
'كيهان' الإيرانية تجيب .. أيهما يُريد 'ترمب' الطاولة أم التفاهم ؟
خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
بدأت هذه الجولة من المباحثات بعد توصيات وتحذيرات المرشد المتعددة بشأن عدم إمكانية الوثوق في 'الولايات المتحدة'، وضرورة القضاء على المشكلات الاقتصادية من مثل 'العقوبات' عبر طرق موازية. بحسّب تقرير 'جعفر بلوري'؛ المنشور بصحيفة (كيهان) الإيرانية.
وفي أحدث مواقفه؛ أشار مقام المرشد في لقاء مسؤولي النظام بتاريخ 27 نيسان/إبريل الجاري، إلى مسألة المفاوضات، في إطار الحديث عن ضرورة تنفيذ المشاريع الاقتصادية على الأرض، وتحقيق العدالة التعليمية، وترشيد في الطاقة، والمساعدة في تحقيق شعار العام، ودفع الاستثمارات والسيّولة باتجاه الإنتاج، والتأكيد على أهمية 'الإنتاج' و'القضاء على العقبات التي تعوق الإنتاج'، وقال: 'لا شيء من هذه القضايا يرتبط بالمفاوضات في عُمان… والمفاوضات قد تصل إلى نتائج أو لا، ونحن أيضًا لا نعول كثيرًا على هذه المفاوضات، لكننا متفائلون بقدراتنا… لا يجب ربط مشكلات البلاد بهذه المفاوضات، ولا يجب تكرار الخطأ الذي وقع في الاتفاق النووي وربط كل شيء في البلاد بتقدم المفاوضات؛ حيث راهنت الدولة، وتعطل كل شيء بما في ذلك الاستثمار حتى تتضح نتيجة المفاوضات'.
وبالنظر إلى كل ذلك؛ فإننا نعلم سبب التشاؤم الكبير تجاه الطرف المقابل، ونحن نعلم على الأرجح (أن الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات)؛ ومعرفة ذلك ليس مسألة صعبة بالنظر إلى التجارب السابقة.
لا إفراط في تفاؤل أو تشاؤم..
والسؤال: لماذا لا يجب التفاؤل ولا التشاؤم بشدة تجاه هذه المفاوضات ؟ الحقيقة أن التفاؤل أو التشاؤم المفرط تجاه المفاوضات؛ إنما يعني ربط الاقتصاد ومشكلات البلاد بالمفاوضات، وبالتالي رهن حياة الشعب، وهذا أحد أسوأ السيناريوهات، وهو الأمر الذي نهى عنه مقام المرشد.
فالتفاؤل المفرط يعني تعطيل الأمور، والتشاؤم المفرط يعني منح الأعداء في الداخل والخارج ذريعة جديدة، وإعطاء الذريعة للمضاربين للعب بروح السوق ونفسيته.
وعليه فالإفراط والتفريط ليس فقط في المفاوضات بل في أي أمر مذموم؛ ودائمًا ما تكون له عواقب سيئة.
لكن لماذا تُريد 'الولايات المتحدة' التفاوض؛ مع علمها أننا لا نسّعى لامتلاك سلاح نووي ؟ هناك العديد من الإجابات، مثلًا: لا يُريد الأميركيون تحت نفوذ اللوبي الصهيوني القوي، مواجهة ولو مخاطرة بسيّطة في هذا الصدد؛ حيث لا يجب أن تكون أي دولة بالمنطقة أقوى وأكثر تطورًا من الكيان الصهيوني.
عندما يُقصف النظام الصهيوني بشراسة البُنية التحتية السورية التي باتت إدارتها بأيدي عناصره، فهذا يعني أنه لا يتحمل حتى أدنى احتمال لانتهاك هذه المباديء الاستراتيجية. فإذا كانت هذه الإجابة صحيحة، فلن يكون هناك شك في أن المفاوضات النووية، ليست سوى مقدمة لإجراء مفاوضات أخرى حول القوة الصاروخية، والإقليمية، وأي موضوع آخر من شأنه زيادة قدرات بلادنا.
