logo
نسخة جديدة من دمشق

نسخة جديدة من دمشق

رؤيا نيوز١٤-٠٥-٢٠٢٥

يرفع الرئيس الأميركي العقوبات المفروضة على سورية، وهذه خطوة مهمة جدا، وهي مثيرة للتحليل في الوقت ذاته، وعما تعنيه عمليا في هذا التوقيت الحساس.
من ناحية اقتصادية، هذا ما يحتاجه السوريون اليوم، من اجل انعاش الاقتصاد السوري، والحصول على قروض ومساعدات، ومن اجل تجديد بنية الاقتصاد السوري، بما سيساهم لاحقا في ملف اعادة الاعمار، وللمفارقة فإن سورية قبل الربيع العربي كانت الدولة العربية الوحيدة غير المدينة داخليا وخارجيا، ولديها قطاعات زراعية وصناعية وسياحية حيوية، الا ان الفوضى التي ادارتها دول العالم في سورية ادت الى تدميرها وزادت العقوبات من تلك الحدة المفروضة على سورية.
سورية انتقلت بشكل واضح من المحور الايراني الروسي، الى المحور التركي الاميركي، وهذا الانتقال جرى على يد نظام نواته حركات اسلامية جهادية على مايفترض إلا أنها تخضع لإعادة تأهيل وفقا لمتطلبات اقليمية ودولية، وإعادة التأهيل ستواجه مشاكل مع الجماعات المتشددة التي قاتلت مع دمشق الجديدة، اضافة الى الجماعات الفلسطينية المحسوبة اصلا على نظام بشار الأسد وبعضها منبوذ سورياً وفلسطينياً، كونه تورط في دماء السوريين، خلال فوضى الربيع العربي.
كما أن اعادة التأهيل ستؤدي بالضرورة الى اعادة التموضع في العلاقة مع اسرائيل، وليس ادل على ذلك من مطالبات الرئيس الاميركي للرئيس السوري بعقد معاهدة سلام مع اسرائيل، وسنرى خلال الفترة المقبلة، تغيرات واسعة، سبقها سكوت دمشق الجديدة على تمدد القوات الاسرائيلية داخل الاراضي السورية، وتزامن معها اتصالات غير مباشرة مع الاسرائيليين اشار اليها الرئيس السوري الجديد قبل ايام خلال اللقاء مع الرئيس الفرنسي في باريس، والمثير هنا ان هناك تيارات اسلامية وقومية كانت ضد الاسد، تسكت اليوم امام اعادة التموضع داخل سورية نحو واشنطن وتل ابيب وحزمة مختلفة كليا،على يد نظام بديل نواته اسلامية، بل من اشد النسخ الاسلامية تشددا، اي النصرة والقاعدة.
في كل الاحوال لاتعرف السياسة، المبدأ، لان التعامل ايضا مع الواقع يفرض اكراهات كثيرة، وربما لو اراد النظام السوري الجديد التشدد والتصلب، لما تم رفع العقوبات عن سورية، ولتمت تغذية الانقسامات الداخلية، فيما يمكن الحكم على دلالات هذا التحول بمرور الوقت، وليس من خلال بناء موقف معاد مسبق.
حرب غزة اعادت انتاج خرائط المنطقة، لأن الحرب اوقعت كلفا مرعبة على الفلسطينيين، وجرت ايضا دول الاسناد اذا جاز تسميتها بذلك، في سورية، ولبنان حيث حزب الله، وصولا الى اليمن وما يتعرض له، فيما يبقى الملف الايراني آخر الحلقات حاليا، حيث ترقب طهران ايضا تغير خسائر خرائط امتدادها الاقليمي، لصالح خارطة جديدة تتزعمها الولايات المتحدة واسرائيل ودول ثانية.
الذي يقال هنا بشكل واضح ان دمشق الجديدة كانت امام خيارين، اما الحفاظ على نواه النظام الجديد وتوجهاته وتحمل كلف ذلك اقليميا ودوليا، واما التكيف وفقا لشروط مختلفة، من اجل شرعنة النظام، ومن الواضح ان دمشق اختارات الخيار الثاني، ومن المؤكد ان الاختيار لم يحدث فجأة بل كان متفقا على اغلب عناوينه قبل بدء عمليات اسقاط النظام السابق، التي تزامنت مع رفع الحماية الروسية والايرانية عن نظام بشار الاسد، والتي يثبتها انسحاب القوات السورية امام القوات التي تدفقت من الشمال السوري الى جمشق، وبقية المناطق السورية، بلا استثناء.
رفع العقوبات سيؤدي الى انقلاب سياسي واقتصادي في سورية، لان كل الجماعات القومية والدينية والمذهبية التي تتفلت للانفصال، قد تنخفض رغبتها اليوم، امام ادراكها بفوز النظام الجديد بشرعية اميركية وعربية ودولية، كما ان المرحلة المقبلة ستكون مرحلة اقتصادية تستفيد فيها الولايات المتحدة من عمليات البناء واعادة الاعمار، والثروات كالنفط والغاز، وسنرى دخولا واسعا للشركات الاميركية الى سورية، اضافة الى التوقعات بحدوث خصخصة واسعة يتولاها رجال الاعمال السوريون وهم من اغنى رجال الاعمال العرب في المهاجر والمغتربات.
ويبقى السؤال حول قدرة دمشق الجديدة على احتمال كلف المعاندات الداخلية، والمشاريع الاقليمية، امام هذه التغيرات غير المسبوقة التي قد لا يقبلها البعض.



Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الداخلية السورية تعيّن قادة أمنيين عقب إعادة هيكلة شاملة
الداخلية السورية تعيّن قادة أمنيين عقب إعادة هيكلة شاملة

رؤيا نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • رؤيا نيوز

الداخلية السورية تعيّن قادة أمنيين عقب إعادة هيكلة شاملة

عينت وزارة الداخلية السورية الأحد، قادة للأمن الداخلي في معظم المحافظات، غداة إعلانها هيكلة شاملة لإداراتها. ونشرت الوزارة في حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي أسماء وصور 12 ضابطا -منهم عمداء وعقداء- تم تعيينهم على رأس قيادة الأمن الداخلي في 12 من أصل 14 محافظة في عموم سوريا. ولم تشمل التعيينات محافظتي الرقة والحسكة (شمال شرقي سوريا) اللتين تسيطر قوات سوريا الديمقراطية على أجزاء كبيرة منهما. كما أعلنت وزارة الداخلية تعيين 6 معاونين لوزير الداخلية يتولون ملفات أمنية ومدنية وإدارية. وقالت وزارة الداخلية، إن الوزير أنس خطاب اجتمع بمساعديه وقادة الأمن الداخلي المعينين في المحافظات ومديري الإدارات المركزية في الوزارة. ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، ضمت قائمة قادة الأمن الداخلي في المحافظات شخصيات تولت مسؤوليات أمنية في صفوف هيئة تحرير الشام التي قادت عملية ردع العدوان التي انتهت بإسقاط الرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي. وتأتي هذه القرارات في وقت تسعى فيه السلطات السورية إلى إعادة تنظيم المؤسسات الأمنية والعسكرية بعد حل الأجهزة السابقة. وكانت وزارة الداخلية السورية أعلنت السبت عن استحداث وتأسيس عدد من الإدارات الجديدة في إطار إعادة هيكلة شاملة للوزارة والتوجه نحو تكريس مبادئ الشفافية والمشاركة المجتمعية. وضمن الهيكلة الجديدة، تم دمج جهازي الشرطة والأمن العام تحت مسمى قيادة الأمن الداخلي.

يديعوت أحرونوت: محادثات واشنطن مع ممثلي حمـا.س مستمرة
يديعوت أحرونوت: محادثات واشنطن مع ممثلي حمـا.س مستمرة

رؤيا نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • رؤيا نيوز

يديعوت أحرونوت: محادثات واشنطن مع ممثلي حمـا.س مستمرة

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، الأحد، أن المحادثات التي تجريها واشنطن مع ممثلين عن حركة حماس لا تزال مستمرة وكذلك المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى رغم أنها متعثرة حاليًا. وأوضحت الصحيفة: 'في إسرائيل يُقدّرون أن الضغط العسكري على حماس بدأ يؤتي ثماره، لكنه غير كافٍ حتى الآن'. وفي الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات الإسرائيلية لتكثيف العملية العسكرية وتوسيع سيطرة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، جاءت الرسالة من الجانب الأميركي: 'تريثوا، لا تُسرعوا باجتياح كامل للقطاع'، بحسب الصحيفة. وأشارت الصحيفة إلى أن 'هذه الرسالة تعكس التوتر المتزايد بين تل أبيب وواشنطن، حيث تحاول الأخيرة دفع الطرفين إلى تسوية سياسية ووقف فوري لإطلاق النار، بينما ترى إسرائيل أن حماس لم تصل بعد إلى مرحلة الانهيار الكامل التي تُعد شرطًا لإبرام اتفاق بشروطها'. ورغم أن الاتصالات بشأن الصفقة متعثرة إلى حد كبير، إلا أنها مستمرة طوال الوقت في جهاز الأمن والمستوى السياسي في إسرائيل يُقدّرون أن الضغط العسكري بدأ يُؤتي ثماره بالفعل، لكن في هذه المرحلة 'غير كافٍ'، بحسب مصادر إسرائيلية. ولذلك، تُقدّر هذه المصادر أنه من المرجّح أن نشهد 'تصعيدًا في العملية العسكرية' قريبًا. اجتماع أمني ومساء الأحد، يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعا أمنيا بمشاركة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، في ظل التوتر القائم بينهم، وفي وقت تمارس فيه واشنطن ضغوطًا على إسرائيل. ولم يوقف الجانب الأميركي فعليًا اتصالاته المباشرة مع حركة حماس، والتي لا تزال مستمرة خلف الكواليس. وفي هذه الأثناء، يطلب الأميركيون من إسرائيل: 'أعطونا مزيدًا من الوقت قبل أن تُتموا السيطرة على قطاع غزة' ووفقًا لمسؤولين في الجيش الإسرائيلي، تسيطر إسرائيل بالفعل على حوالي 40 بالمئة من مساحة قطاع غزة وتخطط للسيطرة على 75 بالمئة، أي إضافة 35 بالمئة أخرى خلال شهرين. التواصل الأميركي يذكر أن المسؤول الأميركي المتواصل مع الوسطاء هو المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف. وفي الوقت نفسه، تستمر أطراف أخرى في واشنطن في إجراء المحادثات مع حماس عبر قنواتهم الخاصة، بوساطة رجل الأعمال الأميركي الفلسطيني بشارة بحبح. ووفقًا لمسؤول رفيع في الجيش الإسرائيلي، إسرائيل تتجه نحو حسم الأمور، لأن 'ليس بإمكانها السماح ببقاء حماس في غزة'. وأضاف أن حماس نجحت في تصنيع مئات الصواريخ قصيرة المدى، وعشرات الصواريخ متوسطة المدى. وعند سؤاله كيف ستبدو عملية الحسم ضد حماس، أوضح أن الخطوات التالية هي تدمير الجناح العسكري، ضرب القدرات الحكومية، احتلال الأراضي والسيطرة عليها، وإدارة المساعدات الإنسانية مع قطعها عن حماس.

