logo

الطائرات الصهيونية ... والتزود بالوقود بالأجواء السعودية !

26 سبتمبر نيت١٠-٠٥-٢٠٢٥

26 سبتمبر نت: علي الشراعي ..
اذا سمحت دولة باختراق مجالها الجوي لتمرير طائرات عسكرية بهدف ضرب دولة أخرى فقد تتحمل هذه الدولة المسؤولية القانونية عن هذا العمل واهمها المسؤولية عن الاضرار الناجمة .
( أنا السلطان عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل السعود أقر وأعترف ألف مرة للسير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمي لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود ... ) .
-قرائن وشواهد
ليس هذا التعاون الأول ولن يكون الأخيرة من نوعه بين السعودية والعدو الصهيوني هناك تقارير وقرائن وشواهد تاريخية تشير إلى تعاون استخباراتي واقتصادي وعسكري بين السعودية والعدو الصهيوني في فترات مختلفة منذ قيام الكيان الصهيوني المغتصب بفلسطين منتصف مايو 1948م وإلى اليوم , ومع ذلك يبقي هذا التعاون غير معلن رسميا وغالبا ما يتم التكتم عليه لأسباب سياسة وعلاقات دولية .
فهناك قرائن و شواهد تاريخية .تؤكد فيما لا يدع مجالا للشك بالتواطؤ السعودي والتعاون الغير المعلن مع العدو الصهيوني, سواء فيما يخص التآمر على القضية الفلسطينية سياسا واقتصاديا أو الدول العربية الداعمة للحق الفلسطيني أو فتح أجوائها للطيران الصهيوني عسكريا وتزويده بالوقود فوق أراضيها لضرب دول عربية .
-
عملية أوبرا عملية "
أوبرا أو عملية بابل " التي قامت بها القوات الجوية الصهيونية في 7 يونيو 1981م , استهداف مفاعل تموز النووي العراقي , وقد تم التزود بالوقود جوا فوق الاراضي السعودية لتمكين الطائرات من اكمال المهمة والعودة .
فقد دعمت الولايات المتحدة الأمريكية العدو الصهيوني في عملية قصفه للمفاعل النووي العراقي في بغداد في محاولة منها لإظهار قوة العدو الصهيوني في المنطقة وارهاب العرب , فقد قامت عشرة طائرات صهيونية من طراز " F 16 " بضرب المفاعل النووي العراقي ودمرته كليا في 7 يوليو 1981م , بدعوى إن العراق يمثل خطرا على أمن العدو الصهيوني وأنه يريد ضربها بأسلحة نووية .
وقد تمكنت تلك الطائرات من اتمام عمليتها بعد أن تجاوزت الدفاعات الأردنية من جهة الجنوب وعبر الاجزاء الشمالية الغربية من الاجواء السعودية , ولم تستطع الدفاعات الجوية العراقية من رصد الطائرات الصهيونية وكذلك تعطل عمل طائرات الأواكس الامريكية المتواجدة على أراضي المملكة العربية السعودية , بذريعة أن مهمة هذه الطائرات تحددت برصد أية طائرات مهاجمة للمنطقة ! ,
واثناء عودتها تزودت الطائرات بالقود فوق الاجواء السعودية دون أيه مشكلات , في الوقت نفسه كانت الحرب العراقية الايرانية على اشدها مع دخول عامها الثاني , حيث كانت العراق تقاتل دفاعا عن دول الخليج وعلى رأسها السعودية ورغم ذلك كانت اجواء السعودية متاحة للمقاتلات الصهيونية , ليس هذا فحسب بل تزودت بطريق عودتها فوق الاجواء اجوائها , ولم يثير هذا العدوان الصهيوني على العراق حماسة وتنديد من الدول العربية .
فيما اصدرت القيادة السوفيتية تصريحا رسميا حول الغارة الصهيونية على العراق جاء في نص التصريح : ( الأمريكيون هم من قدم لإسرائيل هذا السلاح وأمنوا غطاء سياسيا لسياسة اسرائيل الارهابية ولهذا لا يمكنهم ان يرفضوا تحمل المسؤولية مع اسرائيل ....) .
-
المسؤولية القانونية
اذا سمحت دولة باختراق مجالها الجوي لتمرير طائرات عسكرية بهدف ضرب دولة أخرى فقد تتحمل هذه الدولة المسؤولية القانونية عن هذا العمل واهمها :
1-المسؤولية عن الاضرار الناجمة إذا كانت الدولة تدرك أو كان أن الطائرات التي سمحت لها بعبور مجالها الجوي كانت تتجه لتنفيذ عمل عسكري ضد دولة أخري , فقد تتحمل المسؤولية عن الاضرار الناجمة عن هذا العمل .
2-انتهاك للقانون الدولي السماح باستخدام المجال الجوي لتنفيذ عمل عسكري ضد دولة أخرى يمكن أن يعتبر انتهاكا للقانون الدولي , خاصة إذا كان هذا العمل يشكل عدوانا أو تدخلا
3-التضامن الدولي قد تتعرض الدولة التي سمحت باختراق مجالها الجوي لانتقادات دولية وعقوبات اقتصادية أو سياسة من قبل المجتمع الدولي .
-
تخلي وخيانة
للسعودية تاريخ شاهد ليس بالتخلي والتخاذل مع القضية الفلسطينية بل بالتآمر عليها وخيانتها وحتي التآمر على أي دولة عربية تقف مع الشعب الفلسطيني .
ومن ذلك ليس للحصر : - طلب " بيرسي كوكس " خلال الحرب العالمية الأولى وتحديدا بعد إعلان وعد بلفور 1917م , من عبدالعزيز آل سعود أن يوقع على جعل فلسطين وطنا قوميا لليهود أجابه قائلا : ( إذا كان لاعترافي هذه الأهمية عندكم فأنا أعترف ألف مرة بإعطاء اليهود وطنا في فلسطين أو غير فلسطين وهذا حق وواقع ) .
ثم كتب ابن سعود بورقة وبخط يده يقول : ( أنا السلطان عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل السعود أقر وأعترف ألف مرة للسير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمي لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم كما ترى بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى تصيح الساعة ) .
