
الريال اليمني بين مطرقة المواطن المضارب وسندان التاجر (المتريث والجشع)
في لحظة غير متوقعة ولم يحسب لها المواطن أو حتى الحكومة حساب، انخفضت أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني بشكل ملحوظ، مثيرةً تساؤلات وذهولاً في الشارع اليمني. وبين من هلّل للهبوط، ومن سارع لتصريف ما لديه من عملات صعبة، يقف الاقتصاد الوطني في مفترق طريق: (إما أن يكون المواطن جزءًا من الحل، أو يكون أحد أبرز أسباب الانتكاسة).
إن مثل هذه التقلبات الحادة في سوق الصرف لا تُعدّ مؤشرًا على تعافٍ اقتصادي حقيقي بقدر ما تعكس هشاشة السوق وتقلّب العوامل النفسية والمضاربية، لكن الأخطر من ذلك، هو ردّة فعل المواطن نفسه تجاه هذه الظواهر، حين يتحول إلى متعامل انتهازي، يلهث وراء الربح اللحظي، ويضاعف من تقلب السوق.
الوعي النقدي
في دول العالم، تقف المجتمعات الواعية أمام أزمات العملة كجبهة وطنية واحدة، أما في اليمن، فإن تكرار حالة الهلع من الصرف صعودًا أو هبوطًا، وتحويل كل نزول مفاجئ إلى سباق لتصريف العملة الأجنبية أو إعادة شرائها لاحقًا، يُسهم في خلق بيئة مالية مضطربة لا تستقر على حال.
الوعي النقدي ليس مجرد معرفة بسعر الصرف، بل هو سلوك اقتصادي رشيد، يدرك أن المضاربة لا تنفع أحدًا، وأن السوق الذي نعبث به جميعًا سيتحوّل في النهاية إلى عبء على الجميع.
لقد أثبتت التجربة، أن جزءًا كبيرًا من تدهور العملة المحلية سببه المواطن العادي، حين يتعامل مع سوق الصرف كمنصة للمقامرة، لا كوسيلة لشراء حاجة مشروعة، فنزول سعر الصرف لا يعني أنك خسرت، بل قد يكون فرصة للوطن ليستقر فلا تُفشِلها بخوفك أو طمعك.
إن تحويل الريال اليمني إلى دولار أو ريال سعودي بدافع 'التحوّط' أو 'الربح المستقبلي'، يُنتج طلبًا وهميًا، يُشعل السوق من جديد، ويعيد المضاربة إلى الواجهة، فتعود الأسعار للارتفاع، وتُدفن الفرصة التي كانت تلوح في الأفق.
مسؤولية الجميع
لقد أكد البنك المركزي مرارًا، أن ضبط السوق لا ينجح بالقوانين وحدها، بل يتطلب تعاون المجتمع، وتحلّيه بالوعي النقدي والانضباط السلوكي، فحين تُحجم عن شراء العملة الأجنبية دون حاجة، فأنت تساعد في تثبيت السعر، وحين تمتنع عن المضاربة، فأنت ترفع شأن الريال لا سعر الدولار.
نزول وسط هشاشة سوق ورقابة حكومية
سجل الريال اليمني تحسّنًا نسبيًا أمام الدولار، حيث هبط سعر الصرف إلى نحو 1,800 ريال للدولار بعد أن كان قد تجاوز 2,800 ريال، لكن هذا النزول، وإن بدا واعدًا، لا يُعد انعكاسًا حقيقيًا لانخفاض دائم أو تحسن اقتصادي مؤسّس؛ فالعملة ظلت عرضة لتقلبات حتى كتابة التقرير هذا.
ردة فعل التجار… بين التريث والجشع
في مواجهة الانخفاض المفاجئ في سعر صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني، لم تكن ردة فعل التجار موحّدة أو تلقائية، بل اتخذت طابعًا مركبًا ومعقدًا يكشف كثيرًا عن المزاج العام في السوق ودرجة الثقة في استقرار الاقتصاد الوطني، فبين من استقبل النزول بالتريث في اتخاذ قرار التسعير، وبين من اختار أن يمضي في الجشع رغم المؤشرات الإيجابية؛ تعددت ردود الفعل، وتقلّبت معها نبضات السوق بين الشلل المؤقت والاحتقان الخفي.
التاجر المتريث
فئة واسعة من التجار آثرت التريث المحسوب، متوقعة استمرار النزول بشكل تدريجي، ما دفعها إلى تجميد البيع مؤقتًا، وتأخير التسعيرات الجديدة، بانتظار صورة أوضح للمشهد المالي، هذه الفئة تمارس ما يمكن وصفه بـ'التحفظ الوقائي'، وهو سلوك أقرب للحياد، لكنه لا يخلو من أثر سلبي على حركة السوق والتوفر العام للسلع.