ربما تتعامل 'الولايات المتحدة' مع المفاوضات النووية، بهدف فتح طريق المفاوضات على جميع مكونات القوة الإيرانية، وخسارتها يعني (بلا شك) الحرب، ونتائجها معروفة ! وفكر لحظة في إجابة السؤال التالي: لماذا لا يُهاجم العدو 'إيران'؛ التي لا تمتلك قوة نووية، ولا قوة صاروخية، ولا مُسيّرات، وتخلت في المفاوضات عن حلفائها الإقليميين ؟
ختامًا؛ تعرضنا في هذه المقالة للحديث عن سؤالين محوريين بخصوص المفاوضات النووية، وأكدنا على ثلاث ملاحظات أساسية، الأولى: تحذير مقام المرشد من خطورة ربط الاقتصاد بنتائج المفاوضات، وتكرار أخطاء 'الاتفاق النووي'.
الثانية: تحليل أسباب إصرار 'الولايات المتحدة' على المفاوضات النووية رُغم العلم بعدم ميل 'الجمهورية الإيرانية' لامتلاك سلاح نووي.
الثالثة: اتضح أن سلوك 'دونالد ترمب'؛ وفق نظرية الفعل عن 'هابرماس'، يُظهر أنه قد يسّعى إلى تحقيق انتصارات استعراضية لإشباع نرجسيته، من خلال الجمع بين الفعل الاستراتيجي؛ (الخداع والتهديد)، وادعاء التفاهم؛ (فعل تواصلي زائف).
والنتيجة هي أن المفاوضات تُعدّ أداة استراتيجية بالنسبة لـ'الولايات المتحدة'، ويجب على بلدنا العزيز أن يظل يقظًا دون إغفال تحديد الخطوط الحمراء غير القابلة للتفاوض، وألا يلعب في ساحة صممها العدو.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 15 ساعات
- موقع كتابات
'حشمت الله فلاحت بيشه' يرصد .. تحمل المسؤولية تجاه حرب مفروضة
خاص: ترجمة- د. محمد بناية: سوف أبدأ من التغريدة التي لم أستطع للأسف نشرها بسبب انقطاع الإنترنت في زمن الحرب. وكنت قد كتبت في التغريدة: 'سعيت على مدار (22 عامًا) للحيلولة دون سقوط إيران في مصيدة الحرب، وقد عانيت الكثير من الجفاء. ولكن الأحقية التاريخية للإيرانيين تعكس بوضوح أن هذه الحرب، هي مفروضة علينا من (نتانياهو) المجرم. لذا أنا على استعداد ككل إيران آخر للتضحية بنفسي فداءً للوطن'. بحسب ما استهل 'حشمت الله فلاحت بيشه'؛ مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية. المخططات الخبيثة لـ'نتانياهو'.. على كل حال؛ فالواقع الراهن بالمنطقة هو نتاج سلسلة من المخططات الخبيثة التي سعى إليها 'نتانياهو' والحزب الحاكم في 'إسرائيل' منذ البداية، بهدف جر 'إيران' للحرب. وقد تبلورت بالفعل هذه الحرب، ورغم قناعاتي بأن الأفضل عدم السقوط في مصيدة حرب 'نتانياهو'، لكن في ظل هذه الأوضاع لا وقت للشكوى، لأن الدولة منخرطة في الحرب، ويُقاتل جنودنا طرفًا يمتلك أسلحة أميركية، الأمر الذي يُفرض المساعدة في الإدارة القوية التي تبلورت لمكافحة التجاوزات والاعتداءات. الاستفادة من عنصر المفاجأة.. برأيي فقد استفادت 'إسرائيل'؛ كالعادة، من سياسة المفاجئة، ولذلك