logo
السويداء عطشى: أزمة مياه خانقة بعد تعطل الآبار

السويداء عطشى: أزمة مياه خانقة بعد تعطل الآبار

العربي الجديد٢٩-٠٧-٢٠٢٥
تتفاقم معاناة آلاف الأهالي من مدينة السويداء والنازحين إليها، ومن القرى المجاورة
جنوبي سورية
، وسط صعوبة الحصول على مياه الشرب والنظافة الشخصية منذ أيام، نتيجة انقطاع الكهرباء وغياب المحروقات وتعطّل معظم الآبار.
ونشرت صفحات إخبارية محلية في السويداء مقاطع مصوّرة تظهر تفاقم أزمة المياه، وصعوبة الحصول على مياه صالحة للشرب، في حين وزّعت جمعية
الهلال الأحمر السوري
خزانات مياه في شوارع المدينة لمساعدة السكان.
وقال كمال السعدي وهو من أبناء السويداء لـ"العربي الجديد" إن الناس بحاجة ماسة لكلّ مقوّمات الحياة، فلا كهرباء ولا مياه متوفرة، وهناك صعوبة كبيرة في الحصول على الخبز والمواد الغذائية، وسط شحّ في كلّ الاحتياجات، وأضاف أن معظم آبار المياه التي يعتمد عليها السكان لتأمين احتياجاتهم معطلة بسبب انعدام الكهرباء والمحروقات، وبات الأفراد يتنقلون بين الأحياء، بحثاً عن أي مصدر متوفر للمياه.
أما ميساء العبد الله، وهي من سكان
ريف السويداء
وتستضيف عائلات نازحة، فأشارت إلى أن أزمة المياه في المحافظة ليست جديدة، لكنها تفاقمت منذ بداية المعارك والأحداث، وأضافت لـ"العربي الجديد" أن السويداء تعتمد منذ نحو عشر سنوات على الآبار الجوفية للحصول على المياه، وهناك ما يقارب 150 بئراً في المحافظة، لكن معظمها تعطّلت خلال سنوات الحرب، نتيجة مشاكل الكهرباء والفساد في المؤسّسات الخدمية للدولة.
وتابعت ميساء: "في قريتي نحو 16 بئراً كلها معطّلة، ورغم محاولة الحكومة الجديدة تأمين غطاسات لهذه الآبار، غير أنه لم يجرِ تشغيلها بعد، كما أن بعض الآبار جرى تشغيلها عبر السكان من مبادرات محلية. وبعد الهجوم الأخير على السويداء وانقطاع الكهرباء والمحروقات، توقفت الآبار القليلة التي تعمل بسبب صعوبة ضخ المياه، لا سيّما إلى الأبنية المؤلفة من طوابق مرتفعة".
قضايا وناس
التحديثات الحية
مساعدات لا تكفي لتحسين الوضع الإنساني في السويداء
ولفتت إلى أن بعض السكان يحصلون حالياً على المياه من آبار خاصّة تبيع المياه بالصهاريج، وتصل تكلفة 25 برميلاً إلى نحو 125 ألف ليرة سورية (نحو... دولار أميركي)، وحاليّاً تضاعفت الأسعار أكثر بسبب الأزمة، وختمت بالقول: "إذا استمر الوضع هكذا، فنحن متّجهون نحو كارثة إنسانية صعبة جداً على الجميع".
وفي سياق متّصل، دخلت اليوم الثلاثاء قافلة مساعدات وصلت من دمشق إلى السويداء، عن طريق
معبر بصرى الشام الإنساني
بريف درعا، وتتألف القافلة، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا)، من 22 شاحنة تحمل 27 ألف لتر من المحروقات، و
2000 سلة غذائية، و2000 سلة صحية و10 آلاف عبوة مياه شرب و40 طناً من الطحين، إضافة إلى مواد طبية.
والقافلة هي الرابعة خلال يومين، إذ سبق أن وصلت أمس الاثنين قافلة مساعدات محمّلة بالمواد الغذائية والإغاثية والطبية إلى معبر بصرى الشام الإنساني.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأزمة الإنسانية تتفاقم في السويداء
الأزمة الإنسانية تتفاقم في السويداء

