
من جيرالد فورد إلى ماكرون.. كيف أحرجت حوادث سلالم الطائرات المسؤولين؟
تتصدر مشاهد الزعماء والساسة على سلالم الطائرات عناوين الأخبار بين الحين والآخر، وتتحوّل أحيانا إلى لحظات فارقة تثير موجات واسعة من الجدل والتعليقات.
وقد شكّل الفيديو الأخير الذي جرى تداوله حول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، وهو يتعرض لصفعة على وجهه من طرف زوجته بريجيت أثناء خروجه من الطائرة الرئاسية، لحظة جديدة في سلسلة لا تنتهي من المواقف المحرجة التي تصادف القادة أثناء تنقلاتهم الرسمية.
وهذه الوقائع، التي كثيرا ما تلتقطها عدسات الكاميرات وتنتشر بسرعة البرق، تتجاوز في وقعها حدود الطرافة أو الحرج لتدخل في سياق الجدل حول صورة القائد وهيبته في أعين الرأي العام.
ذكر تقرير لموقع يورو نيوز أمثلة من هذه المواقف المحرجة، مما جعلهم يتعرضون لموجة من التعليقات المصحوبة بالسخرية والتهكم.
سلالم تحرج الرؤساء
ففي حزيران/يونيو 1975، انزلق الرئيس الأميركي جيرالد فورد وسقط أثناء نزوله من سلم الطائرة الرئاسية في مدينة سالزبورغ النمساوية، وقد وثّقت الكاميرات الحادثة التي تحوّلت سريعا إلى مادة للسخرية.
وقد عزا فورد سبب انزلاقه إلى إصابة قديمة في الركبة، إلا أن الحادثة ألصقت به صورة "الرجل المتعثر"، بل وأسهمت في ترسيخ صورة "الحماقة" بالرئيس فورد، وكان لها أثرها السلبي على مستقبله السياسي، حيث تحوّلت إلى "قضية" أثّرت على حملته لإعادة انتخابه في العام التالي، وفي نهاية المطاف خسر فورد الانتخابات أمام جيمي كارتر.
إعلان
وكان جو بايدن من بين الرؤساء الأميركيين الآخرين الذين واجهوا صعوبة مع السلالم، حيث تعثّر عدة مرات أثناء صعوده أو هبوطه إلى الطائرة الرئاسية.
ففي مارس/آذار 2021 تعثر بايدن أثناء صعوده سلم الطائرة في قاعدة أندروز، ولوحظ خلال الحادثة -التي عزتها المتحدثة باسم البيت الأبيض إلى ظروف الرياح- توقف بايدن للحظات ليمسح الغبار عن ركبته قبل أن يواصل صعوده إلى الطائرة.
ووقعت حادثة مشابهة في عام 2023، الأمر الذي أثار تساؤلات جديدة حول حالة بايدن البدنية وقدرته على التحمّل، وساهم في ترسيخ صورة العاجز به، وهي الصورة التي رافقته وتسببت في زيادة الضغط عليه للتنحي قبل أن يرضخ ويتنازل عن الترشح لنائبته كمالا هاريس.
ولترامب قصصه مع السلالم
حتى الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب الذي سخر من ماكرون ونصحه بأن يُحكم إغلاق السلالم مستقبلا، واجه هو الآخر بعض اللحظات المحرجة أثناء صعوده أو نزوله من السلالم.
وحسب مقال للصحفي الأميركي مايكل بوسيوركيو، فقد أثارت حادثة ماكرون التذكير بموقف سيئ وقع عام 2017 بين دونالد ترامب وزوجته، عندما شوهدت ميلانيا وهي تضرب يد ترامب على مدرج مطار بن غوريون في تل أبيب، وقد وصفت ميلانيا هذه الحادثة لاحقا بأنها "مجرد سوء تفاهم"، لكنها لا تزال من أكثر اللقطات إثارة خلال فترة رئاسة ترامب الأولى.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2018 شُوهد ترامب وهو يكابد للإمساك بمظلته أثناء صعوده السلم العلوي للطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، قبل أن يفشل في ذلك لتطير المظلة بعيدا، ويواصل ترامب صعوده إلى الطائرة.
