logo
ما الأولويات التي تشغل ذهن ترمب خلال زيارته السعودية؟

ما الأولويات التي تشغل ذهن ترمب خلال زيارته السعودية؟

Independent عربية١٢-٠٥-٢٠٢٥

غالباً ما يزور المستثمرون الأميركيون الرياض في أكتوبر (تشرين الأول) لحضور المؤتمرات الاستثمارية في الطقس البارد، لكن هذه المرة يتوافدون إليها في الصيف بالتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي اختار السعودية وجهته الخارجية الرسمية الأولى، حاملاً أجندة سياسية واقتصادية طموحة.
بعض رجال الأعمال مثل مايك ويور، الرئيس التنفيذي لشركة متخصصة في الأنظمة الدفاعية ذاتية التحكم، سبقوا الرئيس ترمب في السفر إلى الرياض، تأهباً للمنتدى السعودي - الأميركي للاستثمار الذي ينطلق غداً الثلاثاء 13 مايو (أيار)، وبحثاً عن شراكات استراتيجية مع السعودية، لم تكن متاحة قبل أربع سنوات في عهد الرئيس جو بايدن بسبب التوتر الذي ساد العلاقات الثنائية.
ويقر ويور في حديث لـ"اندبندنت عربية" بأن عودة ترمب أتاحت فرصاً أكبر للتعاون مع السعودية مقارنة بالوضع في عهد بايدن، قائلاً "لم نعد ننظر إلى الصفقات كتعاملات فردية نحتاج إلى موافقة من الخارجية الأميركية عليها، بل بدأنا نركز على عقد شراكات استراتيجية طويلة الأمد".
تصمم شركة "أي سي إس"، التي يقودها السيد ويور، أنظمة عسكرية ذاتية التحكم تعالج تحدياً أمنياً متنامياً في السعودية ودول العالم، يتمثل في الطائرات المسيرة منخفضة الكلفة التي تفرض تكاليف باهظة لإسقاطها. ويرى ويور أن تقنيات شركته تتقاطع مع أولويات السعودية في تطوير الذكاء الاصطناعي وسد الثغرات الدفاعية، مشيراً إلى "فرص للإنتاج المشترك، من خلال تمكين الكوادر السعودية من تصنيع الأنظمة التي تطورها الشركة".
أولويات غير تقليدية
على رغم أن الأمن والدفاع جانبين مهمين للزيارة، إلا أن هناك أولويات غير تقليدية لدى إدارة ترمب والسعودية، تركّز على تعزيز الاستثمار بمختلف المجالات، وعلى وجه الخصوص الطاقة والصناعة والتقنية والقطاع المالي. وسيرافق الرئيس ترمب عمالقة المال والتقنية الطامحين إلى استغلال الزخم السياسي، مثل لاري فينك من "بلاك روك"، وجين فريزر من "سيتي غروب"، وستيف شوارزمان من "بلاكستون"، وروث بورات من "ألفابت".
روبرت فاردي وهو رائد أعمال وعضو في مجلس المحافظين بمعهد الشرق الأوسط لم يفوت فرصة السفر إلى الرياض لحضور المنتدى الاستثماري، وقال في حديث لـ"اندبندنت عربية" إن زيارة الرئيس ترمب "تتجاوز البعد البروتوكولي وتمثل فرصة لتعميق التعاون الثنائي وتوقيع اتفاقات تاريخية"، لافتاً إلى أن "اختيار الرئيس ترمب للرياض كأول وجهة خارجية له يحمل رسالة قوية مفادها بأن السعودية شريك محوري للولايات المتحدة في صياغة رؤية جديدة لشرق أوسط أكثر أمناً وازدهاراً".
الملك سلمان مع الرئيس ترمب خلال زيارته الأولى للرياض 2017 (أ ف ب)
الضوء الأخضر للاستثمار
شهد حجم التبادل التجاري بين البلدين انخفاضاً ملاحظاً في عهد بايدن، فبعدما قفز إلى 160 مليار دولار في 2018، انخفضت إلى 86 مليار دولار في 2020، ثم استقر الرقم عند 129 مليار دولار في عام 2023، مما يجعل الولايات المتحدة خامس أكبر شريك تجاري للسعودية.
