
إطلاق كتاب لفؤاد نقارة ورواية لصباح بشير في متحف محمود درويش
شهدت قاعة الجليل في متحف محمود درويش بمدينة رام الله، مؤخراً، إطلاق كتاب "صيّاد.. سمكة وصنّارة" للمحامي والأديب فؤاد مفيد نقارة، قدم له الكاتب نايف خوري، ورواية "فرصة ثانية" للكاتبة صباح بشير، وقدمها الروائي أحمد رفيق عوض.
وكانت البداية مع عوض، الذي وصف رواية "فرصة ثانية" لصباح بشير، برواية ترميم على المستويات النفسية، والأسرية، والاجتماعية، وبأنها رواية تدعو للتفاؤل، ولتجاوز الانكسارات، كما أنها رواية عن الحب المعاش لا الحب بمفهومه الرومانسي، بل بمفهومه السحري، على حد تعبيره، أي الحب الأسري المرتبط بالأم والعائلة والبيت.
ولفت عوض إلى أن الرواية التي تأتي حيفا المدينة في الخلفية، رغم أهميتها الجغرافية والحضارية والتاريخية بالنسبة لنا كفلسطينيين فقدناها منذ أكثر من سبعة وسبعين عاماً، لا تتناول الخسارات، بل تنتصر للأرباح، ولعلّ في عنوانها "فرصة ثانية" ما يعبّر عن ذلك.
وأشار عوض إلى أن كتابة الرواية بفعل المضارع في غالبية فصولها، تنضوي على تعبير يتمحور في تمثّل الواقع، بمعنى أنها تعمدت القول، إن ما جاء فيها، يعكس الحياة الواقعية المعاشة باستمراريتها وديمومتها، عبر ثلاث حكايات حب وزواج، وبلغة تخلو من المبالغة والجموح والجنون، وتتوافق مع واقعيّة السرد، الذي قامت بشير بالعمل على هندسته بعناية، دون أن يحول ذلك وتدفق قصصها البعيدة عن الخوارق.
بدورها، أشارت الكاتبة صباح بشير إلى أنها ترى في روايتها "فرصة ثانية"، تجربة إبداعية تطمح من خلالها إلى تعميق حالة التواصل ما بينها وبين قرائها، معربة عن أملها في أن تكون هذه الرواية، وهي الثانية لها، فاتحة لمزيد من الروايات.
ووصف الكاتب نايف خوري كتاب "صيّاد.. سمكة وصنّارة" لنقارة، بأنه باكورة كتابات المحامي ورئيس نادي حيفا الثقافي الأدبية، كاشفاً عن أنه تردّد كثيراً قبل طباعته، وحول الشكل الذي يخرج فيه، قبل أن يشرع فيه متكئاً على حبه للمغامرة، وجودة المحتوى وجماله، فكان الكتاب المغاير شكلاً ومضموناً.
وعبّر خوري عن إعجابه بالكتاب، واصفاً إياه بلوحة فسيفسائية، تضم المعلومة والصورة واللوحات والطوابع والحكايات، ما من شأنه أن يثري القارئ ويغنيه ويوسع مداركه، خاصة مع ما يتعلق بالأسماك والمخلوقات البحرية العابرة والمقيمة دائماً في البحر الأبيض المتوسط، في رحلة بحرية أدبية استثنائية عبر كتاب أشبه بلوحة فنيّة، بل يتسع مشكلاً متحفاً من نوع خاص بين دفتي كتاب، على حد توصيفه.
وأشاد خوري بما أورده نقارة في كتابه من أمثال وأقوال شكلت إضافة مثالية أخرى لـ"صيّاد.. سمكة وصنّارة"، كالقول، إن "رصيد البحر سرّ لا يفقهه إلا أهله، أولئك الذين يجيدون قراءة الأمواج، وفهم رموز التيّار"، وكقوله، إن "أسرار البحر لا تنتهي"، وغيرها.
بدوره، تحدث نقارة عن كتابه، وعن تجربته في صيد الأسماك، مشيراً إلى أن البحر ليس فقط جزءاً من الوطن، بل رمزاً له، لذا سعى إلى توثيق الأسماك والحيوانات البحرية التي تعيش أو تعبر البحر الأبيض المتوسط كما ترد على ألسنة صيّادي وسكان مدينتي حيفا وعكا.
