logo
باسيل "شك ع راسو"

باسيل "شك ع راسو"

اختار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل من كل لبنان جزين لكي "يشكّ العَلَم على أسوارها". وتحاشى أن يتلفظ بمثل هذه العبارة حتى في مسقط رأسه على الساحل الشمالي. وأكد بما لا يدعو الى الشك، ان العَلَم الذي تحدث عنه لم يكن سوى علم "حزب الله" الأصفر. كما اكد باسيل على أنه قبل أن ينشئ "الحزب" تنظيم ما يسمى "سرايا المقاومة" أنه عضو مؤسس له وهناك الكثير في تاريخ هذا الشخص ما يثبت هذا الأمر.
لا حاجة لهذا المقال معرفة نتائج المعركة التي دارت رحاها أمس في جزين. كما لا تعني نتائجها أن الذين توافدوا على صناديق الاقتراع معنيون بالعلم الأصفر. ما يهم هو التأكيد أن ما قاله مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "الحزب" الحاج وفيق صفا عن باسيل يبقى المرجع لتحديد حقيقة الأخير. ففي ذكرى توقيع "تفاهم مار مخايل" بين "التيار" و"الحزب"، صرح صفا لصحيفة "العهد" التابعة لـ"حزب الله" في شباط 2019 أن باسيل كان ينظر الى الأمين العام السيد حسن نصرالله على أنه من "القديسين". و أوضح صفا أنّ رئيس التيار "شقفة" من الرئيس ميشال عون لجهة المشاعر الجياشة التي يكنّها للسيد نصرالله، و"كما هو معروف أن الرئيس عون لا يستطيع إخفاء بريق عينيه في أي لقاء يجمعه بالسيد".
نشرت وكالة رويترز عشية الجولة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية تحقيقاً تحت عنوان "حزب الله" يسعى لتعزيز نفوذه في لبنان عبر الانتخابات مع تزايد دعوات نزع سلاحه". وجاء في التحقيق: "الانتخابات البلدية بالنسبة لـ"حزب الله" أكثر أهمية من أي وقت مضى، إذ تتزامن مع تزايد الدعوات لنزع سلاح الجماعة واستمرار الضربات الجوية الإسرائيلية، وفي وقت لا يزال فيه كثير من قاعدتها الانتخابية من الشيعة يئنون تحت وطأة تداعيات الصراع".
أضاف التقرير: "باتت الجماعة أضعف مما كانت عليه في السابق بعد مقتل قياداتها والآلاف من مقاتليها وتضاؤل نفوذها على الدولة اللبنانية بشكل كبير وتزايد نفوذ خصومها في البلاد. وفي مؤشر على مدى انقلاب الموازين، أعلنت الحكومة الجديدة أنها تهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة مما يعني ضرورة نزع سلاح "حزب الله" كما هو منصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل والذي توسطت فيه الولايات المتحدة".
ولفت التقرير الى أنه لطالما كان سلاح :"الحزب" مصدر انقسام في لبنان ما أشعل فتيل اقتتال قصير عام 2008".
