logo
معركة الكرامة في الأدب الأردني

معركة الكرامة في الأدب الأردني

عمون٢٠-٠٣-٢٠٢٥

الكتابة عن تاريخ الوطن واجب ينبغي أن يتصدى له الكتاب والمبدعون، ومعركة الكرامة الخالدة جزء من تاريخ الوطن العسكري تجسدت فيها الإرادة والتصميم القويان، فكان النصر الحاسم على أيدي الرجال الأوفياء لأمتهم ووطنهم، بعد أن تجرعت الأمه مرارة الهزيمة عام ١٩٦٧م، فجاءت هذه المعركة الخالدة في وقت أحوج ما نكون فيه إلى بارقه أمل من خلال غيمه القنوط الحزيراني، فشكلت معركة الكرامة منعطفا تاريخيا في طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي بقياده الجندي الأردني، حيث أعادت للإنسان العربي توازنه النفسي محطمه بذلك أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر كما يزعمون.
لا شك في أن المعارك والحروب كان لها أثر بالغ في نتاج الأدباء والشعراء على وجه التحديد، وقد صنف البعض ذلك تحت اسم (أدب الحرب)، فالحرب وحدها هي التي تذكي قرائح الشعراء وتستثيرها؛ حيث يصفون تلك الحروب ويمجدونها، موثقين ما يحدث بها من آثار، ومبرزين صورة الأبطال الذين خاضوا غمارها.
معركة الكرامة تعدّ واحدة من تلك الوقائع التي ساهمت إسهامًا فاعلًا في أدب الساحة الأردنية، فشارك المبدعون في التعبير عن مشاعرهم الجياشة، مفتخرين بهذا النصر الذي سطر خلاله الجنود الأردنيون أروع آيات البطولة والتضحية، وهم يدافعون عن الخط الأول في مجابهه العدو الصهيوني، يقسمون بالله أن لا حركه للجيش الغاشم إلا على أشلائهم يجابهون الموت الزؤام بصدورهم المؤمنة، ويعرضونها لمهاوي الردى والهلاك بالسلاح الأبيض، فكانت المعركة وكان النصر وكان الشعر الذي سجل صور البطولة؛ حيث جادت قرائح الشعراء بهذا الشعر الصادق العفوي الحماسي والإيقاع المؤثر في النفوس مجسدًا آمال الأمة وطموحاتها وتطلعاتها، فالأيام الخالدة في تاريخ الأمم والشعوب لها مكانتها وصورتها المشرقة الزاهية، التي تنير لأبناء هذه الأمم معالم الطريق نحو المجد والسؤدد والرفعة، ويوم الكرامة في تاريخنا العسكري الأردني واحد من تلك الأيام الخالدة خلود مواطن هذا الوطن حتى بات عنوانًا مميزًا على هويتنا الوطنية يتطلب منا التكريم والتبجيل .
من هنا يمكن القول إن معركة الكرامة بنتائجها المشرفة كان لها أطيب الأثر في أدب الساحة الأردنية؛ حيث حركت كوامن الإبداع لدى الكتاب شعرًا ونثرًا على حد سواء، فأخذ الشعراء يعبرون عن هذا الحدث العظيم، فوجدنا مئات القصائد العصماء التي أرخت ووثقت لهذه المعركة الخالدة، وليس هذا وحسب، فقد أخذ كتاب الأعمدة اليومية في الصحف المختلفة في التعبير عن جلال هذه المعركة، وفي كل عام تمر ذكراها يستذكرها أبناء الوطن بما جادت به قرائحهم من شعر ونثر وقصه، لا بل إن الرسامين والفنانين ساهموا كذلك في التعبير عما جال في خواطرهم فكان للفن التشكيلي إسهاماته والقصة الحركية كذلك.
