
حمضي يكتب: مغاربة المهجر.. رصيد بشري استراتيجي
فؤاد العروي، في عموده الأسبوعي بإحدى
:
1- 'باي باي التخلفظ': فمغاربة العالم يتابعون
.
2- 'وداعًا للفساد والرشوة': فمواطنونا بالخارج يستغربون لحجم المسؤولين المعتقلين في قضايا الفساد بالإدارة والمقاولة، حتى وإن كان الوجه الآخر للعملة يبرز أن آلية المراقبة والعقاب تؤدي وظيفتها وتلتقط من يقع في شباكها
.
3- كفى من عقلية 'المقاطعة': أي بطء الإدارة وبيروقراطيتها، وعبارات من قبيل 'سِيرْ واجي'، 'ارجع بعد الصلاة'، و'الرئيس ما زال ما دخل'، إذ يجب وضع حد لكل هذا
.
حينها تسائلت وأنا أستحضر الآخرين الذين أحصاهم أحمد الحليمي في آخر عمل له بالمندوبية السامية للتخطيط، والذين يعيشون في هذا الوطن: أليست هذه هي أمنياتهم هم كذلك ومعركة بعضهم من أجل مغرب أفضل؟ ألم يقل أحد رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية: 'لا تنتظروا أن تتغير أمريكا لتحبوها، بل عليكم أن تحبوها لتتغير'؟
من المؤكد أن فؤاد العروي يعلم أن انتظارات الجالية أعمق من ذلك بكثير، وأنها ليست بالضرورة مرتبطة بالوطن الأم فقط عند العودة في فصل الصيف والأعياد أو عند شراء عقار أو بناء مسكن في الدوار، خاصة بالنسبة للجيل الثالث الذي رأى النور هناك، من آباء وُلِدوا بدورهم في مكان ما من هذا العالم
.
جيل لا يمكن تحفيزه والحفاظ على شعلة 'تمغربيت' بداخله إلا بالرفع من منسوب الشعور بالانتماء والارتباط بالوطن. ومن أجل ذلك، يبقى تعزيز القوة الناعمة ورفع قيمة الرأسمال اللامادي الطريق الوحيد لتحقيق ذلك. فكم هي بائسة نظرة اختزال مغاربة العالم في تحويلاتهم المالية ومواردهم النقدية، حين يتم تجاهلهم كموارد بشرية وكفاءات معرفية ومهنية تُنتج قيمة مضافة تفوق بكثير التحويلات النقدية
.
إن سرعة التحولات العميقة التي تعرفها الجالية المغربية بالخارج، كمًّا ونوعًا ومجالًا، وانتقالها من هجرة ذكورية مؤقتة لليد العاملة في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات، على أمل العودة، إلى هجرة معاكسة لخريجات وخريجي المدارس العليا بنية الاستقرار بجانب الجيلين الثاني والثالث هناك، لا يمكن مقاربتها بأنشطة موسمية ومرحلية تتكيف وتتأثر بالأجندات الانتخابية. كما لا يُعقل أن تكون بلادنا، التي أصبح لها الآن العديد من المخططات الاستراتيجية للعشر والعشرين سنة المقبلة في قطاعات عديدة، مثل الصناعة والسياحة والفلاحة والطاقة، لا تزال تُدبّر قضايا الجالية المغربية بالخارج بتردد وتجريب للوصفات
.
إن ما ورد في الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء يشكل منعطفًا جديدًا في مجال الهندسة المنتظرة للمنظومة المؤسساتية التي ستتولى تدبير شؤون مغاربة العالم، والتي سيكون عليها خلق نقاش عام وحوار يساهم فيه المعنيون مباشرة، بجانب باقي المتدخلين، لبلورة رؤية وطنية في هذا المجال. وبعد ذلك، تتولى السلطة التنفيذية صياغة استراتيجية وطنية للعشر السنوات المقبلة وتنزيلها في مخططات سنوية
.
فعين العقل تقتضي الإسراع في تنزيل ما ورد في الخطاب الملكي، وذلك بإعداد الإطار القانوني المؤطر للمؤسسات المنتظرة، لأن سرعة التحولات في بلدان الإقامة لا تقبل الانتظار والتردد.
