logo
الادعاء أنّ العلاجات الكيميائيّة غير مجدية في علاج الأمراض السرطانيّة بنسبة 97 بالمئة لا يعتمد على أسس علميّة FactCheck#

الادعاء أنّ العلاجات الكيميائيّة غير مجدية في علاج الأمراض السرطانيّة بنسبة 97 بالمئة لا يعتمد على أسس علميّة FactCheck#

النهار٠٥-١١-٢٠٢٤

ملايين المشاهدات وعشرات آلاف المشاركات حصدتها منشورات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي يؤكّد مروّجوها أنّ العلاجات الكيميائيّة المعتمدة لعلاج السرطان غير مجدية بنسبة 97%. ويعلّل هؤلاء ادعاءهم بالاستناد إلى فيديو من مقابلة لطبيب أميركي في العلاج الطبيعي. لكنّ مقابلة الطبيب تستند إلى دراسة أسيء فهمها. أما العلاج الكيميائي فقد أثبت فعاليته وهو ليس العلاج الوحيد ضدّ السرطانات.
"لماذا يُستخدم العلاج الكيميائي للسرطان بالرغم من فشله بنسبة 97%؟" هي عبارة اقتبسها مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي من مقطع فيديو يمتدّ على أكثر من دقيقتين يظهر فيه الطبيب الأميركي بيتر غليدن، وهو معالج بالطب الطبيعي.
وممّا جاء على لسان هذا الطبيب في الفيديو أن أطباء الأورام يغتنون سريعاً بلجوئهم إلى العلاج الكيميائي في ظلّ النظام الصحي الأميركي.
ينتشر هذا الفيديو منذ العام 2011 على الأقل وبلغات عدة منها العربية والفرنسية والإنكليزيّة حاصداً ملايين المشاهدات وعشرات آلاف المشاركات وسط تعليقات تؤكّد أن هذه العلاجات الكيميائيّة المستخدمة على مرضى السرطان هدفها ربحيّ ليس إلا.
إلا أنّ هذا الادعاء لا أساس له من الناحية العلميّة بالاستناد إلى أطباء الأورام الذين استطلعت رأيهم وكالة فرانس برس.
يقول إريك سولاري نائب رئيس مؤسسة ARC للأبحاث السرطانيّة لصحافيي فرانس برس في الأول من تشرين الأول 2024، إن هذه النسبة المذكورة "غير مفهومة". ويشرح قائلاً إن العلاج الكيميائي يفضي إلى نتائج متكاملة وإلى شفاء تامّ لدى بعض المرضى. وبالتالي فإنّ (نسبة 97%) بعيدة جداً عن الواقع".
ويضيف سولاري "تستخدم اليوم أدوية جديدة في علاجات السرطانات إلى جانب علاجات موجّهة وعلاجات مناعيّة، لكن يبقى العلاج الكيميائي مكوّناً أساسياً في علاج الأمراض السرطانيّة يخلّص كلّ يوم حياة عدد كبير من المرضى".
وفي حديث مع صحافيي خدمة تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس، قال طبيب الأورام مانويل رودريغيز رئيس الجمعية الفرنسية لأمراض السرطان (أرشيف) "لا يمكن الخلط بين كلّ أنواع السرطانات والعلاجات الكيميائية. يتعيّن تحليل كل نوع من أنواع السرطانات، لا بل كلّ نوع من أنواعه الفرعيّة".
العلاج الكيميائي، مبدأ علاجيّ لحالات مختلفة
بحسب موقع غوستاف روسي لمكافحة أمراض السرطان، فإن العلاج الكيميائي ليس نوع دواء إنما "مبدأ علاج يضم أنواعاً مختلفة من الأدوية" هدفه القضاء على الخلايا السرطانية.
وبحسب نوع السرطان يوصف العلاج ويعطى بطرق شتى إما فموياً أو عن طريق الوريد. وهنا تحدّد فاعليته بما أنّ الأورام باختلافها لا تتجاوب مع نفس العلاجات الكيميائيّة.
