logo
إسرائيل تؤجل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين لأجل غير مسمى اعتراضاً على المراسم الـ "مهينة" لإطلاق سراح الرهائن

إسرائيل تؤجل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين لأجل غير مسمى اعتراضاً على المراسم الـ "مهينة" لإطلاق سراح الرهائن

الوسط٢٣-٠٢-٢٠٢٥

أعلن بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تأجيل الإفراج عن السجناء والمعتقلين الفلسطينيين والذي كان مقرراً السبت، "حتى يتم ضمان إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الآخرين، ودون طقوس مهينة".
وقال البيان إن ذلك جاء بسبب "الانتهاكات المتكررة من قبل حماس، بما في ذلك الطقوس التي تهين كرامة الرهائن والاستخدام السياسي الساخر بهدف الدعاية".
من جهتها، استنكرت حركة حماس قرار إسرائيل بتأجيل الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، مشيرة إلى أن "هذا القرار يكشف مجددًا مراوغات الاحتلال وتنصله من التزاماته".
وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس: "تذرع الاحتلال بأن مراسم التسليم مهينة هو ادعاء باطل وحجة واهية تهدف للتهرب من التزامات الاتفاق. هذه المراسم لا تتضمن أي إهانة للأسرى، بل تعكس التعامل الإنساني الكريم معهم".
وأضاف: "الإهانة الحقيقية هي ما يتعرض له أسرانا خلال عملية الإفراج، من تعذيب وضرب وإذلال متعمد حتى اللحظات الأخيرة. الأسرى الفلسطينيون يتم إطلاق سراحهم وهم مقيدو الأيدي ومعصوبو الأعين، كما يتم تهديد ذويهم بعدم إقامة أي احتفالات لاستقبال أبنائهم المحررين".
وطالب الرشق الوسطاء والمجتمع الدولي "بتحمل مسؤولياتهم والضغط على الاحتلال لتنفيذ الاتفاق والإفراج عن الأسرى دون أي تأخير".
وصباح السبت، سلمت حركة حماس ست رهائن إسرائيليين للصليب الأحمر ضمن الدفعة السابعة والأخيرة من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي دخل حيّز في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
وأفرجت حماس عن الرهائن الإسرائيليين على ثلاث دفعات، إذ أفرجت عن رهينتين صباح السبت، أحدهما أفيرا منغيستو، من أصل إثيوبي، المحتجز لدى حماس منذ عام 2014 بعد عبوره إلى غزة، وتمت مراسم تسليم الرهينتين إلى الصليب الأحمر في رفح، جنوبي قطاع غزة.
كما أفرجت حماس لاحقاً عن ثلاث رهائن آخرين في النصيرات وسط قطاع غزة، في مراسم صعد فيها الرهائن إلى المنصة ممسكين بشهادات سلمتها لهم حماس.
أما الرهينة السادسة، هشام السيد، وهو من بدو النقب، فقال قيادي في حماس لبي بي سي إن كتائب القسام قررت تسليمه دون مراسم، "احتراماً لفلسطينيي الداخل".
وقال الجيش الإسرائيلي في منشور على إكس، إنه جرى نقل السيد في مروحية مع أفراد عائلته إلى المستشفى، وذلك بعد بيان آخر للجيش، قال فيه إن حماس "لن تقيم مراسم للرهينة هشام السيد، احتراماً للمجتمع البدوي - الإسرائيلي".
وبحسب قناة I24 الإسرائيلية، فإن السيد "تسلل" إلى قطاع غزة خمس مرات في السابق، وتمّ إعادته إلى إسرائيل ضمن صفقات تبادل مع حماس عامي 2010 و2013، قبل أن يُحتجز مرة أخرى عام 2015 بعد تسلله إلى غزة.
وتقول عائلة هشام السيد، البالغ من العمر 36 عاماً، إنه يعاني من مرض فصام الشخصية بحسب القناة الإسرائيلية.
فرحة وانكسار
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عودة الرهائن الست بأنها "لحظة فرح"، رغم أن إسرائيل "محطمة" بسبب ما وصفه بـ"القتل الوحشي" للرهينة الإسرائيلية شيري بيباس وولديها.
وقال نتنياهو في بيان: "بعد إصرارنا الحازم ومطالبتنا الصريحة بالعودة الفورية لشيري، نجحنا في إعادتها الليلة الماضية للدفن في إسرائيل"، متعهداً: "لن ننسى أبداً، ولن نسامح أبداً".
وكانت حماس قد قالت سابقاً إن شيري وولديها قُتلوا في غارة جوية للجيش الإسرائيلي في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023، ولم تتمكن بي بي سي من التحقق من ذلك بشكل مستقل، بينما قال مدير المعهد الإسرائيلي للطب الشرعي تشين كوغل مساء السبت أنه تمّ التعرف "على رفات شيري بيباس بعد يومين من التعرف على طفليها، أرييل وكفير، ولم يقد الفحص للعثور على أي دليل على إصابتهم نتيجة قصف".