- كذلك من الخيانة للقضية الفلسطينية ما جاء في الرسالة التي بعثها الملك فيصل إلى الرئيس الأمريكي جونسون وهي وثيقة حملت تاريخ 27 ديسمبر 1966م الموافق 15 رمضان 1386هجرية , كما حملت رقم 342 من ارقام وثائق مجلس الوزراء السعودي .أن تقوم أمريكا بدعم اسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولي به على أهم الأماكن حيوية في مصر .
ولا بد أيضا من الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة , كيلا يبقى للفلسطينيين أي مجال للتحرك , وحتى لا تستغلهم أية دولة عربية بحجة تحرير فلسطين , وحينها ينقطع أمل الخارجين منهم بالعودة ... كما يسهل توطين الباقي في الدول العربية .
-تواطؤ وتعاون
هناك تقارير وشواهد تشير إلى أن الطيران الصهيوني استخدم الأجواء السعودية في العمليات العسكرية والعدوان على اليمن منذ منتصف الخمسينيات من القرن المنصرم منها :
- ما بين عامي 1948- 1950م , فيما يسمى بعملية " البساط السحري " لنقل اليهود من اليمن إلى فلسطين لنقل 50 ألف يهودي يمني جوا , فكان الطيار الأمريكي ( أدوار تروبلارد مارتن ) من ضمن الطيارين الذين شاركوا بنقل يهود اليمن من عدن إلى فلسطين .
حيث تحدث عن مسار تلك الرحلات بقوله : ( كانت الطائرات تنطلق في ممر ضيق فوق صحراء النقب حتى إيلات ومن هناك باتجاه خليج العقبة حتي البحر الأحمر بالاتجاه الشرقي على طول الشاطئ الجنوبي للسعودية ) .
- خلال حرب اليمن الأهلية بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م , بين الجمهوريين والملكيين ووقوف السعودية مع الملكيين وجلبها لمرتزقة من عدة دول والاستعانة ببريطانيا والعدو الصهيوني بنقل معدات عسكرية وضرب مواقع يمنية من قبل الطيران الصهيوني .
- إشارات الإحصاءات الصادرة عن القيادة المركزية عام 2018م , إلى أن : ( القوات الأمريكية تساند - ما تسميها - الحملة الجوية السعودية في اليمن بمعدل 101 لإعادة التزويد بالوقود شهريا , أي حوالي 3 طلعات يوميا , ويعني ذلك في المصطلحات العسكرية أن ما يقرب من 400 ألف رطل من الحمولة المفرغة يوميا متاحة للطائرات السعودية المنخرطة في المهام القتالية , وللقيادة والتحكم , والاستخبارات والاستطلاع .
ومع ذلك أشار الوزير " ماتيس " إلى أن القوات الجوية الأمريكية توفر أقل من عشرين في المائة من الوقود المستهلك في العمليات الجوية اليومية التي تنفذها السعودية في اليمن , إذ تؤمن منصات إعادة التموين الضخمة الثلاثة عشر التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية أكثر من 80% من الوقود ) .
- خلال العدوان السعودي – الإماراتي على اليمن في 26 مارس 2015م , وبدعم لوجستي بل بمشاركة مباشرة من امريكا والعدو الصهيوني .
و انطلاقا من قاعدة الملك فيصل في تبوك شارك العدو الصهيوني بسرب من طائرات F16 , في عملية العدوان والقصف الجوي على اليمن , عبر مشاركة الضباط الصهاينة والأمريكيون الجويون في العدوان
- اقتصاديا السعودية تمتلك نسبة 49 % من شركة خطوط الطيران الجوية اليمنية , وقد نتج عن العدوان الصهيوني على مطار صنعاء من تدمير العديد من الطائرات منها ثلاث طائرات تتبع للخطوط الجوية اليمنية التي تمتلك السعودية نسبة منها لكن الرياض لم تذكر ذلك , ويمكن ان يفهم من هذا السلوك على انه تواطؤ أو تعاون غير معلن بين السعودية والعدو الصهيوني تتجاوز الخلافات السياسة المعلنة بينهما
- المسافة بين فلسطين والعراق اقصر مقارنة بالمسافة بين فلسطين واليمن ومع ذلك في عام 1981م , وخلال عملية أوبرا التي استهدفت المفاعل النووي العراقي زودت طائرات f 16 بالوقود فوق الأجواء السعودية .
هذا يشير إلى ان العدو الصهيوني قد اتخذ اجراءات لضمان نجاح العملية بمساندة ودعم واشنطن بما في ذلك التزود بالوقود في الجو لتمكين الطائرات من الوصول إلى الهدف والعودة بأمان .
في المقابل العدوان الصهيوني على اليمن سواء في يوليو وديسمبر 2024م , او الان في مايو 2025م , يتطلب مدى أطول وتخطيطا أكثر تعقيدا وقد تتطلب استخدام تقنيات متقدمة أو تحالفات إقليمية لضمان نجاح العملية العدوانية .
فهناك احتمال وارد إذ كان العدو الصهيوني قد زودت طائراته بالوقود فوق الأجواء السعودية في الماضي كما حدث في عملية أوبر عام 1981م , فمن الممكن أن تكون قد اتخذت إجراءات مماثلة في العدوان الأخير على اليمن .
- قد يتمكن قمرا صناعيا من تتبع ومسار سير الطائرات الصهيونية التي شنت عدوانها على اليمن , خاصة في حالة وجود 30 طائرة قد يكون من الممكن تتبعها ومعرفة مسار خطها .
- اذا كانت الطائرات الصهيونية قد استخدمت المسار فوق المياه الدولية في البحر فهذا بحد ذاته يثير مخاوف أمنية وسياسة لدي الدول المجاورة ومنها السعودية , ورغم ذلك لم نجد تنديد او اعتراض او حتي تسأل من تلك الدول المطلة على البحر الأحمر يمكن الاعتماد على القرائن السابقة كدليل على تعاون السعودية مع العدو الصهيوني في العدوان على اليمن في حالة وجود سوابق تاريخية تشير إلى تعاون بين السعودية والعدو الصهيوني مثل عمليه أوبرا على العراق عام 1981م .
فالعدوان السعودي الاماراتي على اليمن والدعم اللوجستي الغربي والصهيوني لهم يعتبر قرينة قوية ودليل على تورط السعودية في دعم العدو الصهيوني بالسماح له بالتحليق فوق أجوائها وتزويده طائراته بالوقود وهذا ما سوف تكشفه الحقائق سواء على لسان مسؤولين صهاينة او تقارير عسكرية او من خلال وثائق مسربة تكشف على تعاون بين السعودية والعدو الصهيوني .

