logo
أبنائى الأعزاء..  ليست نهاية المطاف

أبنائى الأعزاء.. ليست نهاية المطاف

بوابة الأهراممنذ يوم واحد
آلمنى كثيرا وأحزننى حزنًا شديدا، خبر طالعته عن محاولة انتحار أحد طلاب الثانوية العامة، بعد علمه بنتيجته، وقد حصل على مجموع نسبته تصل إلى ثلاثة وسبعين بالمائة، هذا الطالب الذى شارك من قبل فى أحد برامج المسابقات التليفزيونية، ومعروف عنه ذكاؤه وتحصيله، ودائما ما كان من الأوئل كما تردد. أقدم على تلك المحاولة البائسة اليائسة، بعد إصابته بحالة انهيار نفسى حاد، نتيجة صدمته بمجموعه الذى لم يتوقعه، وليذهب به ذووه إلى المستشفى فى حالة حرجة جدًا، ولقد سبق هذا الطالب فى أثناء الامتحانات نفسها محاولات انتحار قاربت أو زادت على الثلاث، نجح منها من تناول أو تناولت «حبة الغلة» السامة القاتلة، أو من ألقى بنفسه من الأدوار العليا، ليُنهى فى لحظة يأس كاذبة حياته التى لم تكد تبدأ لتنتهي، وليخلف بعده مأساة طويلة وجرحًا لا يندمل وحزنًا مقيمًا.
فهل يُعقل ونحن بالقرن الحادى والعشرين أن يتوقف التفكير بنا بطريقة العصور الغابرة، والثقافات المؤخرة، وألا يتمتع الآباء بالرأى السديد والتفكير الرشيد، حتى يكونوا ملهمين لأبنائهم، حاضنين لهم ودافعين بهم إلى الأمام، نحو حياة مقبلة عليهم ولهم؟ هل يُعقل أن تُقطفَ الزهور اليانعة، التى هى سر الجمال فى حديقة الوطن الغناء وقلاع مستقبله الحصينة، حيث الشباب والطموح وبناء الأمجاد، لا لسبب سوى أنهم لم يجدوا من يحتوى بالوعى تكوينهم النفسي، ومن يُرسخ فيهم ثقتهم بأنفسهم، ومن يخبرهم بأن الثانوية العامة، ليست أكثر من درجة من درجات سُلمٍ لآفاقٍ متشعبة.
ولو أن القريبين من هؤلاء قد بسطوا أمامهم أرضية لنقاش إيجابى مُحفز، يرى العثرات سبيلًا لانتصارات، ما أقدموا على محاولات إنهاء حياتهم، لو أن القريبين أشاروا إلى أن العالم المصرى الدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل، خريج كلية العلوم جامعة الإسكندرية، وأن الدكتورة منى بكر عالمة النانو تكنولوجى المصرية، حاصلة على بكالوريوس العلوم جامعة أسيوط، وأن الأديب المصرى العالمى صاحب نوبل فى الأدب