يأتي ذلك بعدما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة حماس بارتكاب "عمليات قتل مروعة"، فيما اتهمها الجيش بقتل الطفلين "بأيدٍ عارية" أثناء احتجازهما في قطاع غزة.
وأصدرت حماس الجمعة بياناً نفت فيه اتهام المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن الحركة قتلت عائلة بيباس، واصفة ذلك بأنه "أكاذيب" ، و"محاولة يائسة للتنصل من مسؤولية جيشه عن مقتل العائلة".
الإفراج عن 600 فلسطيني
وكان من المفترض أن تُفرج إسرائيل عن أكثر من 600 معتقل وسجين فلسطيني، قبل أن تعلن تأجيل العملية حتى مساء السبت، ثم إعلان نتنياهو تأجيلها حتى "ضمان عودة الرهائن الإسرائيليين الآخرين، ودون مراسم".
وأعلن نادي الأسير الفلسطيني، أن من بين الفلسطينيين الذين كان من المفترض الإفراج عنهم، 50 سجيناً محكومين بالسجن المؤبد، فيما كان مقرراً إبعاد 108 شخص من إجمالي المفرج عنهم خارج الأراضي الفلسطينية.
وبحسب بيان صادر عن مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني، فإن 41 سجيناً فلسطينياً ممن كان مُفترضاً أن يُفرج عنهم السبت، أُعيد اعتقالهم بعد صفقة شاليط عام 2011، و445 شخصاً تمّ اعتقالهم من قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وكان من بين أبرز الأسماء الذين أُعلن عن الإفراج عنهم، نائل البرغوثي، الملقّب بـ"عميد الأسرى"، حيث أمضى 45 عاماً في السجن وهي أطول مدة يقضيها سجين فلسطيني، بحسب هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، إذ تمّ اعتقاله أول مرة بتهمة مهاجمة الجيش الإسرائيلي في عام 1978.
وقالت مصادر من عائلة البرغوثي من بلدة كوبر شمال رام الله في الضفة الغربية المحتلة، إنه اتصل بعائلته من سجن كتسيعوت بالنقب، الثلاثاء الماضي، وأبلغهم بأنّه سيُفرج عنه في الدفعة السابعة، ضمن صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس.
إسرائيل "تواصل المماطلة" في تنفيذ البنود
الإعلام العسكري لكتائب القسام
ومع إعلان نتنياهو تأجيل الإفراج عن السجناء والمعتقلين الفلسطينيين، تتجه الأنظار حول مصير الدفعة السابعة السجناء، التي كان من المفترض أن تكون الأخيرة ضمن صفقة تبادل الرهائن الإسرائيليين الأحياء بالسجناء والمعتقلين خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، التي ستنتهي تماماً بعد أن تسلم حماس أربع جثث لإسرائيليين الخميس القادم.
ومن المفترض أن تبدأ المرحلة الثانية في الثاني من مارس/آذار، التي تأذن بإنهاء الحرب في قطاع غزة، لتبدأ بعدها المرحلة الثالثة والأخيرة، المتعلقة بإعادة إعمار القطاع.
ومع نهاية المرحلة الأولى، ستكون حماس قد أطلقت سراح 33 رهينة إسرائيليين، بينهم ثمانية جثامين، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1900 سجين فلسطيني.
وأكدت حركة حماس التزامها باتفاق وقف إطلاق النار وجاهزيتها للمرحلة الثانية، متهمة الجانب الإسرائيلي بـ"مواصلة المماطلة في تنفيذ بنوده".
وحذر البيان إسرائيل من محاولات "التنصل" من الاتفاق، مشدداً على أن أمام إسرائيل خيارين: "إما أن يستقبلوا أسراهم في توابيت كما جرى يوم الخميس، بسبب عنجهية نتنياهو، أو أن يحتضنوا أسراهم أحياء التزاماً بشروط المقاومة" بحسب نص البيان.
وقال عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم حماس، في بيان له إن "المقاومة مستمرة في استكمال عمليات التبادل وإلزام إسرائيل بتنفيذ ما تبقى من الاتفاق، وأن ضمان إتمام عمليات التبادل القادمة مرهون بالتزام إسرائيل بباقي بنود الاتفاق وتنفيذ البروتوكول الإنساني".
وأشارت حماس إلى أن "الوضع في غزة كارثي، ما يتطلب من الوسطاء الضغط على الاحتلال لتنفيذ البروتوكول الإنساني، وتوفير مستلزمات الإيواء والإغاثة لشعبنا، مجددة جاهزيتنا لإتمام عملية تبادل واسعة وكاملة دفعة واحدة تستند إلى وقف نهائي للحرب، وانسحاب الاحتلال وإعمار قطاع غزة"، كما ورد في البيان.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد حادث السفارة.. هل تنقلب العلاقات بين ترامب ونتنياهو إلى مواجهة مفتوحة؟
بعد حادث السفارة.. هل تنقلب العلاقات بين ترامب ونتنياهو إلى مواجهة مفتوحة؟

