logo
التعليم مرآة الدولة في ثلاث تجارب

التعليم مرآة الدولة في ثلاث تجارب

جفرا نيوز٢٤-٠٧-٢٠٢٥
جفرا نيوز -
في زمن التحولات العميقة التي تعصف في بعض بالمجتمعات، وتتسارع فيه الموجات التكنولوجية والمعرفية، وعالم لا ترحم فيه الأسواق ولا ترأف فيه التكنولوجيا، لمن يتخلف عن مواكبة تسونامي المعرفة، يصبح التعليم ساحة الصراع الأولى في معركة البقاء للمجتمعات الطامحة إلى السيادة والكرامة الاقتصادية، ومنها المجتمع الأردني، ولا بوابة للنجاة الا بالتعليم (ليس التعليم، الذي نعرفه مناهج وامتحانات فقط، بل التعليم الذي يعكس مباشرة نمط القيادة وجودة القرار).
منذ منتصف القرن العشرين، حيث التحولات العميقة في نماذج التنمية، وكان التعليم أحد أبرز ركائز النهوض الحضاري والاقتصادي. قررت ثلاث دول، سنغافورة، تايوان، والأردن، خوض معركة بناء الدولة، واختارت جميعها التعليم سلاحًا رئيسيًا لمعركتها، الا ان النتائج التي نراها اليوم، متباينة، فبينما صعدت سنغافورة وتايوان من هامش الجغرافيا إلى قلب الاقتصاد العالمي وتقدم الأردن بخطى ثابتة عبر العقود الأولى لانطلاقته، الا انه شهد تراجع في مراحل لاحقة، ليدخل في أزمة تعليمية تتعمق يوماً بعد يوم.
منذ البداية، لم تكن تايوان ولا سنغافورة، في موقع متقدّم مقارنة بالأردن. فالأولى، خرجت من صراعات سياسية وحصار اقتصادي عام 1949، والثانية نالت استقلالها، 1965 وهي تواجه تحديات الفقر والبطالة، أما الأردن، خرج بنظام هاشمي صاحب رؤية تقدمية، وله عمق ديني وتاريخي، وشعب موحد، ووضع اقتصادي (قائم على الزراعة) وبدأ باكرًا في تأسيس التعليم الرسمي.
تايوان، الجزيرة التي انفصلت عن الصين عام 1949، وبمساحة 36,962 كم2، وبعدد سكان حوالي 7 مليون، وكانت في عزلة دولية نسبيًا (مدعومة من الولايات المتحدة الامريكية)، وبنية تحتية محدودة، وانعدام الموارد الطبيعية والأمن الجغرافي، ونظام حكم استبدادي، وقانون طوارئ، ونظام تعليمي ناشئ، وفقراً شبه مدقع، واقتصاد منهار تقريبًا، وصُنف ضمن الاقتصادات ذات الدخل المنخفض آنذاك، وبقي تقريباً حتى بدية ستينات القرن الماضي.
بالرغم من ذلك، تمكنت تايوان من بناء اقتصاد تنافسي، عبر تطبيق رؤية تنموية واضحة ومبكرة، وإرادة تنفيذية قوية، ركّزت على التعليم بشكل استراتيجي، باعتباره محركًا أساسيًا للتنمية، ونجحت في بناء منظومة تعليمية (لم تعتبر التعليم مشروعًا ثقافيًا، بل العنصر الوحيد في خطط التنمية)، وبفضل القيادات التنفيذية التي التزمت بتنفيذ الخطط، تحولت تايوان من دولة نامية فقيرة مهددة سياسيًا قبل ستة عقود، الى قوة تكنولوجية وصناعية، يقوم اقتصادها على المعرفة، وديمقراطية بالكامل، وباقتصاد يعتبر من بين أهم الاقتصادات وأكثرها كفاءة في العالم، معتمدة على الاستثمار العميق في التعليم، الذي يصنف أحد أفضل أنظمة التعليم العالمية، وانعكس على نتائج طلابها في الاختبارات الدولية.
التعليم أوصل الإنتاج الوطني الى حوالي 860 مليار دولار أمريكي لعام 2023، وأصبح من بين الأقوى في العالم.
سنغافورة، ذات المساحة البالغة 725.7 كم2، دون اية موارد، وحتى مياه الشرب، تستورد من ماليزيا، وفقر مدقع، ومن اعلى الدول انتشار في الفساد، واقتصاد وبنية تحتية بدائية، وبطالة عالية وغياب شبه كامل للخدمات، ووضع جيوسياسي هامشي، وتعليم محدود عام 1965.
منذ البداية، تبنّت الحكومة نهجًا سريعًا ونهائيًا لاستغلال الموارد البشرية، وهي الوحيد المتاحة وتحويل البلاد من مرفق مستعمَري إلى دولة صناعية تعتمد على التصنيع والتصدير، وأطلقت الخطة التنموية الأولى، بميزانية بلغت نحو 870 مليون دولار سنغافوري، للاستثمار في التعليم، والبنية التحتية وتصنيع السلع الأولية.