ولفت نقارة إلى أن الرواية العربية، باستثناء بعض روايات السوري حنّا مينة، وروايات عربية ليست بالكثيرة، فقيرة بما يمكن تسميته رواية البحر، بحيث لا يحضر البحر في الرواية الفلسطينية أو العربية إلا نادراً، وفق ما يرى، معتبراً البحر حياة بالنسبة له، وكاشفاً عن أنه لا يستطيع العيش طويلاً في جغرافيّات بلا بحار، خاصة أنه بتقلبّاته يعتبر انعكاساً للحياة التي نعيشها، مشدداً على أهمية احترام البحر وخصوصيته، وترك مسافة "بيننا وبينه"، ومعرفة الوقت الذي يمكن فيه اقتحام هذه الخصوصية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الايام
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- جريدة الايام
"نور".. من زنازين الاحتلال إلى حناجر "بنات القدس"!
"نور" هو عنوان العرض الموسيقي الذي من المقرر أن تقدمه فرقة "بنات القدس" التابعة لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، مساء العاشر من الشهر الجاري، على خشبة مسرح قصر رام الله الثقافي، ضمن فعاليات مهرجان "الياسمين" 2005. ويحمل العرض عنوان أغنية من إنتاج المعهد، كتب كلماتها الأسير أحمد العارضة لروح شقيقة الشهيد نور الدين تيسير العارضة، الذي استشهد برصاص الاحتلال مقاوماً، رفقة الشهيدين سعد ماهر الخراز ومنتصر سلامة، على جبل جرزيم، بمدينة نابلس، التي كان يقطنها جميعهم، صباح الخامس والعشرين من تموز 2023. والأغنية، التي لحنها الموسيقار الفلسطيني سهيل خوري، أطلقها معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، رسمياً، يوم "الجمعة العظيمة"، في الثامن عشر من نيسان الماضي، أرفقت بشرح عبر "يوتيوب"، مفاده: حين صرخ أحمد العارضة لأخيه: "لا تبتعد أكثر"، كان يعيد صياغة النداء الإنساني القديم تحت الصلب، وحين قال: "حطم صليبك يا يسوع"، لم يكن يخاطب المسيح وحده، بل كان ينادي الفلسطيني الذي ما زال يحمل صليبه يومياً، في جنازات الشهداء، وفي سجون الاحتلال، وعلى درب الجلجلة الممتد من القدس حتى نابلس، ففي فلسطين، الصلب ليس مشهداً من الماضي، بل جمعة عظيمة لا تنتهي، وصلبانها لا تسقط. وحول حكاية الأغنية والعرض أشار خوري في حديث لـ"الأيام" إلى أن أحد أصدقائه جاء رفقة شقيق كاتب الأغنية الأسير الشاعر أحمد العارضة، لوضع موسيقاها، وكان ثمة اتجاه لديه لتغنيها الفنانة أميمة خليل، إلا أن الأمور لم تتم، فاقترحت عليه أن أؤلف الموسيقى الخاصة بها لصالح فرقة "بنات القدس"، وهو ما كان. ووصف خوري كلمات الأغنية بالمؤثرة والمعبرة والعميقة، و"الصعبة" لجهة النص والتلحين، لافتاً إلى أنها تطلبت وقتاً وجهداً كبيرين، لكنه كما الجمهور ممن استمع إليها كان راضياً عن النتيجة، والشكل الذي خرجت فيه من حناجر "بنات القدس"، خاصة أن طبيعة الكلمات فرضت لحناً عميقاً يوازيها، لافتاً إلى أنها، بالنسبة له، واحدة من أبرز المحطات الفنية في مشواره الطويل، شأنها شأن "مريم غزة" عن كلمات الشاعر إبراهيم نصر