
متطوعون يتجنّدون لمرافقة مترشحي 'البيام' خلال فترة الاختبارات
بادر مواطنون وجمعيات خيرية وناشطون في المجال الخيري في هبة تضامنية لافتة، لمرافقة ودعم مترشحي شهادتي التعليم المتوسط وحتى المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، في ظل ارتفاع درجات الحرارة ونقص وسائل النقل ببعض المناطق، حيث أعلن العديد منهم عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، استعدادهم لتقديم المأكل والمشرب وحتى المبيت للمترشحين، خصوصا الأحرار منهم القادمين من بلديات بعيدة عن مركز الامتحان، من أجل دعم الممتحنين، وتوفير أجواء مريحة تمكنهم من التركيز خلال فترة الاختبار.
وسارع المتطوعون إلى توزيع المياه المعدنية والعصائر والحلويات، كما حرص البعض منهم على شراء التمور والزبيب والمكسرات والفواكه الطازجة، لتزويد الطلبة بالطاقة اللازمة، كما ساهمت العديد من ربات البيوت في تحضير وجبات غذائية صحية ووجبات منزلية متوازنة وتوزيعها على المترشحين.
وفي مبادرة مميزة، فتحت السيدة آسيا من ولاية سطيف أبواب مركز التجميل الخاص بها، وحولته بصفة مؤقتة إلى مكان استراحة مجاني لفائدة الطلبة، خاصة المترشحين الأحرار المقبلين على اجتياز امتحان شهادة المتوسط، وإلى غاية نهاية فترة امتحان شهادة البكالوريا في 19 جوان المقبل، وحسب ما كشفته المدعوة آسيا لـ'الشروق'، فقد خصّصت مساعدتها بالتحديد للمترشحين الذين يضطرون لقطع مسافات طويلة صباحا لاجتياز امتحاناتهم في بلديات بعيدة عن مقر سكنهم، وقد سبق للمتحدثة أن بادرت بنفس الخطوة خلال فترة الامتحانات الرسمية للسنة الدراسية الماضية، قائلة إن المركز ظل مفتوحا على مدار أيام الامتحانات، ووفر كل مستلزمات الراحة من أفرشة وسجادات للصلاة، إلى جانب تخصيص حمام منزلها لاستعمال الطلبة، سواء للاغتسال أو الاستحمام والتخلص من آثار التعب والحرارة، كما كانت تتوجه صباحا إلى السوق لاقتناء فواكه جافة ومغذية تساعدهم على مقاومة الإجهاد، مضيفة أنها قامت بنشر إعلان عبر صفحتها التجارية على 'الفايس بوك'، عرضت فيه المساعدة وفتحت قلبها وبيتها لفائدة التلاميذ على حد تعبيرها، وهو ما لقي استحسانا كبيرا من الأولياء والمواطنين.
وفي مبادرة مماثلة خصصت سيدة أخرى تقيم بولاية تيارت ورشتها كمكان لاستقبال المترشحات، حيث تقوم بإخلائها وتجهيزها بالكامل لتكون فضاء مريحا لهن، مشيرة أنها تتكفل يوميا رفقة شقيقتها، بتحضير وجبات غذائية وتوفير ظروف مريحة لما لا يقل عن 40 مترشحة، طيلة فترة الامتحانات المصيرية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ 5 أيام
- الشروق
ركود كبير للملابس الصيفية وإقبال باهت للزبائن!
