logo
منتدى الاستراتيجيات: هيكل صادرات الأردن يتسم بدرجة عالية من التركّز السلعي

منتدى الاستراتيجيات: هيكل صادرات الأردن يتسم بدرجة عالية من التركّز السلعي

رؤيا نيوز٢٧-٠٧-٢٠٢٥
منتدى الاستراتيجيات الأردني: الفجوة بين الصناعة الوطنية والتكنولوجيا المتقدمة، تعيق بناء قدرات إنتاجية قائمة على الابتكار والمعرفة
منتدى الاستراتيجيات: 3 مجموعات سلعية تُشكّل 40% من إجمالي الصادرات
منتدى الاستراتيجيات: الصادرات تتركّز في ثماني مجموعات سلعية معظمها منتجات أولية بنسبة 15% ومنخفضة التعقيد التكنولوجي بنسبة 42.9% وسلع رأسمالية بنسبة 5%
منتدى الاستراتيجيات: تدني حصة القيمة المضافة يعكس ضعف المحتوى التكنولوجي والمعرفي في القاعدة الإنتاجية
منتدى الاستراتيجيات: 75 من أصل 99 نشاطًا صناعيًا تسجل قيمة مضافة دون 50% من إجمالي الإنتاج القائم
منتدى الاستراتيجيات: بُنية الاقتصاد الأردني شهدت تراجعًا مستمرًّا في درجة التعقيد الاقتصادي خلال العقدين الماضيين
منتدى الاستراتيجيات: إضافة 17 منتجًا تصديرياً فقط منذ 2008 تكشف ضعف تنويع القاعدة الإنتاجية للأردن
أصدر منتدى الاستراتيجيات الأردني ورقة سياسات بعنوان 'مؤشر التعقيد الاقتصادي: فرصة لتعظيم المحتوى التكنولوجي والمعرفي في القاعدة الإنتاجية للصادرات الأردنية'، سلّط فيها الضوء على أهمية مؤشر التعقيد الاقتصادي للأردن، وتحليل أداء الأردن على المؤشر، وتقديم توصيات عملية موجّهة لرفع قدرة الاقتصاد الوطني على توليد منتجات أكثر تعقيدًا وذات قيمة مضافة أعلى.
وأوضح المنتدى أن أهمية مؤشر التعقيد الاقتصادي تبرز، ليس فقط كمؤشر وصفي، بل كأداة تحليلية تسمح بتشخيص مكامن الضعف في الهياكل الإنتاجية، وتحديد القطاعات التي يمكن أن تشكّل رافعة للنمو، وذلك بالاستفادة من المعرفة التراكمية حول العملية الإنتاجية، وتوسيع القاعدة التصديرية لتشمل منتجات أكثر تنوعًا وتعقيدًا.
واستعرض المنتدى أهم المؤشرات التي تؤكد ضرورة زيادة مستوى التعقيد الاقتصادي في القاعدة الإنتاجية لصادرات الأردن، والتي تمثلت في: تشكيل العجز التجاري المزمن سمةً هيكلية ثابتة على مدار السنوات الماضية، ببلوغه 9.7 مليار دينار في عام 2024، وتشكيله ربع حجم الاقتصاد الوطني سنويًا خلال الأعوام الأربع الأخيرة.
وأشار المنتدى إلى هيكل الصادرات الأردنية، والذي يتسم بدرجة عالية من التركّز السلعي؛ حيث شكّلت ثلاث مجموعات سلعية فقط، وهي: الألبسة، والأسمدة، والمنتجات الكيماوية مجتمعةً نحو 40% من إجمالي الصادرات الوطنية. كما يُلاحظ أن ما يقرب من 68% من الصادرات تتركّز في ثماني مجموعات سلعية، معظمها منتجات أولية (بنسبة 15%)، ومنخفضة التعقيد التكنولوجي (سلع استهلاكية بنسبة 42.9%)، وسلع رأسمالية بما نسبته 5% فقط.
وفي ذات السياق، بيّن أن الأردن يعاني من قصور واضح في تبني التكنولوجيا الحديثة في العملية التصنيعية، فبالنظر إلى نسبة الصادرات ذات التكنولوجيا العالية، نجد أنها لم تتجاوز نسبة 1.7% من إجمالي صادرات الأردن الصناعية، مما يضعه في مرتبة متأخرة مقارنةً بعدد كبير من الدول النامية والمتقدمة على حد سواء. حيث بلغت نسبة الصادرات ذات التكنولوجيا العالية 71.8% في هونغ كونغ، و56% في سنغافورة. فيما تتفوق دول عربية على الأردن، كالإمارات بنسبة 9.3%، وتونس بنسبة 7.4%، ولبنان بنسبة 7.2%.