كما التقطت صورة أخرى لترامب أثناء صعوده إلى الطائرة الرئاسية المتجهة إلى مينيسوتا، وقطعة من ورق المرحاض ملتصقة بنعل حذائه، وهو ما أثار موجة من التعليقات الساخرة ضده.
وفي يونيو/حزيران 2020، شوهد ترامب وهو ينزل بحذر من منحدر في أكاديمية ويست بوينت العسكرية، وهو ما أثار جدلا واسعا بشأن حالته الصحية، وقد برر الأمر لاحقا بالقول إن المنحدر كان "طويلا جدا وشديد الانحدار".
يلتسن يعجز عن صعود السلالم
ولا يتوقف الأمر عند حالات التعثر صعودا أو هبوطا، بل أحيانا يعجز الرئيس عن المشي على السلالم، كما حدث مع الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسين، الذي وصل إلى أيرلندا عام 1994 في زيارة رسمية، لكنه لم يخرج من الطائرة مطلقا.
أحرج الموقف رئيس الوزراء الأيرلندي حينها ألبرت رينولدز وعدد من وزرائه الذين تُركوا في حيرة من أمرهم بالمطار، بانتظار يلتسين الذي لم يخرج من الطائرة، لتبقى وقتا طويلا جاثمة في المطار دون أن يفتح بابها قبل أن تعود أدراجها.
وقد قُدّمت تبريرات متعددة لذلك الحادث، منها أن يلتسن كان يشعر بالإرهاق وبحاجة إلى الراحة بعد رحلة شاقّة، كما قِيل إن حراسه الشخصيين ترددوا في إيقاظه.
لكن معظم الروايات اتفقت لاحقا أن يلتسن كان مخمورا بشدة إلى درجة أنه لم يتمكّن من الصعود إلى السلالم.
وقد وجّه يلتسين لاحقا رسالة اعتذار إلى رينولدز، أعرب فيها عن أسفه على الحادث الذي حال دون لقائهما، ودعاه في المقابل إلى زيارة روسيا في العام التالي.
كارتر والترجمة الفاضحة
أورد الصحفي الأميركي سكوت بيندر في مقال بعنوان "أكثر الأخطاء إحراجا في تاريخ الرؤساء" أنه في عام 1977 زار الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر بولندا، في أول زيارة خارجية له كزعيم للولايات المتحدة.
وقد أُوليَت هذه الرحلة أهمية كبيرة، إذ كانت بولندا دولة تابعة للاتحاد السوفياتي، لكنها عُرفت مبكرا بمقاومتها للسوفيات، وشهدت في السياق ذاته بعض الاحتجاجات وأعمال الشغب خلال العام 1976.
لذا، خطط كارتر لإلقاء خطاب لمحاولة كسب ود الشعب البولندي فور نزوله من الطائرة، وكان مترجمه الذي وفرته وزارة الخارجية هو ستيفن سيمور البالغ من العمر 31 عاما والمولود في روسيا، ورغم أنه كان يتكلم 4 لغات، فإن البولندية كانت لغته الرابعة، فكانت البداية غير موفقة.
هبطت طائرة كارتر في بولندا يوم 29 ديسمبر/كانون الأول 1977، وشرع على الفور في إلقاء خطابه لتبدأ المشاكل، فقد ترجم سيمور تعبير كارتر عن سعادته بالوجود في بولندا على أنه قال إنه هجر أميركا ليعيش للأبد في بولندا.. يا للعجب!
إعلان
ثم قال كارتر إنه يشيد بالدستور البولندي، وهو ما ترجمه سيمور بأن كارتر يسخر من دستور بولندا.
