
ترامب: الغواصتان النوويتان اللتان أمرت بنشرهما تتموضعان في "المكان المناسب"
وأوضح ترامب في تصريحات للصحفيين قبل مغادرته من "بيدمنستر" بولاية نيو جيرسي متجهًا إلى العاصمة واشنطن أن القرار جاء رداً على "التصريحات التصعيدية" الصادرة مؤخرًا عن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، مؤكدًا أن الغواصتين "في المنطقة التي يجب أن تكونا فيها"، دون الكشف عن موقعهما الدقيق.
وكان ترامب قد أشار سابقا في مقابلة تلفزيونية مع قناة "نيوزماكس" إلى أن الغواصتين ستنشران في موقع أقرب إلى روسيا، في خطوة تُفسر على أنها رسالة ترهيب سياسي وعسكري.
وجاء هذا التحرك بعد سلسلة من التصريحات المتبادلة بين الطرفين. ففي 28 جويلية، حذّر مدفيديف عبر منصة "إكس" (X) من أن تهديدات ترامب لروسيا، لا سيما فيما يتعلق بتسوية النزاع الأوكراني، قد تمثل خطوة نحو اندلاع حرب شاملة. وأضاف: "على ترامب ألا ينسى أن أي إنذار نهائي يُعدّ تهديدًا خطيرًا للسلام العالمي".
وفي 31 جويلية، عاد مدفيديف ليُوجّه سخرية لاذعة إلى ترامب عبر قناته على "تلغرام"، رداً على انتقادات الأخير للوضع الاقتصادي في روسيا والهند، والتي وصفها ترامب بـ"الاقتصادات الميتة". فقال مدفيديف: "أما عن الاقتصاد الروسي والهندي الميت، والتوجه إلى منطقة خطرة، فليتذكّر ترامب أفلامه المفضلة عن 'الموتى السائرين'، وكيف يمكن لـ'اليد الميتة' – التي لا وجود لها في الطبيعة – أن تكون خطيرة".
وتشير عبارة "اليد الميتة" إلى منظومة نووية سوفيتية قديمة، تُعرف رسميًا باسم "بريميت" (Perimeter)، والتي تم تطويرها خلال الحرب الباردة لتضمن إطلاقًا تلقائيًا للصواريخ النووية في حال تم تدمير قيادة الدولة السوفيتية، ما يعني رداً نووياً شاملاً حتى لو لم يبقَ أحد على قيد الحياة لإصدار الأمر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

تورس
منذ 8 ساعات
- تورس
واشنطن تحدد هدفا إيرانيا وترصد مكافئة مالية لمن يدلي بمعلومات حوله
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. ووفقا لبيان الخارجية فإن هذه المجموعة مرتبطة بنشاطات مؤسسات عسكرية إيرانية، وتتهم بالتدخل في الانتخابات الأمريكية. وبحسب الوزارة، تنشط هذه المجموعة ضمن وحدة إلكترونية تابعة لقيادة الفضاء الإلكتروني في الحرس الثوري الإيراني، وتشتهر بإنشاء شركات ومنظمات وهمية متعددة مثل "إيليا نت گستَر" و"إيمن نت پاسارگاد"، التي تستخدم كواجهات لأعمالها.وأشار برنامج "المكافآت من أجل العدالة" عبر منصة "إكس" إلى أن المجموعة تستخدم أسماء عدة، لكنها تعمل من عدد محدود من العناوين، داعيا من يملك معلومات إضافية إلى التواصل معه. وفي سياق متصل، كشف فريق "لبدوختگان" والباحث في أمن الإنترنت نريمان غريب عن نشاطات هذه المجموعة التي تستهدف التأثير على الانتخابات الأمريكية، حيث بدأت منذ بداية 2024 بجمع بيانات حول ولايات أمريكية حاسمة، وأرسلت رسائل مباشرة إلى مرشحي مجلس الشيوخ في إحدى هذه الولايات في محاولة للتأثير على سير العملية الانتخابية. ذكرت قناة "إيران إنترناشينال" أنها حصلت على معلومات تفصيلية حول أنشطة مجموعة "شهيد شوشتري" السيبرانية، التي تستهدف التدخل في الانتخابات الأمريكية. وبحسب ما نقلته القناة، قامت المجموعة منذ مطلع عام 2024 بجمع بيانات دقيقة عن عدد من الولايات الأمريكية، كما أرسلت رسائل مباشرة إلى مرشحين لمجلس الشيوخ في إحدى الولايات الرئيسة، في محاولة لزعزعة العملية الانتخابية والتأثير على نتائجها.


