
الحكومة اليمنية : مشروع الحو/ثي لم يعد قابلًا للاستمرار وكل المعطيات تشير إلى قرب سقوطه في اليمن
قال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، إن المعطيات الإقليمية والدولية الراهنة تشير إلى قرب سقوط المشروع الإيراني في المنطقة، وعلى رأسه ميليشيا الحوثي، مشددًا على ضرورة أن يوحد اليمنيون صفوفهم ويتجاوزوا خلافاتهم في هذه المرحلة الحاسمة.
وأكد الإرياني، في تصريح مساء اليوم السبت إن مشروع ميليشيا الحوثي لم يعد قابلًا للاستمرار، ولا يمكن له الصمود في وجه عزيمة اليمنيين، وتغير المعادلات الدولية والإقليمية"، معتبرًا أن المتغيرات الجارية "ليست مجرد أحداث عابرة، بل إشارات واضحة على قرب سقوط المشروع الإيراني بكل أذرعه.
وأوضح الوزير أن النظام الإيراني يمر بمرحلة انهيار شاملة، "محاصر ومنهك، ويعاني من وضع اقتصادي وسياسي خانق، ويواجه ضغوطًا متزايدة تجبره على التفاوض لتفكيك برنامجه النووي وقدراته الصاروخية".
كما استعرض الإرياني وضع حلفاء طهران في المنطقة، مؤكدًا أن ميليشيا حزب الله أصبحت "تفاوض اليوم للاحتفاظ بسلاحها الشخصي فقط، بعد أن فقدت غطاءها الشعبي والسياسي، وباتت عبئًا على لبنان والعالم".
وأن النظام السابق والميليشيات الإيرانية في سوريا "انتهت إلى غير رجعة، بعد أن كانت بوابة عبور الحوثيين إلى طهران".
وأشار إلى أن ميليشيا الحشد الشعبي في العراق، "التي تمول الحوثيين بمائة مليون دولار سنويًا وتحتضن قياداتهم"، باتت "تحت المجهر والضغط الدولي، وعلى وشك الدخول في قائمة الإرهاب الدولية".
وفيما يخص ميليشيا الحوثي، أكد الإرياني أنها تسير نحو مصير مشابه، موضحًا أنها تواجه "عقوبات دولية، وعزلة تامة، وسخطًا شعبيًا"، ومشيرًا إلى أن مصيرها المحتوم أصبح أقرب من أي وقت مضى، مضيفًا: "لن تنقذها لا شعاراتها، ولا أكاذيبها، ولا دعم أسيادها في طهران".
ودعا وزير الإعلام اليمني جميع أبناء الشعب إلى "تجاوز الخلافات التي تمثل مصدر قوة الحوثي"، والتعويل على "وحدة الصف الوطني، والجيش، والقيادة الشرعية"، مؤكدًا أن "ميليشيا الحوثي ليست قدرًا محتومًا، بل سرطان دخيل في طريقه إلى الاستئصال".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
ماسك يدفع ثمن تحالفه مع ترمب
في لحظة، تكون الرجل الأكثر ثراءً في العالم، عبقرياً، و"ملك التكنولوجيا"، كما يحلو لك وصف نفسك، في مقدورك إعادة صاروخ من الفضاء وتثبيته على منصة الهبوط كما لو كنت تركن سيارة في مرأب، ثم في غمضة عين، تجد المحتجين يقاطعون منتجاتك، وأسهم شركتك تهوي. إيلون ماسك، الذي طالما بدا، عن جدارة لا مبالغة، أحد أسياد الكون، يظهر لك على حين غرة إنساناً عادياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ظن أنه قادر، بسهولة ودونما أية تبعات، على إضافة دور جديد إلى أدواره الكثيرة الحالية عبر توليه منصباً في إدارة دونالد ترمب، لكن المصير الذي آل إليه اليوم ليس سوى ثمرة غروره. أو لنقل في إشارة إلى أسطورة قديمة لا ريب أنه يعرفها جيداً بحكم شغفه بالسفر عبر المجرات، إنه إيكاروس القرن الـ21 [في الميثولوجيا اليونانية]، الذي اقترب كثيراً من الشمس ظناً منه أنها لن تؤذيه، فما كان إلا أن هوى صريعاً [عندما أذابت أشعة الشمس الشمع المثبت لجناحيه]. معلوم أن ماسك قدم لحملة ترمب الانتخابية الرئاسية 250 مليون دولار، وهو مبلغ زهيد قياساً بثروة الملياردير، ولكنه كافي لاستمالة الرئيس وجذب انتباهه ووده. أوحى ماسك لصديقه الجديد، "الصديق الأول" [شبهاً بالسيدة الأولى]، بأنه