
هل العفن المنزلي سام حقا؟.. خبراء يكشفون تأثيره الحقيقي على الصحة
جو 24 :
يعد ظهور العفن في المنازل مصدر قلق للكثيرين، حيث تشير التحذيرات المتكررة إلى خطورته، إلا أن العلم يقدم حقائق مختلفة.
ويستخدم العفن كمصطلح للإشارة إلى مجموعة متنوعة من الفطريات التي تزدهر في البيئات الرطبة. وعندما نتحدث عن "العفن الأسود" في المنازل، فإننا نعني غالبا نوعا معينا يعرف علميا باسم Stachybotrys chartarum. وهذا الفطر تحديدا حظي بسمعة سيئة منذ تسعينيات القرن الماضي، عندما ربطته بعض التقارير بحالات نادرة من النزيف الرئوي عند الرضع.
لكن الأبحاث الحديثة بينت أن هذه المخاوف مبالغ فيها، حيث تبين وجود أخطاء في تلك الدراسات الأولية.
ويشير الخبراء إلى أن القلق الرئيسي كان يتمحور حول ما يسمى بـ"المايكوتوكسينات"، أو السموم الفطرية، التي تنتجها بعض أنواع العفن. وهذه السموم - ومنها أنواع مثل "الروريدين" و"الساتراوتوكسينات" - يمكن أن تسبب آثارا ضارة إذا تعرض لها الإنسان بتركيزات عالية.
ومع ذلك، فإن الخطر الفعلي منها أقل بكثير مما يعتقد. فهذه السموم لا تنتشر بسهولة في الهواء، كما أن كميتها في المنازل عادة ما تكون ضئيلة جدا وغير كافية للتسبب بأمراض خطيرة.
لكن هذا لا يعني أن العفن المنزلي غير ضار إطلاقا، فهو قد يسبب مشاكل صحية حقيقية للأشخاص الذين يعانون من الحساسية أو الربو، حيث يمكن أن يؤدي استنشاق أبواغ العفن إلى تفاقم أعراضهم. كما أن بعض الأشخاص، مثل الذين يعانون من ضعف في المناعة (سواء بسبب أمراض معينة أو نتيجة تناول أدوية مثبطة للمناعة)، قد يكونون أكثر عرضة لمضاعفات صحية عند التعرض للعفن. كما أن هناك بعض الحالات النادرة مثل التهاب الجيوب الأنفية الفطري التحسسي قد تنتج عن التعرض المزمن للعفن.
ولحسن الحظ، يمكن الوقاية من هذه المشكلات باتخاذ إجراءات بسيطة مثل تحسين التهوية، ومعالجة مشاكل الرطوبة، والتنظيف المنتظم للمناطق المعرضة للبلل.
وعند اكتشاف العفن، يمكن إزالته باستخدام مواد تنظيف عادية أو محلول من الماء والخل.
وتقول الجمعية الأمريكية لأمراض الربو والحساسية والمناعة: "بينما يوجد ارتباط واضح بين البيئات الرطبة التي ينمو فيها العفن وبعض المشاكل الصحية، فإن الأدلة العلمية لا تدعم فكرة أن سموم العفن الأسود تشكل خطرا صحيا جسيما كما يروج".
والخلاصة التي يمكن الخروج بها هي أن العفن المنزلي مشكلة ينبغي التعامل معها بجدية، ولكن دون مبالغة أو ذعر. فالفهم الصحيح لطبيعة الخطر واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة كفيل بحماية الصحة وتجنب أي مضاعفات غير مرغوبة.