الصحراء
منذ 8 ساعات
- الصحراء
ترامب ومهمة انكار الابادة الجماعية…
لا نعرف طبيعة الادلة والبراهين التي ذهب مبعوث ترامب يبحث عنها في غزة للتأكيد على وجود جريمة ابادة في غزة , و لكن نعرف ان تصريحات الرئيس الامريكي بأن ما يجري في غزة ليس بالابادة الجماعية تعني بكل بساطة أن هذا ما نقله اليه و أقنعه به مبعوثه الى غزة الذي قضى أربع ساعات اجتمع خلالها الى قيادات عسكرية لجيش الاحتلال في غزة وسمع منها ما أرادت له أن يسمعه ويراه عما يجري في غزة .. العالم بأسره يتابع ومنذ أكثرمن اثنين وعشرين شهرا سيناريوالابادة الجماعية والتدمير الشامل والتجويع المستمر في غزة الذي يخطط له و ينفذه جيش الاحتلال الاسرائيلي و ليس هناك منظمة أممية أو حقوقية أو انسانية أو قضائية لم تؤكد وجود هذه الابادة حتى أن منظمات اسرائيلي يسارية بدورها أطلقت صرخة فزع محذرة من انتهاكات الجيش الاسرائيلي في غزة و من تحول المجتمع الاسرائيلي الى مجتمع يسمح بالابادة .. طبعا لا أحد كان يتوقع أن يتحرك الضميرالانساني للمبعوث ويتكوف و لرئيسه في البيت الابيض لايقاف المذبحة و لكن كدنا نصدق سيد البيت الابيض و هو يتحدث عن دموع زوجته عندما شاهدت صور أطفال غزة الجائعين قبل أن تعيدنا تصريحات ترامب الى الواقع , و نكاد نجزم أن حليفه ناتنياهو انتبه للامر فسارع بفرملة موقف الرئيس الامريكي و معه مواقف غيره من القادة الاوروبيين الذين لم يتأخروا في البوح بصدمتهم ازاء الفيديو الذي نشرته حماس عن وضعيه اثنين من الرهائن حتى أن الرئيس الفرنسي ماكرون اعتبر أن أوكد أولوياته هي انقاذ الرهينتين من براثن الجوع ..و كأن حياة مليوني فلسطيني يعانون التجويع و يواجهون الموت البطيئ مسألة ليست ذات أولوية أو كأن موت اطفال غزة الذين تحولوا الى هياكل عظمية بفعل الجوع حدث قابل للتأجيل ..و كأن ايقاف مشاهد الموت اليومي تحت وطئ فخ المساعدات الانسانية القاتلة ليس اولوية و كأن ايقاف تدافع المجوعين للحصول على حفنة من الطحين الممرغ بالتراب والدم ليس أولوية و كأن ايقاف عجلة الموت المتعجل والة حصد الارواح الاسرائيلية ليس أولوية ..نعم يمكن القول أن حماس أخطأت حساباتها من نشر هذا الفيديو و قد تكون توقعت أن يثير الفيدو الانظار بشأن المجاعة في غزة و نجحت في ذلك الى حد بعيد لانها حركت الشارع الاسرائيلي الذي خرج للتظاهر في سبته المقدس و مطالبة ناتنياهو بانهاء الحرب و لكنها منحت مجرم الحرب ناتنياهو فرصة التنفس و العودة الى سياسة الهجوم كأفضل وسيلة للدفاع مهما كان حجم الجريمة التي يقترفها .. هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها وأن المعركة الدعائية الاعلامية دخلت مرحلة خطيرة من محاولة الاستثمار في المشهد الدموي الراهن في غزة للانتهاء من أخر فصول مخطط تزوير وتزييف الرواية التاريخ و قلب الحقائق التي وجب الاشارة أنها لم تبدأ اليوم ..