لكن ترمب أكد رغبته بتقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وهو ما قابلته الرياض بإعلان استعدادها لتوسيع استثماراتها في الولايات المتحدة بمبلغ 600 مليار خلال السنوات الأربعة المقبلة، مع إمكان زيادتها إذا أتيحت فرص إضافية، بعد مكالمة بين الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في يناير (كانون الثاني) الماضي.
ومن المتوقع أن تشجع هذه الزيارة الشركات الأميركية على تعزيز علاقاتها التجارية مع السعودية، بعدما تعرضت لضغوط من إدارة بايدن في وقت سابق على الشركات لعدم الاستثمار أو المشاركة في مؤتمرات استثمارية في السعودية. كما تأمل واشنطن أن تعود نسبة حيازة السعودية من سندات الخزانة الأميركية إلى مستويات مرتفعة بعدما انخفضت خلال عهد بايدن من 183.8 مليار دولار في أغسطس (آب) 2018 إلى 112 مليار دولار في أغسطس 2023.
وتأمل السعودية ودول خليجية في أن تخفف الولايات المتحدة القيود على صادرات أشباه الموصلات المستخدمة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي فرضتها إدارة بايدن، وتنظر إدارة ترمب في إمكان رفعها، إذ ألمح ترمب نفسه إلى انفراجة محتملة. وتدخل القيود المفروضة للحفاظ على الصدارة الأميركية في المنافسة مع الصين حيز التنفيذ في الـ15 من مايو خلال زيارة الرئيس.
وعبر كبار التنفيذيين الأميركيين في قطاع التكنولوجيا عن دعمهم لتخفيف القيود على صادرات الرقائق في شهاداتهم قبل أيام أمام مجلس الشيوخ، وفي مقدمهم سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبين أي آي"، وبراد سميث، نائب رئيس "مايكروسوفت"، مشددين على أهمية التعاون مع الدول الشريكة لأميركا. وقال سميث إن "العامل الأول الذي سيحدد ما إذا كانت الولايات المتحدة أو الصين ستفوز في هذا السباق هو انتشار تقنياتها في بقية أنحاء العالم".
اتفاقات متوقعة في التقنية والتعدين
ورجح باول سوليفان الباحث الأميركي المختص في شؤون الشرق الأوسط في حديث لـ"اندبندنت عربية" توقيع ومناقشة صفقات تجارية واستثمارية كبيرة خلال هذه الزيارة، مشيراً إلى أن عدداً منها كان قيد التفاوض منذ فترة. وقال "الاتفاقات لن تكون محصورة في مجال الطاقة، فالسعودية اليوم ليست مجرد بلد نفطي. أتوقع أن نرى اتفاقات في مجالات التقنية، والتكنولوجيا المتقدمة والمشاريع المشتركة والترفيه والرياضة والتعدين والنقل والبنية التحتية"، مضيفاً "على رغم التباطؤ الذي يشهده نمو الناتج المحلي الإجمالي، إلا أنني واثق من قدرتها على التعافي".
وترغب السعودية في توقيع اتفاق للتعاون النووي المدني، بعد نحو عقدين من تعطل المفاوضات، قبل أن تتجدد في عهد بايدن، إلا أنها لم تر النور آنذاك بسبب ربطها بإقامة علاقات مع إسرائيل. وأشارت "رويترز" الأسبوع الماضي إلى أن الولايات المتحدة تخلت عن هذا الشرط كمتطلب للتقدم في المحادثات مع السعودية، مما يزيد احتمال توقيع اتفاق نووي خلال الزيارة.
ويقول الباحث الأميركي إن اتفاق 123 الذي يمنع التخصيب المحلي "لا يزال قيد التفاوض ولم يحسم بعد"، وهو من أبرز النقاط الخلافية إلى جانب مسألة إدارة الوقود النووي المستهلك، الذي يحتوي على مواد انشطارية، مشيراً أن تعقيدات السياسة، سواء داخلياً أم دولياً تجعل التوصل إلى هذا الاتفاق أمراً بالغ الصعوبة.
وخلال زيارته الشهر الماضي، أعلن وزير الطاقة الأميركي كريس رايت، أن الولايات المتحدة السعودية، ستوقعان اتفاقاً في شأن التعاون طويل الأمد في مجال الطاقة والتكنولوجيا النووية المدنية، مؤكداً أن مزيداً من التفاصيل حول التعاون النووي بين واشنطن والرياض ستعلن في وقت لاحق من هذا العام. وقال الوزير الأميركي "سيكون هناك بالتأكيد اتفاق 123 النووي مع السعودية"، في حين ترفض الرياض توقيع هذا الاتفاق بسبب القيود التي تفرضها على التخصيب المحلي.
