
"الطاقة الذرية": برنامج إيران النووى معقّد وتدميره يتطلب قوة ساحقة
قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي، إن إيران أبلغته أن أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية قد يدفعها إلى اتخاذ خطوة حاسمة، تتمثل في السعي لصناعة سلاح نووي، فيما اعتبر أن تدمير منشآتها يتطلب "قوة ساحقة".
وأضاف جروسي في مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن "الضربة قد تُحدث أثرًا عكسيًا، وتزيد من إصرار إيران على المضي نحو امتلاك سلاح نووي، أو الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية"، وتابع قائلًا: "أقول هذا لأنهم أبلغوني بذلك بشكل مباشر".
وردًا على سؤال بشأن ما قد تفعله إسرائيل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد في المستقبل القريب، قال جروسي: "أنا لا أقدم نصائح للحكومة الإسرائيلية، فهي ستتخذ القرار الذي تراه مناسبًا".
وأضاف: "لكن هناك أمر واحد مؤكد، وهو أن البرنامج النووي الإيراني واسع ومعقد، وعندما أقول معقد، فأنا أعني الكلمة تمامًا، فالعديد من المنشآت محصنة بشكل كبير، وضربها سيتطلب قوة ساحقة ومدمرة".
ويقول خبراء عسكريون إنه في ظل غياب القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات بوزن 30 ألف رطل، فإن إسرائيل لا تملك القدرة على تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية الواقعة تحت جبل، ولا المنشأة الجديدة التي تُبنى حاليًا في نطنز تحت جبل آخر.
وقال جروسي إن الإيرانيين "جمعوا كميات من اليورانيوم المخصب بمستوى عال جدًا، يصل إلى 60%"، وأضاف: "لصناعة سلاح نووي فعال، يجب الوصول إلى تخصيب بنسبة 90%، كما ترون، الفجوة بين ما لديهم الآن وما يُعتبر مادة صالحة لصنع سلاح نووي، أصبحت ضيقة للغاية".
ومع ذلك، حرص جروسي على توضيح نقطة محورية، وهي أن وجود هذه الكمية من المواد المخصبة لا يعني أن إيران تملك السلاح النووي فعلًا.
وقال: "لا يعني امتلاكهم لهذه المادة أنهم يمتلكون القنبلة، فهناك العديد من الخطوات الفنية والتكنولوجية والتطويرات التي لا تزال مطلوبة، لتحويل هذه المواد إلى سلاح فعلي قابل للاستخدام".
واعتبر جروسي أن إيران قد تحتاج إلى "مزيد من الوقت" قبل أن تتمكن من تطوير سلاح نووي ذي قدرة تفجيرية فعلية.
ومنذ تعيينه على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ديسمبر 2019، ركز جروسي بشكل رئيسي على البرنامج النووي الإيراني.
وقال: "لدينا فجوة في المعلومات لأن إيران أوقفت منحنا حق الوصول إلى مواقع ومنشآت وأنشطة معينة، وفقدنا قدرتنا على المتابعة، لكن الأنشطة لم تتوقف، بل استمرت وتقدّمت، وحدث الكثير خلال العامين الماضيين".
مع ذلك، شدّد جروسي على أن الوكالة لا تزال تحتفظ بدرجة معينة من الرقابة، لا سيما في مواقع تخصيب اليورانيوم، حيث يمكن للمفتشين تتبع الكميات التي تخصبها إيران بدقة.
وأضاف: "نحن نعلم تمامًا الكميات التي يتم تخصيبها، ونقوم بتفتيش هذه المواقع بانتظام، لكن الإشكالية تكمن في القدرة على إنتاج أجهزة الطرد المركزي اللازمة لعمليات التخصيب".