وقد ساهمت مديرية الإعلام العسكري في القيادة العامة في الذكرى الأربعين لمعركة الكرامة من إجراء بعض المسابقات الشعرية والفنية لهذه المعركة في الذكرى الأربعين؛ حيث أصدرت كتيبًا ضم في طياته عيون الشعر التي أشادت في المعركة، كما أن الفن التشكيلي ساهم في تقديم لوحات غايه في الجمال والتعبير حول المعركة، وقد أصدرت جامعة مؤتة عمادة الدراسات العليا كتابًا حول صدى معركة الكرامة في الشعر بمناسبه مرور 25 عامًا على ذكرى المعركة، ويعود الفضل بإصدار هذا الكتاب للدكتور محمد عدنان البخيت رئيس جامعة مؤته آنذاك، والكتاب دراسة وصفية تحليلية، جمعت كمًا طيبًا من النصوص التي تناولت أحداث المعركة، وصور البطولة التي قدمها أولئك الرجال الأفذاذ، وعودًا إلى الشعر الذي صاغه الشعراء في هذه المناسبة الوطنية نقول ستبقى شجرة الشعر المورقة المعطاءة تتواصل وتتنامى وتتواجد في مسيره الحياة شقيها ورغيدها، تعيش في وجدان الإنسان، وتدفعه للتعبير عن آمال وطموحات وهموم قومه وأمته يحكي بطولاتها وأمجادها ويعبر عن آلامها وآمالها؛ ذلك أن الشعر كثيرًا ما خلد الوقائع والمعارك والأحداث التاريخية، فنظرة عجلة إلى تراثنا الأدبي نجد مثالًا حيًا يؤكد ذلك حينما نقرا قول أبي تمام في فتح عمورية:
السيف اصدق إنباء من الكتب في حدّه الحدّ بين الجدّ واللعب
إذ لولا هذه القصيدة العصماء لكان من الصعوبة استذكار هذا النصر العظيم الذي حققه العرب المسلمون إلا بالرجوع إلى بطون الكتب التاريخية ومصادرها المختلفة، هذا ما يمكن أن نقوله في هذا المقام ونحن نستعرض ما جادت به قرائح الشعراء حين تفاخروا في هذا النصر المؤزر، فانساب شعرهم مفعما بالصدق والعفوية خاصة وأنهم يخاطبون فيه وجدان الأمة ومجدها التليد في يوم ارتفعت فيه جباه ابناء الأردن عالية تعانق السماء عزه وأنفه وكبرياء، وهم يقفون كالطود الشامخ يتلقون بصدورهم المؤمنة الآلة العسكرية الإسرائيلية فيصدونها مذعورة خائبة تجر أذيال الفشل والثبور وعودًا الى الشعر الذي نظمه بعض من أبناء الوطن قال اللواء عبد المجيد المهدي -رحمه الله-:
يوم الكرامة يا معين فخاري
يا قصه الأبطال في الأغوار
أما الشاعر أديب نفاع فقال:
يوم الكرامة غرة الأيام
ونشيد ملحمة من الإقدام
ويقول الشاعر عبد المنعم الرفاعي :
أيها الجيش من كتائب حطين
وقد عانق الجديد القديما
أما الشاعر العميد المهندس مصلح اليماني فقال:
هل الكرامة صيحات تنادينا
لتلمس السمع في اقصى بوادينا
ويقول الشاعر أحمد حسن القضاة:
إن الحديث عن الكرامة قد غدا أعجوبة الأيام والاحوال
أما الشاعر اسماعيل قاسم فقال:
يوم الكرامة إن النصر آتينا
فاسلم لنا أملًا بالنصر يحيينا.
ويقول الشاعر سليمان المشيني:
يوم الكرامة يوم النصر والغلب
عيد يتيه على الأيام والحقب
أما الشاعر العراقي ماهر كنعان فقد قال قصيدة طويلة مطلعها:
بك والإباء من الهوان يعاد وتسلم أربع وبلاد
بك كرامة للكرامة هزه حين العزائم خيبة ورقاد
والمرحوم مصطفى الدباغ يقول:
مرحى لطلاب الشهادة خير من حمل البنود
ويقول الشاعر قاسم أبو عين:
من حوسه الأقدار
من غورنا المغوار
كرامه الجدود
تصيح بالأحرار
هذا غيظ من فيض فهناك مئات من القصائد التي سجلت وأشادت بهذه المعركة الخالدة على مدى السنين والأعوام، استذكروا خلالها المبدعون رجالات الوطن الذين رووا بنجيع دمهم الزكي ثرى الكرامة الخالدة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عند حدود الكرامة والنار، يلعب الكيان
عند حدود الكرامة والنار، يلعب الكيان