عين ليبيا

timeمنذ 11 ساعات

  • عين ليبيا

بعد حادث السفارة.. هل تنقلب العلاقات بين ترامب ونتنياهو إلى مواجهة مفتوحة؟

تصاعد التوتر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الأسابيع الأخيرة، في وقت وصف فيه مسؤولون أمريكيون العلاقة بين الجانبين بأنها تمرّ بمرحلة 'فتور متزايد'، رغم حرص الطرفين على عدم الإعلان عن قطيعة رسمية. وجاء ذلك عقب الهجوم الذي وقع قرب المتحف اليهودي في العاصمة الأميركية، وأسفر عن مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية، إلا أن مسؤولين أميركيين أكدوا أن الحادث، رغم إدانته من جانب ترامب، لن يغيّر جوهر الخلافات المتراكمة بين الجانبين. وأدان ترامب الهجوم بشدة، قائلاً إنه 'أكثر رؤساء أميركا دعماً لإسرائيل في التاريخ'، لكنه في الوقت نفسه يواصل النأي بنفسه عن بعض سياسات نتنياهو، وهو ما عزاه مراقبون إلى 'خيبة أمل متنامية' داخل إدارة ترامب تجاه أداء الحكومة الإسرائيلية. ونقلت صحيفة 'بوليتيكو' عن خمسة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين أن الخلافات بين ترامب ونتنياهو باتت علنية بشأن عدة ملفات في الشرق الأوسط، خصوصاً التعامل مع الحرب في غزة، وإيران، والمساعدات الإنسانية، فضلاً عن الموقف من التوسع الاستيطاني والضغط الإسرائيلي المستمر للحصول على دعم غير مشروط. وقال أحد المسؤولين السابقين إن 'هناك مجموعة في الإدارة لا ترى في إسرائيل شريكاً استثنائياً، بل شريكاً عادياً لا يستحق معاملة خاصة'، في وقت أشار مقرب من البيت الأبيض إلى أن 'نتنياهو هو أصعب شخصية يمكن التعامل معها من بين جميع الملفات في الشرق الأوسط'. ورغم اتصال هاتفي جرى بين ترامب ونتنياهو عقب الهجوم، وُصف بأنه حمل تعبيراً عن 'حزن عميق' من جانب الرئيس، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن القضايا الجوهرية، خصوصاً موقف إسرائيل من المساعدات لغزة، ورفضها لجهود التسوية مع إيران، لا تزال محل خلاف حاد. وقال مسؤول أميركي إن ترامب بات 'منزعجاً من وتيرة التصعيد في غزة' التي يرى أنها تُعقّد مبادراته الإقليمية، وتُعيق مساعيه لتوسيع اتفاقات التطبيع العربي – الإسرائيلي، مضيفاً: 'هناك شعور بأن إسرائيل تطالب بالكثير دون أن تحقق لواشنطن مكاسب دبلوماسية توازي ذلك'. ويظهر تحول ترامب الإقليمي بوضوح في مواقفه الأخيرة، إذ فضّل زيارة دول الخليج خلال جولته الأخيرة متجنباً المرور بإسرائيل، كما تعزز التوجه