واعتبر أن إيران طوّرت في السنوات الأخيرة أجهزة طرد مركزي متطورة جدًا، أكثر تقدمًا بكثير مما نص عليه الاتفاق النووي الأصلي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ 44 دقائق
- خبر صح
إيران تحدد موعد الجولة السادسة من المحادثات النووية مع أمريكا في مسقط
أعلنت ، اليوم الثلاثاء، أن الجولة القادمة من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة ستُعقد يوم الأحد المقبل في مسقط، عاصمة سلطنة عمان، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق عن موعد مختلف للمحادثات. إيران تحدد موعد الجولة السادسة من المحادثات النووية مع أمريكا في مسقط مواضيع مشابهة: القناة 13 الإسرائيلية تبرز تفاصيل مقترح حماس لصفقة تبادل الأسرى تفاصيل الجولة المقبلة: من النروج إلى مسقط في هذا السياق، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان رسمي بأن وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين عباس عراقجي سيزوران النروج يومي الأربعاء والخميس، وذلك تمهيدًا لجولة المحادثات القادمة، وأكد بقائي أن الجولة الجديدة ستُجرى في مسقط يوم الأحد، مشددًا على أن الهدف من المحادثات هو استكشاف سبل الوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين. وفي وقت سابق، أوضح المتحدث الرسمي أن إيران ستقدم ردًا رسميًا مكتوبًا إلى الجانب الأمريكي عبر قناة دبلوماسية في عمان خلال الأيام القليلة المقبلة، معربًا عن أمل بلاده في أن تستغل الولايات المتحدة هذه الفرصة بشكل إيجابي. مقترحات إيران: الحفاظ على تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية أن الرد الإيراني على المقترح الأمريكي سيكون مكتوبًا وسيرسل عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية خلال اليومين القادمين، ومن المتوقع أن تتضمن المقترحات الحفاظ على مبدأ تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية، مع اتخاذ خطوات محددة لتخفيف المخاوف الأمريكية بشأن البرنامج النووي. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود طهران لإعادة التفاوض حول الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب عام 2018، وهو الاتفاق الذي كان يحد من برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات الدولية، وتصر إيران على ضرورة رفع شامل وفعّال للعقوبات مقابل أي تنازلات نووية تقدمها. كما أشار المصدر إلى أن إيران مستعدة لعقد جولة جديدة من المباحثات غير المباشرة مع واشنطن، بشرط ألا تتجاوز هذه المفاوضات 'الخطوط الحمراء' التي وضعتها طهران. الربط بين الملف النووي وأزمة غزة: رؤية ترامب في سياق متصل، نقلت وكالة 'رويترز' تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أدلى بها أمام الصحفيين في البيت الأبيض يوم الإثنين، حيث أكد أن إيران تشارك في مفاوضات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة 'حماس' في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى الحركة. وأكد مسؤول أمريكي رفيع المستوى لموقع 'أكسيوس' أن ترامب يرى أن الملفين النووي الإيراني وأزمة غزة مترابطان في إطار واقع إقليمي أوسع تسعى إدارته إلى تشكيله. خلفية النزاع: العقوبات والانسحاب من الاتفاق