التاجر الجشع
أما الفئة الثالثة، فقد وجدت في النزول المفاجئ فرصة للربح السريع، فتمسّكت بالأسعار القديمة دون أي تعديل، بل واستغلت تردد السوق وغياب الرقابة لتوسيع هامش الربح. إنها فئة لا تؤمن بالاستقرار، ولا ترى في العملة الوطنية إلا فرصة مؤقتة للاستغلال، فحتى في زمن التحسن، تمارس الجشع بذات الشراسة التي اعتادت عليها في أوقات الانهيار.
وما بين هؤلاء وأولئك، يبقى المواطن العادي هو الخاسر الأكبر. إذ لم يجد في نزول الصرف متنفسًا حقيقيًا من الغلاء، بل وجد نفسه محاصرًا بين سعر صرف منخفض، وسلع لا تنخفض أسعارها، وسوق ترفض أن تستجيب إلا لمصالحها الخاصة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ 18 دقائق
- حضرموت نت
عضو مجلس القيادة اللواء الزُبيدي يطّلع على جهود تشغيل مصافي عدن وتأمين وقود الكهرباء
عدن – سبأنت اطلع عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء عيدروس الزُبيدي، على أبرز الخطوات التي تم اتخاذها لتأمين التمويل اللازم لإعادة تشغيل مصافي عدن، ونتائج التنسيق مع البنوك المحلية لتوفير مبلغ 20 مليون دولار، وتأمين الكميات المطلوبة من النفط الخام لتكرير المشتقات البترولية بطاقة استيعابية 6000 برميل في المرحلة الأولى من التشغيل. جاء ذلك خلال لقائه، اليوم، في العاصمة المؤقتة عدن، وزير النفط والمعادن، الدكتور سعيد الشماسي. واستمع اللواء الزبيدي، إلى شرح وافٍ حول مستوى التنسيق القائم مع الشركة الصينية المنفذة لمحطة كهرباء المصفاة، تمهيدًا لعودتها إلى العاصمة المؤقتة عدن، واستكمال أعمال التركيب، بما يسهم في رفع القدرة التوليدية وتحسين خدمات الكهرباء. وقدم الوزير الشماسي، إحاطة حول الترتيبات الجارية لتأمين كميات من النفط الخام المحلي، بهدف تعزيز منظومة الكهرباء في عدن وعدد من المحافظات، وتخفيف معاناة المواطنين في ظل الأوضاع الخدمية الصعبة. كما أطلع الوزير الشماسي، اللواء الزُبيدي، على نتائج مباحثاته مع ممثل الجانب الروسي في اللجنة اليمنية-الروسية المشتركة لتنشيط الاستثمار والتبادل التجاري، التي زارت عدن مؤخرًا، في إطار التحضيرات الجارية لعقد الاجتماع الثاني للجنة والمقرر انعقاده في كازاخستان خلال شهر سبتمبر المقبل.

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
الذهب يرتفع مع تجدد تهديدات الرسوم الجمركية وأمال خفض أسعار الفائدة
ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.4% ليصل إلى 3,383.49 دولارًا للأونصة اعتبارًا من الساعة 06:45 بتوقيت غرينتش. كما ارتفعت عقود الذهب الآجلة الأمريكية بنسبة 0.6% لتصل إلى 3,453.30 دولارًا. وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في منصة كيه سي ام للتجارة: "يُطلق الرئيس الأمريكي ترمب تهديدات جديدة بفرض رسوم جمركية، مما يُبقي الذهب في دائرة الضوء كملاذ آمن للمستثمرين". وأضاف: "يتجه الذهب نحو عتبة المستوى النفسي 3,400 دولار، مع بقاء الأصول عالية المخاطر في حالة من عدم التوازن إلى حد ما بسبب تصريحات الرئيس الأمريكي المستمرة بفرض رسوم جمركية." دخلت معدلات التعريفات الجمركية المرتفعة التي فرضها ترامب، والتي تتراوح بين 10% و50%، على عشرات الشركاء التجاريين، حيز التنفيذ يوم الخميس، في اختبار لاستراتيجيته لتقليص العجز التجاري الأمريكي دون اضطرابات هائلة في سلاسل التوريد العالمية، وارتفاع التضخم، والانتقام الشديد من الشركاء التجاريين. كما صرّح ترمب بأن الولايات المتحدة ستفرض رسومًا جمركية بنحو 100% على واردات أشباه الموصلات، لكنه عرض إعفاءً كبيرًا - لن يُطبّق على الشركات التي تُصنّع في الولايات المتحدة أو التي التزمت بذلك. يميل الذهب، الذي يُعتبر تقليديًا ملاذًا آمنًا خلال فترات عدم اليقين السياسي والاقتصادي، إلى الازدهار في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. ومما زاد من دعم الذهب، أن مؤشر الدولار حام بالقرب من أدنى مستوى له في أكثر من أسبوع، بعد أن أثارت بيانات الوظائف الأمريكية الضعيفة بشكل مفاجئ الأسبوع الماضي رهانات على خفض أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر. ويُقدّر المتداولون الآن احتمال خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل بنسبة 93%، وفقًا لأداة فيد واتش التابعة لبورصة شيكاغو التجارية. وصرح نيل كاشكاري، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس ، بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى خفض أسعار الفائدة على المدى القريب استجابةً لتباطؤ الاقتصاد الأمريكي. تعزز إقبال المستثمرين على السبائك بعد أن صرّح ترمب بأن الولايات المتحدة ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 100% على أشباه الموصلات المستوردة من دول معينة ما لم تستثمر في صناعة الرقائق الأمريكية. تهدف هذه السياسة إلى تعزيز الإنتاج المحلي، لكنها أثارت مخاوف بشأن المزيد من الاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية وارتفاع التضخم. كما وقّع ترمب أمرًا بمضاعفة الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات من الهند إلى 50%، مشيرًا إلى شراء الهند للنفط الروسي. وفي منشور على موقع "تروث سوشيال" مساء الأربعاء، قال ترمب إن الرسوم الجمركية المتبادلة ستدخل حيز التنفيذ عند منتصف الليل، مما أثار قلق المستثمرين. دعمت احتمالات ارتفاع تكاليف المدخلات والاحتكاكات التجارية الطلب على الذهب، الذي يُنظر إليه تقليديًا على أنه وسيلة تحوط ضد التضخم وتقلبات السوق. كما وجدت السبائك دعمًا من التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من شهر سبتمبر. وأظهرت البيانات الصادرة هذا الأسبوع تباطؤ قطاع الخدمات الأمريكي في يوليو، والذي جاء عقب بيانات الوظائف غير الزراعية المخيبة للآمال الأسبوع الماضي. يُقلل انخفاض أسعار الفائدة من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصول غير المُدرة للعائد مثل الذهب. وأشارت التصريحات الأخيرة لصانعي السياسات في الاحتياطي الفيدرالي إلى أن البنك المركزي يميل نحو خفض أسعار الفائدة، لكن حالة عدم اليقين لا تزال قائمة بسبب مخاوف التضخم الناجمة عن الرسوم الجمركية. واستفادت أسواق المعادن النفيسة الاخرى، من ارتفاع أسعار الذهب، إذ ارتفعت أسعار الفضة الفورية بنسبة 0.6% لتصل إلى 38.07 دولارًا للأوقية، وارتفع البلاتين بنسبة 0.5% ليصل إلى 1,340.85 دولارًا، وارتفع البلاديوم بنسبة 2.4% ليصل إلى 1,158.80 دولارًا. واستقرت العقود الآجلة للنحاس في بورصة لندن للمعادن عند 9,698.65 دولارًا للطن، بينما ارتفعت العقود الآجلة للنحاس الأمريكي بنسبة 0.2% لتصل إلى 4.42 دولارًا للرطل. كما قيّم المستثمرون بيانات الميزان التجاري الصيني، التي تُظهر ارتفاعًا في الصادرات وسط مؤشرات على انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.4% ليصل إلى 3,383.49 دولارًا للأونصة ارتفع سعار الفضة الفورية بنسبة 0.6% لتصل إلى 38.07 دولارًا للأوقية


الرياضية
منذ ساعة واحدة
- الرياضية
النصر يضبط الإيجارات.. ويرفض تحمل الكهرباء
وضعت شركة نادي النصر أسقفًا لقيمة الإيجارات السكنية الخاصة بلاعبي الفريق الأول لكرة القدم الأجانب والمدرب والمدرب المساعد، في لائحةٍ حديثةٍ لتنظيم بدل السكن والمواصلات تشمل الموظفين، بحسب مصادر خاصة بـ «الرياضية». وما لم ينص العقد على مبلغ معيّن، حدَّد النادي سقف الإيجار بـ 450 ألف ريال في العام للاعب الأجنبي، و250 ألفًا للمدرب، و150 ألفًا للمدرب المساعد، مع منح الرئيس التنفيذي للشركة صلاحية زيادة القيمة بنسبة 5 في المئة. وإذا تخطت القيمة ذلك، يتعيّن الحصول على موافقة لجنة المكافآت والترشيحات في النادي. ويلتزم النصر، وفق اللائحة، بتوفير مبلغ السكن للاعب الأجنبي إذا كان منصوصًا عليه في العقد. أما إذا نصَّ على توفير السكن دون تحديد مبلغ، فإن السقف المحدد سيُطبَّق. وتعفي اللائحة النادي من سداد نفقات مرافق السكن، من كهرباء وماء وغاز وإنترنت وخدمة التلفزيون الكابل، طالما لم تنص العقود على ذلك. وبالنسبة للاعبين المحليين، لن يحصلوا على بدل سكن، إلا إذا نصَّت عقودهم على منحهم إياه. وطبقًا للمصادر، تستهدف لائحة بدل السكن والمواصلات تطبيق معايير عالية في التنظيم المالي والإداري، وضمان العدالة والمساواة في الامتيازات المقدمة لجميع منسوبي النادي.