logo
سرقةُ الرياح.. صراعاتُ المستقبل!

سرقةُ الرياح.. صراعاتُ المستقبل!

العربيةمنذ 2 أيام

لم تعد سرقة الرياح من شطحات الخيال العلمى، وإنما صارت قضية بدأت بوادر نزاعاتها تَتَجَلَّى على المستوى المحلى، داخل الدولة الواحدة، بين الشركات التى تُوَلِّد الكهرباء من الرياح، مثلما يحدث فى بريطانيا، وكذلك فى صراعات بين دولتين متجاورتين تمارس فيهما شركات مختلفة هذا النشاط، مثلما يحدث بين الدنمارك والنرويج، أى أنها فى سبيلها لتصير مثل الصراعات بسبب الاستنزاف من جانب واحد للحقوق المشتركة فى آبار البترول والغاز، ومثل صيد الأسماك الجائر فى المياه المشتركة! وذلك بعد أن تبينت نتائج لم تكن متوقعة نتيجة للتوسع الضخم السريع حول العالم فى توليد الكهرباء من الرياح، ومع التطور الفائق فى المعدات المستخدمة لهذا الغرض، والتى وصل فيها طول شفرة التوربين إلى أكثر من 100 متر، أى بطول ملعب لكرة القدم، بهدف التعرض لرياح أكثر لتوليد طاقة أكبر تجعل المشروع أكثر ربحية. مع المساهمة فى هدف عالمى لتخفيض استهلاك الكربون، خاصة أن كل توربين عملاق يولد طاقة تكفى لنحو 20 ألف أسرة أوروبية.
عَرَض موقعُ (بى بى سى/ عربى) تقريراً وافياً عن القضية، جاء فيه، نقلاً عن بعض الخبراء، أن التوربينات الدوّارة فى مزارع الرياح تستخلص الطاقة من التيارات الهوائية، مما يؤدى إلى تكوين ذيل هوائى يُضْعِف سرعةَ الرياح خلف المزرعة، ويمتد هذا الذيل عشرات الكيلومترات، قد تصل إلى 100 كم فى حالة المزارع البحرية الكبيرة والكثيفة، فيترتب على إنشاء مزرعة رياح فى اتجاه الريح قبل مزرعة أخرى أن يضعف انتاج الطاقة فى المزرعة التالية، وكلما كانت المزرعة أكبر كان تأثير الذيل الهوائى أقوى، وهذا هو أساس النزاع، خاصة إذا عملت بعض التوربينات على مقربة شديدة من توربينات قائمة، فيزداد تأثير الذيل الهوائى! وتتنبأ بعض الدراسات أن يُثار النزاع فى بحر الشمال خلال العقود القادمة، نتيجة لتزايد اكتظاظ مزارع الرياح هناك.
وعموماً، لا يزال الموضوع غامضاً، لأن الخبراء أنفسهم فى طور الدراسة ليطوروا قدرتهم على التنبؤ، بخصوص المسافات اللازمة لفصل المزارع عن بعضها البعض، ومعرفة مدى تأثير هذه التيارات بشكل دقيق. ويظل الخوف عاملاً سلبياً قد يُبْعِد المستثمرين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بريطانيا تكثف جهودها لاستقطاب العلماء الفارين من الولايات المتحدة
بريطانيا تكثف جهودها لاستقطاب العلماء الفارين من الولايات المتحدة

