
عيد الشباب.. لحظة تأمل في طاقات الأمة الحية
بمناسبة عيد الشباب، نقف وقفة تأمل واعتزاز بهذه الفئة الحيوية التي تعد القلب النابض للمجتمع، والعنصر الأساسي في بناء الحاضر وصناعة المستقبل، فالشباب ليسوا فقط امتدادا طبيعيا للأمة، بل هم عمادها وسر نهضتها، والركيزة التي تبنى عليها طموحات التنمية والتقدم.
تجمع كل التجارب الناجحة في العالم على أن الإستثمار في الشباب هو الإستثمار الأنجع لبناء أوطان قوية ومتقدمة.
فالشباب يتميزون بالحيوية، والطاقة، والقدرة على التعلم والتكيّف، فضلا عن الطموح الذي يدفعهم نحو التجديد والإبداع. لذا، فإن الدول التي تسعى إلى تحقيق التنمية الشاملة، تضع الرأسمال البشري وتمكين الشباب على رأس أولوياتها، وتسعى إلى إشراكهم في مختلف جوانب الحياة الإقتصادية، والإجتماعية، والسياسية.
حيث تركز التنمية البشرية التي تلعب دورا محوريا في النهوض بالمجتمعات، على تطوير الإنسان باعتباره الفاعل الرئيسي في عملية التنمية، وفي هذا السياق، يبرز دور الشباب باعتبارهم الفئة الأكثر ديناميكية وتأثيرا، من خلال مساهماتهم في:
– الإقتصاد والإنتاج: فالشباب يشكلون النسبة الأكبر من القوى العاملة، وهم الأقدر على التكيف مع متطلبات سوق العمل الحديث.
– الإبتكار والتجديد: حيث يبدعون في مجالات التكنولوجيا، وريادة الأعمال، والصناعات الإبداعية…
– العمل المدني والتطوعي: من خلال مشاركتهم في الجمعيات، والمبادرات الشبابية، والعمل الإجتماعي، مما يعزز روح المواطنة والإنتماء.
– نشر الوعي والمبادئ الإنسانية: باعتبارهم الأكثر تفاعلا مع قضايا العصر، مثل البيئة، المساواة، والعدالة الإجتماعية…
ولطالما أولى جلالة الملك محمد السادس نصره الله، اهتماما بالغا بالشباب، إدراكا منه لدورهم الجوهري في نهضة الوطن وتقدمه، وقد أكد في العديد من خطبه السامية على ضرورة إدماج الشباب في مسار التنمية، وتأهيلهم ليكونوا فاعلين في التحول الإقتصادي والإجتماعي الذي تعرفه المملكة.
وفي خطابه السامي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب لسنة 2018، قال جلالته:
'إن ما يبعث على الإرتياح، أن لدينا جيلا جديدا من الشباب، يتمتع بروح الوطنية العالية، والتزامه القوي، بمسؤولياته تجاه وطنه. جيل متشبع بقيم الإنفتاح، والتميز، والإبتكار…'
كما دعا جلالته في خطاب العرش لسنة 2019 إلى:
'إعادة النظر في نموذجنا التنموي لجعله أكثر قدرة على الإستجابة لتطلعات المواطنين، وخاصة الشباب…'
هذه العناية الملكية المتواصلة تعكس إرادة قوية في جعل الشباب في صلب السياسات العمومية، من خلال دعم التعليم والتكوين، وتيسير الولوج إلى سوق الشغل، وتحفيز ريادة الأعمال، وتمكين الشباب من آليات المشاركة المواطنة.
ولتمكين الشباب من أداء أدوارهم التنموية، يمكن توفير بيئة داعمة تضمن لهم:
– تعليما عالي الجودة، يربط بين المعرفة والمهارات العملية.
– فرص تدريب وتأهيل مهني مستمر، تتماشى مع سوق الشغل المتغير.
– دعم المشاريع والمبادرات الشبابية، عبر تسهيلات مالية ومرافقة إدارية.
– فضاءات للمشاركة في صنع القرار، سواء على المستوى المحلي أو الوطني، ما يعزز ثقتهم في أنفسهم وفي مؤسساتهم.
إن الإحتفال بعيد الشباب ليس مجرد تقليد سنوي، بل هو دعوة لتجديد الثقة في طاقات الشباب، وتحفيزهم على الإنخراط الفعلي في مسيرة بناء الوطن، فالشباب هم أمل الأمة في غد أفضل، وهم القوة التي إن أحسنا توجيهها واستثمارها، سنصل بها إلى أعلى مراتب التقدم والرقي.