كلما مر الوقت فسوف تقل أداوت 'إسرائيل'. ومن خلال تجارب حروب العام 1967م، وحتى الحرب الأخيرة مع (حزب الله) اللبناني، بدأت 'إسرائيل' بالمفاجأة، و للأسف، كان بعضنا قد انشغل؛ بينما لم يتبّق سوى أسبوع واحد قبل انتهاء المهلة التي حددها 'ترمب'، بقضايا اجتماعية معينة، ما تسبب في هذه المفاجأة. لكن مع مرور الوقت، نجح الإيرانيون في تشكيل تنظيمهم الهجومي، والآن نرى من خلال الهجمات الأخيرة، أن القوة الحقيقية للصواريخ الإيرانية قد أظهرت جوهرها وقدرتها، وألحقت خسائر بالإسرائيليين لم يسبق لها مثيل في تاريخ حروب 'إسرائيل' مع دول المنطقة. وكلما أصبحت الحرب أكثر استنزافًا، ستكون ضربات 'إيران' أكثر فاعلية، خاصة وأن 'إيران' تمتلك من الناحية التكتيكية صواريخ جديدة ذات الرؤوس الحربية تزن طنًا ونصف الطن، والتي ستكون مدَّمرة بسبب العمق الاستراتيجي المحدود لـ'إسرائيل'. كل صاروخ سوف يُزلزل أكثر من ثُلث 'إسرائيل'، وسوف تشعر بكامل قوة هذه الحرب حتى في أعماق الملاجيء الإسرائيلية. فالملاجيء الإسرائيلية بُنيت من الناحية الاستراتيجية للصمود ضد الصواريخ الخفيفة وقصيرة المدى، لكن فاعلية هذه الملاجيء انقلبت عليها حيث رأينا صواريخ 'إيران' الثقيلة تحبس عمليًا الجزء الكبير من الإسرائيليين في الملاجيء، وتحول إنقاذ اللاجئين العالقين في الملاجيء إلى أهم تحدي لفرق الإمداد الإسرائيلية. وحين نرى إحصائيات المفقودين، فسوف ندَّرك تضاعف أعداد القتلى نتيجة الهجمات الإيرانية، وهو ما يُثبّت أن الملاجيء الإسرائيلية لا تتمتع بالكفاءة المطلوبة للصمود أمام صواريخ 'إيران' الثقيلة. جر الحرب إلى الخليج.. 'إيران' الآن في وضع حرب، وهناك ترتيبات عسكرية في البلاد، وحتى الجماعات السياسية، التي تعرضت لقسوة من المتشدَّدين وحذرت مرارًا من آثار التشدَّد على المصالح الوطنية، تدعم الأبطال المدافعون عن المصالح الوطنية. لذلك أعتقد أن 'إسرائيل' وقعت في حرب كلما طالت أمدها، زادت المشاكل الخطيرة التي ستواجه. والأهم من ذلك، أن 'إسرائيل' تُحاول من خلال مهاجمة (عسلوية) تدويل الحرب وجرها إلى الخليج، وهو ما يعني جر الحرب إلى ممر مائي دولي يمر عبره أكثر من: (30%) من تبادلات الطاقة في العالم. من ثم تقع على عاتق 'إسرائيل'، مسؤولية إشعال الخليج المليء من شماله إلى جنوبه بخزانات هائلة من النفط والغاز. وعندما تتعرض مصادر النفط والغاز الإيرانية للهجوم، فسوف ترد 'طهران' باستهداف جميع السفن والشركات التي تُشارك فيها 'إسرائيل'. وأعتقد أن 'ترمب'؛ لم يتوقع ولا الدول الأوروبية الثلاث، الوقوع في حرب من هذا النوع، ونصيحتي للأميركيين: لا تحاولوا إخراج 'إسرائيل' من هذه الحرب المدَّمرة، حتى يتسّنى السيّر في الطرق الدبلوماسية.


