
السياسة الإسرائيلية: مخاطر الانفجار في المنطقة
يمكن القول: إن هجوم السابع من أكتوبر أنقذ نتنياهو من السقوط، فقد حصل في وقت كان فيه الشارع الإسرائيلي منقسماً بصورة كبيرة وعميقة بين أغلبية تؤيد استمرار النظام السياسي الإسرائيلي على ما هو عليه دون تغيير جوهره، وأقلية متنفذة حاكمة لديها أغلبية في البرلمان تريد الانقلاب على النظام وتغيير أسسه.
وكانت إسرائيل قاب قوسين أو أدنى من الذهاب لانتخابات جديدة قد تطيح بنتنياهو أو الذهاب للفوضى والتمرد بما في ذلك العصيان المدني. وقد قدم هجوم «حماس» خدمة كبيرة لنتنياهو في كسب الوقت من جهة على الرغم من أن هزيمة جيش الاحتلال في غلاف غزة كانت ضربة كبيرة للحكومة الإسرائيلية، ومن جهة أخرى في تدمير محور إيران الذي اصطلح على تسميته «محور المقاومة». فالفصائل الفلسطينية تلقت ضربة ساحقة في قطاع غزة وكذلك حال «حزب الله» في لبنان. والنظام السوري سقط. وأخيراً إيران نفسها تعرضت لضربة كبيرة دمرت فيها دفاعاتها الجوية وقواعد الصواريخ وقتل عدد من قادة الجيش والحرس الثوري، والأهم تم توجيه ضربة للمفاعلات النووية الإيرانية التي على الرغم من التضارب حول حجمها ستساهم في تعطيل أو تأخير هذا المشروع.
هذا الإنجاز الكبير الذي حققته إسرائيل بفضل السابع من أكتوبر، ناهيكم عن الكارثة الكبرى وحرب الإبادة التي تعرض لها قطاع غزة، إذا لم يستغل لإحداث تغيير إيجابي يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة سيقود إلى اشتعالها وانفجارها من جديد. فالحرب المستمرة على غزة لما يقارب السنتين قد تحول الشعب الفلسطيني بأسره إلى ثورة عارمة في وجه الاحتلال. صحيح أن الثمن الكبير الذي دفعه أبناء قطاع غزة قد جعل جزءاً كبيراً منهم يلومون «حماس» ويحملونها المسؤولية عن معاناتهم، ولكن استمرار القتل والإبادة والتجويع ينقل الفلسطينيين إلى التفكير في كيفية التخلص من الاحتلال والانتقام منه. فلم يعد للناس ما يخسرونه.
استمرار الحرب دون حل منطقي للحكم في قطاع غزة حيث إن البديل الواقعي لحكم «حماس» هو عودة السلطة، وفي هذا السياق تمثل الخطة العربية مدخلاً مهماً لهذا الحل، ودون التفكير في أفق سياسي جذري لإنهاء الصراع وتحقيق السلام بتطبيق حل الدولتين، ستعود المنطقة إلى المربع الأول ولكن بصورة أكثر عنفاً وقسوة. فإذا لم تعد السلطة الوطنية لغزة ستبقى «حماس» أو الاحتلال الكامل للقطاع، والخيار الأخير مكلف جداً لإسرائيل ولا تستطيع تحمل تبعاته سواء المادية أو البشرية مع تصاعد المقاومة وتوسع المشاركة فيها.
كما أن عدم التوصل إلى تسوية مع إيران حول برنامجها النووي سيقود في النهاية إلى تسريع محاولات إيران للحصول على سلاح نووي، ويمكن لبعض الدول أن تساعد إيران في ذلك؛ نكاية في الولايات المتحدة ولإحداث تغيير في موازين القوى الدولية. حتى محاولات الضغط على النظام السوري الجديد المصنوع غربياً سيؤدي إلى سقوطه، فلا يستطيع الرئيس أحمد الشرع الذهاب إلى سلام كامل مع إسرائيل وتبقى إسرائيل محتلة لكامل الجولان وجزء من الأراضي السورية الأخرى. فإن صمتَ السوريون لفترة من الزمن، فمن دون شك هذا الموضوع سيظهر من جديد على السطح ويؤثر على الاستقرار في المنطقة.
