الحقوقي محمد فيصل يكتب: حق ذوي الهمم في التعيين كقضاة: التزام دستوري لا يقبل الانتقاص
بقلم :
في الدولة التي تحتكم إلى سيادة القانون، لا يمكن أن تُبنى العدالة على الانتقاء أو التمييز، بل على المساواة والجدارة. وقد نصّ الدستور الأردني صراحة في المادة (6) على أن "الأردنيين أمام القانون سواء، لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات، وهو نصّ يُعدّ المرجعية العليا التي يجب أن تلتزم بها كافة التشريعات والأنظمة.
ورغم هذا النص الواضح، لا يزال نظام المعهد القضائي يشكّل مخالفة صريحة لهذه القاعدة، حين يمنع ذوي الهمم من التعيين في السلك القضائي. وهذا المنع ليس فقط غير دستوري، بل يتعارض كذلك مع اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي صادقت عليها المملكة، والتي تُوجب تمكين ذوي الهمم من تقلّد المناصب العامة، بما فيها العمل القضائي، دون أي تمييز.
وما يزيد من غرابة الشروط الموضوعة أمام المتقدّمين للعمل القضائي، هو الاشتراط غير المنطقي لعلامة الثانوية العامة كجزء من معيار الأهلية، في حين أن هذه المرحلة التعليمية لا تتضمن أي مواد قانونية أو مساقات تمهّد للفكر الحقوقي أو القضائي. فكيف يُؤخذ بمعدلٍ في مادة الفيزياء أو الرياضيات أو الأحياء للحكم على أهلية شخص أصبح لاحقاً خريجاً متميزاً من كلية الحقوق، وربما حائزاً على شهادات دراسات عليا في القانون؟
العقلانية تقتضي أن يكون المعيار هو التحصيل الأكاديمي القانوني، والخبرة، والكفاءة الشخصية، لا معدل مرحلة دراسية لا تمت بصلة إلى الوظيفة القضائية. إن التمسّك بشرط معدل الثانوية العامة في هذا السياق، هو مثال صارخ على معيار لا يخدم العدالة، بل يُقصي عنها من يستحقها.
المطالبة بحق ذوي الهمم في العمل القضائي لا تأتي من باب الاستثناء أو الامتياز، بل من باب الاستحقاق. فمن غير المقبول قانونياً أو منطقياً إقصاء مواطن كفء مؤهل أكاديمياً ومهنياً، فقط بسبب اختلاف جسدي لا يؤثر على جوهر عمله القضائي. القاعدة يجب أن تكون الكفاءة، لا الشكل؛ الأداء، لا التفاصيل الجسدية.
وليس علينا أن نذهب بعيدًا للبحث عن أمثلة. القاضي الكفيف ريتشارد بيرنستين في المحكمة العليا لولاية ميشيغان، استطاع أن يرسّخ حضوره القانوني ببراعة. هذه النماذج ليست رمزية، بل واقعية، وتؤكد أن الحضور المهني والقانوني لا يُقاس بمظهر، بل بقدرة عقلية ومهنية.
إنجازات المملكة الأردنية الهاشمية في جميع المجالات من الإصلاح السياسي والاقتصادي، إلى تمكين المرأة، إلى إدماج فئات متعددة من المجتمع في سوق العمل والتعليم تضعها أمام مسؤولية مراجعة هذا الخلل التشريعي، وضمان انسجام قوانينها مع تطورها المؤسسي.
نظام المعهد القضائي بصيغته الحالية، إلى جانب الشروط الشكلية غير المنطقية كشرط الثانوية العامة، يحرم القضاء من طاقات وطنية قد تكون أكثر حرصاً على قيم العدالة والحياد. وتركه دون تعديل يُعدّ مخالفة للنهج الإصلاحي، وتناقضاً مع ما تسعى إليه المملكة من تمكين حقيقي.
من وجهة نظري بجب إعادة النظر في هذا النظام، وفي المعايير المعتمدة، وإقرار مبدأ أن الجدارة وحدها هي معيار استحقاق المنصب القضائي. فالعدالة لا تُبصر بعين ولا تمشي على قدم، بل تستند إلى ضمير نزيه وعقل راجح.
الحق لا يُمنَح ولا يُستدرّ، بل يُنتزع بموجب الدستور، ويحميه القانون.
