
الاتحاد الأوروبي يعرض المساعدة في مكافحة التلوث النووى
ويأتي عرض الاتحاد الأوروبي في ظل مخاوف من حدوث تلوث نووي (أي الجسيمات المشعة المنبعثة في الغلاف الجوي) إذا اختارت إسرائيل مهاجمة أحد المفاعلات النووي ة في إيران.
فالمواد الموجودة داخل المفاعل نفسه، أو الوقود المستهلك المخزن في خزانات التبريد في تلك المواقع، يمكن أن تحدث حادثا مماثلا لما وقع في محطة تشيرنوبل للطاقة النووي ة عام 1986 أو في محطة فوكوشيما للطاقة في اليابان عام 2011.
وقال نيكولاس روث، المدير الأول لأمن المواد النووي ة في "مبادرة التهديد النووي" (NTI): "في ما يتعلق ب إيران ، فإن المنشآت التي نشعر بالقلق الأكبر بشأنها هي محطات الطاقة العاملة، وتأتي بوشهر في رأس القائمة".
وقد أعربت حكومات عربية في المنطقة، من بينها قطر، عن قلقها من احتمال حدوث تلوث نووي. وذكر مسؤول في منطقة الخليج في حديث لصحيفة "واشنطن بوست"، أن حكومته تشعر بقلق بالغ إزاء ضربة محتملة على مواقع نووية قد تؤدي دون قصد إلى انفجار يبعثر المواد النووي ة في المنطقة.
ومع ذلك، يقول خبراء نوويون إن الهجمات على منشآت التخصيب المدفونة تحت الأرض في إيران ، أو على اليورانيوم العالي التخصيب المخزن، لا تشكل خطرا كبيرا بالإشعاع على الأشخاص خارج تلك المنشآت بسبب طبيعة المادة نفسها واحتمال عدم انتقالها لمسافات بعيدة.
وما يثير القلق بشكل أكبر هو احتمال إطلاق سحابة من المواد الكيميائية السامة التي يمكن أن تتكون إذا ما لامس اليورانيوم الماء الموجود في الرطوبة الجوية، ما يؤدي إلى تكوين حمض الهيدروفلوريك، وهو غاز شديد الخطورة.
وقال إدوين لايمان، مدير سلامة الطاقة النووي ة في "مبادرة التهديد النووي" (NTI): "الحديث عن تحول هذه المنشآت إلى قنابل قذرة وما شابه ذلك لا يستند إلى أسس علمية، لكن المخاطر الكيميائية حقيقية جدا".
ويكمن أكبر خطر من هذه الضربات في التأثير على العاملين في محيط المنشأة. إذ إن كلاً من موقعي فوردو ونطنز يقعان على مسافة بعيدة نسبيا عن المناطق المأهولة، كما أن الغاز سيتبدد في غضون بضعة كيلومترات من الموقع.
وحسب لايمان فإن مدى الخطر سيعتمد أيضا على نوع الانفجار، وما إذا كان قد أدى إلى انهيار الجبل الذي دفن تحته موقع فوردو، مما قد يمنع المواد الخطرة من التسرب إلى الهواء، أو ما إذا كان الانفجار قد خلّف فوهة في الأرض.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
ضربات محسوبة أم حظ سعيد.. لماذا لم تتحول الغارات على إيران إلى «تشيرنوبل ثانية»
أثارت الضربات الجوية الإسرائيلية على البرنامج النووي الإيراني مخاوف دولية من احتمالية حدوث كارثة إشعاعية، إذ وصف رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، استهداف البنية التحتية النووية بأنه "مثير للقلق العميق"، محذراً من أن التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل "يزيد من احتمالية حدوث تسرب إشعاعي بعواقب خطيرة على الناس والبيئة". تلوث إشعاعي محدود في المنشآت المستهدفةكشفت صحيفة "فاينيشال تايمز" أن الهجوم على منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم تسبب في تلوث إشعاعي محلي، وفقاً لما أكدته السلطات النووية الإيرانية والدولية، لكن التلوث لا يبدو شديداً.وأشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقييمين هذا الأسبوع إلى أن الضربات الإسرائيلية ألحقت أضراراً بقاعات التخصيب تحت الأرض في نطنز وبالمرافق فوق الأرض، بما في ذلك محطة تجريبية لتخصيب الوقود.أوضح جروسي أن مستويات الإشعاع خارج مجمع نطنز بقيت دون تغيير وضمن المستويات الطبيعية، مما يشير إلى "عدم وجود تأثير إشعاعي خارجي على السكان أو البيئة".