الحركات الإسلامية
منذ 16 ساعات
- الحركات الإسلامية
إسرائيل وإيران تتبادلان «حرب الخرائط»... والمرشد يرفض «المساومة».. الحرس الثوري» يؤكّد استخدام صواريخ «فتاح» الأسرع من الصوت ضد إسرائ….. ضبط طائرات مُسيرة ووِرش لإنتاجها في إيران وتوقيف 5 أشخاص
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 18 يونيو 2025. وكالات.. إسرائيل وإيران تتبادلان «حرب الخرائط»... والمرشد يرفض «المساومة» دخل الصراع بين إسرائيل وإيران يومه السادس، حيث استمر الجانبان في تبادل الضربات الجوية والصاروخية. وأعلن المرشد الإيراني، علي خامنئي، في سلسلة تدوينات نشرها فجر الأربعاء عبر منصة إكس، انطلاق ما وصفه بـ«المعركة» ضد إسرائيل، مشدداً على أن طهران لن تدخل في أي مساومة مع «الكيان الصهيوني». وتبادل الجانبان خرائط المدن الموضح عليها مناطق مظللة بألوان محددة معرضة للقصف. وطالب «الحرس الثوري» الإيراني سكان مناطق في تل أبيب بالإخلاء، فيما أصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء للسكان الإيرانيين في «المنطقة 18» بطهران. ضبط طائرات مُسيرة ووِرش لإنتاجها في إيران وتوقيف 5 أشخاص نقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية عن المتحدث باسم الشرطة الإيرانية سعيد منتظر المهدي قوله، اليوم الأربعاء، إن قوات الشرطة ضبطت 14 طائرة مُسيرة، ورصدت وِرشاً مُعادية لإنتاج الطائرات المُسيرة ومَركبات تحمل طائرات مُسيرة في أقاليم مختلفة. في السياق نفسه، ذكرت وسائل إعلام محلية عدة في إيران أنه جرى توقيف خمسة أفراد قالت إنهم عملاء لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي «موساد»، بتهمة «تشويه» صورة البلاد عبر الإنترنت. الشرق الاوسط.. بالقرب من نقاط توزيع المساعدات... مقتل 30 فلسطينياً في قصف إسرائي أفادت مصادر طبية بمقتل 30 مواطناً فلسطينياً؛ 11 منهم بالقرب من نقاط توزيع المساعدات الأميركية، على أثر قصف إسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم الأربعاء. ووفق المركز الفلسطيني للإعلام، «استشهد ثمانية مواطنين، وأُصيب آخرون جراء قصف الاحتلال منزلاً في محيط مسجد علي بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة». وأشار إلى «استشهاد ستة مواطنين، وإصابة عدد آخر، جراء قصف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلاً في مخيم المغازي، وسط قطاع غزة». وأفادت مصادر محلية بسماع دويّ انفجارات كبيرة في جباليا البلد، شمال قطاع غزة، ناجمة عن نسف الجيش الإسرائيلي منازل سكنية. وكشف المركز عن «استشهاد 11 مواطناً، وإصابة أكثر من 100 آخرين، جراء قصف الاحتلال المواطنين المجوَّعين الذين يترقبون المساعدات على شارع صلاح الدين، وسط قطاع غزة». فلسطينيون يحملون أكياساً وصناديق من الطعام والمساعدات الإنسانية التي جرى تفريغها من قافلة برنامج الغذاء العالمي التي كانت متجهة إلى مدينة غزة شمال القطاع أول من أمس (أ.ب) ولفت إلى «استشهاد خمسة مواطنين، وإصابة آخرين، جراء قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين بمنطقة العطار في مواصي خان يونس». ترمب يتجاهل تقارير الاستخبارات ويصر على أن إيران «قريبة جداً» من امتلاك سلاح نوو لم تترك تولسي غابارد أي مجال للشك، عندما شهدت أمام الكونغرس بشأن البرنامج النووي الإيراني في وقت سابق من هذا العام. وأخبرت مديرة الاستخبارات الوطنية المشرعين أن البلاد لم تكن تبني سلاحاً نووياً، وأن المرشد الأعلى لم يُعِد تفعيل البرنامج الخامل رغم تخصيب اليورانيوم لمستويات أعلى. ولكن الرئيس دونالد ترمب رفض تقييم وكالات الاستخبارات الأميركية خلال رحلة عودة ليلية إلى واشنطن؛ حيث قطع زيارته لكندا لحضور قمة مجموعة السبع، للتركيز على تصاعد النزاع بين إسرائيل وإيران. وقال ترمب للمراسلين: «لا يهمني ما قالته». وفي رأيه أن إيران «قريبة جداً» من امتلاك قنبلة نووية. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض شهر أبريل الماضي (د.ب.أ) رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض شهر أبريل الماضي (د.ب.أ) جاء تصريح ترمب ليكون أكثر انسجاماً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصف إيران المسلحة نووياً كتهديد وشيك، مقارنة بمستشاره الاستخباراتي الأعلى. والتقى ترمب بمسؤولي الأمن القومي، بما في ذلك غابارد، في غرفة العمليات يوم الثلاثاء، وهو يخطط للخطوات التالية. وقلل مسؤولو الإدارة من التناقض بين ترمب وغابارد، قائلين إن تخصيب اليورانيوم يمكن أن يضع إيران على المسار الصحيح لامتلاك سلاح نووي. وكالات.. منظمة حقوقية: هجمات إسرائيل على إيران أسفرت عن مقتل 585 شخصا شنت إسرائيل ضربات جوية مكثفة على العاصمة الإيرانية طهران في وقت مبكر من صباح الأربعاء، في إطار صراع قالت منظمة حقوقية إنه أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 585 شخصا في أنحاء إيران وإصابة 1326 آخرين. وقالت منظمة «نشطاء حقوق الإنسان»، التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، إنها تمكنت من تحديد هوية 239 من القتلى على أنهم مدنيون، و126 آخرين على أنهم من عناصر الأمن. وتعتمد المنظمة، التي وفرت أيضا أرقاما تفصيلية للضحايا خلال احتجاجات عام 2022 بعد وفاة مهسا أميني، على تقاطع تقارير محلية من داخل إيران مع شبكة من المصادر التي طورتها داخل البلاد. من جهتها، لم تنشر السلطات الإيرانية أرقاما منتظمة للضحايا خلال هذا الصراع. وكان آخر تحديث رسمي صدر يوم الاثنين، قد أفاد بمقتل 224 شخصا وإصابة 1277 آخرين. وتشهد المنطقة حالة من الغموض والقلق، حيث فر سكان طهران من منازلهم بأعداد كبيرة في اليوم السادس من الحملة الجوية الإسرائيلية التي تستهدف البنية العسكرية والبرنامج النووي الإيراني. طهران.. الحرس الثوري» يؤكّد استخدام صواريخ «فتاح» الأسرع من الصوت ضد إسرائيل قال «الحرس الثوري» الإيراني الأربعاء إن صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت استخدمت خلال الهجوم الأخير على إسرائيل، مع دخول المواجهة بين البلدين يومها السادس. وأوضح «الحرس الثوري» في بيان بثه التلفزيون الرسمي أنه تم تنفيذ «الموجة الحادية عشرة من عملية الوعد الصادق 3 باستخدام صواريخ فتاح 1» مؤكدا أن القوات الإيرانية اكتسبت «سيطرة كاملة على أجواء الأراضي المحتلة». وأكد «الحرس الثوري» أن صواريخ «فتّاح» أوصلت رسالة اقتدار إيران إلى حليف تل أبيب المحرّض على الحرب. وأفادت وكالة «تسنيم» للأنباء "أثبت الهجوم الصاروخي الليلة أن لدينا سيطرة كاملة على أجواء الأراضي المحتلة، وأن سكّانها أصبحوا بلا أي حماية أمام ضربات الصواريخ الإيرانية».


موقع كتابات
١٠-٠٦-٢٠٢٥
- موقع كتابات
دبلوماسية الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط .. ميدان جديد للمنافسة الجيوسياسية
خاص: ترجمة- د. محمد بناية: في إطار التطورات المتسَّارعة بالقرن الحادي والعشرين؛ لم يُعدّ 'الذكاء الاصطناعي' مجرد تكنولوجيا، وإنما تحول إلى أداة جيوسياسية ذات تداعيات عميقة على الدبلوماسية، ونظام الحكم، والاقتصاد، والأمن القومي. والقمة العالمية لـ'الذكاء الاصطناعي'؛ التي عُقدت مؤخرًا في العاصمة السعودية؛ 'الرياض'، لم يكن مجرد تجمع تكنولوجي، وإنما هو رمز على ظهور؛ (دبلوماسية الذكاء الاصطناعي)، كظاهرة جديدة في السياسة الدولية. بحسّب ما استّهل 'سيد عبدالمجيد زواري'؛ تخصص علاقات الدولية، ومؤسس 'مركز دراسات العلاقات الدولية' عام 2006م، تحليله المنشور على موقع (مركز دراسات العلاقات الدولية) الإيراني. 