الله، و"الفوانيس". وبخصوص إطلاقها بالتزامن مع "الجمعة العظيمة"، شدد خوري على أن كلماتها تتناسب وهذه المناسبة، ففي إحدى عباراتها يقول: "حطّم صليبك يا يسوع"، وفيها دعوة لاستمرار الثورة ضد الظلم، والسير على خطى الثائر يسوع، ما يعكس فهماً عميقاً لدى الأسير العارضة حول العقيدة المسيحية، فكان إطلاقها للتأكيد على فكر يسوع والمسيحية، في "الجمعة العظيمة"، الذي يقوم على الصبر، والفداء، والتضحية والثورة على الظالم، خاصة أن كلماتها ليست تحريضية كما طبيعة الأغنيات الوطنية، بل يغلفها عمق غير مسبوق. ولفت إلى أن "بنات القدس" ليس عبارة عن تجمع لفتيات من ذوات الأصوات الجميلة، بل هو مشروع جماعي يتراكم، ويحدث صداه، منذ ما يزيد على اثني عشر عاماً، فالأغنية بمعناها، بعيدة عن السائد المتمحور حول فكرة "البطل المطرب" أو "النجم"، والفرقة عبارة عن فرقة تضم فتيات يمكن للعديد منهن أن يبدعن كمغنيات منفردات. من جهتها أشارت المغنية في الفرقة، هانيا ناصر الدين، إلى أن حكاية الأغنية كونها عن نص لأسير مهدى إلى روح شقيقه الأسير، الذي حرم من المشاركة في جنازته، تجعل منها أغنية ذات وقع خاص، لافتة إلى أنه لم يكن من السهل تقمص الحالة، لولا لحن الأغنية والتوزيع الموسيقي لها، "فلو قدمناها دون موسيقى لما خرجت على ما هي عليه بالمطلق"، كاشفة عن أن "نور" ستكون آخر أغنيات العرض الذي يحمل اسمها. دُنى عيّاد، المغنية في الفرقة ذاتها، لفتت إلى أن فهم الكلمات، وحكاية الأغنية، من شأنه أن يُخرج منّا أفضل ما لدينا، فحين "يخبرنا"، تخرج منا الأغنية مجبولة بالمشاعر الصادقة والحيّة، مؤكدة على أن للأغنية "نور" خصوصية بالنسبة لها كونها تعكس بكلماتها ولحنها وقصتها رمزيات ودلالات إنسانية ووطنية متعددة. ويأتي اختيار "نور" ليكون عنوان العرض، كونها تمثل رمزاً لما نعيشه ونعايشه، حيث الشهداء يومياً في ظل حرب الإبادة المستمرة في غزة، وتتوسع يومياً في الجغرافيا الفلسطينية المحتلة، علاوة على كونها تعبيراً عن إنجاز يتحقق سواء للفرقة، أو لقائدها ومؤسسها لجهة التأليف الموسيقي المرافق لها.


جريدة الايام
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- جريدة الايام
إطلاق كتاب لفؤاد نقارة ورواية لصباح بشير في متحف محمود درويش
شهدت قاعة الجليل في متحف محمود درويش بمدينة رام الله، مؤخراً، إطلاق كتاب "صيّاد.. سمكة وصنّارة" للمحامي والأديب فؤاد مفيد نقارة، قدم له الكاتب نايف خوري، ورواية "فرصة ثانية" للكاتبة صباح بشير، وقدمها الروائي أحمد رفيق عوض. وكانت البداية مع عوض، الذي وصف رواية "فرصة ثانية" لصباح بشير، برواية ترميم على المستويات النفسية، والأسرية، والاجتماعية، وبأنها رواية تدعو للتفاؤل، ولتجاوز الانكسارات، كما أنها رواية عن الحب المعاش لا الحب بمفهومه الرومانسي، بل بمفهومه السحري، على حد تعبيره، أي الحب الأسري المرتبط بالأم والعائلة والبيت. ولفت عوض إلى أن الرواية