نجيب محفوظ، حاصل على ليسانس الآداب قسم فلسفة، وأن الدكتور نبيل العربي، الذى لعب دورا مهمافى استرداد» طابا» آخر شبر فى سيناء من الاحتلال البغيض، خريج كلية الحقوق جامعة القاهرة، وأن العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، رائد الهندسة الوراثية، خريج كلية الزراعة جامعة القاهرة، وصار عميدا لها، وأن الإعلامية الكبيرة الدكتورة درية شرف الدين، خريجة أكاديمية الفنون، وشغلت من قبل منصب وزيرة الإعلام. ونماذج كثيرة وقامات لاتُحصى لم يلتحقوا بما سُمى بُهتانًا «كليات القمة» وأحرزوا نجاحات مدوية تجاوزت القمم. فأى قمة تلك التى تضيع حياة إنسان فى مقتبل عمره لأجلها، وأى قمة تلك فى زمن تغيرت فيه ملامح الحياة شكلا ومضمونا واتسعت كثيرا رقعة الفرص بالمجالات الناجحة والناجعة للمجتمع والوطن، خصوصًا فى دولة تبنى نفسها بناء قويما يعتمد على جميع مناحى الحياة، العلوم والزراعة والتجارة، والآداب، والفنون، وعلوم التكنولوجيا التى صارت فى مقدمة الدراسات اللازمة لعبور بوابات العمل من أوسع أبوابها.
إنه الوعي، هو السبيل الذى لابد أن يتحلى به الكبار قبل الصغار، واتساع المدارك لتستوعب أن الزمن تغير، وأن متطلبات الحياة تتغير وَفقًا للتطورات، وأن ما كان بالأمس قمةً، ليس إلا دراسة فى مجال ضمن مجالات عدة، وأحيانًا كثيرة لا يجد خريجوها عملا للالتحاق به، ومن هنا يا أبنائي، أبناء الوطن الغالين، لابد أن تتحلوا بالتفكير العلمى والإيجابي، الذى يرتبط باليوم التالى واليوم الذى يليه وبالمستقبل، لا أن ننظر أسفل أقدامنا، فإما أن نتخلف عن ركب التقدم أو أن تنتهى حياتنا، ولنفكر كيف نعمّر تلك الحياة بوجودنا الفاعل فيها، والذى يضع قدمًا راسخة وخطى واثقة فى كوكب المستقبل، ولئن فعلتم لأفلحتم وانطلقتم، فلتفعلوا وتقدموا أبنائى الأعزاء.. شكرًا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محافظ أسيوط: قوافل بيطرية مجانية تعالج 12 ألف حالة خلال شهر يوليو لتعزيز الأمن الغذائي ودعم المربين
محافظ أسيوط: قوافل بيطرية مجانية تعالج 12 ألف حالة خلال شهر يوليو لتعزيز الأمن الغذائي ودعم المربين