في غضون ستة عقود، لم تتنازل سنغافورة عن نظام الكفاءة والنزاهة للقيادات التنفيذية، ولا عن التخطيط، او المحاسبة على النتائج، واعتبار التعليم مشروع دولة، وبذلك تحولت من دولة فقيرة لا تمتلك شيئًا، الى نموذجًا عالميًا في الإدارة، والاقتصاد، والتعليم المتقدم (جامعات ومراكز أبحاث عالمية، وتفوق طلبتها في الاختبارات الدولية باستمرار)، وأصبحت مركز مالي ولوجستي عالمي، ووصل ناتجها المحلي في 2024 إلى أكثر من 500 مليار دولار، (بيانات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، تقديرات 2024).
الأردن، انطلق من ظروف أفضل من نظيراته الآسيوية، وموقع جيوسياسي في غاية الأهمية، واستقرار النظام السياسي، ممثلاً بقيادة هاشمية صاحبة الرؤية الشمولية، وموارد زراعية، ووفرة في المياه آنذاك، ونجاحه في تشغيل أول منجم للفوسفات عام 1953، تبعها تأسيس شركة البوتاس العربية عام 1956 بهدف استغلال أملاح البحر الميت.
منذ البداية، امن الأردن بان التعليم هو طريق المستقبل، واصبح التعليم فيه منارةً عربية، فأنشاء اول دار للمعلمين عام 1952، وتأسست الجامعة الأردنية عام 1962 لتكون نواة التعليم العالي، وتمتع الأردن بمكانة أكاديمية متقدمة في المنطقة، وخرّج الآلاف من المعلمين والأطباء والمهندسين وغيرهم، ساهموا في النهضة التي شهدها خلال عقود القرن الماضي، وصدّر العقول إلى الخليج والعالم العربي، ويمكن القول بانه كان منافساً عالمياً، مما جعل الأردن يمتلك إرثًا تعليميًا يفاخر به، وشهد توسعًا ملحوظًا (وصول عدد الجامعات والكليات الجامعية ما يقارب 35 مؤسسة، يضاف اليها الكليات الجامعية المتوسطة).
غير أن العقود الأخيرة كشفت أن هذا الإرث يعاني من التآكل التدريجي (رغم توسعه الكمي)، عاجزًا عن تمكين الأفراد أو تغذية الاقتصاد، فنتج عنه بطالة مرتفعة، وفجوة بين المعرفة والمهارة، مع تزايد الشعور المجتمعي بأن التعليم الأردني لا يفي بوعوده، وأنه لا يؤدي إلى التمكين الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو حتى السياسي، وأصبح اليوم الطريق الأردني بحاجة إلى إعادة تعبيد حقيقية.
الأردن لا تنقصه الكفاءات، ولا الإرادة السياسية العليا، فمنذ عقود، لم تتوقف التوجيهات الملكية عن التأكيد على أهمية التعليم كرافعة وطنية وركيزة للتنمية المستدامة، ومنذ استلامه العرش، شدّد جلالة الملك عبد الله الثاني في أكثر من مناسبة على أن التعليم هو قضية أمن وطني، واقتبس من احدى خطابته "لا يمكن أن نتقدم دون تعليم نوعي، وأتوقع من الجامعات أن تكون قاطرة التحديث لا عائقًا أمامه"، ودعا إلى إعادة النظر في مخرجات التعليم وربطها بسوق العمل، وترسيخ النزاهة الأكاديمية والارتقاء بجودة الجامعات، وتطوير البحث العلمي وتوجيهه لخدمة التنمية. كما دعا في الورقة النقاشية السابعة (2017) إلى الانتقال من التلقين إلى التمكين، معتبرًا إصلاح التعليم ضرورة وطنية وأمنًا قوميًا، وشكلت اللجان، وإطلاق المبادرات الاستراتيجية (اخرها الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، والتي من المفترض ان نحصد ثمارها اليوم)، وأنفق الأردن ما لا يقل عن مليار دينار من المنح خلال العقدين الاخرين على تطوير التعليم.