نحو الشراكة مع السعودية والإمارات، اللتين يعتبرهما مقربون من البيت الأبيض 'أكثر التزاماً بقواعد اللعبة، وأكثر استعداداً لتوقيع الصفقات ودعم المفاوضات مع طهران'. من جهته، صعّد السفير الإسرائيلي في واشنطن، يتسحاق ليتر، لهجته قائلاً إن 'الهجوم يمثل جبهة جديدة في الحرب على إسرائيل، تقودها حماس وإيران ووكلاؤها'، مؤكداً أن الحادثة 'جزء من حملة لتشويه شرعية الدولة الإسرائيلية'. ورغم استمرار التنسيق الأمني والاتصالات الرسمية، يبدو أن 'العلاقة الخاصة' بين ترامب ونتنياهو تمرّ باختبار جدي، خاصة مع تقارير تفيد بأن الرئيس الأميركي بدأ يفقد صبره، ويسعى لإعادة ضبط علاقاته في الشرق الأوسط بما يتوافق مع مصالحه الاستراتيجية. هذا وتمثل العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل واحدة من أقوى التحالفات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، تأسست منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948، وبدأت هذه العلاقة بدعم دبلوماسي أمريكي قوي، وتطورت بشكل ملحوظ خاصة بعد حرب 1967 وحرب 1973 حيث قدمت الولايات المتحدة دعمًا عسكريًا واقتصاديًا واسعًا لإسرائيل، وعلى مدار العقود، أصبحت الولايات المتحدة المزود الرئيسي للمساعدات العسكرية لإسرائيل، مما منحها تفوقًا عسكريًا عبر تزويدها بتقنيات متقدمة وأسلحة حديثة. سياسيًا وعسكريًا، تحظى إسرائيل بدعم كبير داخل الإدارة الأمريكية والكونغرس باعتبارها حليفًا أساسيًا في مواجهة التحديات الإقليمية، خصوصًا إيران والمنظمات المسلحة. وتعقد الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة وتتبادلان معلومات استخبارية بانتظام، بينما تدافع واشنطن عن إسرائيل في المحافل الدولية، مستخدمة في كثير من الأحيان حق النقض في مجلس الأمن لصالحها. وعلى الرغم من قوة هذا التحالف، شهدت العلاقات بين البلدين توترات متقطعة ناجمة عن خلافات حول قضايا مثل الاستيطان وعملية السلام مع الفلسطينيين واتفاق إيران النووي، إلا أن هذه الخلافات لم تؤثر بشكل جذري على عمق التعاون بينهما، وفي الوقت الحالي، تستمر الولايات المتحدة في تقديم دعم سياسي وعسكري واسع لإسرائيل، لكنها تسعى أيضًا إلى إدارة ملفات الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بما يدعم الاستقرار الإقليمي

الفوضى تتفشى في غزة بينما ينتظر السكان اليائسون وصول الطعام
الفوضى تتفشى في غزة بينما ينتظر السكان اليائسون وصول الطعام