24 القاهرة

timeمنذ 12 ساعات

  • 24 القاهرة

محافظ أسيوط: قوافل بيطرية مجانية تعالج 12 ألف حالة خلال شهر يوليو لتعزيز الأمن الغذائي ودعم المربين

أعلن اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط ، عن نجاح القوافل البيطرية المجانية التي انطلقت على مدار شهر يوليو في تقديم الخدمة العلاجية والوقائية لأكثر من 12 ألف حالة من الحيوانات والطيور، بالتعاون مع كلية الطب البيطري بجامعة بدر – فرع أسيوط، ومديرية الطب البيطري بالمحافظة وذلك في إطار جهود الدولة الحثيثة لتوفير الرعاية البيطرية المجانية وحماية الثروة الحيوانية. قوافل بيطرية مجانية تعالج 12 ألف حالة خلال شهر يوليو لتعزيز الأمن الغذائي ودعم المربين وقال المحافظ إن هذه القوافل البيطرية تأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية وانطلقت في ثمانية مواقع مختلفة داخل مراكز وقرى المحافظة الأكثر احتياجًا، واستهدفت توفير الرعاية البيطرية المجانية للفئات الأولى بالرعاية من صغار المربين، وذلك ضمن خطة قومية شاملة لتحسين الخدمات البيطرية ورفع كفاءة الرعاية الصحية في الريف المصري. وأوضح أن تلك القوافل نفذت تحت بمتابعة ميدانية من الدكتور جمال سيد مدير مديرية الطب البيطري وتحت إشراف الدكتور حامد موسى الأقنص، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، وبتوجيهات علاء الدين فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي إلى جانب مشاركة متميزة من أعضاء هيئة التدريس بكلية الطب البيطري بجامعة بدر بقيادة الأستاذ الدكتور ساري خليل عبد الغفار. وأكد اللواء هشام أبو النصر أن المحافظة لا تدّخر جهدًا في دعم مثل هذه المبادرات التنموية التي تمس حياة المواطن الريفي بشكل مباشر لافتًا إلى أن حصاد هذه القوافل خلال شهر يوليو يعكس حجم الجهود المبذولة، حيث شملت الأعمال فحص باطني شامل لعدد 2379 حالة من الأبقار والجاموس والأغنام والدواب، ضمن خطط الكشف الدوري والتشخيص وفحص وعلاج 5885 طائرًا ودجاجة ضمن برامج تحصين الطيور ومكافحة الأمراض الوبائية ورش وقائي لـ800 رأس حيوان لحمايتها من الطفيليات الخارجية والأمراض الجلدية فضلا عن تجريع 1600 رأس من الحيوانات بمضادات للطفيليات الداخلية، ما يساهم في تعزيز الصحة العامة للقطعان وإجراء 390 فحصًا وعلاجًا تناسليًا لتحسين كفاءة التناسل والإنتاج الحيواني بالإضافة إلى تشخيص باستخدام السونار لـ762 حالة، للكشف المبكر عن أمراض باطنية وتناسلية وتقديم الرعاية المناسبة للحيوانات العشار وتنفيذ 64 عملية جراحية بيطرية ميدانية لحالات حرجة باستخدام معدات طبية متنقلة مجهزة. وقال المحافظ إن هذه القوافل ليست مجرد نشاط علاجي، بل تجسد رؤية تنموية متكاملة تهدف إلى تحسين حياة المربين، وتعزيز الإنتاج الحيواني، وتحقيق الأمن الغذائي، إلى جانب رفع الوعي البيطري لدى سكان الريف لافتًا إلى أن دعم المربي الصغير هو دعم مباشر للاقتصاد الوطني. ووجه محافظ أسيوط الشكر لكافة الفرق الطبية المشاركة، والأطقم الإدارية والفنية التي ساهمت في نجاح هذه القوافل، مشددًا على استمرار تنفيذ هذه المبادرات بشكل دوري في مختلف مراكز المحافظة، بالتعاون مع وزارة الزراعة وكليات الطب البيطري والمؤسسات المجتمعية. محافظ أسيوط: إطلاق تكتلات اقتصادية جديدة والتشديد على ضبط منظومة المقاولين محافظ أسيوط: رفع درجة الاستعداد القصوى لضمان سير العملية الانتخابية في أجواء آمنة ومنظمة جامعة أسيوط تعلن تعيين رئيس جديد لقسم المخ والأعصاب والطب النفسي بكلية الطب رئيس جامعة أسيوط: الجامعة تولي اهتمامًا متزايدًا برعاية كبار السن وتطوير التخصصات الطبية الدقيقة

د.محمد فتحي عبد العال يكتب : كلام في العلم ...الحلقة السادسة "القهوة الوجه الآخر"
د.محمد فتحي عبد العال يكتب : كلام في العلم ...الحلقة السادسة "القهوة الوجه الآخر"

صوت بلادي

timeمنذ 20 ساعات

  • صوت بلادي

د.محمد فتحي عبد العال يكتب : كلام في العلم ...الحلقة السادسة "القهوة الوجه الآخر"

