logo
يقظة الحروب لا تحجب الحلم النووي عن الجزائر

يقظة الحروب لا تحجب الحلم النووي عن الجزائر

Independent عربيةمنذ 15 ساعات

فتح تقرير دولي تحدث عن وجود الجزائر ضمن خمس دول عربية تقود مستقبل الطاقة النووية، أبواب التأويلات حول قدرة البلاد على التحول إلى دولة نووية، لا سيما أنه أشار إلى أن الكميات تؤهلها مستقبلاً لتطوير برنامج نووي سلمي واعد، خصوصاً مع التجربة الواسعة في التنقيب التي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي.
احتياطات ضمن 5 دول
وكشفت تقارير أميركية عن الطاقة احتياطات المنطقة العربية من اليورانيوم، أن خمسة مناجم تقع في الجزائر وموريتانيا والأردن والسعودية ومصر، تعد من المرتكزات الإستراتيجية التي تعزز مساعي دول المنطقة نحو تطوير برامج الطاقة النووية السلمية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال، في ظل تزايد الطلب العالمي على مصادر الطاقة النظيفة، وقالت إن الجزائر تتمتع باحتياطات تقدر بنحو 29 ألف طن من اليورانيوم تتركز في جنوب البلاد.
وأضافت أنه إلى جانب الجزائر تحوز موريتانيا ما يعادل نحو 41.27 ألف طن، والأردن بنحو 52 ألفاً و500 طن، وتملك السعودية احتياطات ضخمة من اليورانيوم تتراوح ما بين 60 ألفا و90 ألف طن، ما يعادل بين خمسة وستة في المئة من الاحتياط العالمي، في حين تشير التقديرات بخصوص مصر إلى وجود 50 ألف طن من اليورانيوم المرتبط بخامات الفوسفات، فضلاً عن احتياطات أخرى في الرمال السوداء تقدر بنحو 2000 طن.
كميات ضعيفة؟
وبالعودة إلى الكميات المشار إليها في القائمة، فإن الجزائر أضعف دولة "يورانيوماً" عربياً، مما يجعل الحديث عن تحولها إلى دولة نووية يتطلب مجهودات كبيرة، وهو ما دفع الحكومة إلى البحث عن سبل تحقيق تقدم في مجال الطاقة النووية السلمية، وآخرها محادثات 2024 التي أجراها وزير الطاقة محمد عرقاب، مع نائب رئيس الشركة الصينية للطاقة النووية، شانغ يانغ فانغ، حول البرنامج النووي الجزائري، وعلاقات التعاون بين محافظة الطاقة الذرية الجزائرية والشركة الصينية "سي أن أن سي" في مجال الطاقة النووية واستعمالاتها النشطة وغير النشطة للأغراض السلمية، وآفاق تطويرها مستقبلاً، وفق ما أفاد بيان للوزارة.
وقبل ذلك، استقبل الوزير في مارس (آذار) 2023 وفداً من شركة "روساتوم" الروسية، لمناقشة التعاون في تطوير مجال الطاقة النووية واستعمالاتها للأغراض السلمية.
أرقام ليست سرية والتوجه ليس جديداً
ولا يعتبر التوجه جديداً بالنسبة إلى الجزائر، بل يعود أول تطلع إلى هذا النوع من الطاقة خلال أعوام الثمانينيات من القرن الماضي، وفي عام 1996 أنشئ أول مركز بحثي للتكنولوجيا النووية، وأطلق عليه اسم "محافظة الطاقة الذرية" أسندت إليه مهمة صياغة مشروع تطوير الطاقة النووية وتقنياتها في البلاد، وتحديد الإستراتيجية الخاصة بها لتنفيذه.
الاحتياط المؤكد للجزائر من مادة اليورانيوم يبلغ 29 ألف طن (مواقع التواصل)
كذلك فإن الأرقام التي جاء بها التقرير حول الجزائر ليست جديدة أو سرية، إذ كشفت وزارة الطاقة في يناير (كانون الثاني) 2008 أن الاحتياط المؤكد للجزائر من مادة اليورانيوم يبلغ 29 ألف طن.
وتملك الجزائر مفاعلين نوويين الأول يدعى "نور" بضواحي العاصمة وتبلغ طاقته ثلاثة ميغاواط، وأما المفاعل الثاني الذي يحمل اسم "السلام" فيوجد بولاية الجلفة وسط البلاد بطاقة قدرها 15 ميغاواط، ويستخدمان لأغراض سلمية.
