
هل يمكن أن تشكل قلوب التيتانيوم حلا لنقص متبرعي القلب عالميا؟
أصبح رجل أسترالي مصاب بقصور في القلب أول شخص في العالم يبقى على قيد الحياة أكثر من 100 يوم بقلب اصطناعي من التيتانيوم، بينما كان ينتظر عملية زرع من متبرع.
ينعش هذا الإنجاز الآمال في أن تغني القلوب الميكانيكية بالكامل يوما ما عن الحاجة إلى عمليات زرع من متبرعين.
إليك ما يجب معرفته عن كيفية عمل قلب التيتانيوم، وما إذا كان بإمكانه حل مشكلة نقص المتبرعين.
ماذا حدث للرجل الذي لديه قلب اصطناعي؟
أصبح الرجل الأربعيني، الذي رفض الكشف عن هويته، أول شخص يخرج من المستشفى بعد زراعة قلب اصطناعي بالكامل.
خلال عملية جراحية استغرقت 6 ساعات في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بمستشفى سانت فنسنت في سيدني، زرع القلب الاصطناعي الكامل "باي فاكور تاه" BiVACOR (TAH) المصنوع من التيتانيوم في المريض الذي كان يعاني من قصور حاد في القلب.
بعد قضاء بضعة أسابيع في العناية المركزة، تلتها مراقبة في المستشفى، خرج المريض من المستشفى في أوائل فبراير/شباط.
عاش المريض مع القلب الاصطناعي 105 أيام قبل أن يخضع لعملية زرع قلب من متبرع في 6 مارس/آذار، وهو يتعافى حاليا بشكل جيد، وفقا لأطبائه.
هل خضع أي شخص آخر لعملية زرع قلب من التيتانيوم؟
في يوليو/تموز 2024، خضع رجل يبلغ من العمر 57 عاما يعاني من قصور في القلب في مرحلته النهائية لعملية زرع القلب الاصطناعي BiVACOR TAH في مركز بايلور سانت لوك الطبي في هيوستن بتكساس في الولايات المتحدة.
كانت هذه أول عملية زرع قلب من التيتانيوم لإنسان، وكانت بمنزلة جسر لعملية زرع قلب حقيقية، وقد دعم الجهاز المريض لمدة 8 أيام في المستشفى حتى توفر قلب متبرع.
بين يوليو/تموز ونوفمبر/تشرين الثاني 2024، تلقى 4 رجال آخرين تراوح أعمارهم بين منتصف الأربعينيات ومنتصف الستينيات في الولايات المتحدة أيضا جهاز BiVACOR TAH. انتقل كل مريض بنجاح إلى عملية زرع قلب من متبرع وخرج من المستشفى في غضون شهر. لم يغادر أي من المرضى الأميركيين المستشفى بالجهاز.
هل يمكن أن يحل الجهاز مشكلة نقص المتبرعين بالقلب؟
يمكن أن يساعد القلب المصنوع من التيتانيوم في معالجة مشكلة نقص المتبرعين من خلال إبقاء المرضى على قيد الحياة أثناء انتظارهم لعملية زرع قلب حقيقية. بالإضافة إلى ذلك، ليس كل من يعاني من قصور القلب مؤهلا لعملية زرع قلب بشري في المقام الأول بسبب عوامل مثل التقدم في السن أو الحالات المرضية الكامنة أو تعاطي المخدرات. وعادة ما تخصص قلوب المتبرعين لمن يعانون من أخطر الحالات.
وعلى الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح إذا كان قلب التيتانيوم يمكن أن يصبح بديلا دائما، فإن الخبراء في الفريق يقولون إن هذا هو هدفهم النهائي.
وقال جوزيف روجرز، رئيس معهد تكساس للقلب والباحث الرئيسي الوطني للتجارب الأميركية، "بينما نبدأ بمجموعة من المرضى الذين تتدهور حالتهم السريرية أثناء انتظارهم عملية زرع القلب، فإن الفئة الأكثر أهمية من المرضى هي مجموعة المرضى الذين لا تتاح لهم عملية الزرع كخيار".