وخلص تقرير رويترز الى الإشارة الى وزير الخارجية يوسف رجي الذي قال إنه تم إبلاغ لبنان بأنه لن تكون هناك مساعدات من المانحين الأجانب لإعادة الإعمار حتى يكون السلاح بيد الدولة وحدها. وفي السياق نفسه، ذكر مصدر دبلوماسي فرنسي أن إعادة الإعمار لن تتحقق إذا استمرت إسرائيل في القصف وإذا لم تتحرك الحكومة اللبنانية بالسرعة الكافية لنزع السلاح.
عاد باسيل في الوقت المناسب الى حظيرة "حزب الله" الذي يمر بظروف صعبة لا سابق لها. ولا يغيب عن البال ان تاريخ العلاقات التي قامت بين "التيار" أيام زمن المؤسس وبين الزعيم الأبرز لـ"الحزب"، نصرالله، كانت تنطلق من حاجة الجانبيّن لهذه العلاقات من دون الالتفات الى أن ما يفرقهما اكثر بكثير مما يجمعهما. وليس "حزب الله" وحده الذي يقاتل بضراوة كي لا يتم نزع السلاح منه، كذلك يمر "التيار" بمرحلة يائسة بعدما أدت تجربته الأخيرة في الحكم انه يكاد أن يمتلك حصرياً لقب "هذا من أوصل لبنان الى الجحيم". ولنتخيل من الآن فصاعداً عمّا يعدّه الطرفان المهزومان للوطن الذي جنى منهما الويلات؟
يجب الأخذ بالاعتبار أن "حزب الله" نجح في زيادة رأسماله بالتحاق "التيار الوطني الحر" به بعد حال من النكد السياسي العابر. ورسم نائب "الحزب" علي فياض معالم المرحلة ما بعد الانتخابات قائلاً: "لدينا ثقة مطلقة بخيارات مجتمعنا الجنوبي الذي أراد أن يعطي لصوته البلدي والإختياري بعداً مقاوماً، وأن يُضَمِّن خياره الإنمائي رسالة ثبات وصمود في وجه العدو "الإسرائيلي"، وكل المتواطئين معه أو الراضخين لإملاءاته وإملاءات حلفائه، وأنه رغم كل الضغوطات التي يتعرض لها عسكرياً ومالياً وتهجيرياً هو ماضٍ في تمسّكهِ بالمقاومة كخيار سيادي، ومع الثنائي الوطني كخيار سياسي".
لم ينتظر باسيل أن يقرأ تصريح فياض فكتب عبر حسابه على "أكس": "الجنوبيين عم يوجهوا رسالة التمسك بالأرض والتيار بصلب النسيج الجنوبي بيدعي للتصويت بكثافة ليبقى الجنوب حرّ لأهله، من الزهراني لصيدا لصور وبنت جبيل ومرجعيون والنبطية لجزين القلعة".
ما جمع بين "الحزب" و"التيار" أمس هو الصمت الكامل على استحقاق نزع السلاح خارج الدولة.
واذا ما قال باسيل أنه "شكّ العلم في جزين"، فهو عملياً قد "شكّ على رأسه" اذا كان بقي لديه رأس يفكر في مآل "تياره".
أحمد عياش -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ميشال سليمان: لقرار وطني من حزب الله بتسليم السلاح للدولة
ميشال سليمان: لقرار وطني من حزب الله بتسليم السلاح للدولة