معالجة الطلب المتزايد على الطاقة
وفي السياق، يعتبر المتخصص في شؤون الطاقة، عبدالرحمن مبتول، أن سبب توجه الجزائر نحو بناء مفاعلات نووية مدنية لإنتاج الطاقة هو من أجل معالجة الطلب المتزايد على الطاقة الذي تشهده البلاد، موضحاً أن بلاده تسعى عبر إستراتيجيتها الحالية، إلى تحسين نجاعتها الطاقوية من خلال الاعتماد على تقنيات جديدة تمكنها من ترشيد استهلاك الطاقة بنسب تتراوح ما بين 40 و50 في المئة.
ويتابع مبتول أن هذا المشروع واعد، لاعتبار أن البلاد لديها الإمكانات التي تخول لها تنفيذه بنجاح وتحقيق الأهداف المرجوة منه، مشيراً إلى أن الجزائر لديها احتياط مهم من اليورانيوم يقدر بنحو 29 ألف طن، أي ما يكفي لتشغيل محطتين نوويتين بقدرة إنتاجية تعادل 1000 ميغاواط لكل واحدة منهما لمدة قد تصل إلى 60 عاماً.
تخصيب بـ3 إلى 5 في المئة
وتلتزم الجزائر مع كل مناسبة الدفاع عن سلمية نشاطها النووي، بل وتشدد على عالم من دون تجارب نووية وخال من الأسلحة النووية، وهو ما أشار إليه الأمين التنفيذي لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية روبرت فلويد، عقب لقاء جمعه والوفد المرافق له مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، وقال إن الرئيس أكد التزام بلاده القوي من أجل عالم من دون تجارب نووية وخال من الأسلحة النووية، وهو "أمر مشجع لنا سماع هذه التصريحات القوية".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف فلويد أن هذا الالتزام نابع مما تعرضت له الجزائر تاريخياً، إذ أجريت 17 تجربة نووية على الأراضي الجزائرية، وختم أنه تم الاتفاق خلال اللقاء على مواصلة العمل من أجل عالم أفضل للأجيال القادمة من دون تجارب نووية ومن دون أسلحة نووية.
وأشار الرئيس تبون خلال لقائه الدوري بالصحافة المحلية، إلى أنه يتم في الوقت الحالي بالجزائر تخصيب اليورانيوم بنسبة ثلاثة إلى خمسة في المئة لأغراض مدنية بخاصة في القطاع الطبي مع وجود إمكان تصديره لاحقاً، موضحاً أن احتياطات بلاده ليست مثل تلك الموجودة في النيجر، و"لكن إذا كان هناك شركاء أجانب جادون فنحن منفتحون".
أهم الاتفاقات
ووفق التقارير الدولية، تظهر الجزائر من بين الدول التي التزمت كثيراً من الاتفاقات الدولية التي تصدرها الأمم المتحدة بهدف الحد من انتشار الأسلحة النووية، كذلك يبدو من سجلها أنها تعمل إلى حد كبير على تجنب انتشار الأسلحة النووية، خصوصاً بعد توقيعها على كثير من الاتفاقات في هذا الإطار، منها معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي وقعتها الجزائر 1994.
وأهم الاتفاقات والأدوات القانونية الدولية المصادقة عليها معاهدة "بليندابا" التي تجعل من أفريقيا منطقة خالية من الأسلحة النووية، ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، واتفاق التبليغ المبكر عن وقوع حادثة نووية، وكذلك اتفاق المساعدة في حال وقوع حادثة نووية أو طارئ إشعاعي، واتفاق الحماية المادية للمواد النووية، إضافة إلى تعديل اتفاق الحماية المادية للمواد النووية، والاتفاق الدولي لقمع أعمال الإرهاب النووي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجلس الشيوخ يرفض محاولة للحد من صلاحيات ترمب بشأن الحرب مع إيران
مجلس الشيوخ يرفض محاولة للحد من صلاحيات ترمب بشأن الحرب مع إيران