سياسة الهروب إلى الأمام التي يمارسها نتنياهو وحكومة اليمين العنصري المتطرفة في إسرائيل، عدا أنها لم تعد مقنعة لغالبية الجمهور في إسرائيل، التي تؤيد أغلبية قدرها 70% منه حلاً أمنياً إقليمياً يشمل تطبيق حل الدولتين حسب استطلاع أجري مؤخراً بوساطة مؤسسة «دركينو» ومعهد «مدغام»، هي تقود لاشتعال المنطقة. وما تشهده الضفة الغربية الآن هو وصفة مؤكدة لدفع الضفة للانفجار.
ويبدو أن صراع البقاء لنتنياهو وبعض حلفائه أهم حتى من مستقبل وجود إسرائيل في المنطقة، فهل يسمح العالم لإسرائيل بتهديد الأمن والسلام الدوليَّين، وهل يسمح الإسرائيليون له بتعريض حياتهم ومستقبلهم لخطر وجودي كبير ومؤكد بتفويت فرصة التوصل إلى حل سياسي؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين اليوم
منذ ساعة واحدة
- فلسطين اليوم
عشرات الشهداء والجرحى جراء غارات الاحتلال المتواصلة على غزة
ارتفع عدد الضحايا جراء الغارات المكثفة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 93 شهيداً، بينهم 30 مدنياً من منتظري المساعدات الإنسانية، بحسب ما أفادت به مصادر طبية. في سياق متصل، تواصل طائرات الاحتلال شن غارات عنيفة على مناطق متفرقة في القطاع، حيث استُهدِف شارع صلاح الدين قرب مفترق الشجاعية شرقي مدينة غزة، بالإضافة إلى منطقة وسط مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وسط عمليات نسف للمنازل السكنية في قلب المدينة. الغارات شملت كذلك مدينة دير البلح وامتدت إلى مناطق شمال وجنوب خان يونس، في حين تعرضت بلدة جباليا البلد شمالاً لقصف مدفعي مكثف، أسفر عن وقوع إصابات. كما قصفت طائرات الاحتلال بلدة المصدر وسط القطاع، مخلفة دماراً واسعاً وإصابات بين المدنيين. من بين الضحايا، استُشهد المواطن محمد عبدربه شهاب وزوجته وبناته الخمس إثر قصف استهدف منزلهم في حي الغباري بجباليا البلد عصر اليوم. كما طالت الغارات محيط دوار التوام شمال غرب غزة، ما أدى إلى حالة من الهلع في صفوف السكان. في جلسة مجلس الأمن، كشفت مديرة منظمة اليونيسف عن تقارير تشير إلى مقتل أكثر من 17 ألف طفل في غزة منذ بدء العدوان، بمعدل يُقدر بـ 28 طفلاً يومياً. في حين يستمر جيش الاحتلال في استهداف المناطق السكنية وسط خان يونس، تتواصل عمليات القصف المدفعي على جباليا النزلة شمال قطاع غزة، في مشهد يُظهر تصاعداً غير مسبوق في شراسة العدوان.