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 29 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

ميشال سليمان: لقرار وطني من حزب الله بتسليم السلاح للدولة

قال الرئيس ميشال سليمان في تصريح: " احد مبارك واصدق التهاني للبنانيين وللحكومة لاجراء الانتخابات البلدية والاختيارية كما تقتضيه الديمقراطية. بالتزامن مع ذكرى التحرير عام ٢٠٠٠ وعلى اثر انتخابي رئيساً للجمهورية في ٢٥ ايار ٢٠٠٨ اعربت في خطاب قسمي عن ضرورة اقرار استراتيجية دفاعية بقيادة الدولة والاستفادة من طاقات المقاومة " لعدم استهلاك انجازاتها في صراعات داخلية ". اليوم وبعد النكبة التي حلت بلبنان من جراء حرب الاسناد، يتعين على حزب الله اتخاذ قرار وطني ينقذ لبنان ويحفظ ما تبقى من هذه الانجازات عبر الاعلان عن الغاء التنظيم العسكري وتسليم السلاح للدولة." انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

إقفال صناديق الاقتراع في محافظتي الجنوب والنبطية وبدء فرز الأصوات
إقفال صناديق الاقتراع في محافظتي الجنوب والنبطية وبدء فرز الأصوات

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

إقفال صناديق الاقتراع في محافظتي الجنوب والنبطية وبدء فرز الأصوات

أقفلت صناديق الاقتراع في المراكز كافة في محافظتي الجنوب والنبطية، وبدأت عملية الفرز مع انتهاء المرحلة الرابعة والاخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية. وأصدرت وزارة الداخلية والبلديات نسباً جديدة للاقتراع مع إقفال الصناديق: جزين: 41.37 % حاصبيا: 35.38 % مرجعيون: 30.40% بنت جبيل: 26.50% النبطية: 41.35% صور : .36% صيدا: 41% وطغت التزكية على الجولة الرابعة من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الجنوب والنبطية، ليغدو المشهد من دون إشكالات كبرى تُذكر باستثناء ما جرى في صيدا أمام مركز معروف سعد الثقافي حيث تدخلت القوى الأمنية. وسُجّل عدد من الشكاوى والمخالفات، معظمها إداري، حُلّت بالتنسيق مع وزارة الداخلية، وسُجّل أيضاً عدد من الإشكالات بين مرشحين على لوائح متنافسة، ومندوبي لوائح في شأن استقطاب المواطنين لاختيار لوائحهم. وبرز في انتخابات اليوم حيازة جزين وصيدا أعلى نسب اقتراع وفق وزارة الداخلية لغاية الساعة الثالثة بعد الظهر: صيدا: 23% صور: 21% جزين: 28% النبطية: 23% حاصبيا: 22% مرجعيون: 18% بنت جبيل: 16%. واكتسب حضور رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في الجنوب في اليوم الأخير من الاستحقاق البلدي والاختياري الأول منذ 9 سنوات، أهمية خاصة نظراً إلى أنه تزامن مع الذكرى الـ25 لتحرير الجنوب، والتصميم على إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية على الأراضي الجنوبية على الرغم من كل الاعتداءات والتحديات التي يشهدها هذا الجزء من الأراضي اللبنانية، ولكونها أيضاً المرة الأولى التي يمارس فيها الرئيس عون حقه الدستوري بعدما كان على مدى 40 عاماً يتولى حماية الاستحقاقات الانتخابية طوال خدمته في المؤسسة العسكرية. عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎ تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Annahar‎‏ (@‏‎annaharnews‎‏) ‎‏ ووجّه الرئيس عون من الأراضي الجنوبية رسائل عدّة أهمّها "أن إرادة الحياة أقوى من الموت وأن إرادة البناء أقوى من الهدم"، وأن "اليوم ليس فقط عيد التحرير بل عيد الديموقراطية والخيار الصحيح"، ودعا اللبنانيين إلى الاقتراع بكثافة، وحيّا صمود الجنوبيين على الرغم من كل التحديات التي يواجهونها، منوّهاً بعمل الأجهزة الأمنية والقضائية والموظفين المدنيين لمساهمتهم في إنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي من مرحلته الأولى في جبل لبنان حتى المرحلة الأخيرة اليوم في الجنوب. وأمل وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار أن تكون انتخابات الجنوب بداية لعودة الحياة. واعتبر أن "لبنان ينهض دائماً وها نحن نواكب انطلاق العملية الانتخابية بأمان ونعالج النواقص اللوجستية ومعظم الشكاوى حتى الآن لا تحمل طابعاً جدّياً". وقال خلال جولته مع انطلاق العملية الانتخابية في محافظتي الجنوب والنبطية: "وردت أمس شكاوى تبيّن