الانباط اليومية

timeمنذ 2 أيام

  • الانباط اليومية

عند حدود الكرامة والنار، يلعب الكيان

منصور البواريد حين يصادق المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، ويمتد بها زخم التوسع إلى الحدود مع الأردن، فإنَّ المسألة لم تعد شأنًا فلسطينيًّا محضًا، بل تحولت إلى إعلان جغرافي وسياسي وأمني جديد، يُعاد فيه رسم معالم الشرق الأوسط وفق منطق فرض الوقائع لا المفاوضات. إنَّها ليست مجرد مستوطنات، بل إشارات استراتيجية متعددة المستويات، تبدأ من فكرة منع الدولة الفلسطينية، ولا تنتهي عند حدود الأردن الشرقية. في تصريحه، قال بتسلئيل سموتريتش بوضوح: أنَّ الخطوة التالية هي السيادة. وهذه العبارة الموجزة تحمل من الثقل ما يكفي لتغيير بنية التفكير السياسي في المنطقة، السيادة هنا لا تعني فقط ضم الأرض، بل إعلان موت فكرة الدولتين رسميا، وتجذير مشروع "إسرائيل الكبرى" في الحيز القانوني والسياسي، بعد أن ترسخ على الأرض بحماية عسكرية واستيطان ممنهج. الاستيطان على حدود الأردن لم يأتِ اعتباطا، بل يحمل رسائل صريحة وأخرى أكثر دهاء، أولى هذه الرسائل موجهة إلى الأردن نفسه، ليس فقط بوصفه جارًا جغرافيا، بل بوصفه لاعبًا إقليميًّا ورمزًا تاريخيًّا في معادلة القضية الفلسطينية.. فبناء مستوطنات بمحاذاة وادي الأردن هو محاولة لتحويل هذه الحدود إلى جدار صلب أمام أي امتداد فلسطيني شرقي، ولزرع شك دائم في العقل الإسرائيلي حول احتمالية الخيار الأردني كبديل عن الدولة الفلسطينية، بمعنى آخر، فإنَّ إسرائيل تقول: حتى هذا الخيار الذي كنتم تتخوفون منه، لن ندعه يتشكل. الرسالة الثانية تتجه إلى الفلسطينيين بانتهى زمن الدولة. فلم يعد المشروع السياسي الفلسطيني مهددًا فقط؛ بل تم التعامل معه كجثة هامدة، لا تستحق حتى النعي. فإنَّ القرار يصدر في ظل غياب أي عملية سياسية فعلية، وفي ظل انشغال العالم بنزاعات متعددة، إسرائيل اختارت اللحظة المناسبة لتبني مستوطنات ليست مجرد وحدات سكنية، بل أدوات ديموغرافية أمنية ترسم حدودًا جديدة للقوة. أما الرسالة الثالثة، فتمتد إلى النظام الإقليمي والعالمي، وتختبر مدى هشاشته، فقرار بناء مستوطنات بهذه الكثافة وعلى هذه الرقعة الجغرافية، هو بمثابة تمرين حقيقي على حدود الصمت الدولي. القرار 2334 الصادر عن مجلس الأمن أصبح حبرًا على ورق، ومحكمة العدل الدولية مجرد جهة رمزية، بينما السيادة تُنتزع بأقدام الجنود ومعدات الجرافات، فإسرائيل لا تختبر فقط حدود الشرعية الدولية، بل تُمارس عليها الابتزاز الواضح من خلال: السكوت عن المستوطنات، أو التحول إلى