بدأت الإجراءات الأميركية كدراسة مبكرة لـ5 أشخاص وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، مع خطط للتوسع لتشمل 15 مريضا إضافيا في الأشهر المقبلة. تهدف هذه التجارب إلى تحديد ما إذا كان قلب التيتانيوم قادرا على إبقاء المرضى على قيد الحياة بأمان أثناء انتظارهم عملية الزرع.
بعد هذه المرحلة، يقول روجرز إن الفريق يخطط لإطلاق دراسة أوسع تشمل أيضا المرضى الذين قد يقبلون قلب BiVACOR كبديل دائم لقلب ضعيف.
وقال روجرز للجزيرة دوت كوم عبر البريد الإلكتروني "إذا سارت الأمور على ما يرام في التجارب السريرية، أتصور أن الجهاز سيكون متاحا عالميا في غضون 4-5 سنوات".
ومع ذلك، يضيف أنه يجب على الناس الاعتناء بصحة قلوبهم حتى لا يحتاجوا أبدا إلى أي من هذه العلاجات.
ترجع الحاجة إلى بدائل مثل القلوب الاصطناعية إلى صعوبة العثور على قلب متبرع به، فليست هناك أعداد كافية متاحة، وقد تستغرق مطابقة القلب للمريض وقتا طويلا. ففي المملكة المتحدة، على سبيل المثال، عادة ما ينتظر المرضى على قائمة الانتظار العادية للحصول على قلب متبرع به من 18 إلى 24 شهرا. أما أولئك الذين يعانون من حالات عاجلة أو طارئة، فيحصلون على الأولوية وقد يحصلون على قلب في وقت أقرب لأن تكون حالتهم أكثر حرجا.
يصيب قصور القلب ما لا يقل عن 26 مليون شخص بالعالم، منهم 6.2 ملايين بالغ في الولايات المتحدة. ومع ذلك، لا تزال عمليات زراعة القلب نادرة، حيث تجرى أقل من 6 آلاف عملية سنويا عالميا، وتخصص فقط للحالات الأكثر شدة.
كيف يعمل قلب التيتانيوم؟
يعمل القلب الاصطناعي المصنوع من التيتانيوم بشكل مختلف تماما عن القلب الحقيقي، إذ ينبض القلب الطبيعي بالضغط والاسترخاء لضخ الدم، لكن هذا القلب الاصطناعي لا ينبض على الإطلاق.
بدلا من ذلك، يحتوي على قرص دوار بداخله يحرك الدم في جميع أنحاء الجسم. يطفو هذا القرص في مكانه باستخدام المغناطيس، فلا يلمس أي شيء، مما يعني عدم وجود احتكاك وتقليل احتمال تلفه بمرور الوقت.
ولكي يستمر القلب الاصطناعي في العمل، يحتاج إلى وحدة تحكم خارجية صغيرة، تعمل بالبطاريات خلال النهار وتوصل بمصدر طاقة ليلا. يمر كابل رفيع تحت الجلد لتوصيل القلب بهذه الوحدة.
إعلان
تستبدل معظم أجهزة القلب الاصطناعي جانبا واحدا فقط من القلب، وعادة ما يكون الجانب الأيسر. لكن قلب BiVACOR يحل محل العضو بالكامل، وذلك ما يجعله خيارا للأشخاص الذين يعانون من فشل القلب الكامل والذين قد لا ينجون أثناء انتظار قلب متبرع.
لماذا اختير التيتانيوم للقلب الاصطناعي؟
اختير التيتانيوم لأنه قوي وخفيف الوزن ومقاوم للتآكل، وذلك ما يجعله مثاليا للاستخدام الطويل الأمد في الجسم؛ على عكس القلوب الاصطناعية الأخرى التي تحتوي على أجزاء متحركة متعددة يمكن أن تبلى، ويحتوي هذا القلب على قرص دوار واحد فقط مما يقلل من خطر الفشل.
قبل تطوير قلب BiVACOR الاصطناعي، كان القلب الاصطناعي الكلي "سين كارديا" SynCardia هو الجهاز الأكثر استخداما للمرضى الذين يعانون من قصور القلب الشديد.