المصدر: ميديكال إكسبريس
تابعو الأردن 24 على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جو 24
منذ 5 أيام
- جو 24
لحى الرجال.. بين الجاذبية والمخاطر الصحية
جو 24 : تثير اللحى جدلا واسعا بين الناس، فتُعتبر أحيانا علامة على الأناقة وأحيانا أخرى مصدر قلق صحي. يحتوي جلد الإنسان على مليارات الكائنات الدقيقة، من بكتيريا وفطريات وفيروسات، ويعد شعر الوجه بيئة خصبة لنمو هذه الميكروبات. وتظهر الدراسات أن اللحى تدعم تجمعا ميكروبيا كثيفا ومتنوعا، ما أدى إلى الاعتقاد بأنها قد تكون غير صحية بطبيعتها. إلا أن تقارير حديثة، مثل تلك التي نشرتها "واشنطن بوست"، تشير إلى أن بعض المراحيض تحتوي على جراثيم أقل مما تحويه بعض اللحى. ويتفاوت التجمع الميكروبي على الجلد بحسب المنطقة، ويتأثر بعوامل عدة مثل درجة الحرارة والرطوبة ودرجة الحموضة وتوفر الغذاء. وتوفر اللحى بيئة دافئة ورطبة، حيث تتراكم فيها بقايا الطعام والزيوت، ما يهيئ الظروف لنمو الميكروبات. كما تتعرض اللحى باستمرار لملوثات جديدة من خلال ملامسة الأيدي المتكررة للأسطح والوجه. وتعود المخاوف الصحية المتعلقة باللحى إلى أكثر من خمسين عاما، حين أظهرت دراسات أن شعر الوجه يمكن أن يحتفظ بالبكتيريا والسموم حتى بعد الغسل. وأدى ذلك إلى تصور أن اللحى قد تكون مستودعا للبكتيريا، وقد تنقل العدوى. وفي مجال الرعاية الصحية، خاصة في المستشفيات، أثار هذا الأمر جدلا واسعا. فقد أظهرت بعض الدراسات أن العاملين الملتحين يحملون كميات أكبر من البكتيريا على وجوههم مقارنة بغيرهم، بينما أظهرت أبحاث أخرى أن الأطباء الملتحين أقل عرضة لنقل بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية، ولا يرتبط وجود اللحية بزيادة معدلات العدوى بين المرضى. وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسات مقارنة أن لحى الرجال تحتوي على ميكروبات أكثر من فراء الكلاب، بما في ذلك بكتيريا ضارة. ويمكن أن تسبب اللحى أحيانا التهابات جلدية مثل القوباء، التي غالبا ما تنتج عن بكتيريا المكورات العنقودية. لذلك، تؤكد الدراسات أهمية العناية اليومية بنظافة اللحية، التي إذا أُهملت قد تؤدي إلى التهيج والالتهاب والعدوى. فالجلد تحت اللحية حساس، وتراكم الزيوت والجلد الميت والملوثات قد يشجع نمو الفطريات والبكتيريا. ويوصي الخبراء بغسل اللحية والوجه يوميا لإزالة الأوساخ والزيوت والمواد المسببة للحساسية، مع ترطيب اللحية واستخدام المشط لتقليل الأوساخ والتحكم في تساقط الشعر. المصدر: ميديكال إكسبريس تابعو الأردن 24 على


جهينة نيوز
منذ 6 أيام
- جهينة نيوز
هل العفن المنزلي سام حقًا؟.. خبراء يكشفون تأثيره
تاريخ النشر : 2025-06-11 - 02:04 am يعد ظهور العفن في المنازل مصدر قلق للكثيرين، حيث تشير التحذيرات المتكررة إلى خطورته، إلا أن العلم يقدم حقائق مختلفة. ويستخدم العفن كمصطلح للإشارة إلى مجموعة متنوعة من الفطريات التي تزدهر في البيئات الرطبة. وعندما نتحدث عن "العفن الأسود" في المنازل، فإننا نعني غالبا نوعا معينا يعرف علميا باسم Stachybotrys chartarum. وهذا الفطر تحديدا حظي بسمعة سيئة منذ تسعينيات القرن الماضي، عندما ربطته بعض التقارير بحالات نادرة من النزيف الرئوي عند الرضع. لكن الأبحاث الحديثة بينت أن هذه المخاوف مبالغ فيها، حيث تبين وجود أخطاء في تلك الدراسات الأولية. ويشير الخبراء إلى أن القلق الرئيسي كان يتمحور حول ما يسمى بـ"المايكوتوكسينات"، أو السموم الفطرية، التي تنتجها بعض أنواع العفن. وهذه السموم - ومنها أنواع مثل "الروريدين" و"الساتراوتوكسينات" - يمكن أن تسبب آثارا ضارة إذا تعرض لها الإنسان بتركيزات عالية. ومع ذلك، فإن الخطر الفعلي منها أقل بكثير مما يعتقد. فهذه السموم لا تنتشر بسهولة في الهواء، كما أن كميتها في المنازل عادة ما تكون ضئيلة جدا وغير كافية للتسبب بأمراض خطيرة. لكن هذا لا يعني أن العفن المنزلي غير ضار إطلاقا، فهو قد يسبب مشاكل صحية