خصم في معركة تُدار بمنطق أمني وجودي. في العمق، فإنَّ هذا القرار يعكس انتقال إسرائيل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم الاستراتيجي الطويل الأمد، وهو ليس فعلًا مؤقتًا بقدر ما هو إعادة ضبط عقائدي لمستقبل المنطقة. من الآن فصاعدًا، لا حديث عن انسحاب، بل عن امتداد، ولا مكان لخطاب "حل الدولتين"، بل فقط لخطاب "السيادة الواحدة". وهذا الخطاب، كما يتضح من توقيت القرار، يجد بيئة دولية وإقليمية رخوة، تسمح له بأن يترسخ دون مقاومة تُذكر. بالنسبة للأردن، فإنَّ هذه التطورات تمس جوهر استقراره الاستراتيجي، وحدوده التي لم تكن يومًا خطوطًا ساكنة بل مواضع شرف وكرامة، رسمتها الدماء كما رسمها الحبر، فمن العبث أن تختبر إسرائيل صبر الأردن أو تلوح بالاقتراب من واديه، لأنَّ الذاكرة الأردنية لا تمحو بسهولة، فحين تسللت الموجات الصهيونية الأولى في أواخر القرن التاسع عشر بحجة الزراعة والعمل، كانت ساكب لهم بالمرصاد عام 1876، حين انتفضت العشائر الأردنية وأخرجتهم من الأرض عنوة، دفاعًا عن السيادة قبل أن تصاغ المصطلحات الحديثة. وفي معركة الكرامة، حين راهن العدو على كسر الإرادة، وجد أمامه جيشًا لا يحني جبهته، وأرضًا لا تُدنَّس، فأعاد حساباته مذعورًا، وكتب الأردنيون تاريخًا من نار وبارود. وحتى قبل ذلك بكثير، لم يكن الأردن هامشًا في التاريخ، بل كان عمقه وأصله؛ فميشع ملك المؤابيين دحر أطماعهم، ودون نصره على مسلته، وعبادة الأول ملك الأنباط صفعهم سياسيًّا وعسكريًّا، وفرض على الأرض قانون المهابة لا قانون التوسع. هذه ليست خطابات تعبئة، بل حقائق منقوشة في الحجر والتراب. والأردن، الدولة والشعب، لا يحتاج إلى رفع صوته كثيرًا ليُفهم؛ فالصمت هنا تهديد مبطَّن، والتاريخ نفسه حارسٌ للحدود. على إسرائيل أن تدرك أن اللعب قرب حدود الأردن ليس مجرد مغامرة جغرافية، بل مقامرة مكلفة بكل ما تعنيه الكلمة. وإذا كان البعض يرى في هذه المستوطنات إعلانًا لانتصار الجغرافيا على العدالة، فإنَّ الحقيقة الأعمق تقول إنَّ كل مستوطنة تُقام دون إجماع دولي، وكل قرار يُفرض بقوة الغطرسة، إنما يؤسس لأزمات لا تُحل بمرور الوقت، بل تتفاقم، فالإكراه لا يُنتج استقرارًا، والتوسع لا يصنع شرعية، والحلول الآحادية ليست إلا مؤقتة في زمن يتغير بسرعة. لكن الأردن، رغم الضغوط، ليس هشًّا. والأردنيون دولةً وشعبًا يدركون تمامًا أنَّ لعبة الحدود ليست محايدة. وإذا كانت إسرائيل تراهن على الصمت، فإنَّها تغامر بإيقاظ صوتٍ عميقٍ لا يرضى بالعبث. فعند حدود الكرامة والنار، لا أحد ينجو من اللعب طويلًا.