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الطائرات الصهيونية ... والتزود بالوقود بالأجواء السعودية !
الطائرات الصهيونية ... والتزود بالوقود بالأجواء السعودية !

26 سبتمبر نيت

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • 26 سبتمبر نيت

الطائرات الصهيونية ... والتزود بالوقود بالأجواء السعودية !

26 سبتمبر نت: علي الشراعي .. اذا سمحت دولة باختراق مجالها الجوي لتمرير طائرات عسكرية بهدف ضرب دولة أخرى فقد تتحمل هذه الدولة المسؤولية القانونية عن هذا العمل واهمها المسؤولية عن الاضرار الناجمة . ( أنا السلطان عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل السعود أقر وأعترف ألف مرة للسير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمي لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود ... ) . -قرائن وشواهد ليس هذا التعاون الأول ولن يكون الأخيرة من نوعه بين السعودية والعدو الصهيوني هناك تقارير وقرائن وشواهد تاريخية تشير إلى تعاون استخباراتي واقتصادي وعسكري بين السعودية والعدو الصهيوني في فترات مختلفة منذ قيام الكيان الصهيوني المغتصب بفلسطين منتصف مايو 1948م وإلى اليوم , ومع ذلك يبقي هذا التعاون غير معلن رسميا وغالبا ما يتم التكتم عليه لأسباب سياسة وعلاقات دولية . فهناك قرائن و شواهد تاريخية .تؤكد فيما لا يدع مجالا للشك بالتواطؤ السعودي والتعاون الغير المعلن مع العدو الصهيوني, سواء فيما يخص التآمر على القضية الفلسطينية سياسا واقتصاديا أو الدول العربية الداعمة للحق الفلسطيني أو فتح أجوائها للطيران الصهيوني عسكريا وتزويده بالوقود فوق أراضيها لضرب دول عربية . - عملية أوبرا عملية " أوبرا أو عملية بابل " التي قامت بها القوات الجوية الصهيونية في 7 يونيو 1981م , استهداف مفاعل تموز النووي العراقي , وقد تم التزود بالوقود جوا فوق الاراضي السعودية لتمكين الطائرات من اكمال المهمة والعودة . فقد دعمت الولايات المتحدة الأمريكية العدو الصهيوني في عملية قصفه للمفاعل النووي العراقي في بغداد في محاولة منها لإظهار قوة العدو الصهيوني في المنطقة وارهاب العرب , فقد قامت عشرة طائرات صهيونية من طراز " F 16 " بضرب المفاعل النووي العراقي ودمرته كليا في 7 يوليو 1981م , بدعوى إن العراق يمثل خطرا على أمن العدو الصهيوني وأنه يريد ضربها بأسلحة نووية . وقد تمكنت تلك الطائرات من اتمام عمليتها بعد أن تجاوزت الدفاعات الأردنية من جهة الجنوب وعبر الاجزاء الشمالية الغربية من الاجواء السعودية , ولم تستطع الدفاعات الجوية العراقية من رصد الطائرات الصهيونية وكذلك تعطل عمل طائرات الأواكس الامريكية المتواجدة على أراضي المملكة العربية السعودية , بذريعة أن مهمة هذه الطائرات تحددت برصد أية طائرات مهاجمة للمنطقة ! , واثناء عودتها تزودت الطائرات بالقود فوق الاجواء السعودية دون أيه مشكلات , في الوقت نفسه كانت الحرب العراقية الايرانية على اشدها مع دخول عامها الثاني , حيث كانت العراق تقاتل دفاعا عن دول الخليج وعلى رأسها السعودية ورغم ذلك كانت اجواء السعودية متاحة للمقاتلات الصهيونية , ليس هذا فحسب بل تزودت بطريق عودتها فوق الاجواء اجوائها , ولم يثير هذا العدوان الصهيوني على العراق حماسة وتنديد من الدول العربية . فيما اصدرت القيادة السوفيتية تصريحا رسميا حول الغارة الصهيونية على العراق جاء في نص التصريح : ( الأمريكيون هم من قدم لإسرائيل هذا السلاح وأمنوا غطاء سياسيا لسياسة اسرائيل الارهابية ولهذا لا يمكنهم ان يرفضوا تحمل المسؤولية مع اسرائيل ....) . - المسؤولية القانونية اذا سمحت دولة باختراق مجالها الجوي لتمرير طائرات عسكرية بهدف ضرب دولة أخرى فقد تتحمل هذه الدولة المسؤولية القانونية عن هذا العمل واهمها : 1-المسؤولية عن الاضرار الناجمة إذا كانت الدولة تدرك أو كان أن الطائرات التي سمحت لها بعبور مجالها الجوي كانت تتجه لتنفيذ عمل عسكري ضد دولة أخري , فقد تتحمل المسؤولية عن الاضرار الناجمة عن هذا العمل . 