logo
"حميد المهداوي".. "حلايقي" افتراضي التصق عنوة بالصحافة

"حميد المهداوي".. "حلايقي" افتراضي التصق عنوة بالصحافة

الجريدة 24٢٨-٠٣-٢٠٢٥

سمير الحيفوفي
جاهل ذاك الذي قد يظن "حميد المهداوي" صحفيا، ولا يركن إلى اليقين القائل بأنه مجرد "يوتيوبر" وجد في رحبة "يوتيوب" ما يجعله يتمسح ببلاط صاحبة الجلالة، حتى يختلط الأمر على غير العارفين، الذي قد يزجون به دون علم منهم وعنوة في مهنة أصبحت مهنة من لا مهنة له.
والأكيد أن في زمننا هذا أصبح الكل صحفيا، فيكفي التزود بهاتف ذكي متصل بشبكة الأنترنيت، وفم مفتوح ولسان سليط، ثم التحدث في كل شيء، مثل "حمدي المهداوي"، ليظن الجميع أن المتحدث صحفي، لكن الفرق كبير والبون شاسع بين بياعين الكلام والصحفيين، ولو أن البعض يرى الفرق مجرد شعرة.
وإن بسط "حميد المهداوي"، نفسه في "يوتيوب"، فهل ذاك يخول له صفة صحفي؟ قطعا لا، لأن الصحفي يتجاوز ما يقوم به الـ"يوتيوبرز"، الذي ينشر المحتوى الذي يراه مناسبا لنفسه وقادرا على خلق الـ"بوز" ومن ثمة تحقيق أرباح له، بينما الصحفي فهو ينضبط للأخلاق والأعراف والقوانين، وليس كل ما يعرفه يقوله أو ينشره فهو يحترم المحاذير حتى لا تترامى التداعيات لأبعد من مجال السيطرة. لماذا؟
لأن الصحفي يتحرى تنفيذ مهمة مقدسة، تتمثل في نقل الخبر بكل تجرد، فهو يقدس الخبر ولا شيء غيره، ونقل هذا الخبر لا يتم إلا بعد التدقيق والتمحيص، ومطابقة المصادر بعد التأكد من موثوقيتها، أما التعليق فتركه للقراء أو المشاهدين، لكن الـ"يوتيوبرز" أمثال "حميد المهداوي"، فهم في حل من كل هذه الضوابط، فيفترون أخبارا زائفة، ولا يولون أهمية لفلترتها، ويزيدون على ذلك بتعليقهم، الذي دائما ما يصب نحو غاية خلق الـ"بوز"، ولا شيء غير التربح منه.
وإذ الصحفي يتعامل مع كل الأحداث مثلما يتعامل مع أفعى، فإنها يعالجها ويقدمها إلى قرائه ومتابعيه بعدما يكون قد أكمل مسؤوليته في التحلي بكل المصداقية المطلوبة لأجل ذلك، لكن "حميد المهداوي"، الذي يحاول إقناعنا بأنه صحفي بعدما طرأ على هذا المجال، يتحلل من كل هذا، ولا يقيم وزنا إلا لنشر محتويات تتعلق بأحداث تجعل منها فرصا لتحقيق عائدات أعلى، أما المهمة المقدسة في الإخبار والإفهام لأجل تكوين رأي عام، فهو أمر جلل عليه ولا يستطيعه البتة.
إن "حميد المهداوي" قد يكذب على البعض مثلما كذبت عليه رأسه، لكنه لم وأبدا لن يكون صحفيا، حتى ولو وجد الباب مشرعا أمامه ولا حراس يحرسون المهنة، فهو مجرد "حلايقي" في العالم الافتراضي، يبدأ بعبارة "حوتي المغاربة"، ومن ثمة يسترسل في التهريج عبر التهويل والادعاء ونفث الإشاعات، بعيدا عن كل مهنية أو حصافة قد تجعله الصحفيين أنفسهم يقبلونهم بينهم، لكن هي هكذا الأيام حينما تسود الغوغاء يختلط البشر والبقر ولا يعرف الصحفي من الـ"يوتيوبر".
شارك المقال

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بوحمالة.. ورقة أخرى تسقط وفي قلبها غصة وألم ومرارة
بوحمالة.. ورقة أخرى تسقط وفي قلبها غصة وألم ومرارة