الشرق السعودية

timeمنذ يوم واحد

  • الشرق السعودية

بريطانيا تكثف جهودها لاستقطاب العلماء الفارين من الولايات المتحدة

تُكثّف المؤسسات العلمية في بريطانيا، خططها الاستثمارية، في أعقاب قيود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الجامعات وتمويل الأبحاث، كاشفةً عن ضمانات تمويل رسمية لمدة 10 سنوات، وزمالات متاحة للعلماء والباحثين الفارين من الولايات المتحدة، حسبما أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز". وستعزز المبادرات التي ستكشف عنها الحكومة البريطانية والجمعية الملكية والأكاديمية الملكية للهندسة خلال أيام، الجهود المبذولة لاستقطاب الكفاءات الدولية، وتوفير استقرار مالي إضافي للمشروعات طويلة الأجل في مجالات سريعة التطور مثل الحوسبة الكمومية ومقاومة البكتيريا. وتُمثّل هذه الإجراءات، جهداً لحماية العلوم البريطانية من سياسات ترمب، في مواجهة التخفيضات المفاجئة في التمويل والقمع الأيديولوجي للأبحاث الذي تشهده الولايات المتحدة. ومنذ تولي ترمب السلطة في يناير الماضي، سعت إدارته إلى فرض تخفيضات كبيرة على تمويل العلوم، كما أمرت بإلغاء العمل البحثي في ​​مجالات تشمل التنوع واللقاحات وتغير المناخ. برامج زمالة لمدة 10 سنوات وستعلن الجمعية الملكية عن برنامج "زمالة فاراداي" (Faraday Fellowship) جديدة للباحثين الدوليين، بدعم يصل إلى 30 مليون جنيه إسترليني (نحو 39 مليون دولار)، إذ سيُستخدم هذا المبلغ لمنح ما يصل إلى 4 ملايين جنيه إسترليني (5 ملايين و300 ألف دولار تقريباً)، أو أكثر في الظروف الاستثنائية، لعلماء فرديين أو فرق عمل، لمدة تتراوح بين 5 و10 سنوات. وسيأتي ثلثا مبلغ الـ 30 مليون جنيه إسترليني من برنامج قائم بتمويل حكومي تديره الجمعية، يهدف إلى جذب الباحثين في منتصف مسيرتهم المهنية المهتمين بالانتقال إلى بريطانيا، أما الباقي فسيكون تمويلاً جديداً من الجمعية نفسها، وسيُركز على العلماء في مراحل مهنية أخرى. وفي الوقت نفسه، ستطلق الأكاديمية الملكية للهندسة، مساراً مُسرّعاً، لتسهيل قدوم الباحثين والمخترعين الدوليين المتميزين للعمل في لندن. وستمنح الأكاديمية الوطنية للعلوم، المتقدمين الناجحين ما يصل إلى 3 ملايين جنيه إسترليني على مدى 10 سنوات، لتطوير وتوسيع نطاق حلول مناخية رائدة، كجزء من برنامج زمالة "المستقبل الأخضر" الحالي الذي تبلغ قيمته 150 مليون جنيه إسترليني. وتُضاف هذه المبادرات إلى برنامج مماثل بقيمة 54 مليون جنيه إسترليني (71 مليون و800 ألف دولار تقريباً)، أعلنته وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا هذا الشهر، إذ ستُغطي هذه الأموال تكاليف الانتقال وتمويل مشاريع لحوالي 10 فرق بحثية في مجالات ذات أولوية حكومية، مثل علوم الحياة والذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء. ترحيب من المؤسسات العلمية وفي الإطار، قال أدريان سميث، رئيس الأكاديمية الوطنية للعلوم في بريطانيا: "يشهد العلم الدولي حالة من التقلب، حيث أصبحت بعض حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية موضع تساؤل". وأضاف: "مع تعرّض مصادر التمويل والحرية الأكاديمية للتهديد، ستبحث أفضل المواهب العلمية عن الاستقرار. ويمكن للمملكة المتحدة أن تكون في طليعة الدول التي تسعى لاستقطاب هذه المواهب". بدوره، قال اللورد باتريك فالانس، وزير العلوم والمستشار العلمي السابق للحكومة، إن المنح التي تمتد 10 سنوات قد تُمثل حوالي ملياري جنيه إسترليني من إجمالي الإنفاق الحكومي السنوي على البحث والتطوير والبالغ 20.4 مليار جنيه إسترليني. وأكد فالانس، إيمانه الراسخ بأن الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا "مسعى وطني، وليس مسعى سياسياً حزبياً"، رغم إقراره بإمكانية قيام أي إدارة مستقبلية، نظرياً، بعكس تغييرات التمويل. وأقرّ فالانس، بوجود "خطر دائم" يتمثل في إمكانية إلغاء مصادر تمويل الأبحاث طويلة الأجل القائمة من قِبَل حكومة مستقبلية ذات نهج جذري في سياسات العلوم. ويهدف التمويل الموسع إلى منح المؤسسات مزيداً من الثقة للتوظيف والتعاون الدولي، وبناء البنية التحتية اللازمة، وإقامة شراكات مع القطاع الخاص. ولاقت هذه المبادرة ترحيباً من المؤسسات العلمية، على الرغم من أن الكثيرين أعربوا أيضاً عن مخاوفهم بشأن التأثير الرادع المحتمل لارتفاع تكاليف التأشيرات على الجهود الأوسع نطاقاً للتوظيف الدولي.

سرقةُ الرياح.. صراعاتُ المستقبل!
سرقةُ الرياح.. صراعاتُ المستقبل!

العربية

timeمنذ 2 أيام

  • العربية

سرقةُ الرياح.. صراعاتُ المستقبل!