2-انتهاك للقانون الدولي السماح باستخدام المجال الجوي لتنفيذ عمل عسكري ضد دولة أخرى يمكن أن يعتبر انتهاكا للقانون الدولي , خاصة إذا كان هذا العمل يشكل عدوانا أو تدخلا 3-التضامن الدولي قد تتعرض الدولة التي سمحت باختراق مجالها الجوي لانتقادات دولية وعقوبات اقتصادية أو سياسة من قبل المجتمع الدولي . - تخلي وخيانة للسعودية تاريخ شاهد ليس بالتخلي والتخاذل مع القضية الفلسطينية بل بالتآمر عليها وخيانتها وحتي التآمر على أي دولة عربية تقف مع الشعب الفلسطيني . ومن ذلك ليس للحصر : - طلب " بيرسي كوكس " خلال الحرب العالمية الأولى وتحديدا بعد إعلان وعد بلفور 1917م , من عبدالعزيز آل سعود أن يوقع على جعل فلسطين وطنا قوميا لليهود أجابه قائلا : ( إذا كان لاعترافي هذه الأهمية عندكم فأنا أعترف ألف مرة بإعطاء اليهود وطنا في فلسطين أو غير فلسطين وهذا حق وواقع ) . ثم كتب ابن سعود بورقة وبخط يده يقول : ( أنا السلطان عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل السعود أقر وأعترف ألف مرة للسير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمي لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم كما ترى بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى تصيح الساعة ) . - كذلك من الخيانة للقضية الفلسطينية ما جاء في الرسالة التي بعثها الملك فيصل إلى الرئيس الأمريكي جونسون وهي وثيقة حملت تاريخ 27 ديسمبر 1966م الموافق 15 رمضان 1386هجرية , كما حملت رقم 342 من ارقام وثائق مجلس الوزراء السعودي .أن تقوم أمريكا بدعم اسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولي به على أهم الأماكن حيوية في مصر . ولا بد أيضا من الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة , كيلا يبقى للفلسطينيين أي مجال للتحرك , وحتى لا تستغلهم أية دولة عربية بحجة تحرير فلسطين , وحينها ينقطع أمل الخارجين منهم بالعودة ... كما يسهل توطين الباقي في الدول العربية . -تواطؤ وتعاون هناك تقارير وشواهد تشير إلى أن الطيران الصهيوني استخدم الأجواء السعودية في العمليات العسكرية والعدوان على اليمن منذ منتصف الخمسينيات من القرن المنصرم منها : - ما بين عامي 1948- 1950م , فيما يسمى بعملية " البساط السحري " لنقل اليهود من اليمن إلى فلسطين لنقل 50 ألف يهودي يمني جوا , فكان الطيار الأمريكي ( أدوار تروبلارد مارتن ) من ضمن الطيارين الذين شاركوا بنقل يهود اليمن من عدن إلى فلسطين . حيث تحدث عن مسار تلك الرحلات بقوله : ( كانت الطائرات تنطلق في ممر ضيق فوق صحراء النقب حتى إيلات ومن هناك باتجاه خليج العقبة حتي البحر الأحمر بالاتجاه الشرقي على طول الشاطئ الجنوبي للسعودية ) . - خلال حرب اليمن الأهلية بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م , بين الجمهوريين والملكيين ووقوف السعودية مع الملكيين وجلبها لمرتزقة من عدة دول والاستعانة ببريطانيا والعدو الصهيوني بنقل معدات عسكرية وضرب مواقع يمنية من قبل الطيران الصهيوني . - إشارات الإحصاءات الصادرة عن القيادة المركزية عام 2018م , إلى أن : ( القوات الأمريكية تساند - ما تسميها - الحملة الجوية السعودية في اليمن بمعدل 101 لإعادة التزويد بالوقود شهريا , أي حوالي 3 طلعات يوميا , ويعني ذلك في المصطلحات العسكرية أن ما يقرب من 400 ألف رطل من الحمولة المفرغة يوميا متاحة للطائرات السعودية المنخرطة في المهام القتالية , وللقيادة والتحكم , والاستخبارات والاستطلاع . ومع ذلك أشار الوزير " ماتيس " إلى أن القوات الجوية الأمريكية توفر أقل من عشرين في المائة من الوقود المستهلك في العمليات الجوية اليومية التي تنفذها السعودية في اليمن , إذ تؤمن منصات إعادة التموين الضخمة الثلاثة عشر التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية أكثر من 80% من الوقود ) . - خلال العدوان السعودي – الإماراتي على اليمن في 26 مارس 2015م , وبدعم لوجستي بل بمشاركة مباشرة من امريكا والعدو الصهيوني . و انطلاقا من قاعدة الملك فيصل في تبوك شارك العدو الصهيوني بسرب من طائرات F16 , في عملية العدوان والقصف الجوي على اليمن , عبر مشاركة الضباط الصهاينة والأمريكيون الجويون في العدوان - اقتصاديا السعودية تمتلك نسبة 49 % من شركة خطوط الطيران الجوية اليمنية , وقد نتج عن العدوان الصهيوني على مطار صنعاء من تدمير العديد من الطائرات منها ثلاث طائرات تتبع للخطوط الجوية اليمنية التي تمتلك السعودية نسبة منها لكن الرياض لم تذكر ذلك , ويمكن ان يفهم من هذا السلوك على انه تواطؤ أو تعاون غير معلن بين السعودية والعدو الصهيوني تتجاوز الخلافات السياسة المعلنة بينهما - المسافة بين فلسطين والعراق اقصر مقارنة بالمسافة بين فلسطين واليمن ومع ذلك في عام 1981م , وخلال عملية أوبرا التي استهدفت المفاعل النووي العراقي زودت طائرات f 16 بالوقود فوق الأجواء السعودية . هذا يشير إلى ان العدو الصهيوني قد اتخذ اجراءات لضمان نجاح العملية بمساندة ودعم واشنطن بما في ذلك التزود بالوقود في الجو لتمكين الطائرات من الوصول إلى الهدف والعودة بأمان . في المقابل العدوان الصهيوني على اليمن سواء في يوليو وديسمبر 2024م , او الان في مايو 2025م , يتطلب مدى أطول وتخطيطا أكثر تعقيدا وقد تتطلب استخدام تقنيات متقدمة أو تحالفات إقليمية لضمان نجاح العملية العدوانية . فهناك احتمال وارد إذ كان العدو الصهيوني قد زودت طائراته بالوقود فوق الأجواء السعودية في الماضي كما حدث في عملية أوبر عام 1981م , فمن الممكن أن تكون قد اتخذت إجراءات مماثلة في العدوان الأخير على اليمن . - قد يتمكن قمرا صناعيا من تتبع ومسار سير الطائرات الصهيونية التي شنت عدوانها على اليمن , خاصة في حالة وجود 30 طائرة قد يكون من الممكن تتبعها ومعرفة مسار خطها . - اذا كانت الطائرات الصهيونية قد استخدمت المسار فوق المياه الدولية في البحر فهذا بحد ذاته يثير مخاوف أمنية وسياسة لدي الدول المجاورة ومنها السعودية , ورغم ذلك لم نجد تنديد او اعتراض او حتي تسأل من تلك الدول المطلة على البحر الأحمر يمكن الاعتماد على القرائن السابقة كدليل على تعاون السعودية مع العدو الصهيوني في العدوان على اليمن في حالة وجود سوابق تاريخية تشير إلى تعاون بين السعودية والعدو الصهيوني مثل عمليه أوبرا على العراق عام 1981م . فالعدوان السعودي الاماراتي على اليمن والدعم اللوجستي الغربي والصهيوني لهم يعتبر قرينة قوية ودليل على تورط السعودية في دعم العدو الصهيوني بالسماح له بالتحليق فوق أجوائها وتزويده طائراته بالوقود وهذا ما سوف تكشفه الحقائق سواء على لسان مسؤولين صهاينة او تقارير عسكرية او من خلال وثائق مسربة تكشف على تعاون بين السعودية والعدو الصهيوني .

