logo
ورحل فؤاد اليمن!

ورحل فؤاد اليمن!

الصحوةمنذ 4 ساعات

بداية المعرفة أن تسمع عن فلان أو تقرأ له، كنتُ أعرفه شاعراً ملتزماً ناشئاً وخطيباً ثائراً وقاضياً حازماً، ثم جرى اللقاء الأول عام 2006 في العاصمة السورية دمشق في مهرجان الوفاء لمقاتلي الثغور الذي نظمته المؤسسة التي أديرها آنذاك، فوجدت فيه التواضع الجمّ، والنكتة الحاضرة، والعبارة الأديبة، واللمحة الخاطفة، والذكاء البيّن، ثم لمّا أرخيت سمعي لشعره أفصح لنا عن شاعر فاتن الإلقاء، بهيج اللقاء، يتنقل بخفة ورشاقة في معانيه الذكية، واختياراته الظريفة، ولقطاته المثيرة.
وزرته مرراً في اليمن، ونهلتُ من كرمه وجميل مَلقاه، وخطبتُ في مسجده الذي يخطب فيه، ورافقتُه أجل رفقة، ثم تجدد اللقاء عام 2009 في دمشق أيضاً في منشط ثقافي أدرناه حينها وبرعاية من وزير الثقافة السوري الدكتور المثقف رياض نعسان آغا الذي افتتن بشعر فؤاد الحميري آنذاك، وأعلن عندها أنه كان يظن أن اليمن قد يطول عهدها قبل أن تجود بأمثال الشاعر الراحل عبد الله البردّونيّ، ولكنه عرف الآن أن اليمن قد أنجبت شاعراً يستحق ما يوصف به من براعة وإبداع وهو الشاعر فؤاد الحميري، ولم يكتفِ الوزير الأديب بكلماته تلك، بل بادرني بالطلب إلى ضيفنا وشاعرنا فؤاد أن يبقى في ضيافة الوزارة شهراً يطوف على المراكز الثقافية في المحافظات السورية يغنّي لهم شعره، ويريهم كيف ينبغي أن يكون الشعر.
وأتشرّف أنني نشرتُ له أول دواوينه وأقربها إلى نفسه "مقاوم مع سبق الإصرار" فقد كانت أرض الثغر مدار روحه ومجرى دمه، وستجد في هذا الديوان سبكاً يغرّك بسهولته، فإذا حاولت محاكاته وجدت التمنّع في الإتيان بمثله، فهو السهل المأخَذ، الممتنع المجاراة، مع طرافة ولذاعة سخرية وارتفاع في سقوف الأداء.
وإنك إن وقفت إلى شعر فؤاد ستجد فيه أمرين لن تَفوتك ملاحظتهما: الالتزام واختيار المعنى، يضيف عليهما بعد ذلك الفخامة في معانيه المنتخبة، والظرافة المنبرية التي تسجل حضوره البهيج لدى جمهوره الذي يحبه ويتعلق به.
عرفت الناسُ الشاعرَ القاضي فؤاد حسن عبد القادر الحميري لساناً فصيحاً معبّراً عن الثورة اليمنية، وخطيباً منافحاً عنها، وظل وفيّاً لأهل الثغر حتى ارتقى إلى الله مبطوناً يقاسي الأوجاع سنوات قاسية، وترك لنا فراغاً واسعاً سيمضي دهر قبل أن يملأه مليءٌ مثلُه رحمه الله.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ورحل فؤاد اليمن!
ورحل فؤاد اليمن!

الصحوة

timeمنذ 4 ساعات

  • الصحوة

ورحل فؤاد اليمن!