قادر على تقليص الموازنة الفيدرالية الأميركية بضربة قلم، مستأصلاً الهدر وقدراً كبيراً من مظاهر التقدمية المفرطة المرتبطة بثقافة "اليقظة" أو "ووك" ما سيؤدي حسب زعمه، إلى انتعاش مالي مذهل، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث. صحيح أنه كان مسؤولاً عن تسريح الآلاف من وظائفهم، ولكن حملته العنيفة في تطهير المؤسسات لم تترك أثراً يذكر على الإنفاق العام. وفي غمرة هذه العملية، بات شخصية مكروهة، ورمزاً لنهج اللامبالاة والانفلات الذي يجسده رئيسه. ورافق ذلك أيضاً اضطراره إلى تجرع بقية أيديولوجية ترمب، على رغم تعارضها التام والواضح مع مصالحه التجارية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تعتمد سيارات "تيسلا" المملوكة لماسك على قطع غيار ومواد مستوردة من الخارج. وقد وجه ترمب انتقادات حادة لهذه الصناعة، ولاعتمادها على سلاسل التوريد العالمية المتشابكة، فارضاً عليها رسوماً جمركية باهظة. والمعلوم أن هذه السيارات كهربائية، في حين أن ترمب من أشد المؤيدين للوقود الأحفوري. في نظر ترمب، أزمة المناخ ليست سوى فكرة من اختراع النخبة الليبرالية المثقفة التي يضمر لها كراهية شديدة. لذا، يرغب في إلغاء الإعفاءات والحوافز الضريبية الممنوحة للسيارات الكهربائية. وبينما يسعى ماسك إلى استقطاب أفضل العقول العلمية في العالم، مهما كانت البلدان التي ينتمون إليها، نجد أن الرئيس الأميركي، على النقيض، قد شن حملة صارمة ضد الهجرة إلى بلاده، وضد منح التأشيرات. أعرب ماسك عن استيائه، لكن أحداً لم يعره انتباهاً. وتسربت أنباء عن توترات وخلافات تسري في أروقة السلطة في واشنطن، لكن ما كان ينبغي له أن يفاجأ. أن تكون رئيساً يعني أن تنشغل بالأمور الكبرى، لا سيما إذا كنت ترمب. تلقى ماسك صدمة قاسية، أيقظته على حقيقة أنه، على رغم إنجازاته وثروته وكفاءته التي لا يشق لها غبار، يبقى مجرد عنصر ثانوي في آلة جبارة. في الحقيقة، السياسة مجال لا يرحم، ولا أحد يتقن التهكم والسخرية السياسية أكثر من ساكن البيت الأبيض المتعجرف والمتمسك بالمصلحة الذاتية. إذاً، عاد ماسك إلى عمله اليومي، لكنه سيجد الوضع مختلفاً تماماً عما كان عليه عندما غادر، أو لنقل تحديداً، منذ اللحظة التي توقف فيها عن إعطائه كامل اهتمامه. تراجعت أسهم "تيسلا" بأكثر من 24 في المئة منذ بلغت ذروتها في ديسمبر (أيلول) 2024، وانخفضت مبيعات سياراتها الكهربائية بنسبة 13 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. في الوقت نفسه ترتفع الدعوات المطالبة بتصفية استثمارات الشركة في أوروبا والولايات المتحدة، "تيسلا" التي طالما احتلت مركز الريادة في سوق السيارات الكهربائية، والتي أحدثت ثورة جذرية في صناعة السيارات العالمية عموماً، تواجه الآن منافسة شرسة، فقد لحق بها مصنعون آخرون بسرعة، خصوصاً من الصين. وعلى شركة ماسك أن تواصل الابتكار واستحضار نماذج قادرة على الإنتاج وتحقيق مبيعات كبيرة، وإلا فإن سحر "تيسلا" سيتلاشى. تعرضت صالات عرض "تيسلا" لهجمات واحتجاجات، وأعلن مساهمو الشركة أن صبرهم قد نفد. بعدما كانوا يثنون على ماسك ويتغاضون عن كل تصرفاته غير المرغوبة، بما في ذلك تجاهله القواعد المعتادة لحوكمة الشركات، ها هم يسعون الآن إلى التغيير. وفي خطوة علنية للتحدي والتمرد، يطالبونه بتكريس 40 ساعة من وقته أسبوعياً للعمل في "تيسلا". ينطوي طلبهم على سخرية مقصودة، إذ إن ماسك نفسه صرح سابقاً بأنه يتوقع من موظفي الدولة العمل 40 ساعة أسبوعياً كحد أدنى، لكن المشكلة