الفريق الإنساني الأممي: نظام التوزيع العسكري في غزة يعرض المدنيين للخطر ويتعارض مع المبادئ الإنسانية
الفريق الإنساني الأممي: نظام التوزيع العسكري في غزة يعرض المدنيين للخطر ويتعارض مع المبادئ الإنسانية

رؤيا نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • رؤيا نيوز

الفريق الإنساني الأممي: نظام التوزيع العسكري في غزة يعرض المدنيين للخطر ويتعارض مع المبادئ الإنسانية

حذر الفريق الإنساني الأممي والدولي في الأرض الفلسطينية المحتلة، اليوم الخميس، من أن نظام التوزيع العسكري الجديد في غزة لا يلبي احتياجات السكان، ولا يصون كرامتهم، بل يعرضهم للخطر ويتعارض مع المبادئ الإنسانية. ودعا الفريق، في بيان صحفي، إسرائيل إلى معاملة المدنيين بإنسانية واحترام كرامتهم الأصيلة، وتسهيل إيصال المساعدات، والامتناع عن النقل القسري. وأكد قائلا: 'نحن بحاجة إلى تدفق مساعدات منتظم وعلى نطاق واسع، عبر معابر متعددة، وصولا إلى المجتمعات، كما فعلنا في السابق، وبحاجة إلى وصول دون عوائق.' وأضاف الفريق: 'نحن بحاجة إلى تمكين جميع الشركاء في المجال الإنساني، بما في ذلك الأونروا، من توفير الإمدادات، والأهم من ذلك، تقديم الخدمات. فالإمدادات وحدها لا ترقى إلى مستوى استجابة إنسانية فعالة، إذ من الضروري ضمان استمرارية تقديم الخدمات في جميع أنحاء غزة دون انقطاع.'

المبادرات الملكية السامية في رعاية المناسبات الوطنية 7
المبادرات الملكية السامية في رعاية المناسبات الوطنية 7