الاقتصاد أولاً ثم السياسة
التحديات حاضرة على صعيد موازنة العلاقات الاقتصادية الخليجية مع أحد أكبر شركائها التجاريين وهي الصين، التي دخل الرئيس ترمب في حرب تجارية معها بسبب سياسة الرسوم الجمركية. يرى سوليفان أن "المواجهة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين في ما يخص المنطقة والسعودية لم تنته بعد"، وأضاف "قد نشهد بعض المفاجآت خلال هذه الزيارة، لكن علينا أن نتذكر أن هذه مجرد البداية، وليست النهاية، وقد يكون للتعريفات الجمركية تأثير سلبي في المنطقة، لكنها لن تكون بالحدة نفسها التي ستطاول الصين وجنوب شرقي آسيا".
ونشر موقع "سيمافور" تحليلاً جاء فيه بأن "واشنطن أمام رهانات اقتصادية متزايدة، فترمب يخوض حرباً تجارية، ويطلب من الحلفاء الاستثمار في الاقتصاد الأميركي على رغم ما يشوبه من ضبابية. ومع ذلك أعلنت السعودية والإمارات وقطر خططاً لاستثمارات تتجاوز تريليوني دولار في السوق الأميركية، وأوضح التحليل بأن "الخليجيين لا يبحثون فقط عن أرقام ضخمة، بل يريدون عوائد محلية ملموسة".
وستستضيف السعودية قمة خليجية - أميركية، من المتوقع أن تناقش القضايا الإقليمية العالقة، وفي مقدمها اليمن وأزمة البحر الأحمر وحرب غزة ومستقبل سوريا الجديدة التي لم تحسم إدارة ترمب موقفها منها. ويقول الباحث الأميركي "خبرتي الطويلة في هذا المجال علمتني أن الإشاعات كثيراً ما تتلاشى أمام الحقائق السياسية، لا تزال اليمن ورقة غير محسومة، لكن أعتقد أننا نتفق جميعاً على ضرورة حل الوضع الداخل، وتأمين الملاحة البحرية"، وأضاف "سوريا ورقة غامضة، وربما يتم التوصل إلى اتفاق من خلال دبلوماسية المسار الثاني مع القيادة الجديدة".
وقالت مروة مزيد، وهي أستاذ مساعد فى الشؤون الدولية والعلاقات المدنية - العسكرية بجامعة مريلاند، إن زيارة ترمب للرياض ستقدم باعتبارها نجاحاً على الصعيد الاقتصادي، ولفتت إلى أن اللغة المستخدمة من فريق الرئيس مثل الحديث عن "شرق أوسط فخور ومزدهر وناجح" ورؤية لـ"علاقات تعاونية في مجالي التجارة والتبادل الثقافي" تعكس تركيزاً واضحاً على الشراكات الاقتصادية والاستثمار والتجارة، بدلاً من الالتزامات الأمنية أو العسكرية الصلبة.
ويتفق مع هذه الرؤية السفير الأميركي الأسبق دينيس روس قائلاً إن "السفر إلى الشرق الأوسط مرتبط الآن بـ'الطموحات' الاقتصادية أكثر من الاستراتيجية، من الواضح أنه ترمب يحب هذا النوع من الرحلات التي تعلن فيها صفقات كبرى، لأن هذا هو ما يشغله، تركيزه وأولويته منصبة على الجوانب الاقتصادية والمالية".
وأوضحت مزيد لـ"اندبندنت عربية" أن "السعودية أمام فرصة اسراتيجية للتأثير في وجهة نظر ترمب تجاه المنطقة، وقد تسعى إلى إيصال فكرة أن أكبر عائق أمام الاستقرار الإقليمي وتحقيق هذه الرؤية الطموحة هو استمرار نهج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إدارة حرب غزة، الذي ينظر إليه بصورة متزايدة حتى فى واشنطن كعقبة رئيسة أمام السلام والتعاون طويل الأمد في المنطقة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذهب يتراجع مع آمال وقف حرب أوكرانيا
الذهب يتراجع مع آمال وقف حرب أوكرانيا

