خرجوا جوعى فعادوا شهداء.. الاحتلال يفتك بأطفال ينتظرون الغذاء بغزة
الأسبوع الماضي، غادر الأطفال الأربعة منزل العائلة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، متوجهين إلى نقطة طبية قريبة لتسلّم المساعدات الغذائية الذي توزعه إحدى المؤسسة، إذ كان الطفل سراج يبكي لأنه يشتهي تذوق أي طعام «حلو المذاق».
ولم تمر إلا بضع دقائق على وصولهم إلى النقطة الطبية، حتى دوى انفجار عنيف نجم عن قصف لقوات الاحتلال، حول الموجودين في المكان إلى دماء وأشلاء.
المواطنة إيمان النوري، قالت للأناضول، بينما تجلس قرب ابنها «سراج» ذو العامين ونصف العام، إن الأطفال الأربعة، توجهوا يوم الخميس الماضي، إلى النقطة الطبية القريبة من المنزل في دير البلح، من أجل الحصول على «مكمل غذائي».
وأضافت أن خروجهم إلى هناك جاء بعد نوبة بكاء من سراج لأنه «كان يشتهي المكمل الغذائي؛ حلو المذاق».
وأوضحت أنه بعد مرور 5 دقائق على خروجهم من المنزل، دوى انفجار في المكان إثر قصف قوات الاحتلال أسفر عن استشهاد طفليها عمر وأمير وابنة عمهما سما، وإصابة سراج بجروح بالغة ما زال يرقد على إثرها في قسم العناية المركزة.
وتابعت: «الولد (سراج) كان يبكي، ولم يكن لدينا طعام، الطفل ما حلمه بالنهاية؟ (تقصد الحلويات)».
وفي لحظة القصف، قُتل الطفلان أمير وسما بينما تم إسعاف عمر إلى المستشفى حيث كان «يتنفس» في حينها إلا أنه توفي متأثرا بإصابته بعد ساعة.
وتشير الوالدة إلى أن إسرائيل تعمدت استهداف الأطفال الذين جلسوا على أحد الأرصفة بجانب النقطة الطبية منتظرين دورهم.
وتقول في هذا السياق، إن الأمر كان واضحا، «كانوا أطفالا، وكان ذلك ظاهرا لقوات الاحتلال الإسرائيلي، لكنه لم يتردد في استهدافهم».
والخميس، قصفت قوات الاحتلال تجمعا لمدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال أمام مركز طبي يتبع لمؤسسة «بروجكت هوب» الأميركية، للحصول على أدوية ومكملات غذائية، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد منهم.
ووثقت مقاطع فيديو تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، نقل الشهداء والمصابين من الأطفال عبر عربات تجرها حيوانات للمستشفى.
وتقول النوري إن الأطفال الأربعة نقلوا على عربة يجرها حمار من مكان القصف في دير البلح إلى مستشفى شهداء الأقصى، إذ لم تستطع سيارة الإسعاف الوصول إلى مكان الحادث.
ويلخص هذا المشهد حالة الانهيار التي يعاني منها القطاع الصحي في قطاع غزة، خاصة في ظل نفاد الوقود المخصص لتشغيل المستشفيات وسيارات الإسعاف.
وفي 11 تموز/ يوليو الجاري، قالت مصادر طبية في القطاع: «لازال المرضى في مستشفيات قطاع غزة يوضعون على حافة الموت في كل يوم، إذ يتم الاستمرار في سياسة التقتير والتنقيط في إدخال الوقود اللازم لعمل مولدات الكهرباء وسيارات الإسعاف «.
وأوضحت أن هذا الوضع «أجبر المستشفيات على اتباع سياسة ترشيد وتقشف تتمثل في إيقاف إمداد الكهرباء عن بعض الأقسام، فضلا عن انخفاض القدرة على تشغيل سيارات الإسعاف مما يضطر المواطنين إلى نقل المصابين والمرضى على العربات التي تجرها الحيوانات».
وأوضحت النوري أن طفلها عمر، حينما نقل من مكان القصف كان «يتنفس»، لافتة إلى أن عدم نقله عبر سيارة إسعاف وخضوعه للإسعافات الأولية وعمليات الإنعاش، تسبب بتردي حالته.
وأضافت أنه كان يحتاج إلى نقل دم سريع بعدما نزف كثيرا جراء إصابته، لكن وحدات الدم لم تصل للمستشفى إلا بعد ساعة، وفق قولها.
ويؤثر نفاد الوقود على توفر وحدات الدم ما يؤثر بشكل سلبي على حياة المرضى والمصابين الذين يصلون للمستشفيات. كما يؤثر على تشــــــغيل الثلاجات الخاصة بحفظ وحدات الدم القليلة الموجودة داخل المســـتشفيات.
يأتي ذلك في ظل انهيار كامل يعاني منه القطاع الصحي جراء استهداف قوات الاحتلال المتعمد للمستشفيات والمراكز الصحية المتبقية العاملة في القطاع، ومنع دخول الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية.
بدوره، اقترب الأب حاتم النوري من قدم طفله «سراج» وقبلها برفق، بينما كانت دموعه تنهمر خوفا على حياته.
وقال النوري إن الأطفال الأربعة ذهبوا إلى النقطة الطبية «مدفوعين بالجوع من أجل الحصول على مكمل غذائي، إلا أنهم عادوا شهداء» دون أن يتناولوا «المكملات حلوة المذاق».
وأشار إلى أن «سراج» يرقد في المستشفى «بين الموت والحياة» لمجرد أنه كان يشتهى المكمل الغذائي لأن «طعمه حلو».
ويحرم المرضى والجرحى في قطاع غزة من السفر للعلاج بالخارج بسبب إغلاق الاحتلال للمعابر والقيود المشددة على السفر باستثناء عدد قليل جدا من المرضى الذين يغادرون بتنسيق من منظمة الصحة العالمية.
«وفا»