لكن الكارثة وقعت عندما قال كارتر إنه يسعى إلى معرفة تطلعات البولنديين، وعبّر عن ذلك بكلام لطيف، فكانت الفضيحة أن ترجم سيمور كلام كارتر بأنه يرغب في الاتصال المباشر مع البولنديين وبصيغة يمنع الحياء من ذكرها، وإن كانت الصحف البولندية أوضحتها، وطبعا تم الاستغناء عن خدمات سيمور على الفور.
جورج بوش يتقيّأ في اليابان
في يناير 1992 زار جورج بوش الأب اليابان، حيث أقام رئيس الوزراء كيتشي ميازاوا عشاء على شرفه.
وأثناء العشاء، شعر بوش فجأةً بتوعّك وأُغمي عليه أمام الكاميرات بعد أن تقيّأ في حضن رئيس الوزراء الياباني.
هرعت زوجته باربرا ورجال الخدمة السرية لمساعدته، وحاولت باربرا تغطية فم زوجها لإيقاف القيء لكنها فشلت في ذلك.
ولاحقا استعاد بوش وعيه وتمكّن من الوقوف والاعتذار.
علّق الصحفي ستوك على الحادثة بأن بوش كان في اليابان لطلب المساعدة في تقليص عجز الموازنة الأميركية، ولتحقيق استجابة سريعة للطلب ذهب وتقيّأ على رئيس حكومتهم.
وللقادة الأفارقة لحظاتهم المحرجة
في 5 من شهر فبراير/شباط 2015 انتشر على منصة تويتر (إكس حاليا) خبرا عن سقوط رئيس زيمبابوي روبرت موغابي البالغ من العمر يومها 91 عاما، حيث سقط على ركبتيه أثناء نزوله من السلالم قادما من المشاركة في القمة الرابعة والعشرين للاتحاد الأفريقي المنعقدة في إثيوبيا.
أثار الخبر موجة عارمة من السخرية لدى مستخدمي الإنترنت في جميع أنحاء العالم.
وحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية، فقد حاولت الجهات الأمنية في زيمبابوي حذف الصور التي التقطت في ذلك الموقف المحرج لكن دون جدوى، وقد جلبت الحادثة البهجة في قلوب معظم الزيمبابويين بسبب ما عانوه من ظلم وتنكيل على يد النظام الدكتاتوري الذي تزعمه روبرت موغابي، حيث تم تشريد الكثير من أبناء هذا البلد من بلادهم بسبب معارضتهم لموغابي، على حد قول الصحيفة.
واعتبرت الصحيفة أن رؤية موغابي ساقطا أعطته صورة "إنسان فانٍ"، على النقيض تماما من الصورة التي ظل يقدمها عن نفسه.
وفي تقرير بصحيفة "ماغازين آفريكين" بعنوان "قادتنا يتصرفون بشكل سيئ"، تناول الكاتب موكي ماكورا تصرفات بعض القادة الأفارقة التي وصفها بأنها محرجة للقارة جمعاء، إذ تصورها وكأنها غابة يسكنها قادة غير منضبطين لا يفكرون إلا في أنفسهم.
ويعطي الكاتب أمثلة على حوادث محرجة لهؤلاء القادة، ففي يناير/كانون الثاني من 2023 انتشر مقطع فيديو يظهر الرئيس الكاميروني بول بيا البالغ من العمر 89 عاما وهو يبدو في حالة ارتباك شديد، أثناء إلقاء كلمة في القمة الأميركية الأفريقية، فهو لا يكاد يبين ولا يعرف أصلا لماذا هو موجود هناك.
الرئيس الكاميروني نفسه ظهر في مقاطع فيديو أخرى خلال استقبال ماكرون له في قصر الإليزيه وهو يتخبط في مشيته عند نزوله من السيارة وكأنه سوف يسقط، مما اضطر ماكرون للإسراع نحوه وإمساك يده قبل المكان المخصص لذلك وإدخاله القصر.