ساحرة الصباح الناعمة توقظ الأذهان النائمة وتلطف العقول الحائرة ..وتبعث في النفس ارتياحا وانتعاشا مع رشفات رشيقة تتمنى ألا تنتهي .. وهل لنا سوى القهوة سيدة هذه الأوصاف؟!! .. كل هذا الحب المجتمع من حول ساحرة القلوب "القهوة" جعل العالم يخصص لها يوما عالميا في الأول من أكتوبر يتبارى فيه الناس في عرض الأنواع التي يفضلونها من القهوة والأوقات التي ينعمون فيها بالراحة معها والطقوس التي تجمعهم بها.. قال عنها الشاعر المسرحي الأمريكي "توماس ستيرنز إليوت "الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1948 م :" أقيس عمري بعدد ملاعق القهوة "...القهوة بلا شك ساحرة لكن عدد الملاعق وكثرة شربها هو لب مشاكلها الصحية المتفاقمة فنجد الأديب الفرنسي "أونوريه دي بلزاك" يحتسي قرابة خمسون فنجانا من القهوة فهي القوة العظمى التي تعينه على حياته البوهيمية والهرب من الديون التي أحاطت به من كل جانب فكان يسهر ليلا ممضيا وقته في الكتابة من الساعة الواحدة مساء وحتى الثامنة من صباح اليوم التالي وقيل أنه مات بتسمم الكافيين عام 1850 م عن عمر ناهز الواحد وخمسين عاما لا يختلف عنه في إدمان القهوة الفيلسوف الفرنسي " فرانسوا ماري آروويه المشهور بفولتير" الذي كان يحتسي أكثر من أربعين فنجان قهوة يوميا ممزوجة بالشكولاتة لإزالة طمعها المرير ولكنه كان أسعد حظا حيث مات عام 1778 م في سن الثلاثة والثمانين عاما ..أما الملحن والموسيقار الألماني "لودفيج فان بيتهوفن" فكان له طقوسا غريبة مع فاكهة القهوة أو كرز القهوة حيث كان يمضي وقته في عد ستين حبة منها بالتمام والكمال لتحضير فنجانه المفضل!!. اليقظة والانتباه والسعي نحو التركيز واعتدال المزاج ومقاومة الاكتئاب ليست أبدا مبررات منطقية للإسراف في القهوة فبحسب موقع "مايو كلينك" من الأفضل عدم تجاوز حد 400 ملجم يوميا من القهوة للبالغين وهو ما يعادل أربعة أكواب من القهوة المخمرة على ألا تزيد الكمية عن 200ملجم في المشروب الواحد مع الأخذ في الاعتبار أن أنواع القهوة ومشروبات الطاقة ليست واحدة من حيث محتواها من الكافيين فقهوة "الإسبريسو" الشهيرة مثلا يتراوح فيها بين 250ملجم إلى 600ملجم و700ملجم وفي بعض مشروبات الطاقة إلى 500 ملجم و600 ملجم ..أما الحد الأقصي للكافيين للحوامل والمرضعات فينبغي أن يكون أقل من 200 ملجم يوميا خشية الإصابة بتسمم الحمل وسكري الحمل والإجهاض حيث يعبر الكافيين مشيمة الأم بشكل سهل ..ومن الأجدى أيضا ألا يتناول الأطفال القهوة .. من الأمور الطريفة ترشيحات بعض الباحثين للأوقات المثلى لتناول القهوة ولكن بلا سند وداعم علمي قوي فتأتي التوصيات بالانتظار بعد الاستيقاظ من النوم نحو ساعة ونص إلى ساعتين قبل احتساء الفنجان الأول من القهوة وأن يكون موعد الفنجان الأخير قبل ثمان ساعات و48 دقيقة من الخلود للنوم لضمان زوال أثر الكافيين .. الآثار الجانبية للإفراط في القهوة تبدو على العكس تماما من الأهداف المنشودة منها وأحلام الحالمين معها وهذا حال الإفراط دائما ينقل المرء من المزايا إلى المضار والمخاطر ومن هذه الآثار : الصداع والصداع النصفي لقدرة الكافيين على زيادة تدفق الدم إلى المخ- الأرق وعدم القدرة على النوم- التوتر والعصبية - تسارع ضربات القلب - التبول المتكرر..