الوسط

timeمنذ 19 ساعات

  • الوسط

الفوضى تتفشى في غزة بينما ينتظر السكان اليائسون وصول الطعام

EPA تسببت كمية الغذاء المحدودة التي وصلت إلى غزة بعد رفع الحصار الإسرائيلي جزئياً، في انتشار الفوضى، مع استمرار انتشار الجوع بين سكان القطاع. فقد اكتظت المخابز التي توزع الطعام بالحشود، وأُجبرت على الإغلاق يوم الخميس. وفي الليل هاجم لصوص مسلحون قافلة مساعدات، ما أدى إلى تبادل إطلاق النار مع مسؤولي أمن حماس، الذين استهدفتهم غارة لطائرة إسرائيلية مُسيرة، بحسب شهود عيان. وتؤكد الحادثة التي وقعت في وسط غزة، ورواها شهود عيان وصحفيون محليون ومسؤولون من حماس لبي بي سي، على تدهور الوضع الأمني في غزة، حيث انهارت حكومة حماس وعمّت الفوضى. ووقعت الحادثة أثناء توجه قافلة مكونة من 20 شاحنة تحمل الدقيق من معبر كرم أبو سالم إلى مستودع تابع لبرنامج الغذاء العالمي في مدينة دير البلح، ودخلت القطاع بتنسيق من برنامج الغذاء العالمي. ورافق القافلة ستة عناصر من أمن حماس عندما تعرضت لكمين نصبه خمسة مسلحين مجهولين، أطلقوا النار على إطارات الشاحنة وحاولوا الاستيلاء على حمولتها. وقال شهود عيان لبي بي سي نيوز إن فريق التأمين التابع لحماس اشتبك مع المهاجمين في تبادل إطلاق نار قصير. وبعد وقت قصير من بدء الاشتباك، استهدفت طائرات إسرائيلية مُسيرة فريق حماس بأربعة صواريخ، ما أدى إلى مقتل ستة ضباط وإصابة آخرين. EPA وأصدرت حماس بياناً أدانت فيه الهجوم ووصفته بأنه "مجزرة مروعة"، متهمة إسرائيل باستهداف الأفراد المكلفين بحماية المساعدات الإنسانية عمداً. بينما رد الجيش الإسرائيلي ببيان قال فيه إن إحدى طائراته حددت هوية "عدد من المسلحين، من بينهم إرهابيون من حماس"، بالقرب من شاحنات مساعدات إنسانية في وسط غزة "وضربت المسلحين بعد التعرف عليهم". وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه سيبذل "كل الجهود الممكنة لضمان عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى أيدي المنظمات الإرهابية". وسمحت إسرائيل بمرور كمية صغيرة من الغذاء إلى غزة هذا الأسبوع؛ حيث عبرت نحو 130 شاحنة محملة بالمساعدات إلى داخل القطاع في الأيام الثلاثة الماضية، بعد أن رفع الجيش الإسرائيلي جزئياً الحصار المستمر منذ 11 أسبوعاً. وتقول الأمم المتحدة إن غزة تحتاج إلى ما بين 500 إلى 600 شاحنة من الإمدادات يومياً. وحذرت وكالات دولية، منها الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي، مراراً وتكراراً من أن انعدام الأمن المتزايد يعوق توصيل الإمدادات الغذائية والطبية التي يحتاجها السكان بشدة، ومعظمهم من النازحين داخل غزة. وتقول إسرائيل إن الحصار يهدف إلى الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، كما اتهمت حماس أيضاً بسرقة الإمدادات، وهو ما نفته الحركة. وأكد برنامج الأغذية العالمي نهب 15 شاحنة مساعدات تابعة له مساء الخميس، قائلاً إن "الجوع واليأس والقلق حول إمكان وصول المساعدات الغذائية يساهم في تفاقم انعدام الأمن". ودعت المنظمة الدولية إسرائيل إلى المساعدة في ضمان المرور الآمن للإمدادات. وكتب فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، على منصة إكس، أنه لا ينبغي أن "يتفاجأ" أحد "أو يشعر بالصدمة" من نهب المساعدات؛ لأن "أهل غزة يعانون الجوع والحرمان من الأساسيات مثل المياه والأدوية لأكثر من 11 أسبوعاً". وقبل دخول قافلة المساعدات يوم الخميس، تجمع فلسطينيون غاضبون وجائعون خارج المخابز في غزة، في محاولة يائسة للحصول على الخبز، لكن سرعان ما تحول الوضع إلى حالة من الفوضى، ما اضطر السلطات إلى وقف التوزيع. كما اضطرت معظم المخابز لتعليق عملياتها، مشيرة إلى انعدام الأمن. وأعرب العديد من السكان في مختلف أنحاء غزة عن شعورهم بالإحباط المتزايد، بسبب طريقة توزيع المساعدات، وانتقدوا برنامج الأغذية العالمي الذي يشرف على تسليم الأغذية. وطالب البعض بتوزيع الدقيق مباشرة على السكان بمعدل