وأوضح المنتدى تدنّي حصة القيمة المضافة من الإنتاج القائم في معظم القطاعات الصناعية، بما في ذلك القطاعات التي تمثل صادراتها النسبة الكبرى من إجمالي الصادرات الوطنية. مشيرًا إلى أن نسبة القيمة المضافة لـ75 نشاطًا صناعيًا من أصل 99 نشاطًا صناعيًا (وفق تصنيف ISIC) كانت أقل من 50% من إجمالي الإنتاج القائم لكل نشاط. فيما بلغت نسبة القيمة المضافة من الإنتاج القائم للصناعة الأردنية ككل 40.1%. مُشيرًا إلى أن النشاط الصناعي، على الرغم من مساهمته الظاهرة في التصدير، فإنه لا يُولّد قيمة مضافة مرتفعة، الأمر الذي يحدّ من مساهمته في تحفيز النمو الاقتصادي الحقيقي، وخلق فرص عمل مجزية.
وأشار منتدى الاستراتيجيات في ورقته إلى أن العديد من الأطر والسياسات الصناعية والاتفاقيات التجارية في العالم تعتبر أن نسبة القيمة المضافة المحلية في المنتج هي المعيار الأساسي لتحديد مدى أهلية السلع للاستفادة من الإعفاءات الجمركية أو التسهيلات التجارية. وتتراوح النسب المطلوبة عادةً بين 40% كحد أدنى لتصل إلى نحو 60% في بعض الحالات، من القيمة الإجمالية للمنتج في العديد من دول العالم، وفق منظمة التجارة العالمية.
وتُبرز جميع المؤشرات السابقة مجموعة من التحديات البنيوية في القاعدة الإنتاجية الأردنية، ويأتي في مقدمة تلك المؤشرات العجز التجاري المزمن والمتزايد، الذي يُعزى بدرجة كبيرة إلى الاعتماد المفرط على المستوردات لتلبية احتياجات السوق المحلي، وضعف التنافسية، ومحدودية القيمة المضافة المتضمنة في الصادرات.
كما تُعمّق هذه الاختلالات درجة التركّز السلعي المرتفعة في الصادرات، مما يُقوّض مرونة الاقتصاد الأردني في مواجهة الصدمات الخارجية، ويكشف عن ضعف القاعدة المعرفية والتكنولوجية اللازمة للانتقال نحو صناعات أكثر تنوعًا وتعقيدًا. كما تُسلّط النسبة المتدنية لصادرات التكنولوجيا العالية الضوء على الفجوة الواسعة بين الصناعة الوطنية والتكنولوجيا المتقدمة، مما يُعيق بناء قدرات إنتاجية قائمة على الابتكار والمعرفة.
وحول مؤشر التعقيد الاقتصادي بنسخته العاشرة – الصادر عن مختبر النمو التابع لجامعة هارفارد – ذكر المنتدى بأن المؤشر يُعنى بقياس درجة المعرفة الإنتاجية المتضمنة في هيكل صادرات الدول، ويعتمد على تحليل تشابكي للعلاقات بين البلدان والمنتجات، بالتركيز على بُعدي التنوع والانتشار.
ولفت المنتدى النظر إلى أن الأردن قد جاء في المرتبة 45 عالميًا من بين 145 دولة، والثانية عربيًا بعد الإمارات، بدرجة تعقيد بلغت 0.44 نقطة. فيما تصدّرت كل من سنغافورة، وسويسرا، واليابان، وتايوان، وكوريا الجنوبية قائمة الدول الأكثر تعقيدًا بحسب تصنيف مؤشر التعقيد الاقتصادي لعام 2023.
وأشار المنتدى إلى التراجع الملحوظ في أداء الأردن على المؤشر خلال العقدين الماضيين، حيث انخفض من 0.86 نقطة في عام 2001، إلى 0.55 في عام 2015، ثم إلى 0.44 نقطة في عام 2023. وهو ما أدى إلى انخفاض كبير في مرتبة الأردن عالميًا على المؤشر من المرتبة 26 عام 2001، إلى المرتبة 45 عام 2023.
وبيّن المنتدى من خلال تحليله لنتائج المؤشر حول توزيع المنتجات الأردنية المُصدَّرة، بحسب درجة التعقيد الاقتصادي، أن غالبيتها تندرج ضمن فئة المنتجات ذات التعقيد 'المنخفض إلى المنخفض جدًّا'. في المقابل، هناك عدد محدود من المنتجات ذات درجة تعقيد 'متوسطة'، بينما تكاد تغيب المنتجات 'عالية التعقيد' عن محفظة الصادرات الوطنية.
