logo
النصر المستحيل فى حرب إسرائيل وإيران!

النصر المستحيل فى حرب إسرائيل وإيران!

بوابة الأهراممنذ 4 ساعات

سؤال افتتاحى قد يمهد لنا سبيلا إلى مشهد النهاية لهذه الحرب والمنتصر فيها، بعيدا عن الدعايات الغربية التى تفرد وتتوسع فى تحليل التفوق الإسرائيلي، وبعيدا عن الدعاية الإيرانية التى لم تستطع أن ترتق الثغرات المهينة فى نظام الأمن الإيراني، بالرغم من كل ما أحدثته إيران فى إسرائيل من خسائر جسيمة!
السؤال هو: إذا كانت إسرائيل قد ألحقت ضررا بالغا بالبرنامج النووى الإيرانى وإعادته إلى الخلف سنوات، فلماذا لا تتوقف عن غاراتها طالما حققت الهدف المطلوب؟، وإذا كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يتحفنا بأقواله اللوذعية عن سماء طهران المفتوحة ونجاح إسرائيل الباهر فى ضرب مشروع إيران النووي، فلماذا يهدد إيران بأن تستسلم بلا شروط قبل أن يلاحقها الدمار الشامل؟
بمعنى إذا كانت إسرائيل نجحت فى تنفيذ أسباب عدوانها على إيران، فلماذا تستمر فى حرب تدفع فيها ثمنا باهظا لم يحدث أن تكبدته مدنها أبدا، الى الحد الذى تحولت أجزاء منها إلى « قطاع غزة»، خاصة فى تل أبيب وحيفا، ومازالت تسقى الإسرائيليين مرارة الدمار الذى كانوا يهللون له فى غزة، وهو أشد تأثيرا على الحالة النفسية والعقلية للإسرائيليين من الخسائر العسكرية فى المعدات والجنود؟!
هل هى حرب عبثية؟، نعم إذا كانت قد تجاوزت أهدافها الإستراتيجية إلى مجرد «القتل والدمار»، أو قد تكون الأضرار التى أوقعتها إسرائيل بالمنشآت النووية الإيرانية، لم تصل إلى الدرجة الهائلة التى قالت عنها، وتستطيع إيران أن تعالجها فى بضعة أسابيع، لتعاود نشاطها النووى كاملا!
فقط يمكن أن نقول إن هذه الحرب أثبتت أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو هو مجرم حرب فعلا، خطورته على إسرائيل نفسها لا تقل عن خطورته على الفلسطينيين وجيرانه العرب سواء كانوا إبراهيميين أو غير إبراهيميين!، وأتصور أن التاريخ اليهودى سوف يصنفه فى مستقبل الأيام، مثلما صنف الألمان أدولف هتلر فى تاريخ ألمانيا!
المدهش حقا أن إيران بدأت برنامجها النووى فى عام 1957، بمساعدة الولايات المتحدة، ثم راحت تطوره فى منتصف السبعينيات، لكن بعد الثورة الإسلامية فى عام 1979 سحبت واشنطن دعمها، ثم ظهرت مخاوف من أن تعدل إيران البرنامج السلمى إلى أسلحة ذرية، فعمل الإيرانيون على تبديد قلق أمريكا والغرب بأنهم ملتزمون بتوقيعهم على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية!
ظل الجذب والشد قائما بين الطرفين، بسبب قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، وهى عملية ضرورية لإنتاج وقود محطات الطاقة، ويمكن استخدامها أيضا فى صنع قنبلة نووية، وارتفعت درجة التوتر حين أعلن مفتشون دوليون عن عثورهم على آثار يورانيوم عالى التخصيب فى منشأة «نطنز» (من المنشآت التى ضربتها إسرائيل).