لم تعد سرقة الرياح من شطحات الخيال العلمى، وإنما صارت قضية بدأت بوادر نزاعاتها تَتَجَلَّى على المستوى المحلى، داخل الدولة الواحدة، بين الشركات التى تُوَلِّد الكهرباء من الرياح، مثلما يحدث فى بريطانيا، وكذلك فى صراعات بين دولتين متجاورتين تمارس فيهما شركات مختلفة هذا النشاط، مثلما يحدث بين الدنمارك والنرويج، أى أنها فى سبيلها لتصير مثل الصراعات بسبب الاستنزاف من جانب واحد للحقوق المشتركة فى آبار البترول والغاز، ومثل صيد الأسماك الجائر فى المياه المشتركة! وذلك بعد أن تبينت نتائج لم تكن متوقعة نتيجة للتوسع الضخم السريع حول العالم فى توليد الكهرباء من الرياح، ومع التطور الفائق فى المعدات المستخدمة لهذا الغرض، والتى وصل فيها طول شفرة التوربين إلى أكثر من 100 متر، أى بطول ملعب لكرة القدم، بهدف التعرض لرياح أكثر لتوليد طاقة أكبر تجعل المشروع أكثر ربحية. مع المساهمة فى هدف عالمى لتخفيض استهلاك الكربون، خاصة أن كل توربين عملاق يولد طاقة تكفى لنحو 20 ألف أسرة أوروبية. عَرَض موقعُ (بى بى سى/ عربى) تقريراً وافياً عن القضية، جاء فيه، نقلاً عن بعض الخبراء، أن التوربينات الدوّارة فى مزارع الرياح تستخلص الطاقة من التيارات الهوائية، مما يؤدى إلى تكوين ذيل هوائى يُضْعِف سرعةَ الرياح خلف المزرعة، ويمتد هذا الذيل عشرات الكيلومترات، قد تصل إلى 100 كم فى حالة المزارع البحرية الكبيرة والكثيفة، فيترتب على إنشاء مزرعة رياح فى اتجاه الريح قبل مزرعة أخرى أن يضعف انتاج الطاقة فى المزرعة التالية، وكلما كانت المزرعة أكبر كان تأثير الذيل الهوائى أقوى، وهذا هو أساس النزاع، خاصة إذا عملت بعض التوربينات على مقربة شديدة من توربينات قائمة، فيزداد تأثير الذيل الهوائى! وتتنبأ بعض الدراسات أن يُثار النزاع فى بحر الشمال خلال العقود القادمة، نتيجة لتزايد اكتظاظ مزارع الرياح هناك. وعموماً، لا يزال الموضوع غامضاً، لأن الخبراء أنفسهم فى طور الدراسة ليطوروا قدرتهم على التنبؤ، بخصوص المسافات اللازمة لفصل المزارع عن بعضها البعض، ومعرفة مدى تأثير هذه التيارات بشكل دقيق. ويظل الخوف عاملاً سلبياً قد يُبْعِد المستثمرين.

تبريد بلا غازات.. ابتكار بريطاني قد يغيّر مستقبل المكيفات
تبريد بلا غازات.. ابتكار بريطاني قد يغيّر مستقبل المكيفات

