
لابوبو وستانلي... عندما تتحكم الخوارزميات بذوقنا
هذه اللعبة المحشوة الصغيرة
، ستتحول إلى ما يشبه الهوس لدى كثيرين عام 2025، وأن يرتفع سعرها من 15 دولاراً إلى ما يقارب الألف دولار في بعض النسخ. فقاعة استهلاكية وصلت حد أن يُخيم العشرات أمام أحد المتاجر في شيكاغو للحصول على نسخة من هذه الدمية. دمية لابوبو المحشوة، لا تتعدى كونها إكسسواراً، لا وظيفة لها على رغم كل محاولات إضفاء المعنى عليها. مع ذلك، أغوت العلامات الكبرى، إذ أطلقت "لوي فيتون" نسخة مشابهة تُستخدم علاقة مفاتيح، يبلغ ثمنها نحو ألف دولار، في حين يبلغ ثمن تلك التي أطلقتها برادا نحو 600 دولار.
نحن إذن أمام سوق يقتبسُ من الرخيص واليومي والاستهلاكي ليضفي عليه صفة الفخامة واللوكس، عبر أغراض ذات وظائف لطالما كانت ثانوية، مثل حمالة المفاتيح، أو دب محشو يعلق في أي مكان. لكن صناعة الإكسسوارات هذه تعيد تعريف مفهوم الأناقة أيضاً، عبر الاعتماد على "الترند"، وليس على رغبة المصمم ورؤيته الفنية. بصورة ما، أمسى السوق يتبع للخوارزميات، وليس الذوق.
الأمر نفسه حصل مع "ستانلي" (Stanley)، كأس الشراب العملاق الذي يضاف إليه من الإكسسوارات ما يجعله أقرب إلى حقيبة يمكن شرب محتوياتها، بينما يتدلى منها المفتاح والهاتف النقال وبطاقة الائتمان، فوصلت مبيعات الكأس في عام 2023 إلى 750 مليون دولار. تحول الكأس إلى جزء من الديكور في كثير من المحتوى الرقميّ، فـ"صحافية" الفضائح وصانعة المحتوى، كانديس أوينز، أضافته إلى "ديكور" الاستديو، حيث تصوّر برنامجها، وصنعت محتوى خاصاً به، وقالت إن "وباء يجتاح الأمة يستهدف النساء البيض"، وتقصد هنا بالوباء كأس ستانلي.
دورة الاستهلاك هذه قائمة على إعادة تعريف لليومي والمبتذل، وخلق "لعبة" جديدة ينتهي دورها أو أثرها بمجرد انتهاء "الترند". نحن أمام واحد من أقسى أشكال الاستهلاك، إذ لا نشتري فقط، بل نصنع محتوى عما نشتريه، والنهاية عادة كما جاء في صحيفة ذا غارديان البريطانية، عند الحديث عن كأس ستانلي، تجاوز الموضوع كونه تصميماً لطيفاً يساهم في إعادة التدوير والتخفيف من العبوات البلاستيكية، ليتحول إلى شكل من أشكال جمع التحف. بهذا، فإن الهوس بالاستهلاك، والرغبة يتطابق مع الخوارزمية وما نراه أمامنا، فالاستهلاك يقضي على أنبل القضايا، كالرغبة في إعادة التدوير.
لكن بالعودة إلى مفهوم الإكسسوارات الصغيرة وتبدلها وأنواعها، المشترك دائماً أننا أمام مُنتجات رخيصة، كالحقيبة الصغيرة التي صممتها علامة يوني كلو اليابانية، وقد تحولت إلى موضة عالمية ما زالت مستمرة حتى الآن، كونها حقيبة تتسع لكل شيء، أي تتيح ترك الجيوب فارغة. لكن مهما تنوعت العلامات والتصميمات، نحن أمام حقيبة سعرها لا يتجاوز الـ15 دولاراً. بمعنى آخر، الاستهلاك الضخم هو ما يخلق هذه "الموجات" التي تتغير كل موسم. الاستهلاك الضخم هو ما يشكل الربح، وهذا ما نكتشفه عندما نرى فيديوهات المؤثرين الذين يمتلك بعضهم عشرات وأحياناً مئات من كؤوس ستانلي أو دمية لابوبو. هذا الأسلوب من الاستهلاك لا يقوم فقط على عدد كبير من المشترين، بل أيضاً على المشترين الفرادى، أولئك المهووسون بالاستهلاك وحب الظهور في الوقت نفسه.