إلا أنه ومع كل اسف، فإن الواقع الميداني يشي بعكس ذلك تمامًا، فتراجع تحصيل الطلبة في الاختبارات الدولية، وتراجع ترتيب جودة التعليم على الساحة الدولية (ترتيب الأردن في مجال التنمية البشرية 27 من أصل 35 دولة، وهو الترتيب الذي اعتبره التقرير بالأداء الدولي بالمتواضع)، وارتفعت نسبة الفاقد التعليمي الى 52℅ والفقر التعليمي الى 60℅ (حيث اصبح مستوى الصف الثاني عشر يعادل مستوى الصف الثامن، وغيرها)، وتزداد فجوة الثقة بين مخرجات الجامعات واحتياجات السوق، فيما تنمو معدلات البطالة بين الخريجين، على عكس ما تسجله الدول التي اشرنا اليها (سنغافورة وتايوان) من قفزات هائلة في مؤشرات التعليم.
فما الذي فرّق بين المسارين؟ وماذا حصل لنموذجنا الذي تفاخرنا به، ولماذا تحولت الجامعات إلى مؤسسات بيروقراطية، منفصلة عن حاجات السوق، ومتخمة بتخصصات غير إنتاجية، وغياب نسبي للنزاهة الأكاديمية، في ظل صمت إداري وأكاديمي مريب، وغابت الشفافية والمساءلة (وهو ما أشار اليه وزير التعليم العالي مؤخراً)، وانفصال التعليم عن الاقتصاد، وبعض مراكز البحث العلمي أصبحت شكلية، وأين يقف دور الإدارة التنفيذية والقيادة الأكاديمية؟ وهل هو في عدم كفاءة القيادات، او ارتباط البعض بشبكة حماية من بعض مراكز القرار بالمحسوبيات، والاجندات الخاصة التي لا تؤمن بالإصلاح؟ وتقود في بيروقراطية شبه متكلسة، وتعيش حالة من التردد المستمر.
مع التأكيد على ان المشكلة ليست في غياب الرؤية، بل في غياب ترجمتها، لعدم توفر الإرادة التنفيذية لدى بعض القيادات لإحداث تغيير بنيوي.
وعلى الرغم من انني سبق وان كتبت عدة مقالات عن التعليم والبحث العلمي (القيادات الاكاديمية والجامعات العظيمة، ويحدثونك عن البحث العلمي، والازمة في الموارد ام في إدارة الموارد، والابتعاث وجودة التعليم الطبي، والقبولات في الكليات الطبية، وعندما يصرح وزير التربية والتعليم العالي، والاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، والنزاهة الاكاديمية في الجامعات، معركة القيم بين التشريع والتطبيق والنزاهة الاكاديمية المختطفة صراع الضمير والمعرفة وغيرها)، الا انني وجدت من الضرورة العودة للكتابة عن التعليم، بعد متابعتي لما يدور في الساحة الوطنية من احاديث، على مؤشر النزاهة الاكاديمية، وتصريحات وزير التربية والتعليم العالي عنها، الكل يتهم الكل، وفي هذه الحالة، فانه من حق المجتمع الأكاديمي والشارع الأردني ان يقف على الحقيقة، اما من خلال إجراء مناظرات علنية بين الفرقاء، أو من خلال لجنة مشكلة من جهة رسمية يثق بها الشارع الأردني كهيئة النزاهة ومكافحة الفساد، لبيان الحقيقة، ومحاسبة أصحاب الادعاءات غير الصحيحة، لإعادة ثقة الشارع الأكاديمي والمجتمعي بالمؤسسات الأكاديمية.
كما لفت انتباهي تصريحات وزير التربية والتعليم العالي السابق في الجلسة الحوارية يوم السبت تاريخ 19/7/2025، حول مستقبل التعليم العالي في الأردن "تحديات وفرص" والتي أشار الى انه لا يمكن إصلاح التعليم العالي بدون قرارات جريئة تبدأ من سياسات القبول الجامعي، وتمر بتقييم البرامج والتخصصات، وتنتهي بربط الخريجين فعلياً بفرص العمل والإنتاج، وشدد على الاستثمار في البحث العلمي، ودعم أعضاء الهيئة التدريسية، وتحديث البنية التحتية للجامعات، بما يتوافق مع المعايير العالمية، وغيرها، وتصريحاته المنشورة بتاريخ 10/7/2025، والتي طالب فيها بتعزيز اليات الرقابة والمحاسبة لضمان نزاهة البحث العلمي، وطالب بان تعود السيطرة الكاملة الى المؤسسات الاكاديمية، بعيداً عن أي تدخلات خارجية.
هنا فأنني وبكل امانة اتفق معه بكل ما قاله، الا انه وبنفس الوقت أرى بان تصريحاته تثير الاستغراب، فعلى سبيل المثال، عندما يتحدث عن القرارات الجريئة، الم يكن وزيراً للتعليم العالي لأربع مرات (منها اثنتين وزيراً للتربية والتعليم العالي)، ولماذا لم يتخذ القرارات الجريئة التي يتحدث عنها لإصلاح القطاع.