كيس واحد لكل أسرة، بدلاً من توزيعه على المخابز لإنتاج الخبز وتوزيعه على السكان. ويقول السكان المحليون إن توزيع الدقيق سوف يسمح للأسر بالخبز في المنازل أو في الخيام، ما سيكون "أكثر أماناً من الانتظار في مراكز المساعدات المزدحمة." EPA إمدادات محملة على منصات خشبية أثناء تحمليها على شاحنات انتظارات لإدخالها إلى القطاع كما تحدث فلسطينيون على الأرض عن انهيار الخدمات الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية، التي يواجهها من يعيشون وسط القتال أو أُجبروا على ترك منازلهم، في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي في تصعيد عملياته العسكرية ضد حماس. ومن داخل أحد مخيمات النازحين في المواصي جنوبي قطاع غزة، قال عبد الفتاح حسين لبي بي سي، عبر تطبيق واتساب، إن الوضع "يزداد سوءاً" بسبب عدد الموجودين في المنطقة. وأضاف، وهو أب لطفلين، أنه "لا توجد مساحة" في المواصي، كما أن الجيش الإسرائيلي أمر سكان المنطقة بمغادرة منازلهم التوجه إلى مكان آمن. وأكد أنه "لا يوجد كهرباء ولا طعام ولا مياه شرب كافية ولا أدوية متاحة"، والغارات الجوية المتكررة، خاصة أثناء الليل، تفاقم المعاناة". ووصف حسين شاحنات المساعدات القادمة بأنها "قطرة في بحر احتياجات سكان غزة." وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه سيُسمح أخيراً بدخول بعض الإمدادات "الأساسية" فقط من الاحتياجات إلى القطاع. وحذرت المنظمات الإنسانية من أن كمية الغذاء التي دخلت غزة في الأيام الأخيرة لا تقترب حتى من الكمية المطلوبة لإطعام نحو مليوني فلسطيني يعيشون هناك، في حين قالت الأمم المتحدة إن نحو 500 شاحنة كانت تدخل القطاع في المتوسط يومياً قبل الحرب. وحذرت منظمات إنسانية من مجاعة "تهدد قطاع غزة على نطاق واسع." وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن 400 شاحنة حصلت على الموافقة لدخول غزة هذا الأسبوع، لكن الإمدادات التي دخلت جُمِعت من 115 شاحنة فقط، مضيفاً أنه لم يصل شيء "إلى الشمال المحاصر" حتى الآن. ورغم وصول بعض الطحين/الدقيق وأغذية الأطفال والإمدادات الطبية إلى غزة، وبدء بعض المخابز في الجنوب العمل مرة أخرى، قال غوتيريش إن ذلك يعادل "ملعقة صغيرة من المساعدات بينما هناك حاجة إلى طوفان من المساعدات". وأضاف أن "هناك إمدادات محملة على 160 ألف منصة متنقلة، تكفي لملء نحو 9 آلاف شاحنة، مازالت في الانتظار". وقالت رضا، وهي قابلة تعمل على توليد الحوامل من خلال جمعية مشروع الأمل الخيرية في دير البلح، إن النساء يأتين إليها في حالة إغماء، ويلجأن إلى طلب مساعدتها بسبب عدم تناول أي طعام حتى وجبة الإفطار. وأضافت أن الكثير من النساء يحصلن على وجبة واحدة فقط في اليوم، ويعشن على البسكويت عالي الطاقة الذي تقدمه لهم الجمعية الخيرية. وتضيف القابلة: "بسبب سوء التغذية، دائماً ما تشكو النساء من عدم حصول أطفالهن على ما يكفي من المكملات الغذائية من الرضاعة، ولا يتوقفوا عن البكاء. إنهم يحتاجون دائماً إلى الرضاعة الطبيعية، لكن الصدور خالية من اللبن". أما صبا ناهض النجار، فهي مراهقة تعيش في خان يونس، حيث أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء جماعي للمنطقة في وقت سابق من هذا الأسبوع، تمهيداً لعملية عسكرية "غير مسبوقة" هناك، بحسبه. وقالت صبا إن عائلتها بقيت في منزلها المدمر جزئياً، مضيفة "صدر أمر إخلاء لمنطقتنا، لكننا لم نغادر لأننا لا نجد مكاناً آخر نذهب إليه". وتابعت: "لا يوجد عدد كبير من المواطنين في المنطقة. النازحون ينامون في الشارع ولا يوجد طعام. الظروف متدهورة وصعبة للغاية". وقالت المراهقة الفلسطينية في رسالة عبر تطبيق واتساب، وهي تكاد تكون الطريقة الوحيدة للتحدث إلى الناس في غزة لأن الجيش الإسرائيلي يمنع الصحفيين من دخولها، إن "القصف مستمر بطريقة وحشية". وأكدت أنه لم يتبق لها ولأسرتها سوى القليل، مضيفة: "ليس لدينا طعام، ولا دقيق، ولا أي ضروريات أساسية للحياة".