فلسطين اليوم
منذ 2 ساعات
- فلسطين اليوم
"إسرائيل" من حروب الأيام إلى حرب الاستنزاف..أي شرق أوسط جديد تحلم به؟
فلسطين اليوم الكاتب: شرحبيل الغريب تكرار الحديث السياسي والإعلامي الإسرائيلي الذي تنتهجه الماكينة الإعلامية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، والتي تترجم فيه التصريحات السياسية للمسؤولين الإسرائيليين محاولة رسم صورة مغايرة للواقع الحقيقي، وكأنها في ذروة نشوتها العسكرية والسياسية وقرب التبشير بتحقيق مشروع شرق أوسط جديد، وأن "إسرائيل" قادرة أكثر من أي وقت مضى على إعادة رسم خرائط المنطقة والإقليم وفق رؤيتها ومصالحها، وأنها تسجل الإنجاز تلو الآخر في غزة ولبنان واليمن وطهران، إلا أن القراءة المتأنية للمشهد والأحداث على الأرض تظهر صورة مغايرة تماماً عن ترويج هذه الرواية أو السردية. سيسأل سائل، كيف ذلك وقد دمّرت "إسرائيل" غزة وضربت لبنان واليمن وإيران ويدها تستهدف من تشاء ووقتما تشاء؟ صورة "إسرائيل" الحقيقية في هذه المرحلة هي كمن يحاول تجميل وجهه بعيداً من الواقع وحقائقه ومعطياته، صورة تقول كل المعطيات إنها دخلت في مرحلة ضعف استراتيجي تدريجي؛ فبعد أن كانت تحسم حروبها في المنطقة في أيام أصبحت غارقة في حروب استنزاف غير قادرة على الوصول إلى نقطة الحسم فيها، وهذه الحال ليست في غزة بل مع لبنان واليمن وإيران. تاريخياً، لطالما بنت "إسرائيل" صورتها أمام المنطقة والعالم على سردية "الجيش الذي لا يقهر"، وهذه السردية رافقت نشأتها منذ عام 1948، وتعززت في حروب خاطفة خاضتها لأيام عام 1956 و1967، حيث استطاعت حسم معاركها في أيام معدودة وربما في ساعات قليلة، كان هذا الحسم يعدّ كلمة السر لبقاء مشروعها كعنصر جذب وترغيب لكل من جاء مستوطناً على الأرض الفلسطينية المحتلة وعنصر ترهيب وضغط على كثير من الدول العربية في المنطقة. شكلت هذه السردية لـ"إسرائيل" قاعدة ذهبية في تلك الحقبة، لكن لم تدم طويلاً بعد خوضها حرب 1973 التي انتهت من دون حسم، كما أرادت آنذاك، وكسرت فيها صورتها كقوة لا تردع و"جيش" لا يقهر. بدأت المنطقة تشهد تحوّلاً استراتيجياً كبيراً مع ظهور حركات المقاومة في المنطقة سواءً الفلسطينية في قطاع غزة كحماس والجهاد الإسلامي وكحزب الله في لبنان، هذه المقاومة التي أدخلت "إسرائيل" على مدار سنوات الصراع في معادلات جديدة قوامها حروب طويلة الأمد، غير متكافئة من حيث القوة العسكرية لكنها شكلت حال استنزاف وإرهاق كبيرين إلى جانب الاستنزاف البشري والنفسي والعسكري والاقتصادي. قطاع غزة كساحة حرب واختبار للردع يعدّ أبرز ساحات هذا التحوّل، ومنذ عام 2008 وحتى السابع من أكتوبر 2023، خاضت "إسرائيل" خمس حروب عسكرية تخللتها محطات مواجهة عسكرية كثيرة، لم تستطع الوصول فيها إلى نقطة الحسم في كل جولة، وتحديداً لم تنجح في نزع سلاح المقاومة الفلسطينية ولا القضاء على قدراتها كما لم تنجح في استعادة الردع كلياً، وهذا يعيدنا إلى مسألة جوهرية واستراتيجية في طبيعة العلاقة بين قطاع غزة و"إسرائيل"، إذ فشلت كل الحكومات الإسرائيلية في فرض استراتيجية ردع واضحة وناجحة مع قطاع غزة، بل إن النظرة العامة تجاه هذه البقعة الجغرافية أنها كيان معادٍ يتجمع فيه لاجئون فلسطينيون يريدون العودة إلى أرضهم ولا يعرفون غير ذلك. كشفت الحرب الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 وقائع جديدة على الأرض، تلك الوقائع تقول إن "إسرائيل" عالقة في مستنقع مليء بالألغام مفتوح بلا نصر حاسم أو مطلق كما