أما مؤسسة ARC للأبحاث السرطانية فتقول عبر موقعها إن العلاج الكيميائي (أرشيف) علاج "نظاميّ" يعمل على كامل جسم الإنسان ويمكن اللجوء إليه في سيناريوهات مختلفة، كـ"علاج حصري" لبعض السرطانات (بخاصة سرطان الدم)، أو كعلاج قبل عمليّة جراحيّة أو قبل جلسات علاج بالأشعة "بهدف تقليص حجم الورم" أو حتى بعد هذين السيناريوهين لإزالة احتمال وجود "خلايا سرطانية متبقيّة".
اللجوء إلى العلاج الكيميائي ممكن أيضاً في المراحل الأخيرة (مرحلة انتشار الورم) بهدف تثبيت الحالة، أو في المرحلة التلطيفية عندما لا يكون الشفاء ممكناً. عندئذ يُعتمد العلاج لتحسين "مدة" و"نوعية الحياة".
وبالتالي، فإن الحديث عن "العلاج الكيميائي" بشكل مطلق كما في المقطع المتداول لبيتر غليندن، لا معنى له، لأن هذا العلاج يشمل حالات متغيرة، بحسب ما أوضحت في 4 تشرين الاول 2024 ماريان دوبيري، مديرة التوصيات والأدوية في المعهد الوطني للسرطان في حديث لوكالة فرانس برس.
وتشرح دوبيري قائلة "لا يوجد علاج كيميائي واحد بل عدة علاجات كيميائية. فكلّ دواء يدخل في العلاج الكيميائي يحصل على ترخيص للتسويق، بعد نتائج التجارب السريرية وتقييم الوكالات الحكومية المسؤولة عن وصول الأدوية إلى السوق للفائدة أو الخطر".
ويستطرد إيريك سولاري قائلاً "يضمّ العلاج الكيميائي مجموعة كبيرة من الأدوية المختلفة المستخدمة بطرق شتى بحسب نوع السرطان. ويكرّر قائلاً "يسمح العلاج بشفاء العديد من المرضى".
أما مانويل رودريغيز فيقول "يستهدف العلاج الكيميائي الخلايا التي تتكاثر، على عكس الخيارات العلاجية الأخرى التي طوّرت بعده. وبالتالي، فإن معرفة ما إن كان السرطان يتكاثر بسرعة أم لا هو أحد المعايير التي تؤخذ بعين الاعتبار عند اتخاذ قرار اللجوء إلى العلاج الكيميائي".
ويعرض رودريغيز من جهة، مثال سرطان الميلانوما، وهو ورم جلديّ، فيقول "في بعض الحالات، قد يكون هذا الورم خطيراً، لكن العلاج الكيميائي [...] غير فعّال لهذا النوع من السرطان، لذا لا يوصف للمصابين به".
من جهة أخرى، يشرح إيريك سولاري أن "بعض أنواع السرطان حساسة جداً تجاه العلاج الكيميائي". ويذكر على سبيل المثال، "مرض هودجكين، وهو نوع من السرطانات التي تصيب أحياناً صغار السنّ وهو يحقق منذ زمن نسبة شفاء في أكثر من 50% من الحالات بفضل العلاج الكيميائي إلى جانب العلاج الإشعاعي في بعض الأحيان".
ويضيف الطبيب "العديد من أنواع الليمفوما الخبيثة تشفى أيضاً، وبشكل شبه حصري، بواسطة العلاج الكيميائي وذلك منذ فترة طويلة". ويذكر أيضاً حالات اللوكيميا ويقول "في 95% من حالات اللوكيميا الحادة يموت المريض في غضون بضعة أيام إن لم يتلقّ العلاج الكيميائي".
وتفصّل ماريان دوبراي بالقول "تختلف +ردة فعل+ السرطانات تجاه العلاج الكيميائي بحسب نوع الأورام ومكان تواجدها. كلما كان السرطان حساساً على العلاج الكيميائي، زادت فرص فاعلية هذا العلاج".
وتذكّر الخبيرة بأنه "من الصعب جداً قياس فاعلية العلاج الكيميائي بشكل عام بسبب التنوع الكبير لأمراض السرطان".
وتضيف "يسبّب هذا المبدأ العلاجي آثاراً جانبية موقتة "شائعة لكنّها غير منتظمة"، وتختلف باختلاف نوع العلاج الكيميائي المستخدم.