يشتكي الكثير من تجار الملابس الصيفية، تراجعا ملحوظا في الإقبال على محلاتهم، وركودا غير مسبوق في عمليات البيع، رغم توفير كميات كبيرة من السلع ذات الإنتاج المحلي والمستوردة من تركيا والصين، وغيرها من الدول الأجنبية. ولم تعرف أسعار الملابس أي زيادة مقارنة على ما كانت عليه العام الماضي، إلا أنها تبقى تشكل إقبالا متواضعا من طرف متوسطي الدخل و'الزوالية'، حيث بات بعضهم عاجزا تماما، وخاصة بعد مصاريف الأعياد والمناسبات التي مرت خلال الأيام القليلة الماضية، عن شراء الملابس لاسيما تلك المتعلقة بالأطفال بحكم أنها اغلى -على العموم- ثمنا من ألبسة الكبار. ومن خلال جولة استطلاعية قادت جريدة 'الشروق'، إلى بعض المحلات والأسواق الخاصة ببيع الملابس الصيفية، وقفنا على حجم التراجع في الإقبال على شراء مثل هذه السلع من طرف فئة من العائلات الجزائرية، حيث اشتكى بعض الباعة من ركود تجارتهم، ووصفوا المرحلة الحالية، بأصعب الأوقات التي يعيشها تجار الألبسة في الجزائر. بولنوار: الكثير من العائلات عاجزة عن شراء الألبسة مع بداية الصيف وقال تاجر ملابس بحسين داي، إن محله يتوفر على كميات جديدة من ملابس نسوية وخاصة بالأطفال، وبينها آخر صيحات 2025، ورغم أن الأسعار لم تعرف زيادة ملحوظة، إلا أن محله بات يدخله زبون أو اثنان فقط خلال ساعات طويلة يقضيها في محله ينتظر عملية بيع ولو واحدة، لكنه لاحظ أن الزبون يتفرج فقط على هذه السلع ويخرج في هدوء. وأكد تاجر آخر بالقبة، يعرف باستيراده للملابس التركية النسوية ذات النوعية الجيدة والألوان الزاهية، أن هناك أسبابا واضحة وراء تراجع زبائنه، بينها أن اغلب العائلات بدأت تقتصد وتكتفي بألبسة العام الذي مضى، خاصة حسبه، أن المصاريف أنهكت فئة واسعة من الجزائريين قبل وبعد عيد الأضحى. الاستعانة بمواقع التواصل لتسويق الملابس وعلى صفحات 'الفايس بوك'، والمواقع الالكترونية التجارية، يتسابق باعة الألبسة على عرض سلعهم لاستقطاب الزبائن، وباستعمال حيل وطرق إشهار ذكية، لعلهم من خلال ذلك يفتحون شهية الكثير من الجزائريين، لتسجيل طلبات الشراء الالكتروني، واستقطابهم إلى محلاتهم غير افتراضية، لشراء ما وقع عليه إعجابهم، من ملابس صيفية مالئة صفحات التجارة الالكترونية. ولجأ بعض تجار الألبسة، إلى تخفيضات بنسب تتراوح بين 20 بالمائة إلى 80 بالمائة، وهذا كمحاولة لجلب الزبائن وتسويق منتجاتهم، خاصة تلك التي كانت مكدسة واستوردت أو جلبت للمتاجر خلال الصائفة الماضية، غير أن ذلك يبقى مجرد خدع تجارية، ولا يخدم الزبون، وهذا حسب شهادة بعض من التقت بهم 'الشروق' في أسواق بيع الملابس وبعض المحلات. توقع انتعاش سوق الملابس مع اقتراب الدخول الاجتماعي وحول الموضوع، أوضح رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، في تصريح لـ'الشروق'، أن سوق الملابس يشهد فعلا ركودا غير مسبوق هذه الأيام، وأن الكثير من التجار يواجهون الحالة بنوع من التذمر، ويبحثون عن حلول لتسويق سلعهم. وقال بولنوار، إن هناك عدة عوامل وراء تراجع البيع في محلات وأسواق الألبسة، وأهمها أن أغلب العائلات الجزائرية كانت قد اشترت ملابس العيد، وخاصة تلك المتعلقة بأبنائهم، ونظرا لارتفاع أسعارها تزامنا مع المناسبة الدينية، فإن ما تم شراءه يغني عن شراء ملابس أخرى صيفية، وهذا لمواجهة الأزمة في المصاريف. ويرى المتحدث، أن فئة واسعة من العائلات الجزائرية، تغيرت سلوكياتها تحت وطأة كثرة المصاريف، حيث باتت تكتفي بملابس السنة الماضية او التي قبلها، ولا تهتم بشراء أخرى جديدة، إلا بما تعلق ببعض الضروريات، موضحا أن هناك مناسبات جاءت متتالية وكلفت أغلب الجزائريين، مبالغ مالية ومصاريف تجعلها تتقشف في بعض الكماليات والأشياء المتعلقة بمظاهر الحياة. وأكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، أن الامتحانات الرسمية، على غرار 'البيام' و'الباك'، ألهت بعض الجزائريين، عن الأمور الأخرى كالتسوق في محلات الألبسة، إذ يتوقع أن يكون هناك إقبال نوعي في الأيام القليلة القادمة على شراء الملابس والأحذية الصيفية. وعلى العموم، حسب بولنوار، فيرتقب انتعاش ملحوظ لسوق الملابس في الجزائر مع اقتراب الدخول الاجتماعي القادم، حيث تبقى الألبسة الصيفية مطلوبة رغم تأخر استقطابها للزبائن.