التي تأتي حيفا المدينة في الخلفية، رغم أهميتها الجغرافية والحضارية والتاريخية بالنسبة لنا كفلسطينيين فقدناها منذ أكثر من سبعة وسبعين عاماً، لا تتناول الخسارات، بل تنتصر للأرباح، ولعلّ في عنوانها "فرصة ثانية" ما يعبّر عن ذلك. وأشار عوض إلى أن كتابة الرواية بفعل المضارع في غالبية فصولها، تنضوي على تعبير يتمحور في تمثّل الواقع، بمعنى أنها تعمدت القول، إن ما جاء فيها، يعكس الحياة الواقعية المعاشة باستمراريتها وديمومتها، عبر ثلاث حكايات حب وزواج، وبلغة تخلو من المبالغة والجموح والجنون، وتتوافق مع واقعيّة السرد، الذي قامت بشير بالعمل على هندسته بعناية، دون أن يحول ذلك وتدفق قصصها البعيدة عن الخوارق. بدورها، أشارت الكاتبة صباح بشير إلى أنها ترى في روايتها "فرصة ثانية"، تجربة إبداعية تطمح من خلالها إلى تعميق حالة التواصل ما بينها وبين قرائها، معربة عن أملها في أن تكون هذه الرواية، وهي الثانية لها، فاتحة لمزيد من الروايات. ووصف الكاتب نايف خوري كتاب "صيّاد.. سمكة وصنّارة" لنقارة، بأنه باكورة كتابات المحامي ورئيس نادي حيفا الثقافي الأدبية، كاشفاً عن أنه تردّد كثيراً قبل طباعته، وحول الشكل الذي يخرج فيه، قبل أن يشرع فيه متكئاً على حبه للمغامرة، وجودة المحتوى وجماله، فكان الكتاب المغاير شكلاً ومضموناً. وعبّر خوري عن إعجابه بالكتاب، واصفاً إياه بلوحة فسيفسائية، تضم المعلومة والصورة واللوحات والطوابع والحكايات، ما من شأنه أن يثري القارئ ويغنيه ويوسع مداركه، خاصة مع ما يتعلق بالأسماك والمخلوقات البحرية العابرة والمقيمة دائماً في البحر الأبيض المتوسط، في رحلة بحرية أدبية استثنائية عبر كتاب أشبه بلوحة فنيّة، بل يتسع مشكلاً متحفاً من نوع خاص بين دفتي كتاب، على حد توصيفه. وأشاد خوري بما أورده نقارة في كتابه من أمثال وأقوال شكلت إضافة مثالية أخرى لـ"صيّاد.. سمكة وصنّارة"، كالقول، إن "رصيد البحر سرّ لا يفقهه إلا أهله، أولئك الذين يجيدون قراءة الأمواج، وفهم رموز التيّار"، وكقوله، إن "أسرار البحر لا تنتهي"، وغيرها. بدوره، تحدث نقارة عن كتابه، وعن تجربته في صيد الأسماك، مشيراً إلى أن البحر ليس فقط جزءاً من الوطن، بل رمزاً له، لذا سعى إلى توثيق الأسماك والحيوانات البحرية التي تعيش أو تعبر البحر الأبيض المتوسط كما ترد على ألسنة صيّادي وسكان مدينتي حيفا وعكا. ولفت نقارة إلى أن الرواية العربية، باستثناء بعض روايات السوري حنّا مينة، وروايات عربية ليست بالكثيرة، فقيرة بما يمكن تسميته رواية البحر، بحيث لا يحضر البحر في الرواية الفلسطينية أو العربية إلا نادراً، وفق ما يرى، معتبراً البحر حياة بالنسبة له، وكاشفاً عن أنه لا يستطيع العيش طويلاً في جغرافيّات بلا بحار، خاصة أنه بتقلبّاته يعتبر انعكاساً للحياة التي نعيشها، مشدداً على أهمية احترام البحر وخصوصيته، وترك مسافة "بيننا وبينه"، ومعرفة الوقت الذي يمكن فيه اقتحام هذه الخصوصية.