و سيجد مجرم الحرب ناتنياهو و حكومته الارهابية في الفيديو الذي بثته حماس فرصة للقفز على الاحداث والخروج في ثوب الضحية التي تواجه كل المخاطرالوجودية .. يحاول ناتنياهو استعمال كل الاسلحة المتوفرة بين يديه الى جانب سلاح القتل والتدمير مستفيدا من دعم حلفاءه لانكار أي حق في الحياة والكرامة للفلسطينيين و اعتبارهم مجرد أرقام يستجوب التخلص منها بكل الطرق المتاحة , كما يحاول استغلال حالة التطبيع الرسمي مع جريمة الابادة للتغطية على أهمية و دور الاستنفار الشعبي العابر للحدود و الرافض للابادة و هو يعتقد أن سلاح الوقت حاسم و من هذا المنطلق يسعى لاطالة أمد الحرب و دفع حليفه في البيت الابيض الى منحه الغطاء الزمني المطلوب للانتهاء من خطته الهمجية في غزة و تهيئة الارضية لعملية التسفير التي سبق و اعلنها الرئيس الامريكي.. ويتكوف الذي نزل بمروحيته على غزة و كان يضع الدرع الواقي جلس و اجتمع صاغرا لما قدم له الفريق الاسرائيلي عن جهود و خطط اسرائيل للدفاع عن مصالحها الحيوية أمام تهديدات حماس و الارجح أن ويتكوف تلقى أيضا من الفريق الاسرائيلي تطمينات يعرف في قرارة نفسه أنها كاذبة , بأن اسرائيل لا تحرم أهل غزة من شيئ وأنها تتكرم عليهم بالمساعدات الانسانية التي يتم اسقاطها على الاهالي جوا و أنهم يتلقفونها بكل سخاء وأمان أما عن الصور الموثقة عن المجوعين الذين يتعرضون للرصاص على مقربة من عملية انزال المساعدات فلا أعين ويتكوف و لا أعين ترامب تراها …و سيكون من الغباء أن نتخيل تشكيك أو رفض المبعوث الامريكي لرواية الحليف الاسرائيلي و جهوده الانسانية غير المسبوقة لانقاذ أهالي غزة المجوعين …و هو ما يعني أن تصريحات ترامب بعدم وجود ابادة في غزة تؤكد هذا السيناريو الذي يعود بحرب الابادة في غزة الى النقطة الصفر والاصرار على اعتبار أن عملية السابع من أكتوبر وحدها التي أقدمت عليها حماس في لحظة انفلات وراء السيناريو الدموي في تجاهل مطلق و نفي لما سبق السابع من اكتوبر من عقود طويلة من الاحتلال و الاستيطان و التهويد و المجازر الموثقة ..وهذا في الواقع أفظع و أخطر فصول التاريخ التي يريد ناتنياهو تزويرها و تغييرها و فرضها في الذاكرة و في كتب التاريخ وفي المدارس بمعنى الغاء تاريخ القضية الفلسطينية و اختزال تاريخ الشعب الفلسطيني بدءا من السابع من أكتوبر وهذا أيضا ما يفسر محاولة الترهيب والانتقام و التشفي من ابناء الشعب الفلسطيني أومن سيكتب لهم النجاة بعد هذه المحرقة و دفعهم الى عدم استحضار هذا الفصل من المحرقة و وكأنه لم يكن بعد كل الذي تحملوه من ابادة وتعذيب خوفا من عودة مارد الانتقام الاسرائيلي .. و قد حاول فريق ناتنياهو أن يجعل من أحدث فيديو نشرته الحركة عن وضعية اثنين من الرهائن منطلقا لمعركة اعلامية لا تكاد تهدأ الا لتعود من جديد أكثر شراسة وأكثر اصرارا على تطويع و قلب الحقائق بما يخدم المصلحة الاسرائيلية و الرواية الاسرائيلية ..و قد نجح ناتنياهو في اثارة ردود افعال متعاطفة من الحلفاء في الانظمة و الحكومات الغربية التي عبرت عن صدمتها ازاء الفيديو واعتبرته الاخطر في المشهد منذ المحرقة النازية و الحال أن كل لحظة و كل ساعة تمر على أهل القطاع دون انهاء الابادة تفاقم محرقة العصر ..