بقلم: عبد الرفيع حمضي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حزب الأصالة والمعاصرة
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- حزب الأصالة والمعاصرة
الغلبزوري يفكك ملامح المشاركة السياسية للشباب والرهانات المعقودة عليهم في استحقاقات 2026 و2027
نظمت الأمانة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة بعمالة طنجة-أصيلة، عبر قطب الشباب، اليوم الجمعة 18 أبريل الجاري، بالمقر الجهوي للحزب بطنجة، لقاء تواصليا حول موضوع 'المشاركة السياسية للشباب.. أي رؤية في أفق استحقاقات 2026-2027″، أطره الأمين الجهوي للحزب بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، عبد اللطيف الغلبزوري، بحضور عدد من مناضلي ومناضلات الحزب. وشكل اللقاء مناسبة لاستعراض مسار الحزب في تأطير الشباب وإشراكهم في الحياة السياسية، إلى جانب نقاش سبل تجويد مشاركتهم استعدادا للاستحقاقات المقبلة. وفي مداخلته التأطيرية، نوه السيد الغلبزوري بالدور النشيط الذي يضطلع به قطب الشباب ضمن دينامية الأمانة الإقليمية للحزب بطنجة-أصيلة، معتبرا أن حضور هذه الفئة يتجاوز الطابع الكمي ليعكس انخراطا نوعيا في التنشيط الحزبي وتنظيم المبادرات. وسرد الغلبزوري جانبا من مساره السياسي والنضالي الذي سبق مرحلة تأسيس الحزب، متوقفا عند تجربة 'حركة لكل الديمقراطيين'، التي شكلت فضاء اجتمع فيه فاعلون من خلفيات ثقافية، سياسية، جمعوية ونقابية، واتفقوا على تقديم عرض سياسي جديد قاد إلى تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة. وأوضح أن الحزب، منذ تأسيسه، نجح في استقطاب نخب جديدة لم يسبق لها ممارسة العمل السياسي، من بينهم شباب وجدوا فيه الإطار الأنسب لممارسة السياسة، مؤكدا أن لكل حزب برامج موجهة للشباب، إلا أن الأصالة والمعاصرة ظل وفيا لمبدأ تمكين هذه الفئة وإدماجها في مختلف واجهات الفعل الحزبي. وبخصوص التأطير المؤسساتي، أشار الغلبزوري إلى أنه، بعد سنة 2012، تم فتح نقاش داخلي حول الحاجة إلى تأسيس تنظيم شبابي داخل الحزب، وهو ما ترجم بإطلاق حوارات جهوية أثمرت إحداث منظمة شباب الأصالة والمعاصرة، التي تلتها منظمة نساء الحزب وعدد من التنظيمات الموازية الأخرى. وإذ أقر بالإكراهات العديدة التي لاقتها المنظمة الشبابية في بداية تأسيسها، أوضح الغلبزوري أن النقاش لا يزال قائما حول صيغ تطويرها ضمن أشغال اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثاني، مع التركيز حاليا على ورش بديل يتمثل في مبادرة 'جيل 2030″، التي قال إنها تحمل مؤشرات ملموسة على أن التجربة المقبلة ستتجاوز النمط الكلاسيكي، وستجعل من قضايا الشباب أولوية سياسية حقيقية. وأكد أن حزب الأصالة والمعاصرة، من خلال تبنيه لقيم 'تمغربيت' في إطار المشروع الديمقراطي الحداثي، يعطي أهمية خاصة لقضايا الشباب، سواء عبر برامجه الداخلية أو من خلال انخراطه في البرامج الحكومية الموجهة لهذه الفئة في قطاعات الشباب، التشغيل، والإسكان. كما شدد على أن القيادة الوطنية للحزب تضم كفاءات شابة، وكذلك التمثيلية الحكومية للحزب، حيث يتولى عدد من الشباب مسؤوليات وزارية، مما يعكس اقتناع الحزب بأن الدفاع عن قضايا الشباب لا يمكن أن يتم إلا من داخل هذه الفئة نفسها. وعلى صعيد جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، أبرز الغلبزوري أن الحضور الشبابي داخل الحزب يأخذ أشكالا متعددة، سواء على مستوى قطب الشباب بعمالة طنجة- أصيلة، أو من خلال دينامية اللجنة التحضيرية لمنظمة الشباب بإقليم وزان، وأيضا