والتلوث الإشعاعي في المنشأة يتألف أساساً من جسيمات ألفا، التي قال جروسي إنه يمكن "إدارتها بفعالية" باستخدام الحماية المناسبة مثل أجهزة التنفس.هذه الجسيمات يمكن أن تسبب أضراراً شديدة للأنسجة الحية الداخلية إذا تم استنشاقها أو دخلت الجسم عبر جرح، لكن تأثيراتها قصيرة المدى جداً، وإذا بقيت خارج الجسم فإن الجلد البشري يحجبها عموماً.كما بقيت مستويات الإشعاع خارج الموقع دون تغيير في موقع أصفهان النووي بعد ضربة هناك الجمعة، وفقاً لجروسي.ولم يتم الإبلاغ عن أضرار في محطة فوردو لتخصيب الوقود أو مفاعل خونداب للماء الثقيل.والأضرار في أصفهان كانت في المختبر الكيميائي المركزي ومحطة تحويل اليورانيوم ومحطة تصنيع وقود المفاعل ومنشأة معالجة المعادن قيد الإنشاء.أثار استهداف منشأة نطنزحماية الطبيعية والتصميم الهندسييرى الخبراء النوويون أن اليورانيوم نفسه ضعيف الإشعاع، وهو أكثر خطورة بكثير عندما يخضع لتفاعل انشطاري، مثل الذي يحدث في مفاعل نووي أو قنبلة، والذي يطلق كميات كبيرة من الطاقة والمواد الكيميائية المشعة الأخرى.أشار جيم سميث، أستاذ في كلية البيئة وعلوم الحياة بجامعة بورتسموث البريطانية، إلى أن "التلوث الإشعاعي الخطير جداً عادة ما يرتبط بعناصر أخرى، مثل اليود المشع أو الراديوسيزيوم، والتي هي منتجات الانشطار النووي"، هذه المنتجات الانشطارية خطيرة بشكل خاص لأنها تتسلل إلى السلسلة الغذائية وتتراكم في أجسام الحيوانات، بما في ذلك البشر، وكانت مسؤولة عن الكثير من العواقب المدمرة لانفجار محطة تشيرنوبل النووية عام 1986 في أوكرانيا.يرى سايمون بينيت، مدير وحدة السلامة والأمن المدني بجامعة ليستر، أن المجمعات مثل نطنز وفوردو قد تشكل مخاطر إشعاعية خارجية منخفضة نسبياً لأن قلبها مدفون تحت الأرض، مما يعني أن تدميرها يتطلب قوة نيران قد تفوق حتى أقوى أسلحة إسرائيل.وأضاف أن حتى الذخائر القوية جداً ستحتاج على الأرجح إلى توجيه ضربات متعددة "لاختراق مخبأ جوفي محصن" مثل نطنز.وقال لصحيفة "فاينيشال تايمز": "من غير المحتمل أن يكون هناك تلوث كبير خارج حدود الموقع، للسبب البسيط وهو أن منشأة التخصيب أو المفاعل ستكون مدفونة في أطنان من التراب والخرسانة مثل ما هو الحال في منشأة فرودو الموجودة في قلب جبال قُم، علاوة على ذلك، أولئك الذين يديرون الموقع سيكونون مدربين على تقنيات مراقبة الإشعاع والتخفيف".منشأة فرودو النوويةالمخاطر الكيميائية تفوق الإشعاعيةقال كينيث بيترسن، رئيس الجمعية النووية الأمريكية، لصحيفة "فاينيشال تايمز" إن "الاهتمام الأساسي كيميائي، وأقل إشعاعياً"، كما ان أحد المخاطر المحتملة هو إطلاق سادس فلوريد اليورانيوم المستخدم في تخصيب الوقود والموجود في منشآت مثل نطنز وموقع تخزين أصفهان.سادس فلوريد اليورانيوم يشكل خطراً محدوداً إذا تم التعامل معه بعناية في درجات الحرارة البيئية العادية، لكن ملامسته للماء، بما في ذلك الماء الموجود في الهواء، يمكن أن تؤدي إلى إطلاق فلوريد الهيدروجين السام.هذا الغاز يمكن أن ينتشر كغاز وقد يكون قاتلاً إذا تم استنشاقه، حيث يشكل حمض الهيدروفلوريك شديد التآكل عند ملامسته للماء في الجسم.أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين إلى أنه من المحتمل أن يكون سادس فلوريد اليورانيوم وفلوريد اليورانيل وفلوريد الهيدروجين قد انتشروا داخل منشأة نطنز.وفي عام 1986، قتل انفجار عرضي في محطة تحويل اليورانيوم في أوكلاهوما عاملاً وأطلق سادس فلوريد اليورانيوم، ملوثاً التربة والماء لعدة أميال حول المنطقة.