حقيقية للأشخاص الذين يعانون من الحساسية أو الربو، حيث يمكن أن يؤدي استنشاق أبواغ العفن إلى تفاقم أعراضهم. كما أن بعض الأشخاص، مثل الذين يعانون من ضعف في المناعة (سواء بسبب أمراض معينة أو نتيجة تناول أدوية مثبطة للمناعة)، قد يكونون أكثر عرضة لمضاعفات صحية عند التعرض للعفن. كما أن هناك بعض الحالات النادرة مثل التهاب الجيوب الأنفية الفطري التحسسي قد تنتج عن التعرض المزمن للعفن. ولحسن الحظ، يمكن الوقاية من هذه المشكلات باتخاذ إجراءات بسيطة مثل تحسين التهوية، ومعالجة مشاكل الرطوبة، والتنظيف المنتظم للمناطق المعرضة للبلل. وعند اكتشاف العفن، يمكن إزالته باستخدام مواد تنظيف عادية أو محلول من الماء والخل. وتقول الجمعية الأمريكية لأمراض الربو والحساسية والمناعة: "بينما يوجد ارتباط واضح بين البيئات الرطبة التي ينمو فيها العفن وبعض المشاكل الصحية، فإن الأدلة العلمية لا تدعم فكرة أن سموم العفن الأسود تشكل خطرا صحيا جسيما كما يروج". والخلاصة التي يمكن الخروج بها هي أن العفن المنزلي مشكلة ينبغي التعامل معها بجدية، ولكن دون مبالغة أو ذعر. فالفهم الصحيح لطبيعة الخطر واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة كفيل بحماية الصحة وتجنب أي مضاعفات غير مرغوبة. تابعو جهينة نيوز على


الانباط اليومية
منذ 6 أيام
- الانباط اليومية
هل العفن المنزلي سام حقًا؟.. خبراء يكشفون تأثيره
الأنباط - يعد ظهور العفن في المنازل مصدر قلق للكثيرين، حيث تشير التحذيرات المتكررة إلى خطورته، إلا أن العلم يقدم حقائق مختلفة. ويستخدم العفن كمصطلح للإشارة إلى مجموعة متنوعة من الفطريات التي تزدهر في البيئات الرطبة. وعندما نتحدث عن "العفن الأسود" في المنازل، فإننا نعني غالبا نوعا معينا يعرف علميا باسم Stachybotrys chartarum. وهذا الفطر تحديدا حظي بسمعة سيئة منذ تسعينيات القرن الماضي، عندما ربطته بعض التقارير بحالات نادرة من النزيف الرئوي عند الرضع. لكن الأبحاث الحديثة بينت أن هذه المخاوف مبالغ فيها، حيث تبين وجود أخطاء في تلك الدراسات الأولية. ويشير الخبراء إلى أن القلق الرئيسي كان يتمحور حول ما يسمى بـ"المايكوتوكسينات"، أو السموم الفطرية، التي تنتجها بعض أنواع العفن. وهذه السموم - ومنها أنواع مثل "الروريدين" و"الساتراوتوكسينات" - يمكن أن تسبب آثارا ضارة إذا تعرض لها الإنسان بتركيزات عالية. ومع ذلك، فإن الخطر الفعلي منها أقل بكثير مما يعتقد. فهذه السموم لا تنتشر بسهولة في الهواء، كما أن كميتها في المنازل عادة ما تكون ضئيلة جدا وغير كافية للتسبب بأمراض خطيرة. لكن هذا لا يعني أن العفن المنزلي غير ضار إطلاقا، فهو قد يسبب مشاكل صحية حقيقية للأشخاص الذين يعانون من الحساسية أو الربو، حيث يمكن أن يؤدي استنشاق أبواغ العفن إلى تفاقم أعراضهم. كما أن بعض الأشخاص، مثل الذين يعانون من ضعف في المناعة (سواء بسبب أمراض معينة أو نتيجة تناول أدوية مثبطة للمناعة)، قد يكونون أكثر عرضة لمضاعفات صحية عند التعرض للعفن. كما أن هناك بعض الحالات النادرة مثل التهاب الجيوب الأنفية الفطري التحسسي قد تنتج عن التعرض المزمن للعفن. ولحسن الحظ، يمكن الوقاية من هذه المشكلات باتخاذ إجراءات بسيطة مثل تحسين التهوية، ومعالجة مشاكل الرطوبة، والتنظيف المنتظم للمناطق المعرضة للبلل. وعند اكتشاف العفن، يمكن إزالته باستخدام مواد تنظيف عادية أو محلول من الماء والخل. وتقول الجمعية الأمريكية لأمراض الربو والحساسية والمناعة: "بينما يوجد ارتباط واضح بين البيئات الرطبة التي ينمو فيها العفن وبعض المشاكل الصحية، فإن الأدلة العلمية لا تدعم فكرة أن سموم العفن الأسود تشكل خطرا صحيا جسيما كما يروج". والخلاصة التي يمكن الخروج بها هي أن العفن المنزلي مشكلة ينبغي التعامل معها بجدية، ولكن دون مبالغة أو ذعر. فالفهم الصحيح لطبيعة الخطر واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة كفيل بحماية الصحة وتجنب أي مضاعفات غير مرغوبة.