ويعطي الكاتب أمثلة متعددة لمواقف محرجة لرؤساء أفارقة آخرين، منهم رئيس جنوب السودان ورئيس غينيا ورئيس زيمبابوي، ويؤكد أن ما يجمع بين أغلب الرؤساء الأفارقة أنهم بلغوا من الكبر عتيا، وباتوا يعانون من الضعف والأمراض والخرف أحيانا، ومع ذلك ما زالوا يفرضون أنفسهم في قارة أغلب سكانها من الشباب.
وللنساء نصيب
وكان للسيدات الأول حظهن من المواقف المحرجة مع سلالم الطائرات، ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2022 تعثّرت السيدة الأولى الإندونيسية آنذاك إريانا أثناء نزولها من سلم الطائرة الرئاسية، مستندة إلى ذراع زوجها الرئيس جوكو ويدودو.
إعلان
وقع الحادث خلال وصول الزوجين إلى مطار آي غوستي نغوراه راي في بالي، للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، وقد سارع فريق الأمن الرئاسي إلى مساعدة إريانا للدخول إلى المطار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
ألمانيا تسعى لحكم أوروبي بشأن إعادة المهاجرين عند الحدود
كشف وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت عن أن برلين ستسعى للحصول على حكم من محكمة العدل الأوروبية بشأن قانونية إعادة المهاجرين عند حدود ألمانيا، حيث تواصل حكومته الدفاع عن ضوابط الهجرة الأكثر صرامة. وقال دوبرينت لصحف مجموعة "فونكه" الإعلامية، في تصريحات نشرت اليوم السبت، إن ألمانيا ستقدم مبررات إضافية لتفعيل المادة 72 من قانون الاتحاد الأوروبي تسمح باستثناءات من قواعد اللجوء في حالات الطوارئ، بعدما شككت محكمة في برلين في الأساس القانوني للرفض الأخير لدخول مهاجرين عند الحدود. وأوضح دوبرينت: "سنقدم تبريرا كافيا، لكن يجب على محكمة العدل الأوروبية أن تقرر في المسألة"، مضيفا "أنا مقتنع بأن أفعالنا تتوافق مع القانون الأوروبي". وقضت المحكمة الإدارية في برلين يوم الاثنين الماضي بأن إعادة 3 مواطنين صوماليين عند نقطة تفتيش حدودية في "فرانكفورت آن دير أودر" في التاسع من مايو/أيار كان غير قانوني، حيث فشلت السلطات في بدء إجراءات اللجوء المناسبة، وبدلا من ذلك أعادتهم إلى بولندا دون اتباع ما يسمى نظام دبلن للاتحاد الأوروبي. وبحسب المحكمة، لا يجوز إعادة طالبي اللجوء دون توضيح الدولة المسؤولة عن التعامل مع طلباتهم داخل الاتحاد الأوروبي. إعلان وقد وصل أمس الجمعة إلى العاصمة الألمانية برلين طالبي اللجوء الثلاثة، وقال متحدث باسم سلطات ولاية برلين اليوم الجمعة: "الأشخاص المعنيون سجلوا أنفسهم في برلين وقدموا طلبات لجوء، ويجري الآن فحص هذه الطلبات وفقا لسيادة القانون". وأضاف المتحدث: "لن نقدم معلومات إضافية، وذلك لأسباب تتعلق بحماية البيانات وحماية هؤلاء الأشخاص".