أقرا أيضا فوردو.. عندما تصبح الجغرافيا أقوى من التكنولوجيا العسكرية الإسرائيليةتقييم شامل للمخاطر والاحتمالياترغم المخاوف المشروعة من الضربات على المنشآت النووية الإيرانية، تشير التقييمات الأولية إلى أن المخاطر الإشعاعية الفورية محدودة نسبياً، حيث تجنبت الضربات الإسرائيلية الأهداف الأكثر خطورة مثل قلب محطات الطاقة النووية.الخطر الأكبر يكمن في التلوث الكيميائي من انتشار المواد السامة مثل فلوريد الهيدروجين، والذي قد يؤثر على المناطق المحيطة، أما احتمالية حدوث كارثة نووية واسعة النطاق فتبقى منخفضة بفضل التصميم الجوفي المحصن للمنشآت الرئيسية، لكن استمرار التصعيد العسكري قد يزيد من هذه المخاطر ويؤدي إلى عواقب بيئية وصحية أوسع في المنطقة.


نافذة على العالم
منذ 3 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : ما هى القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات؟ وكيف يُمكن استخدامها ضد البرنامج النووى الإيرانى؟
الأربعاء 18 يونيو 2025 12:50 مساءً نافذة على العالم - في حال دخلت الولايات المتحدة في الصراع المتصاعد بين دولة الاحتلال وإيران، فمن المرجح أن ينصب تركيزها على إضعاف أو تدمير منشآت طهران النووية تحت الأرض، حسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، اليوم الأربعاء. ومن المرجح وفق الصحيفة الأمريكية أن تقع هذه المهمة على عاتق عدد قليل من قاذفات القنابل الاستراتيجية التابعة لسلاح الجو، القادرة على إطلاق قنابل دقيقة التوجيه وزنها 30.000 رطل، مصممة لتدمير الأهداف تحت الأرض. تُعرف هذه القنبلة، GBU-57، باسم MOP أو "قنبلة اختراق المخابئ" أو "قنبلة اختراق الذخائر الضخمة". إذن لماذا تُعد قنبلة MOP الأداة المناسبة لهذه المهمة؟ وفقًا لواشنطن بوست، فإن السبب واضح في اسمها، حيث صُممت قنبلة MOP للمنشآت المدفونة عميقًا والمحصنة، مثل المخابئ والأنفاق. ويسمح تصميمها ووزنها الهائل وبنيتها المصنوعة من سبائك الفولاذ لها بالحفر تحت الأرض ثم الانفجار، وفقًا لسلاح الجو الأمريكي. ورغم أنها أثقل سلاح تقليدي في الترسانة الأمريكية، فإنها غير مصممة لاختراق المتفجرات على مساحة واسعة. يعتمد القادة على دقتها الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لضرب أهداف محددة ومحمية جيدًا لتدمير ما لا تستطيع القنابل العادية الوصول إليه. وقال الخبراء إنه لا توجد تقارير عامة عن استخدام MOP في القتال. وقال مسئولو الدفاع إن MOP قادرة على اختراق ما يصل إلى 200 قدم. ولكن من المرجح أنها أكثر قدرة الآن بعد المزيد من التطوير على مدى العقدين الماضيين، كما قال تريفور بول، وهو فني سابق في الجيش للتخلص من الذخائر المتفجرة. في حين اعتمد الإسرائيليون على الذخائر الأمريكية في حربهم الجوية المدمرة في غزة ولبنان وإيران، فإن طائراتهم المقاتلة لا تستطيع حمل MOPs. وقالت الخدمة: "إن قاذفة الشبح الأمريكية B-2 Spirit هي الطائرة الوحيدة التابعة للقوات الجوية التي يمكنها نشر MOP". ووفقًا للقوات الجوية، يوجد 19 طائرة B-2 عاملة. وتسافر B-2 بسرعات دون سرعة الصوت، ولكنها قادرة على التزود بالوقود في الجو، ويمكنها الطيران لمسافات غير عادية. خلال حرب كوسوفو في أواخر التسعينيات، طار طيارو قاذفات B-2 ذهابًا وإيابًا من محطتهم الرئيسية في قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميسوري لضرب أهداف. في عام 2017، طار طائرتان من طراز B-2 لمدة 34 ساعة لضرب معسكرات تنظيم داعش في ليبيا. وصرحت القوات الجوية بأن التحديثات الأخيرة على قنبلة MOP تشمل حل "مشكلة دمج" غير موصوفة مع B-2. كما ذكرت القوات الجوية أنها تختبر تقنية يمكن أن تساعد في تدمير الأهداف التي قد تكون المعلومات الاستخباراتية حول الهياكل الأساسية فيها محدودة. وقال بول: "إن الصمام الذكي الموجود على قنبلة MOP يمكنه اكتشاف الفراغات في مسارها إلى الأسفل - مثل الغرف والأرضيات - وينفجر في نقطة مثالية". ووفقًا لواشنطن بوست، ستكون هذه "قدرة مهمة إذا قرر القادة أنهم بحاجة إلى ضرب نفس الهدف العميق عدة مرات. ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه التقنية قد وُضعت موضع الاستخدام العملي". ما هي المواقع الإيرانية تحت الأرض التي يُحتمل أن تكون أهدافًا؟ يُعد موقع فوردو، الواقع في الصحراء جنوب غرب طهران، أعمق موقع تخصيب نووي مدفون في إيران. تقع المنشأة بالكامل تحت الأرض، محفورة في سفح جبل. لاحظ مفتشو الأمم المتحدة الذين عاينوا الموقع وجود أنفاق بجدران سميكة وأبواب مقاومة للانفجارات، وبعض المخابئ المحمية بما يصل إلى 300 قدم من الصخور، وفقًا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" عام 2012. يبدو أن منشأة فوردو مصممة لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 20%. لكن تقرير تفتيش صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 31 مايو وجد أن إيران زادت إنتاجها هناك من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% بشكل كبير، مقتربًا من مستوى 90% اللازم لتزويد سلاح نووي بالوقود. يحذر الخبراء من أن تدمير أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في أعماق الأرض في فوردو لن يعني بالضرورة نهاية البرنامج النووي الإيراني. قال ريتشارد نيفيو، كبير المفاوضين الأمريكيين مع إيران في عهد إدارة أوباما والزميل الحالي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إنه قد تكون هناك مواقع تخصيب أو مخابئ للوقود النووي يجهلها مفتشو الأمم المتحدة. قال نيفيو: "حتى لو تبخرت فوردو غدًا، فستظل لدينا مخاوف كبيرة". كيف أثرت الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية؟ أفادت صحيفة واشنطن بوست بأن المنشآت النووية الإيرانية لم تتضرر بشكل لا رجعة فيه في الموجتين الأوليين من الهجمات الإسرائيلية، وذلك استنادًا إلى تصريحات من كلا البلدين، بالإضافة إلى مقاطع فيديو وصور للمواقع المتضررة. وقالت: "يبدو أن إسرائيل هاجمت بالقرب من فوردو، لكنها لم تضرب المنشأة الموجودة تحت الأرض نفسها". ووفقًا لخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخبراء منع الانتشار، فإن الضربات على نطنز، موقع التخصيب الرئيسي الآخر في إيران، دمرت العديد من المنشآت وألحقت أضرارًا بالنظام الكهربائي. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، يوم الإثنين، إن موقع التخصيب الوحيد فوق الأرض في إيران، وهو جزء من مجمع أكبر في نطنز يُعرف باسم محطة تخصيب الوقود التجريبية، قد دُمر. كان المحللون الذين شاهدوا صور الأقمار الصناعية قد قالوا في الأصل إن آلات التخصيب الموجودة تحت الأرض في نطنز لم تتضرر. لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذكرت في منشور لها يوم الثلاثاء على موقع X أن تحليلاتها "تشير إلى آثار مباشرة على قاعات التخصيب تحت الأرض في نطنز". ووفقًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن منشأة لإنتاج معدن اليورانيوم في أصفهان، ومجمعًا عسكريًا في بارشين، ومفاعل أراك للماء الثقيل جنوب غرب طهران، ومحطة بوشهر للطاقة النووية، هي مواقع نووية أخرى قُصفت. وأكد جروسي أن منشأة أصفهان قُصفت.