حول العالم
التحديثات الحية
دمية لابوبو... الرغبة حين تتحوّل إلى عرض مفتوح
إنها ثقافة السطح، إذ تسود الدعاية محل المعنى، وتستبدل ما هو رائج بمعايير الذائقة الشخصية. نحن أمام "طائفة" (Cult) جديدة من المستهلكين، أولئك الذين يكدّسون الرخيص واللامع، ووصل الأمر في محاولة تفسير هذه الظاهرة حد نعتها بالهيستيريا، كونها غير عقلانيّة. في الوقت نفسه برزت محاولات ما يسمى بالـ Deinfluencing، أي مهاجمة المروجين لأي منتج وكشف سطحيتهم، لكننا في النهاية، سواء كنا مؤثّرين أو نحاول تفكيك تأثيرهم، فإننا جميعًا نتحرّك داخل مدار واحد: سوق الخوارزميات. هذه السوق لا تكتفي بتحديد ما نراه ونرغب فيه، بل تعيد تشكيل معايير الذوق والمعنى، وتُفرغ حتى القيم النبيلة—كإعادة التدوير أو البساطة—من جوهرها. هكذا، يتحوّل كل شيء إلى منتج، وكل منتج إلى "ترند"، وكل ترند إلى طقس استهلاكي جماعي، لا مكان فيه للذوق الشخصي، بل فقط لما تسمح له الخوارزمية أن يُرى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 7 ساعات
- العربي الجديد
فيلم جديد عن "قاتل الشياطين" يحطم الأرقام القياسية في اليابان
أعلنت منظمة متخصصة في القطاع السينمائي أنّ أحدث عمل مقتبس من سلسلة المانغا الشهيرة "قاتل الشياطين" (Demon Slayer) يحطم الأرقام القياسية في شباك التذاكر في اليابان ، إذ بلغت عائداته حتى اليوم نحو 65 مليون دولار. وحقّق الفيلم الذي يحمل عنوان "قاتل الشياطين: قلعة الأبدية" (Demon Slayer: Infinity Castle) وطُرح في الصالات في 18 يوليو/ تموز الحالي، هذه الإيرادات في ثمانية أيام فقط. أعلنت منظمة كوغيو تسوشينشا التي تتابع مبيعات الأفلام في اليابان، أنّ الرقم القياسي السابق يعود إلى الجزء الأخير من السلسلة الذي حقق هذا الرقم في 10 أيام خلال عرضه عام 2020. وجاء في الحساب الرسمي للفيلم عبر منصة إكس ، الاثنين: "نشكر كل معجب حضر إلى دور السينما، وكذلك فرق العمل في دور العرض الذين ساهموا في نجاح هذا العمل". ومن المقرر أن تبدأ العروض التجارية للفيلم الذي أنتجته شركة يوفوتايبل خارج اليابان في أغسطس/ آب المقبل، فيما سيتأخر وصوله إلى صالات الولايات المتحدة إلى سبتمبر/ أيلول المقبل. سينما ودراما التحديثات الحية "عائشة" التونسي يفوز بالجائزة الأولى في مهرجان ديربان "قاتل الشياطين" هو في الأصل سلسلة شرائط مصورة يابانية (مانغا) بيعت منها أكثر من 200 مليون نسخة في العالم بحسب دار نشر شويشا. يتناول العمل الذي ابتكره الفنان كويوهارو غوتوجي مغامرات تانجيرو كامادو، وهو بطل شاب يحارب المخلوقات الشريرة خلال بحثه عن علاج لأخته التي تحولت هي الأخرى إلى شيطانة. (فرانس برس)


العربي الجديد
منذ 19 ساعات
- العربي الجديد
الرطب المحلي... مهرجان سنوي يجتذب الزوار في قطر