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
فرنسا تنفي تصدير أسلحة هجومية لإسرائيل لاستخدامها في حربها على غزة
نفى وزيران فرنسيان تصدير بلادهما معدات عسكرية تستخدم في الحرب على قطاع غزة إلى إسرائيل، وذلك بعد رفض عمال أرصفة في أحد الموانئ الفرنسية تحميل مكونات عسكرية كانت معدة للنقل بحرا إلى ميناء إسرائيلي. وقال وزير الخارجية جان نويل بارو خلال لقاء مع إذاعة فرنسية إن بلاده لا تسلم إسرائيل معدات عسكرية تُستخدم في الحرب على غزة، وأوضح أن المعدات العسكرية التي تسلمها باريس لتل أبيب ترتبط بدفاعها عن نفسها أو هي معدات يتم تجميعها وإعادة تصديرها وفق تعبيره. وقال بارو "هناك استثناءان فقط: الأول هو المكونات التي تُمكّن إسرائيل من الدفاع عن نفسها، وخصوصا من خلال القبة الحديدية. نُقرّ بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. أما الاستثناء الثاني، فهو معدات يمكن تجميعها في إسرائيل، لكن الغرض منها هو إعادة تصديرها". من جانبه، قال وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكونرو إن موقف فرنسا واضح، ويقوم على عدم بيع أسلحة لإسرائيل. وأضاف لوكونرو في تصريح لقناة فرنسية "إن موقف فرنسا لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا. ما من أسلحة تباع إلى إسرائيل. والسبب أن إسرائيل هي واحدة من المنافسين الرئيسيين للصناعات الفرنسية". وأكد الوزير الفرنسي أن الأسلحة التي تصدرها بلاده لإسرائيل تقتصر على "مكونات مخصصة للقبة الحديدية"، و"عناصر لإعادة التصدير" وفق تعبيره. رفض ويأتي هذا النفي بعد رفض عمال أرصفة في ميناء مارسيليا-فوس الفرنسي -يومي الأربعاء والخميس- تحميل مواد عسكرية كانت ستنقل إلى ميناء حيفا في إسرائيل، تشمل قطعا لأسلحة رشاشة تصنعها شركة يورولينكس، معبرين بذلك عن رفضهم للمشاركة في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وفق ما أعلنوا عبر نقابة تمثلهم. وغادرت السفينة الميناء الجمعة دون تحميل الحاويات، وفق ما أفادت به الشركة المشغلة للميناء. وقال كريستوف كلاريت الأمين العام في نقابة "سي جي تي" لعمال الرصيف وموظفي الموانئ في خليج فوس لوكالة الصحافة الفرنسية "أُبلغنا صباحا أن سفينة تعمل على خط بحري في المتوسط كان من المفترض أن تقوم بتحميل حاوية الخميس بداخلها قطع لأسلحة رشاشة تصنعها شركة يورولينكس. تمكنا من تحديدها ووضعها جانبا". وأكد كلاريت أنه عندما يرفض عمال الرصيف تحميل البضائع، لا يمكن لغيرهم أن يقوم بذلك نيابة عنهم. وشددت النقابة في بيان القول "نحن مع السلام ونرفض كل الحروب". ولم ترد يورولينكس على اتصالات وكالة الصحافة الفرنسية، ورفضت سلطات الميناء التعليق. وقد لقيت خطوة العمال ترحيبا من بعض الأحزاب اليسارية. وكتب مانويل بومبار النائب عن حزب "فرنسا الأبية" من أقصى اليسار في منشور عبر منصة إكس "المجد لعمال ميناء مارسيليا-فوس. في جميع أنحاء العالم يتواصل النضال من أجل وقف الإبادة في غزة". ودعا زعيم الحزب جان لوك ميلانشون في رسالة إلى "فرض حظر الآن على الأسلحة المستخدمة في الإبادة". ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ نحو 20 شهرا، وراح ضحيته أكثر من 54 ألف شهيد وأصيب نحو 125 ألفا، فضلا عن أعداد غير معلومة من المفقودين تحت ركام منازلهم أو من الذين لا تستطيع فرق الدفاع المدني أو الإسعاف الوصول إليهم بفعل القصف الإسرائيلي المكثف، حسب وزارة الصحة في غزة.