الدستور
منذ 3 ساعات
- الدستور
ما هى القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات؟ وكيف يُمكن استخدامها ضد البرنامج النووى الإيرانى؟
في حال دخلت الولايات المتحدة في الصراع المتصاعد بين دولة الاحتلال وإيران، فمن المرجح أن ينصب تركيزها على إضعاف أو تدمير منشآت طهران النووية تحت الأرض، حسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، اليوم الأربعاء. ومن المرجح وفق الصحيفة الأمريكية أن تقع هذه المهمة على عاتق عدد قليل من قاذفات القنابل الاستراتيجية التابعة لسلاح الجو، القادرة على إطلاق قنابل دقيقة التوجيه وزنها 30.000 رطل، مصممة لتدمير الأهداف تحت الأرض. تُعرف هذه القنبلة، GBU-57، باسم MOP أو "قنبلة اختراق المخابئ" أو "قنبلة اختراق الذخائر الضخمة". إذن لماذا تُعد قنبلة MOP الأداة المناسبة لهذه المهمة؟ وفقًا لواشنطن بوست، فإن السبب واضح في اسمها، حيث صُممت قنبلة MOP للمنشآت المدفونة عميقًا والمحصنة، مثل المخابئ والأنفاق. ويسمح تصميمها ووزنها الهائل وبنيتها المصنوعة من سبائك الفولاذ لها بالحفر تحت الأرض ثم الانفجار، وفقًا لسلاح الجو الأمريكي. ورغم أنها أثقل سلاح تقليدي في الترسانة الأمريكية، فإنها غير مصممة لاختراق المتفجرات على مساحة واسعة. يعتمد القادة على دقتها الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لضرب أهداف محددة ومحمية جيدًا لتدمير ما لا تستطيع القنابل العادية الوصول إليه. وقال الخبراء إنه لا توجد تقارير عامة عن استخدام MOP في القتال. وقال مسئولو الدفاع إن MOP قادرة على اختراق ما يصل إلى 200 قدم. ولكن من المرجح أنها أكثر قدرة الآن بعد المزيد من التطوير على مدى العقدين الماضيين، كما قال تريفور بول، وهو فني سابق في الجيش للتخلص من الذخائر المتفجرة. في حين اعتمد الإسرائيليون على الذخائر الأمريكية في حربهم الجوية المدمرة في غزة ولبنان وإيران، فإن طائراتهم المقاتلة لا تستطيع حمل MOPs. وقالت الخدمة: "إن قاذفة الشبح الأمريكية B-2 Spirit هي الطائرة الوحيدة التابعة للقوات الجوية التي يمكنها نشر MOP". ووفقًا للقوات الجوية، يوجد 19 طائرة B-2 عاملة. وتسافر B-2 بسرعات دون سرعة الصوت، ولكنها قادرة على التزود بالوقود في الجو، ويمكنها الطيران لمسافات غير عادية. خلال حرب كوسوفو في أواخر التسعينيات، طار طيارو قاذفات B-2 ذهابًا وإيابًا من محطتهم الرئيسية في قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميسوري لضرب أهداف. في عام 2017، طار طائرتان من طراز B-2 لمدة 34 ساعة لضرب معسكرات تنظيم داعش في ليبيا. وصرحت القوات الجوية بأن التحديثات الأخيرة على قنبلة MOP تشمل حل "مشكلة دمج" غير موصوفة مع B-2. كما ذكرت القوات الجوية أنها تختبر تقنية يمكن أن تساعد في تدمير الأهداف التي قد تكون المعلومات الاستخباراتية حول الهياكل الأساسية فيها محدودة. وقال بول: "إن الصمام الذكي الموجود على قنبلة MOP يمكنه اكتشاف الفراغات في مسارها إلى الأسفل - مثل الغرف والأرضيات - وينفجر في نقطة مثالية". ووفقًا لواشنطن بوست، ستكون هذه "قدرة مهمة إذا قرر القادة أنهم بحاجة إلى ضرب نفس الهدف العميق عدة مرات. ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه التقنية قد وُضعت موضع الاستخدام العملي". ما هي المواقع الإيرانية تحت الأرض التي يُحتمل أن تكون أهدافًا؟ يُعد موقع فوردو، الواقع في الصحراء جنوب غرب طهران، أعمق موقع تخصيب نووي مدفون في إيران. تقع المنشأة بالكامل تحت الأرض، محفورة في سفح جبل. لاحظ مفتشو الأمم المتحدة الذين عاينوا الموقع وجود أنفاق بجدران سميكة وأبواب مقاومة للانفجارات، وبعض المخابئ المحمية بما يصل إلى 300 قدم من الصخور، وفقًا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" عام 2012. يبدو أن منشأة فوردو مصممة لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 20%. لكن تقرير تفتيش صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 31 مايو وجد أن إيران زادت إنتاجها هناك من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% بشكل كبير، مقتربًا من مستوى 90% اللازم لتزويد سلاح نووي بالوقود. يحذر الخبراء من أن تدمير أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في أعماق الأرض في فوردو لن يعني بالضرورة نهاية البرنامج النووي الإيراني. قال ريتشارد نيفيو، كبير المفاوضين الأمريكيين مع إيران في عهد إدارة أوباما والزميل الحالي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إنه قد تكون هناك مواقع تخصيب أو مخابئ للوقود النووي يجهلها مفتشو الأمم المتحدة. قال نيفيو: "حتى لو تبخرت فوردو غدًا، فستظل لدينا مخاوف كبيرة". كيف أثرت الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية؟ أفادت صحيفة واشنطن بوست بأن المنشآت النووية الإيرانية لم تتضرر بشكل لا رجعة فيه في الموجتين الأوليين من الهجمات الإسرائيلية، وذلك استنادًا إلى تصريحات من كلا البلدين، بالإضافة إلى مقاطع فيديو وصور للمواقع المتضررة. وقالت: "يبدو أن إسرائيل هاجمت بالقرب من فوردو، لكنها لم تضرب المنشأة الموجودة تحت الأرض نفسها". ووفقًا لخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخبراء منع الانتشار، فإن الضربات على نطنز، موقع التخصيب الرئيسي الآخر في إيران، دمرت العديد من المنشآت وألحقت أضرارًا بالنظام الكهربائي. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، يوم الإثنين، إن موقع التخصيب الوحيد فوق الأرض في إيران، وهو جزء من مجمع أكبر في نطنز يُعرف باسم محطة تخصيب الوقود التجريبية، قد دُمر. كان المحللون الذين شاهدوا صور الأقمار الصناعية قد قالوا في الأصل إن آلات التخصيب الموجودة تحت الأرض في نطنز لم تتضرر. لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذكرت في منشور لها يوم الثلاثاء على موقع X أن تحليلاتها "تشير إلى آثار مباشرة على قاعات التخصيب تحت الأرض في نطنز". ووفقًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن منشأة لإنتاج معدن اليورانيوم في أصفهان، ومجمعًا عسكريًا في بارشين، ومفاعل أراك للماء الثقيل جنوب غرب طهران، ومحطة بوشهر للطاقة النووية، هي مواقع نووية أخرى قُصفت. وأكد جروسي أن منشأة أصفهان قُصفت.