السوسنة

timeمنذ 4 أيام

  • السوسنة

المبادرات الملكية السامية في رعاية المناسبات الوطنية 7

يعد كتاب "ملك وشعب" الذي أصدره الديوان الملكي الهاشمي العامر منجزا وطنيا هاما يوثّق المبادرات الملكية السامية الزاخرة بالخير والعطاء والإنسانية ضمن رحلة خيّرة لا ينضب عطاؤها بين ملك إنسان وأبناء شعبه. إن هذا الملف الإنساني والتنموي الذي يوليه جلالة سيدنا كل إهتمام حيث أسند أمر متابعته وتنفيذه إلى لجنة برئاسة معالي الأستاذ يوسف حسن العيسوي رئيس الديوان الملكي الهاشمي ضمن فريق عمل مخلص وجاد ليعكس صورة إرتباط ملك رحيم تجلّت صفات الإنسانية بأجل صورها مع أبناء شعبه الأردني بروح تنم عن إنتماء ومحبة قائد لوطنه ولشعبه، وولاء ومبايعة شعب لقائده بصدق وإخلاص. وسأتناول هنا في المقال السابع ضمن قراءة كتاب ملك وشعب "المبادرات الملكية السامية في رعاية المناسبات الوطنية" التي تشمل الإستقلال الوطني، والجلوس الملكي، ويوم الجيش، وذكرى الثورة العربية الكبرى، وذكرى معركة الكرامة، ويوم الوفاء للمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين، ويوم العمال وغيرها، حيث أن حضور جلالة سيدنا وحرصه على دعم المناسبات الوطنية، يأتي ترسيخا لروح الإنتماء لأردننا الغالي والنهوض بمسيرة البناء الدائم، إيمانا بأن الوطن أكبر منا جميعا، فالإحتفال بالمناسبات الوطنية وكما يوجه جلالة سيدنا يأتي تجسيدا لتاريخ مشرق ومصدرا للعطاء والتقدم، وأن هذه المناسبات التي تشكّل منارات في تاريخنا وإرثا وطنيا نعتز به ونحرص على ترسيخه قي وجدان الشعب الأردني، بإعتباره أحد مكونات الهوية الوطنية الأردنية. وتشجيعا وتحفيزا للمؤسسات الوطنية المتميزة في أدائها، فقد دأب جلالة سيدنا بتكريم مؤسسات وتكريم كوكبة من رواد العطاء والإنجاز بأوسمة ملكية في ذكرى الاستقلال التي تصادف في الخامس والعشرين من أيار في كل عام، تقديرا من جلالته بأن الإستقلال مسيرة عمل وبناء وإخلاص لا تتوقف، حيث يوجه جلالة سيدنا التهنئة لأبناء وبنات الوطن بقوله "وأفضل طريقة للإحتفال بالإستقلال هي أن نبني على ما بناه الأباء والاجداد، وان نحقق المزيد من الإنجازات، وأن نستمر برؤيتنا الواضحة نحو الأردن القوب المنيع المزدهر، الأردن الذي ينعم فيه أبناؤنا وأحفادنا بالحرية والأمن والعيش الكريم. إن المساهمة في هذه المسيرة وتحقيق رؤيتنا لأردن المستقبل، هي واجب على كل أبناء وبنات هذا الوطن، كل واحد من موقعه، فالجميع شركاء في هذه المسيرة، وشركاء في مجتمع العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، ونحن كلنا الأردن وكلنا للأردن". ومن المؤسسات الوطنية التي حظيت بالتكريم الملكي السامي مركز الحسين للسرطان تقديرا للدور الكبير الذي يقوم به المركز لعلاج مرضى السرطان، والجامعة الأردنية لجهودها المتميزة في مسيرة التعليم منذ تأسيسها عام 1962، وجامعة الأميرة سميه للتكنولوجيا، والمركز الوطني لحقوق الإنسان، والخطوط الجوية الملكية الأردنية الناقل الجوي الوطني للمملكة التي تأسست عام 1963، والهيئة الأردنية الهاشمية للإغاثة والتنمية والتعاون العربي والإسلامي، إضافة إلى العديد من الجمعيات الخيرية والعمل التطوعي ومؤسسات المجتمع المدني. وبمناسبة ذكرى معركة الكرامة فقد دأب جلالة سيدنا على تكريم أسر شهداء معركة الكرامة والمصابين العسكريين الذين دافعوا عن تراب الوطن الغالي التي تعتبر محط إهتمام ورعاية جلالة سيدنا المتواصل، حيث أن أحفاد الكرامة الخالدة من أبناء جيشنا العربي المصطفوي وأجهزتنا الأمنية اليقظة الأمينة، سيبقون السادة الأخيار حماة لسياج الوطن المنيع وصمام أمننا الاجتماعي والتربوي والاقتصادي، وهم على الدوام قرة عين الوطن وموضع إعتزاز وثقة جلالة قائدنا الأعلى، يتقدمون الصفوف بكبرياء وصلابة وصمام الأمان والحارس الأمين على حياة الناس والمجتمع، ورجال المهام الصعبة والأزمات يقدّرون الواجب ويتحمّلون المسؤوليات الجسام بضمير وأمانة وتؤدونها بحرفية وإتقان، ويدافعون دائما ببسالة ورجولة وبطولة عن ثوابت الدولة الاردنية وحمايتها من العاديات بإيمان ويقين أن كلّ شيء مهما أشتد من أجل أردن العزم يهون. فبوركت هذه السواعد القوية والزنود الأبيّة، وبوركت تلك الهامات العالية التي لا ولم ولن تنحن