أخبارنا

timeمنذ 14 ساعات

  • أخبارنا

بوحمالة.. ورقة أخرى تسقط وفي قلبها غصة وألم ومرارة

كما هو معلوم، رحلت عنا صبيحة اليوم الأربعاء، الفنانة القديرة "نعيمة بوحمالة"، بعد صراع مرير مع المرض، لكنه لم يكن صراعًا جسديًا فقط، بل كان صراعًا وجوديًا ضد التهميش والنسيان والخذلان. لم تكن نهايتها مجرد محطة طبيعية لحياة فنية امتدت لخمسة عقود، بل كانت خاتمة حزينة لرحلة فنانة قاومت المرض والإقصاء في صمت، وواجهت وحدها قسوة أن تُنسى وهي على قيد الحياة. في زمن كانت فيه الشاشة المغربية تُنير بحضورها، تقمصت "بوحمالة" أدوارًا عديدة دخلت البيوت والقلوب، وأضفت على الدراما المغربية نكهة الصدق والبساطة والعفوية. لكن تلك الأضواء التي طالما لاحقتها، انطفأت بشكل فجائي، وتُركت لتتآكل بعيدًا عن الكاميرا، بعيدًا عن التقدير، بعيدًا عن دفء الجمهور الذي لم يسمع بصوتها إلا حين اعتلت منصة يوتيوب لتصرخ بأسلوبها الساخر، محاولة كسر عزلتها من خلال سلسلة "نعيمة ديكولاص"، وكأنها كانت تقول: "أنا هنا... مازلت حية، لا زلت قادرة على العطاء، فلماذا تجاهلتموني؟". سنواتها الأخيرة لم تكن فقط صعبة… بل كانت قاسية جدا. خضعت لعمليات جراحية على مستوى القلب، ولم تجد من يمد لها يد العون، لا نقابة حقيقية تسند، ولا مؤسسات ترعى من قدّموا عمرهم للفن. كانت تعاني في صمت، ووحده صوت الإحباط من يعلو في يومياتها أكثر من صوت الأمل، سيما في ظل واقع فني بات يركّز على "اللاشيء"، ويحتفي بالسطحيين، ويمنح الشهرة لمن لا علاقة له بالفن إلا عبر "محتوى" أجوف على منصات التواصل. رحيل "نعيمة بوحمالة" يعيد للواجهة المأساة المتكررة لرواد الفن المغربي، ممن يرحلون في عزلة، بكرامة جريحة وجسد منهك. نستحضر هنا معاناة "محمد الشوبي" قبل أشهر، ومأساة "محمد الخلفي"، وقبلهما "نور الدين بكر".. والقائمة طويلة جدا، لمبدعين فارقوا الحياة وهم في أمسّ الحاجة لرعاية صحية، أو حتى كلمة اعتراف بجميلهم. في المقابل، تفتح الأبواب وتُمنح الأضواء والمكافآت والدعم السخي لمن يسمون جوار بـ"المؤثرين"، في مشهد عبثي يؤلم كل من يعرف معنى الفن الحقيقي. أمام هذا العبث، هل تبقى وزارة الثقافة في موقع المتفرج؟ هل يكفي أن تصدر بيانات نعي روتينية حين يموت أحد الرواد؟ أين هي السياسات الحقيقية لحماية الفنان المغربي في شيخوخته؟ أين هو الصندوق الذي يُؤَمِّن كرامته حين تبهت الأدوار وتضعف الصحة؟ إن المسؤولية هنا جسيمة، ولا يمكن تأجيلها أكثر. نعيمة بوحمالة لم ترحل فقط، بل تركت خلفها مرآة عاكسة لخذلان مجتمع بأكمله لرواده. تركتنا نعيد طرح سؤال موجع: هل يُكافأ المبدع المغربي بالنسيان حين تنتهي الأدوار؟

السدراتي يعرض "واحد فيهم كذاب"
السدراتي يعرض "واحد فيهم كذاب"

الجريدة 24

timeمنذ 15 ساعات

  • الجريدة 24

السدراتي يعرض "واحد فيهم كذاب"

أطلق الممثل والمؤثر سيمو السدراتي، برنامجه الجديد 'واحد فيهم كذاب'، الذي يستضيف فيه مشاهير وشخصيات عامة. واتضح من خلال الإعلان الترويجي، أن السدراتي استضاف في أولى حلقات برنامجه الذي سيعرض ابتداء من يوم الخميس المقبل على قناته الرسمية "يوتيوب"، كل من منال بنشليخة، زهير البهاوي، كما سيعرف مشاركة مجموعة من المشاهير المغاربة. ولقي الإعلان الخاص بالبرنامج، تفاعلا كبيرا من طرف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأن السدراتي يحاول استضافة فنانين شباب لهم شعبية كبيرة في الوسط الفني. يشار إلى أن العديد من المشاهير المغاربة، لجأوا لمنصة "يوتيوب" من أجل تقديم برامج على قنواتهم الرسمية، في الوقت الذي اختار العديد منهم مشاركة يومياتهم مع جمهورهم عن طريق "فلوغات".

موزين وحمود الخضر يجتمعان في "ديو" بعنوان "هنا"
موزين وحمود الخضر يجتمعان في "ديو" بعنوان "هنا"

اليوم 24

timeمنذ 2 أيام

  • اليوم 24

موزين وحمود الخضر يجتمعان في "ديو" بعنوان "هنا"

أطلق الفنان المغربي مهدي مزين، والفنان الكويتي حمود الخضر، أغنية جديدة على شكل ديو غنائي تحت عنوان « هنا »، على منصة « يوتيوب »، حيث جمعت بين الإيقاع الخليجي والمغربي. ويعكس هذا الدمج الموسيقي انسجاما فنيا بين صوتين لهما حضور قوي ومتميز في الساحة الفنية، ويشكلان معا ثنائيا غنائيا برؤية حديثة تنهل من الأصالة، وتخاطب وجدان المتلقي العربي. وجرى تصوير الأغنية على طريقة الفيديو كليب بمدينة الدار البيضاء خلال زيارة حمود الخضر للمغرب، حيث اختار طاقم العمل أماكن متنوعة من العاصمة الاقتصادية لتكون خلفية بصرية للأغنية. ويمثل الديو الغنائي 'هنا' أول تجربة غنائية لحمود الخضر باللهجة المغربية، وهو الفنان الذي عبّر غير ما مرة عن إعجابه بالموسيقى المغربية. كما كان قد أطلق نسخة مغربية من أغنيته الشهيرة « هيا » بعنوان « ديما مغرب » احتفاء بإنجازات « أسود الأطلس » خلال مونديال قطر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store