دخول 90 شاحنة مُحمّلة بالمساعدات إلى غزة، وتحذيرات من أن "نصف مليون نسمة معرّضون للموت جوعاً"
دخول 90 شاحنة مُحمّلة بالمساعدات إلى غزة، وتحذيرات من أن "نصف مليون نسمة معرّضون للموت جوعاً"

الوسط

timeمنذ 3 أيام

  • الوسط

دخول 90 شاحنة مُحمّلة بالمساعدات إلى غزة، وتحذيرات من أن "نصف مليون نسمة معرّضون للموت جوعاً"

Reuters واصلت شاحنات عديدة مُحمّلة بالدقيق، ومواد غذائية للأطفال الرُضّع ومساعدات أخرى، دخول قطاع غزة يوم الخميس. وقالت الأمم المتحدة إن بعض المساعدات الغذائية التي دخلت غزة على متن نحو 90 شاحنة يوم الأربعاء، وصلت الآن إلى المستودعات المُعدّة لها، وإن الدقيق وصل إلى المخابز في القطاع. ودخلت المساعدات من خلال معبر كرم أبوسالم، وذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان إسرائيل تخفيف حصار مُطبق دام 11 أسبوعاً. ورأت الأمم المتحدة أن هذه الإمدادات "بعيدة عمّا يكفي لتلبية الاحتياجات الكبيرة في غزة" ولسدّ العجز الذي أحدثه الحصار الإسرائيلي. وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، إنه يتوقع أن تُنتج المخابز في القطاع الخبز في وقت لاحق اليوم الخميس". وأضاف الشوا، لوكالة رويترز للأنباء، أن 90 شاحنة فقط دخلت غزة، مشيراً إلى أنه في أثناء الهُدنة، كان يدخل إلى القطاع 600 شاحنة يومياً - وعليه فإن هذه الكمية تعتبر "قطرة في محيط" على حد تعبيره. Reuters تقول الأمم المتحدة إن هذه الكمية من المساعدات بعيدة عن أن تكفي احتياجات غزة "هذه الخطة ليست حلا، إنما هي قرار سياسي" فيما قالت إسرائيل إنها سمحت بدخول 100 شاحنة تحمل مواد غذائية للأطفال ومُعدات طبية لقطاع غزة يوم الأربعاء، بعد إعلان أوّل تخفيف للقيود التي تفرضها على القطاع - وهي الخطوة التي جاءت من الجانب الإسرائيلي استجابة لضغوط دولية متزايدة. وتتسبب قيودٌ إسرائيلية ومخاوف من تعرُّض المساعدات للنهب في تأخُّر وصولها، وتقول إسرائيل إن حركة حماس تصادر هذه المساعدات لمقاتليها، وهي التهمة التي تنفيها الحركة الفلسطينية. وفي حديث لبي بي سي، قال أنطوان رينارد من برنامج الأغذية العالمي، إن منظمات الإغاثة في غزة لا توظِّف مُسلّحين لحراسة المخازن نظراً لِما يكتنف ذلك من خطورة شديدة. وفي مؤتمر صحفي مساء الأربعاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو إن أياماً قليلة تفصلنا عن تنفيذ خطة جديدة لتوصيل المساعدات في غزة – فيما يُعرف بـ "منطقة مُعقّمة خالية من حماس" – حيث سيُنقَل الغزيّين للحصول على الإمدادات. وأعلنت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى أنها لن تتعاون مع الخطة الإسرائيلية، قائلين إنها تتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية وإنها كما يبدو "تتّخذ من المساعدات سلاحاً". وقال