الوئام

timeمنذ 15 دقائق

  • الوئام

الذهب يتراجع مع آمال وقف حرب أوكرانيا

انخفضت أسعار الذهب، اليوم الثلاثاء، وسط تفاؤل بشأن هدنة محتملة بين روسيا وأوكرانيا وارتفاع طفيف في الدولار الأمريكي. وهبط الذهب الفوري بنسبة 0.4% ليصل إلى 3215.31 دولار للأوقية، وتراجعت عقود الذهب الأميركية بنسبة 0.5% لتسجّل 3218.40 دولار. وتعافى الدولار قليلاً بعد تراجعه لأدنى مستوى خلال أسبوع، مما قلّل جاذبية الذهب المقوّم بالدولار. وقال كايل رودا، محلل الأسواق في 'كابيتال دوت كوم'، إن الأسواق تتفاعل مع تفاؤل بخصوص مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا. تحدث ترامب مع بوتين الاثنين، معلناً بدء مفاوضات فورية لوقف إطلاق النار، ما خفف المخاوف الجيوسياسية. وأضاف رودا: 'المشترون يظهرون حين يهبط الذهب دون 3200 دولار، لكن التراجع قد يستمر إذا تراجعت التوترات العالمية'. سجل الذهب مكاسب قوية هذا العام بنسبة تقارب 23%، مدعوماً بالتوترات الاقتصادية والسياسية. يحذر مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي من ظروف السوق المتقلبة عقب تخفيض التصنيف الائتماني الأميركي. بالنسبة للمعادن الأخرى، تراجعت الفضة 0.3% إلى 32.25 دولار، وارتفع البلاتين 0.3% إلى 1000.71 دولار. أما البلاديوم، فقد خسر 0.1% ليصل إلى 973.74 دولار للأونصة.

شبح غلق المعابر الحدودية مع ليبيا يخيم على صادرات تونس
شبح غلق المعابر الحدودية مع ليبيا يخيم على صادرات تونس