وتفصّل "يمكن أن تشمل هذه الآثار الجانبية الغثيان، والتقيؤ، والتهاب الفم (التهاب الأغشية المخاطية) أو القروح، والإسهال أو الإمساك، وفقدان الشعر موقتاً، والتعب، وانخفاض خلايا الدم البيضاء أو الحمراء أو الصفائح الدموية. ويمكن الحدّ من بعض الآثار الجانبية أو حتى تجنبها، من خلال الرعاية والأدوية المناسبة. وفي بعض الحالات لا تترتب آثار جانبيّة عن العلاجات الكيميائية، وهذا لا يعني أن العلاج غير فعّال".
نسبة مئوية تستند إلى سوء فهم لدراسة بمنهجية غير تقليدية
ما انفكّ مقطع الفيديو الذي يظهر فيه بيتر غليدن ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي منذ العام 2011. وعلى الرغم من حذفه عن يوتيوب إلا أنّ العودة إليها ما زالت متاحة عبر رابط مؤرشف.
وبحسب التعليق المرفق بإحدى نسخ هذا الفيديو، فإنّ المعالج بالطب الطبيعي الأميركي بيتر غليندن يعتمد على دراسة أوسترالية نُشرت عام 2004 في مجلة Journal of Clinical Oncology، وهي مجلة تخضع مقالاتها للمراجعة العلمية.
هدفت هذه الدراسة إلى تقييم مساهمة العلاج الكيميائي في نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لمرضى يعانون من أنواع مختلفة من السرطان، بالاعتماد على بيانات وبائية أميركية وأوسترالية تعود لعام 1998، وخلصت إلى أنّ العلاج الكيميائي ساهم في بقاء هؤلاء المرضى على قيد الحياة بنسبة تفوق 2 % بقليل.
هذا لا يعني أنّ الدراسة خلصت إلى أنّ العلاج الكيميائي يفشل بنسبة 97%.
ويقول مانويل رودريغيز تعليقاً على هذه الدراسة "نحن أمام مقال جودته منخفضة، من جهة وسوء فهم لما ورد فيه من جهة أخرى".
كذلك يشير أخصائي الأورام إلى أن نتائج هذا العمل العلمي "غير الواضح" تحتاج إلى التفسير بحذر حتى لو فهمت بشكل صحيح: "طريقة حساب [مؤلفي الدراسة] متحيزة جداً في تقييم فائدة العلاج الكيميائي، لأنهم نظروا في الأدبيات العلمية، والدراسات السريرية، ثم نظروا في عدد حالات سرطان في الولايات المتحدة وأوستراليا، وقدروا عدد المرضى الذين ظلوا على قيد الحياة بفضل العلاج الكيميائي. لذا، هي مجرد تقدير تقريبي".
ويقول أيضاً "إنهم يخلطون بين بيانات الحياة الواقعية وبيانات التجارب السريرية".
ويشرح مانويل رودريغيز" في مجال الأورام الطبية، نكون أمام حالات ثلاث. عندما نعلم أن العلاج الكيميائي لا يقدم فائدة، لا نوصي به. [...] في الحالات التي يكون فيها ضرورياً، نشجع المرضى بشدة على العمل برأي طبيب الأورام. وعندما تكون الفائدة مجرد نسبة صغيرة [...]، نجري نقاشات جادة [حول جدوى اللجوء إليه] مع المرضى".
من جانبها، تسلط ماريان دوبيري الضوء على "الخطر" المتمثل في الادعاءات المضللة مثل تلك المتعلقة بنسبة فشل العلاج الكيميائي، مشيرة إلى أن "مثل هذه الرسائل، تدفع المرضى لتجنب العلاجات التقليدية التي أثبتت وحدها فعاليتها في علاج مرضى السرطان".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عشرات الضحايا في غزة... و70 ألف طفل يعانون من سوء التغذية
عشرات الضحايا في غزة... و70 ألف طفل يعانون من سوء التغذية