النفسية اليهودية .. في الأمثال الشعبية اليمنية !
النفسية اليهودية .. في الأمثال الشعبية اليمنية !

26 سبتمبر نيت

time١٤-٠٣-٢٠٢٥

  • 26 سبتمبر نيت

النفسية اليهودية .. في الأمثال الشعبية اليمنية !

26 سبتمبر نت: علي الشراعي .. يحرص اليهودي في ميدان الصراع على أن يكون صاحب الغلبة , لكن مع ذلك يسكن الخوف والرعب والهلع في أعماقه , ويظل يعبر عن تخوفه من انقلاب الأمر عليه . الصورة التي يرسمها المثل الشعبي اليمني لليهودي مهمة لأنها تختلف عن الصور التي يقدمها المؤرخون والكتاب وحتي الإعلام , فقد جسد صورة اليهودي في سلوكه العقدي والتعبدي وفي بخله وحذقه واحتياله وتجارته ومراباته و استباحه للمحرمات والتوجس من غلبة الآخرين عليه وعلاقته بهم . الذلة والمسكنة وصف الله سبحانه وتعالى حقيقة نفسية اليهود بقوله : ( ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءو بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ) سورة آل عمران : 112 . أخبر سبحانه وتعالى أنه عاقب اليهود بالذلة في بواطنهم والمسكنة على ظواهرهم فلا يستقرون ولا يطمئنون , فقد جعل الله الهوان والصغار أمرا لازما لا يفارق اليهود فهم أذلاء محتقرون أينما وجدوا , فقد ضربت عليهم الذلة والمسكنة , فلا ترى اليهودي إلا وعليه الخوف والرعب من أهل الإيمان . صورة ناطقة وصادقة إن المثل الشعبي سجل مهم لحياة الشعب وحركته في الحياة فهو يعطى صورة حية ناطقة وصادقة لطبيعة الشعب بما فيها من تيارات واتجاهات ظاهرة وخفية على حد سواء . والمثل يتميز بتلقائية وبعد عن الرقابة الرسمية والاعتبارات السياسية , إنه صوت المجموع يقدم صورة اليهودي وحقيقتها في أبعادها المختلفة . فمن بين " ستة آلاف ومائتين وسبعة عشر مثلا " , والذي احتواه تلك الأمثال كتاب ( الأمثال اليمانية ) والذي يعد أكبر موسوعة في الأمثال اليمانية للمؤرخ والقاضي والعلامة اسماعيل الأكوع , والذي قام بجهد كبير تمثل بالشرح والمقارنة للأمثال بنظائرها من الأمثال الفصحي . تخلل تلك الأمثال أكثر من ستين مثلا يخص الشخصية اليهودية . وفي ذلك يؤكد الاستاذ الدكتور عبدالحميد الحُسامي في كتابه ( ذاكرة الزنار , قراءة لصورة اليهودي في المثل الشعبي اليمني ) . بالقول : ( كلما قرأت عدد من الأمثال في سفر العلامة إسماعيل الأكوع - الأمثال اليمانية – وجدت بين الفينة والأخرى مثلا جديدا عن اليهود , يحكى قصة يهودي أو يشير إلى مثل يضرب فيهم أو عنهم أو منهم ..... وكلما أوغلت في الكتاب - بجزأيه – تتضافر وتتطافر الأمثال في الذهن لتشكل أجزاء مبعثرة لتلك الصورة , ولم أكد أنهي الكتاب .... فبدأت أجمع الأمثال وأضم الأشباه والنظائر بعضها إلى بعض فاستوت صورة كاملة لليهودي كانت مطمورة بين أنقاض الأمثال التي تنيف عن ستين مثلا أخذت بتعقبها مُرمما أجزاءها ) . أنا خايِفْ من القَلْبَةْ لقد رسم المثل الشعبي اليمني عدد من الملامح الخاصة بصورة اليهودي ومنها توجسه النفسي وخوفه الظاهر من الآخرين وغلبتهم عليه , فاليهودي يحرص في ميدان الصراع على أن يكون صاحب الغلبة , لكن مع ذلك يسكن الخوف والرعب والهلع في أعماقه والتوجس من غلبة الآخرين عليه , ويظل يعبر عن تخوفه من انقلاب الأمر عليه بهذا المثل الشعبي اليمني : ( أنا خايِفْ من القَلْبَةْ ) , ولهذا المثل قصة فأصل المثل أن يهوديا تصارع مع مسلم , فغلبه اليهودي , ثم أخذ يصرخ وهو جاثم فوق صدر المسلم , فسأله أحد المارة عن سبب صراخه وهو الغالب ؟! فأجب اليهودي بالمثل , أي أنني خائف من أن يتغير الوضع , فيصبح هو الغالب وأنا المغلوب . إنها حالة التوجس اليهودي من تغير الأمور حتى في حالة تغلبه على خصمه , والمثل يجسد بعدا مهما من الأبعاد النفسية للشخصية اليهودية التي لم يكن يهودي المثل سوى عينة تختزل نفسية اليهودية التي لم يكن يهودي المثل سوى عينة تختزل نفسية اليهودي في صراعه مع الآخر وطريقة تفكيره , ويقدم هذا المثل الشعبي اليمني مؤشرا مهما يمكن استثماره في قراءة صورة الصراع العربي- اليهودي الصهيوني , وطريقة تعامل اليهودي مع هذا الصراع اليوم .