التي يواجهها المستثمرون أن ماسك ليس عاملاً عادياً، وأسبوعه بعيد تماماً من شكل أسبوع العمل المعتاد. إنه يعمل نحو 80 ساعة أسبوعياً، بل وصل عدد ساعات عمله إلى 120 ساعة بعد استحواذه على منصة "إكس" ("تويتر" سابقاً) والمباشرة بمساعدة ترمب. في الواقع، يتولى الملياردير إدارة أربع شركات كبرى ومؤسسة خيرية. حتى من دون منصبه في إدارة ترمب، يبقى ماسك، بكل المقاييس، منغمساً في مسؤوليات متشعبة وعدد كبير من الالتزامات والمهام والمشاريع. كثير من المنظمات تتطلب توجيهاً دقيقاً، "تويتر"، المعروفة الآن بمنصة "إكس"، تتخلف عن اللحاق بركب منافسيها، فقد خسرت 11 مليون مستخدم في أوروبا وحدها. وواجهت "ستارلينك" حالات إلغاء للعقود في كندا والمكسيك. أما "سبيس إكس" فتخضع لتحقيقات رسمية. وكل هذه المحن تحدث، على رغم أن الشركات، إلى جانب مشروعه المبتكر "نيورالينك" Neuralink لزراعة الشرائح الدماغية، بدت ذات يوم كأنها ضمن أولى الجهات المستفيدة من وصول ترمب إلى سدة الرئاسة. ولما كان ماسك يملك قدرة كبيرة على التنقل السلس بين مشاريعه المختلفة، ليس مستبعداً أن يعود إلى الواجهة بقوة، ولكنه لم يقطع صلاته بترمب تماماً، إذ يقول إنه سيستمر في تخصيص يوم أو يومين للعمل في الشأن الحكومي، "ما دام الرئيس يرغب في ذلك". بدهائه السياسي يجيد ترمب استباق العثرات المحتملة. إنه شخصية حذرة تحسب خطواتها بدقة وتتأمل في عواقبها. وعلى رغم الخلافات بينه وبين ماسك في بعض القضايا، من شبه المؤكد أنه يفضل وجود هذا الملياردير البارز، والواسع النفوذ، ذو الحضور الإعلامي الطاغي، في صفه. كذلك يريد أن ينعم ببريق الإنجازات المستقبلية التي سيحققها ماسك. لذا، من المتوقع أن ماسك، على رغم اتساع الفجوة بينهما، لن ينسحب تماماً من الشأن الحكومي في الوقت الراهن، وفق تصريحاته. في ظل هذه المسؤوليات الجسيمة، كيف يَسَع ماسك المذهل، الذي يظل أولاً وأخيراً إنساناً، أن يدير وقته بما يتماشى مع مطالب مساهمي "تيسلا"؟ قلما نجد رئيس شركة يتحمل عبئاً مماثلاً من المهام. يبرز هنا السؤال: إلى متى سيتسامح المساهمون مع هذا الوضع. عندما كانت الأمور تسير بسلاسة وانسيابية، كانوا مستعدين، بل وسعداء، بمنح ماسك بعض التساهل، ولكن مع تصاعد المشكلات وتراكمها، بدأوا يفقدون هذه المرونة. لذا، تسلط رسالتهم الضوء على مخاوف متصلة بحوكمة الشركة، وتتساءل عما إذا كان لديه خطة جاهزة لخلافته. شركات أخرى تضع مثل هذه الخطط، فلماذا لا تحذو "تيسلا" حذوها؟ كذلك يبرز سؤال حاسم آخر، يقلص ماسك من تدخله الحكومي، والمتوقع في هذه الحال أن يتوقف العداء تجاهه وتجاه علاماته التجارية، ولكن هل سيتوقف فعلاً؟ ستتوقف الاحتجاجات المنظمة، ولكن في الذاكرة الجمعية سيظل ماسك مرتبطاً إلى الأبد بالفترة الأولى من ولاية ترمب الثانية، المتسمة بالفوضى والاستعراض الصاخب، وأحياناً بالعدائية والعنف. ربما لا يسارع المستهلكون إلى شراء منتجاته. وربما يكون الضرر قد وقع، والأوان قد فات. كانت الأمور حيناً تمضي على نحو جيد، ولكنه أراد ما فوق الكفاية. والنتيجة هي أن قصة ماسك المعاصرة تنطوي على عبرة واضحة.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
نقص التمويل يهدد إزالة مخلفات حرب السودان