Independent عربية

timeمنذ 15 دقائق

  • Independent عربية

شبح غلق المعابر الحدودية مع ليبيا يخيم على صادرات تونس

ينظر الفاعلون الاقتصاديون في تونس بتوجس إلى التوتر الأمني في ليبيا ويراقبون الوضع الذي تطور إلى اشتباكات مسلحة تنذر بمواجهة طويلة وأعينهم على البوابات الحدودية التي لا يتوقف زخمها محققاً تطوراً طالما سعت إليه تونس. وتظل الآمال في التهدئة لتفادي غلق بوابتي رأس جدير والذهيبة وازن الحدوديتين شريان الحركة التجارية بين الجارين الشريكين، وخصوصاً النقطة الحدودية رأس جدير التي توصف بـ"الشريان الاقتصادي" لتونس ومحور التموين في ليبيا، بحكم الخسائر التي يتكبدها الطرفان، وبالتحديد المؤسسات التونسية المصدرة عند غلق الحدود لاعتبارات أمنية، وهو الشلل الذي يصيب المبادلات بالتوازي مع التوترات الأمنية وغلق المنافذ. بلغ حجم المبادلات التجارية بين تونس وليبيا نحو 3 مليارات دينار (مليار دولار) عام 2024 مسجلاً تراجعاً طفيفاً مقارنة بسنة 2023 بسبب غلق المعبر الحدودي برأس اجدير لما يقارب 6 أشهر وفق مركز النهوض بالصادرات في تونس. في حين تعمل تونس على تطوير حجم التبادل التجاري ليبلغ 5 مليارات دينار (1.6 مليار دولار) من طريق تحسين وتدعيم الجانب اللوجيستي وفق المدير العام لمركز النهوض بالصادرات مراد بن حسين الذي ذكر أن الصادرات إلى ليبيا تتنوع بين المنتجات الصناعات الغذائية والميكانيكية والزراعية، مع العمل على تسريع بعث منطقة السوق التجارية الحرة قرب الحدود الليبية. ويذهب متخصصون تحدثوا لـ"اندبندنت عربية" إلى أن الحركة التجارية مع ليبيا تخضع للتجاذبات والمعطيات الأمنية وتتأثر بالوضع على طول الحدود التونسية الليبية والمعابر بالتحديد. تطور المبادلات بنسبة 50 في المئة اقتربت تونس من استعادة نسق المبادلات بعد سلسلة من التوترات تلتها الأزمة الصحية وسجلت التجارة البينية زيادة ملحوظة، إذ ارتفع حجم التبادل إلى 3 مليارات دينار (مليار دولار) عام 2023 مقابل 1.507 مليار دينار (500 مليون دولار) عام 2019، بنمو بلغ 50 في المئة. وارتفعت الصادرات التونسية إلى ليبيا في هذه الفترة بنسبة 37 في المئة، ووردت صادرات المعادن والمواد الزراعية بأعلى القائمة من حيث نسبة النمو، إذ بلغ حجم صادراتها 125 مليون دينار (42 مليون دولار) عام 2023 مقابل 15 مليون دينار (5 ملايين دولار) في 2019، أي بنسبة نمو بلغت 88 في المئة، تليها الزراعات والمواد الخام غير المعدنية بـ255 مليون دينار (84 مليون دولار) في 2023 مقابل 148 مليون دينار (48.6 مليون دولار) عام 2019. وسجلت صادرات المنتجات الصناعية والآلات والمعدات زيادة بنسبة 55 في المئة، إذ بلغت 177 مليون دينار (58.2 مليون دولار) في 2023 مقارنة بـ79 مليون دينار (26 مليون دولار) في 2019. ومن المنتجات التونسية ذات الإمكانات التصديرية العالية إلى السوق الليبية زيت الذرة وفتات زيت الذرة المعالج، وبلغت صادراتهما ما قيمته 243 مليون دينار (80 مليون دولار)، مقابل طاقة تصدير غير مستغلة بقيمة 141 مليون دينار (46.3 مليون دولار)، أي ما يعادل 102 مليون دينار (33.55 مليون دولار) قيمة تصدير فعلية وفق مركز النهوض بالصادرات الذي كشف عن أن لتونس إمكانات تصديرية غير مستغلة بقيمة 96 مليون دينار (31.5 مليون دولار) بالنسبة إلى الموصلات الكهربائية ذات الجهد الأقل من 1000 فولت وتسعى إلى استغلالها. ووقعت تونس في أبريل (نيسان) 2025 اتفاقاً يشمل تطوير التعاون الجمركي وتسهيل حركة التجارة والمسافرين عبر المنافذ الحدودية المشتركة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) واستحدث البلدان فريقاً مشتركاً للتدخل السريع لفض الإشكالات على مستوى معبر رأس جدير. في خطوة لتذليل الصعوبات والارتقاء بحجم التجارة البينية، وإقامة مشاريع استثمارية وشراكات مثمرة بين الفاعلين الاقتصاديين وتشبيك المصالح، بينما تحدث مسؤولون من الجانبين الليبي والتونسي عن ضرورة إرساء إطار من الجيل الجديد للاتفاقات يتأقلم مع اتفاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (الزليكاف)، واتفاق السوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقي "الكوميسا" اللذين يشكلان الإطار الأكثر انسجاماً لدفع التبادل التجاري والشراكة والتكامل بين قطاعات الإنتاج تمهيداً للدخول معاً نحو الأسواق الأفريقية. وكان الجانبان أعلنا منذ أعوام عن الاتفاق في شأن إحداث الممر التجاري القاري التونسي الليبي نحو بلدان أفريقيا جنوب الصحراء غير المطلة على البحر من دون تنفيذ يذكر. وتمثل المعابر البرية في هذا الشأن الركائز الأساسية لتنمية هذا المشروع، وتأتي