يروّج له نتنياهو في كل خطاب. صحيح أن آلة الحرب الإسرائيلية قتلت مئات الآلاف ودمّرت غزة، لكن في حقيقة الأمر أنها ما زالت عاجزة بعد أكثر من 630 يوماً من حسم الحرب مع المقاومة التي تتحرك بين الركام وتخرج من الأنفاق وتوجّه ضرباتها بدقة في حرب استنزاف مستمرة، والتي أثبتت للعالم أجمع أن آلة الحرب التي دعمتها أميركا ومن خلفها الغرب عاجزة عن حسم المعركة وفرض شروطها في الميدان. الجانب الآخر من الصورة وفي جبهات المواجهة المفتوحة بين "إسرائيل" ولبنان واليمن وطهران، نصل إلى النتيجة ذاتها والتي تقول بشكل صريح إن الحروب التي خاضتها "إسرائيل" مع حزب الله في لبنان ومع اليمن وإيران، تدار على قاعدة الردع المتبادل، أو ترميم صورة الردع التي تآكلت بفعل مساندة حزب الله والقوات المسلحة اليمنية المقاومة الفلسطينية في معركتها بعد السابع من أكتوبر، وكل المؤشرات توصلنا إلى النتيجة ذاتها أن "إسرائيل" فشلت في فرض قواعد اشتباك وتثبيت معادلات، بل وجدت نفسها في لحظة ما من المواجهة أنها مضطرة للعمل على وقف المواجهة إلى حدّ معيّن من دون حسم هذه المواجهة لمصلحتها؛ خوفاً من انزلاق أكبر في المواجهة إلى نقطة اللاعودة وما سيتبعها من كلفة استراتيجية. جبهة إيران ليست بعيدة عن واقع الحال، ولطالما روّجت "إسرائيل" لرغبتها بضرب قدرات إيران النووية، ولكن في العدوان الأميركي-الإسرائيلي الأخير على إيران أثبتت طريقة وقف الحرب فجأة بعد اثني عشر يوماً عجز الوصول إلى نقطة الحسم فيها، فيما برنامج إيران النووي لم يتأثر، رغم سلسلة الضربات والاغتيالات، بل شكلت المواجهة العسكرية الأخيرة نصراً كبيراً لإيران في قدرتها على ضرب مواقع وأهداف عسكرية حساسة في "إسرائيل" وسجلت صورة ردع قوية مفادها أن إيران ليست لقمة سائغة يسهل القضاء عليها. ثمة واقع يهرب منه صانعا القرار في "إسرائيل" وواشنطن في عهد إدارة ترامب التي ساندت "إسرائيل" في كل حروبها في المنطقة سواء في غزة أو لبنان واليمن وصولاً إلى طهران، هو أن "إسرائيل" لم تعد قادرة على تحقيق الحسم السريع، والحقيقة الأخرى هي أن زمن الحروب الخاطفة التي كانت تحسم فيها حروبها في ساعات أو أيام قد ولّى، وأن الواقع الجديد هو عهد حروب الاستنزاف الطويلة التي باتت تُجرّ إليها "إسرائيل"، وهذا العهد يستنزف "إسرائيل" ليس عسكرياً فحسب بل على كل الصعد، ويسجل واقعاً يعاد فيه تعريف معادلة الصراع والردع بشكل كامل. قد يقول قائل إن هذا التحوّل لا يعني عجز "إسرائيل" المطلق، فهي التي تمتلك القدرات العسكرية الضخمة والترسانة النووية ومعها سلاح الجو القوي والضارب والخارق، هذا قول منقوص وقراءة غير متزنة لحقيقة الواقع، قول يجهل أن "إسرائيل" لم تعد قادرة على فرض إرادتها بسرعة من طرف واحد، ومع طول أمد كل مواجهة في جبهات متعددة تصبح التكلفة أعلى بكثير. تضاف إلى هذه المعضلة أزمة الثقة الداخلية التي تعصف بمكوّنات المجتمع وبنيته السياسية في "إسرائيل"، فالتصدعات العميقة ظهرت وطفت على السطح ولم تعد "إسرائيل" قادرة على إخفائها، كما أن حركة المظاهرات التي تخرج باستمرار لهي مؤشر واضح على تراجع وانعدام الثقة في القيادة السياسية والعسكرية داخل "إسرائيل"، ومع كل حرب استنزاف تخوضها وتفشل في حسمها يزداد الانقسام والتصدع أكثر حول الفشل في الحسم وتحقيق الأهداف. وبهذا تعلو الأصوات ويزداد التساؤل حول جدوى استمرار الحروب بلا حسم أو حتى أفق سياسي. ربما يطرح البعض تساؤلاً مهماً أمام هذا الواقع الذي وصلت إليه "إسرائيل"، فيقول: ماذا بعد؟ دخلت "إسرائيل" حروباً مع غزة ولبنان واليمن وحتى مع إيران مؤخراً حققت فيها نقاطاً تكتيكية، لكن في الحقيقة، وصلت إلى نقطة باتت فيها عاجزة عن حسم الحروب التي خاضتها من دون ثمن كبير، بل وأكثر من ذلك فقد باتت حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية وغيرها ممن ساند الشعب الفلسطيني يدرك جيداً ويعي أن استراتيجية الصبر والنفس الطويل و الاستنزاف المدروس هي استراتيجية لا تستطيع "إسرائيل" تحمّلها، ولعلّ أخطر ما في هذا التحوّل أن "إسرائيل" لم تعد وحدها قادرة على تحديد ميدان ومستقبل أي معركة، فيمكن لها أن تبدأ حرباً تريدها مع أي طرف كان لكن لا تستطيع أن تحدد شكل نهاية هذه المواجهة، وهذا ما حصل في كل محطات وجولات المواجهة مع "إسرائيل"، التي شهدت تراجعاً في قدرتها على إخضاع حركات المقاومة بقوة السلاح وحده. ثمة خلاصة إستراتيجية أسجلها في هذا السياق المهم في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة، ولا أستبعد أن تتجدد تلك المواجهة مع أي جبهة محيطة في أي لحظة، أن أسطورة "الجيش الذي لا يقهر" انكسرت على أرض غزة وفي جنوب لبنان وفي اليمن وطهران، وما دون ذلك هو بعيد من الواقع ويندرج في سياق ما تروّجه الماكينة الإعلامية في "إسرائيل" كمحاولة لترميم الردع بشعارات القوة والانتصار، والأهم في هذا السياق هو أن سرديات الحروب الطويلة التي تخوضها "إسرائيل" ستحقق الحلم الإسرائيلي لم تعد قادرة على إخفاء الحقيقة المرة، حتى وإن لم تعترف بها.


معا الاخبارية
منذ 3 ساعات
- معا الاخبارية
الشرع يتهم إسرائيل بخلق الفتن في سوريا ويؤكد عدم الانجرار لحرب جديدة
دمشق- معا- اتهم الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الخميس، إسرائيل بخلق الفتن داخل سوريا، مشدداً على أن بلاده لن تكون مكاناً لخلق الفوضى وأنه ستتم مواجهة تلك الفوضى بالوحدة، على حد قوله. وشدد الشرع، في كلمة له تعليقاً على الأحداث الأخيرة التي تشهدها سوريا من اقتتال طائفي واعتداءات إسرائيلية، على أن "إسرائيل تسببت في تصعيد الوضع بتصرفاتها"، مؤكداً "رفض أي محاولات لتقسيم سوريا". وقال الشرع: "أصبحنا أمام خيارين، إما مواجهة إسرائيل أو إصلاح جبهتنا الداخلية. لسنا ممن يخشى الحرب لكننا قدمنا مصلحة الشعب على الفوضى وكان خيارنا الأمثل حماية وحدة الوطن، ولن نسمح بجرّ سوريا إلى حرب جديدة". وأضاف: "الكيان الإسرائيلي الذي عوّدنا دائماً على استهداف استقرارنا وخلق الفتن بيننا منذ إسقاط النظام البائد، يسعى الآن مجدداً إلى تحويل أرضنا الطاهرة إلى ساحة فوضى غير منتهية، يسعى من خلالها إلى تفكيك وحدة شعبنا وإضعاف قدراتنا على المضي قدماً في مسيرة إعادة البناء". وتابع الشرع: "لا مكان لتنفيذ أطماع الآخرين في أرضنا وسنعيد لسوريا هيبتها. نحن أبناء هذه الأرض والأقدر على تجاوز محاولات الكيان الإسرائيلي لتمزيقنا، والسوريون بتاريخهم الطويل رفضوا أشكال التقسيم". وحول الأحداث الأخيرة، قال الشرع: "تدخلت الدولة السورية بكل مؤسساتها لوقف ما جرى في السويداء من اقتتال داخلي وصراعات بين مجموعات خارجة عن القانون ونجحت في ضبط الأمن". واستدرك الرئيس السوري قائلاً: "لكن الكيان الإسرائيلي لجأ لتقويض جهود ضبط الأمن في السويداء لولا وساطة أمريكية وعربية وتركية". وأكمل: "كنا بين خيار الحرب مع إسرائيل أو فسح المجال لشيوخ الدروز للاتفاق فاخترنا حماية الوطن وقررنا تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل لاستعادة الأمن".