
إيران: احتجاجات الخبازين تتسع في مواجهة الأزمات الاقتصادية والقمع الأمني
تجمع نانوایان در چندین شهر؛ اعتراض به وضعیت معیشتی و قیمت نان (+عکس)
في ظل أزمة اقتصادية خانقة وتدهور الأوضاع المعيشية، خرج الخبازون في عدة مدن إيرانية للاحتجاج على انقطاع التيار الكهربائي المستمر، وتعليق دعم الخبز، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وتقليص حصص الدقيق، وغلاء أسعار المواد الأولية. هذه الاحتجاجات، التي شهدتها مدن مثل مشهد وكرمان وشاهين شهر وبروجرد يوم السبت، 24 مايو 2025، تكشف عن عمق الأزمة التي يعاني منها الشعب الإيراني، فيما يواجه المتظاهرون قمعاً أمنياً عنيفاً من قبل قوات النظام.
احتجاجات مشهد: صمود في وجه العنف
في مدينة مشهد، تجمع عدد كبير من الخبازين أمام نقابتهم في صباح يوم السبت، ثم انطلقوا في مسيرة باتجاه مبنى محافظة خراسان رضوي، رافعين شعارات تعبر عن استيائهم الشديد، مثل 'كفى وعود الكذب… موائدنا خالية'. لكن رد السلطات النظامية كان عنيفاً، حيث هاجمت قوات الشرطة القمعية المتظاهرين بالهراوات والغاز المسيل للدموع. رداً على هذا العنف، ردد المتظاهرون هتافات مثل 'عديمو الشرف… عديمو الشرف'، معبرين عن غضبهم من التعامل الوحشي.
أكد الخبازون في مشهد تصميمهم على مواصلة النضال، قائلين: 'لن نسمح بعد الآن بإسكات صوت حقنا بالعنف. لن نتراجع عن الاحتجاج والصرخة حتى نحصل على حقوقنا. ضُربنا بالهراوات، وتعرضنا للغاز المسيل للدموع، لكننا لم نتراجع… سنواصل الاحتجاج، لأننا لا نملك شيئاً لنخسره'. هذه التصريحات تعكس حالة اليأس الممزوج بالإصرار التي يعيشها هؤلاء الكادحون في ظل أزمات متفاقمة.
انتشار الاحتجاجات: موجة غضب شعبي
لم تقتصر الاحتجاجات على مشهد وحدها، بل امتدت إلى مدن أخرى. في كرمان، تجمع الخبازون أمام مبنى المحافظة، بينما نظم الخبازون في شاهين شهر وبروجرد احتجاجات أمام نقاباتهم المحلية. فإن هذه الاحتجاجات ليست مجرد رد فعل على الأزمات الاقتصادية، بل تعكس رفضاً شعبياً متزايداً لسياسات النظام التي أدت إلى تدهور الأوضاع المعيشية. الخبازون، الذين يشكلون ركيزة أساسية في توفير الخبز كغذاء أساسي للشعب الإيراني، أصبحوا رمزاً للنضال ضد الفساد والإهمال الرسمي.
اعترافات رسمية تكشف عمق الأزمة
اعترف أحمد فاطمي، أحد نواب برلمان النظام، في تصريحات أدلى بها لوكالة أنباء إيسنا يوم 21 مايو 2025، بأن 'مشكلات المخابز اليوم أصبحت أزمة وطنية كبرى… لماذا لا أحد يجيب؟ أحذر من الانقطاعات المتكررة والكبيرة للكهرباء؛ فقد أنهكت الناس وأتعبت المصانع وأصحاب الأعمال'. هذه التصريحات تسلط الضوء على الفشل الحكومي في إدارة الأزمة، التي لم تقتصر على الخبازين فقط، بل أثرت على قطاعات إنتاجية أخرى.
في السياق ذاته، كتبت صحيفة 'عصر إيران' الحكومية يوم 18 مايو 2025: 'انقطاع الكهرباء دمر معيشة الخبازين… الخباز يُجبر على رمي العجين الفاسد، ثم يُتهم ببيع الدقيق وتُخفض حصته'. وفي اليوم التالي، نشرت صحيفة 'اعتماد' تقريراً أوضحت فيه أن 'انقطاعات الكهرباء أوصلت السخط الشعبي إلى ذروته وأضعفت الثقة بالحكومة. وقد خرج الخبازون في معظم المدن إلى الاحتجاج'. هذه التقارير تؤكد أن الأزمة أصبحت وطنية، وأن استياء الشعب يتجاوز الخبازين ليشمل شرائح أخرى من المجتمع.