النووي يُذكر أن إدارة ترامب انسحبت في عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران وست قوى عالمية، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران، مما دفع الأخيرة إلى تكثيف عمليات تخصيب اليورانيوم وتجاوز حدود الاتفاق النووي بشكل واضح. تسعى هذه الجولة الجديدة من المحادثات إلى كسر الجمود الذي تخلل العلاقات بين واشنطن وطهران، وسط مخاوف دولية متزايدة من تصاعد التوترات الإقليمية وتأثيرها على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. من نفس التصنيف: الرئيس الإيراني يؤكد عدم سعيه لامتلاك سلاح نووي وترحيبه بالتفتيش

وكالة نيوز
منذ ساعة واحدة
- وكالة نيوز
الشرق: عون في الأردن.. ولودريان وتوماس باراك الى بيروت
وطنية – كتبت صحيفة 'الشرق': وضعت نهاية الاجازة الرسمية في عيد الاضحى مساء امس حدا للاجازة السياسية التي امتدت على مدى اربعة ايام، غابت بفعلها التحركات والمواقف، باستثناء ارتدادات غارات اسرائيل على الضاحية الجنوبية، واستمرار الاشكالات بين قوات اليونيفيل والاهالي في بعض قرى الجنوب. وعشية وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في الساعات المقبلة، حيث سيناقش مع المسؤولين اللبنانيين الملفات المحلية كلها من اتفاق وقف النار مرورا بمصير اليونيفيل وصولا الى الاقتصاد، ووسط ترقب لما سيحمله الموفد الاميركي توماس باراك الى بيروت في ما يتصل بموضوع سلاح حزب الله، بقيت الحركة الداخلية في شبه جمود متأثرة بالعطلة. الى الاردن وسط هذه الاجواء، اعلنت رئاسة الجمهورية ان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يغادر اليوم الثلاثاء بيروت إلى عمان في زيارة رسمية إلى المملكة الأردنية الهاشمية تلبية لدعوة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين. وستكون الزيارة مناسبة للتشاور في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى عرض التطورات الإقليمية الراهنة، ويرافق رئيس الجمهورية وفد رسمي. اليونيفيل في الوضع الجنوبي، أوضح الناطق باسم قوات اليونيفيل في لبنان أندريا تيننتي أنّ البقاء سيساعد في حل أي نزاع بين لبنان وإسرائيل. وقال في حديث تلفزيوني 'ندعم الجيش اللبناني في عملية انتشاره جنوبي لبنان ودعمنا للجيش اللبناني 'حجر الأساس' في عملية انتشاره، مشيرًا الى أنّ وجود قوات إسرائيلية جنوبي لبنان يعرقل انتشار الجيش اللبناني والمجتمع الدولي من تنفيذ مهامه تجاه لبنان. وأضاف 'حريصون على ضمان الأمن والاستقرار جنوبي لبنان ونريد تسليم مختلف مهامنا إلى الجيش اللبناني على أرض الواقع.' ولفت الى أنّ لم تحصل محادثات بشأن إنقاص التمويل الدولي لمهمة اليونيفيل في لبنان مؤكدًا أنّ التمويل أمر متروك لمجلس الأمن الدولي وقال: 'أعدادنا لم تتغير جنوبي لبنان حتى الآن.' وأشار تيننتي الى أنّ ' 48 دولة تدعم مهمتنا في لبنان منذ عام 2006 ووجودنا يخلق 'نوعا من الأمل' في منطقة جنوب لبنان'. انهاء الدعم؟ ليس بعيدا، ذكرت صحيفة 'تايمز أوف إسرائيل' نقلا عن مصادر أميركية أن الولايات المتحدة تدرس إنهاء دعمها لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان 'اليونيفيل'. وكتبت 'الولايات المتحدة لم تتخذ قرارا بعد بشأن الدعم المستقبلي لقوات 'اليونيفيل'، لكنها تريد إصلاحات كبرى، وهو ما قد يعني إنهاء الدعم'. وأشارت الصحيفة إلى أن تفويض قوات 'اليونيفيل' يتم تمديده مرة واحدة في السنة من خلال قرار من مجلس الأمن الدولي، ويمكن للولايات المتحدة استخدام حق النقض ضد القرار المقبل، والذي من المقرر أن يصدر في آب. ووفقا لصحيفة 'جيروزاليم بوست' فإن الولايات المتحدة قررت بالفعل التصويت ضد تمديد تفويض قوات 'اليونيفيل'. وأضافت: 'اتفقت إسرائيل والولايات المتحدة على ضرورة وقف عمليات قوات اليونيفيل في جنوب لبنان'. نفي في المقابل، أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية أن التقارير التي تتحدث عن أن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على أن عمليات قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان 'اليونيفيل' ستنتهي بأنها 'غير صحيحة'. وأشارت هذه التقارير إلى أن الإدارة الأميركية ليست مهتمة بالتجديد لمهمة اليونيفيل في آب المقبل. وقال المتحدث باسم الخارجية الذي فضل عدم الكشف عن إسمه أن 'هناك محادثات جارية بشأن التجديد لقوات اليونيفيل ولكن هذه التقارير غير صحيحة'. هيكل – بلاسخارت وسط هذه الاجواء، استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جانين هانيس بلاسخارت وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. حصر السلاح في السياسة، قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب انطوان حبشي ان 'للذهاب باتجاه البناء والاعمار يجب على محور الممانعة الوفاء بالالتزامات التي تعهّد بها ووقع عليها من دون قيود أو شروط لكي لا نعود دولة فاشلة ومارقة'، مؤكداً أنّ 'الحلّ الدبلوماسي وحده ينقذ لبنان ويُنهضه من محنته'. أضاف 'بالطبع هناك مسؤولية كبيرة على حزب الله الذي يعيش حالياً حالة إنكار تام، إنما المسؤولية الأكبر تقع اليوم على عاتق الدولة التي يجب ان تحسم أمرها لجهة حصر السلاح بيدها وحدها، كما يجب عليها وضع جدول زمني واضح لجمع السلاح غير الشرعي داخل المخيمات الفلسطينية وخارجها'. وتوجّه الى رئيس الجمهورية 'فخامة الرئيس، من المهمّ جداً أن نعطي إنطباعاً جيداً للرأي العام الداخلي والخارجي بأننا سائرون باتجاه الدولة الحقيقية صاحبة القرار والسيادة على كامل أراضيها، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نحصّن فيها ساحتنا الداخلية ونحصل على الدعم الخارجي المنشود'. واهمون: من جانبه، أكد عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب حسن فضل الله، أن 'ما يعنينا هو قيام الدولة من خلال مؤسساتها بكلّ الخطوات المُمكنة من أجل حِماية مواطنيها، وما صدر من مواقف عن الرؤساء الثلاثة وقيادة الجيش عبر عن الموقف الرسمي للدولة، وهي مواقف تؤكد أن هذا العُدوان هو اعتداء على كلّ لبنان وأنه موضوع برسم الولايات المتّحدة والجهات الراعيّة للإتّفاق. وبعض القوى السياسية وبعضُ الإعلام الداخلي الذين وقفوا ضد موقف الدولة، كانوا في موقع الانقلاب عليها، فحين أتت الدولة وأخذت موقف في وجه العدوّ قام هؤلاء بأخذ مواقف ضدّ الدولة، لأن هؤلاء يراهنون على العدوان الإسرائيلي كيّ يحققوا مكاسب في الداخل، ولم يتعلموا من تجارب الماضي وهم واهمون وهم مخطئون وسيحصدون نتائج هذه الأوهام'.