بالفنيدق والحسيمة، مما يبرهن على أن الرهان على الشباب داخل الحزب هو خيار استراتيجي متواصل. مداخلات الشابات والشبان أجمعت على ضرورة مواصلة الجهود وتنظيم لقاءات تواصلية مماثلة حول مختلف القضايا التي تهم الشباب، إلى جانب التطرق إلى عدد من الإشكالات التي تحول دون انخراط الشباب في الشأن السياسي، مع اقتراح سبل عملية لدعم الانخراط المنشود. من جانبه، قال منسق قطب الشباب بالأمانة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة بعمالة طنجة- أصيلة، نصرو العبدلاوي، إن مشاركة الشباب في الحياة السياسية لم تعد خيارا بل أصبحت ضرورة 'وطنية' ملحة، فالشباب هم قلب الوطن النابض، وطاقاتهم وأفكارهم، 'وما نحتاجه لبناء مغرب المستقبل، مغرب العدالة، والكرامة، والتنمية'. وأضاف العبدلاوي أن انخراط الشباب في العمل السياسي هو تعبير صادق عن الانتماء للوطن، ورغبة في التغيير الإيجابي، وتكريس لقيم المواطنة الحقة، ومن هذا المنطلق، يعمل حزب الأصالة والمعاصرة، عبر كل هياكله، على خلق فضاءات تتيح للشباب التمكين سياسيا التعبير عن آرائهم، والإسهام الفعلي في صياغة السياسات العمومية التي تستجيب لتطلعاتهم. وختم بالقول: 'ندعو كل الشباب، من مختلف المشارب والانتماءات، إلى عدم الوقوف على الهامش، والانخراط الفعلي والمسؤول في الشأن السياسي، لأن المستقبل يصنع اليوم، وبأيديهم'. وتجدر الإشارة الى أن اللقاء قامت بتسييره بشرى أبجة عضو قطب الشباب، بمشاركة كل من زكرياء برحو وأسماء المدغري اللذين حاورا السيد الأمين الجهوي. مراد بنعلي


LE12
٠٥-٠٢-٢٠٢٥
- LE12
حمضي يكتب: مغاربة المهجر.. رصيد بشري استراتيجي
فؤاد العروي، في عموده الأسبوعي بإحدى : 1- 'باي باي التخلفظ': فمغاربة العالم يتابعون . 2- 'وداعًا للفساد والرشوة': فمواطنونا بالخارج يستغربون لحجم المسؤولين المعتقلين في قضايا الفساد بالإدارة والمقاولة، حتى وإن كان الوجه الآخر للعملة يبرز أن آلية المراقبة والعقاب تؤدي وظيفتها وتلتقط من يقع في شباكها . 3- كفى من عقلية 'المقاطعة': أي بطء الإدارة وبيروقراطيتها، وعبارات من قبيل 'سِيرْ واجي'، 'ارجع بعد الصلاة'، و'الرئيس ما زال ما دخل'، إذ يجب وضع حد لكل هذا . حينها تسائلت وأنا أستحضر الآخرين الذين أحصاهم أحمد الحليمي في آخر عمل له بالمندوبية السامية للتخطيط، والذين يعيشون في هذا الوطن: أليست هذه هي أمنياتهم هم كذلك ومعركة بعضهم من أجل مغرب أفضل؟ ألم يقل أحد رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية: 'لا تنتظروا أن تتغير أمريكا لتحبوها، بل عليكم أن تحبوها لتتغير'؟ من المؤكد أن فؤاد العروي يعلم أن انتظارات الجالية أعمق من ذلك بكثير، وأنها ليست بالضرورة مرتبطة بالوطن الأم فقط عند العودة في فصل الصيف والأعياد أو عند شراء عقار أو بناء مسكن في الدوار، خاصة بالنسبة للجيل الثالث الذي رأى النور هناك، من آباء وُلِدوا بدورهم في مكان ما من هذا العالم . جيل لا يمكن تحفيزه والحفاظ على شعلة 'تمغربيت' بداخله إلا بالرفع من منسوب الشعور بالانتماء والارتباط بالوطن. ومن أجل ذلك، يبقى تعزيز القوة الناعمة ورفع قيمة الرأسمال اللامادي الطريق الوحيد لتحقيق ذلك. فكم هي بائسة نظرة اختزال مغاربة العالم في تحويلاتهم المالية ومواردهم النقدية، حين يتم تجاهلهم كموارد بشرية وكفاءات معرفية ومهنية تُنتج قيمة مضافة تفوق بكثير التحويلات النقدية . إن سرعة التحولات العميقة التي تعرفها الجالية المغربية بالخارج، كمًّا ونوعًا ومجالًا، وانتقالها من هجرة ذكورية مؤقتة لليد العاملة