وذكر المنتدى بأن هذه النتائج تُفسر أسباب استمرار التباطؤ في تنويع القاعدة الإنتاجية. فمنذ عام 2008، لم يُضف إلى محفظة الأردن التصديرية سوى 17 منتجًا جديدًا فقط. كما كان الأثر الاقتصادي لهذه المنتجات محدودًا؛ حيث لم تتجاوز مساهمتها في نصيب الفرد من الناتج القومي الإجمالي 14 دولارًا فقط بحلول عام 2023. علاوة على أن درجة التعقيد لـ4 منتجات فقط من تلك المنتجات الجديدة المصدّرة لم تتجاوز درجة 'التعقيد المتوسطة'.
وبنظرة إيجابية، تشير نتائج تقرير أطلس مؤشر التعقيد الاقتصادي إلى أن القاعدة الإنتاجية في الأردن تُعَدّ أكثر تعقيدًا من مثيلاتها من الدول ذات الدخل المتوسط – المنخفض. مما يعكس وجود قاعدة معرفية وإنتاجية كامنة، ولكنها غير مستغلة، لا بد من البناء عليها. ففي ضوء استمرار محدودية التكنولوجيا المستخدمة في القطاعات الإنتاجية الحالية، وتواضع درجة التنويع، يتوقع مختبر النمو في هارفارد ألّا يتجاوز معدل النمو الاقتصادي في الأردن بالمتوسط نسبة 1.7% سنويًا خلال العقد المقبل. مما قد يضعه في النصف الأدنى من دول العالم، من حيث التوسع في الناتج المحلي الإجمالي.
وأشار المنتدى إلى أن هذا التوقع يُعدّ دون مستوى الطموح الذي نسعى إليه من خلال رؤية التحديث الاقتصادي (معدل نمو سنوي 5.6% بالمتوسط) خلال الفترة ذاتها، مما يُسلّط الضوء على ضرورة التحوّل نحو اقتصاد أكثر تعقيدًا وإنتاجية كشرط حتمي لتحقيق أهداف الرؤية، وبالأخص محور الصناعات عالية القيمة.
بالمحصلة، أظهرت نتائج الورقة أن بُنية الاقتصاد الأردني قد شهدت خلال العقدين الماضيين تراجعًا مستمرًا في درجة التعقيد الاقتصادي نتيجة محدودية القاعدة الإنتاجية، وضعف التنويع في السلع والأسواق، وانخفاض القيمة المضافة للصادرات. مما يعني صعوبة تحقيق نموّ مستدام وفق الطموح المنشود، في حال استمرت العملية الإنتاجية والتصديرية على ذات النهج.
وللمضي قدمًا، يوصي منتدى الاستراتيجيات الأردني بضرورة تبنّي إستراتيجية صناعية موجهة نحو تنويع الإنتاج والصادرات، تعتمد على إمكانات المعرفة الإنتاجية الحالية، مع استكشاف فضاءات منتجات جديدة ذات قيمة مضافة عالية. ولا يقتصر الأمر على إنتاج سلع جديدة، بل يستوجب التدرّج نحو منتجات أكثر تعقيدًا، ترتبط بالقدرات القائمة، وتُمهّد الطريق لنمو مستقبلي مستدام.
وشدد المنتدى على أهمية تحفيز الاستثمار في الأنشطة القريبة من القاعدة الإنتاجية الحالية، التي تتمتع بدرجة أعلى من التعقيد، وذلك بإنشاء برامج متخصصة لتشجيع 'التحول الصناعي التدريجي'، تهدف إلى تقديم منح أو قروض ميسّرة للمصانع الصغيرة والمتوسطة لتطوير منتجات جديدة ترتبط معرفيًا بمنتجاتها القائمة، مع إعطاء أولوية للقطاعات الواعدة، مثل: الصناعات الكيماوية، والأدوية، وتجهيز الأغذية، وكذلك المنتجات المحلية البديلة للمستوردات.
ودعا المنتدى إلى ضرورة تقديم المساندة الفنية في مجالات نقل التكنولوجيا، وتحديث خطوط الإنتاج، بالتعاون مع مراكز الأبحاث الوطنية، مثل 'المركز الأردني للتصميم والتطوير (JODDB)'.