وبالنظرالى ما سبق يمكن أن يتسائل البعض ولكن ماذا عن مخرجات مؤتمر نيويورك وماذا عن وعود دول اوروبية بينها فرنسا و بريطانيا و اعتزامهما الاعتراف بالدولة الفلسطينية بحلول الدورة القادمة لاجتماعات في شهر سبتمبر القادم خلال ..الى هؤلاء نقول لا تنساقوا وراء الاوهام و اقرأوا بتأن بين سطور بيان نيويورك و الشروط التي حددها للاعتراف بالدولة الفلسطينية و هو ليس اعتراف بالحق التاريخي للشعب الفلسطيني أو منطلق لتصحيح المظلمة التاريخية التي جلبها وعد بلفور المشؤوم بل ان خارطة اتفاق نيويورك وعلى أهميتها في المعركة الديبلوماسية الامامية والقانونية المستمرة فانها وضعت على مقاس ناتنياهو وهي لا تقدم أي بديل للابادة المستمرة ولكنها تمنح حكومة ناتنياهو طوق نجاة من كل الجرائم التي ارتكبها دون ان تقدم في المقابل للفلسطينين خطة الدولة القابلة للحياة و من يتأمل ما تضمنه مشروع نيويورك يدرك جيدا أنه لا يختلف كثيرا عن الاتفاق الذي توصل اليه المجتمع الدولي بعد اجتياح بيروت لتحييد منظمة التحرير الفلسطينية نهائيا وانهاء دور المقاومة المسلحة وجرها في مفاوضات لا تنتهي تمنح كيان الاحتلال المجال للتوسع وسرقة ما بقي من الارض ..فيديو واحد لرهينتين اسرائيليتين بثته حماس اقتنصه ناتنياهو للتنصل من كل الجرائم التي ارتكبها واستدرار عطف ترامب وغيره فيما لم تحرك الاف الفيديوهات الموثقة عن محرقة غزة السواكن ولم تعد احياء الارادة الدولية المحنطة ..نعم لم يجانب ترامب الصواب انها ليست ابادة جماعية فحسب بل هي ابادة للانسانية .. نقلا عن رأي اليوم

منذ 11 ساعات
الصراع الروسي الغربي: إعادة رسم العالـم بالقوة
قد يكون أبرزها التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد روسيا أو أية دولة تواصل شراء النفط الروسي بعد دخول العقوبات الجديدة حيّز التنفيذ، في إعادة لتشكيل المشهد الدولي على قاعدة «نحن وهم». هذه التطورات تكشف أن الصراع الروسي الأميركي/الغربي بات اليوم أكثر تشعّبًا وتعقيدًا من أي وقت مضى. ففي خضم التحركات العسكرية والتوترات السياسية، والتلويح المتبادل اليوم بالسلاح النووي، يبدو أن الجميع بات يدفع نحو التصعيد وفرض معادلات دولية جديدة بالقوة. هذا التصعيد النووي والخطابي يمثّل تطورًا خطيرًا في سياق المواجهة المفتوحة بين موسكو والغرب، ويعكس التغيرات العميقة التي يشهدها النظام الدولي، إذ تكثّفت المؤشرات التي تفيد بأن الصراع تجاوز الحرب الأوكرانية، وأصبح صراعًا استراتيجيًا شاملًا يمهّد لإعادة رسم النظام العالمي ووضع قواعد جديدة له، في ظل تراجع لآليات الدبلوماسية. إذ بات من الجلي أن أطراف الصراع اليوم تعتمد الاستنزاف كاستراتيجية لإدارة معاركها، ليكون لدينا مشهد معقّد ومتداخل. فمن جانب، لدينا موسكو التي تسعى إلى توسيع تحالفاتها وتعميق حضورها في إفريقيا وآسيا، بتوظيف صادرات الطاقة والقمح، مستفيدة من حجمها في السوق