26 فبراير ... إعلان المشروع الأمريكي!
26 فبراير ... إعلان المشروع الأمريكي!

26 سبتمبر نيت

time٢٥-٠٢-٢٠٢٥

  • 26 سبتمبر نيت

26 فبراير ... إعلان المشروع الأمريكي!

26 سبتمبر نت : علي الشراعي .. يقوم على أساس إعادة صياغة جيوسياسية لبلدان المنطقة تعتمد على تفكيك وإعادة بنائه على أسس قبلية وطائفية مع تكفل العناصر القائمة بفرض التوازنات المطلوب بين الكيانات السياسية الجديدة . إن عملية التغيير الإقليمي هو المطلب الذى سعى ويسعى إليه العدو الصهيوني منذ وجوده , والتغيير من وجهة نظره يعني قبوله مع تحقيق كامل أهدافه في التوسع والسيطرة ليصبح القوة الإقليمية الأكبر , مع استثمار علاقاته الخاصة بالقوة العظمي ليكون مركز انطلاقها في المنطقة ولتهيمن باسمه على مقدرات وثروات شعوبها . النظريات الثلاث إن عملية تغيير المنطقة العربية بما سميت بالشرق الأوسط أصبحت مطلبا أمريكيا وخاصة بعد نجاح غزوها للعراق في مطلع عام 2003م , وفي نفس الوقت مغنما صهيونيا على ضوء الروابط الاستراتيجية والمصالح مع الولايات المتحدة وطرحت عدة نظريات منها : - موازين القوى : وهذه النظرية المتبناة من مراكز بحثية أمريكية وصهيونية متعددة , تقوم على أساس إعادة صياغة جيوسياسية لبلدان الشرق الأوسط تعتمد على تفكيك وإعادة بنائه على أسس قبلية وطائفية مع تكفل العناصر القائمة بفرض التوازنات المطلوب بين الكيانات السياسية الجديدة . فهذا هو مطلب العدو الصهيوني وعلى الرغم من تعثر الموقف الأمريكي في العراق , فإن العدو الصهيوني يرتاح كثيرا للمتناقضات الحادثة هناك . والتي يرى خبراؤه الاستراتيجيون أنه مع بقائها واستفحالها سوف تؤدى إلى تقسيم العراق وتفتته . - الأمن الإقليمي : هذه النظرية التي تقوم على ما يعرف بالأمن الإقليمي أو تحالفات الدول ذات النسق السياسي والاقتصادي المتوافق . ومن الدول المرشحة لذك العدو الصهيوني والأر دن وتركيا وينتظر أن يكون العراق معهم بعد احتلالها من امريكا في إبريل 2003م , وهذا يذكر بما عُرف من الأربعينيات من القرن المنصرم بمشروع الهلال الخصيب - بدون سوريا- أو بحلف بغداد 1955م , مع اعتبار ترشيح " تل أبيب " كمركز للتحالف الإقليمي . - تكريس الحرية : وهذه النظرية الثالثة والمعروفة بنظرية " تكريس الحرية " والتي أشارت إليها جريدة " يدعوت احرونوت " الصهيونية وتتخلص في تأكيد الإدارة الأمريكية على مبدأ الحرية في الشرق الأوسط كبديل عن مبدأ " الاحتواء " إبان فترة الحرب الباردة( 1945- 1991م ) , حيث تهدف هذه النظرية إلى توسيع نطاق الحريات الفردية في الشرق الأوسط فيما يخص الشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية , مع الاستعداد لإزالة أي معوقات على أي مستوى حتى لو كانت أنظمة . كذلك تهدف إلى الاستعداد لتدمير العدو , وهو بنظرها عدو أيديولوجي - محاربة الإرهاب - يتمثل في الأصولية الإسلامية وليس الإسلام ! ثم البناء والذي يتم من خلال نشر ما تسميها الديمقراطية وما يحتاجه ذلك من تغيير لبعض النظم القائمة وهذا التغيير لا يتم بالقوة إلا في حالة الضرورة القصوى وخاصة على ضوء معاناة القوات الأمريكية في العراق إعلان المشروع بعد دمج هذه النظريات الثلاث برز المشروع الأمريكي لتخرج امريكا بمشروع الشرق الأوسط الكبير , والذى يقف العدو الصهيوني على رأسه . وقد عرض الرئيس الأمريكي " بوش الأبن 2001- 2009م " أما مؤسسة " أمريكان انتربرايز " والمعروف عنها انحيازها الكامل للعدو الصهيوني . وقد أفصح الرئيس بوش الابن بمشروعه الشرق الأوسط الجديد عن ضرورة إعادة تشكيل الخريطة السياسية للشرق الأوسط والعمل على نشر الديمقراطية في المنطقة , والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية كبيرة . في حين أكدت " كونداليزا رايس " مستشارة الأمن القومي الأمريكي في شهر أغسطس 2003م , في مقال صحفي , على ضرورة تغيير الشرق الأوسط مثلما تم تغيير أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية , وأن العراق الجديد بعد الغزو سيكون نموذجا وعنصرا أساسيا في بناء شرق أوسط مبنى على نبذ الكراهية !. وفي شهر فبراير2004م , نشرت الولايات المتحدة الأمريكية مشروع ما اسمته " الشرق الأوسط الكبير " وقررت عرضه على دول مجموعة الثماني في قمتها في " سيتى أيلاند " بولاية جورجيا الأمريكية في يونيو 2004م . وفي مقدمة المشروع حددت الولايات المتحدة هدفها بأنه لحماية مصالحها الوطنية ومصالح حلفائها . وذلك عبر الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي وتشجيع الديمقراطية والحكم الصالح , وتغيير سياسي على المدى الطويل . وبتعريف المشروع الأمريكي - الصهيوني لحدود ما سمى بالشرق الأوسط الكبير أنه المنطقة الممتدة من المغرب والمحيط الأطلسي غربا إلى أفغانستان و باكستان شرقا وأيضا تركيا وإيران والعدو الصهيوني .