تواجه فرق إزالة مخلفات الحرب في السودان تحديات عدة، منها نقص التمويل والدعم اللوجستي بالمعدات المستخدمة في عمليات التطهير والنزع، مما يعرقل جهود التعافي وإعادة تطبيع الحياة حتى يتمكن العالقون داخل العاصمة والآتون من مناطق النزوح واللجوء من استئناف حياتهم الطبيعية دون أخطار وأزمات. وتتطلب خطة إزالة المخلفات والمسح على النحو الأمثل 90 مليون دولار، في وقت تتضاءل المساعدات بعد خفض التمويل الأميركي وتوقف دعم برنامج الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، مع الحاجة إلى مئات الفرق المتخصصة ومعدات حديثة لعمليات التطهير. كلفة عالية وقال المدير العام لـ "المركز القومي لمكافحة الألغام" اللواء خالد حمدان إن "ولاية الخرطوم تعد من أكثر المناطق التي توجد بها مخلفات حرب، وهناك سبع فرق تعمل، وأنجزت بالفعل تنظيف مباني الأمم المتحدة والمؤسسات الحكومية والبنوك من القذائف غير المتفجرة، فضلاً عن وجود فرق منتشرة أيضاً في ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأزرق، وكذلك النيل الأبيض وكردفان"، مشيراً إلى أن "الموازنة المطلوبة لإزالة الألغام وإكمال مهمة التخلص من مخلفات الحرب تبلغ 90 مليون دولار، في وقت تأثرت عمليات إزالة المخلفات بقرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف المساعدات الخارجية، كما أن مكتب الأمم المتحدة المتخصص بالأعمال المتعلقة بالألغام في بورتسودان كاد يغلق أبوابه لولا الدعم الكندي الذي قدم لمواصلة الأنشطة". ولفت حمدان إلى صعوبة المهمة نظراً إلى أن الحرب دارت في مناطق مأهولة بالسكان، مما يتطلب جهوداً مكثفة للتوعية وحث المواطنين على التبليغ عن وجود أية مخلفات". حوادث وضحايا وتتزايد المخاوف من تعرض النازحين واللاجئين العائدين لمنازلهم إلى أخطار الموت والإصابات نتيجة عدم اكتشاف مواقع أخرى للمخلفات الأرضية القابلة للانفجار، بخاصة عقب عودة أكثر من 100 ألف شخص للعاصمة ومعظم مناطق وسط البلاد التي حررها الجيش السوداني من قبضة قوات الدعم السريع. وتشهد مدن ومناطق عدة انفجارات يومية تقتل وتبتر وتجرح، وأسفر انفجار مقذوف مدفعي كبير داخل إحدى المدارس في قرية الغبشة شرق مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان عن سقوط ثلاث ضحايا وتسعة جرحى، وفي شمال أم درمان شكا مواطنون من وجود نفايات حربية جرى تفريغها من قبل مجهولين غرب الحارة (80) بينها ذخائر متنوعة غير منفجرة تسببت في بتر أصابع يد طفل حاول العبث ببعضها. خطوات وإجراءات وفي السياق قال المسؤول في "مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الألغام" في السودان معتز عبدالقيوم لـ "اندبندنت عربية"، إن "عمليات إزالة المخلفات الحربية والأجسام غير المتفجرة مكلفة وطويلة، وإجراءات التدقيق والبحث تستغرق فترة زمنية طويلة قد تطرأ خلالها أحداث مؤسفة في حال كثافة عودة السكان لأحياء الخرطوم المختلفة"، مضيفاً أن "الموازنة المقدرة من 'المركز القومي لمكافحة الألغام' والبالغة 90 مليون دولار لن تكفي لتنفيذ خطة إزالة المخلفات، إضافة إلى أنها لم تحدد أماكن العمل إن كانت محصورة في الخرطوم أم تشمل كل مدن البلاد التي شهدت نزاعات مسلحة". وأوضح عبدالقيوم أن "إدارة التمويل والقوانين التي تحكم حركة المال أثناء العمليات مهمة لتلقي الدعم المالي من المنظمات، إضافة إلى ضرورة تحديد الجهة التي تتحكم في التمويل وتقدم التقارير للمانحين، خصوصاً وأن مجتمع المانحين حين يطلع على موازنة بـ 90 مليون دولار فسيتضح له أن الجهة المقدمة للمنحة ليست لديها خبرة كافية"، مشيراً إلى أن "إدارة العمليات وتحديد مناطقها ونوعها من الحاجات المهمة، فضلاً عن طبيعة المعايير ومطابقتها لبرامج الأمم المتحدة، إضافة إلى أن تنفيذ العمليات يحتاج إلى 10 فرق وسيكتمل العمل خلال أربعة