
ثورة 19 تموز هي إعلان ميلاد نموذج جديد قائم على الحرية والمساواة
تُعد ثورة 19 تموز 2012 في روج آفا (بشمال وشرق سوريا) واحدة من أبرز المحطات التاريخية في مسيرة نضال الشعب الكردي، حيث مثّلت لحظة مفصلية تحوّلت فيها إرادة الشعوب المهمشة إلى مشروع تحرري شامل يسعى لبناء نموذج ديمقراطي تعددي في قلب الشرق الأوسط المضطرب.
وفي هذا السياق صرح صالح مسلم عضو الهيئة الرئاسية لحزبنا PYD، لوكالة فرات للأنباء (ANF) إن ثورة 19 تموز كانت نقطة انعطاف ليس في سوريا فقط، بل في المنطقة ككل؛ مثل الثورة الفرنسية عندما أرّخوا لها لم يتوقعوا أن تكون تأريخاً لفكرة الدولة الوطنية، وهذه طبيعة الأحداث التاريخية المهمة.
وأضاف أن 19 تموز كانت ثورة لكافة الشعب، الذي أراد التعبير عن إرادته والتحرر من النظام القمعي، والجهاديين الإرهابيين الذين كانوا يحيطون بالمناطق الكردية في روج آفا وخاصة كوباني، حيث كانت جحافل هؤلاء يتقدمون نحو المدينة؛ فوجد الشعب الكردي أنه يجب التخلص من النظام، وفي نفس الوقت التصدي للإرهابيين، فتم تطهيرها من مؤسسات الدولة وتحريرها من النظام، ثم عفرين، ثم الجزيرة.
ولفت إلى أنه بعد أن استطاع الشعب تنظيم صفوفه بدرجة ما تعرضت تلك المناطق لهجمات الإرهابيين، وصمد الشعب الكردي ودافع عن نفسه، ولولا ذلك لما استطاعت الولايات المتحدة هزيمة 'داعش'، مؤكداً أن واشنطن لم تجد طرفاً يستطيع التصدي لهذا التنظيم الإرهابي إلا الكرد؛ ولهذا لم يكن أمامها خياراً إلى مد يدها لهم، مشدداً على أن ثورة 19 تموز كانت بداية تمكن الشعب من تأسيس نظامه في شمال وشرق سوريا، ويصبح نموذجاً ملهماً.
نموذج مؤسساتي وثورة حضارية
وبالفعل وتأكيداً لما ذكره صالح مسلم فإن أهم ما ميز هذه الثورة أنها لم تبق في حدود الشعار أو الحراك السياسي فحسب، بل ترجمت طموحاتها إلى مؤسسات حقيقية، تجسدت في مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، الذي بات نموذجاً يُحتذى به في الحوكمة المحلية، والإدارة المجتمعية، ومشاركة كل المكونات في اتخاذ القرار.
لقد صاغت هذه الإدارة نظاماً تشارك فيه جميع القوميات والمذاهب على أساس المساواة والشراكة، بعيداً عن الاستبداد القومي أو الطائفي، مع دور بارز للمرأة في كل مستويات السلطة، ومساهمة فعالة للشبيبة، وترسيخ لمبادئ العدالة المجتمعية والاقتصاد التعاوني، أي أنها كانت ثورة حضارية فعلية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حزب الإتحاد الديمقراطي
منذ يوم واحد
- حزب الإتحاد الديمقراطي
مجزرة شنكال… بيان إلى الرأي العام
في ذكرى مجزرة شنكال التي تركت جرحاً غائراً في ضمير الإنسانية بتاريخ 03/آب/2014، نحن حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، نستذكر، اليوم، جميع شهداء المجزرة وشهداء ثورة الحرية بكل احترام في ذكراها الحادية عشرة، كما نحيِّي تضحيات أبطال حركة حرية كردستان الذين أنقذوا حياة مئات آلاف الإيزيديين من الموت. شنكال التي تمثل موروثاً ثقافياً كردياً ضارباً جذوره في التاريخ القديم، ارتُكبت فيها مجزرة القرن قبل أحد عشر عاماً، في الثالث من آب 2014، وهي مجزرة ضد البشرية في العصر الحديث بكل ما تحمل الكلمة من معنى. إن الهجوم على شنكال