وكالة نيوز
منذ ساعة واحدة
- وكالة نيوز
البناء: ترامب بحث مع نتنياهو خطورة عقدة التخصيب مع إيران… والمفاوضات الخميس
غروسي: قصف النووي الإسرائيلي وامتلاك سلاح نوويّ ردّ إيران على أي حرب احتجاز سفينة مادلين في اشدود… وقافلة الصمود المغاربيّة بقيادة تونسية إلى ليبيا وطنية – كتبت صحيفة 'البناء': لم تكتمل فرحة بنيامين نتنياهو عندما أبلغه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه لن يقبل بتخصيب الإيرانيين لليورانيوم وأن تداعيات رفضهم لمقترحات مبعوثه ستيف ويتكوف لاتفاق التي تنص على الامتناع عن التخصيب خطيرة، ذلك أن ترامب تابع الحديث ليقول إن فتح الطريق أمام المزيد من التفاوض كاشفاً عن جلسة تنعقد الخميس المقبل، ما يعني أن الانسداد ليس نهائياً، وأن التمسك برفض التخصيب قد يشهد تدويراً للزوايا، خصوصاً أن ترامب أبلغ نتنياهو أنه قدّم مقترحاً جديداً لإيران ينتظر الجواب عليه خلال أيام، بينما كان نتنياهو لا يزال تحت تأثير صدمة الكشف الإيراني عن الكنز الاستخباريّ الذي بات بين أيديهم حول كل شيء عسكري واستراتيجيّ وسريّ في «إسرائيل»، وجاء كلام مدير وكالة الطاقة الذرية رافاييل غروسي لصحيفة جيروزاليم بوست، ليؤكد التهديد الإيراني بامتلاك سلاح نوويّ وبقصف المنشآت النووية الإسرائيلية رداً على أي استهداف لإيران. ثقة قادة الكيان بالقدرة على خوض حرب مع إيران تراجعت كثيراً بعد عمليات الاستهداف الصاروخيّ للكيان من قبل إيران في عمليات الوعد الصادق 1 و2، والتي كشفت بصورة واضحة أن «إسرائيل» لا تستطيع حماية نفسها دون مشاركة اميركيّة فعالة، وهذا قبل أن يصبح الرد الإيراني مرتبطاً بما هو أبعد من مجرد الردّ على استهداف، بل في حال الدفاع الاستراتيجي كما هو الحال مع الملف النوويّ، وقبل أن يصبح بين يدي إيران ما بات بين يديها اليوم وهو كما يعرض إعلاميون إيرانيون كل شيء عن «إسرائيل» السرية سلاحاً وأرشيفاً وعمليات تنصت وتصوير واستطلاع وخطط استخبارية ضد دول عربية مثل مصر والأردن، وهو ما وصفه إعلاميون ومسؤولون سابقون في المخابرات الإسرائيلية للقنوات العبريّة، بقولهم إن «إسرائيلط باتت عارية أمام المرآة الإيرانية. يحدث ذلك بينما يستشعر قادة الكيان بخناق العزلة يزداد حول أعناقهم ككيان وليس كحكومة فقط، فصورة الكيان في الخارج وخصوصاً في الغرب صارت في الحضيض، والشوارع الغربية تنفجر غضباً وتصل عدواها وضغوطها إلى الحكومات، وسفينة مادلين ليست إلا تعبيراً رمزياً عن ذلك، والتعامل الأرعن لجيش الاحتلال مع الناشطين الذين جاؤوا على متنها يزيد الطين بلة، بينما يستعدّ آلاف النشطاء للوصول إلى القاهرة جواً وتنظيم مسير لأجل غزة، وتلاقيهم قافلة الصمود المغاربية ليكتمل حشد عربيّ عربيّ داعم لغزة وفلسطين، فيما الوضع في غزة ضاغط إنسانياً لكنّه يزداد صلابة عسكرياً وترتفع كلفة العمليات العسكرية لجيش الاحتلال وهو يواجه شحاً في الموارد البشريّة يزداد تعقيداً مع انفجار العلاقة بين حكومة نتنياهو والحريديم الذين تقدّموا بمشروع قانون سوف يتمّ التصويت عليه غداً يدعو لحل الكنيست والذهاب إلى انتخابات مبكرة. فيما خيّم الجمود على المشهد الداخلي بفعل عطلة عيد الأضحى، بقيت ارتدادات العدوان الإسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية تلقي بثقلها