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

عشرات الضحايا في غزة... و70 ألف طفل يعانون من سوء التغذية

أعلنت وزارة الصحة في غزة عصر اليوم السبت "استشهاد 44 فلسطينياً في غارات للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم، 25 منهم جنوبي القطاع"، في حين أكد برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من 70 ألف طفل في غزة يواجهون مستويات حادة من سوء التغذية، مضيفا: نستغل كل فرصة لتقديم المساعدات الغذائية إلى غزة لكن ما يتم تقديمه لا يكفي، ونحتاج إلى وصول فوري وآمن وبدون قيود للمساعدات لتفادي المجاعة وإنقاذ الأرواح". قبل ذلك، كان الدفاع المدني في القطاع أعلن مقتل 15 فلسطينيا على الأقل في غارات إسرائيلية على مناطق مختلفة، حيث قال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل: "قتل 15 فلسطينيا على الأقل عدد منهم من الأطفال والسيدات، وعشرات المصابين، جراء غارات جوية إسرائيلية". وبحسب بصل تعرض عشرات الفلسطينيين لقصف إسرائيلي أثناء انتظارهم مرور شاحنات المساعدات على الطريق الساحلي غرب خان يونس. في مستشفى ناصر في خان يونس جنوب القطاع، تجمع فلسطينيون يبكون حول جثث مغطاة بأكفان بيضاء. وقال وسام المدهون: "صاروخ اف-16 قام بهد المنزل بأكمله. كلهم مدنيون. شقيقتي وزوجها وأولادها". وتابع: "وجدناهم ملقين في الشارع. ماذا فعل هذا الطفل (لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو؟". في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه لا يستطيع التعليق على ضربات معينة من دون "إحداثياتها الجغرافية الدقيقة". وأضاف في بيان أن سلاح الجوّ قصف خلال اليوم الماضي أكثر من 100 هدف في أنحاء القطاع، بمن فيهم أعضاء "منظمات إرهابية في قطاع غزة، ومنشآت عسكرية، وطرق تحت الأرض، وبنى تحتية إرهابية إضافية". ومنذ استئناف إسرائيل الضربات الجوية وعملياتها العسكرية في 18 آذار/مارس الماضي، قتل "3747 شهيدا و10552 إصابة" حيث انهارت هدنة هشة استمرت لشهرين. واندلعت الحرب بعد هجوم مباغت شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1218 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى الأرقام الرسمية. كما تم خلال الهجوم خطف 251 رهينة، لا يزال 57 منهم في غزة، بينهم 34 قالت إسرائيل إنهم قضوا. "الأكثر وحشية" ومنذ بدء الحرب، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين في غزة 53901، غالبيتهم مدنيون، وفقا لأحدث حصيلة أوردتها السبت، وزارة الصحة التي تديرها حماس، وبينهم 3747 قتيلا على الأقل منذ استئناف إسرائيل ضرباتها وعملياتها العسكرية في 18 آذار/مارس بعد هدنة هشة استمرت لشهرين. وبدأت المساعدات الإنسانية بدخول القطاع الإثنين للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين بعد سماح إسرائيل بدخولها. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة أن "الفلسطينيين في غزة يعانون ما قد تكون الفترة الأكثر وحشية في هذا النزاع القاسي". وأشار غوتيريش إلى أنه من بين نحو 400 شاحنة سمح لها بالدخول إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، لم تجمع إمدادات سوى من 115 شاحنة فقط. وتابع: "في أي حال، فإن كل المساعدات التي سمح بدخولها حتى الآن لا تمثل سوى القليل في وقت يتطلب الوضع تدفقا هائلا من المساعدات"، لافتا إلى أن الجهود تبذل في ظل "تصاعد الهجوم العسكري الإسرائيلي مصحوبا بمستويات مروعة من القتل والدمار". من جهته، أعلن برنامج الأغذية العالمي الجمعة في بيان تعرض 15 شاحنة تابعة له "للنهب... جنوب غزة بينما كانت في طريقها إلى المخابز التي يدعمها البرنامج". وأورد البيان: "الجوع واليأس والقلق بشأن ما إذا كان سيتم إدخال مزيد من المساعدات الغذائية تساهم في تفاقم انعدام الأمن"، داعيا السلطات الإسرائيلية إلى "إيصال كميات أكبر بكثير من المساعدات الغذائية إلى غزة بشكل أسرع". وحذرت بلدية مدينة غزة (شمال القطاع) السبت من "أزمة مياه" محتملة واسعة النطاق نتيجة نقص الإمدادات اللازمة للإصلاحات العاجلة. وأضافت أن الأضرار الناجمة عن الحرب "أثرت على غالبية البنية التحتية للمياه في غزة، مما جعل شرائح كبيرة من السكان عرضة لنقص حاد في المياه". وأشارت إلى أن درجات الحرارة آخذة في الارتفاع، ومن المتوقع أن يزداد الطلب على المياه.