العربي الجديد

timeمنذ 4 أيام

  • العربي الجديد

الأزمة الإنسانية تتفاقم في السويداء

بعد الحوادث الدموية الأخيرة التي وقعت في محافظة السويداء جنوبي سورية ، تتفاقم الأزمة الإنسانية، وتتزايد الضغوط الإنسانية على آلاف من سكان السويداء مع تواصل إغلاق الطرقات المؤدية إلى المحافظة والنقص في المواد الغذائية والأدوية والوقود، علماً أنّ قافلات إغاثة تدخل إلى المحافظة بين حين وآخر غير أنّها لا تكفي وفقاً لشكاوى الأهالي. وقد وصلت قافلة المساعدات الأخيرة التي سيّرتها جمعية الهلال الأحمر العربي السوري إلى السويداء، أمس الأربعاء، وقد تألّفت من 40 شاحنة حملت أغذية، ولا سيّما الطحين، وعبوات مياه ومستلزمات طبية. وهذه القافلة، التي أتت بدعم من ب رنامج الأغذية العالمي ووكالات أممية أخرى بالإضافة إلى منظمات عالمية، ضمّت إمدادات أساسية وفّرتها منظمة الصحة العالمية. Today @WFP_Syria in partnership with @SYRedCrescent delivered food assistance to families in #Sweida & #Daraa . We delivered food rations for families & wheat flour to support bakeries part of a broader effort to reach 120K families across southern #Syria . Thanks to 🇨🇦🇪🇺🇩🇪🇰🇷🇮🇹🇬🇧🇺🇸 — WFP Syria (@WFP_Syria) August 6, 2025 كمال السعدي من أهالي مدينة السويداء يخبر "العربي الجديد" أنّ "أفران السويداء، بمعظمها، توقّفت عن العمل بسبب نفاد الوقود والطحين، كذلك توقّفت معظم الآبار عن العمل نتيجة نقص الوقود اللازم لتشغيلها أو على خلفية التخريب المتعمّد الذي تعرّضت له". يضيف أنّ "الأهالي يحصلون على بضع عبوات مياه يومياً تصل عبر المساعدات أو على كميات ضئيلة عبر خزّانات وضعت في أحياء المدينة"، مشيراً إلى أنّ "المساعدات قليلة جداً وما يصل منها لا يكفي حاجة الأهالي". من جهتها، تقول الناشطة في المجال الإنساني ميساء العبد الله المقيمة في ريف السويداء لـ"العربي الجديد" إنّ "ثمّة مساعدات إنسانية تدخل إلى المحافظة عن طريق جمعية الهلال الأحمر العربي السوري والوكالات الأممية، وتشمل معونات غذائية، خصوصاً الطحين، ومخصّصات للأفران بما فيها الوقود". وتلفت إلى أنّ "البنزين لم يدخل محافظة السويداء منذ بدء الاشتباكات المسلحة فيها، علماً أنّ المازوت الذي يدخل عبر قوافل المساعدات يُستخدَم في تشغيل مولّدات المستشفيات، وكذلك في تشغيل عدد محدود من الأفران، ولا سيّما في مدن وبلدات شهبا والقرية والسويداء وصلخد". وتوضح العبد الله أنّ "ربطات (أكياس) الخبز توزَّع بكميات محدودة لتغطية أكبر عدد ممكن من العائلات، وذلك بما يعادل ربطة واحدة ونصف ربطة لكلّ عائلة، بغضّ النظر عن عدد أفرادها. وهذه الكميات غير كافية لسدّ حاجة العائلة اليومية من الخبز"، مشيرةً إلى أنّ "ثمّة مصاعب كبيرة كذلك في مراكز الإيواء". تضيف الناشطة السورية أنّ "الأهالي استهلكوا معظم المواد الغذائية المتوفّرة في المحال التجارية والمراكز بمدن محافظة السويداء وبلداتها"، مؤكدةً أنّ "الناس يعيشون بالحدّ الأدنى من مقوّمات الحياة، في ظلّ عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى عدد كبير من سكان المحافظة". وتابعت أنّ "ثمّة قرى كاملة لم تصلها أيّ مساعدات على الإطلاق حتى الوقت الراهن". قضايا وناس التحديثات الحية قافلتا مساعدات إنسانية إضافيتان إلى السويداء ودرعا من جهة أخرى، تفيد العبد الله بأنّ "المرضى في عموم محافظة السويداء يعيشون ظروفاً صعبة، خصوصاً المصابين بالسرطان والتصلب اللويحي، في ظلّ نقص حاد في الأدوية. كذلك يعاني المصابون بأمراض مزمنة، مثل مرضى ضغط الدم والقلب، خصوصاً في الأرياف الجنوبية نتيجة فقدان عدد من الأدوية وندرة عدد آخر". وتبيّن أنّ "الوضع في مدينة السويداء قد يكون أفضل إلى حدّ ما، مع توفّر أدوية تصل عبر الهلال الأحمر، بخلاف الوضع في الأرياف". وتلفت العبد الله إلى أنّ تجدد الاشتباكات في السويداء أخيراً تسبّب في انقطاع في التيار الكهربائي مجدّداً، بعدما كان قد عاد إلى بعض المناطق قبل يومَين، كذلك تسبّبت في انقطاع الاتصالات". وإذ تخبر الناشطة السورية في المجال الإنساني أنّ ثمّة قرى شهدت توزيع سلال غذائية على العائلات التي استقبلت نازحين، خصوصاً من العائلات الوافدة من الريف الغربي للمحافظة، تحذّر "المنطقة استهلكت كلّ ما لديها من معلبات ومواد غذائية أخرى، وقد وصل الناس إلى أدنى مستويات المعيشة. فثمّة نقص في الطحين، والجفاف الذي يضرب السويداء منذ نحو خمس سنوات فاقم الأزمة، كذلك فإنّ الأهالي لا يملكون القدرة على شراء ما يتوفّر في الوقت الحالي". الصورة قافلة مساعدات إلى السويداء جنوبي سورية بعد الحوادث الدامية الأخيرة، 31 يوليو 2025 (إكس) في الإطار نفسه، يشير المواطن تركي طرودي، شقيق شهيرة الطرودي المصابة بالسرطان، لـ"العربي الجديد" إلى أنّ وضعها الصحي بدأ بالتراجع أخيراً، ولا سيّما أنّها كانت تتلقى علاجها في مستشفيات دمشق. ويقول: "لا جهة تمنعها من العودة إلى دمشق للعلاج" عند سؤاله عن إمكانية