم، والتكنولوجيا، ففرضوا على العدو الدفاع بدل الهجوم، وإذا قلت السيف أمضى من العصا، فقد ظلمت السيف، وقد تحوّل أشاوس اليوم إلى سيوف، اقتداء بأبطال المقاومة الفلسطينية، وتحوّل العدو الصهيوني إلى عصا لا تخيف أحدا.
وسيثبت التاريخ انهزام العصا، وانتصار السيف، وما السيف إلا فلسطين، وما العصا إلا الصهاينة المعتدون.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بريطانيا تعلّق المفاوضات التجارية مع إسرائيل وتستدعي سفيرتها على خلفية توسيع العمليات العسكرية في غزة
بريطانيا تعلّق المفاوضات التجارية مع إسرائيل وتستدعي سفيرتها على خلفية توسيع العمليات العسكرية في غزة

خبر للأنباء

timeمنذ ساعة واحدة

  • خبر للأنباء

بريطانيا تعلّق المفاوضات التجارية مع إسرائيل وتستدعي سفيرتها على خلفية توسيع العمليات العسكرية في غزة

وفي حديثه أمام مجلس العموم، قال: "لقد علّقنا المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاقية تجارة حرة جديدة. سنراجع التعاون معها بموجب خارطة الطريق الثنائية 2030، وإنّ "تصرفات حكومة نتنياهو جعلت هذا الأمر ضرورياً". أدلى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ببيان في مجلس العموم حول استجابة الحكومة للوضع الإنساني في غزة. وقال لامي إن الصراع "يدخل مرحلة جديدة مظلمة"، مضيفاً أنه "أمرٌ بغيض" أن تدخل أقل من عشر شاحنات مساعدات إلى غزة أمس الإثنين. وقال لامي إن حكومة نتنياهو "تُشوّه صورة دولة إسرائيل في أعين العالم". وأشارت الحكومة البريطانية إلى أنه "من غير الممكن إحراز تقدم في المناقشات بخصوص اتفاقية تجارة حرة جديدة ومحدثة مع حكومة نتنياهو التي "تنتهج سياسات فظيعة في الضفة الغربية وغزة". وأكد لامي أن أسلوب إدارة الحرب في غزة يضر بالعلاقات مع حكومة إسرائيل. وردّ المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، أورين مارمورستين، على قرار المملكة المتحدة تعليق محادثات التجارة مع إسرائيل. في منشور على موقع إكس، قال مارمورستين إن مفاوضات التجارة الحرة "لم تكن تُحرز تقدمًا يُذكر من قِبَل الحكومة البريطانية" قبل إعلان ديفيد لامي في مجلس العموم. وأضاف أنه إذا أرادت المملكة المتحدة الإضرار باقتصادها "بسبب هوسها بإسرائيل واعتبارات سياسية داخلية"، فهذا "من اختصاصها". وبخصوص العقوبات الخارجية البريطانية ضد عدد من الأفراد والجماعات في الضفة الغربية، قال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إنها "غير مبررة". وأضاف مارمورستين أيضاً أن إسرائيل تنعى "ضحية أخرى من ضحايا الإرهاب الفلسطيني - تزيلا جيز، رحمها الله، التي قُتلت في طريقها إلى غرفة الولادة. ويواصل الأطباء النضال من أجل حياة مولودها الجديد في المستشفى". "إن الضغوط الخارجية لن تثني إسرائيل عن مسارها في الدفاع عن وجودها وأمنها ضد الأعداء الذين يسعون إلى تدميرها".

المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي...
المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي...

الخبر

timeمنذ 6 ساعات

  • الخبر

المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي...

تقدمت المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية، اليوم الثلاثاء، بتعازيها في وفاة الصحفي القدير نور الدين عزوز. وجاء في نص التعزية: "بتأثر بالغ وحزن عميق، تلقت المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية نبأ فاجعة انتقال الصحفي القدير نور الدين عزوز إلى جوار ربه، تغمده الله بواسع رحمته، بعد مسيرة طويلة من العطاء الإعلامي الملتزم والمحترف، عبر العديد من المنابر الإعلامية في الصحافة المكتوبة. و"إثر هذا المصاب، تتقدم المديرية العامة للاتصال بأصدق تعازيها إلى عائلته، وإلى الأسرة الإعلامية قاطبة. نتضرع إلى الله العلي القدير، أن يرحمه ويغفر له ويلهم ذويه جميل الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون".