كما من حققنا ان نتساءل، من الذي توسع في الكليات الطبية بطريقة غير مسبوقة، وأغرق الجامعات في القبولات الطبية عام 2021 و2022، حيث تم قبول 10496 طالباً في تخصص الطب من أصل 22134 طالباً، على مقاعد الدراسة آنذاك (وهو الامر الذي قوبل بالرفض القاطع من قبل رئاسة جامعة البلقاء التطبيقية في شهر 10/2021، وهو نفس الموقف للجامعة عام 2019، حسب كتاب رقم 18/2/2/2/8942).
ان ما قام به وزر التربية والتعليم السابق، اعتبره وزير التربية والتعليم العالي الحالي، بالأمر غير المبرر، وأن الأردن ليس بحاجة لها، وكذلك قوله بأن إغفال معالجة الاختلالات في التخصصات الطبية، امر لا يمكن تجاوزه، كما وأشار الوزير الحالي بان لا قدرة لسوق العمل المحلي والإقليمي على استيعاب اعداد الخريجين، وبان هناك أطباء يعملون كمعلمين للدروس الخصوصية وبعضهم يعمل سائقين في وسائط النقل العام (حسب وزير التربية والتعليم العالي، منشور بتاريخ 12/6/2024). ونستغرب كيف سيكون عليه الحال بعد عام 2026 و2027 عندما تتخرج الافواج التي قبلت في الاعوام الجامعية 2021/2022 و2022/2023.
كما يبرز سؤال اخر، ماذا ستفعل وزارة الصحة لمعالجة نتائج القرارات غير المسؤولة عن قبول كل تلك الأعداد في الطب للأعوام 2021 و2022؟ والتوسع في الكليات الطبية، ومن سيتحمل مسؤولية مثل هذه القرارات؟ التي سيعاني منه الوطن وستتعمق الازمة اعتباراً من العام القادم.
ومن الطبيعي ان نتوجه بالسؤال، اين كانت فاعلية هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي لإيقاف كل ذلك؟، وهي التي تعلم وتحدد الطاقة الاستيعابية لكافة التخصصات، ومنها للكليات الطبية (حسب وزير التربية والتعليم فان اعداد طلبة الطب في نهاية 2022 تفوق الطاقة الاستيعابية بالجامعات بنسبة لا تقل عن 150℅، منشور بتاريخ 29/8/2023)، وكيف تم السماح بذلك، وأين فاعلية المحاسبة.
وهنا، يمكن الإشارة الى انه وخلال مسيرتي العملية وكمدير عام لصندوق دعم البحث العلمي، تعرضنا لكثير من المواقف، الا اننا كنا قد وجدنا في مجلس الإدارة (في معظم الأحيان كان برئاسة امين عام الوزارة، الدكتور مصطفى العدوان آنذاك)، بان نحافظ على ضمان جودة البحث العلمي، وحماية أموال الصندوق والتي منها على سبيل المثال، عدم قيام صندوق دعم البحث العلمي تقديم دعم مالي لاحد المشاريع البحثية بقيمة 3 مليون دينار (منها 2.25 مليون مكافئات ودعم طلبة غير اردنيين، والاعتراض على قرار مجلس الوزراء (جلسة رقم 21/10/2012) لتوقيع اتفاقية تنفيذ مشروع انشاء مركز أبحاث بقيمة 21 مليون دولار مع احدى الشركات، تكلفتها الحقيقة 1 مليون دولار (حسب رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا، الدكتور عبد الله ملكاوي،2012)، وإيقاف عدد من المشاريع البحثية والتي سبق وان دعمت من صندوق دعم البحث العلمي في سنوات 2009 و2010، ولم تحقق أهدافها في الوقت المحدد (2011)، على الرغم من إعطاء مهلة إضافية لمدة وصلت السنتين او اكثر احياناً، كان تطبيق مباشر لمبدأ المسألة، وهي المبالغ التي تم إعادة نسبة كبيرة منها، باستثناء احد المشاريع، والذي تم تقيمه بعد مرور 10 سنوات على انتهاء المدة المحددة له (تاريخ 25/11/2021) وتم الاكتفاء باسترداد ما لا يزيد عن 10℅ من قيمة المطالبة السابقة لعام 2015، وان الاجراء الأخير المتخذ في عام 2021، لا يتفق ومبدأ العدالة وتكافؤ الفرص مع المشاريع الأخرى التي اتخذت بها نفس القرارات.
