logo
اليوم العالمي للمرأة ودعوة لعودة المرأة لسابق عهدها

اليوم العالمي للمرأة ودعوة لعودة المرأة لسابق عهدها

24 القاهرة٠٨-٠٣-٢٠٢٥

في ظل الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، لا بد من التوقف قليلًا للتفكير في مكانة المرأة الحقيقية، تلك التي تتمثل في الأم المناضلة والمربية الفاضلة التي غرست في قلوب أبنائها المبادئ والقيم، وخرجت منهم أبطالًا، وأصبحت محورا أساسيا في بناء المجتمعات والنهضة بالأمم.
هذه المرأة التي زرعت بذور النجاح والإصلاح، وصارت مثالًا للقدوة والكرامة لننظر في نماذج مضيئة كالسيدة خديجة رضي الله عنها، أولى النساء المؤمنات التي كانت شريكًا فاعلًا في رسالة الإسلام، وكذلك السيدة عائشة، أم المؤمنين، التي كانت ركنا أساسيا في نقل العلم وتوجيه نساء الأمة.
لكن اليوم، ونحن نحتفل بهذا اليوم، نجد أن الصورة قد تغيرت بشكل كبير.. لقد انسلخت بعض النساء عن هويتهن وأدوارهن الطبيعية، لتظهر المرأة اليوم بشكل مغاير لما كانت عليه، فبينما كانت تلبس ثياب الحشمة والتربية الصالحة، أصبحت ترتدي ثيابًا كاشفة تبتعد عن ملامح الأصالة والتقاليد التي كانت تميزها تغيرت القيم، وابتعدت الكثيرات عن المثل العليا التي كانت ترفع من شأن المرأة وتعتبرها عنصرًا أساسيًا في بناء الأسرة والمجتمع.
مما لا شك فيه أن هذا التغيير لم يحدث من فراغ، فقد لعبت عدة عوامل دورًا في هذا الانحدار ما بين تربية غير سليمة أو ظروف اقتصادية صعبة أو تغيرات اجتماعية، تراكمت المشكلات التي جعلت الكثير من الفتيات يبتعدن عن القيم الأخلاقية التي صورتها وسائل الإعلام، وخاصة الدراما والمسلسلات، إلى أنها قدوة حسنة ومرجعية لكثير من الشابات، حيث تشاهد الفتاة نموذجًا لم يتمتع بأي مقومات من القيم والمبادئ، فتسعى لتقليده دون إدراك للآثار السلبية؛ لذلك أصبحت المرأة في كثير من الأحيان مجرد سلعة رخيصة تباع وتشتري في سوق الرغبات والشهوات، ما أسهم في إفساد صورة المرأة وزعزعة قيم المجتمع.
وفي اليوم العالمي للمرأة، من الضروري أن نوجه دعوة صادقة لعودة المرأة إلى سابق عهدها، حيث تكون هي مدرسة القيم والأخلاق، وتعود لتكون رمزًا للتعفف والاعتزاز بالنفس ويجب أن تسعى المرأة لتكون قدوة لأجيالها القادمة، وأن تربي الأبناء على القيم والمبادئ التي تحفظ للمجتمع تماسكه وازدهاره فإن النهضة الحقيقية لا تكون إلا بعودة المرأة إلى دورها المحوري في الأسرة والمجتمع، لتبني مجتمعًا متماسكًا قائمًا على الأخلاق، ولا تنهار الأوطان إلا إذا انهارت قيم المرأة.
إنها دعوة لعودتها إلى الحشمة والاحترام، لتصبح رمزًا للكرامة والتفاني في خدمة المجتمع وبناء الأجيال.. ولنتذكر دائمًا أن انهيار المرأة يعني انهيار المجتمع كله، لأن الأسرة هي أساس المجتمع، والمرأة عموده الأساسي.. في هذا اليوم، دعونا نعيد المرأة إلى مكانتها الأصلية ونحافظ على قيمها، لتظل المثال الحي للأجيال القادمة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإعلام الذي باع القضايا واشترى حياة الناس
الإعلام الذي باع القضايا واشترى حياة الناس

الكنانة

timeمنذ 10 ساعات

  • الكنانة

الإعلام الذي باع القضايا واشترى حياة الناس

الإعلام الذي باع القضايا واشترى حياة الناس بقلم: محمود سعيد برغش لم تعد وسائل الإعلام اليوم كما كانت بالأمس، منبرًا لصوت الناس، ولا مرآةً لوجعهم، ولا عينًا ترصد الفساد وتكشف الحقائق. بل تحولت – للأسف – إلى ما يشبه 'سوق الفضائح'، تبيع الأخبار التافهة، وتشتري بؤس الحياة الشخصية للمشاهير بثمن المشاهدات والإعلانات. كم من عنوان تصدّر الصفحات: فلانة طلّقت زوجها، وفلان خان زوجته، ومشاجرة بين نجمين، وصور من داخل غرفة النوم! أين الرسالة؟ أين الضمير؟ أين المهنة التي كانت تُسمى السلطة الرابعة؟ هذا النوع من الإعلام لا يعبّر عن تطوّر، بل عن انحدار. انحدار في الذوق، وانحدار في الأخلاق، وانحدار في الهدف. الإسلام علّمنا أن نستُر لا أن نفضح، أن نُصلح لا أن نُشهر، أن نحمي أعراض الناس، لا أن نعرضها في شاشات وبرامج وتطبيقات. قال الله تعالى: 'ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا' وقال النبي ﷺ: 'من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة.' فكيف سمح بعض الإعلاميين لأنفسهم أن يبنوا شهرتهم على أنقاض بيوت الناس؟ وكيف يتابعهم الملايين وهم لا يقدمون شيئًا سوى التتبع والتشهير؟ ما أحوجنا اليوم إلى إعلام نظيف، إعلام يعيد الكلمة إلى احترامها، ويعيد الخصوصية إلى قدسيتها، ويعيد المهنة إلى شرفها.