بعد إعلان المفتشين أوقفت إيران التخصيب سنوات، ثم عادت إلى استئنافه فى 2006، بعد اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن الغرب لم يقبل الأمر، وفرض على إيران عقوبات تصاعدية، دون أن يغلق باب المفاوضات معها، حتى توصلا لاتفاق فى عام 2015، بتخفيض درجة التخصيب، وتقليص مخزونها من اليورانيوم مع تدابير أخرى، مقابل تخفيف هذه العقوبات!
بالطبع لعبت الولايات المتحدة الدور الرئيسى فى كل هذه المفاوضات، حتى انسحب منها ترامب فى عام 2018.
من هنا نفهم أسباب سخرية المذيع الأمريكى جون ستيوارت فى برنامجه الشهير، من الهجمات الإسرائيلية على إيران، وهو يسأل: لماذا الآن؟، وأتى بالإجابات على لسان نيتانياهو، فى ثلاثة مواقف: الأول، كان نيتانياهو واقفا أمام رسم لقنبلة مقسمة إلى أجزاء، ويقول: بحلول الربيع المقبل، وعلى الأكثر مع الصيف، سيكونون قد انتهوا من التخصيب المتوسط، وهو يعادل 90% من صناعة القنبلة، أى أصبحوا على بعد شهور منها.. كنا فى سنة 2012!
الموقف الثاني، وهو يقول تليفزيونيا: إيران خطيرة للغاية، وعلى بعد أسابيع من امتلاك المواد الانشطارية اللازمة لترسانة كاملة من القنابل النووية..كنا فى سنة 2015!
الموقف الثالث، أمام خريطة لصاروخ مشيرا بأصبعه نحوه: هذا هو الصاروخ وهذه هى القنبلة داخله..كنا فى 2018، السنة التى انسحب فيها ترامب من المفاوضات!
إذن تبدو قنبلة إيران الذرية أقرب إلى تهديد بالردع، تهديد تبتز به الغرب والولايات المتحدة للحصول على مكاسب أعلى فى أى مفاوضات بينهما، وحين واجهت ترامب وهو سمسار محترف لم تفلح لعبتها، فعاقبها بأن أوعز لنيتانياهو ضرب منشآتها النووية، وهو ما كانت ترجوه إسرائيل لتبين مدى هيمنتها العسكرية على الشرق الأوسط الجديد!
نعود إلى السؤال الافتتاحي، أو إلى سؤال حضارى مرتبط به: هل يعرف الرئيس ترامب مكونات الشخصية الإيرانية ليطلب من إيران أن تزحف عائدة إلى مائدة المفاوضات دون شروط؟، أظنه لا يختلف عن نيتانياهو الذى تصور أن قتل قادة عسكريين كبار وعلماء ذرة أو حتى المرشد الأعلى يمكن أن يدفع إيران إلى الاستسلام؟
إيران أمة ذات جذور حضارية عميقة، تأسست أول إمبراطورياتها سنة 550 قبل الميلاد، أى مرت الشخصية الإيرانية لآلاف السنين بأحداث كبرى متنوعة شكلت القيم والهوية، وغرست شعورا بالفخر والعظمة والقدرة على الصمود والتحمل، ومواجهة التحديات والنفوذ الأجنبي.
أى أن قدرة إيران على تحمل الضربات والخسائر أعلى كثيرا من قدرة إسرائيل، التى يستحيل أن تكسب الحرب بالتفوق الجوى فقط، ولهذا تستميت لتوريط أمريكا معها، والأهم أن ضربات إيران للداخل الإسرائيلى أكثر إيلاما ووجعا.
باختصار لا تتوافر لإسرائيل شروط كسب هذه الحرب، ولن تسمح أمريكا بخسارة إسرائيل لها ويظل السؤال الأهم معلقا: هل فهمت «طوائف» العرب رسالة نيتانياهو؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب بعد الهجوم الأمريكي على إيران: لحظة تاريخية للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم
ترامب بعد الهجوم الأمريكي على إيران: لحظة تاريخية للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم

24 القاهرة

timeمنذ 18 دقائق

  • 24 القاهرة

ترامب بعد الهجوم الأمريكي على إيران: لحظة تاريخية للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقب قصف الطيران الأمريكي للمنشآت النووية في نطنز وفوردو وأصفهان، أنها لحظة تاريخية للولايات المتحدة ، ولإسرائيل، وللعالم. الحرب بين إسرائيل وإيران وأضاف ترامب، حسب ما نشرته القناة 12 الإسرائيلية: على إيران أن توافق على إنهاء الحرب. وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" إن القوات الأمريكية نفذت هجومًا ناجحًا على ثلاث منشآت نووية إيرانية، مشيرًا إلى أن القاذفات الأميركية غادرت المجال الجوي الإيراني بعد تنفيذ المهمة. وأضاف أن حمولة كاملة من القنابل أُلقيت على منشأة فوردو، إحدى أكثر المواقع الإيرانية تحصينًا لتخصيب اليورانيوم، مؤكدًا أن "لا جيش آخر في العالم قادر على تنفيذ مثل هذه العملية"، وختم بالقول:الآن هو وقت السلام. وجاءت هذه الضربة بعد أن خلص ترامب وفريقه إلى أن الجهود الدبلوماسية مع إيران وصلت إلى طريق مسدود، وأن الخيار العسكري بات ضروريًا لإنهاء البرنامج النووي الإيراني. وفي حين أعلن الرئيس الأميركي يوم الخميس أنه سيتخذ قرارًا خلال أسبوعين لمنح إيران فرصة أخيرة للتفاوض، فإن التحضيرات للضربة الجوية تسارعت خلال عطلة نهاية الأسبوع. ورُصدت عدة قاذفات شبح من طراز B-2، القادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل، وهي تتجه غربًا عبر المحيط الهادئ يوم السبت، ما عزز التوقعات بقرب تنفيذ ضربة على منشأة فوردو. ترمب على تروث سوشال: سألقي خطابًا للأمة في الساعة 10:00 مساءً من البيت الأبيض قنابل بوزن 30 ألف رطل.. كيف استهدفت أمريكا مواقع إيران النووية؟

مصدر إسرائيلي: حالة تأهب قصوى في المنطقة بعد قصف المواقع النووية الإيرانية
مصدر إسرائيلي: حالة تأهب قصوى في المنطقة بعد قصف المواقع النووية الإيرانية

مصراوي

timeمنذ 23 دقائق

  • مصراوي

مصدر إسرائيلي: حالة تأهب قصوى في المنطقة بعد قصف المواقع النووية الإيرانية

وكالات أفادت هيئة البث الإسرائيلية، نقلا عن مصدر إسرائيلي، أن المنطقة في حالة تأهب قصوى بعد قصف المواقع النووية الإيرانية. كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن عبر منشور على حسابه بمنصة "تروث سوشيال"، عن تنفيذ هجوم "ناجح للغاية" استهدف ثلاثة مواقع نووية داخل إيران، وهي فوردو، نطنز، وأصفهان. وقال ترامب إن "جميع الطائرات المشاركة في العملية أصبحت الآن خارج المجال الجوي الإيراني"، مشيرًا إلى أن حمولة كاملة من القنابل أُسقطت على الموقع الرئيسي في فوردو، مؤكدًا عودة جميع الطائرات بسلام. وأشاد ترامب بالقوة العسكرية الأمريكية، مضيفًا: "نُهنئ محاربينا الأمريكيين العظام على هذا الإنجاز. لا توجد قوة عسكرية أخرى في العالم كانت قادرة على تنفيذ هذا الأمر". واختتم منشوره بقوله: "الآن هو الوقت المناسب للسلام".

ترامب عن ضرب منشآت إيران النووية: هذه لحظة تاريخية لأمريكا وإسرائيل والعالم
ترامب عن ضرب منشآت إيران النووية: هذه لحظة تاريخية لأمريكا وإسرائيل والعالم

مصراوي

timeمنذ 23 دقائق

  • مصراوي

ترامب عن ضرب منشآت إيران النووية: هذه لحظة تاريخية لأمريكا وإسرائيل والعالم

وكالات أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه سيلقي خطابا وشيكا إلى الأمة عقب تنفيذ القوات الأمريكية ضربات داخل إيران. وأكد ترامب، أن ما جرى يُمثل "لحظة تاريخية" للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم، وفقا لروسيا اليوم. وكتب ترامب في حسابه على منصته "تروث سوشيال": "سألقي خطابا للأمة في الساعة 10:00 مساء، في البيت الأبيض، فيما يتعلق بعمليتنا العسكرية الناجحة جدا في إيران". وأضاف: "هذه لحظة تاريخية للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والعالم. يجب أن توافق إيران الآن على إنهاء هذه الحرب. شكرا لكم!".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store