انطلقت النسخة العاشرة من مهرجان الرطب المحلي ، الخميس الماضي، بساحة سوق واقف في وسط العاصمة القطرية الدوحة، ويستمر حتى 7 أغسطس/آب المقبل، وقد تحول إلى تقليد سنوي يترقبه كثيرون خلال شهر يوليو/ تموز، والذي يعد شهر الرطب المحلي في قطر، خاصة مع ما يرافق المهرجان من أجواء تراثية. ويعد الرطب، أو التمر الطازج، إحدى الفواكه الشهيرة في العالم العربي، ويتميز بتنوع أنواعه واختلاف مذاقاته، وكل نوع يتميز بنكهة وقوام خاصين، وهو غني بالعديد من العناصر الغذائية المفيدة، إذ يحتوي على نسبة عالية من الألياف التي تساعد في تحسين عملية الهضم ، كما أنه مصدر جيد للفيتامينات والمعادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد، ويحتوي على مضادات أكسدة تساهم في تعزيز صحة القلب وتقوية الجهاز المناعي، ما يجعله خياراً صحياً وغذائياً مهماً. ويحظى المهرجان باهتمام وزارة البلدية وإدارة سوق واقف منذ انطلاقته الأولى في عام 2016، وحينها شاركت 19 مزرعة فقط، في حين وصل عدد المزارع المشاركة في النسخة الحالية إلى أكثر من 100 مزرعة، بعد تنامي الاهتمام بالمحاصيل المحلية، والإقبال المتزايد من المواطنين والمقيمين على شراء الرطب الذي يرتبط بالموروث المحلي والثقافة الغذائية السائدة في قطر. ويتزامن تنظيم المهرجان مع موسم حصاد الرطب، ويسهم موقعه في سوق واقف، فضلاً عن أسعاره المنخفضة مقارنة بالمتاجر، في جذب مئات الزوار يومياً، والذين يتنقلون بين مختلف أصناف الرطب داخل خيمة ضخمة مكيفة ممتلئة عن آخرها بأطنان من الرطب الشهي. ويبلغ متوسط سعر صندوق الرطب الطازج الذي يحتوي على كيلوغرام واحد نحو ثمانية ريالات قطرية (2.9 دولار)، ويوفر المهرجان مختلف أنواع الرطب، وأشهرها الخلاص، والشيشي، والبرحي، والخنيزي، إضافة إلى أنواع مثل اللولو، والسلطانة. وتقام فعاليات المهرجان يومياً من الساعة الرابعة عصراً حتى التاسعة مساءً من الأحد إلى الخميس، وتمتد حتى العاشرة مساءً في يومي الجمعة والسبت، لإتاحة المجال لأكبر عدد من الزوار للمشاركة والتسوق. وقالت وزارة البلدية القطرية، في بيان، إن "حجم الإنتاج المحلي من الرطب بلغ هذا العام 26.405 أطنان، وتم الحصول عليها من مساحة تبلغ 2.542 هكتاراً، موزعة على 892 مزرعة منتجة تحتوي على أكثر من 508 آلاف نخلة، مع تحقيق نسبة اكتفاء محلي تُقدّر بـ75%". إقبال على مهرجان الرطب المحلي (حسين بيضون) وسجلت النسخة الماضية من المهرجان مبيعات تجاوزت 240 طناً من الرطب، بحسب مدير سوق واقف، محمد عبد الله السالم، والذي توقع في تصريحات صحافية، تحقيق نتائج أفضل هذا العام، بفضل الجودة العالية للإنتاج المحلي، والمشاركة الواسعة من المزارع القطرية التي تقدم تشكيلة متنوعة من الرطب. ويقول رئيس قسم الإرشاد والخدمات الزراعية في وزارة البلدية، أحمد اليافعي، إن الوزارة تقدم دعماً متكاملاً لأصحاب المزارع في مختلف مراحل عملية الزراعة، بما في ذلك توفير خدمات المكافحة الزراعية بالمجان، فضلاً عن دورات إرشاد للمزارعين حول العناية بالنخيل حتى حصاد الرطب، بهدف تعزيز المعرفة الزراعية، ورفع الإنتاج. وتقدم وزارة البلدية وإدارة سوق واقف دعماً مباشراً للمزارعين من خلال توفير مواقع العرض وعبوات التعبئة بالمجان، ما يسهم في تخفيف الأعباء عليهم، وتحفيزهم إلى زيادة الإنتاج وتطوير جودة الرطب