رينارد لبي بي سي: "هذه الخطة ليست حلا، إنما هي قرار سياسي ... ينبغي أن يذهب الغذاء إلى الناس، لا أنْ يذهب الناس إلى الغذاء". "نصف مليون نسمة معرّضون للموت جوعاً" Getty Images وحذّرت منظمات إنسانية من تسجيل مستويات حادة من الجوع بين 2.1 مليون نسمة، في ظل ارتفاع نسبة الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحادّ بسبب نقص الأغذية الأساسية وارتفاع الأسعار بشكل كبير في القطاع. وفي ذلك، قال رينارد، من برنامج الأغذية العالمي: "بحسب أسعار السوق في غزة الآن، تقدّر تكلفة كل حافلة محملة بالدقيق بنحو 400 ألف دولار". وأضاف رينارد لبي بي سي: "الحلّ هو دخول مئات ومئات الشاحنات يومياً" إلى القطاع، مشيراً إلى أنّ "قلّة أعداد الشاحنات الداخلة للقطاع تعني مزيداً من الخطر والقلق بين سُكانه". ويشير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الذي تدعمه الأمم المتحدة) إلى أن نصف مليون نسمة معرّضون للموت جوعاً في الأشهر المقبلة. ومن جانبها، تصرّ إسرائيل على أنه لم يكن هناك نقص في المساعدات، متّهمةً حماس بسرقة الإمدادات وإعطائها لمقاتليها أو بيعها من أجل الحصول على الأموال. وتقول إسرائيل إنها فرضت الحصار كوسيلة للضغط على حماس من أجل إطلاق سراح 58 رهينة لديها في غزة، بينهم حوالي 23 رهينة يُعتقد أنهم أحياء. ووصل عدد الأطفال الذين قتلوا في قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، 16 ألفاً و503 أطفال، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية. وبحسب الوزارة، توزّعتْ الفئات العمرية لهؤلاء الأطفال على النحو التالي: "الرُضّع - أقل من عام: 916 قتيلا؛ الأطفال من 1-5 أعوام: 4365 قتيلا؛ الأطفال من 6-12 عاماً: 6101 قتيلاً؛ الفِتية من 13–17 عاماً: 5124 قتيلا". "مناطق قتال خطيرة" في غضون ذلك، ومع وصول أوّل دُفعة من المساعدات إلى القطاع، واصل الجيش الإسرائيلي هجماته على غزة، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 35 شخصاً يوم الخميس، وفقاً لمصادر صحيّة فلسطينية. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يحرص على عدم وقوع إصابات بين المدنيين، وإنه يستهدف مسلّحين فقط. وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بالإخلاء من 14 من الأحياء الواقعة في شمال غزة، بما فيها بيت لاهيا وجباليا. وقال الجيش إن هذه الأحياء هي "مناطق قتال خطيرة". وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي، إن الجيش الإسرائيلي "سيقوم بتوسيع نشاطه العسكري في مناطق وجودكم بشكل ملحوظ ... من أجل أمْنكم أخلوا فوراً جنوباً". ويأتي إنذار الجيش يوم الخميس غداة إطلاق مقذوفات من غزة على إسرائيل، سقط بعضها داخل القطاع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store