خروجها لتلقي العلاج في دمشق عن طريق الهلال الأحمر السوري. يضيف طرودي: "كان من المقرّر، بعد إجراء تحاليل طبية لها، أن تحصل على جرعة علاج في دمشق، لكنّ الحوادث الأخيرة في السويداء حالت دون ذلك. وبفضل بعض الجهود، تلقّت الجرعة في مستشفى الأمل التخصصي في السويداء". وإذ يؤكد أنّ "الأدوية مفقودة حالياً في السويداء"، يعبّر عن أمله بـ"تعاون لإيصالها". في سياق متصل، يلفت الصحافي المتحدّر من السويداء نورس عزيز لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "حواجز الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية السورية تدخل بكميات قليلة جداً المواد الأساسية، وتمنع إدخال البنزين". يضيف أنّ "الطحين لم يدخل على مدى أيام، وأمس دخل 83 طناً فقط، كذلك فإنّ الخضراوات شبه معدومة في السوق". ويؤكّد عزيز أنّ "ثمّة حصاراً حقيقياً على السويداء قد يصل إلى مرحلة التجويع". وحول توزيع المساعدات لأهالي السويداء، يقول عزيز: "لا أعرف تحديداً من يتسلّم المساعدات، لكنّ مجموعات المجتمع المدني تساهم في توزيعها، وهذا أمر واضح". قضايا وناس التحديثات الحية الصحة العالمية: مستشفيات السويداء تحت الضغط بعد الحوادث الدامية من جهة أخرى، أفاد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح أخيراً بأنّ عدد النازحين في محافظة السويداء تجاوز 170 ألف شخص، لافتاً إلى أنّ وزارته تشرف على تشغيل معبرَين إنسانيَّين بين محافظتَي السويداء ودرعا. أضاف، في تدوينة نشرها على موقع إكس أمس الأربعاء، أنّه جرى تأمين عبور أكثر من 15 ألف مواطن إلى خارج السويداء، فيما دخل عبرهما نحو ثلاثة آلاف شخص. وفي ما يتعلّق بالإيواء، أوضح الصالح أنّ عدد مراكز النزوح المؤقتة بلغ 86 مركزاً، من بينها 62 مركزاً في محافظة درعا تؤوي نحو 30 ألف مواطن، إلى جانب 22 مركزاً في منطقة السيدة زينب بريف دمشق تستقبل نحو 3.500 شخص. ونبّه الصالح، في تدوينته نفسها، إلى أنّ النازحين في مراكز الإيواء هذه يواجهون ظروفاً معيشية صعبة، مبيّناً أنّ وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث تسعى، بالتعاون مع جهات حكومية أخرى وجهات إنسانية، إلى تأمين الاحتياجات الأساسية وضمان استجابة فعّالة. وإذ رأى الصالح أنّ "حماية الأرواح تبقى على رأس أولويات الوزارة في كلّ الظروف"، شدّد على أنّ "صون كرامة المواطنين، ولا سيّما في لحظات النزوح، هو مبدأ أساسي لا يمكن التهاون فيه إلى حين عودتهم الآمنة والطوعية إلى منازلهم".