ان الممارسات، الاكاديمية، يجب ان تكون تطبيق مباشر للقانون، هو ما يحقق العدالة بين أعضاء الهيئة التدريسية، وان عملية تنظيف الجسم الاكاديمي ممن ثبت عليهم سرقات علمية او استلال، والاستغناء عن خدمات البعض لعدم تمكنهم من نشر بحوث علمية، وعدم الرضوخ لآية جهة او أصحاب نفوذ لتمرير ترقيات على بحوث غير موجودة (FAKE)، ومنح رتب اكاديمية باثر رجعي، وغيرها من الأمور، يعتبر تطبيق مباشر للمحافظة على النزاهة الاكاديمية، وحماية الجسم الاكاديمي من استمرار عمل غير الاكفاء منهم، وهو ما يحافظ على السمعة الاكاديمية ومستقبل التعليم في الأردن، وهذا هو الامر الطبيعي في حال كنا بعيدين عن المجاملات والمصالح الشخصية.
ان ما يجري احياناً بقيام بعض أعضاء الهيئة التدريسية في اعمال التحريض على زملاءهم، وتشويه صورهم بدون وجهه حق، لا تتفق مع النزاهة والاعراف الاكاديمية والحيادية والشفافية.
ان مثل هذه الامور لا يمكن لها ان تحدث في المؤسسات التايوانية او السنغافورية، بسبب الصرامة في تطبيق القوانين، والضرر الاجتماعي الذ قد يلحق مرتكبي مثل تلك الأفعال التي أشرنا اليها، بينما يسجل الكثير منها لدى بعض المؤسسات الاكاديمية في الأردن، وعلى مستوى البعض من كان على راس القطاع التعليمي احياناً. في سنغافورة وتايوان ينفذون، ولا ينظرون.
مما تقدم، نجد بان الرؤية الملكية واضحة، ومنظومة التشريعات ممتازة، والخطط الاستراتيجية جيدة، الا ان الخلل يكمن في بعض القيادات التي يغيب لديها التقييم الجاد، وتعتبر الحماية وشبكة العلاقات خطابًا جميلًا، تشوه به الحقائق وتجمل الباطل، لكن بدون أدوات تنفيذ حقيقية، والمحاسبة على الإخفاقات، ان هذا الإجراءات لا تهدد المؤسسات الاكاديمية (في سنغافورة وتايوان، المحاسبة ليست تهديدًا، بل ثقافة مؤسسية، لأن الفشل الأكاديمي يُعتبر إخفاقًا وطنيًا) فقط بل المنظومة الإدارية في الدولة.
في تايوان وسنغافورة، عندما تفشل الإدارة التنفيذية، ومنها الجامعية، في تنفيذ خطط الدولة التعليمية أو تفقد صلتها بسوق العمل والبحث العلمي، تُواجه تبعات صارمة، لكن في الأردن يتم المهادنة وتسكين الموضوع، وكان شيء لم يكن، للحفاظ على التوازنات المختلفة احياناً.
في تايوان وسنغافورة، الأجهزة الرقابية تعتبر صمام أمان يحفظ جودة التعليم ويردع التسيب الأكاديمي، وتنشر التقارير للجميع، بمنتهى الشفافية دون أي اعتبارات سياسية او اجتماعية او لأية أسباب اخرى، أما في الأردن، فالمشكلة ليست فقط في ضعف الأداء الجامعي، والنزاهة الاكاديمية، بل في عدم قدرة المنظومة الرقابية (هيئة الاعتماد) على كبح الانحدار أو تصحيح المسار، والتزام الصمت احياناً، كما حصل في القبولات الطبية عام 2021 و2022، وغيرها، ويجري تجاوز القرارات تحت مبررات، مثل الوضع العام، أو الخصوصية الأردنية.
واحدة من أكبر المفارقات بين الأردن وسنغافورة وتايوان، تكمن في القيادة التنموية، ففي تايوان وسنغافورة، تأسست شرعية المؤسسات على الإنجاز والشفافية والكفاءة، أما في الحالة الأردنية، فلا تزال العلاقة بين الدولة والمواطن قائمة على التبعية والترضيات، أكثر من كونها عقدًا اجتماعيًا واضح المعالم، قائم على الكفاءة.
إن ما حدث في تايوان وسنغافورة، ليس سحرًا، بل سياسات واستراتيجيات واضحة وشفافة (دون الخوف من التأثير على السمعة)، وما يعانيه الأردن اليوم ليس قضاءً، بل نتيجة خيارات يمكن مراجعتها.
في مرآة سنغافورة وتايوان، يرى الأردنيون صورة أخرى ممكنة لوطنهم، شريطة أن تصدق بعض قيادات المؤسسات نفسها، قبل أن تطلب من المواطن أن يصدقها.