أعوام، لأن المناطق التي تشهد زرع المخلفات في الخرطوم يجري اكتشافها بصورة دورية كل 60 يوماً"، وما يزيد الوضع تعقيداً، وفق عبدالقيوم، أن عمليات زرع الألغام في ولاية الخرطوم على وجه التحديد جرت بصورة عشوائية ومن دون أي خرائط أو ترك أي دليل على مناطق وجودها. أخطار وعقبات وعلى الصعيد نفسه أوضح المتخصص في مجال التوعية بأخطار مخلفات الحرب مختار سعد أن "اكتشاف وجود المخلفات مرتبط بصورة وثيقة بعودة النازحين واللاجئين لمنازلهم في الخرطوم وبقية المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، إذ شكا مواطنون كثر وجود الأجسام الغريبة والذخائر غير المنفجرة داخل منازلهم أو قربها، فضلاً عن تزايد أعداد ضحايا تلك المخلفات كل يوم". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ونبه سعد إلى أن "الأخطار الكبيرة المترتبة على المخلفات من نفايات ملوثة وذخائر غير منفجرة، مثل القنابل والقذائف الكبيرة، أقلها الموت أو الإصابات البالغة والإعاقات المستدامة، والأمر المأسوي هو أن معظم ضحاياها من المدنيين"، داعياً إلى ضرورة التعامل الخاص مع المخلفات من ذخائر ومقذوفات وحديد المركبات القتالية، وكذلك النفايات والسيارات المحروقة وأغطية الصرف الصحي وكوابل الكهرباء وفق معالجات نوعية خاصة، لما تمثله من خطر أمني وبيئي طويل الأمد، يهدد بتلوث البيئة بمكوناتها الكيماوية التي قد تتسرب إلى مصادر المياه والأنهار والأحياء المائية، وبما تشكله المتفجرات المنسية أو المدفونة من خطر على أرواح الناس". وتابع سعد أن "الكلفة المالية التي أعلنها 'المركز القومي لمكافحة الألغام' في السودان والبالغة 90 مليون دولار أقل بكثير من المتوقع ولا تلبي سوى نحو 30 في المئة من الحاجات الفعلية لفرق إزالة مخلفات الحرب في البلاد، إضافة إلى المعدات الحديثة والفرق الفنية"، مشيراً إلى أن "السودان من الدول التي لا تمتلك المعدات اللازمة أو المرادم المخصصة لمعالجة مثل تلك النفايات والمخلفات، علاوة على تهالك وقدم المعدات المستخدمة في عمليات التطهير التي تستخدم منذ عام 2002 وحتى اليوم". تقصير وقلق وعلى صعيد ذي صلة قال رئيس "برنامج الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام" في السودان صديق راشد "نحتاج إلى مئات الفرق وليس لدينا سوى عدد قليل منها، كما أن مشكلات الحصول على تصاريح السفر تعرقل العمل أيضاً، والأمر مقلق للغاية لأن هذه المناطق تحتاج إلى فحص من فريق متخصص قبل أن يعود السكان لديارهم"، مشيراً إلى أن "فرق إزالة الألغام لم تقم بعمليات مسح إلا على السطح، ولا سيما في المناطق الواقعة خارج العاصمة الخرطوم والتي تضررت بشدة، وإذا لم تكن هناك عمليات مسح مناسبة فسيكون السكان متروكين لحماية أنفسهم بأنفسهم". وأعرب راشد عن قلقه من احتمال تزايد الأخطار خلال الفترة المقبلة، وبخاصة من الذخائر غير المنفجرة والتي يمكن أن ينفجر كثير منها بأدنى لمسة أو حركة، وتكون موجودة في المنازل والساحات وبعضها مرئي أو غير مرئي، إضافة إلى وجود مخلفات خطرة مختلطة بالأنقاض، ونخشى على المواطنين مع عودتهم والبدء في تنظيف منازلهم وتجهيزها للإقامة والعيش فيها".

سودارس
منذ 2 ساعات
- سودارس
خالد سلك.. من لم يمت بطلقة مات بمرض معدلات الموت لكل الأسباب تتزايد كل يوم
قال القيادي في تحالف صمود خالد عمر يوسف، إن وكالة "رويترز" أصدرت تقريراً حمل تقديراً لحجم الخراب في السودان، يقارب 700 مليار دولار، وهو ما يُمثل أضعافاً مضاعفة لحجم إنتاجية البلاد في سنواتها الجيدة.