آنذاك في شخص المجتمع الإيزيدي كان استمراراً لنهج إبادة جذور الشعب الكردي وإنكار وجوده وإرثه الثقافي، ومحاولة لاقتلاع الهوية الدينية الإيزيدية التي تُعَدُّ أقدم مَنهلٍ للعلم والفلسفة والديانات منذ عمق التاريخ، حيث حاولت الأنظمة الاستبدادية والقوى الظلامية التضحية بالمجتمع الإيزيدي في شنكال وإبادته على يد إرهابِيِيْ (داعش) وبمساندة كبيرة وواضحة من الدول الإقليمية ضمن مخطط ممنهج استراتيجي ومُنَظَّمٌ بشكل احترافي في سياق تنفيذ مشاريع سياسةِ الإبادة والإمحاء بحق المجتمعات والثقافات التاريخية بالمنطقة، وكانت البداية من المجتمع الإيزيدي في شنكال والتي راحت ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن من رجال الدين، ونزوحٍ مئات الآلاف من الإيزيديين الأبرياء واختطاف وسبي آلاف النساءِ والفَتَيَاتِ كغنائم حرب ليتم بيعيهم في أسواق النخاسة وحرق وقتل وذبح كل من يرفض الاستسلام لطاعة الإرهاب والإجرام، ومازال مصير آلاف النساء والأطفال والشبان مجهولاً. إن هذا المخطط الإجرامي بكافة أنماطه ما زال مستمراً في المنطقة، وذلك باستهداف العديد من المناطق ذات الثقافات المجتمعية الأخلاقية والدينية المختلفة، سواء كان في 'عفرين، سركانية، مناطق العلويين في الساحل، ومناطق الدروز في السويداء' ويستهدفون النساء بشكل عام، كما أن المخاوف كبيرة لامتداد هذه الجرائم الإرهابية إلى العديد من المناطق الأخرى، خاصة بعد التطورات التي شهدتها المنطقة من سيناريوهات دموية معروفة لدى الجميع في سوريا. إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، وبروحِ ونضالِ جميع مقاومي وشهداء شنكال، إذ نُحيِّيْ مقاومة المجتمع الإيزيدي وصموده في شنكال، هذا المجتمع الذي نظَّم نفسه ودافعَ عن إرادته وقِيَمِهِ التاريخية وبَنى تاريخاً جديداً من الملاحم الوطنية بالمقاومة أمام أعتى الجماعات الإرهابية في العالم، وحقق انتصاراً تاريخياً، نطالبُ الحكومة العراقية أن تعترف بإرادة المجتمع الإيزيدي وإدارته الذاتية بشكل دستوري توافقي، لا أن تفرض السياسات الأمنية والعسكرية في شنكال، كما ندعو جميع القوى السياسية والوطنية العراقية والكردستانية والمنظمات المدنية والحقوقية إلى حماية هذا الإرث الثقافي التاريخي للمجتمع الإيزيدي في شنكال، وفي الوقت نفسه؛ نتوجه بالنداء إلى جميع الإيزيديين بضرورة رصِّ الصفوف والتوافق والتلاحم مع مرحلة السلام والمجتمع الديمقراطي التي تُعدُّ أساس الحل ونهاية الفرمانات والمجازر. المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD 02/08/2025


حزب الإتحاد الديمقراطي
منذ 4 أيام
- حزب الإتحاد الديمقراطي
سما بكداش: تطالب بالعدالة لنساء الساحل والسويداء وتدعو لتنظيم نسوي مقاوم
دعت الناطقة باسم حزب الاتحاد الديمقراطي سما بكداش، إلى محاكمة المسؤولين عن الانتهاكات ضد النساء في مناطق الساحل السوري والسويداء، مؤكدة أهمية تنظيم النساء لأنفسهن ومواصلة النضال من اجل حماية حقوقهن والمشاركة في تأسيس مشروع ديمقراطي يكفل هذه الحقوق. وقالت سما بكداش في تصريح لها لوكالة فرات للأنباء ANF، إن المرحلة التي تمر بها سوريا بعد أكثر من ثمانية أشهر على استلام الحكومة الانتقالية في دمشق تمثل محطة