ان مثل هذا الامر يكشف لنا عن ثلاثة سيناريوهات محتملة للمستقبل، الأول، الاستمرار بالوضع الراهن، وتفاقم البطالة، ومزيد من هجرة الكفاءات، وضعف ثقة الأجيال القادمة بالسطلة التنفيذية (فإذا استمرت السياسات الحالية، فإننا لا نخاطر فقط بجيلٍ من الخريجين العاطلين، بل بمستقبل وطن بأكمله)، والثاني، تحول جذري في السياسات التعليمية، وإعادة هيكلة التخصصات الجامعية وربطها بسوق العمل، ودمج التكنولوجيا والريادة في المناهج من مرحل مبكرة، وتفعيل المسار المهني والذي تم عرضه امام جلالة الملك بتاريخ 17/2/2020، بوصفه مسارًا تعليماً موازٍياً، وغير بديل عن الحالي، ولكن لا يقل قيمة عنه، والسيناريو الثالث، حدوث خلل في البنية الاجتماعية والثقافية، وارتفاع نسب الانفصال بين الشباب والمؤسسات التقليدية، وتصاعد دور الاقتصاد الموازي، والمبادرات الفردية، والتوظيف الرقمي غير الرسمي وغيرها.
رغم الصورة التي قد يراها البعض قاتمة، الا انه ما زال يسجل لجامعاتنا الوطنية تحقيق بعض النجاحات، التي تعطي دفعة بان الأمل، لا يزال قائم، بشرط، إعادة بناء منظومة النزاهة الأكاديمية من الجذور، عبر أنظمة تحقق مستقلة، ومساءلة شفافة، ومأسسة القيم، وفصل الأكاديميا عن الولاءات السياسية وأصحاب المصالح، وإعلاء مبدأ الجدارة، والتي ان لا يتم تجاوزها اليوم، إلا بمشروع وطني حقيقي يعيد للعقل الاردني احترامه، وللمعلّم والجامعة اعتبارهما، فالمستقبل لا يصنعه النفط ولا المعونات، بل العقل المتعلم الحرّ.
القطار امام الأردن لم يفت بعد، الا ان صافرات الإنذار انطلقت، فأمام الأردن فرصة تاريخية لإعادة صياغة مستقبله، شرط توفر الإرادة الحقيقية، وتحرر السياسات العامة من عباءة التردد، وفتح ملف التعليم بجرأة، واستأصل جذور التردي الأكاديمي، وتحويل الرؤية والتوجيهات الملكية إلى التزام، وعقد تنموي جديد يستلهم من روح التجارب العالمية دروسًا عميقة في بناء الدولة القادرة والعادلة، والانفتاح على نماذج تنموية عالمية أثبتت أن المعجزة تبدأ من القرار والإرادة والوضوح، وإعادة ترتيب بيتنا الداخلي القائم على اقتصاد معرفي. وهذا لا يمكن ان يكون من دون إصلاح جذري للمنظومة التعليمية في مشروع وطني للنهضة يربط التعليم بالمهارات وسوق العمل، وبحث علمي حقيقي والابتكار، وتمكين الجامعات كمراكز للإنتاج لا مجرد قاعات للتلقين وتنظيفها من بعض أعضاء الهيئة التدريسية والذي لهم تاريخ أكاديمي يسئ لسمعتها ولسمعة التعليم في الأردن، وانتقاء قيادات قادرة على المبادرة واتخاذ القرار، بخلاف ذلك فإن أي عملية إصلاحية ستبقى منقوصة، وسيفقد الأردن أحد أهم أدواته في مواجهة المستقبل.
التعليم في الأردن يقف اليوم عند مفترق طرق، إما أن يتحوّل إلى قوة اجتماعية واقتصادية تُمكّن الشباب وتعيد الثقة لهم، أو أن يستمر في إعادة إنتاج التفاوت والفقر والبطالة، ما يهدد ليس فقط التنمية، بل التماسك والاستقرار الاجتماعي، كون المشكلة ليست في خلل إداري، يمكن أن تُعالجه لجنة تحقيق، بل في مشروع يستهدف العقل الاردني، وفتح الباب لتسيس الجامعات، وتفريغها من معايير الجودة والاستقلالية، وتحويلها إلى أدوات لإنتاج الطاعة، لا المعرفة.
إن مستقبل الأردن، في جوهره، مرهون بقدرتنا على استعادة منظومة التعليم الوطنية التي وجه اليها الملك. فالجامعة ليست مبنى، إنها مشروع قيمي متكامل، لا يُدار بالتحايل بل بالمسؤولية، والمجتمع بلا جامعات نزيهة، هو مجتمع فاقد للقدرة على التقدم، مهما امتلك من خُطب أو خطط، والقيادة الأكاديمية النزيهة تُنبت أجيالًا قادرة على التفكير، والمساءلة، والخلق، وأما الفاقدة للنزاهة، فتُنجب نُسخًا باهتة لا تحلم ولا تسأل ولا تغيّر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«ماغا» والطريق إلى دعم غزة
«ماغا» والطريق إلى دعم غزة