على المقار الرسمية التي أدانت العدوان ورفض لبنان الرضوخ للإملاءات والشروط الإسرائيلية، يعود النشاط السياسي اليوم مع حركة دبلوماسية لافتة باتجاه لبنان، حيث يصل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت اليوم، ويناقش مع المسؤولين اللبنانيين الملفات المحلية كلها من اتفاق وقف النار مروراً بمصير اليونيفيل وصولاً إلى الاقتصاد، ووسط ترقب لما سيحمله الموفد الأميركي توماس باراك إلى بيروت في ما يتصل بموضوع سلاح حزب الله. فيما علمت «البناء» أن السفير الأميركي الجديد اللبناني الأصل لن يصل لبنان قبل شهر أيلول، وحتى ذلك الوقت سيملأ الموفد براك الفراغ. ووفق معلومات «الجديد» فإن الموفد الأميركي إلى سورية طوم باراك سيزور بيروت وسيلتقي المسؤولين اللبنانيين ويضعهم أمام مسؤولياتهم. والملاحظ أن العدوان الإسرائيلي الذي وصِف بالأقسى على الضاحية منذ إعلان وقف إطلاق النار، سبق وصول الموفدين الأميركي والفرنسي، كما كان يحصل مراراً عشية وصول الموفد الأميركي السابق عاموس هوكشتاين وكذلك المبعوثة الأميركية قيد الإقالة مورغن أورتاغوس، وذلك بهدف رفع الضغط السياسي والتفاوضي على المقاومة ولبنان. وتربط مصادر سياسية بين موجة الغارات الأخيرة وسياق الضغط العسكري والسياسي على لبنان لفرض الشروط الأميركيّة بقوة النار الإسرائيلية، ورد إسرائيلي على التضامن السياسي والحكومي ولقاءات كتلة الوفاء للمقاومة مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وأيضاً رد على زيارة وزير الخارجية الإيرانية عباس عرقجي إلى لبنان، وتوجيه رسالة إلى حزب الله بأن «إسرائيل» لن تسكت إزاء سعيه لترميم نفسه وإعادة التسلح، وذلك بعد اعتراض القوات السورية شحنة سلاح كانت تتجه للعبور إلى لبنان عبر الحدود. وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» «أن حزب الله دشن خطوط إنتاج محليّة للمسيرات مستلهِمًا من التكتيكات التي برزت في الحرب بين روسيا وأوكرانيا»، موضحة أن «المسيّرات تعتبر أبسط وأسرع في التصنيع والاستخدام مقارنة بالصواريخ والقذائف، كما أن الوصول إلى مكوّناتها وتجميعها أسهل بكثير، ما يمنح الحزب قدرة على المناورة والتطور العسكري رغم القيود الإقليمية». وإذ يشير مرجع دبلوماسي لـ«البناء» إلى أن الجيش الإسرائيلي أبلغ الأميركيين والفرنسيين أنه لن ينسحب من النقاط الخمس في الجنوب حتى إشعار آخر، يُرجح خبراء ومحللون في الشؤون العسكرية أن يوسّع الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية والأمنية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وربما في بيروت، لكنهم يستبعدون اجتياحاً إسرائيلياً برياً للجنوب لأسباب عدة أولها غياب الحاجة للتقدّم البري في ظل الإمكانات التكنولوجية والاستخبارية والعسكرية ولتفادي الإنزلاق إلى مواجهة مكلفة بشرياً في ظل التخبط والانهيار المعنوي وضعف القدرة داخل الجيش الإسرائيلي، ويلفت الخبراء لـ«البناء» إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتبر أن بقاء سلاح مع حزب الله سوف يعود إلى بناء قوته من جديد وتهديد الأمن الإسرائيلي بعد سنوات، لذلك تحاول «إسرائيل» الاستفادة من فرصة الظروف الدولية والإقليمية وموازين القوى الجديدة للقضاء على حزب الله أو نزع سلاحه الثقيل بالحد الأدنى. وأفادت