في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات، على أمل العودة، إلى هجرة معاكسة لخريجات وخريجي المدارس العليا بنية الاستقرار بجانب الجيلين الثاني والثالث هناك، لا يمكن مقاربتها بأنشطة موسمية ومرحلية تتكيف وتتأثر بالأجندات الانتخابية. كما لا يُعقل أن تكون بلادنا، التي أصبح لها الآن العديد من المخططات الاستراتيجية للعشر والعشرين سنة المقبلة في قطاعات عديدة، مثل الصناعة والسياحة والفلاحة والطاقة، لا تزال تُدبّر قضايا الجالية المغربية بالخارج بتردد وتجريب للوصفات . إن ما ورد في الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء يشكل منعطفًا جديدًا في مجال الهندسة المنتظرة للمنظومة المؤسساتية التي ستتولى تدبير شؤون مغاربة العالم، والتي سيكون عليها خلق نقاش عام وحوار يساهم فيه المعنيون مباشرة، بجانب باقي المتدخلين، لبلورة رؤية وطنية في هذا المجال. وبعد ذلك، تتولى السلطة التنفيذية صياغة استراتيجية وطنية للعشر السنوات المقبلة وتنزيلها في مخططات سنوية . فعين العقل تقتضي الإسراع في تنزيل ما ورد في الخطاب الملكي، وذلك بإعداد الإطار القانوني المؤطر للمؤسسات المنتظرة، لأن سرعة التحولات في بلدان الإقامة لا تقبل الانتظار والتردد. بقلم: عبد الرفيع حمضي


حزب الأصالة والمعاصرة
٢٣-٠١-٢٠٢٥
- حزب الأصالة والمعاصرة
محمد المهدي بنسعيد يذكر بالسياق التاريخي لنشأة البام وروح التغيير والقيم التي يدافع عليها
قال، عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة- وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، إن الأصالة والمعاصرة حزب تأسس في ظرف وسياق سياسي خاص كانت تعرفه البلاد، وأنه جاء بعرض سياسي جديد وبروح التغيير والتجديد، وإعطاء فرصة للشباب الحالم بالتغيير للوصول لمراكز القرار، كما التشبت بقيم 'تمغربيت' التي نستلهمها من إمارة المؤمنين، وذلك خلال حلوله ضيفا على ندوة سياسية وثقافية واجتماعية من تنظيم مؤسسة الفقيه التطواني، يوم الخميس 23 يناير 2025. واستحضر الوزير بنسعيد، بمناسبة تعقيبه على أسئلة الصحفيين، اللحظات الأولى التي دخل فيها عالم السياسة من خلال حزب الأصالة والمعاصرة، قائلا إن البداية كانت مليئة بالتحديات، 'لكنني كنت محظوظا بالانضمام إلى حزب يؤمن بالشباب ويوفر لهم الفرصة لتحقيق طموحاتهم'. وأضاف الوزير بنسعيد، 'لقد واجهنا العديد من الصعوبات والعقبات عبر السنين منذ التأسيس، لكن إيماننا برؤيتنا ومشروعنا المجتمعي والسياسي 'الديمقراطية الاجتماعية' كان دائماً الحافز الذي يدفعنا إلى الأمام. كنا نعمل ليلا ونهارا، نتعلم من أخطائنا وننهض بعد كل سقوط بقوة وإصرار أكبر'. وأوضح، بنسعيد أن الهدف من تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، كان دائما هو تحسين ظروف عيش المواطنين، وتعزيز الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ودافعنا عن ذلك من داخل المعارضة خلال 12 سنة، ونحاول تطبيق ذلك اليوم من موقعنا بالأغلبية'. وأضاف ذات المتحدث،'نؤمن بأن المغرب يستحق الأفضل، وأن الشباب هم العمود الفقري لأي تغيير إيجابي، داعيا الشباب إلى الإيمان بقدراتهم والانخراط في الحياة السياسية، قائلا: 'لا تدعوا العقبات تثنيكم عن تحقيق أحلامكم، فالمستقبل أمامنا ونحن قادرون على صنع التغيير. وختم تدخله بالقول : 'سيظل حزب الأصالة والمعاصرة دائما مؤمنا بالشباب وبقدرتهم على إحداث الفرق، موجه نداءه للشباب 'فلنعمل معا، يدا بيد، من أجل تحقيق رؤية حزب الأصالة والمعاصرة في مجتمع مغربي متقدم ومزدهر. الشيخ الوالي