العرب اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • العرب اليوم

«ماغا» والطريق إلى دعم غزة

هل اكتسبت القضية الفلسطينية زخماً حقيقياً في الأيام القليلة الفائتة، لا سيما في ظل الإعلان المشترك الذي صدر عن المملكة العربية السعودية وفرنسا، بعد مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بدعم قضية الدولة الفلسطينية المستقلة؟ من الواضح أن هذا هو ما جرت به المقادير، بخاصة في ظل الموقفيْن البريطاني والكندي، المتغيريْن بسرعة شديدة في الساعات الأخيرة لصالح عدالة قضية طال ظلم أبنائها وشتاتهم في رياح الأرض الأربع. إلا أن تغيراً مثيراً جداً يجري في الداخل الأميركي، وبات وعن حق يمثل ضغطاً متزايداً على إدارة الرئيس ترمب، وعلى شخص سيد البيت الأبيض بصورة غير متوقعة. التغير الذي نحن بصدد الحديث عنه يجري داخل حركة «ماغا»، التي ناصرت الرئيس الأميركي دونالد ترمب ودعمته على كافة الأصعدة، غير أنه بات من الواضح أن صورة الجوع والمجاعة، الفاقة والبؤس والمعاناة في غزة، أعطت زخماً جديداً للنقاش الذي كان يتصاعد على استحياء داخل أروقتها. ارتفع صوت المؤثرين بالنقد لإسرائيل، وكان النائب السابق مات غيتز، ومستشار ترمب السابق ستيف بانون، على رأس من أدانوا تصرفات إسرائيل وحذروا من أن هذه القضية تشكل عبئاً سياسياً على إدارة ترمب وقاعدته الشعبية. هل ما يجري في جنبات «ماغا» بداية لتغير جوهري في السياسات الأميركية؟ الأكيد أن إسرائيل حظيت دائماً بدعم واسع النطاق من الحزبين الأميركيين الكبيرين، الجمهوري والديمقراطي، لكنَّ صعود حركة «ماغا» في عهد ترمب يتحدى الأسس الآيديولوجية لهذه «العلاقة الخاصة». لم يعد سراً القول إن السياسة الواقعية التي تتبناها حركة «جعل أميركا عظيمة مرة أخرى» تسعى إلى الحد من مشاركة الولايات المتحدة في الحروب الخارجية، بحيث تقتصر على تلك التي تؤثر بشكل مباشر على مصالحها، بخاصة الطبقة العاملة المتواضعة أو المتوسطة التي تشكل قاعدة ترمب. لا تبدو «ماغا» وحدها من يغير اتجاهاته السياسية في الداخل الأميركي، بل تجاوز الأمر إلى غيرها من المؤسسات. على سبيل المثال، دعت مؤسسة «هيرتاغ»، أو التراث، التي تعد العقل المفكر والناطق لحكومة ترمب، برئاسة كيفن روبرتس، إلى «إعادة توجيه علاقتها مع إسرائيل، من علاقة خاصة إلى شراكة استراتيجية متساوية». تأثيرات «ماغا»، بفعل الدراما غير المسبوقة في غزة، تمتد إلى أكثر وأشد الأطراف والأطياف السياسية الأميركية يمينيةً، فعل سبيل المثال، أصبحت النائبة مارغوري تايلور غرين أول عضو جمهوري في الكونغرس يصف أفعال إسرائيل في قطاع غزة بـ«الإبادة الجماعية والأزمة الإنسانية في غزة»، وعدّت ما يجري على الأرض هناك من أعمال وحشية لا يقل بشاعة عن هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. أبعد من ذلك، فقد دعت تايلور إلى إلغاء تمويل بقيمة 500 مليون دولار لنظام الدفاع الصاروخي. ولعل القارئ المعمق للأحداث يدرك كيف أن الدعم غير المشروط لإسرائيل، الذي عُدَّ لعقود طوال حقيقةً أساسيةً وفكرةً عضويةً، بات اليوم موضع تحدٍ من قبل قاعدة تراب الشعبوية، وعلى رأسها «ماغا»، وأصبحت استدعاءات «العلاقة الخاصة» تقع على آذان صماء. تبدو «ماغا» في طور إعادة قراءة معمقة لفكرة أميركا العظيمة، وما الذي جعلها عند لحظات بعينها عظيمة بالفعل. تبين سطور التاريخ الأميركي أن المثل والقدوة، الحرية والمصداقية، احترام استقلال الدول الويستفالية، تقديم الدعم الإنساني من غير براغماتية ضيقة النظرة، هي ما جعلت أميركا «الدولة التي لا يمكن الاستغناء عنها بالفعل» (Indispensable). اليوم يبدو الرئيس الأميركي في أزمة موازنة بين دعمه لبنيامين نتنياهو وحكومته، وثورة الشك وسط شباب «ماغا»، حول جدوى نصرة إسرائيل ظالمة غير مظلومة، ولهذا لم يكن هناك من مفر من اعترافه بأن هناك حالةً غير مقبولة من الجوع في غزة. ومن باب الحقائق القول إن نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس هو القوة الآيديولوجية الضاربة في هذه الإدارة، وهو في الوقت ذاته رجل مؤسسة «هيرتاغ» المفضل، وقد كان لافتاً للنظر في مناسبة أقيمت في ولاية أوهايو، الأسبوع قبل الماضي، ذهابه إلى مدى أبعد من تصريحات ترمب، إذ ناقش صوراً «مفجعة» لأطفال صغار يتضورون جوعاً بوضوح، وطالب إسرائيل بالسماح بدخول المزيد من المساعدات. ما الذي يجري داخل صفوف «ماغا»؟ أفضل من قدم جواباً مقبولاً، عالمُ السياسة والدبلوماسي الأميركي السابق مايكل مونتغمري، الذي عدَّ أن «أي شعب متحضر لا يرى في التجويع سلاحاً مشروعاً في الحرب».