حمى الله الأردن،
وحمى الملك المفدى عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم،
ووليّ عهده الأمين الأمير الحسين بن عبد الله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 2 ساعات
- أخبارنا
لارا علي العتوم : صفاء النفس
أخبارنا : يرتبط التحكيم العالمي حتى الوقت الحاضر بمقدرة السلطة المهيمنة على ممارسة فعل سيطرتها بلا أية امكانية للاعتراض، ولا سيما ان طبيعة البشر لا تزال كما هي عليه، وهى الخشية وخاصة من النفوذ ولا يزول هذا الخوف ويكون احتراماً فقط حين يتحررون من تلك الوصاية ويتخلصون من الخوف من القصاص. عندها يشعرون انهم أحرار يتصرفون كما يحلو لهم بلا مجازفة مفرطة، وهذا ما يؤكد انعطاف الدرب عن مسلك الانطلاق، فلا يزال عالم الامس كالعالم اليوم تسيطر عليه الصراعات والاستناد على قواتها العسكرية في كل مراحل من مراحل صراعها. وللمفارقة ان حلول هذه الصراعات ليست مربوطة بقرن او بحقبة زمنية محددة بل بسنوات قد تعبق باصطدام في الاستحقاقات، بظل تغييرات اساسية في القوى بما يجعل هذه الاصطدامات عبارة عن مشاكل عصرها أو كما نقول على سبيل المثال قضية الجيل الراهن او القادم وحتى الذي مضى. ليس هناك ولن يوجد حل سحري لازمات هامة، صاحبة تأثير مباشر ودقيق على حياتنا اليومية وخططنا المستقبلية كالازمة الفكرية إذ يتعذر ازالة ما تراكم من صدأ من مئات السنين بين ليلة وضحاها، فالانتقال الى ما نريده من حيث الانتاج الفكري والعلمي او حتى الصناعي والتكنولوجي لا يمكن له ان يتحقق إلا من خلال تفعيل العقل لوضع الملامح الاساسية والعملية لخطة الانتقال خطوة بخطوة للوصول الى المراد. حاضرنا وما يعبق به من ازمات وحتى نجاحات يتطلب وقفة عقلانية متمهلة تتمثل بمراجعة تاريخ الامة وكشف ما طاله من تشويه وطمس للحقائق إما بدافع عقائدي او سياسي ذاتي او بدافع مصالح جهات يهمها تشويه هذا التاريخ وطمس حقائقه. إن العنصر الاساسي لاي مشروع نهضوي يتمثل بتحرير العقل المتمثل بنشر الثقافة العقلانية بظل منارة الاختيار بما يعود بالنقاء او تنقية العديد من المفاهيم والافكار وكل ما يمس حياتنا من كل ما علق بها من شوائب . حمى الله أمتنا حمى الله الأردن


جفرا نيوز
منذ 4 أيام
- جفرا نيوز
بيان استنكار وانتصارًا للوطن والحق
جفرا نيوز - جمعية مركز بحوث ومشاريع التنمية المستدامة، ممثلةً بالهيئتين العامة والإدارية، تستغرب وتستهجن الحملة المغرضة والمشبوهة التي تقودها أيادي خبيثة ومتواطئة ومواقع وأفراد مغرضة تحاول جاهدة النيل من صمود ومواقف الأردن قيادة وشعباً ومؤسسات ومن خلال كيد وتلفيق التهم ظلماً وبهتاناً لكيان الهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية التي تمثل يد العطاء العليا والطولة للأردن وقيادته وأبناءه وشعبه ومؤسساته الرسمية والشعبية، لا بل اصبحت العديد من دول العالم ومنظماته تعتمد هذه الهيئة الوطنية بامتياز في تأمين المساعدات وإيصالها لمستحقيها وفق آليات ومنهجيات لوجستية معقدة وقيادة حملات الإغاثة الشاملة لدعم المواطنين والقاطنين في قطاع غزة وفي احلك الظروف وأصعبها.