فلنجعل من عيد الشباب محطة انطلاق جديدة نحو التمكين، والثقة، والتنمية، تحت القيادة الرشيدة لمبدع مسيرة التنمية صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ناظور سيتي
منذ 6 ساعات
- ناظور سيتي
المنتدى الدنماركي المغربي يهنئ جلالة الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب
المزيد من الأخبار المنتدى الدنماركي المغربي يهنئ جلالة الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب ناظورسيتي: إلياس حجلة بمناسبة حلول ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب، أرسل المنتدى الدنماركي المغربي، برئاسة السيد مصطفى الطيبي، رسالة تهنئة إلى جلالة الملك محمد السادس، تضمنت تأكيد المنتدى على هذه المناسبتين الوطنيتين وأهميتهما في تاريخ المملكة. نص الرسالة: يتقدم رئيس المنتدى الدنماركي المغربي، السيد مصطفى الطيبي، أصالة عن نفسه ونيابة عن كافة أعضاء المنتدى، بأسمى عبارات التهاني والتبريكات، إلى المقام العالي بالله، مولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بمناسبة حلول الذكرى المجيدة لثورة الملك والشعب، التي تشكل محطة خالدة في تاريخ المملكة، تجسد التلاحم الوثيق بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الأبي، في سبيل الحرية والاستقلال. كما يتقدم المنتدى بالتهنئة الحارة إلى جلالة الملك والشعب المغربي قاطبة بمناسبة عيد الشباب السعيد، هذه الذكرى الغالية التي تتجدد فيها معاني الولاء والوفاء، ويجدد فيها أبناء الوطن العهد لجلالته، مجسدين بذلك أسمى معاني المواطنة الحقة، والإخلاص للعرش العلوي المجيد. وبهذه المناسبة الوطنية المزدوجة، نسأل الله عز وجل أن يعيدها على جلالة الملك حفظه الله وأدام عزه، وهو يرفل بثوب الصحة والعافية، وأن يُمتع جلالته بطول العمر، وأن يُقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد أزره بصنوه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. حفظ الله مولانا الإمام بما حفظ به الذكر الحكيم، وأدام على بلدنا نعمة الأمن والاستقرار، إنه سميع مجيب.


كش 24
منذ 6 ساعات
- كش 24
مندوبية السجون تكذّب ادعاءات صحيفة إسبانية بخصوص استفادة إرهابي من العفو الملكي
ردت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج على مقال نشرته جريدة La Gaceta الإسبانية، يوم الأربعاء 21 غشت، والذي ادعى أن أحد الموقوفين مؤخرا ببلدة Vallfogona de Balaguer (إقليم ليريدا) سبق له الاستفادة من عفو ملكي بالمغرب. وأوضحت المندوبية، في بلاغ توضيحي، أن هذه المزاعم عارية من الصحة، مؤكدة أن المعني بالأمر لم يستفد من العفو الملكي السامي بمناسبة الذكرى العشرين لاعتلاء الملك محمد السادس العرش، لسبب بسيط وهو أنه لم يكن معتقلا في ذلك التاريخ. وكشفت المندوبية أن المواطن المذكور تم توقيفه بتاريخ 28 مارس 2017 بتهم مرتبطة بالتحريض على أفعال إرهابية، والإشادة بأعمال إرهابية وتنظيم إرهابي، حيث قضى عقوبة حبسية مدتها ستة أشهر كاملة بين 28 مارس و16 شتنبر 2017، دون أن يشمله أي عفو ملكي. وشددت المندوبية في بلاغها على أن ما ورد في الصحيفة الإسبانية ادعاءات لا أساس لها من الصحة، معتبرة أنها تدخل في إطار "حملة منظمة من بعض الأوساط الإسبانية" تسعى إلى التشويش على العلاقات الممتازة القائمة بين المغرب وإسبانيا.


حزب الأصالة والمعاصرة
منذ 6 ساعات
- حزب الأصالة والمعاصرة
المرابط: ذكرى 20 غشت محطة خالدة لتعزيز قيم التضحية وبناء مغرب مزدهر بقيادة جلالة الملك محمد السادس
أكد النائب البرلماني عن دائرة المضيق-الفنيدق، محمد العربي المرابط، أن ذكرى ثورة الملك والشعب التي يخلدها المغاربة في 20 غشت من كل سنة، تشكل محطة خالدة في تاريخ المغرب الحديث، ورمزا لقوة التلاحم بين العرش والشعب في مواجهة الاستعمار وصناعة الاستقلال. وأوضح المرابط أن هذه المناسبة الوطنية العزيزة تجسد درسا متجددا في التضحية والوطنية والإخلاص، وتعتبر فرصة لتجديد العهد على الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، والإسھام في إنجاح الأوراش التنموية والإصلاحية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. وأضاف أن تخليد ذكرى ثورة الملك والشعب لا يقتصر على استحضار الماضي المجيد، بل يشكل أيضا مناسبة لاستلهام الدروس والعبر من تضحيات الأجداد، وتجديد الالتزام الجماعي بمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز قيم العدالة المجالية والتنمية المستدامة. وأشار إلى أن عمالة المضيق-الفنيدق تعرف بدورها دينامية اقتصادية وتنموية متجددة بفضل المشاريع الكبرى التي يتم إطلاقها في مجالات السياحة والصناعة والتشغيل، مبرزا أن هذه الأوراش تندرج في إطار تنزيل التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى خلق بدائل اقتصادية وتنويع مصادر الدخل وتعزيز إشعاع المنطقة. وختم المرابط تصريحه بالتأكيد على أن ساكنة دائرة المضيق- الفنيدق تتقاسم مع باقي مكونات الشعب المغربي مشاعر الفخر والاعتزاز بذكرى ثورة الملك والشعب، مبرزا أن هذه المناسبة تمثل دافعا لمضاعفة الجهود في سبيل بناء مغرب متقدم ومزدهر يضمن الكرامة والعيش الكريم لكل المواطنين. مراد بنعلي