من حسن الحظ أن بعضا من هذه الأعراض البسيطة هي التي ترافق التقليل من شرب الكافيين بشكل مفاجىء كالإرهاق وصعوبة التركيز والصداع ثم لا تلبث أن تزول وتتحسن الأمور بعد عدة أيام .. من الأمور التي ينبغي الالتفات لها وأخذها بشىء من العناية والجدية هي تأثير القهوة على مرضى السكري من النوع الثاني ..فالقول بأن القهوة تحتوى على مضادات الأكسدة التي من شأنها الوقاية من مرض السكري هو قول رائع من الناحية النظرية ..لكن ماذا لو كان الذي يشربها مصابا بالفعل بمرض السكري من النوع الثاني؟ّ!!..هنا تتضارب الدراسات بشكل مثير فبعض الأبحاث تذهب أن الكافيين يرفع مستوى السكر في الدم لدى المصابين بالمرض لأنه يقلل من حساسية الأنسولين (مدى حساسية الجسم واستجابته للانسولين ) وذلك لتأثير الكافيين السلبي على النوم وما يتبع قلة النوم من قلة حساسية الأنسولين كما يرفع مستوى هرمون التوتر "الأدرينالين" وبالتالي يمنع الجسم من إنتاج الأنسولين بالدرجة التي يحتاجها الجسم ..فيما ترى بعض الأبحاث أن تأثير الكافيين على مستوى السكر في الدم يزول باعتياد الجسم على احتساء القهوة بشكل يومي منتظم ...واعتقد أن الاحتراس والأخذ بالحيطة أولى في مثل هذه الأمور .. أما المصابين بضغط الدم المرتفع فشرب كوبين من القهوة أو أكثر يضعهم في مرمى الخطر وقد يؤدى إلى الوفاة والأفضل الاكتفاء بكوب واحد فقط بحسب بعض الدراسات وقد يكون إضافة "الهيل" أمرا مناسب في هذه الحالة لتأثيره في خفض ضغط الدم .. من الأمور المهمة أن تضع في اعتبارك أن القهوة ليست خيارا مناسبا وقت السفر لمسافات طويلة مع قلة دورات المياه في بعض المناطق ذلك أن القهوة قد تزيد معدل " التغوط أو التبرز" لأنها تحفز النشاط الحركي للقولون وذلك لقدرة القهوة على تحفيز إفراز هرمون الجاسترين من المعدة، مما يفسر دور القهوة في الإسهال وخروج البراز بشكل رخو كما أن الكافيين يزيد حموضة المعدة مما يؤدي إلى انتفاخ البطن والغازات وعسر الهضم والغثيان والقىء ... نأتي لسؤال هام : هل القهوة منزوعة الكافيين يمكن أن تحل محل القهوة العادية وتحد من آثارها المحتملة على أصحاب الأمراض المزمنة؟! في وجهة نظري المتواضعة أن المتخذ القهوة منزوعة أو الخالية من الكافيين (تحتوي على أقل من ٠.٣% من الكافيين) بديلا عن القهوة التقليدية كالمستجير من الرمضاء بالنار فالقهوة منزوعة الكافيين عادة ما تحتوي على نسب عالية من الدهون التي تزيد من معدل الكوليسترول الضار مما قد يؤدي في حالة الإسراف فيها إلى أمراض القلب على عكس القهوة العادية والتي تحتوي على مضادات الأكسدة التي تقي من أمراض القلب ..كما أن استخدام كلوريد الميثيلين ( بقاياها في حدود لا تتجاوز 10 أجزاء في المليون أي 0.001٪ في القهوة منزوعة الكافيين ) كمذيب في عمليات نزع الكافيين من القهوة يشوبه بعض المخاطر حيث أن هذه المادة متهمة لدى جهات صحية عدة بالمسؤولية عن الإصابة بالسرطانات .. * د.محمد فتحي عبد العال كاتب وباحث وروائي مصري