تمت الموافقة على قلب SynCardia من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية في أوائل العقد الأول من القرن 21، وهو مصنوع بشكل أساسي من البولي يوريثين، وهو نوع من البلاستيك المتين. وعلى مدار العقدين الماضيين، تم زرعه مؤقتا في أكثر من ألفي مريض في 20 دولة أثناء انتظارهم عمليات زرع قلب من متبرع. ومع ذلك، فإن جهاز SynCardia كبير ومعقد نسبيا، ويحتوي على أجزاء متحركة متعددة يمكن أن تتآكل بمرور الوقت.
استكشف العلماء أيضا استخدام أعضاء الحيوانات لعلاج قصور القلب، ففي يناير/كانون الثاني 2022 أجرى جراحون في المركز الطبي بجامعة ميريلاند في الولايات المتحدة أول عملية زرع لقلب خنزير معدل وراثيا لمريض بشري يعاني من مرض قلبي حاد.
وعلى الرغم من النجاح الأولي، أصيب المريض بمضاعفات وتوفي بعد شهرين تقريبا.
كم من الوقت يمكن أن يدوم قلب التيتانيوم؟
حاليا، لا أحد يعرف العمر الدقيق لقلب التيتانيوم لدى البشر. ففي الاختبارات المعملية، عمل الجهاز بشكل مستمر أكثر من 4 سنوات دون أي علامات فشل.
في حين أن تجربة الرجل الأسترالي التي استمرت 100 يوم كانت أطول استخدام مسجل لقلب التيتانيوم لدى البشر، وقال فريق BiVACOR إن هناك حاجة إلى مزيد من التجارب لتحديد ما إذا كان يمكن أن يصبح بديلا طويل الأمد بدلا من مجرد جسر مؤقت لعملية زرع.
ما التحديات التي تواجه القلب الاصطناعي؟
يعد الرفض المناعي أحد أكبر التحديات التي تواجه عمليات زراعة الأعضاء، حيث يهاجم الجسم العضو الجديد كجسم غريب.
ولأن قلب BiVACOR المصنوع من التيتانيوم لا يحتوي على أي أنسجة بيولوجية، فإن خطر الرفض أقل مقارنة بقلوب المتبرعين أو عمليات زراعة قلب الخنازير. ومع ذلك، تشير بروتوكولات التجارب إلى أن المرضى ما زالوا يتناولون أدوية لتسييل الدم لمنع تجلط الدم حول الجهاز.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على مرضى قلب BiVACOR البقاء متصلين بمصدر طاقة خارجي دائما.
وعلى الرغم من أن البطاريات المحمولة تتيح بعض الحركة، فإن العملية لا تزال تتطلب تعديلات في نمط الحياة مثل إعادة شحن البطارية، وتجنب الأنشطة التي قد تتلف الأجزاء الخارجية، والتخطيط للسفر بعناية لضمان الوصول إلى الطاقة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الوطن
منذ 3 أيام
- جريدة الوطن
«سدرة للطب» يُجري بنجاح أول غَرسة سمعية
حقق سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، إنجازًا رائدًا في مجال الرعاية الصحية السمعية، وذلك بنجاحه في إجراء أول غَرسة لجهاز السمع المتطور والمتكامل OSIAOSI300 في قطر. ويتغلّب هذا الجهاز السمعي على العديد من العيوب التي تشوب أنظمة التوصيل العَظمي القديمة. وقال الدكتور فيصل عبد القادر، رئيس قسم طب الأنف والأذن والحنجرة والسمعيات في سدرة للطب: «يمثل إجراء أول عملية زراعة لغرسة OSIA في قطر إنجازًا هامًا في مجال إعادة التأهيل السمعي، مما يمنح أملًا جديدًا للأفراد الذين يعانون من فقدان السمع التوصيلي غير القابل للعلاج طبيًا أو الصمم أحادي الجانب، والذين كانت