طبيبة فلسطينية تُفجع بوصول جثامين تسعة من أبنائها أثناء عملها في مجمع ناصر الطبي
طبيبة فلسطينية تُفجع بوصول جثامين تسعة من أبنائها أثناء عملها في مجمع ناصر الطبي

سيدر نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • سيدر نيوز

طبيبة فلسطينية تُفجع بوصول جثامين تسعة من أبنائها أثناء عملها في مجمع ناصر الطبي

فُجعت طبيبة الأطفال الفلسطينية آلاء النجار بوصول جثامين تسعة من أطفالها إلى مجمع ناصر الطبي الذي تعمل فيه بقطاع غزة الجمعة، بعد أن قضوا حرقاً إثر غارة جوية إسرائيلية على منزلها في منطقة قيزان النجار جنوبي محافظة خان يونس. وقالت فرق الدفاع المدني في غزة إن القصف أدى إلى تدمير منزل العائلة بالكامل واندلاع حريق هائل، في حين تمكنت طواقم الدفاع المدني من انتشال جثامين تسعة قتلى، بينهم ثمانية أطفال متفحمين بالكامل، بينما أصيب زوجها الطبيب حمدي النجار بجروح خطيرة. وقد تواصلت بي بي سي مع الجيش الاسرائيلي للتعليق، وقال الجيش وفي بيان عام صدر يوم السبت، إنه قصف أكثر من 100 هدف في أنحاء غزة خلال يوم الجمعة. وأكد المدير العام لوزارة الصحة بقطاع غزة منير البرش في منشور له عبر منصة إكس أن الدكتورة آلاء اختصاصية أطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، قائلاً: ' لديها عشرة أبناء، أكبرهم لم يتجاوز 12 عاماً. خرجت مع زوجها الدكتور حمدي النجار ليوصلها إلى عملها، وبعد دقائق فقط من عودته، سقط صاروخ على منزلهم. استُشهد تسعة من أطفالهما'. وبقي طفل وحيد مصاب وزوجها الدكتور حمدي الذي يرقد الآن في العناية المركزة. مضيفاً: 'هذا ما يعيشه كوادرنا الطبية في قطاع غزة؛ الكلمات لا تكفي لوصف الألم. في غزة، لا يُستهدف الكادر الطبي فحسب، بل يُمعن الاحتلال الإسرائيلي في الإجرام، ويستهدف عائلات بأكملها'. كما قدم مجمع ناصر الطبي العزاء للطبيبة النجار عبر منصة فيسبوك ونشر قائمة بأسماء أطفالها الذين فقدتهم، وهم: يحيى حمدي النجار، ركان حمدي النجار، رسلان حمدي النجار، جبران حمدي النجار، إيف حمدي النجار، ريفان حمدي النجار، وسيدين حمدي النجار. وفي سياق متصل، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة السبت مقتل 15 فلسطينيا على الأقل في غارات إسرائيلية على مناطق مختلفة في القطاع المدمّر مع تكثيف الجيش الإسرائيلي هجومه عليه. وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس 'قتل 15 فلسطينيا على الأقل عدد منهم من الأطفال والسيدات، وعشرات المصابين، جراء غارات جوية إسرائيلية' في مناطق مختلفة في قطاع غزة. وأضاف بصل أن عشرات الفلسطينيين تعرضوا لقصف إسرائيلي أثناء انتظارهم مرور شاحنات المساعدات على الطريق الساحلي غرب خان يونس. الجيش الإسرائيلي يعلن استمرار عملياته العسكرية في غزة أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، السبت، أن القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها العسكرية ضد ما وصفه بـ'التنظيمات الإرهابية' في