كما نوّه المنتدى إلى أهمية تأسيس وحدة لتحليل سلاسل القيمة المضافة ضمن وزارة الصناعة أو أي جهة معنية أخرى، بالتعاون مع دائرة الإحصاءات العامة، وبالاستناد إلى نتائج تحليل جداول المدخلات والمخرجات، من أجل تحديد الروابط الإنتاجية للقطاعات ذات الأولوية، واستخدام النتائج في توجيه السياسات القطاعية نحو المنتجات التي تمتلك روابط إنتاجية واسعة، وتُتيح تنويعًا سلعيًا مستقبليًا.
وأوصى المنتدى بضرورة تبني مبادرات متخصصة في المهارات 'من أجل زيادة التعقيد'؛ بهدف تطوير رأس المال البشري، بما يتوافق مع متطلبات الصناعات المعقدة؛ ولا سيما المهارات التقنية والإدارية والمعرفية. ويتحقق ذلك بالشراكة الفاعلة ما بين وزارة العمل، ومؤسسة التدريب المهني، والقطاع الصناعي، ومجالس المهارات القطاعية؛ بهدف تصميم وتنفيذ برامج تدريبية قصيرة ومكثفة تُركّز على المهارات المطلوبة في القطاعات ذات التعقيد المرتفع، مثل: الإلكترونيات، والتصنيع المتقدم، والتجميع الهندسي.
وشدد المنتدى على أهمية تشجيع انتقال الشركات الصغيرة والمتوسطة نحو القطاعات والمنتجات الأكثر تعقيدًا، وتسهيل ذلك بتحسين بيئة الأعمال لدعم الصناعات ذات القيمة المضافة، وذلك من خلال تبسيط الإجراءات التنظيمية والإدارية، ودعم التكامل الصناعي المحلي، وتحفيز البحث والتطوير (R&D)، بإقامة شراكات فاعلة بين الصناعة والجامعات ومراكز الأبحاث، مع ضرورة وضع نموذج استرشادي لتوضيح العلاقة حول حقوق الملكية الفكرية.
كما لا بد من العمل على تيسير إجراءات التصدير والتوسع نحو أسواق جديدة، من خلال تحسين خدمات التخليص الجمركي. وأيضًا إطلاق 'برامج تدريب متخصصة في التصدير' تستهدف الشركات الناشئة والصغيرة، وذلك بهدف تعزيز قدرات تلك الشركات على دخول الأسواق الخارجية.
وفي ختام الورقة، أشار منتدى الاستراتيجيات الأردني إلى أهمية اعتماد نهج استراتيجي لزيادة مستويات التعقيد الاقتصادي في القاعدة الإنتاجية والتصديرية للمملكة، وبما يعزز من فرص التنويع والانخراط في سلاسل القيمة العالمية. وفي هذا السياق، أوصى المنتدى بتبني ما يُعرف بـ'نهج القفزات الطويلة' (Long Jumps Approach)، الذي يرتكز على تحديد المنتجات التصديرية ذات الدرجة العالية من التعقيد، والقريبة نسبيًا من الإمكانات الإنتاجية الحالية، والتي تتيح في الوقت ذاته مكاسب كبيرة على صعيد القيمة المضافة والنمو المستقبلي والمستدام.
وتُظهر نتائج التحليل أن المحفظة التصديرية المقترحة، التي تستند إلى نهج القفزات بعيدة المدى، تشمل 50 منتجًا رئيسًا موزعة على قطاعات اقتصادية متنوعة، أبرزها: القطاع الكيميائي (مثل اللقاحات، والمواد اللاصقة، والراتنجات)، وقطاع الآلات والمعدات الصناعية (بما في ذلك المضخات، والأفران، وأدوات تشكيل المعادن)، إلى جانب قطاع المعادن والمنتجات الهندسية، والصناعات البلاستيكية والمطاطية، والصناعات النسيجية التقنية، وقطاع المركبات وقطع الغيار، بالإضافة إلى منتجات زراعية وغذائية مختارة. ويعكس هذا التنوع في القطاعات والمنتجات السعي إلى توسيع وتنويع القاعدة الإنتاجية نحو مجالات أكثر تعقيدًا وربحية على المدى المتوسط والبعيد.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الزراعة الجديد أمام تحديات كبرى لإصلاح القطاع
وزير الزراعة الجديد أمام تحديات كبرى لإصلاح القطاع