السويداء عطشى: أزمة مياه خانقة بعد تعطل الآبار
السويداء عطشى: أزمة مياه خانقة بعد تعطل الآبار

العربي الجديد

time٢٩-٠٧-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

السويداء عطشى: أزمة مياه خانقة بعد تعطل الآبار

تتفاقم معاناة آلاف الأهالي من مدينة السويداء والنازحين إليها، ومن القرى المجاورة جنوبي سورية ، وسط صعوبة الحصول على مياه الشرب والنظافة الشخصية منذ أيام، نتيجة انقطاع الكهرباء وغياب المحروقات وتعطّل معظم الآبار. ونشرت صفحات إخبارية محلية في السويداء مقاطع مصوّرة تظهر تفاقم أزمة المياه، وصعوبة الحصول على مياه صالحة للشرب، في حين وزّعت جمعية الهلال الأحمر السوري خزانات مياه في شوارع المدينة لمساعدة السكان. وقال كمال السعدي وهو من أبناء السويداء لـ"العربي الجديد" إن الناس بحاجة ماسة لكلّ مقوّمات الحياة، فلا كهرباء ولا مياه متوفرة، وهناك صعوبة كبيرة في الحصول على الخبز والمواد الغذائية، وسط شحّ في كلّ الاحتياجات، وأضاف أن معظم آبار المياه التي يعتمد عليها السكان لتأمين احتياجاتهم معطلة بسبب انعدام الكهرباء والمحروقات، وبات الأفراد يتنقلون بين الأحياء، بحثاً عن أي مصدر متوفر للمياه. أما ميساء العبد الله، وهي من سكان ريف السويداء وتستضيف عائلات نازحة، فأشارت إلى أن أزمة المياه في المحافظة ليست جديدة، لكنها تفاقمت منذ بداية المعارك والأحداث، وأضافت لـ"العربي الجديد" أن السويداء تعتمد منذ نحو عشر سنوات على الآبار الجوفية للحصول على المياه، وهناك ما يقارب 150 بئراً في المحافظة، لكن معظمها تعطّلت خلال سنوات الحرب، نتيجة مشاكل الكهرباء والفساد في المؤسّسات الخدمية للدولة. وتابعت ميساء: "في قريتي نحو 16 بئراً كلها معطّلة، ورغم محاولة الحكومة الجديدة تأمين غطاسات لهذه الآبار، غير أنه لم يجرِ تشغيلها بعد، كما أن بعض الآبار جرى تشغيلها عبر السكان من مبادرات محلية. وبعد الهجوم الأخير على السويداء وانقطاع الكهرباء والمحروقات، توقفت الآبار القليلة التي تعمل بسبب صعوبة ضخ المياه، لا سيّما إلى الأبنية المؤلفة من طوابق مرتفعة". قضايا وناس التحديثات الحية مساعدات لا تكفي لتحسين الوضع الإنساني في السويداء ولفتت إلى أن بعض السكان يحصلون حالياً على المياه من آبار خاصّة تبيع المياه بالصهاريج، وتصل تكلفة 25 برميلاً إلى نحو 125 ألف ليرة سورية (نحو... دولار أميركي)، وحاليّاً تضاعفت الأسعار أكثر بسبب الأزمة، وختمت بالقول: "إذا استمر الوضع هكذا، فنحن متّجهون نحو كارثة إنسانية صعبة جداً على الجميع". وفي سياق متّصل، دخلت اليوم الثلاثاء قافلة مساعدات وصلت من دمشق إلى السويداء، عن طريق معبر بصرى الشام الإنساني بريف درعا، وتتألف القافلة، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا)، من 22 شاحنة تحمل 27 ألف لتر من المحروقات، و 2000 سلة غذائية، و2000 سلة صحية و10 آلاف عبوة مياه شرب و40 طناً من الطحين، إضافة إلى مواد طبية. والقافلة هي الرابعة خلال يومين، إذ سبق أن وصلت أمس الاثنين قافلة مساعدات محمّلة بالمواد الغذائية والإغاثية والطبية إلى معبر بصرى الشام الإنساني.

الجزائر: الدفاع المدني يكافح حريقاً مهولاً في غابات الشرق وسط خسائر فادحة
الجزائر: الدفاع المدني يكافح حريقاً مهولاً في غابات الشرق وسط خسائر فادحة