لاحقاً أنّها لم تكن جدّية، وقمنا بعدد من التوقيفات بسبب تقديم رشى ونأمل أن تكون انتخابات الجنوب بداية لعودة الحياة". ولفت إلى أن "عدداً كبيراً من بلدات الجنوب فاز بالتزكية وأعمل مع الحكومة لإعادة تمويل الصندوق البلدي ونأمل أن نحلّ مشكلات تمويل الصناديق من أجل دعم البلديّات". وأردف: "هناك بعض النواقص اللوجستيّة في بعض الأماكن كما في البازوريّة ونتابعها". وأشار الى أنّ "وجود الجيش الإسرائيلي في الجنوب أمر مستنكر ومرفوض والحكومة تقوم بكلّ الجهود الممكنة، وضمانة انتخابات الجنوب هي دولة لبنان وشعبها الذي لم يقبل إلا أن يحضر بكلّ كثافة ليمارس حقه الديموقراطي". وقال الحجار: "الإعمار بدأ وبالنفوس قبل الحجر ورغم الإمكانات الضئيلة فإن إرادة الشعب أقوى". وتفقَّدَ قائد الجيش العماد رودولف هيكل غرفة العمليات المركزية في منطقة الجنوب في ثكنة محمد زغيب – صيدا، حيث استمع إلى إيجاز عن الإجراءات الأمنية التي تنفذها الوحدات العسكرية المنتشرة بهدف حفظ أمن العملية الانتخابية. كما تفقَّد قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة، واستمع إلى إيجاز عن الانتشار في قطاع عمل اللواء والتدابير الأمنية المتّخذة لمواكبة الانتخابات. وفي السياق، أكد العماد هيكل أن نجاح العملية الانتخابية يكتسب أهمية كبيرة في ظل التحديات الاستثنائية الحالية، وتوجّه إلى العسكريين بالقول: "إن نجاح العملية الانتخابية دليل على تمسُّك أهالي الجنوب بأرضهم، ووجود الجيش هو أحد أهم عوامل الاطمئنان والصمود بالنسبة إليهم". وأضاف: "رسالتنا هي أن الجيش يقف بحزم إلى جانب اللبنانيين، وأن العدو الإسرائيلي الذي يواصل انتهاكاته لسيادة لبنان واحتلاله جزءاً من أرضه لن يُثني المؤسسة العسكرية عن أداء مهماتها على أكمل وجه". مخالفات وارتفع عدد شكاوى الانتخابات البلدية إلى 177 بينها 153 إدارية و22 إعلامية و2 أمنية. العملية الانتخابية تواصلت في مدينة صيدا، وبقيت العين على نسب الاقتراع حتى إقفال الصناديق في السابعة مساءً. وسُجّل بعد ظهر اليوم حصول إشكال أمام مركز معروف سعد الثقافي بين عدد من المواطنين تطوّر إلى تلاسن وتدافع وتضارب وعلى الفور عملت القوى الأمنية على حلّه. وسُجلت بعض الشكاوى خصوصاً من ذوي الحاجات الخاصة الذين شكوا من أن المراكز الانتخابية لا تراعي أوضاعهم وهناك صعوبة لوصولهم إلى صناديق الاقتراع. ففي مركز مرجان على سبيل المثال، حُدّدت الطبقة الثانية للاقتراع الأمر الذي وجد فيه هؤلاء صعوبات، ما حملهم على الاستعانة بعناصر الإسعافات لإيصالهم إلى الصناديق. أيضاً سُجل ازدحام في بعض المراكز التي تغطي الأحياء الانتخابية الكبيرة وتعمل القوى الأمنية على تنظيم سير العملية الانتخابية منعاً لأيّ فوضى. كذلك حصل إشكال قرب مركز مدرسة الإنجيلية - الأميركان الانتخابي بين عدد من المواطنين، عمل الجيش اللبناني على فضّه. "النهار" واكبت اليوم الانتخابي لحظة بلحظة عبر شبكة مراسليها المنتشرين ميدانياً، ونقلت بالصوت والصورة مجريات العملية الانتخابية من مراكز الاقتراع حتى لحظة الإقفال وبدء الفرز. للاطلاع على التغطية اضغط هنا وواكبت "النهار" الأجواء الانتخابية في صيدا (زهير غدّار وغوى خيرالله) وتحدّث الزميل رضوان عقيل عن الرسائل السياسية في جزين وشبعا وتحدثت الزميلة بتول بزي من بنت جبيل - رميش ودير ميماس عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎ تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Annahar‎‏ (@‏‎annaharnews‎‏) ‎‏ ومن صيدا نقل الأجواء مراسل النهار زهير غدار عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎ تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Annahar‎‏ (@‏‎annaharnews‎‏) ‎‏ ومن جزين تابع الزميل جاد ومن النبطية تابع الزميل سمير صباغ المشهد الانتخابي عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎ تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Annahar‎‏ (@‏‎annaharnews‎‏) ‎‏ وتابع الزميل أحمد الزين الأجواء في صور عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎ تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Annahar‎‏ (@‏‎annaharnews‎‏) ‎‏