ضربة للصادرات الأردنية: قرار أمريكي بفرض رسوم جمركية يهدد الاقتصاد الوطني  #عاجل
ضربة للصادرات الأردنية: قرار أمريكي بفرض رسوم جمركية يهدد الاقتصاد الوطني  #عاجل

جو 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • جو 24

ضربة للصادرات الأردنية: قرار أمريكي بفرض رسوم جمركية يهدد الاقتصاد الوطني #عاجل

جو 24 : مالك عبيدات _ أثار القرار التنفيذي الذي وقّعه الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية إضافية على واردات من أكثر من 67 دولة، من بينها ست دول عربية فقط، موجة من القلق في الأوساط الاقتصادية الأردنية، خاصة مع فرض رسوم بنسبة 15% على السلع الأردنية المصدّرة إلى السوق الأمريكي. الخبير الاقتصادي منير دية: القرار يشكل ضربة قوية للاقتصاد الأردني وفي تصريح خاص ل الأردن ٢٤ ، قال الخبير الاقتصادي منير دية إن هذا القرار ستكون له "تداعيات سلبية كبيرة وخطيرة على الصادرات الأردنية والاستثمارات الأجنبية"، مضيفاً أن "الإبقاء على الأردن ضمن هذه القائمة، في حين استُثنيت دول عربية أخرى كـ مصر والمغرب ولبنان ودول الخليج، يثير تساؤلات جدية حول أسباب هذا التمييز". 3.2 مليار دولار مهددة يُذكر أن قيمة الصادرات الأردنية السنوية إلى السوق الأمريكي تبلغ نحو 3.2 مليار دولار، أغلبها من قطاع الملابس والمنسوجات، الذي يعتمد على تنافسية السعر. ومع فرض هذه الرسوم، ستفقد المنتجات الأردنية ميزتها التنافسية، خاصة في ظل وجود دول منافسة آسيوية حصلت على تسهيلات جمركية مثل بنغلاديش وفيتنام والهند وكمبوديا. الاستثمارات في مهب الريح وأضاف دية أن "القرار الأمريكي يُنذر بإعادة تموضع الاستثمارات في المنطقة، حيث من المرجح أن تتوجه الاستثمارات الجديدة إلى دول لم تُفرض عليها رسوم، ما سيجعل من الأردن بيئة أقل جاذبية مقارنة بمحيطه". انتقاد لأداء الحكومة الأردنية وانتقد دية أداء الحكومة الأردنية، قائلاً: "لم تستطع حكومة الدكتور بشر الخصاونة خلال الفترة الماضية الوصول إلى تفاهمات مع الجانب الأمريكي لإعفاء الأردن من هذه الرسوم"، مشيراً إلى أن "اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين عام 2001 أصبحت مهددة بفقدان فعاليتها في ظل هذه التعديلات". دعوة لتحرك دبلوماسي واقتصادي عاجل وفي ختام حديثه، دعا دية إلى ضرورة "تحرك دبلوماسي واقتصادي سريع لإعادة التفاوض مع الولايات المتحدة"، بهدف حماية الصادرات الأردنية والمحافظة على الاستثمارات القائمة، إلى جانب البحث عن أسواق بديلة وتقوية الشراكات التجارية الإقليمية والدولية. تابعو الأردن 24 على

هجوم سيبراني واسع مصدره غزة يعطل مواقع إسرائيلية
هجوم سيبراني واسع مصدره غزة يعطل مواقع إسرائيلية

البوابة

timeمنذ ساعة واحدة

  • البوابة

هجوم سيبراني واسع مصدره غزة يعطل مواقع إسرائيلية

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت متأخر من ليل الجمعة/ السبت بتعرض مواقع إلكترونية إسرائيلية بارزة لهجوم سيبراني واسع قالت إن مصدره غزة. ووفق ما ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" فإن الهجوم أسفر عن تعطل مواقع وتغيير محتوى مواقع أخرى عبر رسائل حملت أبعادا سياسية قوية. واخترق الهجوم مواقع إسرائيلية كتب على صفحتها الرئيسية "الوقت ينفد" فيما ذيلت برسالة جاء فيها: "من قلب غزة، من قلب المقاومة التي لا تعرف الاستسلام. إن المجازر التي ترتكبونها، سيكون هناك رد واحد (عليها): المقاومة والسلاح والصمود حتى النهاية". ووفق استنتاجات الصحيفة فإن الرسالة اتسمت بنبرة نفسية حادة وموجهة، وحملت رسالة مفادها أن منفذي الهجوم ينتمون إلى إحدى فصائل المقاومة الفلسطينية. ووفق ما نقلت "الجزيرة" فإن صفحات بعض المواقع، حتى صباح اليوم، لا تزال خارج الخدمة تماما، وتظهر صفحاتها بيضاء خالية من المحتوى. ويشكل الهجوم امتدادا لحرب إلكترونية متصاعدة تسعى فصائل المقاومة من خلالها إلى التأثير على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، مستهدفة هذه المرة شريحة جماهيرية جديدة، وتحديدا محبي الرياضة ومتابعيها. المصدر: صحافة إسرائيلية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store