- فجميع بلدان هذه المنطقة هم دول عربية إسلامية فيما عدا العدو الصهيوني فهذا التعريف الجغرافي للشرق الأوسط الكبير يتوافق مع تعريف العدو الصهيوني . تغيير الخريطة وفي توجيه انتقادات لهذا المشروع الأمريكي - الصهيوني المسمى بمشروع الشرق الأوسط الكبير والذي إعلانه الرئيس الأمريكي بوش الأبن في 26 فبراير 2003م بعد احتلال العراق . يوضح " محمود عبد الطاهر " في مقال له تحت عنوان " إسرائيل وإعادة خريطة المنطقة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق " والمنشور في مجلة رسالة المشرق 2004م , التابعة لمركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة . بقوله : ( إن المشروع قد أغفل تماما الإشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والصراع العربي - الإسرائيلي , والذي أشار إليهما في الأصل تقريري الأمم المتحدة - عام 2002, 2003 , لبرنامج التنمية التابع للأمم المتحدة بشأن العالم العربي – حيث كانت الأولويات تحتم تأجيل أي عمليات تطوير اعتمادا على أولوية المعركة التي يعلو صوتها فوق أي صوت آخر .... وليس بمستغرب من تهميش للصراع العربي – الإسرائيلي كسبب من أسبا التوتر في المنطقة وازدواجية المعايير في التعامل الأمريكي فيما يخص إسرائيل . وهو الأمر الذي يبرز الدور المنوط بإسرائيل في قيادة المنطقة وخاصة على ضوء تصنيفها أمريكيا في ورقة المشروع بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الإقليم ) ويضيف : ( عدم استشارة دول المنطقة في أعداد هذه المشروع أو استشراف رأى أي نخب سياسية أو حتى فيما يسمى جماعات المجتمع المدني في المنطقة . وأن هذا المشروع ينظر لكل دول المنطقة على أنها متماثلة وأن الإصلاح يمكن أن يطبق عليها بشكل واحد في حين أن لكل من هذه الدول التي يجمع بينها الإسلام فيما عدا إسرائيل خصوصيات تميزها بعضها عن بعض ..... تتجنب ورقة المشروع ذكر أهم وأخطر المشاكل في الشرق الأوسط والمنطقة وهو الاحتلال للصهيوني للأراضي العربية والصراع العربي مع العدو الصهيوني . ولذا فإن نظريات الإصلاح التي طرحها المشروع توضح إلى حد بعيد الرؤية الأمريكية التي تريد أن توجد نمطا سياسيا متجانسا يحقق مصالح الولايات المتحدة وحلفائها , ويقضى على انماط سياسة عدتها الاستراتيجية الأمريكية أنها من بقايا مرحلة الحرب الباردة والتي لم تعد تتواءم مع معطيات المرحلة ومتغيراتها ) ! . استراتيجية الفوضى إن الخضوع للمتغيرات التي جاء بها مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد هو المدخل الرئيسي للفوضى في المنطقة لأنه عند أول إمكانية للتمرد على هذه المتغيرات سيكون الانفلات والصراعات والفوضى والتي يمكن في هذه الحالة أن تولد حالة لا يمكن السيطرة عليها . أما بخصوص الديمقراطية تعلم الولايات المتحدة قبل غيرها أن الديمقراطية مطلب لشعوب المنطقة التي هي عطشى لها ولكن في نفس الوقت فإنها تدرك جيدا أن قوى الحكم في المنطقة مدعوم أكثرها من الجانب الأمريكي وهي في الأساس نظم استبدادية. فالتغيير الذي هو نابع من المتغيرات يأتي لتثبيت المصالح الأمريكية ولحلفائها وعلى رأسهم إسرائيل , أي أن هذه المتغيرات هي وسيلة وليست غاية استراتيجية أمريكية . ولعل أمريكا ما تريده من خلال مشروعها الشرق الأوسط الكبير او الجديد هو اتباع سياسة استراتيجية الفوضى ليتمكن لها من استنزاف خيرات وثروات الشعوب في ظل عدم وجود دولة مركزية قوية بل دول هشة تمزقها الحروب والصراعات والاقتتال الداخلي والتدخلات الإقليمية والخارجية وهذا ما نشاهده اليوم وكل ذلك خدمة للمشروع الصهيوني في المنطقة .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store