أبنائى الأعزاء..  ليست نهاية المطاف
أبنائى الأعزاء..  ليست نهاية المطاف

بوابة الأهرام

timeمنذ يوم واحد

  • بوابة الأهرام

أبنائى الأعزاء.. ليست نهاية المطاف

آلمنى كثيرا وأحزننى حزنًا شديدا، خبر طالعته عن محاولة انتحار أحد طلاب الثانوية العامة، بعد علمه بنتيجته، وقد حصل على مجموع نسبته تصل إلى ثلاثة وسبعين بالمائة، هذا الطالب الذى شارك من قبل فى أحد برامج المسابقات التليفزيونية، ومعروف عنه ذكاؤه وتحصيله، ودائما ما كان من الأوئل كما تردد. أقدم على تلك المحاولة البائسة اليائسة، بعد إصابته بحالة انهيار نفسى حاد، نتيجة صدمته بمجموعه الذى لم يتوقعه، وليذهب به ذووه إلى المستشفى فى حالة حرجة جدًا، ولقد سبق هذا الطالب فى أثناء الامتحانات نفسها محاولات انتحار قاربت أو زادت على الثلاث، نجح منها من تناول أو تناولت «حبة الغلة» السامة القاتلة، أو من ألقى بنفسه من الأدوار العليا، ليُنهى فى لحظة يأس كاذبة حياته التى لم تكد تبدأ لتنتهي، وليخلف بعده مأساة طويلة وجرحًا لا يندمل وحزنًا مقيمًا. فهل يُعقل ونحن بالقرن الحادى والعشرين أن يتوقف التفكير بنا بطريقة العصور الغابرة، والثقافات المؤخرة، وألا يتمتع الآباء بالرأى السديد والتفكير الرشيد، حتى يكونوا ملهمين لأبنائهم، حاضنين لهم ودافعين بهم إلى الأمام، نحو حياة مقبلة عليهم ولهم؟ هل يُعقل أن تُقطفَ الزهور اليانعة، التى هى سر الجمال فى حديقة الوطن الغناء وقلاع مستقبله الحصينة، حيث الشباب والطموح وبناء الأمجاد، لا لسبب سوى أنهم لم يجدوا من يحتوى بالوعى تكوينهم النفسي، ومن يُرسخ فيهم ثقتهم بأنفسهم، ومن يخبرهم بأن الثانوية العامة، ليست أكثر من درجة من درجات سُلمٍ لآفاقٍ متشعبة. ولو أن القريبين من هؤلاء قد بسطوا أمامهم أرضية لنقاش إيجابى مُحفز، يرى العثرات سبيلًا لانتصارات، ما أقدموا على محاولات إنهاء حياتهم، لو أن القريبين أشاروا إلى أن العالم المصرى الدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل، خريج كلية العلوم جامعة الإسكندرية، وأن الدكتورة منى بكر عالمة النانو تكنولوجى المصرية، حاصلة على بكالوريوس العلوم جامعة أسيوط، وأن الأديب المصرى العالمى صاحب نوبل فى الأدب نجيب محفوظ، حاصل على ليسانس الآداب قسم فلسفة، وأن الدكتور نبيل العربي، الذى لعب دورا مهمافى استرداد» طابا» آخر شبر فى سيناء من الاحتلال البغيض، خريج كلية الحقوق جامعة القاهرة، وأن العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، رائد الهندسة الوراثية، خريج كلية الزراعة جامعة القاهرة، وصار عميدا لها، وأن الإعلامية الكبيرة الدكتورة درية شرف الدين، خريجة أكاديمية الفنون، وشغلت من قبل منصب وزيرة الإعلام. ونماذج كثيرة وقامات لاتُحصى لم يلتحقوا بما سُمى بُهتانًا «كليات القمة» وأحرزوا نجاحات مدوية تجاوزت القمم. فأى قمة تلك التى تضيع حياة إنسان فى مقتبل عمره لأجلها، وأى قمة تلك فى زمن تغيرت فيه ملامح الحياة شكلا ومضمونا واتسعت كثيرا رقعة الفرص بالمجالات الناجحة والناجعة للمجتمع والوطن، خصوصًا فى دولة تبنى نفسها بناء قويما يعتمد على جميع مناحى الحياة، العلوم والزراعة والتجارة، والآداب، والفنون، وعلوم التكنولوجيا التى صارت فى مقدمة الدراسات اللازمة لعبور بوابات العمل من أوسع أبوابها. إنه الوعي، هو السبيل الذى لابد أن يتحلى به الكبار قبل الصغار، واتساع المدارك لتستوعب أن الزمن تغير، وأن متطلبات الحياة تتغير وَفقًا للتطورات، وأن ما كان بالأمس قمةً، ليس إلا دراسة فى مجال ضمن مجالات عدة، وأحيانًا كثيرة لا يجد خريجوها عملا للالتحاق به، ومن هنا يا أبنائي، أبناء الوطن الغالين، لابد أن تتحلوا بالتفكير العلمى والإيجابي، الذى يرتبط باليوم التالى واليوم الذى يليه وبالمستقبل، لا أن ننظر أسفل أقدامنا، فإما أن نتخلف عن ركب التقدم أو أن تنتهى حياتنا، ولنفكر كيف نعمّر تلك الحياة بوجودنا الفاعل فيها، والذى يضع قدمًا راسخة وخطى واثقة فى كوكب المستقبل، ولئن فعلتم لأفلحتم وانطلقتم، فلتفعلوا وتقدموا أبنائى الأعزاء.. شكرًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store