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
4 قتلى في كييف وخاركيف تتعرض لأوسع هجوم منذ بدء الحرب
تصاعدت الضربات المتبادلة بين أوكرانيا و روسيا في الساعات الأخيرة، حيث أعلنت كييف مقتل 4 أشخاص في قصف روسي مكثّف على العاصمة، بينما أكدت موسكو إسقاط عدة مسيرات. وأفاد مراسل الجزيرة بوقوع سلسلة انفجارات ضخمة في مدينة خاركيف شرقي أوكرانيا، أدت لاندلاع حرائق واسعة جراء هجمات روسية متزامنة ومكثفة بالمسيرات الانتحارية والصواريخ على المدينة. وقال رئيس الإدارة العسكرية في خاركيف إن 10 أشخاص على الأقل أصيبوا في حصيلة أولية للهجمات المتواصلة على عاصمة المقاطعة، والتي تتم عبر صواريخ وقنابل موجهة من طائرات روسية ومسيرات انتحارية من طراز شاهد. كما قال عمدة المدينة إن هجمات صاروخية وبالمسيرات طالت وسط المدينة أيضا. قتلى وهجمات وكانت السلطات الأوكرانية قد أعلنت مقتل 4 أشخاص على الأقل، وإصابة 16 جراء قصف روسي مكثف على كييف. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن العاصمة استُهدفت بطائرات مسيّرة، وصواريخ "كروز" من نوع "كاليبر". في المقابل، ذكرت مواقع عسكرية أن الجيش الروسي نفذ ضربات واسعة على مواقع عسكرية وبنى تحتية أوكرانية، باستخدام صواريخ مجنحة من طراز "كاليبر"، ومسيرات "غيران". وحسب المواقع العسكرية الروسية، فإن الضربات كانت في كييف، و9 مقاطعات أوكرانية أخرى. إعلان كما بثت تلك المواقع صورا، قالت إنها لتدمير منظومة دفاع جوي أوكرانية من طراز " باتريوت". هجوم واسع من جانبه، قال رئيس بلدية خاركيف إيغور تيريخوف، فجر اليوم السبت، إن المدينة تتعرّض حاليا لأقوى هجوم منذ بداية الحرب الشاملة"، مؤكدا استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة والقنابل الموجهة في آن لقصف المدينة. وعززت روسيا في الأسابيع الأخيرة تقدمها على خط الجبهة، لكن المحادثات الأخيرة في إسطنبول بين موسكو وكييف فشلت في التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وكتب تيريخوف الساعة 4:40 صباحا (01:40 بالتوقيت العالمي) "حتى الآن، سُمع ما لا يقل عن 40 انفجارا في المدينة خلال الساعة والنصف الماضية"، مضيفا أن " الطائرات المسيرة لا تزال تحلّق في السماء"، محذرا من أن "التهديد لا يزال قائما". وأشار تيريخوف إلى أن غارة على مبنى سكني في منطقة كييفسكي أسفرت عن مقتل شخص واحد. تعهّد ومساعٍ والخميس، أُصيب ما لا يقل عن 18 شخصا، بينهم 4 أطفال، في غارات على المدينة الشمالية الشرقية تسببت باشتعال النيران في مبنى سكني. من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 82 طائرة مسيرة أوكرانية فوق الأراضي الروسية، بما في ذلك منطقة موسكو على مدى 8 ساعات ونصف الساعة. وذكرت الوزارة، في بيان، على تطبيق تليغرام أن معظم الطائرات المسيرة دُمرت فوق مناطق قريبة من الحدود الأوكرانية أو في وسط روسيا مساء اليوم الجمعة. وفي بيان منفصل على تليغرام، قال رئيس بلدية موسكو سيرجي سوبيانين إنه جرى تدمير 6 طائرات مسيرة كانت متجهة نحو العاصمة. والأسبوع الماضي، تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد على هجوم أوكراني بطائرات مسيرة دمّرَ طائرات عسكرية عدة قادرة على حمل رؤوس نووية. وتسعى أوكرانيا إلى التوصل لهدنة فورية وغير مشروطة لمدة 30 يوما، حيث قدمت آخر مقترحاتها إلى موسكو خلال محادثات السلام في إسطنبول الاثنين. لكن روسيا رفضت مرارا الدعوات إلى وقف إطلاق النار، ومنذ الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022 قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص، ودُمرت مساحات شاسعة من شرق وجنوب أوكرانيا وأُجبر الملايين على النزوح.