المحلي. وفي إطار تشجيع المزارعين، تشهد النسخة الحالية من المهرجان مسابقات تهدف إلى التحفيز، من بينها جائزة لأكبر موزع للرطب، وأفضل عرض تقديمي على الطاولات، إضافة إلى جوائز يومية مخصصة لزوار المعرض. قضايا وناس التحديثات الحية معرض الرطب... دعم الفاكهة الوطنية هدف استراتيجي في قطر وتشارك إدارة البحوث الزراعية في وزارة البلدية القطرية في مهرجان الرطب المحلي من خلال جناح يقدم لزوار المهرجان والمزارعين مجموعة من النصائح والإرشادات العلمية والتقنية المرتبطة بزراعة النخيل وإنتاج الرطب، ويقدم الجناح شروحاً وافية حول أفضل ممارسات زراعة الفسائل، باعتبارها من أهم مراحل تأسيس مزرعة نخيل ناجحة، وتغطي الإرشادات توقيت الزراعة الأمثل خلال فصلي الربيع والخريف، وطرق تجهيز الحفرة، وشروط التربة، وآلية تثبيت الفسيلة، إضافة إلى خطوات الري السليم التي تضمن نجاح عملية الزراعة. ويوفر جناح وزارة البلدية كذلك قسماً خاصاً لبيع فسائل النخيل، والتي تتوفر بأصناف محلية ذات جودة عالية، ما يمنح المزارعين فرصة اقتناء فسائل مناسبة للزراعة، وتوسعة مزارعهم، ومن ثم زيادة إنتاجهم السنوي من الرطب.


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
بيع حذاء كوبي براينت الرياضي في أول مباراة خاضها بمبلغ ضخم في مزاد
بيع زوج من الأحذية الرياضية التي ارتداها أسطورة كرة السلة الأميركية الراحل، كوبي براينت (توفي في عمر الـ41 سنة في حادث طائرة عام 2020)، بمبلغ مالي كبير في مزاد علني، وهو الذي يُعد من بين أفضل نجوم كرة السلة الأميركية تاريخياً، وخصوصاً مع نادي لوس أنجليس ليكرز الأميركي. وأجرى دار المزادات في أميركا "SCP"، فجر الأحد، مزاداً علنياً على زوج أحذية رياضية ارتداها أسطورة كرة السلة الأميركية الراحل، كوبي براينت، في أول مباراة له في مسيرته الرياضية، وبحسب المعلومات بِيع الحذاء مقابل حوالي 240 ألف دولار أميركي، وهو حذاء خاص للأسطورة من مجموعة "Adidas EQT Top 10"، والتي تحمل أيضاً توقيع أسطورة كرة السلة الأميركية. وارتدى كوبي براينت هذا الحذاء في 28 يناير/كانون الثاني عام 1997، عندما خاض أول مباراة أساسية له في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، مع فريق لوس أنجليس ليكرز، وفي تلك المباراة، التي كانت أمام دالاس مافريكس، أصبح أصغر لاعب يخوض أساسياً مباراة في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين بعمر 18 عاماً و158 يوماً، وهو رقم قياسي لا يزال صامداً حتى الآن بعد وفاته. كرة عربية التحديثات الحية الراحل كوبي براينت ساعد حارث على تجاوز محنته.. ما القصة؟ ويحتل كوبي براينت المركز الرابع في ترتيب الأكثر تسجيلاً للنقاط في تاريخ دوري السلة الأميركية، إذ سجل 33,643 نقطة في مسيرته الرياضية، ويسبقه في الترتيب ثلاثة لاعبين هم كارل مالوني صاحب المركز الثالث برصيد 36,928 نقطة، وصاحب المركز الثاني كريم عبد الجبار بـ38,387 نقطة، في حين يتصدر ترتيب الأكثر تسجيلاً للنقاط، الأسطورة، ليبرون جيمس، الذي سجل 40,179 نقطة في مسيرته.