الغد

timeمنذ 3 ساعات

  • الغد

وزير الزراعة الجديد أمام تحديات كبرى لإصلاح القطاع

عبد الله الربيحات اضافة اعلان عمان- يمر القطاع الزراعي في الأردن بمرحلة حرجة تتطلب تدخلًا عاجلًا وشاملًا يعيد لهذا القطاع الحيوي مكانته في المنظومة الاقتصادية والأمنية للدولة، فبعد سنوات من التراجع، وتزايد التحديات المناخية، وغياب السياسات الحازمة، لم يعد ممكناً تأجيل الإصلاح، خصوصًا في ظل ما أظهرته مؤشرات الأمن الغذائي من هشاشة واضحة في قدرة المملكة على تحقيق اكتفاء ذاتي مستدام.وبينما تُشكّل رؤية التحديث الاقتصادي خريطة طريق طموحة للنهوض بالقطاعات الحيوية، فإن الزراعة ما تزال بحاجة إلى قرارات نوعية تعالج عمق المشكلة، لا مظاهرها.ويترقب العاملون في القطاع أداء وزير الزراعة الجديد الدكتور صائب خريسات، القادم إلى منصبه بخلفية علمية ومهنية متخصصة في الشأن الزراعي على المستويين المحلي والدولي، في وقت تعيش فيه الزراعة الأردنية أحد أكثر مراحلها تحديًا من حيث التراجع والإهمال والتحديات المناخية والاقتصادية.وتُجمع الأوساط الزراعية على أن الوزير الجديد أمامه مسؤولية ثقيلة، لا سيما في ظل ما أكدته رؤية التحديث الاقتصادي وخطتها التنفيذية، من أهمية اتخاذ خطوات عاجلة لإنقاذ القطاع وتعزيز منظومة الأمن الغذائي الوطني، التي باتت على المحك في السنوات الأخيرة، وسط أزمات متتالية أثّرت على سلاسل التوريد والموارد الطبيعية.تحديث البنية الزراعيةويُنتظر من الوزير خريسات أن يطلق خطة وطنية شاملة لتحديث البنية التحتية الزراعية، خصوصًا في المزارع الصغيرة والمتوسطة، مع التركيز على إدخال التقنيات الحديثة في الزراعة، واستخدام التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في الزراعة المكشوفة والمحمية على حد سواء، في خطوة من شأنها تخفيض كلفة الإنتاج، وزيادة تنافسية المنتجات الأردنية محليًا وخارجيًا.كما أن تبني أساليب الزراعة الحديثة قد يسهم في فتح أبواب الاستثمار في الصناعات الغذائية، ويضع الأردن على خريطة الإنتاج الزراعي الذكي إقليميًا، شريطة إعادة هيكلة مؤسسات القطاع الخاص الزراعي، ومنحه دورًا رئيسا في تخطيط وتنظيم الإنتاج، لتفادي الاختناقات التسويقية التي تتكرر كل عام.ويرى العديد من الخبراء أن نجاح الوزير في مهمته لن يكتمل دون إعادة النظر في العبء الضريبي المفروض على المزارعين، والذي يحدّ من قدرتهم على التطوير والتوسع، ذلك أن تمكين القطاع من النمو يتطلب بيئة تشريعية عادلة، تدعم الاستثمار وتخفض من الكلف، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار المياه والطاقة ومدخلات الإنتاج.الحاجة لقواعد البياناتومن أبرز التحديات أمام الوزير الجديد، ما كشفه تقرير الأمن الغذائي العالمي للعام الثاني على التوالي، حيث استُثني الأردن من التصنيف بسبب غياب قواعد بيانات دقيقة تتعلق بالقطاعين النباتي والحيواني، وهي ثغرة خطرة تعرقل الجهود الوطنية في تحسين التصنيف الدولي وجذب الاستثمار الزراعي.لذلك، تبدو الحاجة ملحّة لإنشاء مركز وطني للبيانات الزراعية، يكون مرجعًا لصناع القرار والمستثمرين، ويدعم البحوث والدراسات الزراعية، خصوصًا تلك المتعلقة بإنتاج بذور مقاومة لتغير المناخ.ويبرز على أجندة العمل المقترحة للوزير إطلاق مشروع وطني للحصاد المائي في مناطق البادية، من خلال استغلال المساقط المائية، وتوزيع الأراضي المحاذية للحفائر والسدود الترابية على شكل قطع مختلفة الأحجام، وطرحها للاستثمار الزراعي عبر عقود إيجار بشروط واضحة.وتشمل الخطة المقترحة السماح بحفر آبار ارتوازية عميقة، مع اعتماد الطاقة البديلة لتوفير مياه الري في أوقات الشح.وتدعو المبادرة إلى إشراك الجمعيات التعاونية كمكوّن أساسي في هذه المشاريع إلى جانب المستثمرين، مع التركيز على الإنتاج المحلي للحبوب والأعلاف، بما يحقق الأمن العلفي، ويدعم قطاع الثروة الحيوانية المتراجع.تحديات فائض الإنتاجأما أحد الملفات المؤرقة التي تنتظر الوزير خريسات فهو تسويق الفائض من الإنتاج الزراعي، خصوصًا في مواسم الذروة التي تشهد انهيارًا في الأسعار وخسائر فادحة للمزارعين، ويتطلب ذلك فتح أسواق جديدة للتصدير، وتفعيل الرزنامة الزراعية بالتعاون مع المزارعين والمصدرين، مع مراعاة التغيرات المناخية السنوية التي تؤثر على مواعيد الإنتاج.والوزير الجديد أمام مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، فإصلاح القطاع الزراعي الأردني يتطلب إرادة وشراكة حقيقية مع القطاع الخاص، وتخطيطًا إستراتيجيًا طويل الأمد. وبين التحديات الكبرى والفرص الممكنة، سيكون الأداء القادم محكًا حقيقيًا لاختبار قدرة الوزارة على إعادة الحياة إلى الزراعة الأردنية وجعلها ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني.