Independent عربية

timeمنذ 37 دقائق

  • Independent عربية

مجلس الشيوخ يرفض محاولة للحد من صلاحيات ترمب بشأن الحرب مع إيران

رفض مجلس الشيوخ الأميركي، الذي يقوده الجمهوريون، محاولة من الديمقراطيين لمنع الرئيس دونالد ترمب من استخدام المزيد من القوة العسكرية ضد إيران، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس أنه سيدرس قصف إيران مجدداً. جاء التصويت بأغلبية 53 صوتاً مقابل 47 ضد قرار صلاحيات الحرب الذي يتطلب موافقة الكونغرس على المزيد من الأعمال العسكرية ضد إيران. وقد أدلى جميع أعضاء مجلس الشيوخ بأصواتهم، لكن التصويت لا يزال مستمراً. لهجة "غير لائقة" دان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم السبت التصريحات "غير المقبولة" لترمب التي زعم فيها أنه أنقذ المرشد الأعلى علي خامنئي من "موت قبيح ومخز". وقال عراقجي في منشور على منصة "إكس" إنه إذا كان الرئيس الأميركي لديه رغبة صادقة في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران فعليه أن يتوقف عن "اللهجة غير اللائقة وغير المقبولة" تجاه خامنئي. وكان ترمب قال أمس الجمعة إنه منع اغتيال خامنئي، مهاجماً إياه لقوله إن طهران انتصرت في الحرب مع إسرائيل. وحرص ترمب على الرد على خامنئي، الذي قلل الخميس من أثر الضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية، وخاطبه قائلاً "هُزمت شر هزيمة". وأشار ترمب إلى أنه سيفكر في قصف إيران مجدداً إذا كانت طهران تخصب اليورانيوم إلى مستوى يقلق الولايات المتحدة، وأيد عمليات تفتيش المواقع النووية الإيرانية التي قُصفت. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضاف خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض متوجهاً إلى خامنئي "أصغ إلي. أنت رجل يتحلى بإيمان عظيم، رجل يحظى باحترام كبير في هذا البلد. عليك أن تقول الحقيقة، هُزمت شر هزيمة. إسرائيل أيضاً تعرضت لضربات كبيرة. تعرضتا (إسرائيل وإيران) معاً لضربات كبيرة". وأورد ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال" أنه أنقذ خامنئي من "موت قبيح ومهين للغاية"، مضيفاً أنه أوقف العمل على تخفيف العقوبات على إيران بعد تصريحاته الأخيرة بأن بلاده حققت انتصاراً على الولايات المتحدة. وقال ترمب في منشور على "تروث سوشيال"، "خلال الأيام القليلة الماضية، كنت أعمل على إمكانية رفع العقوبات، وأمور أخرى كان من شأنها أن تمنح إيران فرصة أفضل بكثير للتعافي الكامل والسريع والشامل". وأضاف "تلقيت بياناً مليئاً بالغضب والكراهية والاشمئزاز، فتخليت فوراً عن جميع أعمال تخفيف العقوبات، وغيرها". وقال خامنئي إن الرئيس الأميركي "بالغ" في تأثير الضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية الثلاثة المستهدفة، وذلك في أول ظهور له منذ وقف إطلاق النار مع إسرائيل. أميركا تبرر للأمم المتحدة الغارات على إيران أبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي في رسالة الجمعة، أن هدف الغارات الأميركية على إيران مطلع الأسبوع الماضي "كان تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ومنع الخطر الذي يمثله حصول هذا النظام المارق على سلاح نووي واستخدامه له"، وفق وكالة "رويترز". وكتبت دوروثي شيا القائمة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة "لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بالسعي إلى اتفاق مع الحكومة الإيرانية". وبررت واشنطن الضربات بأنها دفاع جماعي عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تتطلب إطلاع مجلس الأمن المكون من 15 عضواً فورا بأي إجراء تتخذه الدول دفاعا عن النفس ضد أي هجوم مسلح.