'السعودية والإمارات': التكنوقراط الجدَّد بالشرق الأوسط.. الدول العربية في الخليج التي اعتمدت؛ حتى الآن، على عوائد 'النفط' في تثبيّت مكانتها، تسّعى للتحول إلى أقطاب للتكنولوجيا في مجال 'الذكاء الاصطناعي'. وتسّعى 'السعودية'؛ من خلال (رؤية 2030)، وكذلك 'الإمارات' بإنشاء أول جامعة متخصَّصة في 'الذكاء الاصطناعي' في العالم العربي، إلى تحويل البيانات إلى رأس مال والتكنولوجيا إلى قوة ناعمة. كما كشفت 'السعودية'؛ مؤخرًا، عن إنشاء صندوق استثماري بقيمة: (40) مليار دولار في مجال 'الذكاء الاصطناعي'، وفي السيّاق ذاته، شهد المعرض العالمي لـ'الذكاء الاصطناعي' في 'الرياض'؛ حضور كبرى الشركات الدولية من 'الولايات المتحدة الأميركية، وأوروبا، والصين'، بداية من شركات (أوبن. إيه آي) و(مايكروسوفت) وحتى (علي بابا) و(هواوي). الدبلوماسية التكنولوجية.. أداة للقوة الناعمة أو ميدان للمنافسة الصعبة ؟ يُمكن اعتبار دبلوماسية 'الذكاء الاصطناعي' جزءًا من تطور أوسع نطاقًا يُعرف باسم: 'الدبلوماسية التكنولوجية'، وهو نهج تعتمد فيه الحكومات على التقنيات الناشئة في بناء تحالفات جديدة، واكتساب شرعية دولية، والتأثير على موازين القوى. وفي هذا الصدّد تسّعى 'الولايات المتحدة' انطلاقًا من الرغبة في المحافظة على التفوق التكنولوجي، إلى احتواء النفوذ الصيني في المنطقة. وما استثمار شركة (مايكروسوفت) مليارات الدولارات في شركة (G42) الإماراتية، والتوقّيع على عقود إجرائية مع 'المملكة العربية السعودية'، إلا جزءًا من هذه الاستراتيجية. لكن 'الصين' بصدّد تطويد علاقاتها مع حكومة المنطقة عبر دبلوماسية أكثر هدوءً؛ لكن أكثر تأثيرًا. تعارض المصالح والبيانات والارتباط المزدوج.. 'الازدواجية الاستراتيجية' لدول المنطقة هي النقطة الرئيسة في هذه المعادلة. وبينما تسّعى 'السعودية والإمارات' إلى جذب الاستثمارات الغربية وامتلاك البُنية التحتية لـ'الذكاء الاصطناعي' الأكثر تطورًا، تعمل كذلك على تطوير علاقاتها الاقتصادية بل والعسكرية مع 'الصين'. ومن الناحية الأمنية؛ تتخوف 'الولايات المتحدة' من انتقال التكنولوجيا إلى هذه الدول، وتعبيّد طريق غير مباشر لحصول 'الصين' على البيانات والنماذج المتطورة، الأمر الذي أصبح موضوعًا للنقاشات غير المَّعلنة وتحذيرات 'الكونغرس' الأميركي أيضًا. نظام دولي جديد وحدود غير مرئية.. يشهد العالم اليوم شكلًا جديدًا من المنافسات الجيوسياسية، التي لم تُعدّ تقتّصر على الأرض، والمصادر أو السلاح؛ وإنما تشمل: 'البيانات' و'البُنية التحتية الحاسوبية' و'الخوارزميات'. وفي هذا النظام الجديد؛ سوف تتحول الدول التي تمتلك استثمارات كبيرة، وبُنية تحتية مستَّقلة للبيانات، والمعرفة المحلية في مجال 'الذكاء الاصطناعي'، إلى أطراف جديدة فاعلة على ساحة القوة. وفي هذا المسّار؛ بمقدور 'دبلوماسية الذكاء الاصطناعي' أن تكون أداة للتعامل، والسيّطرة أو المنافسة، والأمر منوط بماهية من يملك البيانات، والبُنية التحتية، وكتابة الخوارزميات. النتيجة: مستقبل الدبلوماسية في عصر 'الذكاء الاصطناعي'.. لا تعكس 'القمة العالمية للذكاء الاصطناعي'؛ بـ'الرياض'، طموحات دول الخليج التكنولوجية، وإنما تُمثّل تحذيرًا للقوة العالمية التي على وشك أن تفقد احتكار التكنولوجيا. ولم تُعدّ الدبلوماسية الآن تقتّصر على الوزارات، والمؤتمرات التقليدية، واللغة القانونية، وإنما تشمل النماذج اللغوية، والحوسبة السحابية، والتعاون القائم على البيانات. وفي هذا الصراع الناعم؛ سيكون المستقبل للدول التي تستطيع الموازنة بين الاستقلال التكنولوجي، والدبلوماسية متعدَّدة الأوجه، وأمن البيانات.