'68.70' ديناراً سعر غرام الذهب عيار '21' في السوق المحلي اليوم
'68.70' ديناراً سعر غرام الذهب عيار '21' في السوق المحلي اليوم

رؤيا نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • رؤيا نيوز

'68.70' ديناراً سعر غرام الذهب عيار '21' في السوق المحلي اليوم

اظهرت التسعيرة اليومية لبيع الذهب في الاردن لهذا اليوم، الصادرة عن النقابة العامة لاصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات اسعار عيارات الذهب الاربعة المتداولة في السوق الاردني. وعلى النحو التالي : وبلغ سعر بيع الذهب عيار '24' للغرام الواحد 78.700 دينار. وبلغ سعر بيع الذهب عيار '21' للغرام الواحد 68.700 دينار. وبلغ سعر بيع الذهب عيار '18' للغرام الواحد 61.100 دينار. وبلغ سعر بيع الذهب عيار '14' للغرام الواحد 46.400 دينار.

بعد التعديل الحكومي.. ملفات ثقيلة أمام وزيري الاستثمار والنقل الجديدين
بعد التعديل الحكومي.. ملفات ثقيلة أمام وزيري الاستثمار والنقل الجديدين

الغد

timeمنذ 4 ساعات

  • الغد

بعد التعديل الحكومي.. ملفات ثقيلة أمام وزيري الاستثمار والنقل الجديدين

عبد الرحمن الخوالدة اضافة اعلان عمان - بعد التعديل الأول على حكومة جعفر حسان الذي شمل وزيرين من الفريق الاقتصادي، تبرز ملفات ثقيلة أمام وزيري الاستثمار والنقل تحت ضغط "الوقت والتمويل" لتنفيذ مشاريع رئيسية بعضها مدرج في "رؤية التحديث الاقتصادي".ويرى خبراء اقتصاديون أن ملفي النقل والاستثمار يمثلان عصبا حيويا خلال المرحلة المقبلة، فيهما يتقاطعان بشكل مباشر مع مستهدفات تحسين البنية التحتية، وتوفير فرص العمل، واستقطاب الاستثمارات النوعية ذات القيمة المضافة. وأجمع الخبراء على أن نجاح الفريق الوزاري الجديد بشكل عام يتطلب نهجا تنفيذيا عالي الكفاءة، قادرا على تجاوز البيروقراطية وتحقيق نتائج ملموسة على الأرض.وفيما يتعلق بوزارة الاستثمار، أكد الخبراء أن أبرز المهام والملفات الملحة في المرحلة المقبلة تتضمن، استقطاب الاستثمارات المرتبطة بقطاعات التكنولوجيا والطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى ترويج الفرص الاستثمارية المتاحة محليا وإقليميا إلى جانب تسهيل إجراءات التراخيص وتحسين بيئة الأعمال.أما على صعيد وزارة النقل، فركز الخبراء على ضرورة تسريع تنفيذ مشروع السكك الحديد الوطني الذي يعد من أكبر المشاريع الإستراتيجية إضافة إلى تحديث البنية التحتية للنقل البري ورفع كفائتها، إلى جانب تطوير منظومة النقل العام للحد من الازدحام وخفض الانبعاثات، وتعزيز ربط الأردن إقليميًا عبر تطوير النقل البحري والجوي.وشمل التعديل الوزاري الذي أجرته حكومة حسان حقيبتي الاستثمار والنقل إذ تم استبدال وزير الاستثمار مثنى الغرايبة بطارق أبو غزالة إضافة إلى استبدال وزيرة النقل وسام التهتموني بنضال القطامين.