أوساط مطلعة على موقف بعبدا لـ«البناء» إلى أن الاتصالات التي أجراها رئيس الجمهورية جوزاف عون مع لجنة الإشراف الدولية ومع واشنطن وباريس بشأن العدوان الإسرائيلي لم تثمر، بسبب التعنت الإسرائيلي، حيث أبلغت الرئاسة الأولى الأميركيين بأن الجيش اللبناني تحقق من المباني المهدّدة وفق إنذارات العدو، ولم يجد أي سلاح أو صواريخ وفق زعم الاحتلال، لكن الأميركيين ابلغوا لبنان بأن إسرائيل لم تقتنع وتريد استهداف المباني وعلى الجيش اللبناني الإخلاء فوراً. كما لفتت أوساط السراي الحكومي لـ«البناء» إلى أن رئيس الحكومة نواف سلام أجرى اتصالات مكثفة بالأميركيين والفرنسيين للضغط على «إسرائيل» لوقف عدوانها والانسحاب من الجنوب، على أن يقوم رئيس الحكومة بعدة خطوات بعد عطلة العيد. وأكدت المصادر أن رئيس الحكومة لن يألو جهداً باتجاه المجتمع الدولي والأميركيين للضغط على «إسرائيل لوقف العدوان على الضاحية ولبنان». وواصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، حيث استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة في بلدة النميريّة – النبطية جنوب لبنان، ما أدّى إلى إصابة شخص إصابات بليغة. وأمس، اجتاز 20 جندياً إسرائيلياً الخط الأزرق في منطقة «كروم المراح» في #ميس_الجبل وأجروا مسحًا داخل الأراضي اللبنانية المحاذية للحدود. وأعلنت قيادة الجيش في بيان أنه «بتاريخ 8 /6 /2025، سقطت مسيّرتان تابعتان للعدو الإسرائيلي في بلدتَي حولا – مرجعيون وبيت ليف – بنت جبيل. وقد عملت دوريات من الجيش على تأمين محيط سقوطهما، ونقلهما إلى الوحدة المختصة ليصار إلى الكشف عليهما وإجراء اللازم بشأنهما». إلى ذلك، أكَّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله مواقف النائب فضل الله خلال إحياء حزب الله الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد طالب عبد الله (أبو طالب)، في حسينية بلدة عدشيت الجنوبية أنَّ: «ما يعنينا هو قيام الدولة، من خلال مؤسساتها، بكلّ الخطوات المُمكنة من أجل حِماية مواطنيها. وما صدر من مواقف عن الرؤساء الثلاثة وقيادة الجيش عبّر عن الموقف الرسميّ للدولة، وهي مواقف تؤكد أن هذا العُدوان هو اعتداء على لبنان كله؛ وأنه موضوع برسم الولايات المتّحدة والجهات الراعيّة للاتّفاق». وقال: «يستفيد العدوّ «الإسرائيلي»، اليوم، من عدم قُدرة الدولة على إيجاد معادلات الحماية والرّدع والمواجهة، وعدم قدرتها على القيام بخطوات تؤدي إلى منعِ الاعتّداءات «الإسرائيلية». وفي الوقت الذي لا نطالبُ الدولة اليوم أن تُواجه عسكريًّا لعدم وجود توازن عسكريّ، لكنها تستطيع أن تحشد عناصر القوّة كلها التي تملكها، سياسيًّا وشعبيًّا وأمنيًّا وإعلاميًّا، من أجل أن تضغط على الدول الراعية لوقف الاعتداءات». وتابع عضو كتلة الوفاء للمقاومة: «يتحدّثون عن البيان الوزاري والالتزام به، بينما يتحدّث البيان بالترتيب عن حماية السيادة اللّبنانية وإعادة الإعمار وتولي الدولة حماية حدودها وردع المعتدي، واتخاذ الوسائل كافة لتحرير الأرض، بعدها تأتي البنود المتعلقة باستراتيجية وطنية للأمن الوطني، ومن خلالها تُناقش عناصر القوة بما فيها كيفية الإفادة من المقاومة». في غضون ذلك وفي موازاة التصعيد العسكري الإسرائيلي انشغلت الأوساط السياسية بالأخبار التي تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية عن توجه أميركي – إسرائيلي لإنهاء مهمّة القوات الدولية العاملة في الجنوب لبنان. وفيما أشارت مصادر مطلعة على موقف بعبدا لـ«البناء» إلى أنها لم تتبلغ من الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة أي قرار يتعلق بإنهاء مهمة اليونيفيل، أشار متحدث باسم الخارجية الأميركية، في حديث لـ«الميادين» إلى أن «تلك الأنباء غير دقيقة». كما نفت مصادر معنية في اليونيفيل هذه الأخبار كاشفة لـ«البناء» عن ضغوط إسرائيلية على الولايات المتحدة لإنهاء مهمة اليونيفيل، لكن الأميركيين والأوروبيين يريدون ذلك، وكشفت أيضاً عن ضغوط أميركية لتعديل صلاحية اليونيفيل وتوسيع حرية الحركة في الجنوب بقرار التجديد في مجلس الأمن في آب المقبل، كما شدّدت على أن دول أوروبا المشاركة في اليونيفيل لا سيما فرنسا وإيطاليا والصين وروسيا يرفضون إنهاء مهمة اليونيفيل ويشددون على استمرار الدور الذي تؤديه القوات الدولية في الحفاظ على الاستقرار على الحدود وتطبيق القرار 1701 ومنع العودة إلى الحرب فضلاً عن المهمات الإنسانية والإغاثية، وتشير إلى أن تعديل الصلاحيات وحرية الحركة يحتاجان إلى موافقة مجلس الأمن الدولي، كما تلفت المصادر عن توجّه دولي لتخفيف الإنفاق على اليونيفيل بعد تقليص مهماتها عقب الحرب وانتشار الجيش اللبناني وتسلم الأرض في جنوب الليطاني وفق «الميكانيزم». وأكد الناطق باسم قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل»، أندريا تيننتي، في تصريح صحافي أنّ «ليس هناك أيّ نقاش حالياً بشأن وجود قوات اليونيفيل، وأي بحث في هذا الملف يتم داخل مجلس الأمن الدولي»، وأوضح تيننتي أن «قوات اليونيفيل تواصل أداء مهامها في جنوب لبنان، بالتنسيق والتعاون الكامل مع الجيش اللبناني»، مشدداً على أن «مجلس الأمن هو الجهة المخوّلة اتخاذ أي قرار يتعلق بوجود القوات الدولية أو الحاجة إليها». وأشار إلى أن «اليونيفيل بحاجة إلى إعادة الاستقرار في جنوب لبنان»، لافتاً إلى أن «انسحاب القوات الإسرائيلية من النقاط التي احتلتها في الجنوب ضروريّ لتحقيق ذلك». كما أكد أن «الجيش اللبناني ملتزم بتطبيق القرار الدولي، ويمارس دوره في الانتشار ضمن مناطق عمل اليونيفيل». الى ذلك، شهدت حركة مطار بيروت الدولي، ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الركاب الذين استخدموا هذا المرفق الحيوي الهام خلال شهر أيار الفائت، لا سيما لجهة الوافدين إلى لبنان، والذين قارب عددهم 300 ألف وافد، وهذا العدد يعتبر الأعلى الذي يسجل في شهر أيار منذ العام 2019، وهذا الأمر يبشّر بالخير وبأن أعداد الوافدين إلى لبنان سترتفع توالياً مع بدء فصل الصيف وانتهاء العام الدراسيّ في معظم دول الخارج، وبالتالي بدء الإجازات الصيفية. على صعيد آخر، وفيما أعلنت الناطقة باسم مفوضيّة اللاجئين ليزا أبو خالد أن المفوضية ستضطر إلى التوقف كاملاً عن دعم التكاليف الاستشفائيّة للنازحين السوريين مع نهاية عام 2025، كشف رئيس اللجنة الوزارية اللبنانيّة المكلفة ملف النازحين السوريين نائب رئيس الحكومة طارق متري أن اللجنة أنجزت خطة جديدة لإعادة النازحين السوريين تقوم على مراحل عدة، وستعرضها على مجلس الوزراء في أقرب فرصة لأخذ موافقته على المضي قدماً بها.