الخيارات العلاجية لديهم محدودة في السابق. ويعكس هذا التزام سدرة للطب بأحدث التقنيات الطبية والابتكار الذي يركز على المريض، والخبرات عالمية المستوى التي يتمتع بها في المنطقة». ويُعتبر الجهاز المدمج في العظام هو غرسة طبية تصنع اتصالًا مباشرًا مع أنسجة العظام، مما يُتيح نقل الصوت بكفاءة أكبر إلى الأذن الداخلية. ويتضمن الجهاز غرسة صغيرة من التيتانيوم تُزرع بتقنية جراحية طفيفة التوغل ولا سديلية، بالإضافة إلى معالج صوت خارجي يُحوّل الصوت إلى إشارات اهتزازية. وتُحفّز هذه الإشارات الأذن الداخلية مباشرةً، مما يُحسّن وضوح هذه الإشارات وفهم الكلام، كما يُحسّن من تحديد موقع الصوت، وخصوصًا في البيئات الصاخبة. وكان أول ثلاثة متلقين للجهاز أطفالًا ذوي تاريخ سريري متباين، حيث كان من بينهم طفل فقد السمع بإحدى أذنيه بسبب صدمة انفجارية وفتاة وُلدت بتشوّه خِلقي في الأذن الداخلية ولم تخضع لأي تدخل سمعي سابق، وطفل صغير يُعاني صممًا أحادي الجانب نَجَم عن خلل في الأذن الداخلية. وقال الدكتور مالك أبو صفية، المدير السريري لقسم السمع في سدرة للطب: «لقد غيّرت الغرسة الجديدة حياة هؤلاء الأطفال، إذ استعادت قدرتهم على السمع بوضوح، والتواصل بشكل أكثر فعالية، والمشاركة بثقة في البيئات الأكاديمية والاجتماعية. كما تدعم هذه التقنية التعافي السريع والنتائج التجميلية الممتازة، مما يجعلها مثالية للأطفال وهؤلاء الذين لا يستطيعون الاستفادة من أجهزة السمع التقليدية». ويُدشن هذا الإنجاز حقبة جديدة في مجال الرعاية السمعية، فيما يُؤكد الدور الحيوي الذي يضطلع به سدرة للطب باعتباره مركزًا رائدًا في توفير الرعاية الصحية المتقدمة والشخصية عبر المنطقة. وفي ظل ازدياد عدد المرضى المُقرر حصولهم على الغرسة، بمن فيهم هؤلاء الذين يعانون من تشوهات خِلقية في الوجه والجمجمة وتحديات متلازمية وتشريحية، من المُقرر أن يُوسّع البرنامج نطاق تأثيره ليشمل الأطفال في جميع أنحاء البلاد.


الجزيرة
١٩-٠٣-٢٠٢٥
- الجزيرة
هل يمكن أن تشكل قلوب التيتانيوم حلا لنقص متبرعي القلب عالميا؟
أصبح رجل أسترالي مصاب بقصور في القلب أول شخص في العالم يبقى على قيد الحياة أكثر من 100 يوم بقلب اصطناعي من التيتانيوم، بينما كان ينتظر عملية زرع من متبرع. ينعش هذا الإنجاز الآمال في أن تغني القلوب الميكانيكية بالكامل يوما ما عن الحاجة إلى عمليات زرع من متبرعين. إليك ما يجب معرفته عن كيفية عمل قلب التيتانيوم، وما إذا كان بإمكانه حل مشكلة نقص المتبرعين. ماذا حدث للرجل الذي لديه قلب اصطناعي؟ أصبح الرجل الأربعيني، الذي رفض الكشف عن هويته، أول شخص يخرج من المستشفى بعد زراعة قلب اصطناعي بالكامل. خلال عملية جراحية استغرقت 6 ساعات في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بمستشفى سانت فنسنت في سيدني، زرع القلب الاصطناعي الكامل "باي فاكور تاه" BiVACOR (TAH) المصنوع من التيتانيوم في المريض الذي كان يعاني من قصور حاد في القلب. بعد قضاء بضعة أسابيع في العناية المركزة، تلتها مراقبة في المستشفى، خرج المريض من المستشفى في أوائل فبراير/شباط. عاش المريض مع القلب الاصطناعي 105 أيام قبل أن يخضع لعملية زرع قلب من متبرع في 6 مارس/آذار، وهو يتعافى حاليا بشكل جيد، وفقا لأطبائه. هل خضع أي شخص آخر لعملية زرع قلب من التيتانيوم؟ في يوليو/تموز 2024، خضع رجل يبلغ من العمر 57 عاما يعاني من قصور في القلب في مرحلته النهائية لعملية زرع القلب الاصطناعي BiVACOR TAH في مركز بايلور سانت لوك الطبي في هيوستن بتكساس في الولايات المتحدة. كانت هذه أول عملية زرع قلب من التيتانيوم لإنسان، وكانت بمنزلة جسر لعملية زرع قلب حقيقية، وقد دعم الجهاز المريض لمدة 8 أيام في المستشفى حتى توفر قلب متبرع. بين يوليو/تموز ونوفمبر/تشرين الثاني 2024، تلقى 4 رجال آخرين تراوح أعمارهم بين منتصف الأربعينيات ومنتصف الستينيات في الولايات المتحدة أيضا جهاز BiVACOR TAH. انتقل كل مريض بنجاح إلى عملية زرع قلب من متبرع وخرج من المستشفى في غضون شهر. لم يغادر أي من المرضى الأميركيين المستشفى بالجهاز. هل يمكن أن يحل الجهاز مشكلة نقص المتبرعين بالقلب؟ يمكن أن يساعد القلب المصنوع من التيتانيوم في معالجة مشكلة نقص المتبرعين من خلال إبقاء المرضى على قيد الحياة أثناء انتظارهم لعملية زرع قلب حقيقية. بالإضافة إلى ذلك، ليس كل من يعاني من قصور القلب مؤهلا لعملية زرع قلب بشري في المقام الأول بسبب عوامل مثل التقدم في السن أو الحالات المرضية الكامنة أو تعاطي المخدرات. وعادة ما تخصص قلوب المتبرعين لمن يعانون من أخطر الحالات. وعلى الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح إذا كان قلب التيتانيوم يمكن أن يصبح بديلا دائما، فإن الخبراء في الفريق يقولون إن هذا هو هدفهم النهائي. وقال جوزيف روجرز، رئيس معهد تكساس للقلب والباحث الرئيسي الوطني للتجارب الأميركية، "بينما نبدأ بمجموعة من المرضى الذين تتدهور حالتهم السريرية أثناء انتظارهم عملية زرع القلب، فإن الفئة الأكثر أهمية من المرضى هي مجموعة المرضى الذين لا تتاح لهم عملية الزرع كخيار". بدأت الإجراءات الأميركية كدراسة مبكرة لـ5 أشخاص وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، مع خطط للتوسع لتشمل 15 مريضا إضافيا في الأشهر المقبلة. تهدف هذه التجارب إلى تحديد ما إذا كان قلب التيتانيوم قادرا على إبقاء المرضى على قيد الحياة بأمان أثناء انتظارهم عملية الزرع. بعد هذه المرحلة، يقول روجرز إن الفريق يخطط لإطلاق دراسة أوسع تشمل أيضا المرضى الذين قد يقبلون قلب BiVACOR كبديل دائم لقلب ضعيف. وقال روجرز للجزيرة دوت كوم عبر البريد الإلكتروني "إذا سارت الأمور على ما يرام في التجارب السريرية، أتصور أن الجهاز سيكون متاحا عالميا في غضون 4-5 سنوات". ومع ذلك، يضيف أنه يجب على الناس الاعتناء بصحة قلوبهم حتى لا يحتاجوا أبدا إلى أي من هذه العلاجات. ترجع الحاجة إلى بدائل مثل القلوب الاصطناعية إلى صعوبة العثور على قلب متبرع به، فليست هناك أعداد كافية متاحة، وقد تستغرق مطابقة القلب للمريض وقتا طويلا. ففي المملكة المتحدة، على سبيل المثال، عادة