تاريخية ومصيرية لرسم مستقبل الشعب السوري، مشيرةً إلى أهمية دور المرأة في هذا السياق، خصوصاً في مناطق الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا حيث تلعب المرأة دوراً قيادياً وريادياً لافتاً، وأصبح لها صدى عالمي. وأضافت أن على نساء شمال وشرق سوريا تحمُّل مسؤولية مضاعفة ليس فقط تجاه منطقتهم، بل في بناء نظام ديمقراطي تعددي لا مركزي يشمل جميع مكونات المجتمع السوري، مع ضمان مشاركة النساء وحماية حقوقهن. من جانبها، أصدرت منظمة العفو الدولية بياناً أكدت فيه على ضرورة تكثيف الحكومة السورية جهودها لمنع العنف القائم على النوع الاجتماعي، والقيام بتحقيقات عاجلة وشاملة بشأن حالات اختطاف النساء والفتيات العلويات في مناطق اللاذقية، طرطوس، حمص، وحماة، ومحاسبة المسؤولين عنها. وقالت المنظمة إنها تلقت تقارير موثوقة منذ شباط 2025 عن اختطاف ما لا يقل عن 36 امرأة وفتاة علوية تتراوح أعمارهن بين ثلاث سنوات وأربعين سنة على يد مجهولين، مع تسجيل حالات اختطاف في وضح النهار وتقصير واضح من قبل الجهات الأمنية في إجراء التحقيقات. وأشارت إلى أن النساء هن ضحايا الحروب والصراعات، إلا أن تنظيم المرأة ومقاومتها تمكنها من حماية نفسها والمساهمة في بناء مشروع ديمقراطي كما أثبتته تجربة المرأة في شمال وشرق سوريا. كما أكدت على استمرار العمل من خلال مجلس المرأة السورية ومجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي، في محاولة لتشكيل روابط واسعة مع جميع النساء السوريات وتقاسم تجربة الإدارة الذاتية لتعزيز المشاركة السياسية والحقوق. وختمت سما بكداش حديثها بالتأكيد على أن النساء كن دائماً يقاومن حتى في ظل نظام البعث الذي منعهن من الانخراط في العمل السياسي، لكن بعد سقوط النظام توسعت الحركات النسوية والتنظيمات النسائية في العمل السياسي وضمان الحقوق، رغم استمرار القمع والاعتقالات والتهديدات التي تؤثر على مسيرة النساء.


حزب الإتحاد الديمقراطي
منذ 5 أيام
- حزب الإتحاد الديمقراطي
إقليم كردستان 'السليمانية'… ممثلية حزبنا PYD تستذكر شهداء مجزرَتَيْ تل حاصل وتل عران
عقدت ممثلية حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في إقليم كردستان (باشور)، أمس الإثنين، اجتماعاً جماهيرياً في مدينة السليمانية، لاستذكار شهداء (مجزرتي تل حاصل وتل عران) حضره العشرات من أبناء الشعب الكردستاني. بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، تلاه إلقاء عدد من الكلمات. تحدث في البداية 'محمد آلا' ممثل الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا في إقليم كردستان، حيث استذكر شهداء المجزرة، مشيراً إلى أن هذه الجريمة التي راحت ضحيتها عشرات المدنيين، ارتُكبت على أيدي مرتزقة الاحتلال التركي وبتوجيه من استخباراته. كما ألقت 'جيندا عفرين' ممثلة مؤتمر ستار في إقليم كردستان، كلمة استذكرت فيها الشهداء، وسلطت الضوء على تفاصيل المجزرة الوحشية التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين الأبرياء. وفي ختام الاجتماع، تم عرض سنفزيون وثائقي تناول أحداث وتفاصيل المجزرة، تضمن صوراً لشهداء المجزرة ووثائق تُثبت تورط المجموعات المرتزقة في ارتكاب هذه الجريمة.