ويشهد عليها الكبير والصغير والقاصي والداني والقريب والبعيد إلا من كان عهده الإنكار وديدنه الغدر. حملة شرسة تتسرب عبر الإعلام الضبابي المأجور سعياً لتحقيق اهداف خبيثة والتنفع وتحقيق مصالح آنية على حساب الشرف والأخلاق والمبادئ، نحو تضليل الرأي العام. لكن هذا هو الأردن كبير بعطائه وكبير بقيادته وشعبه رغم ضيق ذات اليد ورغم واقع اقتصادي محدود، ورغم ظروف جيوسياسية ملتهبة على مدار الساعة، لا يقف الأردن عند حد في تذليل الصعوبات وان تعاظمت طاعة لله ورسوله وانتصاراً للحق والعدل والانسانية. من هنا نعرب في جمعية مركز بحوث التنمية المستدامة (SDA)، عن امتعاضنا ورفضنا لما يحاك ضد الهيئة الخيرية الهاشمية التي تمثل الرابط والجسر نحو تثبيت ودعم الصمود لشعب يواجه آلة الموت بكل شجاعة واقتدار رغم شح وضعف الامكانيات. حمى الله الأردن أرض الحشد والرباط، ارض الرجولة والشهامة ارض النشامى ..حمى الله الوطن ملكاً وحكومة وشعباً. الهيئة العامة والهيئة الإدارية


أخبارنا
منذ 6 أيام
- أخبارنا
أ.د.مصطفى محمد عيروط : مكتب للمتقاعدين في جامعة البلقاء التطبيقيه
أخبارنا : سجلت جامعة البلقاء التطبيقيه كجامعة وطن سبقا في انشاء مكتب لخدمة المتقاعدين من أعضاء هيئة التدريس والاداريين لخدمتهم ومتابعة قضاياهم الماليه والصحيه والتعاون مع جامعة البلقاء التطبيقيه التي خدموا فيها وامضو عمرهم وجزءا منه في العمل فيها واصبحت بيتهم واسرتها اسرتهم بهذا العمل يسجل التقدير والاحترام لرئيس الجامعه الاستاذ الدكتور أحمد فخري العجلوني على هذه الخطوه المحترمه والتقدير له لأنها تجسد الروح الإنسانيه والتعاون لخدمة المتقاعدين ولهذا فالمتقاعدون في كل أجهزة الدوله وفي القطاعين العام والخاص هم حلف الدوله ومؤسساتها والاحتياط والمتقاعد ينهي دوامه ولكنه لا بنهي روحه فهي للوطن والنظام ومؤسساته شكرا لرئيس الجامعه أد الدكتور أحمد فخري العجلوني على هذه المبادره التي تستحق التعميم في الجامعات وكل مؤسسات ووزارات ودوائر القطاعين العام والخاص فتكريم المتقاعد هي تكريم للدوله والمؤسسه التي خدم بها وتجعله مسوقا لها وانتهى الزمن الذي ينهي المتقاعد وقد أمضى وافنى شبابه في كتاب:"شكرا لخدماتك"ولا احد يتصل معه وفي بعض دول العالم فإن المتقاعد يتقاضى راتبه منقوصا عن عمله في الخدمه الا قليلا جدا وله امتيازات في الصحه والنقل والسياحه خطوة جامعة البلقاء التطبيقيه في انشاء مكتب للمتقاعدين فيه موظفين يتابعون اي قضيه للمتقاعدين ويبقى دعوتهم دائما للجامعه والكليات وتخصيص يوم للقاء سنوي في الجامعه واخذا بارائهم والاستفادة منهم في العمل كمدرسين او اداريين بمكافاءات لم يرغب او دون مكافاءات خطوة انشاء مكتب للمتقاعدين في جامعة البلقاء التطبيقيه كجامعة وطن فرصه لدعوتهم للمحاضرات والندوات واللقاءات التي تتم في الجامعه فالمتقاعد الذي خدم وطنه بامانه واخلاص يستحق التقدير و الاحترام المادي والمعنوي لانه يعزز الانتماء والولاء للاردن والقباده الهاشميه التاريخيه وبالمناسبه فهناك جامعات لا يتقاعد فيها عضو هيئة التدريس كالاعلامي ويبقى على رأس عمله لانه أصبح خبيرا متمرسا وكلما ازداد عمره يزداد القه وهذه الدول يبقى عضو هيئة التدريس والاعلامي على رأس عمله ولا يتقاعد الا عند موته او لأسباب صحيه ومثل هذه الخطوه في جامعة البلقاء التطبيقيه تبقي المتقاعد بتواصل مع جامعته ولا تحوله إلى متذمر يساهم البعض في محاوله نشر الفوضى بل إلى بناء دائم وايجابي ومسوق مجاني حمى الله الأردن قيادة و وطنا وشعبا وجيشا واجهزه امنيه بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم حماه الله وحمى الله سمو الأمير الحسين ولي العهد الامين