ما ينتظر المرضى على قائمة الانتظار العادية للحصول على قلب متبرع به من 18 إلى 24 شهرا. أما أولئك الذين يعانون من حالات عاجلة أو طارئة، فيحصلون على الأولوية وقد يحصلون على قلب في وقت أقرب لأن تكون حالتهم أكثر حرجا. يصيب قصور القلب ما لا يقل عن 26 مليون شخص بالعالم، منهم 6.2 ملايين بالغ في الولايات المتحدة. ومع ذلك، لا تزال عمليات زراعة القلب نادرة، حيث تجرى أقل من 6 آلاف عملية سنويا عالميا، وتخصص فقط للحالات الأكثر شدة. كيف يعمل قلب التيتانيوم؟ يعمل القلب الاصطناعي المصنوع من التيتانيوم بشكل مختلف تماما عن القلب الحقيقي، إذ ينبض القلب الطبيعي بالضغط والاسترخاء لضخ الدم، لكن هذا القلب الاصطناعي لا ينبض على الإطلاق. بدلا من ذلك، يحتوي على قرص دوار بداخله يحرك الدم في جميع أنحاء الجسم. يطفو هذا القرص في مكانه باستخدام المغناطيس، فلا يلمس أي شيء، مما يعني عدم وجود احتكاك وتقليل احتمال تلفه بمرور الوقت. ولكي يستمر القلب الاصطناعي في العمل، يحتاج إلى وحدة تحكم خارجية صغيرة، تعمل بالبطاريات خلال النهار وتوصل بمصدر طاقة ليلا. يمر كابل رفيع تحت الجلد لتوصيل القلب بهذه الوحدة. إعلان تستبدل معظم أجهزة القلب الاصطناعي جانبا واحدا فقط من القلب، وعادة ما يكون الجانب الأيسر. لكن قلب BiVACOR يحل محل العضو بالكامل، وذلك ما يجعله خيارا للأشخاص الذين يعانون من فشل القلب الكامل والذين قد لا ينجون أثناء انتظار قلب متبرع. لماذا اختير التيتانيوم للقلب الاصطناعي؟ اختير التيتانيوم لأنه قوي وخفيف الوزن ومقاوم للتآكل، وذلك ما يجعله مثاليا للاستخدام الطويل الأمد في الجسم؛ على عكس القلوب الاصطناعية الأخرى التي تحتوي على أجزاء متحركة متعددة يمكن أن تبلى، ويحتوي هذا القلب على قرص دوار واحد فقط مما يقلل من خطر الفشل. قبل تطوير قلب BiVACOR الاصطناعي، كان القلب الاصطناعي الكلي "سين كارديا" SynCardia هو الجهاز الأكثر استخداما للمرضى الذين يعانون من قصور القلب الشديد. تمت الموافقة على قلب SynCardia من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية في أوائل العقد الأول من القرن 21، وهو مصنوع بشكل أساسي من البولي يوريثين، وهو نوع من البلاستيك المتين. وعلى مدار العقدين الماضيين، تم زرعه مؤقتا في أكثر من ألفي مريض في 20 دولة أثناء انتظارهم عمليات زرع قلب من متبرع. ومع ذلك، فإن جهاز SynCardia كبير ومعقد نسبيا، ويحتوي على أجزاء متحركة متعددة يمكن أن تتآكل بمرور الوقت. استكشف العلماء أيضا استخدام أعضاء الحيوانات لعلاج قصور القلب، ففي يناير/كانون الثاني 2022 أجرى جراحون في المركز الطبي بجامعة ميريلاند في الولايات المتحدة أول عملية زرع لقلب خنزير معدل وراثيا لمريض بشري يعاني من مرض قلبي حاد. وعلى الرغم من النجاح الأولي، أصيب المريض بمضاعفات وتوفي بعد شهرين تقريبا. كم من الوقت يمكن أن يدوم قلب التيتانيوم؟ حاليا، لا أحد يعرف العمر الدقيق لقلب التيتانيوم لدى البشر. ففي الاختبارات المعملية، عمل الجهاز بشكل مستمر أكثر من 4 سنوات دون أي علامات فشل. في حين أن تجربة الرجل الأسترالي التي استمرت 100 يوم كانت أطول استخدام مسجل لقلب التيتانيوم لدى البشر، وقال فريق BiVACOR إن هناك حاجة إلى مزيد من التجارب لتحديد ما إذا كان يمكن أن يصبح بديلا طويل الأمد بدلا من مجرد جسر مؤقت لعملية زرع. ما التحديات التي تواجه القلب الاصطناعي؟ يعد الرفض المناعي أحد أكبر التحديات التي تواجه عمليات زراعة الأعضاء، حيث يهاجم الجسم العضو الجديد كجسم غريب. ولأن قلب BiVACOR المصنوع من التيتانيوم لا يحتوي على أي أنسجة بيولوجية، فإن خطر الرفض أقل مقارنة بقلوب المتبرعين أو عمليات زراعة قلب الخنازير. ومع ذلك، تشير بروتوكولات التجارب إلى أن المرضى ما زالوا يتناولون أدوية لتسييل الدم لمنع تجلط الدم حول الجهاز. بالإضافة إلى ذلك، يجب على مرضى قلب BiVACOR البقاء متصلين بمصدر طاقة خارجي دائما. وعلى الرغم من أن البطاريات المحمولة تتيح بعض الحركة، فإن العملية لا تزال تتطلب تعديلات في نمط الحياة مثل إعادة شحن البطارية، وتجنب الأنشطة التي قد تتلف الأجزاء الخارجية، والتخطيط للسفر بعناية لضمان الوصول إلى الطاقة.


الجزيرة
١٥-٠٢-٢٠٢٥
- الجزيرة
غرسات قابلة للذوبان تعتمد على الزنك لعلاج الكسور
طور باحثون مادة قابلة للذوبان تعتمد على الزنك، يمكن أن تحل محل الصفائح المعدنية والبراغي التي تستخدم عادة لتثبيت العظام المكسورة معا. وسبائك الزنك المبتكرة قوية مثل الغرسات الفولاذية الدائمة وأمتن من الخيارات الأخرى القابلة للتحلل البيولوجي، مثل الغرسات القائمة على المغنسيوم. وطور هذه السبائك مهندسو الطب الحيوي في قسم علوم وهندسة المواد، بجامعة موناش في أستراليا، ونُشرت نتائج بحثهم في مجلة نيتشر يوم 12 فبراير/شباط الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت. القوة اللطيفة يستخدم الجراحون بشكل روتيني الفولاذ المقاوم للصدأ أو التيتانيوم، الذي يبقى في الجسم إلى الأبد، ويمكن أن يسبب عدم الراحة للمريض وقد يتطلب جراحات متابعة. في حين يمكن لسبائك الزنك الجديدة حل هذه المشاكل لكونها قوية ميكانيكيًا، ولكنها لطيفة بما يكفي للتحلل بأمان مع مرور الوقت. قال الباحث المشارك في الدراسة البروفيسور جيان فينج ني، من قسم علوم وهندسة المواد في جامعة موناش، إن "المادة المبتكرة لديها القدرة على تحويل الرعاية التقويمية من خلال تقليل المضاعفات، وتقليل الحاجة إلى جراحات إضافية، وتقديم بديل مستدام للغرسات المعدنية الدائمة". وأشار البروفيسور ني إلى أن مادة سبائك الزنك التي طوروها يمكن أن تحدث ثورة في رعاية العظام، مما يفتح الباب أمام غرسات أصغر وأكثر أمانا لا تزيد فقط من راحة المريض، بل وتعزز أيضا شفاءه بتقليل الاضطراب في الأنسجة المحيطة. وأوضح البروفيسور ني أن الغرسة التي لا تختفي أبدا ستكون دائما خطرا على المريض. من ناحية أخرى، فإن الغرسة التي تتحلل بسرعة كبيرة لن تسمح بوقت كاف لشفاء العظام. ويظهر البحث أنه من خلال هندسة حجم واتجاه حبيبات المادة، يمكن لسبائك الزنك أن تنحني وتتكيف بطرق فريدة لاستيعاب أشكال الأنسجة المجاورة لها.