العربي الجديد

time٢٤-٠٧-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

الجزائر: الدفاع المدني يكافح حريقاً مهولاً في غابات الشرق وسط خسائر فادحة

تُواجه فرق الدفاع المدني مدعومة بوحدات من الجيش ومتطوعين شرقي الجزائر، أحد أكبر الحرائق التي شهدتها البلاد، كان قد اندلع منذ مساء أمس، في غابات منطقة جعافرة، الواقعة على بعد نحو 200 كيلو متر شرقي العاصمة. وقد تم استقدام رتل من شاحنات الإطفاء وفرق الدفاع المدني من الولايات القريبة من المنطقة، لتعزيز جهود السيطرة على الحريق. كما التحقت وحدات من الجيش بالمكان، للمساهمة في عمليات الإطفاء وحماية سكان القرى المجاورة. وانضم متطوعون من الشباب والسكان المحليين إلى فرق الدفاع المدني، خاصة في المناطق ذات المسالك الوعرة والتضاريس الصعبة، حيث تزداد صعوبة التدخل الميداني. وأظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون حجم الحريق المهول وسرعة تمدده، مما دفع المدير العام للدفاع المدني (الحماية المدنية) بوعلاتك غلاف، إلى التنقل إلى عين المكان قصد الإشراف على خط الإطفاء. ودفعت السلطات الجزائرية بأسطول يضم عشر طائرات إطفاء ، لمساعدة الفرق الميدانية، ما سمح بتحكم نسبي في ألسنة اللهب والحد من تهديدها للمجال السكني في القرى القريبة. وتتواصل جهود الإطفاء في أعالي الغابات، وأفاد بيان صادر عن الدفاع المدني في ولاية برج بوعريريج، اليوم الخميس، أن "الأولوية القصوى لحماية المواطنين والممتلكات، مع العمل على محاصرة ألسنة اللهب ومنع انتشارها نحو المناطق السكنية". وكان هذا الحريق المهول قد اندلع مساء أمس، وهددت النيران بعض القرى القريبة من الغابات، خاصة في منطقة جعافرة، وهي منطقة تاريخية وسياحية تعرف بمسجد ونمط عمراني يجلب السياح المحليين. وقد أدى تمدد النيران إلى توجيه نداءات تعبئة من طرف المواطنين للمساهمة في جهود الإنقاذ. وقال الناشط الإعلامي المحلي في برج بوعريريج، رضوان عثماني، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك مشاركة شعبية واسعة في جهود السيطرة على الحريق، وقد تم إجلاء سكان بعض القرى ونقلهم إلى مركز التكوين المهني في بلدة جعافرة، حفاظاً على سلامتهم". وأضاف: "لا توجد خسائر بشرية حتى الآن، لكن الخسائر المادية كبيرة؛ فقد احترقت بعض المستودعات، وتعرّض الغطاء النباتي لأضرار، بما في ذلك أشجار الزيتون التي تُعد من أبرز ما يُميز المنطقة". وتدخلت هيئات أهلية لمساعدة السكان، على غرار لجنة الإغاثة التابعة لقدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، وقال المسؤول المحلي للكشافة نبيل رحماني لـ"العربي الجديد"، إنه جرى توجيه مساعدات إغاثية من مواد غذائية ومستلزمات تموين ووجبات إلى السكان، إضافة إلى بعض الأودية، مشيراً إلى أن قافلة ثانية من المساعدات ستتوجه إلى منطقة وجود السكان والمتطوعين لمدهم بما يلزم من دعم. بيئة التحديثات الحية تونس: تراجع حرائق الغابات يحفز حملات إعادة التشجير وفي هذا السياق، أعلنت هيئة الدفاع المدني في الجزائر، أن فرقها تكافح 22 حريقاً على مستوى مناطق متعددة في البلاد، وتسعى لإخمادها بكل الوسائل المختلفة، وتأتي هذه الحرائق برغم استعدادات وتدابير مبكرة كانت اتخذتها السلطات، إذ منعت وزارة الداخلية التخييم وإقامة مواقد الشواء والطعام في الغابات حتى شهر أكتوبر/ تشرين الأول. وكانت فرق الغابات في كل الولايات، قد عززت عمليات المراقبة والرصد، بعد تجهيزها بطائرات مسيرة، لمراقبة الغابات ورصد الحرائق، ولمنع أي ممارسات قد تكون سبباً في اندلاع النيران. وهدّدت السلطات بعقوبات بحق المخالفين للتدابير الاحترازية المتعلقة بالوقاية من الحرائق، إذ يعاقب بالحبس من شهرين إلى ستة أشهر، وبغرامة مالية تصل إلى 100 ألف دينار (400 دولار أميريكي)، كل من يشعل النار داخل الأملاك الغابية، أو في محيطها، بغرض الطهي أو لأي سبب آخر. بالإضافة إلى إدانة المتورطين في إشعال الحرائق، بعقوبات تراوح بين ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات، وقد تصل في بعض الحالات إلى السجن المؤبد، خاصة في حال ارتكاب الحرائق العمدية بالمحميات الطبيعية. وتسعى السلطات الجزائرية إلى تجنب تكرار كارثة الحرائق التي شهدتها البلاد بين عامي 2021 و2023، والتي خسرت خلالها آلاف الهكتارات من الغابات والمحاصيل الزراعية أتت عليها الحرائق، وسبّبت إتلاف أكثر من 100 ألف هكتار من الغابات، بحسب أرقام رسمية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store