بداية المعرفة أن تسمع عن فلان أو تقرأ له، كنتُ أعرفه شاعراً ملتزماً ناشئاً وخطيباً ثائراً وقاضياً حازماً، ثم جرى اللقاء الأول عام 2006 في العاصمة السورية دمشق في مهرجان الوفاء لمقاتلي الثغور الذي نظمته المؤسسة التي أديرها آنذاك، فوجدت فيه التواضع الجمّ، والنكتة الحاضرة، والعبارة الأديبة، واللمحة الخاطفة، والذكاء البيّن، ثم لمّا أرخيت سمعي لشعره أفصح لنا عن شاعر فاتن الإلقاء، بهيج اللقاء، يتنقل بخفة ورشاقة في معانيه الذكية، واختياراته الظريفة، ولقطاته المثيرة. وزرته مرراً في اليمن، ونهلتُ من كرمه وجميل مَلقاه، وخطبتُ في مسجده الذي يخطب فيه، ورافقتُه أجل رفقة، ثم تجدد اللقاء عام 2009 في دمشق أيضاً في منشط ثقافي أدرناه حينها وبرعاية من وزير الثقافة السوري الدكتور المثقف رياض نعسان آغا الذي افتتن بشعر فؤاد الحميري آنذاك، وأعلن عندها أنه كان يظن أن اليمن قد يطول عهدها قبل أن تجود بأمثال الشاعر الراحل عبد الله البردّونيّ، ولكنه عرف الآن أن اليمن قد أنجبت شاعراً يستحق ما يوصف به من براعة وإبداع وهو الشاعر فؤاد الحميري، ولم يكتفِ الوزير الأديب بكلماته تلك، بل بادرني بالطلب إلى ضيفنا وشاعرنا فؤاد أن يبقى في ضيافة الوزارة شهراً يطوف على المراكز الثقافية في المحافظات السورية يغنّي لهم شعره، ويريهم كيف ينبغي أن يكون الشعر. وأتشرّف أنني نشرتُ له أول دواوينه وأقربها إلى نفسه "مقاوم مع سبق الإصرار" فقد كانت أرض الثغر مدار روحه ومجرى دمه، وستجد في هذا الديوان سبكاً يغرّك بسهولته، فإذا حاولت محاكاته وجدت التمنّع في الإتيان بمثله، فهو السهل المأخَذ، الممتنع المجاراة، مع طرافة ولذاعة سخرية وارتفاع في سقوف الأداء. وإنك إن وقفت إلى شعر فؤاد ستجد فيه أمرين لن تَفوتك ملاحظتهما: الالتزام واختيار المعنى، يضيف عليهما بعد ذلك الفخامة في معانيه المنتخبة، والظرافة المنبرية التي تسجل حضوره البهيج لدى جمهوره الذي يحبه ويتعلق به. عرفت الناسُ الشاعرَ القاضي فؤاد حسن عبد القادر الحميري لساناً فصيحاً معبّراً عن الثورة اليمنية، وخطيباً منافحاً عنها، وظل وفيّاً لأهل الثغر حتى ارتقى إلى الله مبطوناً يقاسي الأوجاع سنوات قاسية، وترك لنا فراغاً واسعاً سيمضي دهر قبل أن يملأه مليءٌ مثلُه رحمه الله.

ملتقى الأدباء والفنانين ينعي وفاة الشاعر والأديب فؤاد الحميري بعد صراع طويل مع المرض
ملتقى الأدباء والفنانين ينعي وفاة الشاعر والأديب فؤاد الحميري بعد صراع طويل مع المرض

اليمن الآن

timeمنذ 6 ساعات

  • اليمن الآن

ملتقى الأدباء والفنانين ينعي وفاة الشاعر والأديب فؤاد الحميري بعد صراع طويل مع المرض

ثقافة وفن بيان نعي: بقلوب يعتصرها الألم، وعيون تدمع حزنا، ينعي ملتقى الفنانين والأدباء اليمنيين إلى الشعب اليمني وإلى الأسرة الثقافية في الداخل والخارج، رحيل الشاعر والخطيب والمثقف الوطني الكبير فؤاد حسن عبدالقادر الحميري، عضو مجلس أمناء الملتقى، الذي وافاه الأجل اليوم الجمعة، بعد صراع طويل مع المرض. لقد فقدت اليمن برحيل الحميري قامة أدبية وإبداعية نادرة، وشاعرا حرا ظلّ صوته منحازا لقضايا الإنسان والحرية والكرامة، حمَل الكلمة مسؤولة ومشتعلة، وجعل من القصيدة منبرا ومنبره قصيدة، وظلّ حتى آخر أيامه مؤمنا بدور الكلمة في التغيير. كان الراحل واحدا من أبرز أصوات ثورة فبراير ومثقفيها، ومن الشخصيات التي جمعت بين الإبداع الشعري والالتزام الوطني، وساهم من خلال دواوينه ومقالاته وخطبه ومواقفه في تشكيل الوعي العام، وترسيخ قيم المقاومة السلمية، والنزاهة الفكرية، والانحياز للمستضعفين. وإذ نعزي أنفسنا وأسرته وأصدقاءه ومحبيه في هذا المصاب الجلل، فإننا نؤكد أن الشاعر الأستاذ فؤاد الحميري سيظل حيّا في ذاكرة الأجيال بما خلفه من إرث شعري وثقافي ونضالي كبير، وبما مثّله من رمز للاتزان والوضوح والإخلاص في الكلمة والموقف. نسأل الله أن يتغمّده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه وكل محبيه الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون. ملتقى الفنانين والأدباء اليمنيين الجمعة 27 يونيو 2025