الشروق
منذ 5 أيام
- الشروق
هكذا يقع الجزائريون في فخ الاحتيال الرقمي!
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر، وعلى رأسها 'الفايس بوك'، 'إنستغرام'، و'تيك توك'، مسرحًا متناميًا لعمليات احتيال إلكترونية تستهدف مئات المواطنين الباحثين عن صفقات مغرية لشراء الهواتف أو الأجهزة الكهرومنزلية أو حتى الملابس الفاخرة بأسعار لا تُصدق، وبطرق دفع مغرية كالتقسيط أو الدفع المسبق الجزئي. الظاهرة لم تعد مجرد حالات فردية عشوائية، بل تحوّلت إلى نمط إجرامي منظم، تشرف عليه شبكات افتراضية تمتلك من الوسائل التقنية والحِيل ما يكفي للإيقاع بالضحايا بسهولة. الأساليب باتت متطورة، والعروض تبدو مقنعة، لدرجة أن الضحية غالبًا لا يدرك أنه وقع في الفخ إلا بعد فوات الأوان. الانتشار المذهل لجرائم النصب الإلكتروني في الجزائر، وما تم اكتشافه بولاية سطيف منذ أيام، أصبح مصدر قلق حقيقي للمواطنين والسلطات على حد سواء. فقد كشفت النيابة العامة بمجلس قضاء سطيف عن تفاصيل إحدى أخطر الشبكات التي كانت تنشط عبر أكثر من 115 حساب على منصات 'إنستغرام'، 'الفايس بوك'، 'واتساب'، 'تيك توك'، تستخدم 80 رقما هاتفيا و19 حسابا بريديا لجمع الأموال وتحويلها وتبييضها. هي افتراضيا وواقعيا شبكة تتفنن في استدراج الضحايا بعروض بيع أجهزة ذكية وأجهزة كهرومنزلية بأسعار تقل عن السوق بنسبة تصل أحيانا إلى 50 بالمائة، وتعدهم بإرسال الطلبيات عبر التوصيل السريع، بشرط دفع عربون عبر 'بريدي موب' أو التحويل البريدي السريع. بعض الصفحات تنشر حتى مقاطع فيديو 'مقنعة' توهم المتابعين أن الزبائن استلموا طلبياتهم بنجاح، فيما الحقيقة أن كل ذلك مركّب بدقة ضمن خطة لإغراء أكبر عدد ممكن من المستهلكين. أشخاص نسجوا ثوب الضحية بأيديهم الضحايا أنفسهم يعترفون بأنهم لم يكونوا يتوقعون أبدًا الوقوع في مثل هذا الفخ. أحد الضحايا من بلدية عين ولمان بولاية سطيف، يدعى (ن.ز)، يقول إنه كان يبحث فقط عن هاتف جديد لابنه، فعثر على إعلان يروج لهاتف ذكي بسعر 14 ألف دج مع ضمان عام، فسارع إلى التواصل مع الصفحة، وأرسل المبلغ المطلوب إلى حساب بريدي، أُعطي له بعد محادثة قصيرة عبر 'ماسنجر'. 'كان كل شيء يبدو طبيعيا، حتى أن هناك من ردّ علي بصوت مهذب، ويبدو شخصا محترمًا… لم أشك للحظة، حتى تم حظري واختفى كل أثر للصفحة'، ليكتشف بعدها أنه فقد المبلغ في لحظة غفلة. طالبة جامعية من نفس الولاية، تدعى (س.ي)، أكدت أنها كانت تبحث عن كمبيوتر محمول للدراسة، ووجدت إعلانًا جذابًا على 'تيك توك'، تواصلت مع صاحبه، وأرسل لها رابطًا لصفحة خارجية تشبه متجرًا إلكترونيًا احترافيًا، ثم طلب منها رقم بطاقتها البنكية بحجة خصم رسوم الشحن فقط، وللتحقق من تطابق الهوية، حسب قوله. 