الآلية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بغزة تبدأ الاثنين مع ثغرات كبيرة
الآلية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بغزة تبدأ الاثنين مع ثغرات كبيرة

رؤيا نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • رؤيا نيوز

الآلية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بغزة تبدأ الاثنين مع ثغرات كبيرة

قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي -اليوم الأحد- إن آلية توزيع المساعدات الإنسانية الجديدة في قطاع غزة، ستبدأ العمل الاثنين، بوجود ثغرات كبيرة، وذلك بالتعاون مع شركات أميركية خاصة. ونقلت إذاعة الجيش عن مصدر عسكري أنه سيتم تشغيل 4 مراكز لتوزيع المساعدات الإنسانية، 3 في رفح وواحد في وسط القطاع، مشيرا إلى أن كل مواطن سيحصل على حزمة غذائية لمدة أسبوع لأفراد أسرته. وأوضح المصدر أن كل مركز توزيع قادر على إطعام نحو 300 ألف شخص أسبوعيا، وأن الخطة لن توفر حلا لوصول المساعدات الإنسانية لشمال قطاع غزة، وستشمل فقط 50% من السكان. وقالت الإذاعة الرسمية إن الآلية الجديدة تعاني من ثغرات كبيرة ولن تكون قادرة على تلبية احتياجات جميع سكان القطاع، دون مزيد من التفاصيل. وترفض الأمم المتحدة الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات وترى أنها تفرض مزيدا من النزوح، وتعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتَقْصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، كما تجعل التجويع ورقة مساومة. تفاصيل مثيرة وكانت وكالة أسوشيتد برس كشفت تفاصيل رسالة مثيرة للجدل بشأن خطة ما باتت تعرف بـ'مؤسسة المساعدات الإنسانية لغزة' التي أُنشئت مؤخرا والتي تديرها شركات أمنية أميركية خاصة. وكانت الرسالة موجهة من رئيس المؤسسة جاك وود، وهو جندي سابق في المارينز، إلى وكالة الجيش الإسرائيلي المكلفة بتحويل المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية. وجاء في الرسالة أن جاك وود اتصل برؤساء مجالس إدارات 6 منظمات إغاثية لمناقشة الخطط الجديدة. وتخطط المؤسسة لتوزيع الغذاء في جنوب ووسط غزة تحت إشراف مسلحين من شركات أمنية خاصة، وستفتح نقاط توزيع في شمال غزة خلال شهر. واستنادا للرسالة، ستواصل وكالات الإغاثة توزيع المساعدات بالتزامن معها على الأقل حتى تدير المؤسسة الأميركية 8 مواقع. وتشير المعطيات إلى أن إسرائيل قد تسعى للسيطرة الكاملة على المساعدات في غزة ومنع المنظمات التي عملت لسنوات هناك. وتدير 'مؤسسة المساعدات الإنسانية لغزة' شركات أمنية خاصة وجنود عملوا سابقا في الجيش الأميركي، كما أنها تحظى بدعم إسرائيل. ومن غير الواضح -حتى الآن- من يمول هذه المؤسسة التي بحوزتها 100 مليون دولار تبرعت بها حكومة دولة أجنبية لم يذكر اسمها. وفي سياق، آخر، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن وقف المساعدات عن غزة كان خطأ فادحا وارتُكب لأسباب سياسية داخلية. وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن وزير الخارجية غدعون ساعر حذر نتنياهو من أن وقف المساعدات عن غزة لن يؤدي إلى إضعاف حركة حماس بل سيبعد حلفاء إسرائيل عنها، مشيرا إلى أن ساعر رأى أن إسرائيل ستضطر للرضوخ واستئناف المساعدات تحت الضغط.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store