وشدد حسان خلال أول جلسة لمجلس الوزراء عقب التعديل الوزاري على أن المرحلة المقبلة تتطلب التزاما عاليا من جميع أعضاء الحكومة، وقال "وقتنا جميعا ليس ملكا لنا، بل هو حق للأردن والأردنيين".النهوض ببيئة الاستثمار والأعمال مسؤولية حكوميةوأوضح وزير الدولة للشؤون الاقتصادية الأسبق يوسف منصور أن أبرز الملفات التي تنتظر وزير الاستثمار الجديد، تتمثل في استقطاب الاستثمارات المرتبطة برؤية التحديث الاقتصادي، إضافة إلى ترويج الفرص الاستثمارية التي يزخر بها الاقتصاد الوطني، إلى جانب العمل على توسعة الاستثمارات المشتركة بين القطاعين العام والخاص.وأشار منصور، إلى أهمية مضاعفة وزارة الاستثمار جهودها في اجتذاب الاستثمارات ذات القيمة المضافة وفي القطاعات الحيوية كالتكنولوجيا والابتكارات والزراعة التكنولوجية.ولفت منصور، إلى أن مسؤولية النهوض بالواقع الاستثماري لا تقتصر على وزارة الاستثمار فقط، بل هي على عاتق الحكومة كاملة التي عليها أن تحسن من مؤشرات الاقتصاد الوطني المختلفة بما ينضج الظروف الملائمة للبيئة الاستثمارية المشجعة، موضحا أن مستويات النمو المرتفعة، ومعدلات التضخم المعتدلة، أضافة إلى الأداء الإيجابي للسوق المالي وغيرها من المؤشرات الاقتصادية الفرعية كلها عوامل إيجابية في معادلة استقطاب الاستثمارات.ودعا منصور وزير الاستثمار الجديد، إلى ضرورة تبني نموذج "الممر الأخضر" المتبع في دائرة الجمارك العامة، بما يتيح بحث ومناقشة المشاريع الاستثمارية الراغبة في الدخول إلى السوق المحلي وحجمها وعوائدها الممكنة، وبناء على ما تتوفر عليه من مزايا، يكون العمل على تسهيل الإجراءات أمامها.الإسراع بتنفيذ مشروع السكك وربط الأردن إقليمياوبالانتقال إلى الملفات الملحة التي تنتظر وزير النقل الجديد خلال المرحلة المقبلة، يرى وزير النقل السابق هاشم المساعيد، أن المضي في تحقيق أهداف رؤية التحديث الاقتصادي ذات الصلة بقطاع النقل، من تحسين قطاع نقل الركاب والارتقاء بمنظومة النقل العام المحلية وتحديث البنية التحتية المرتبطة بها، بما يقود إلى خفض الازدحامات المروية ، وتشجيع استخدام وسائل النقل العام ، إلى جانب رفع نسبة مساهمة القطاع في الاقتصاد الوطني واستحداث فرص العمل ، وذلك من خلال تتطوير شبكات النقل البري بما يخدم عملية الشحن وتعزيز التجارة الداخلية والخارجية وتوسعتها إقليما .كما من المأمول بحسب المساعيد، أن يتم العمل على ملف تسريع الإنجاز في مشروع السكك الحديد الذي يربط بين منطقة التعدين الجنوبية في الشيدية وميناء العقبة الرامية إلى تسهيل نقل الفوسفات والبوتاس وغيرها من السلع المرتبطة بهما.