'أرسلت له رقم البطاقة، وتاريخ انتهائها، وبعض التفاصيل، وبعد دقائق، اختفت من رصيدي أكثر من 22 ألف دينار، ولم يصلن شيء. لم أكن أعرف أن تلك المعلومات تكفي لسرقة حسابي'. مصالح الأمن قيدت عدة حالات مماثلة، عن ضحايا من مختلف الولايات وقعوا في فخ صفحات وهمية تدّعي بيع هواتف عبر الدفع عند الاستلام، لكنها، بعد إقناع الزبائن بالدفع الجزئي المسبق لضمان الجدية، تختفي نهائيا، بل أن بعضها يستخدم وثائق تعريف مزوّرة، أو أسماء تجار معروفين لخلق انطباع بالثقة، بل هناك شبكات توظف صور نساء جميلات كـواجهة تسويقية عبر حسابات 'إنستغرام' مخصّصة لبيع ملابس ومواد تجميل، لتسهيل استدراج الفتيات وتحصيل مبالغ مالية تحت مبرر 'العربون'. طمع يعمي الأبصار ويحوّل الضحية إلى صيد سهل في تفسيره لهذه الظاهرة، يرى الأستاذ كريم لعور، المتخصّص في الاتصال الرقمي والتسويق عبر الإنترنت، في حديثه لـ'الشروق'، أن الأمر يتعلق بتطوّر مذهل في أساليب الإغراء الرقمي. المحتالون اليوم لا يعتمدون فقط على العشوائية، بل يستخدمون كل أدوات التسويق الحديثة، من تصميم شعار محترف، إلى نشر تعليقات مزيفة، وحتى تصميم متاجر إلكترونية وهمية بواجهة احترافية. 'الضحية العادي لا يستطيع التفرقة بين متجر حقيقي وآخر مزيّف إذا لم يكن يملك دراية تقنية. والمشكلة أن الكثيرين لا يعلمون أن مجرد إعطاء رقم البطاقة، وتاريخ انتهائها، ورمز التحقق من البطاقة CVV، يكفي للسماح لأي شخص لديه تطبيق دفع إلكتروني أن يسحب المال من حسابك خلال ثوانٍ'، يقول لعور. ويضيف أن غياب التكوين الرقمي في المجتمع يجعل حتى المستخدمين المثقفين عرضة للخداع، لاسيما في ظل ضغط العروض المغرية، والرغبة في تحقيق ربح سريع أو صفقة لا تُعوّض. ويشرح الدكتور زين العابدين لزرق، أستاذ علم الاجتماع، أن الضحية لا يقع فقط نتيجة الجهل الرقمي، بل أيضًا بسبب ما يسميه 'الإغراء الرمزي'، أي أن الإنسان المعاصر أصبح يميل أكثر للاستجابة للعروض الرقمية التي تعده بتجاوز التكاليف التقليدية، وتحقيق راحة استثنائية من دون عناء، خاصة إذا علم أن المنتج سيصله الى المنزل من دون عناء. 'العرض الرقمي، حتى وإن بدا غير منطقي، يغري الضحية، لأنه يُشبع حاجته النفسية للربح، ويوفر له مخرجًا من محدودية دخله. هنا لا نرى فقط عملية نصب، بل استغلالاً عميقًا لاحتياجات الإنسان العادي وتفاعله اللاواعي مع وعود الاستهلاك السريع'. الدكتور لزرق يؤكد أيضا أن الكثير من الضحايا يشعرون بالخجل بعد وقوعهم، ويميلون للصمت بدل التبليغ، ما يطيل عمر الشبكات الاحتيالية ويمنحها فرصة للإيقاع بالمزيد. البداية بإعلان والنهاية جريمة قائمة الأركان في زمن السرعة