logo
الأضحية تنافس سعر ليرة الذهب.. ولبنانيون يتشاركون اللحم!

الأضحية تنافس سعر ليرة الذهب.. ولبنانيون يتشاركون اللحم!

بيروت نيوزمنذ 14 ساعات

في بلدٍ يطارد فيه المواطن لقمة العيش كمن يطارد سرابًا، بات عيد الأضحى هذا العام اختبارًا جديدًا للطبقات المسحوقة. ليست الأزمة في تفاصيل الطقوس أو تقاليد الذبح، بل في السؤال الذي بات يُطرح بصوت عالٍ: من يستطيع اليوم أن يضحّي؟
لم يعد شراء الأضحية أمرًا بديهيًا كما في سنوات فائتة، بل صار ترفًا شبه مستحيل في ظل جنون الأسعار وتآكل القدرة الشرائية. ففي لبنان، تقترب تكلفة الخروف الواحد من سعر ليرة ذهب، وتراجعت الأضحية من شعائر سنوية إلى 'رفاهية دينية'، لا يقوى عليها إلا القلّة.
فبينما استقرّ سعر ليرة الذهب عند حدود 750 دولارا، تبدأ أسعار الأضاحي في السوق اللبنانية من نحو 295 دولارًا لتصل إلى 775 دولارًا، بحسب نوع الأضحية وحجمها. أما مَن يختار الجمع بين الشراء والطبخ، فسيدفع مبلغًا يقارب 923 دولارًا، وفق ما أوضحه كمال عبد الحق، مدير أحد المطابخ المتخصصة بالأطباق اليومية، لـ'لبنان24″.
ولا تبدو هذه الأرقام مجرّد ارتفاع موسمي، بل تعكس مسارًا تصاعديًا حادًا: الأسعار تضاعفت أكثر من مرتين خلال السنوات القليلة الماضية، بعدما كان سعر الخروف لا يتجاوز 125 دولارًا في بعض المواسم. فما الذي تغيّر؟
في بلد يئنّ تحت وطأة أزمات معيشية متتالية، تحوّلت الأضحية إلى عبء مادي لا يحتمله إلا قلة. لم تعد اللحمة طقسًا عائليًا أو مناسبة خيرية، بل سلعة مرهونة لتقلبات السوق، وتكاليف العلف، ونفقات الرعاية البيطرية، وفوق ذلك، أزمة الثقة.
فبينما بدأت السوق اللبنانية تستقبل لحومًا مستوردة مذبوحة في الخارج بأسعار أقل، لا يزال الإقبال الشعبي عليها خجولًا. السبب؟ كما يوضح عبد الحق، هو عدم الثقة بهذه اللحوم لعدم توافقها مع الشروط الشرعية الدقيقة للأضحية – من عدم وجود كسر أو عرج أو مرض، وهي شروط يصعب التأكد من توافرها في الذبائح الجاهزة.
نظام 'المشاركة': فتات اللحمة للجميع
أمام هذا الواقع، برز حلّ شعبي لا يخلو من المرارة: المشاركة. لم يعد من المستغرب أن يتشارك أربعة أو خمسة من عائلات مختلفة في شراء أضحية واحدة، أو أن تُقسّم اللحمة الواحدة على أكثر من عائلة. حتى الجمعيات الخيرية التي كانت تشكّل صمام أمان غذائيًا في الأعياد، بدأت تنكفئ. وهذا ما يوضح حجم التراجع في شراء الأضاحي، إذ يؤكّد أمين سر نقابة القصّابين، ماجد عيد، أن الإقبال على الأضاحي هذا العام تراجع بشكل ملحوظ، لا سيما من جانب الجمعيات الخيرية المدعومة خارجيًا. ويشير إلى أن 'عدد الأضاحي هذا العام هو الأدنى منذ سنوات'، واصفًا الأمر بأنه 'مؤشر سلبي يحمل دلالات اجتماعية مقلقة، خصوصًا للفئات الأشد فقرًا التي كانت تعتمد على لحوم الأضاحي كمصدر بروتيني سنوي'.
ما يجري ليس أزمة أسعار فقط، بل انهيار تدريجي في قطاع المواشي واللحوم ككل. الاستيراد تراجع بنسبة 60%، والأسواق لا تزال تعاني شُحًّا متناميًا في العرض، ما ينبئ بمزيد من الضغوط خلال الأشهر المقبلة. وفي موازاة ذلك، حذّر عبد الحق من 'ممارسات احتيالية' بدأت تنتشر بشكل مقلق، مثل خلط اللحوم المجمدة والمبردة وبيعها على أنها طازجة، وهو ما يعرّض المستهلكين للخداع، خصوصًا في ظل غياب الرقابة الفعّالة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأضحية تنافس سعر ليرة الذهب.. ولبنانيون يتشاركون اللحم!
الأضحية تنافس سعر ليرة الذهب.. ولبنانيون يتشاركون اللحم!