جذور الأزمة: فساد إداري وسوء إدارة
كشفت صحيفة 'ستاره صبح' الحكومية، في تقرير نشرته يوم 18 مايو 2025، عن الأسباب العميقة وراء هذه الأزمة. أشارت إلى أن 'فوضى قطاع الكهرباء أدت إلى تدهور جودة الحياة ورفاهية المواطنين وشلّ الاقتصاد والأعمال. في عام 2023، بلغ ارتفاع الطلب على الكهرباء 4006 ميغاواط، في حين لم تتجاوز الزيادة في الإنتاج 1221 ميغاواط، أي إن الإنتاج تحقق بأقل من ثلث الطلب، وما زالت الأزمة تتجه للأسوأ'. وأضافت أن 'نحن نواجه عجزاً قدره 30 ألف ميغاواط. بدأ فصل انقطاع التيار عن المصانع، وانقطاع الكهرباء الواسع في الصيف على الأبواب'.
وأرجعت الصحيفة جذر المشكلة إلى 'وجود كيانات شبه حكومية ومؤسسات مثل مؤسسة الشهيد وغيرها التي تسيطر على المحطات الكهربائية الكبرى دون كفاءة أو اختصاص، ما أدى إلى أن يكون الإنتاج الفعلي 62 ألف ميغاواط فقط من أصل 95 ألف ميغاواط كطاقة اسمية، وهو ما يُعد كارثة'. فإن هذا الفشل يعكس الفساد المستشري في إدارة الموارد، حيث تسيطر مؤسسات موالية للنظام على القطاعات الحيوية دون كفاءة، مما يزيد من معاناة الشعب.
تاريخ من القمع والاحتجاجات
لم تكن احتجاجات الخبازين في 24 مايو 2025 حدثاً معزولاً، بل هي جزء من سلسلة احتجاجات شعبية تشهدها إيران منذ سنوات. شهدت السنوات الأخيرة موجات احتجاجية مماثلة من قبل فئات مختلفة، بما في ذلك العمال، المعلمون، والمتقاعدون، الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم الأساسية في ظل أزمات اقتصادية متفاقمة. هذه الاحتجاجات غالباً ما قوبلت بالعنف والقمع من قبل قوات الأمن، مما يعكس نهج النظام في التعامل مع المطالب الشعبية.
على سبيل المثال، أشار الموقع مجاهدي خلق إلى أن احتجاجات سابقة للخبازين في مدن مثل شيراز وأصفهان خلال عام 2024 واجهت ردود فعل مماثلة من النظام، حيث استخدمت السلطات الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. هذا النهج القمعي لم يوقف الحركات الاحتجاجية، بل زاد من تصميم الشعب على مواصلة النضال، كما يظهر في احتجاجات الخبازين الأخيرة.
دعم المقاومة للنضال الشعبي
في بيان لها، وجهت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تحيتها للخبازين المحتجين في مختلف المدن، مؤكدة دعم المقاومة لنضالهم. وقالت: 'أبلغ دليل على دنائة خامنئي ونظامه هو الرد على مطالب الخبازين الكادحين الشرفاء بهجوم قوات الشرطة القمعية وباستخدام الغاز المسيل للدموع والفلفل. إن الخبازين المحتجين، جنباً إلى جنب مع العمال وسائقي الشاحنات والمزارعين والمعلمين والمتقاعدين، قد نهضوا لانتزاع حقوقهم المشروعة. السيادة الشعبية هي الحق الجوهري الذي اغتصبه الملالي المجرمون، ولن يتراجع الشعب والمقاومة الإيرانية حتى يستعيدوه'.
آفاق المستقبل: نحو انتفاضة أوسع
تشير التطورات الأخيرة إلى أن احتجاجات الخبازين قد تكون بداية لموجة احتجاجات أوسع تشمل فئات أخرى من المجتمع الإيراني. فإن استمرار الأزمات الاقتصادية، إلى جانب القمع الممنهج، يزيد من احتمالية تحول هذه الاحتجاجات إلى انتفاضة شعبية شاملة. الخبازون، الذين يمثلون رمزاً للعمل الشاق والكرامة، أصبحوا في طليعة هذا النضال، لكن استمرار القمع قد يدفع المزيد من الشرائح الاجتماعية للانضمام إلى الحركة الاحتجاجية.