حال التوتر الحالية مرفوقة بعودة الاشتباكات المسلحة لتهدد بإجهاض نسق التطور المذكور ومنذرة بغلق هذه المعابر، مما يمثل كابوساً لدى المصدرين التونسيين. ويتأثر جزء كبير من النسيج الاقتصادي التونسي بالحركة التجارية مع ليبيا وتلعب المنافذ الحدودية الدور الحيوي في ذلك فهي الضامن لتدفق السلع إلى الغرب والشرق الليبي على حد السواء وفق المتخصص والباحث البشير الجويني الذي رأى أن الانعكاسات المباشرة تتجاوز حجم المبادلات إلى الوضعية التنموية والحركة الاقتصادية بالمحافظات التونسية الحدودية والمناطق المتاخمة له، إلى الوسط والساحل التونسيين، إذ يتضح الأثر الرجعي للتبادل التجاري بين البلدين بهذه المناطق، ونتج من الأزمة السابقة التي رافقت الجائحة الصحية وإغلاق الحدود توقف ثلثي الشركات التونسية المتعاملة مع السوق الليبية، ثم إغلاق أبوابها كلياً. يضيف الجويني أن الشريك الليبي تدور حوله ملفات تقليدية تقوم على الإسهام في قطاع البناء والتشييد وقطاع الإلكترونيك والمواد الغذائية والتحويلية وتتعلق به سلاسل الإنتاج برمتها، إذ يهدد غلق المعابر البرية وحدات صناعية برمتها في هذه القطاعات، وما يحدث في ليبيا يؤثر في الداخل الليبي ودول الجوار والاستنفار بالمناطق الحدودية التونسية الليبية هو دليل على ذلك توقياً من التداعيات وتفادياً للغلق. شركات الإعمار والمقاولات في الشرق الليبي واسترجع كل من معبري رأس جدير وذهيبة وازن نشاطهما بعد يوم من الغلق الثلاثاء الماضي تاريخ اندلاع الاشتباكات واغتيال أحد القيادات الليبية، وعاد تدفق السلع والأشخاص من الجانبين، وتتجاوز التعاملات التبادل التجاري إلى الاستثمارات والخدمات وتنقل الخبرات التونسية إلى المنطقتين الشرقية والغربية وفق المتخصص في الشأن الليبي محمد الحزايني الذي كشف عن أن التعاملات تطورت مع الغرب الليبي في الأعوام الأخيرة بعد مدة من الفتور، وشهد فتح وحدات صناعية تونسية، بخاصة في قطاعات الصناعات الغذائية والأسمنت والمواد الصحية والغذائية على غرار مدن بني الوليد وزليتن محققة نمواً ملحوظاً. واستفاد المصدرون التونسيون من العامل الحاسم لانخفاض كلفة التصدير عبر المنافذ البرية مقارنة بالنقل البحري، ومن جهة أخرى يشهد عدد شركات المقاولات والإعمار والتشييد التونسية تطوراً في الشرق الليبي. ولا ينتظر تأثر قطاع تصدير الخدمات على غرار الهندسة والاستشارات الاقتصادية والمقاولات بالتوتر الحالي وفق المتخصص في التنمية الاقتصادية حاسم كمون، الذي ذكر أنه في ظل تراجع السوق الخاصة بالصادرات الغذائية التونسية مقارنة بعام 2010 تشهد ليبيا تدفقاً لشركات المقاولات والبناء والتشييد ومتعلقاتها مثل الأسمنت ومشتقاته، في انتظار استعادة المكانة المعتادة للسلع التونسية في السوق الليبية على رغم التحسن الملحوظ في الفترة الأخيرة. وأشار كمون إلى أن العوائق متعددة ولا تتوقف على غلق المعابر فحسب، بل تتجاوزها إلى التعاملات الجمركية والقوانين والمراسيم في الغرب الليبي، وقدم على سبيل المثال مترتبات تغيير الرمز الجمركي عام 2017 من قبل مصرف ليبيا المركزي، مما تسبب في إلغاء فواتير ضخمة وخسائر جمة لدى عدد من الشركات التونسية المصدرة إلى ليبيا وإفلاس بعضها، وهي لم تسترجع أموالها إلى حد اليوم ما يمثل أحد الملفات الشائكة. ولم تسلم السوق الليبية الواعدة من التقلبات منذ عام 2011 تاريخ الانتفاضات بالبلدين، واتسمت السوق بالصدمات الاقتصادية منذ ذلك التاريخ، وفي عام 2010، قبل اندلاع الانتفاضة صدرت تونس ما قيمته نحو 1.8 مليار دولار إلى ليبيا، الشريك التجاري الرئيس خارج الاتحاد الأوروبي قبل أن ينهار نسق التجارة إلى 600 مليون دولار، وفي الفترة ما بين عامي 2012 و2015 أدى التعافي التدريجي إلى عودة الصادرات إلى ما بين مليار و1.5 مليار دولار، على رغم أن التوترات المستمرة في ليبيا، ثم عادت التقلبات في الفترة 2016-2020 إذ تراوحت الصادرات بين 700 مليون دولار و1.2 مليار دولار، متأثرة بالصراعات الليبية والصعوبات الاقتصادية التونسية، ومنذ عام 2021، لوحظ تحسن طفيف، إذ تشير المعطيات إلى مليار دولار عام 2023 على رغم ضرورة مراعاة التغييرات التي طاولت قيمة الدولار المتغيرة طوال هذه الفترة. ويرجع هذا الانخفاض إلى حال عدم الاستقرار المزمن في ليبيا، وارتفاع قيمة الدولار، وتعتمد آفاق التعافي على الاستقرار السياسي في البلاد وانتعاش التجارة الاقتصادية الإقليمية بعيداً من هذه النزاعات المتجددة. ويذكر أن التجارة البينية تستفيد من اتفاق منطقة تبادل حرة بين تونس وليبيا بعد تحرير تدفق السلع من جميع القيود الجمركية بموجب تفعيلها منذ عام 2008.