صيدا أون لاين

timeمنذ ساعة واحدة

  • صيدا أون لاين

الأضحية تنافس سعر ليرة الذهب.. ولبنانيون يتشاركون اللحم!

في بلدٍ يطارد فيه المواطن لقمة العيش كمن يطارد سرابًا، بات عيد الأضحى هذا العام اختبارًا جديدًا للطبقات المسحوقة. ليست الأزمة في تفاصيل الطقوس أو تقاليد الذبح، بل في السؤال الذي بات يُطرح بصوت عالٍ: من يستطيع اليوم أن يضحّي؟ لم يعد شراء الأضحية أمرًا بديهيًا كما في سنوات فائتة، بل صار ترفًا شبه مستحيل في ظل جنون الأسعار وتآكل القدرة الشرائية. ففي لبنان، تقترب تكلفة الخروف الواحد من سعر ليرة ذهب، وتراجعت الأضحية من شعائر سنوية إلى "رفاهية دينية"، لا يقوى عليها إلا القلّة. فبينما استقرّ سعر ليرة الذهب عند حدود 750 دولارا، تبدأ أسعار الأضاحي في السوق اللبنانية من نحو 295 دولارًا لتصل إلى 775 دولارًا، بحسب نوع الأضحية وحجمها. أما مَن يختار الجمع بين الشراء والطبخ، فسيدفع مبلغًا يقارب 923 دولارًا، وفق ما أوضحه كمال عبد الحق، مدير أحد المطابخ المتخصصة بالأطباق اليومية، لـ"لبنان24". ولا تبدو هذه الأرقام مجرّد ارتفاع موسمي، بل تعكس مسارًا تصاعديًا حادًا: الأسعار تضاعفت أكثر من مرتين خلال السنوات القليلة الماضية، بعدما كان سعر الخروف لا يتجاوز 125 دولارًا في بعض المواسم. فما الذي تغيّر؟ في بلد يئنّ تحت وطأة أزمات معيشية متتالية، تحوّلت الأضحية إلى عبء مادي لا يحتمله إلا قلة. لم تعد اللحمة طقسًا عائليًا أو مناسبة خيرية، بل سلعة مرهونة لتقلبات السوق، وتكاليف العلف، ونفقات الرعاية البيطرية، وفوق ذلك، أزمة الثقة. فبينما بدأت السوق اللبنانية تستقبل لحومًا مستوردة مذبوحة في الخارج بأسعار أقل، لا يزال الإقبال الشعبي عليها خجولًا. السبب؟ كما يوضح عبد الحق، هو عدم الثقة بهذه اللحوم لعدم توافقها مع الشروط الشرعية الدقيقة للأضحية – من عدم وجود كسر أو عرج أو مرض، وهي شروط يصعب التأكد من توافرها في الذبائح الجاهزة. نظام "المشاركة": فتات اللحمة للجميع أمام هذا الواقع، برز حلّ شعبي لا يخلو من المرارة: المشاركة. لم يعد من المستغرب أن يتشارك أربعة أو خمسة من عائلات مختلفة في شراء أضحية واحدة، أو أن تُقسّم اللحمة الواحدة على أكثر من عائلة. حتى الجمعيات الخيرية التي كانت تشكّل صمام أمان غذائيًا في الأعياد، بدأت تنكفئ. وهذا ما يوضح حجم التراجع في شراء الأضاحي، إذ يؤكّد أمين سر نقابة القصّابين، ماجد عيد، أن الإقبال على الأضاحي هذا العام تراجع بشكل ملحوظ، لا سيما من جانب الجمعيات الخيرية المدعومة خارجيًا. ويشير إلى أن "عدد الأضاحي هذا العام هو الأدنى منذ سنوات"، واصفًا الأمر بأنه "مؤشر سلبي يحمل دلالات اجتماعية مقلقة، خصوصًا للفئات الأشد فقرًا التي كانت تعتمد على لحوم الأضاحي كمصدر بروتيني سنوي". ما يجري ليس أزمة أسعار فقط، بل انهيار تدريجي في قطاع المواشي واللحوم ككل. الاستيراد تراجع بنسبة 60%، والأسواق لا تزال تعاني شُحًّا متناميًا في العرض، ما ينبئ بمزيد من الضغوط خلال الأشهر المقبلة. وفي موازاة ذلك، حذّر عبد الحق من "ممارسات احتيالية" بدأت تنتشر بشكل مقلق، مثل خلط اللحوم المجمدة والمبردة وبيعها على أنها طازجة، وهو ما يعرّض المستهلكين للخداع، خصوصًا في ظل غياب الرقابة الفعّالة