وأكد المساعيد أن من الملفات التي يجب أن تحظى باهتمام وزير النقل، ملف استقطاب الاستثمارات لمشروع سكك الحديد الوطنية وربطها إقليما، إضافة إلى النهوض بمنظومة النقل البحري والجويالوزيران أمام سباق زمني.. و2026 ستكون اختبارا فعليا للجاهزيةبدوره، اعتبر الخبير الاقتصادي وجدي مخامرة، أن قطاعي النقل والاستثمار هما قطاعان محوريان في "البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث"، مما يفرض على الوزيرين العمل على إنجاز أهداف رؤية التحديث المرتبطة بمهام وزاراتهم، إضافة إلى تقديم تقارير دورية عن التقدم في ذلك لرئاسة الوزراء.وتوقع مخامرة، أن يواجه الوزيران ضغطا زمنيا لبدء تنفيذ المشاريع قبل نهاية 2025، خاصة مع تأكيد رئيس الوزراء أن "الوقت ليس ملكا للحكومة بل حق للأردنيين".بالتالي فإن نجاحهما مرهون بقدرتهما على تحويل الخطط إلى نتائج ملموسة تدعم النمو الاقتصادي وتواكب تطلعات التحديثوحول الملفات العاجلة لوزارة النقل، اعتبر مخامرة أن أهم ملف عاجل أمام الوزير الجديد هو مشروع السكك الحديد الوطني الذي يُعد من أضخم المشاريع الإستراتيجية، والذي يهدف لربط مناجم الفوسفات والبوتاس في الجنوب بميناء العقبة، بتمويل إماراتي (شركة الاتحاد للقطارات) تبلغ قيمته 2.3 مليار دولار.كما أن هذا الملف يشكل أولوية للوزير بسبب الجدول الزمني للمشروع، حيث من المقرر البدء في إنشاء البنية التحتية عام 2026، مما يتطلب تسريع الإجراءات الفنية والتنسيق مع الجانب الإماراتي.وبين مخامرة، أن الملف الثاني في قائمة أولويات الوزير هو تحديث البنية التحتية للنقل البري وتحسين شبكات الطرق والسلامة المرورية، إلى جانب ملف معالجة الاختناقات اللوجستية حول الموانئ والمطارات لتعزيز التجارة، وهو أحد أهداف "رؤية التحديث الاقتصادي"، علاوة على ملف تعزيز النقل العام المستدام وتطوير منظومة النقل الجماعي لتقليل الازدحام والانبعاثات.أما فيما يتعلق بالملفات ذات الأولوية لوزير الاستثمار الجديد فيرى مخامرة، أن أهم أولوياته ستكون تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي حيث سيقوم بدمج مشاريع الوزارة مع "البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث" الذي أعلن عنه رئيس الوزراء، خاصة أن موازنة 2026 ستُبنى كلياً على هذه الرؤية.وأشار إلى أولوية التركيز على قطاعات الطاقة الخضراء والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي التي حددتها الحكومة، يضاف إلى ذلك متابعة مشروع سكك الحديد مع المستثمر الإماراتي والتنسيق مع شركة "الاتحاد للقطارات" الإماراتية لضمان تدفق التمويل البالغ 2.3 مليار دولار، والمشاركة في إدارة الصندوق الاستثماري الإماراتي-الأردني المنشأ حديثا.كما سيكون من ضمن الأولويات بحسب مخامرة، معالجة تحديات بيئة الأعمال وتسريع إجراءات التراخيص لجذب المستثمرين، خاصة في القطاعات المنتظمة مثل السياحة واللوجستيات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store