كيف يكون حب الوطن الصادق كما علمنا النبي في تعلقه بمكه؟
كيف يكون حب الوطن الصادق كما علمنا النبي في تعلقه بمكه؟

الدستور

timeمنذ 11 ساعات

  • الدستور

كيف يكون حب الوطن الصادق كما علمنا النبي في تعلقه بمكه؟

قالت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الحديث عن الهجرة يبعث في النفس الشوق ويجدد حب الوطن، مشيرة إلى أن مشاهد الهجرة كلها تدل على حب الوطن، مؤكدة أن الهجرة لم تكن خيارًا نابعًا من إرادة النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة، بل كانت أمرًا اضطروا إليه وأجبروا عليه. وأضافت خلال حوارها ببرنامج 'حواء'، والمذاع عبر فضائية 'الناس'، أن حب الوطن ظهر في قلب النبي صلى الله عليه وسلم منذ بداية بعثته، ويتجلى ذلك في المشهد الذي جمعه مع زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها عندما ذهبا إلى ورقة بن نوفل، وكان من أهل الكتاب وله علم بالكتب السابقة، ولما قص عليه النبي صلى الله عليه وسلم ما حدث له في الغار، قال له ورقة: "إن ذلك الناموس الذي كان يأتي الأنبياء من قبلك، وإنه لم يأت أحد بمثل ما أتيت به إلا أوذي وكذب وأخرج". وتابعت، أن النبي صلى الله عليه وسلم سكت عند ذكر "أوذي" و"كذب"، لكنه استوقفه قول "أخرج"، وقال: "أومخرجي هم؟"، في إشارة إلى استغرابه وألمه من فكرة مغادرة وطنه، مؤكدة أن هذا السؤال كان يحمل مشاعر استنكار وتألم وتفجع من النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه لم يتخيل أن يصل به الحال إلى مغادرة بلده. حب النبي عليه السلام وتعلقه بمكة وأشارت إلى أن ذلك من أوائل المشاهد التي تدل على تعلق النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، موضحة أن مشهد الهجرة تكرر فيه هذا المعنى، حيث نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة نظرة شفقة وحنو ومحبة، وقال: "والله إنك لأحب البلاد إلى قلبي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما خرجت"، مؤكدة أنه خاطبها كمن يترك محبوبته مضطرًا، رغم ما كان يتعرض له من أذى في مكة.

حكاية زواج صلاح نظمى من سيدة أرمنية وشكرى سرحان شاهد على العقد
حكاية زواج صلاح نظمى من سيدة أرمنية وشكرى سرحان شاهد على العقد

الجمهورية

timeمنذ 2 أيام

  • الجمهورية

حكاية زواج صلاح نظمى من سيدة أرمنية وشكرى سرحان شاهد على العقد

تزوج الفنان الراحل صلاح نظمي من الأرمينية أليس يعقوب في أكتوبر عام 1951، وكان شكري سرحان وشقيقه صلاح سرحان الشهود على عقد الزواج. وبعد الزواج طلب شكري سرحان من صلاح نظمي أن يسأل زوجته عن اعتناقها للإسلام، وبالفعل دعاها نظمي إلى الإسلام فوافقت على الفور وقالت: "سوف أفعل ذلك من أجلك" وبدلت اسمها إلى رقية نظمي على اسم والدة زوجها، ورزق الثنائي بابنهما الوحيد حسين، الذي يعمل مخرجًا تلفزيونيًا. أصيبت زوجة صلاح نظمي بمرض جعلها قعيدة لا تستطيع الحركة طيلة ثلاثين عاماً، ورغم براعة الفنان صلاح نظمي في أدوار الشر إلا أن حياته تحمل المعاناة والتراجيديا بشكل كبير، ظل إلى جانب زوجته طيلة سنوات مرضها وكان يقوم بخدمتها دون أن يمل أو يفكر في الزواج من امرأة أخرى، ولكنها لم تتحمل طويلاً وتوفيت، ليدخل بعدها صلاح نظمي في حالة اكتئاب شديدة ويتم نقله إلى المستشفى، وظل هناك عدة أشهر في العناية المركزة حتى لحق بزوجته في مثل هذا اليوم من شهر ديسمبر عام 1991 عن عمر يناهز 73 عامًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store