الأضحية تنافس سعر ليرة الذهب.. ولبنانيون يتشاركون اللحم!
الأضحية تنافس سعر ليرة الذهب.. ولبنانيون يتشاركون اللحم!

بيروت نيوز

timeمنذ 14 ساعات

  • بيروت نيوز

الأضحية تنافس سعر ليرة الذهب.. ولبنانيون يتشاركون اللحم!

في بلدٍ يطارد فيه المواطن لقمة العيش كمن يطارد سرابًا، بات عيد الأضحى هذا العام اختبارًا جديدًا للطبقات المسحوقة. ليست الأزمة في تفاصيل الطقوس أو تقاليد الذبح، بل في السؤال الذي بات يُطرح بصوت عالٍ: من يستطيع اليوم أن يضحّي؟ لم يعد شراء الأضحية أمرًا بديهيًا كما في سنوات فائتة، بل صار ترفًا شبه مستحيل في ظل جنون الأسعار وتآكل القدرة الشرائية. ففي لبنان، تقترب تكلفة الخروف الواحد من سعر ليرة ذهب، وتراجعت الأضحية من شعائر سنوية إلى 'رفاهية دينية'، لا يقوى عليها إلا القلّة. فبينما استقرّ سعر ليرة الذهب عند حدود 750 دولارا، تبدأ أسعار الأضاحي في السوق اللبنانية من نحو 295 دولارًا لتصل إلى 775 دولارًا، بحسب نوع الأضحية وحجمها. أما مَن يختار الجمع بين الشراء والطبخ، فسيدفع مبلغًا يقارب 923 دولارًا، وفق ما أوضحه كمال عبد الحق، مدير أحد المطابخ المتخصصة بالأطباق اليومية، لـ'لبنان24″. ولا تبدو هذه الأرقام مجرّد ارتفاع موسمي، بل تعكس مسارًا تصاعديًا حادًا: الأسعار تضاعفت أكثر من مرتين خلال السنوات القليلة الماضية، بعدما كان سعر الخروف لا يتجاوز 125 دولارًا في بعض المواسم. فما الذي تغيّر؟ في بلد يئنّ تحت وطأة أزمات معيشية متتالية، تحوّلت الأضحية إلى عبء مادي لا يحتمله إلا قلة. لم تعد اللحمة طقسًا عائليًا أو مناسبة خيرية، بل سلعة مرهونة لتقلبات السوق، وتكاليف العلف، ونفقات الرعاية البيطرية، وفوق ذلك، أزمة الثقة. فبينما بدأت السوق اللبنانية تستقبل لحومًا مستوردة مذبوحة في الخارج بأسعار أقل، لا يزال الإقبال الشعبي عليها خجولًا. السبب؟ كما يوضح عبد الحق، هو عدم الثقة بهذه اللحوم لعدم توافقها مع الشروط الشرعية الدقيقة للأضحية – من عدم وجود كسر أو عرج أو مرض، وهي شروط يصعب التأكد من توافرها في الذبائح الجاهزة. نظام 'المشاركة': فتات اللحمة للجميع أمام هذا الواقع، برز حلّ شعبي لا يخلو من المرارة: المشاركة. لم يعد من المستغرب أن يتشارك أربعة أو خمسة من عائلات مختلفة في شراء أضحية واحدة، أو أن تُقسّم اللحمة الواحدة على أكثر من عائلة. حتى الجمعيات الخيرية التي كانت تشكّل صمام أمان غذائيًا في