ارتفاع أسعار النفط مع تعثر محتمل في المحادثات النووية الإيرانية
ارتفاع أسعار النفط مع تعثر محتمل في المحادثات النووية الإيرانية

صحيفة عاجل

timeمنذ 18 دقائق

  • صحيفة عاجل

ارتفاع أسعار النفط مع تعثر محتمل في المحادثات النووية الإيرانية

سجلت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، ارتفاعا خلال التعاملات الآسيوية، وسط تعثر محتمل في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، بشأن برنامج طهران النووي، وضعف احتمالات دخول المزيد من إمدادات الخام الإيرانية إلى السوق العالمية. وزادت العقود الآجلة لخام برنت إلى 65.66 دولار للبرميل. فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 62.85 دولار، بحسب بيانات وكالة رويترز. ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية، أمس الاثنين، عن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي قوله إن المحادثات النووية مع مع الولايات المتحدة "لن تفضي لأي نتيجة" إذا أصرت واشنطن على وقف طهران عمليات تخصيب اليورانيوم. في سياق متصل، أدى تخفيض وكالة موديز التصنيف الائتماني للديون السيادية الأمريكية إلى إضعاف التوقعات الاقتصادية لأكبر مستهلك للطاقة في العالم، ومنع أسعار النفط من الارتفاع. فيما تعرضت أسعار الخام لضغوط إضافية بسبب البيانات التي أظهرت تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store