التكليف الشرعي ودوره في الانتخابات: أداة الثنائي الشيعي للتعبئة والحشد
التكليف الشرعي ودوره في الانتخابات: أداة الثنائي الشيعي للتعبئة والحشد

النهار

timeمنذ 3 ساعات

  • النهار

التكليف الشرعي ودوره في الانتخابات: أداة الثنائي الشيعي للتعبئة والحشد

في ظل الأجواء السياسية المتشنجة التي ترافق الاستحقاقات الانتخابية في لبنان، يعود الحديث مجدداً عن "التكليف الشرعي" كأداة تعبئة تستخدمها بعض القوى لتوجيه ناخبيها. هذا المفهوم، الذي يتداخل فيه الديني بالسياسي، يُطرح كموقف شرعي مُلزِم يصدر عن مرجع ديني أو "ولي فقيه"، ما يثير نقاشاً متجدّداً حول مشروعيته وحدوده في العمل السياسي، ومدى تأثيره على حرية الناخب وحقه في الاختيار. ولفهم خلفيات هذا المصطلح من زاوية دينية وفقهية واجتماعية، تحدث الشيخ ياسر عودة، عضو الهيئة الشرعية في مكتب المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، إلى "النهار"، موضحاً ماهيته وموقعه في الفقه الإسلامي، كما في الواقع السياسي الشيعي، حيث يثير هذا النوع من الخطاب إشكاليات تتصل بالسلطة والتعددية والقرار الحرّ. View this post on Instagram A post shared by Annahar (@annaharnews) ويبدأ الشيخ عودة بتعريف "التكليف الشرعي" بأنه كل ما أوجبه الله أو حرّمه أو رغّب فيه أو كرهه أو أباحه، ويُستنبط من مصادر التشريع الإسلامي: القرآن الكريم، والسنة النبوية، والعقل، والإجماع. ويشدّد على أن إصدار هذا النوع من الأحكام يتطلب أهلية علمية عالية، ولا يجوز أن يصدر إلا عن الفقهاء المؤهّلين. لكن حين يتصل التكليف بالشأن السياسي، تتفاوت المواقف. فبحسب عودة، يرتبط الأمر بمن يقول بـ"الولاية العامة للفقيه"، أي إن للفقيه صلاحيات شاملة تشمل إدارة شؤون الدولة والمجتمع. ووفق هذا الرأي، يمكن أن يُعتبر توجيه الناخبين نحو انتخاب لائحة معيّنة تكليفاً شرعياً واجباً. إلا أن هذا الرأي ليس موضع إجماع، إذ هناك فقهاء، كالسيد السيستاني، لا يقولون بالولاية العامة، بل يحصرونها بالشأنين الديني والفقهي الفردي، ويرفضون استخدام الدين لتوجيه الناس في خياراتهم السياسية. ويضيف عودة أن البيئة الشيعية، ولا سيما تلك المرتبطة بـ"حزب الله"، غالباً ما تلتزم بهذا النوع من التكليف إذا صدر، كأن يُطلب منها التصويت للائحة معيّنة. لكنه يطرح سؤالاً: هل صدر مثل هذا التكليف فعلاً في الانتخابات البلدية الحالية؟ وفق ما ينقله عن بعض مسؤولي الحزب، فإن التوجّه المعلن هو ترك الأمور للعائلات والتوافقات المحلية، مع السعي إلى تمثيل الجميع، بما في ذلك العائلات الصغيرة، ولا سيما في الاستحقاقات البلدية والاختيارية. غير أن الواقع على الأرض، بحسب عودة، يكشف أن كثرة المرشحين وتنوّع الانتماءات يفرضان معايير خاصة لدى الحزب لاختيار الأسماء، ما يؤدّي إلى تشكّل عدة لوائح، ويدفع لاحقاً إلى اللجوء إلى "التكليف الشرعي" كوسيلة لحسم التباينات، كما حدث في انتخابات بيروت. وفي هذا السياق، يرى الشيخ عودة أن ما جرى في بيروت أظهر بوضوح حجم التناقضات بين الأحزاب، إذ لا توجد علاقة ودّية بين القوات اللبنانية وحزب الله، بل تنافر واضح، ومع ذلك توافق الطرفان على لائحة واحدة باسم "بيروت بتجمعنا". وهنا يطرح عودة تساؤلات مشروعة: هل كانت البيئات الحزبية مقتنعة بهذا التوافق؟ ويجيب: "لا البيئة الشيعية المؤيدة لحزب الله كانت مقتنعة تماماً، ولا بيئة القوات كذلك". من هنا، برز "التكليف الشرعي" كأداة لإلزام جمهور الحزب بالاقتراع، حتى وإن لم يكن الأمر نابعاً من قناعة تامة. ويرى الشيخ عودة أن استخدام "التكليف الشرعي" في السياسة لا يختلف جوهرياً عن أسلوب الأحزاب في توجيه ناخبيها، معتبراً أن الفارق الوحيد هو الطابع الديني للخطاب. فهو يشبه بين من يلتزم بتوجيه "الوليّ الفقيه" في حزب الله، وبين من يلتزم بتوجيه حزبي سياسي مختلف، مثل من يتبع رئيس حزب التيار الوطني الحر أو القوات اللبنانية. ويقول: "في النهاية، الجميع يطيعون زعماءهم، سواء غُلّف الخطاب بالدين أم لا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store