كما أن الأزمة الكهربائية، التي أثرت بشكل كبير على الخبازين، ليست سوى جزء من مشكلة أكبر تتعلق بسوء إدارة النظام للموارد الوطنية. الخبازون، الذين يعانون من انقطاع التيار الكهربائي وتقليص حصص الدقيق، يواجهون أيضاً اتهامات باطلة ببيع الدقيق، مما يزيد من معاناتهم. هذه الظروف تجعل استمرار الاحتجاجات أمراً متوقعاً، خاصة مع اقتراب فصل الصيف الذي يتوقع فيه انقطاعات كهربائية أكبر.
دعوة للتضامن الدولي
في ظل هذه الظروف، يصبح التضامن الدولي مع الخبازين المحتجين أمراً ضرورياً. النظام الإيراني، الذي يواجه الاحتجاجات بالعنف بدلاً من تقديم حلول، يضع البلاد على حافة انهيار اقتصادي واجتماعي أكبر. المجتمع الدولي مدعو لدعم هؤلاء المتظاهرين السلميين الذين يناضلون من أجل حقوقهم الأساسية ولقمة عيشهم. إن استمرار القمع لن يؤدي سوى إلى تفاقم الأزمة، وقد يمهد الطريق لانتفاضة شعبية تغير المعادلة السياسية في إيران.
نضال من أجل الكرامة
احتجاجات الخبازين في إيران ليست مجرد رد فعل على الأزمات الاقتصادية، بل هي تعبير عن رفض شعبي متزايد لنظام فشل في تلبية أبسط احتياجات مواطنيه. الخبازون، الذين يمثلون صمام أمان غذائي للشعب الإيراني، أظهروا شجاعة كبيرة في مواجهة القمع الأمني. لكن الأزمة لن تحل دون تغيير جذري في سياسات النظام. إذا استمر هذا الوضع، فإن إيران قد تشهد تصعيداً أكبر، قد يفتح الباب أمام تغييرات سياسية عميقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 27 دقائق
- العربي الجديد
تخفيف العقوبات الأميركية عن سورية: الدلالات السياسية
خفّفت وزارة الخزانة الأميركية العقوبات الأميركية المفروضة على سورية، مساء أول من أمس الجمعة، في خطوة واسعة تندرج ضمن استراتيجية أميركية تهدف إلى دعم الحكومة الانتقالية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، التي تواجه جملة تحديات ربما يلعب التعافي الاقتصادي دوراً مهماً في تجاوزها، وأصدر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأميركية ترخيصاً عاماً يتيح تعليقاً مؤقتاً للعقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية، مع الحفاظ على بعض القيود المتعلقة بالأفراد والكيانات المدرجة في قوائم العقوبات. وبموجب هذا القرار، رُفع الحظر عن الشرع ووزير الداخلية أنس حسن خطاب، إضافة إلى الخطوط الجوية العربية السورية، ومصارف، ووزارات، ومؤسسات، ومرافئ. وذكر وزير الخزانة الأميركية سكوت بيسنت، في بيان، أمس الأول الجمعة، أنّ القرار جاء تماشياً مع إعلان الرئيس دونالد ترامب وقف جميع العقوبات الأميركية المفروضة على سورية، مؤكداً أن الترخيص العام الصادر عن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية يجيز المعاملات المحظورة بموجب لوائح العقوبات المفروضة على سورية، بما يؤدي فعلياً لرفع العقوبات المفروضة عليها، وكان الرئيس الأميركي أعلن في الرياض في 13 مايو/أيار الحالي قراره الذي وُصف بـ"التاريخي"، رفع العقوبات الأميركية عن سورية، لأن "الشعب السوري عانى بما فيه الكفاية"، ولأن "الوقت قد حان لمنحهم فرصة للنجاح". زيدون الزعبي: الخطوة الأميركية سيكون لها بالغ الأثر في تعزيز قدرة الحكومة ترحيب سوري برفع العقوبات الأميركية ورحبت وزارة الخارجية السورية، أمس السبت، بقرار أميركا إعفاء سورية من العقوبات المفروضة عليها، مشيرةً في بيان إلى أنها "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح للتخفيف من المعاناة الإنسانية والاقتصادية في البلاد"، وكانت العقوبات الأميركية على سورية التي بدأت تدريجياً منذ عام 1979 وتوسعت خلال سنوات الثورة على نظام الأسد، تثقل الاقتصاد السوري ما أدى إلى تعميق الأزمات المعيشية للمواطنين السوريين. وتعد خطوة رفع العقوبات خطوة واسعة نحو التعافي الاقتصادي المتدرّج لسورية التي تواجه اليوم جملة تحديات تهدّد السلم الأهلي والاستقرار، وربما سيؤدي رفع العقوبات دوراً في تعزيز قدرة الحكومة الانتقالية على مواجهتها. كذلك، رحّب وزير المالية السوري، محمد يُسر برنية، بالخطوات الأميركية، معتبراً في حديث لـ"العربي الجديد" أنها تطورات "محورية" في مسار تخفيف العقوبات المفروضة على سورية. وأوضح برنية أن هذه الخطوات من شأنها أن تفتح المجال أمام عودة الاستثمارات الأميركية، وتفعيل خدمات المصارف المراسلة مع نظيراتها السورية، وهو ما سينعكس إيجاباً على عملية إعادة الإعمار وتحديث البنية التحتية وتطوير القطاع المالي، كما أعرب برنية عن تطلع دمشق إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات التي تتيح لسورية الوصول إلى التكنولوجيا الحديثة، وتحويل هذه التراخيص المؤقتة إلى وضع قانوني دائم، بما يدعم المسار الاقتصادي طويل الأمد، وشدّد الوزير بالتأكيد على التزام الحكومة السورية بمواصلة تطوير المنظومة المالية وتعزيز مبادئ النزاهة وإدارة المخاطر والحوكمة في القطاع المصرفي والمالي، لافتاً إلى أن "هذه التطوّرات تفتح الباب واسعاً أمام إعادة بناء سورية ومؤسساتها على أسس قوية ومستقرة". اقتصاد عربي التحديثات الحية أبرزهم الشرع.. 28 شخصية ومؤسسة سورية رفعت عنهم واشنطن الحظر من جهته، رأى الباحث السياسي زيدون الزعبي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن تعليق العقوبات الاقتصادية الأميركية على سورية يحمل دلالات سياسية عدّة، مضيفاً: نحن أمام تشكيل شرق أوسط جديد أميركي بالمطلق، يتطلب دوراً أكبر للسعودية وتركيا بحكم الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة. وأعرب عن اعتقاده أن الخطوة الأميركية تهدف إلى "كسب السعودية وإلى حد ما سورية من خلال هذه الخطوة"، مشيراً إلى أن "ذلك يقع في قلب استراتيجية الولايات المتحدة لمواجهة الصين"، وأشار الزعبي إلى أن الخطوة الأميركية سيكون لها بالغ الأثر في تعزيز قدرة الحكومة على مواجهة التحديات، مضيفاً: الإحساس أن هذه الحكومة مستقرة سيجعل خصومها أقل ثقة في محاولة تغييرها، وسيجعل حلفاءها أقل قلقاً عليها، وتابع: ستؤدي هذه الخطوة إلى استقرار اجتماعي في البلاد، وهي مسألة بالغة الأهمية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ناهيك عن الأثر الاقتصادي الذي سيبدأ برأيي من السعودية وقطر قبل أوروبا والولايات المتحدة، وهناك آثار سياسية واقتصادية واجتماعية هائلة للقرار الأميركي. من جهته، اعتبر الباحث السياسي رضوان زيادة، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن هناك الكثير من "الدلالات السياسية" للخطوة الأميركية، مضيفاً: لا يمكن رفع العقوبات إلّا بقرار سياسي ومن ثم فإنّ هذه الخطوة تفتح الباب أمام تطبيع العلاقات الأميركية السورية، وتابع: سورية وُضعت على قائمة الدول الداعمة للإرهاب منذ عام 1979، ورفعها عن هذه القائمة يفتح الباب أمام فرص جديدة لجهة قدوم الاستثمارات الأميركية إلى سورية بحرية، فضلاً عن تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية. وعن الانعكاسات الإيجابية على الداخل السوري، رأى زيادة أن رفع العقوبات "يعني عودة سورية إلى المجتمع الدولي والنظام المصرفي العالمي"، مضيفاً: كان يُنظر إلى سورية طيلة عقود على أنها دولة مارقة، والآن تغيرت هذه النظرة تماماً، ما يفتح أمام المغتربين السوريين للاستثمار في بلادهم من دون عوائق قانونية أو عقوبات. محمد يُسر برنية: هذه التطورات تفتح الباب واسعاً أمام إعادة بناء سورية وكانت العقوبات الأميركية على سورية اشتدت أكثر واتّسع نطاقها خلال العقد الأول من الألفية الجديدة، إذ فرضت الولايات المتحدة عقوبات أخرى على نظام بشار الأسد، لعلّ أبرزها الأمر التنفيذي 13399، الذي جاء رداً على اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري في عام 2005 وفرض عقوبات إضافية ضمن حالة الطوارئ المعلنة. ومع بدء الثورة السورية في ربيع عام 2011، ورفض النظام التعاطي مع كل مبادرات الحل السياسي سواء الدولية أو الإقليمية أو العربية، ولجوئه إلى استخدام القوة لقمع معارضيه، صدرت أوامر تنفيذية جديدة قضت بفرض عقوبات تُضاف إلى ما سبقها، وهو ما أدى إلى فرض حظر اقتصادي شبه شامل، مَنَع أي صفقات أو تعاملات مالية مع النظام المخلوع، وحظر استيراد النفط السوري، ومنع أي استثمار أميركي في سورية. عقوبات ما بعد اندلاع الثورة في 29 إبريل/نيسان 2011، فُرضت أولى العقوبات على سورية بعد اندلاع الثورة في 15 مارس/آذار من العام عينه بإصدار الرئيس الأميركي (السابق) باراك أوباما أمراً تنفيذياً بتجميد ممتلكات المتورطين في الانتهاكات. ثم توالت العقوبات الأميركية المشدّدة على سورية، وصولاً إلى عام 2020 حين دخل "قانون قيصر" لحماية المدنيين السوريين حيّز التنفيذ، بعدما استغرق إنجازه نحو ستّ سنوات، ونص على فرض عقوبات على الأسد وأركان حكمه، وعلى أي جهة تقدم الدعم أو تتعامل مع النظام المخلوع. وجاء هذا القانون عقاباً لنظام الأسد جرّاء الانتهاكات الإنسانية التي ظهرت في 55 ألف صورة مسربة وثقت جرائمه في السجون والمعتقلات في سورية. وصدرت حزم عقوبات عدّة بموجب هذا القانون استهدفت النواة الصلبة للنظام، ما أدى إلى إنهاكه ومحاصرته اقتصادياً، وصولاً إلى الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، الذي شهد سقوط هذا النظام الذي بقي في السلطة نحو 54 سنة. وأدت دول عربية أبرزها السعودية وقطر، إلى جانب تركيا دوراً في إقناع الإدارة الأميركية برفع العقوبات المفروضة على سورية، وهو ما يشكل بداية جديدة للدولة السورية على الصّعد كافّة، خصوصاً أن البنية التحتية في البلاد متهالكة إلى حد بعيد، وفي ظلّ انكماش الناتج المحلي الإجمالي السوري، وتراجع قيمة العملة المحلية إلى مستويات دنيا، ما ترك ملايين السوريين غير قادرين على تأمين احتياجاتهم الغذائية الأساسية. تقارير عربية التحديثات الحية تحولات سورية ترافق رفع العقوبات الأميركية


أخبار مصر
منذ 27 دقائق
- أخبار مصر
مميز ومنعش.. طريقة تحضير سموزي الكنتالوب
مميز ومنعش.. طريقة تحضير سموزي الكنتالوب يعد سموزي الكنتالوب من المشروبات المميزة والمنعشة خلال فصل الصيف، ويمكن تحضير سموزي الكنتالوب بخطوات بسيطة ومميزة.طريقة تحضير سموزي الكنتالوب مكونات سموزي الكنتالوبكنتالوبسكرمياهثلجطريقة تحضير سموزي الكنتالوبفي الخلاط ضعي جميع المقادير وتخفق.قدمي المشروب في كاسات التقديم .