ربيقة: الجزائر تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها المركزية
ربيقة: الجزائر تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها المركزية

النهار

timeمنذ 7 ساعات

  • النهار

ربيقة: الجزائر تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها المركزية

قال وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أن الجزائر دوماً تعتبر القضية الفلسطينية، قضيتها المركزية وقضية كل العرب والمسلمين، ومواقفها ثابتة من هذه القضية المركزية، وهو موقف نابع من الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، مع ما ينطوي عليه من تطبيق القرارات الأممية، القاضية بحق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم ووطنهم. وفي كلمة ألقاها بمناسبة إحياء الذكرى 77 للنكبة الفلسطينية 15 ماي 1948/2025، أكد الوزير أن تلك المأساة الإنسانية التي حلت بالشعب الفلسطيني الأبي منذ سبعة وسبعين عامًا وهي ذكرى النكبة التي نشبت مخالبها الآثمة في أرض فلسطين ذات الخامس عشر من شهر ماي سنة 1948، وأسفرت كما هو معلوم عن تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من قراهم وبلداتهم على أيدي الاحتلال الصهيوني، مما تمخض عن أزمة إنسانية مازالت تشكل هما لكل أحرار العالم إلى يوم الناس هذا. وأضاف الوزير 'إِن تَجَدُّدَ هذه الذكرى الأليمة، ذكرى النكبة هو في مغزاه الحقيقي تجدد طبيعي لنداء ظل يتكرر منذ سبعة وسبعين عاما وهو حق العودة الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا يزال موقوف النفاد بفعل آلة الاحتلال التي ما فتئت تجهض كل تسوية أو اعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني ومنها حقوق أولئك الذين هجروا قسرًا في شهر النكبة - ماي سنة 1948'. ووصال الوزير قائلا 'إن الجزائر التي أحيت منذ أيام قليلة ذكرى أليمة لا تقل ضراوتها عن النكبة الفلسطينية، وهي ذكرى مجازر الثامن ماي 1945 تقف حيال هاتين المأساتين موقف الاعتبار والتذكر والتثمين لتضحيات الشعبين الشقيقين الجزائري والفلسطيني في سبيل رسم مسارهما التحرري الذي حفته قساوة الاستعمار وبطش المحتلين، كما، وفي جانب مهم آخر تبقى الذاكرة المشتركة تنوء بأحمال التاريخ الاستعماري وما يجنيه على أوطاننا'. كما ذكر العيد ربيقة بموقف الجزائر اتجاه القضية الفلسطينية قائلا 'إننا إذ نشارككم إحياء الذكرى السابعة والسبعين لنكبة الشقيقة فلسطين ومع ما تعيشه اليوم من مأساة إنسانية، فإن الجزائر دوماً تعتبر القضية الفلسطينية، قضيتها المركزية وقضية كل العرب والمسلمين، ومواقفها ثابتة من هذه القضية المركزية، وهو موقف نابع من الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، مع ما ينطوي عليه من تطبيق القرارات الأممية، القاضية بحق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم ووطنهم'. وتابع ربيقة 'كما أن الجزائر التي عانت أبلغ المعاناة في تاريخها من الاستدمار الفرنسي، وسجلت أروع الوقفات وأعظم التضحيات من أجل استقلالها وماتزال تحتفي بمخزون ذاكرتها التاريخية وهي تسجل دوما وأبداً موقفها الثابت من مسألة حق الشعب الفلسطيني في الأمن والحياة الكريمة ضمن دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في إطار الشرعية الدولية ومواثيق الأمم المتحدة، وهو ما أكد عليه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في رسالته بمناسبة القمة العربية 2025، حين قال: 'نحن مطالبون اليوم بتعزيز التفافنا حول قضيتنا المركزية، لأن دفاعنا عن هذه القضية ليس جوداً أو تَكَرماً مِنَّا ، بقدر ما هو وفاء تجاه أمانة تاريخية تحملها الأمة العربية في أعناقها، وتُجَاهَ مسؤولية قانونية وأخلاقية وحضارية تتحملها الإنسانية جمعاء'. مشيرا أن هذا الموقف يعكس روح التناغم مع الثوابت التاريخية المستمدة من قيم ثورة أول نوفمبر 1954، على محور تصفية أشكال الاستعمار واحترام حقوق الشعوب والأوطان في الحياة الكريمة، وتحقيق السلم العالمي، الذي لن يتأتى في ظل التنكر للشرعية الدولية والاستنكاف عن مقررات الأمم المتحدة. وفي ختام كلمته، قال وزير المجاهدين 'بحول الله، ستزول المظلمة على الشعب الفلسطيني ويسترد أرضه، ويمن عليه بالنصر المكين وينعم كباقي شعوب المعمورة بحريته وسيادته، وستبقى مثل هذه الذكريات رغم آلامها مخزوناً لا ينضب من القيم السامية تنهل منها الأجيال، جيلاً بعد جيل'. كما جدد الترحيب بضيوف الجزائر الكرام، من فلسطين الشقيقة، في بلدهم أرض الشهداء والمجاهدين، لنقاسمهم إحياء هذه الذكرى بما تحمله من ألم وأمل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store