مختلف مناطق قطاع غزة، ضمن إطار عملية 'عربات جدعون'. وأوضح المتحدث، في بيان رسمي، أن سلاح الجو الإسرائيلي شن خلال الساعات الـ 24 الماضية غارات جوية استهدفت أكثر من 100 موقع في أنحاء القطاع، شملت مواقع يقول إنها تضم عناصر مسلحة، ومنشآت عسكرية، وطرقاً تحت الأرض، بالإضافة إلى بنى تحتية وصفها بـ'الإرهابية'. وأضاف البيان أن قذيفة أُطلقت يوم أمس الجمعة من قطاع غزة باتجاه بلدات إسرائيلية محاذية للقطاع، وقد رد الجيش الإسرائيلي بقصف منصة الإطلاق وتفكيكها. كما أشار إلى أن القوات الإسرائيلية، في إطار العملية ذاتها، نفذت هجمات أسفرت عن 'تحييد مسلحين' وتدمير منشآت عسكرية مفخخة ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدبابات، وفق وصف الجيش. وأكد المتحدث العسكري أن 'الجيش سيواصل عملياته العسكرية لإزالة أي تهديد محتمل على المدنيين في إسرائيل'. 'أشعر بالخجل الشديد من نفسي لعدم قدرتي على إطعام أطفالي' وتتزامن الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة مع نقص حاد في المواد الغذائية في القطاع ، الذي حذرت الأمم المتحدة من أنه على شفا مجاعة. إذ قالت الطبيبة ميرفت حجازي لوكالة رويترز إنها وأطفالها التسعة لم يأكلون شيئًا يوم الخميس، باستثناء طفلتها التي تعاني من نقص الوزن، والتي تناولت كيسًا من معجون الفول السوداني. قالت حجازي لرويترز من خيمتها التي نُصبت وسط أنقاض مدينة غزة: 'أشعر بالخجل الشديد من نفسي لعدم قدرتي على إطعام أطفالي. أبكي ليلًا عندما تبكي طفلتي، وتؤلمني معدتها من الجوع'. من جانبه، حذر مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة، بسام زقوت، من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، لاسيما في شمال غزة، الذي يعاني من انقطاع شبه كامل في إمدادات الغذاء والدواء والمياه. وقال زقوت في تصريحات صحفية إن شمال القطاع لم يتلقَ أي مساعدات غذائية أو طبية منذ أسابيع، محذراً من أن هذا النقص الحاد يهدد حياة المرضى الذين يعتمدون على أدوية ومستلزمات طبية لم تعد متوفرة. وأضاف: 'الوضع الصحي مأساوي، ولا يوجد أي مصدر لمياه نظيفة في القطاع، ما ينذر بكوارث صحية ومائية وغذائية تهدد حياة السكان'. وأشار إلى أن عدد شاحنات المساعدات التي سُمح بدخولها إلى قطاع غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية بلغ 92 شاحنة فقط، مقارنة بمتوسط 500 شاحنة يومياً كانت تدخل قبل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وبدأت إسرائيل هذا الأسبوع السماح بدخول بعض المواد الغذائية إلى الأراضي الفلسطينية لأول مرة منذ الثاني من مارس/آذار، بما في ذلك الدقيق وأغذية الأطفال، لكنها تقول إن نظاماً جديدياً برعاية الولايات المتحدة سيبدأ العمل به قريباً. وتقول السلطات الإسرائيلية إن هناك ما يكفي من الغذاء في غزة لإطعام السكان، وتتهم حماس بسرقة المساعدات من أجل إطعام مقاتليها والحفاظ على السيطرة على القطاع، وهو الاتهام الذي تنفيه الحركة.