زمنيّة الحرب... وفكرة السلام
زمنيّة الحرب... وفكرة السلام

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

زمنيّة الحرب... وفكرة السلام

ليس سراً أنَّ المحاولات الحثيثةَ اليوم بغية إطفاء نيران الحرائقِ لها أسبابُها التنموية مع الإرادات السياسية. دولٌ انشغلت برؤىً تنموية، وحقَّقت أهدافَها الاقتصادية في زمنٍ قياسي لا تريدُ أن تنموَ في إقليمٍ يحترق. القوى الصَّاعدة تنموياً لا تريد لأي حربٍ أن تمتد، ولا لأي أزمةٍ أن تتفاقم. المبادرات المطروحة جدّية؛ خلاصتها أن تتجاوزَ الدولُ خلافاتِها بالوقت المحدد. وما كانت الضربات المتضادة بين أطراف النزاع إلا وسيلةً لصناعة حل، أو لتأسيس نقاشٍ وتفاوض. بالأمس كتب الدكتور رضوان السيد في هذه الجريدة مقالةً مهمة بعنوان: «هل انتهت حرب فارس والروم؟». فيها سأل الأستاذ: «هل انتهت الحرب، أو الحروب، كما ذكر ترمب؟ إيران شديدة التعب والإرهاق في بناها العسكرية والنووية والأمنية والعلمية، وقد جُرّدت أيضاً من أذرُعها التي بنتها بصبرٍ على مدى عقود. أما إسرائيل المرهقة جداً من «حروب الانتصار»، فيغلب على الظن أن تستكين أيضاً إذا أمنت من جهة لبنان. لكن ستبقى لديها مشكلات إذا رأت أن ترمب سيمضي بعيداً في احتضان إيران...». ثم ربط الحدث بتاريخيته حين قال إن «التاريخ لا يعيد نفسه، لكنه، وفق كارل ماركس، إذا حصلت تشابهات فإن المأساة (التراجيديا) تختلط فيه بالكوميديا». نعم، للحروب وظيفتها؛ كما أن للسلام دوره وأثره، وعبر التاريخ أخذت الحروب حيزها من الدرس والتحليل، فالحرب ذروة قصوى من ذروات التاريخ على أثرها تتشكل جغرافيا جديدة، وتوضع على الأرض إمكانات مختلفة، وتتحول مسارات عديدة، فالحروب هي الوسيلة الأجدى أحياناً من أجل صناعة السلام. والدراسات التي تتحدث عن الحرب والتاريخ والإنسان عديدة، وهي تتراوح بنتائجها بين القبول والرفض، لذلك يمكن تلخيص قصة الموقف من الحرب بأنها صراع بين مقولتين، ونظريتين، فاليونانيون عاشوا الحروب الطاحنة وخبروا الحرب، ولذلك عتدّها هيراقليطس «ربة الأشياء»، فهو فيلسوف الصيرورة والنار، ولذلك يرى في الحرب وسيلة فاعلة في تصيير الأشياء وتسريع حركة التاريخ، على نقيضه عدو الحرب كانط، الذي ألّف كتيبه الشهير «نحو سلام دائم»، به يعرض خطة لإنهاء فكرة الحرب واستبدال أفكار أخرى أخلاقية بها، يمكنها جعل الصراع بين الأمم أكثر تطوراً من فكرة الحرب. الخلاصة؛ أن الحروب لها هدف وزمن. ولكل طرفٍ أوانه للدخول في السلام. وما كانت مبادرة ترمب إلا نصيحة لإنهاء حرب يُراد لها أن تكون قصيرة. والتاريخ لا يعيد نفسه لأن التاريخ متزمّن ولا يعود. بيد أن القوّة في اغتنام فرص الانتقام في حينها، وفرص السلام في أوانها.