الرقمية، لم تعد السرقة تقتضي اقتحام بيت أو كسر قفل، بل يكفي منشور مغرٍ على 'تيك توك' أو 'إنستغرام' أو 'الفايس بوك'، يتضمن صورة لهاتف بسعر رمزي، أو عرض لتقسيط أجهزة كهرومنزلية، أو رسالة على 'ماسنجر' تطلب 'شفرة بريدي موب'… حتى تبدأ الخسارة، وتتشكّل خيوط جريمة قائمة الأركان. على الصعيد القانوني، ورغم وجود مواد قانونية تجرّم النصب والاحتيال، وتبييض الأموال وانتحال الصفة، فإن الواقع الميداني يكشف عن تحديات تنفيذية حقيقية، فقانون العقوبات الجزائري يجرم النصب الإلكتروني، كما أن قوانين مكافحة الجرائم المعلوماتية تتضمن عقوبات تصل إلى 10 سنوات سجنا في بعض الحالات. إلا أن هناك تحديات تواجهها المصالح الأمنية لإثبات الجريمة الرقمية، خاصة حين يستخدم الجناة أسماء وحسابات مزورة، أو حين تقع الجرائم من خارج الحدود. الضحية لا يعرف أحيانا حتى بمن يشتكي، والشرطة تحتاج إلى أدوات تقنية دقيقة وإذن قضائي لتتبع بعض الحسابات. ومع تصاعد هذا النوع من الجرائم، بدأت السلطات الأمنية تولي اهتمامًا أكبر للأمن السيبراني. فتم تعزيز فرق متخصّصة على مستوى الدرك والشرطة، وتطوير وسائل التتبع الرقمي بالتنسيق مع 'بريد الجزائر' و'اتصالات الجزائر' وشركات الاتصالات. هذه الفرق نجحت في تفكيك شبكات محترفة، وهي تواجه تحديات لوجستية وتقنية، خاصة في ظل سرعة تغير أساليب الجريمة الرقمية، واعتمادها على تطبيقات ووسائط متطورة يصعب اختراقها. جهود التوعية لا تزال في بدايتها، رغم بعض المبادرات التي أطلقتها المصالح الأمنية ومؤسسات المجتمع المدني، مثل حملات تحسيسية عبر برامج إعلامية وومضات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. المشكلة أن التكوين الرقمي في الجزائر لم يدرك مستوياته العليا، ما يترك فراغًا خطيرًا تستغله الشبكات الاحتيالية. وعلى سبيل المثال، هناك رابط باسم الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية لأجراء تم إطلاقه مؤخرا عبر مختلف المنصات، ونشره كرسالة عبر 'ماسنجر' تفاعل معها العديد من الأشخاص بالرغم من أن الأمر يتعلق بعملية تزوير واحتيال، وقبله رابط آخر مزيّف لـ'بريد الجزائر' أوقع بالكثير من المستخدمين الذين لا يفرقون بين رابط آمن وآخر خبيث، ولا يعلمون أن الصفحة المزيّفة يمكن أن تحاكي كليًا تصميم الصفحات الرسمية للبريد أو البنوك أو المؤسسات المعروفة. الربح السريع، التخفيضات، البيع بالتقسيط، الراحة والتسهيلات، تشكّل أدوات إغراء تدخل في تركيبة طُعم رقمي يُستعمل لاصطياد ضحايا عن بعد. وبين هذه الطعوم تتطور الأساليب وتتنوع الشبكات، ويبقى المواطن هو الحلقة الأضعف في منظومة رقمية لا ترحم، وهي تحتاج إلى وعي حقيقي يمتد إلى عمق المجتمع.