غزة: 60 شهيداً بـ24 ساعة ونفاد طعام الأطفال
غزة: 60 شهيداً بـ24 ساعة ونفاد طعام الأطفال

المدن

timeمنذ يوم واحد

  • المدن

غزة: 60 شهيداً بـ24 ساعة ونفاد طعام الأطفال

استشهد 16 فلسطيناً وأصيب العشرات، في غارات نفذها جيش الاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة اليوم الجمعة. فيما أفادت وزارة الصحة في غزة، عن وصول 60 شهيداً، و185 إصابة، إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية. ويأتي ذلك، في حين أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن إمدادات الطعام لأطفال غزة نفدت ومات كبار السن بسبب نقص الأدوية. 16 شهيداً وقال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير، لوكالة "فرانس برس"، إن "16 شهيداً وعشرات المصابين استشهدوا إثر غارات جوية شنّها الاحتلال في مناطق عدة في قطاع غزة، منذ منتصف الليلة الماضية". وأشار إلى "سقوط عشرات الجرحى" في الغارات التي أصابت منازل في وسط قطاع غزة وجنوبه. وفي وقت سابق، أعلن الدفاع المدني، أن نقص المعدات الثقيلة تسبب في وقف عمليات البحث تحت أنقاض منزل دمرته غارة إسرائيلية ما أسفرت عن مجزرة مروعة، في جباليا شمال القطاع. وقال الدفاع المدني في بيان، إن "طواقمه انتشلت جثامين 4 شهداء وأنقذت 6 آخرين من تحت أنقاض المنزل المكون من أربعة طوابق"، مؤكداً أنه "لا يزال أكثر من 50 مواطناً في عداد المفقودين، وسط عجز تام عن الوصول إليهم بسبب غياب الإمكانيات الفنية اللازمة"، لافتاً إلى أن عمليات البحث عن المفقودين انتهت، لعدم توفر معدات ثقيلة للتعامل مع المفقودين تحت الأنقاض. حصيلة الحرب من جهتها، أفادت وزارة الصحة في غزة، بأن 60 شهيداً، و185 إصابة، وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، نتيجة المجازر والاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة، مشيرة إلى أن هذه الإحصائية لا تشمل شمال القطاع، لصعوبة الوصول إلى الضحايا، حيث لا يزال عدد كبير منهم تحت الأنقاض والركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. وأوضحت الوزارة، أن حصيلة حصيلة الحرب على غزة، ارتفعت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 53 ألفاً و822 شهيداً، و122 ألفاً و382 إصابة، لافتةً إلى أن من بين الحصيلة 3 ألاف و673 شهيداً، و10آلاف و341 إصابة، منذ 18 آذار/مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار. مستشفى العودة يطلب مساعدة دولية وفي شمال غزة، أعلن مستشفى العودة اليوم، إصابة ثلاثة من عناصر "بعد أن ألقت طائرات مسيّرة إسرائيلية قنابل" على المنشأة. فيما ناشدت إدارته، المؤسسات الأمميّة التدخل لإخماد حريق مشتعل منذ أمس الخميس، بمستودع الأدوية، جراء قصف إسرائيلي. وطالبت الإدارة في بيان، "اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية والمؤسسات الأممية ذات الصلة، بالتدخل الفوري". ودعت إلى التنسيق العاجل مع الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، للتوجه مجدداً إلى مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا. وأكدت أن النيران "لا تزال مشتعلة في مستودع الأدوية داخل المستشفى"، محذّرة من أن استمرارها "يُنذر بتفاقم الكارثة الصحية، ويُهدد حياة المرضى والطواقم الطبية". وأمس الخميس، أعلنت إدارة مستشفى العودة أن الجيش الإسرائيلي استهدف مستودع الأدوية داخل المستشفى، ما أدى إلى اندلاع حريق في الموقع. واستكمالاً لجريمة الاستهداف المتعمد للمستشفى، فجّر جيش الاحتلال روبوتاً مفخخاً في محيطه، ما تسبب بأضرار جسيمة، بحسب بيان مقتضب نشرته إدارة المستشفى، اليوم، عبر "تليغرام". إمدادات طعام الأطفال نفدت إنسانياً، أكدت "أونروا" أن إمدادات الطعام لأطفال غزة نفدت ومات كبار السن بسبب نقص الأدوية. وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، إن "أهالي قطاع غزة عانوا من الجوع والحرمان من أساسيات الحياة لأكثر من 11 أسبوعاً". وأكد أن "المساعدات التي تصل الآن إلى قطاع غزة أشبه بإبرة في كومة قش". وأضاف أن "تدفق المساعدات بشكل هادف ومتواصل، هو السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة الحالية". وقال لازاريني، إن "أقل ما نحتاجه هو 500 أو 600 شاحنة يومياً تدار من خلال هيئات أممية بينها أونروا"، مشدداً على أنه "يجب تغليب إنقاذ الأرواح على الأجندات العسكرية والسياسية". العودة عن قرار إرسال جنود غير مؤهلين لغزة وفي المقلب الآخر، ذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي تراجع اليوم، عن قرار الدفع بجنود لم يستكملوا تأهيلهم العسكري وتدريباتهم القتالية إلى قطاع غزة، وذلك بعد موجة ضغوط شديدة من أهالي الجنود. وكانت الهيئة قد قالت أمس، إن جنوداً من وحدة المظليين، لا يزالون في مرحلة التدريب، تلقّوا بلاغاً بالمشاركة قريباً في عمليات داخل قطاع غزة، رغم عدم استكمال تأهيلهم القتالي ونقص جاهزيتهم العملياتية. وسرعان ما أعربت عائلات الجنود عن استيائها، موجهة أسئلة إلى القادة العسكريين، وقد رد أحدهم على الاستفسارات قائلاً إن "الوحدة ستدخل غزة لتأمين ممر إداري، وهي مستعدة جيداً لأداء المهمة"، لكنه اعترف أن "الجنود لا يزالون في مراحل التدريب"، مدعياً أن "هذه المهمة العملياتية مناسبة لسرية لا تزال في مراحل التدريب".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store