معا الاخبارية
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- معا الاخبارية
رام الله: أمسية ثقافيّة تحتفي بالإبداع الأدبيّ والفكر المستنير
رام الله-معا- في مساء بهيج من يوم الثّامن والعشرين من شهر أبريل لعام 2025م، استضافت قاعة الجليل بمتحف محمود درويش في رام الله أمسية ثقافيّة رفيعة المستوى، وذلك بدعوة كريمة من مؤسّسة محمود درويش، وقد أقيم هذا الملتقى الأدبيّ احتفاءً بإشهار عملين إبداعيّين جديدين يضافان إلى خزانة الأدب والفكر العربي المعاصر، وهما: رواية "فرصة ثانية" للأديبة صباح بشير، وكتاب "صيّاد.. سمكة وصنّارة" للأستاذ المحامي فؤاد مفيد نقّارة. شهدت الأمسية حضور نخبة من المثقّفين والمهتمّين بالشّأن الثّقافيّ، وتألّقت بمشاركة الدّكتور أحمد رفيق عوض والإعلاميّ نايف خوري. استهلّت فعاليّات النّدوة بالنّشيد الوطنيّ، اّلذي صدحت به جنبات القاعة إيذانا ببدء هذا العرس الثّقافيّ، ثمّ تفضّل الدّكتور أحمد رفيق عوض بتقديم مداخلة نقديّة حول رواية "فرصة ثانية"، حيث أشاد بالأسلوب ورقي اللّغة الّتي نسجت بها الكاتبة خيوط سردها، وأشار إلى أنّ الرّواية تمثّل مرآة عاكسة للواقع الاجتماعيّ، وقد صيغت بضمير الفعل المضارع دلالة على استمرار الحدث وتواصل الحياة وتفاعلاتها الاجتماعيّة والواقعيّة الّتي لا تنقطع، وهو ما يبعث في ثنايا العمل روح الأمل والتّفاؤل. عقب ذلك، تحدّثت الكاتبة صباح بشير، حيث أعربت عن شكرها وتقديرها للدّكتور أحمد رفيق عوض على قراءته الثريّة، كما توجهّت بالشّكر الجزيل للحضور الكريم ولمؤسّسة محمود درويش والقائمين عليها، وعلى رأسهم المدير العام للمؤسّسة الأستاذ فتحي البس على هذه الدّعوة الكريمة، وباركت للأستاذ المحامي فؤاد نقّارة على نجاح كتابه "صيّاد.. سمكة وصنّارة" متمنيّة له التّوفيق والنّجاح في درب الحياة. بعد ذلك، أخذ الأديب والإعلاميّ نايف خوري الحضور في رحلة استكشافيّة ثريّة داخل صفحات كتاب "صيّاد.. سمكة وصنّارة"، وقد أسهب في الحديث عن قيمة الكتاب وأهمّيّته، مشيرا إلى أنّه يحمل بين طيّاته كنزا معرفيّا دفينا يتعلّق بالثّروة السمكيّة، كما يسلّط الضّوء على عالم مهنيّ واسع يعيش منه الآلاف، بل الملايين من الصيّادين الّذين يعتبرونه مصدر رزقهم، بالإضافة إلى الهواة الّذين يجدون فيه متعتهم وشغفهم، تماما كما هو الحال مع المؤلّف، الكاتب والمحامي فؤاد نقّارة. ثم تحدّث الأستاذ نقّارة، معربا عن امتنانه العميق لمؤسّسة محمود درويش والقائمين عليها، وللحضور الكريم، وللمشاركين على المنصّة، وقد شارك الحضور بعضا من تجربته الشّخصيّة في كتابة هذا العمل، مستعرضا بعضا من ذكرياته العميقة مع البحر، كما أغنى الأمسية بمعلومات قيّمة مستقاة من خبرته حول عالم الأسماك والبحر وأسراره الغامضة والشّاسعة، مسلّطا الضّوء على جوانب قلّما تُطرق في مثل هذه المحافل الأدبيّة، ليضفي بذلك بعدا معرفيّا فريدا على الأمسية. في الختام، فتح باب الحوار والنّقاش أمام الجمهور، حيث تفاعل الحضور بشكل لافت، وطرحوا العديد من الأسئلة والمداخلات الّتي أثرت النّقاش وأضفت على النّدوة مزيدا من العمق والفائدة، ثمّ التقطت الصّور التّذكاريّة الّتي وثّقت هذه اللّحظات الثّقافيّة، وتفضّل المؤلّفان بتوقيع نسخ من كتابيهما للحضور.