سياسيون ومثقفون: رحيل فؤاد الحميري خسارة وطنية في لحظة فارقة
سياسيون ومثقفون: رحيل فؤاد الحميري خسارة وطنية في لحظة فارقة

الصحوة

timeمنذ 7 ساعات

  • الصحوة

سياسيون ومثقفون: رحيل فؤاد الحميري خسارة وطنية في لحظة فارقة

قامة نادرة برحيله، فقد اليمن قامة نادرة، عرفت طريقها إلى قلوب الناس دون تكلف، وكانت حاضرة في كل لحظة مفصلية من تاريخ النضال السلمي. جسّد في حياته صورة المثقف الملتزم، والداعية الصادق، والشاعر الذي لم يُهادن، ولم يصمت، ولم يخن. عدد من الشخصيات السياسية والثقافية نعته بكلمات مؤثرة، حيث وصفه أمين المكتب التنفيذي للإصلاح بساحل حضرموت محمد بالطيف بأنه كان ملك الكلمة وسيد الحرف، وأمير العبارة، ومهندس البلاغة الرفيعة، وجامع فنون اللغة من سجع وطباق وجناس وتشبيه واستعارة ومجاز، إلى جانب كونه طاقة ثورية وتربوية هائلة ساهمت في صناعة الوعي والتغيير. أما صلاح باتيس فقد عبّر عن ألمه لفقدان من وصفه بالأخ الصادق ورفيق الدرب النبيل، مستعيدًا محطات من النضال والعمل المشترك والحلم باليمن السعيد، ومشيرًا إلى أن اللحظة التي غاب فيها الحميري من أشد لحظات الحاجة إليه وإلى أمثاله من الشرفاء. من جانبه، رأى الصحفي والكاتب، سعيد ثابت سعيد أن فؤاد الحميري لم يكن مجرد شاعر ولا خطيب مفوه، بل كان وجدانًا عامًا حين تبلدت مشاعر النخب، وصوتًا حين خنق الخوف الحناجر، ومرآة لليمنيين حين نسوا ملامحهم، وروحًا كبيرة سكنت جسدًا متعبًا، لكنه لم ينكسر. بدوره ستعاد عبدالله القيسي مواقف من حياة الفقيد، مشيرًا إلى أنه عرفه شابًا في مجالس القاضي العمراني، وفي مسابقات القرآن الكريم، وكان لا يرضى بغير المركز الأول، مشيدًا بتواضعه، واستعداده الدائم لخدمة الناس دون منّ أو تردد، مؤكدًا أن فؤاد جمع بين الفكر المتين، والشعر الجميل، والفؤاد المتقد بالإحساس. أما عضو مجلس النواب علي عشال، فوصف الحميري بصوت المناضل الجسور، والشاعر الذي كان يبث الحماسة ويبعث الدفء، مؤكداً أن سيرته كانت سيرة داعية مثقف، وأديب ملتزم، تمثل فيه الصفاء والوعي والصدق في قالب إنساني بديع. محافظ المحويت الدكتور صالح سميع أشاد بمناقب الفقيد مشيرًا إلى أن فؤاد كان صديقه الأثير، والبلسم لكل من عرفه، وأنه كان قيمة مضافة وكتلة من مكارم الأخلاق تمشي على الأرض، مؤكدًا أنه سيبكيه كثيرًا ويحزنه طويلًا، وأن موته جرح عميق في قلب كل من اقترب منه. وفي رسالة مقتضبة، وصف الدكتور ياسين سعيد نعمان، الحميري بشاعر ثورة فبراير وخطيبها، واستعاد حضوره الأسبوعي في ميدان الستين بصنعاء، مشيرًا إلى أنه كان خطيبًا قوي الحجة، صادقًا، مقدامًا، لا يعرف المساومة. رحيل شاعر ثورة فبراير وخطيبها. كنت أشاهده اسبوعيا من غير موعد, قبيل خطبة الجمعة في ميدان الستين في العاصمة صنعاء. وقد كان خطيبا مفوها، قوي الحجة، صادقا، مقداما. الاعلامي علي صلاح أحمد عدد مناقب الفقيد مشيرا الى أن الفقيد كان خطيبا مفوها وشاعرا وجم الأدب حسن الخلق - السياسي بلا أدواء سنوات كنت ممن سعدوا بصحبته في أحد بيوت الله ايامٌ كانت هي الاجملَ والاغدق والأنفع - رمضاناتٌ ليست كاي رمضان، فيها كانت الليالي منيرات بأقمار الوعي وحسن الصحبة وصدق النصيحة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store