الأعياد، بدأت تنكفئ. وهذا ما يوضح حجم التراجع في شراء الأضاحي، إذ يؤكّد أمين سر نقابة القصّابين، ماجد عيد، أن الإقبال على الأضاحي هذا العام تراجع بشكل ملحوظ، لا سيما من جانب الجمعيات الخيرية المدعومة خارجيًا. ويشير إلى أن 'عدد الأضاحي هذا العام هو الأدنى منذ سنوات'، واصفًا الأمر بأنه 'مؤشر سلبي يحمل دلالات اجتماعية مقلقة، خصوصًا للفئات الأشد فقرًا التي كانت تعتمد على لحوم الأضاحي كمصدر بروتيني سنوي'. ما يجري ليس أزمة أسعار فقط، بل انهيار تدريجي في قطاع المواشي واللحوم ككل. الاستيراد تراجع بنسبة 60%، والأسواق لا تزال تعاني شُحًّا متناميًا في العرض، ما ينبئ بمزيد من الضغوط خلال الأشهر المقبلة. وفي موازاة ذلك، حذّر عبد الحق من 'ممارسات احتيالية' بدأت تنتشر بشكل مقلق، مثل خلط اللحوم المجمدة والمبردة وبيعها على أنها طازجة، وهو ما يعرّض المستهلكين للخداع، خصوصًا في ظل غياب الرقابة الفعّالة.

ارتفاع في أسعار الذهب.. إليكم الأرقام الجديدة
ارتفاع في أسعار الذهب.. إليكم الأرقام الجديدة

ليبانون 24

timeمنذ 14 ساعات

  • ليبانون 24

ارتفاع في أسعار الذهب.. إليكم الأرقام الجديدة

ارتفع الذهب يوم الجمعة ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية حيث طغت سلسلة من البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة على التفاؤل الأولي بشأن مكالمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الصيني شي جين بينغ بينما ينتظر المستثمرون بيانات الوظائف الأميركية. ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 3,368.49 دولارًا للأونصة. وحقق الذهب مكاسب بنسبة 2.5% خلال الأسبوع حتى الآن. وارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.5 بالمئة إلى 3391.40 دولار. بالتوازي، أجرى ترامب وشي مكالمة هاتفية نادرة بين الزعيمين يوم الخميس، حيث تناولا التوترات التجارية المتصاعدة والنزاعات حول المعادن الحيوية، على الرغم من أن القضايا الرئيسية لا تزال دون حل. وقال تيم ووترر ، كبير محللي السوق في كيه سي إم تريد: "بدأ بعض الحماس الأولي للرغبة في المخاطرة في أعقاب مكالمة ترامب وشي في التلاشي، مما مكن الذهب من الارتفاع"، مضيفا أن تفاؤل ترامب غطى على البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة الأخيرة في وقت سابق. (بزنس لايف)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store