الا لله. ويحرص جلالة سيدنا على الوقوف على احتياجات المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى تقديرا لجهودهم في الدفاع عن الوطن وصون مقدراته، وبما يجسّد الإعتزاز الملكي بجهود انشامى من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية حيث وجه جلالة سيدنا لوضع خطة لتطوير المؤسسة الإقتصادية والإجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاريبن القدامى والنهوض بمستواها والإرتقاء بنوعية الخدمات التي تقدمها، وفي هذا الأمر يقول جلالته " إن الأردن قادر بإذن الله على مواجهة أي تحديات خارجية، وهذا يتطلب الإلتزام الدائم بدعم قواتنا المسلحة وجميع أجهزتنا الامنية، وتمتين جبهتنا الداخلية فهي مصدر قوتنا". و تقديرا من جلالة سيدنا لرفاق السلاح الذين لم يتوانوا يوما عن خدمة وطنهم، فقد بادر جلالته بالتبرع لدعم صندوق التكافل الخاص بالمؤسسة، ووجه جلالة سيدنا لإعلان يوم الخامس عشر من شهر شباط في كل عام يوما وطنيا للوفاء والإحتفال بالمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين، الذي جاء إدراكا من جلالة سيدنا للدور الكبير الذي تضطلع به قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية في الحفاظ على الثوابت الوطنية، وهنا يقول جلالة سيدنا " إن تقديرنا لنشامى ونشميات الاجهزة الامنية يأتي في سياق إحتفالات المملكة بيوم الكرامة، الذي يستذكر فيه الأردنيون والعرب دور قواتنا المسلحة الباسلة في هذه المعركة الخالدة، وذكراها الغالية على قلوب ووجدان كل الأردنيين، حين سطّر جيشنا العربي أنصع الصفحات ذودا عن تراب الوطن الطاهر ضد الظلم والعدوان". وفي يوم العمال العالمي الذي يصادف الواحد من أيار من كل عام، يشارك جلالة سيدنا مؤسسات الوطن مشيدا بما تحقق من إنجازات موجها بأن الأوطان تبنى وتشتد أعمدتها بسواعد المخلصين الذين يكرسون حياتهم خدمة لوطنهم ورفعته وإزدهاره، ويعبّر جلالة سيدنا دائما عن فخره بالقوى البشرية الأردنية العاملة، وزيارة المصانع وشركات الأدوية مشجّعا وموجّها حيث تعتبر هذه المنشاءات عناوين لمسيرة التقدم من تميّز في العمل وإدراك أهمية الإخلاص في العطاء والمساهمة في دفع مسيرة النهضة والبناء والتحديث، في وقت تستند فيه الرؤية الملكية السامية إلى ضرورة التشاركية بين جميع الجهات المعنية للنهوض بواقع العمل والعمال، وتقديم الرعاية والتمكين للعمال وعطائهم لمضاعفة الإنتاج التي تسهم في توفير فرص العمل المناسبة للشباب الاردني، لأنه بالإعتماد على قدراتنا وتحملنا للمسؤولية سنحقق التطوير والتقدم . وفي لفته ملكية سامية فقد كرّم جلالة سيدنا عمال الوطن تقديرا لدورهم في تعزيز مسيرة البناء والعطاء مقدّرا جهود العمال وتفانيهم وتميزهم بما يمثلونه من إنموذج للمواطنة الصالحة والمساهمة في البنا والإنجاز، ويقول جلالة سيدنا موجها العاملين بقوله" وفي يوم تكريمكم هذا نسعى معكم وبكم إلى مراكمة الإنجاز وإستكمال مسيرة التنمية، التي تسطرون عناوين نجاحها بإرادة صلبة تتحد الصعب ولا تلين في سبيل تحقيق أهدافها النبيلة". نعم، إنها الرعاية الملكية السامية للمناسبات الوطنية التي تعزّز الإنتماء الحقيقي للوطن والحفاظ على مقداراته، وهي مبادرات ملكية تعمل ضمن منظومة عمل جادة ومتكاملة تعمل بضمير مؤسسي مسؤول الذي أنجزه الديوان الملكي الهاشمي العامر بيت جلالة سيدنا وبيت الأردنيين جميعا، ضمن جهود تقوم على الإخلاص والتفاني في العمل في ظل مجتمع متكافل واحد موحّد ومتماسك يزرع بذور الخير والعطاء والإنسانية، برعاية وإهتمام جلالة سيدنا الملك الإنسان عبد الله الثاني بن الحسين أعز الله ملكه القدوة لنا جميعا في الإنجاز والعمل، ولنمضي مع قيادتنا الهاشمية الحكيمة لتأخذ هذه المناسبات حيزا كبيرا في وجداننا وضمائرنا لإعلاء شأن أردننا الوطن الأغلى والأبقى، والدفاع عن ثوابته وإنجازاته وللحديث بقية.• أستاذ جامعي وكاتب/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية حاليا• عضو مجلس أمناء حاليا• عضو مجلس كلية الدراسات العليا في جامعة اليرموك جاليا• عميد كلية الصيدلة / جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية وجامعة اليرموك سابقا• رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store