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ 2 دقائق
- السوسنة
13 شهيداً في غزة جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة
السوسنة - استشهد 13 فلسطينياً وأُصيب العشرات، يوم الاثنين، نتيجة استمرار الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، في إطار العدوان المتواصل منذ أكثر من تسعة أشهر.وأفادت مصادر طبية بأن خمسة مواطنين استُشهدوا جراء قصف الاحتلال لشقة سكنية تعود لعائلة زعرب في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، وتم نقل جثامينهم إلى مستشفى ناصر جنوب القطاع.وفي غارة أخرى، استهدف الاحتلال منزلاً مكوناً من ثلاثة طوابق يعود لعائلة نوفل قرب منطقة "صناعة الوكالة" في الحي الياباني غرب خان يونس، ما أدى إلى استشهاد خمسة آخرين وإصابة أكثر من 30 شخصاً بجروح متفاوتة.كما استُشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب عدد آخر، إثر قصف منزل في مخيم المغازي وسط القطاع، ونُقل الضحايا إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح.ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفع عدد الشهداء إلى 59,821، معظمهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى 144,851، وسط استمرار عمليات القصف ووجود ضحايا تحت الأنقاض وفي المناطق التي يتعذر على فرق الإسعاف الوصول إليها. اقرأ أيضاً:


خبرني
منذ 2 أيام
- خبرني
مسؤول بغزة: الأطفال يضطرون للأكل من حاويات القمامة بسبب الجوع
خبرني - قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الدكتور خليل الدقران : الاحتلال يتعمد انتهاج سياسة التجويع كسلاح حرب. أعداد الوفيات مرشحة للارتفاع بشكل سريع خلال الأيام القليلة المقبلة. قوات الاحتلال تتعمد إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات. الأطفال يضطرون للأكل من حاويات القمامة بسبب الجوع وهذا أمر خطير جدا. نستغرب من وقوف العالم متفرجا على إقدام الاحتلال على تجويع سكان غزة. ما يصل من مساعدات لا يتجاوز 2% من إجمالي احتياجات القطاع. سكان القطاع يحتاجون إلى كل شيء من غذاء ودواء ووقود وحتى الماء. قوات الاحتلال أقدمت على قتل بعض من يقدمون المياه للسكان العطشى. الأدوية لا تتوفر للمرضى في مستشفيات القطاع. نناشد العالمين العربي والإسلامي التحرك فورا لإنقاذ القطاع من الإبادة.


رؤيا
منذ 3 أيام
- رؤيا
مستشفى شهداء الأقصى: جميع سكان غزة مهددون بسوء التغذية
نداء استغاثة من مستشفى شهداء الأقصى: أطفال غزة جائعون والموت يهدد المرضى وسط كارثة صحية شاملة أطلق المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في قطاع غزة نداء استغاثة عاجلًا عبر قناة الجزيرة، حذّر فيه من انهيار تام للمنظومة الصحية في القطاع، مؤكدًا أن الأطفال يعانون من الجوع وسط ظروف صحية قاسية، وأن جميع سكان غزة باتوا مهددين بسوء التغذية نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال الغذاء والدواء والوقود. وقال المتحدث إن المستشفيات المتبقية في قطاع غزة باتت مهددة بالتوقف في أي لحظة بسبب نفاد الوقود، مضيفًا أن المصابين بأمراض مزمنة يواجهون خطر الموت نتيجة شح الأدوية، بينما تعاني الطواقم الطبية نفسها من الجوع وسوء التغذية وسط ظروف كارثية. وأشار إلى أن أعداد الوفيات الناتجة عن الجوع تتزايد يومًا بعد يوم، لافتًا إلى أن الكادر الطبي يعجز عن التعامل مع حالات المرضى المتفاقمة في ظل نقص الإمكانيات، مطالبًا المجتمع الدولي وأحرار العالم بالتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ القطاع من مجاعة محققة وكارثة إنسانية غير مسبوقة.