الشروق
١٨-٠٦-٢٠٢٥
- الشروق
إسدال الستار على بكالوريا الآداب.. والمترشحون يتجاوزون 'صدمة' الفلسفة
تواصل امتحان شهادة البكالوريا في يومه الرابع، وسط انضباط ملحوظ وهدوء نسبي في معظم مراكز الإجراء، وكان الموعد الأربعاء مع مادة التاريخ والجغرافيا، التي تعدّ من المواد الأساسية والمميزة بالنسبة لشعبة الآداب والفلسفة، بحيث جاءت الأسئلة ضمن 'توقعاتهم' وقريبة من 'تنبؤات' 'الفايس بوك'، الأمر الذي رفع معنوياتهم وأخرجهم من صدمة الفلسفة، ما قد يساعدهم على تدارك النقاط التي ضيّعوها في اليوم الثالث من البكالوريا. وإلى ذلك، فقد أنهى مترشحو شعبة الآداب والفلسفة امتحان شهادة البكالوريا، وهي لحظة فارقة بعد أربعة أيام من التوتر والضغط الكبيرين، على أمل النجاح وافتكاك شهادة البكالوريا، على أن يواصل ممتحنو باقي الشعب الست ويتعلق الأمر باللغات الأجنبية، الفنون، العلوم، الرياضيات، التقني رياضي، وتسيير واقتصاد، اجتياز آخر الاختبارات في مواد الفنون، لغة أجنبية ثالثة، العلوم الفيزيائية، الاقتصاد والمناجمنت والفلسفة، إذ يحاول الجميع إظهار تماسك أكبر رغم الإرهاق الذي بدأ يلقي بظلاله عليهم. مواضيع في صميم البرنامج.. من دون مفاجآت كبيرة وعبّر العديد من المترشحين عن ارتياحهم لمضمون الموضوعين المقترحين في مادة الاجتماعيات، خاصة في شعبة الآداب والفلسفة، حيث جاءت الأسئلة، وفقا لقولهم، 'ضمن توقعاتهم' وقريبة من تنبؤات 'الفايس بوك' والنماذج التي تم معالجتها وحلها خلال السنة الدراسية، مما فتح المجال أمامهم لعرض معارفهم وتحليلهم الشخصي. وأكدوا، في تصريحاتهم، على أن مادة التاريخ والجغرافيا، قد ساهمت بقدر كبير في رفع معنوياتهم، وبفضلها تمكّنوا من التغلّب وتخطوا بذلك 'صدمة الفلسفة' وتداركوا العلامات التي ضاعت منهم في اليوم الثالث من امتحان شهادة البكالوريا، خاصة وأن أغلبهم اضطروا إلى مغادرة قاعات الامتحان، بعدما عجزوا عن الإجابة بشكل صحيح، بسبب المواضيع التي وردت، حسبهم، مخالفة تماما لتوقعاتهم ولمقترحات الأسئلة التي رشّحها لهم أساتذة الدروس الخصوصية. بينما عبّر مترشحون آخرون عن ارتياحهم نسبيا للمواضيع، بسبب صيغة الأسئلة التي تطلبت تركيزا عميقا وقدرة على الربط بين الأحداث، وفي هذا الشأن، تقول 'ر.زينب'، مترشحة من شعبة الآداب: 'الأسئلة كانت واضحة، لكن المطلوب فيها يستوجب تحليلا دقيقا، وخاصة في الجغرافيا'. أما في شعبة تسيير واقتصاد، فقد رأى بعض التلاميذ أن مادة التاريخ كانت 'ثقيلة نوعا ما'، مقارنة بالجغرافيا التي بدت 'أكثر توازنا'. الأساتذة: المواضيع قيّمة وتختبر الفهم لا الحفظ ومن جهتهم، اعتبر بعض أساتذة التاريخ والجغرافيا أن مواضيع هذه الدورة، قد جاءت 'موزونة' بالدرجة الأولى، وتركّز على قياس قدرات التحليل والفهم أكثر من الاستظهار، وفي هذا الشأن، يقول الأستاذ 'م.عبد القادر': 'من الواضح أن الجهة الوصية ركّزت هذا العام على جعل التلميذ يفكّر، لا يكتفي بسرد محفوظاته، وهذا مؤشر إيجابي'. من كواليس المراكز.. مترشحون يحضرون من دون وثائق لليوم 3! ورصدت بعض الطرائف والكواليس في مراكز الإجراء، منها تلميذ نسي بطاقته الوطنية للمرة الثالثة على التوالي منذ بداية الامتحان، مما استدعى تدخل رئيس المركز للتثبّت من هويته عبر ملف التسجيل. وفي مركز آخر، حضرت مترشحة متأخرة بدقائق بسبب ازدحام الطريق، وكادت تقصى لولا تدخل أحد المؤطرين.