الاقتصادية

timeمنذ 2 أيام

  • الاقتصادية

تبريد بلا غازات.. ابتكار بريطاني قد يغيّر مستقبل المكيفات

يمهّد ابتكار هو عبارة عن عجينة ناعمة شمعية بيضاء اللون تتمتع بخصائص واعدة وتتغير حرارتها بأكثر من 50 درجة تحت الضغط، الطريق لجيل ثوري من مكيفات الهواء الخالية من الغازات المسببة للاحترار المناخي. وعلى عكس الغازات المستخدمة في الأجهزة الحالية، فإن هذه "المبردات الصلبة" لا تتسرّب. ويقول كزافييه مويا، الأستاذ في فيزياء المواد في جامعة كامبريدج البريطانية، إن هذه المواد "أكثر كفاءة في استخدام الطاقة". هناك نحو مليارَي مكيّف هواء قيد الاستخدام في مختلف أنحاء العالم، ويتزايد عددها مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب. وبين التسريبات واستهلاك الطاقة، تتزايد الانبعاثات المرتبطة بها أيضا كل عام، بحسب وكالة الطاقة الدولية. يدرس كزافييه مويا منذ 15 سنة خصائص هذه "البلورات البلاستيكية" في مختبره في الجامعة البريطانية المرموقة. على طاولة عمله آلة ضخمة بالأحمر والرمادي تعلوها أسطوانة، تختبر درجة حرارة المادة اعتمادا على الضغط. وتهدف هذه الخطوة الى تحديد أفضل المبرّدات بين هذه الفئة من المواد المستخدمة أصلا في الكيمياء والتي يسهل الحصول عليها إلى حد ما (يبقى التركيب الدقيق للجزيئات سريا). ليست هذه الظاهرة مرئية للعين المجردة، لكنّ البلورات تتكوّن من جزيئات قادرة على الدوران حول نفسها. عند الضغط عليها تتوقف حركتها وتبدد طاقتها على شكل حرارة. ومن ناحية أخرى، يؤدي إطلاقها إلى خفض درجة الحرارة المحيطة، وهو ما يسمّى بـ"تأثير الباروكالوري". مشروبات غازية باردة يقول أستاذ فيزياء البناء في جامعة "يو سي ال" في لندن كلايف إيلويل، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إن "الطلب على تكييف الهواء سيرتفع بشكل كبير على مستوى العالم بحلول عام 2050". ويرى أنّ المواد الصلبة الباروكالورية لديها القدرة على أن تكون بنفس كفاءة الغاز، إن لم تكن أكثر كفاءة. ويضيف "مهما كانت التكنولوجيا الجديدة التي سيتم إطلاقها، يتعيّن أن تلبّي المتطلبات الأساسية"، مثل حجم الجهاز أو الضجيج الذي تصدره، إذا كانت تأمل في إيجاد طريقها إلى المنازل والسيارات. إلى جانب أبحاثه في كامبريدج، أنشأ كزافييه مويا عام 2019 شركة ناشئة تحمل اسم "باروكال" لاستخدام اكتشافات مجموعته البحثية عمليا. وتضم الشركة تسعة أشخاص وتمتلك مختبرها الخاص، هو حاليا عبارة عن مستودع متواضع في موقف للسيارات. لكن "الشركة الناشئة" تجتذب المتابعين، ففي السنوات الأخيرة جمعت نحو أربعة ملايين يورو خصوصا من مجلس الابتكار الأوروبي، وهو برنامج تابع للاتحاد الأوروبي تشارك فيه المملكة المتحدة، ومنظمة "بريكثرو إنرجي" التي أنشأها الملياردير الأميركي بيل غيتس. وتخطط الشركة لزيادة قوتها العاملة إلى 25 أو 30 شخصا هذا العام. داخل المستودع، يعادل حجم النموذج الأولي لمكيف الهواء حجم حقيبة سفر كبيرة، وبعيدا عن كونه صغيرا، يصدر صوت طنين مرتفعا عندما تزيد أو تقلل الدائرة الهيدروليكية الضغط في الأسطوانات الأربع المملوءة بالحبيبات. لكنّ هذا الجهاز يعمل. وقد ثُبّت برّاد صغير على النظام فيما تحافظ علب المشروبات الغازية الموجودة بداخله على برودة تامة. خفض الفواتير يقرّ مهندس المواد في "باروكال" محسن العبادي بأنّ هذا النموذج الأولي "لم يتم تحسينه بشكل فعلي حتى الآن، لا من حيث كتلته، ولا حجمه، ولا حتى صوته". لكنّ الأنظمة الجديدة التي تعمل الشركة على تطويرها ستكون مماثلة في الحجم لتلك التي تعمل بالغاز وصوتها منخفض مثلها. وفي حين تركّز الشركة حاليا على التبريد، من الممكن أيضا استخدام هذه التكنولوجيا لإنتاج الحرارة. تدرس فرق عدة في مختلف أنحاء العالم هذه المواد، لكنّ فريق كامبريدج هو الرائد في هذا المجال، بحسب "بريكثرو إنرجي" التي تشير إلى أن هذه الأجهزة "لديها القدرة على خفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 75%" مقارنة بالأنظمة التقليدية. وتأمل شركة "باروكال" في إطلاق "أول منتج في السوق خلال ثلاث سنوات"، بحسب مدير المبيعات فلوريان شابوس. وسيكون هذا المنتج في البداية عبارة عن "وحدات تبريد لمراكز التسوق الكبيرة والمستودعات والمدارس" وحتى "مراكز البيانات". يُعتقد أن إقناع الشركات بالتكنولوجيا سيكون أسهل في البداية إذا كانت أكثر تكلفة للشراء ولكن ستساهم في خفض الفواتير. وتسعى شركة "باروكال" في نهاية المطاف للوصول إلى أسعار تعادل الأنظمة التقليدية لاستهداف الأفراد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store