الدولية ومن سلعها الاستراتيجية التي سيكون الاستغناء عنها مكلفًا للاقتصاد العالمي. أوراق القوة التي توظفها روسيا اليوم في مواجهة العقوبات الاقتصادية الغربية أصبحت محل استهداف من قبل الولايات المتحدة الأميركية، التي لم تكتفِ بمهلة العشرة أيام لوقف الحرب، بل شرعت في توجيه تهديدات للدول التي تشتري الحبوب أو النفط الروسي، بهدف الضغط لدفعها إلى قطع علاقاتها الاقتصادية مع موسكو، وهو ما تعتبره إدارة ترامب خطوة أساسية لضمان تأثير العقوبات الاقتصادية السابقة أو المزمع تطبيقها على روسيا ودفعها إلى إنهاء الحرب. تصوّر أميركي يعكس حجم التناقض في التحالف الغربي، الذي يضم دولًا من آسيا على غرار الهند، والتي هُدّدت برفع التعريفة الجمركية إن استمرت في شراء النفط الروسي. فالتلويح الأميركي بعصا العقوبات لم يعد مقتصرًا اليوم على روسيا، بل طال حلفاءها أنفسهم، رغم إدراك واشنطن أن استجابة هؤلاء الحلفاء لها قد تجرّهم إلى المستنقع الذي وقعت فيه أوروبا. فالاتحاد الأوروبي، الذي يُعتبر الطرف الأكثر تضررًا من العقوبات الاقتصادية على روسيا ذاتها، يشهد اليوم تململًا وتذبذبًا داخليًا نظرًا لوضعه الصعب. فهو محاصر بين الحاجة إلى مواجهة ما يعتبره تهديدات عسكرية واستراتيجية من روسيا، وبين التعامل مع ضغوط الحليف الأميركي، الذي لم يعد يُخفي توجهه الانعزالي وميله لفرض أجندة أحادية على حساب أبرز حلفائه الأوروبيين. وضع فرض على الاتحاد الأوروبي اليوم البحث عن تحقيق «الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي»، الذي يقوم على رافعة أمنية تمثّلت في «برنامج العمل الأمني الأوروبي»، والذي خُصص له تمويل بـ150 مليار يورو لاقتناء تجهيزات دفاعية، إضافة إلى تحسين بنيته التحتية الأمنية والعسكرية، لتكون مهيّأة للتعامل مع أية طوارئ عسكرية. في انتظار أن ينجح الاتحاد في صياغة رافعته السياسية التي تتمثل في توحيد رؤيته، وهو ما يبدو صعبًا في ظل تضارب مصالح الدول الكبرى والصغرى داخل الاتحاد، وتعارض استراتيجياتها، مع تنامي المدّ الشعبوي الذي لا يرى في روسيا بوتين خطرًا حقيقيًا. هذا الصراع الروسي الأميركي/الغربي أعاد تشكيل المشهد خارج الفضاء الغربي الأبيض، لتتخذ اليوم دول الجنوب العالمي خطوات تبتعد بها عن الاصطفاف التقليدي خلف الولايات المتحدة الأميركية والتحالف الغربي، لصالح سياسة أكثر استقلالية تقوم على خدمة مصالح هذه الدول، وهو ما برز في الموقف الروسي الرافض للضغط الأميركي بخصوص ملف النفط، إضافة إلى الموقف الهندي الذي تمسّك بحق الهند في اختيار شركائها الاقتصاديين. في هذا السياق، يتجاوز الصراع الغربي الروسي كونه معركة مجالية منحصرة في رقعة جغرافية محددة، ليصبح صراع هيمنة وتوزيع نفوذ. لقد تجاوز كونه حربًا تقليدية، ليصبح مواجهة شاملة ستُحدّد نتائجها طبيعة النظام العالمي وشكل العالم في المستقبل. وفي ظل هذا التعقيد، يبدو العالم مفتوحًا على احتمالات شتّى، ومشحونًا بتناقضات لم يعد ممكنًا تجاهلها أو تجاوزها