BBC عربية
منذ 30 دقائق
- BBC عربية
قتلى في تبادل للهجمات الليلية بالطائرات المسيرة بين روسيا وأوكرانيا
بعد شروع روسيا وأوكرانيا في تنفيذ أكبر عملية تبادل أسرى منذ بدء الغزو الروسي في 2022، تتبادل الجارتان اللدودتان الهجمات الليلية عبر الطائرات المسيرة. في وقت مبكر من صباح الأحد، أعلنت كييف عن تعرض العاصمة الأوكرانية لهجوم جديد بأكثر من 12 طائرة مسيرة روسية، محذرة من تهديد صاروخي. وقالت القوات الجوية الأوكرانية، السبت، إن روسيا أطلقت 14 صاروخاً بالستياً و250 طائرة مسيرة هجومية خلال الليل، مضيفة أنها أسقطت ستة صواريخ و245 طائرة. بدوره، أفاد مسؤول أوكراني، الأحد، أن الضربات قتلت ثلاثة أشخاص في منطقة كييف ليلاً. وقال ميكولا كلاشنيك، رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية، في منشور على تليغرام "للأسف، قتل ثلاثة أشخاص الليلة الماضية نتيجة هجوم للعدو في منطقة كييف". وقال رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كييف تيمور تكاشينكو "أكثر من 12 طائرة مسيرة معادية تحلق في المجال الجوي المحيط بالعاصمة". وأضاف عبر تطبيق تليغرام "هناك طائرات جديدة تقترب أيضا. وجرى التعامل مع بعض الطائرات المسيرة فوق كييف والمناطق المحيطة بها. لكن الطائرات الجديدة لا تزال تدخل أجواء العاصمة". وتابع "لن تكون الليلة سهلة. هناك تهديد من استخدام العدو عدداً كبيراً من الطائرات المسيرة والصواريخ من طائرات استراتيجية". وأشار إلى سقوط حطام على مبنى سكني من خمسة طوابق في منطقة غولوسيفسكي. وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف إن المدينة "تتعرض لهجوم"، لكن "قوات الدفاع الجوي تعمل". وطالب كليتشكو السكان بـ"البقاء في ملاجئ". هجوم أوكراني أما روسيا فأعلنت بدورها التعرض لهجوم بطائرات مسيرة أوكرانية في وقت مبكر الأحد. وتحدثت عن اعتراض أو تدمير قرابة 100 منها بعضها كان يستهدف العاصمة موسكو. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن وحدات الدفاع الجوي اعترضت أو دمرت 95 طائرة مسيرة خلال أربع ساعات. وشمل ذلك اثنتين كانتا تتجهان نحو موسكو، لكن معظم الطائرات كانت تحلق فوق مناطق وسط وجنوب البلاد. وفي وقت لاحق، كتب سيرغي سوبيانين رئيس بلدية موسكو في تطبيق تيليغرام أن عدد الطائرات التي جرى تدميرها أو اعتراضها قرب العاصمة ارتفع إلى 11. ترامب: روسيا وأوكرانيا ستبدآن فوراً بمحادثات لوقف إطلاق النار وتسبب نشاط الطائرات المسيرة إلى إغلاق ثلاثة مطارات في موسكو لبعض الوقت. وقال مسؤولون محليون إن وحدات الدفاع الجوي أسقطت طائرات مسيرة فوق مدينة تولا في وسط البلاد ومدينة تفير في شمال غربي موسكو. وتأتي هذه الهجمات المتتالية ليلاً في وقت بدأت فيه روسيا وأوكرانيا بتنفيذ أكبر عملية تبادل لأسرى منذ بدء الغزو الروسي في فبراير/شباط 2022. وباشرت روسيا وأوكرانيا تبادلاً لعدد قياسي للأسرى ينبغي أن يشمل "ألف أسير" من كل جانب على ثلاثة أيام. وأعلنت كييف وموسكو السبت تبادل 307 أسرى من كل جانب. وشملت المرحلة الأولى من عملية التبادل الجمعة 270 عسكرياً و120 مدنياً من كل جانب. ومن المقرر أن تُجرى الأحد المرحلة الثالثة من هذا التبادل الذي يعد الأكبر منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في العام 2022. وصرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت أن الهجمات مؤشر على أن موسكو "تطيل أمد الحرب"، مجدداً مطالبته بفرض عقوبات عليها.