ثمانون هذه الأمم: العصابات (حلقة 3 من 5)
ثمانون هذه الأمم: العصابات (حلقة 3 من 5)

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

ثمانون هذه الأمم: العصابات (حلقة 3 من 5)

في 1945، بينما كانت الحرب العالمية الثانية لا تزال مستعرة، اجتمع مندوبون من 50 دولة في سان فرنسيسكو، لحضور مؤتمر تأسيس الأمم المتحدة. وكان هدفهم الأساسي، وفقاً للخطاب الملهم لميثاق الأمم المتحدة، هو «إنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب التي جلبت مرتين في حياتنا آلاماً لا توصف للبشرية». تم اعتماد الميثاق بالإجماع وتوقيعه في 25 يونيو (حزيران). كانت الآمال كبيرة في هذه المنظمة الجديدة، خاصة من جانب الولايات المتحدة، التي كانت دائماً أكبر داعميها. فقد ادعى كوردل هول، وزير الخارجية، أن الأمم المتحدة تمتلك مفتاح «تحقيق أسمى تطلعات البشرية واستمرار حضارتنا». لكن كانت هناك أيضاً أصوات معارضة كثيرة. فقد أنشئت المنظمة على أساس العضوية الدورية في هيئتها التنفيذية، مجلس الأمن. لكن الدول الخمس الأقوى في ذلك الوقت، الولايات المتحدة، والاتحاد السوفياتي، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، لم تُمنح مقعداً دائماً فحسب، بل أيضاً حق النقض (الفيتو) على أي اقتراح لا توافق عليه. وجد العديد من الدول الصغيرة صعوبة في قبول ذلك. وكما أشار وزير الخارجية المصري، فإن حق النقض سمح للدول الخمس الكبرى بأن «تكون قاضياً وجلاداً في أي مسألة تمس مصالحها». وأشار المندوب الكولومبي ألبرتو ليراس كامارغو، إلى أنه في حين أن الدول الخمس الكبرى هي الوحيدة التي تتمتع بالقوة الكافية لفرض النظام الجديد، فإن «القوى العظمى هي وحدها التي يمكنها تهديد سلام وأمن العالم». شكك بعض المعلقين في المفهوم نفسه الذي قامت عليه الأمم المتحدة. في عام 1946، نشر المفكر المجري الأميركي إيمري ريفز، نقداً لاذعاً للمنظمة أصبح من أكثر الكتب مبيعاً في العالم. وجادل في كتابه «تشريح السلام» بأن القومية هي السبب الجذري لجميع الحروب: فمن خلال جعل المنظمة مسؤولة أمام دول العالم، بدلاً من شعوبها مباشرة، فإن الأمم المتحدة تقع ببساطة في الفخ نفسه مرة أخرى. لم يكن ريفز متفاجئاً على الإطلاق من الدول الخمس الكبرى التي تمكنت من إجبار الدول الأخرى على منحها امتيازات خاصة. في السنوات التالية، ثبتت صحة جميع الشكوك التي سادت عام 1945. فقد استخدمت معظم الدول الخمس الكبرى، حق النقض لحماية نفسها، وشن حروبها الخاصة، مما أثار غضب الغالبية العظمى من أعضاء الأمم المتحدة العاجزين. غزت بريطانيا وفرنسا قناة السويس عام 1956، وغزا الاتحاد السوفياتي المجر، وتشيكوسلوفاكيا، وأفغانستان (1956 و1968 و1979). وشنت الولايات المتحدة سلسلة من المغامرات في أميركا الوسطى في الثمانينات. واستمر هذا النمط في القرن الحادي والعشرين مع الغزو الأميركي للعراق (2003)، والغزو الروسي لجورجيا، والحرب الروسية الحالية في أوكرانيا. وجميعها تمت دون موافقة مجلس الأمن. بذلك أثبتت الدول الخمس الكبرى أنها حرة في خوض الحروب متى شاءت.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store